وصية له عليه السلام ( 2 ) لأصحابه علّمهم فيها آداب الدين و الدنيا

أَيُّهَا النَّاسُ ، اتَّقُوا بَاطِلَ الأَمَلِ ، فَ [ 2 ] [ 8 ] رُبَّ مُسْتَقْبِلٍ يَوْمَاً لَيْسَ بِمُسْتَدْبِرِهِ ، وَ مَغْبُوطٍ في أَوَّلِ لَيْلِهِ ، قَامَتْ بَوَاكيهِ في آخِرِهِ .

تَزَوَّدُوا مِنَ الدُّنْيَا التَّقْوى فَإِنَّهَا خَيْرُ مَا تَزَوَّدْتُمُوهُ مِنْهَا [ 3 ] .

[ 9 ] إِتَّقُوا مَعَاصِيَ اللَّهِ فِي الْخَلَوَاتِ ، فَإِنَّ الشَّاهِدَ هُوَ الْحَاكِمُ .

وَ ارْغَبُوا فيمَا عِنْدَ اللَّهِ ، وَ اطْلُبُوا مَرْضَاتِهِ وَ طَاعَتَهُ ، وَ اصْبِرُوا عَلَيْهِمَا ، فَمَا أَقْبَحَ بِالْمُؤْمِنِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَ هُوَ مَهْتُوكُ السِّتْرِ .

لاَ تُعْيُونَا في طَلَبِ الشَّفَاعَةِ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِسَبَبِ مَا قَدَّمْتُمْ ، وَ لاَ تَفْضَحُوا أَنْفُسَكُمْ عِنْدَ عَدُوِّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَ لاَ تُكَذِّبُوا أَنْفُسَكُمْ عِنْدَهُمْ في مَنْزِلَتِكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بِالْحَقيرِ مِنَ الدُّنْيَا .

تَمَسَّكُوا بِمَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ بِهِ ، فَمَا بَيْنَ أَحَدِكُمْ وَ بَيْنَ أَنْ يُغْتَبَطَ وَ يَرى مَا يُحِبُّ إِلاَّ أَنْ يَحْضُرَهُ رَسُولُ اللَّهِ ، وَ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَ أَبْقى 1 ، وَ تَأْتِيَهُ الْبِشَارَةُ ، وَ اللَّهِ ، فَتَقِرُّ عَيْنُهُ ، وَ يُحِبُّ لِقَاءَ اللَّهِ [ 5 ] .

[ 10 ] أُذْكُرُوا عِنْدَ الْمَعَاصِي [ 6 ] انْقِطَاعَ [ 7 ] اللَّذَّاتِ ، وَ بَقَاءَ التَّبِعَاتِ .

لاَ تَدَعُوا ذِكْرَ اللَّهِ في كُلِّ مَكَانٍ ، وَ لاَ عَلى كُلِّ حَالٍ .

[ 8 ] من : ربّ إلى : آخره ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 380 .

[ 9 ] من : إتّقوا إلى : الحاكم ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 324 .

[ 10 ] من : أذكروا إلى : التّبعات ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 433 .

[ 1 ] ورد في العقد الفريد لابن عبد ربه ج 3 ص 102 . باختلاف .

[ 2 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 140 . باختلاف .

[ 3 ] ورد في الخصال للصدوق ص 630 . و تحف العقول للحرّاني ص 85 .

-----------
( 1 ) القصص ، 60 .

[ 5 ] ورد في الخصال للصدوق ص 614 . و تحف العقول للحرّاني ص 74 .

[ 6 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 132 .

[ 7 ] ذهاب . ورد في المصدر السابق .

[ 704 ]

إِذَا وَسْوَسَ الشَّيْطَانُ إِلى أَحَدِكُمْ فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ ، وَلْيَقُلْ : آمَنْتُ بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ مُخْلِصاً لَهُ الدّينَ .

إِلْزَمُوا الصِّدْقَ فَإِنَّهُ مَنْجَاةٌ .

لاَ تَقيسُوا الدّينَ فَإِنَّ مِنَ الدّينِ مَا لاَ يُقَاسُ .

وَ سَيَأْتي قَوْمٌ يَقيسُونَ الدّينَ وَ هُمْ أَعْدَاؤُهُ .

وَ أَوَّلُ مَنْ قَاسَ إِبْليسُ .

إِنْتَظِرُوا الْفَرَجَ ، وَ لاَ تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ، فَإِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ انْتِظَارُ الْفَرَجِ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ [ 1 ] .

[ 5 ] اَلصَّلاَةُ قُرْبَانُ كُلِّ تَقِيٍّ .

وَ الْحَجُّ جِهَادُ كُلِّ ضَعيفٍ .

وَ جِهَادُ الْمَرْأَةِ حُسْنُ التَّبَعُّلِ .

وَ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ زَكَاةٌ ، وَ زَكَاةُ الْبَدَنِ الصِّيَامُ .

وَ زَكَاةُ الْعَقْلِ احْتِمَالُ الْجُهَّال .

وَ زَكَاةُ الْيَسَارِ بِرُّ الْجيرَانِ وَ صِلَةُ الأَرْحَامِ .

وَ زَكَاةُ الصِّحَّةِ السَّعْيُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ .

وَ زَكَاةُ الشَّجَاعَةِ الْجِهَادُ في سَبيلِ اللَّهِ .

وَ زَكَاةُ السُّلْطَانِ إِغَاثَةُ الْمَلْهُوفِ .

وَ زَكَاةُ النِّعَمِ اصْطِنَاعُ الْمَعْرُوفِ [ 2 ] .

[ 6 ] اَلْفَقْرُ مَعَ الدَّيْنِ هُوَ [ 3 ] الْمَوْتُ الأَحْمَرُ ، وَ الشَّقَاءُ [ 4 ] الأَكْبَرُ .

وَ [ 7 ] قِلَّةُ الْعِيَالِ أَحَدُ الْيَسَارَيْنِ .

[ 5 ] من : الصّلاة إلى : التّبعّل ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 136 .

[ 6 ] من : الفقر إلى : الأكبر ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 163 .

[ 7 ] من : قلّة إلى : اليسارين ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 141 .

[ 1 ] ورد في الخصال للصدوق ص 615 و 616 و 624 . و تحف العقول للحرّاني ص 74 و 75 . باختلاف .

[ 2 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 425 . باختلاف .

[ 3 ] ورد في المصدر السابق ص 47 . باختلاف يسير .

[ 4 ] ورد في المصدر السابق ص 47 و ج 2 ص 578 . و مصادر نهج البلاغة للخطيب ج 4 ص 140 عن العياشي . باختلاف يسير .

[ 705 ]

اَلتَّقْديرُ [ 1 ] نِصْفُ الْعَيْشِ [ 2 ] . وَ [ 10 ] التَّوَدُّدُ إِلَى النَّاسِ [ 3 ] نِصْفُ الْعَقْلِ . وَ [ 11 ] الْهَمُّ نِصْفُ الْهَرَمِ .

[ 12 ] مَا عَالَ امْرُؤٌ اقْتَصَدَ . وَ مَا عَطَبَ امْرُؤٌ اسْتَشَارَ .

اَلصَّدَقَةُ جُنَّةٌ عَظيمَةٌ ، وَ حِجَابٌ لِلْمُؤْمِنِ مِنَ النَّارِ ، وَ وِقَايَةٌ لِلْكَافِرِ مِنْ تَلْفِ الْمَالِ ، تُعَجِّلُ لَهُ الْخَلَفَ ، وَ تَدْفَعُ السُّقْمَ عَنْ بَدَنِهِ ، وَ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ نَصيبٍ [ 4 ] .

[ 13 ] إِذَا أَمْلَقْتُمْ فَتَاجِرُوا اللَّهَ بِالصَّدَقَةِ .

[ 14 ] إِسْتَنْزِلُوا الرٍّزْقَ بِالصَّدَقَةِ .

دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ [ 5 ] . وَ [ 15 ] سُوسُوا إيمَانَكُمْ بِالصَّدَقَةِ ، وَ ثَقِّلُوا مَوَازينَكُمْ بًالصَّدَقَةِ [ 6 ] ،

وَ حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ ، وَ ادْفَعُوا أَمْوَاجَ [ 7 ] الْبَلاَءِ [ 8 ] بِالدُّعَاءِ .

فَوَ الَّذي فَلَقَ الْحَبَّةَ ، وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ ، لَلْبَلاَءُ أَسْرَعُ إِلَى الْمُؤْمِنِ مِنَ السَّيْلِ مِنْ أَعْلَى التَّلْعَةِ إِلى أَسْفَلِهَا ، أَوْ مِنْ رَكْضِ الْبَرَاذينِ .

سَلُوا الْعَافِيَةَ مِنْ جُهْدِ الْبَلاَءِ ، فَإِنَّ جُهْدَ الْبَلاَءِ ذَهَّابُ الدّينِ .

أَكْثِرُوا الاسْتِغْفَارَ فَإِنَّهُ يَجْلُبُ الرِّزْقَ ، وَ قَدِّمُوا مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ عَمَلِ الْخَيْرِ تَجِدُوهُ غَداً .

تَوَقُّوا الذُّنُوبَ ، فَمَا مِنْ بَلِيَّةٍ وَ لاَ نَقْصِ رِزْقٍ إِلاَّ بِذَنْبٍ ، حَتَّى الْخَدْشَ وَ النَّكْبَةَ وَ الْمُصيبَةَ . فَإِنَّ اللَّهَ جَلَّ ذِكْرُهُ يَقُولُ : مَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْديكُمْ وَ يَعْفُو عَنْ كَثيرٍ [ 9 ] .

[ 10 ] التّودّد نصف العقل ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 142 .

[ 11 ] الهمّ نصف الهرم ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 143 .

[ 12 ] ما عال امرؤ اقتصد ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 140 .

[ 13 ] من : إذا أملقتم إلى : بالصّدقة ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 258 .

[ 14 ] إستنزلوا الرّزق بالصّدقة ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 137 .

[ 15 ] من : سوسوا إلى : بالدّعاء ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 146 .

[ 1 ] التّدبير . ورد في كنز العمال للهندي ج 3 ص 49 و ج 16 ص 114 .

[ 2 ] ورد في المصدر السابق . و الخصال ص 620 . و المواعظ ص 123 . و نثر الدرّ ج 1 ص 356 . و تحف العقول ص 79 . باختلاف .

[ 3 ] ورد في الخصال للصدوق ص 620 . و تحف العقول للحرّاني ص 79 . باختلاف بين المصادر .

[ 4 ] ورد في

[ 5 ] ورد في عيون الأخبار ج 7 ص 45 . و الخصال ص 620 . و نثر الدرّ ج 1 ص 155 و 167 . و تحف العقول ص 78 .

[ 6 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 367 .

[ 7 ] أنواع . ورد في نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 155 .

[ 8 ] إرفعوا أفواج البلايا . ورد في

[ 9 ] الشورى ، 30 . و ورد إحذروا الذّنوب ، فإنّ العبد يذنب الذّنب فيحبس عنه الرّزق في

[ 706 ]

تُوبُوا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ادْخُلُوا في مَحَبَّتِهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُحِبُّ التَّوَّابينَ وَ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرينَ .

وَ الْمُؤْمِنُ مُنيبٌ وَ تَوَّابٌ .

بَابُ التَّوْبَةِ مَفْتُوحٌ لِمَنْ أَرَادَهَا ، فَ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ 1 .

اَلدُّعَاءُ يَرُدُّ الْقَضَاءَ الْمُبْرَمِ ، فَاتَّخِذُوهُ عُدَّةً ، وَ اسْتَعْمِلُوهُ .

تَقَدَّمُوا فِي الدُّعَاءِ قَبْلَ نُزُولِ الْبَلاَءِ ، فَإِنَّهُ تُفَتَّحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ في سِتَّةِ مَوَاقِفَ :

عِنْدَ نُزُولِ الْغَيْثِ .

وَ عِنْدَ الزَّحْفِ .

وَ عِنْدَ الأَذَانِ .

وَ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ .

وَ مَعَ زَوَالِ الشَّمْسِ .

وَ عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ [ 2 ] .

[ 4 ] مَا الْمُبْتَلَى الَّذي قَدِ اشْتَدَّ بِهِ الْبَلاَءُ بَأَحْوَجَ [ 3 ] إِلَى الدُّعَاءِ مِنَ الْمُعَافَى الَّذي لاَ يَأْمَنُ الْبَلاَءَ .

مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلى رَبِّهِ حَاجَةٌ فَلْيَطْلُبْهَا في ثَلاَثِ سَاعَاتٍ :

سَاعَةٍ في يَوْمِ الْجُمُعَةِ .

وَ سَاعَةٍ تَزُولُ الشَّمْسُ ، حينَ تَهُبُّ الرّيحُ ، وَ تُفَتَّحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، وَ تُنَزَّلُ الرَّحْمَةُ ، وَ يُصَوِّتُ الطَّيْرُ .

وَ سَاعَةٍ في آخِرِ اللَّيْلِ عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ ، فَإِنَّ مَلَكَيْنِ يُنَادِيَانِ :

هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَيُتَابُ عَلَيْهِ ؟ .

هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَيُعْطى ؟ .

[ 4 ] من : ما المبتلى إلى : يأمن البلاء ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 302 .

-----------
( 1 ) التحريم ، 8 .

[ 2 ] ورد في الخصال ص 612 و 615 . و تحف العقول ص 75 و 76 و 77 و 88 . و إرشاد القلوب ج 1 ص 149 . و كنز العمال ج 15 ص 844 . و الدر المنثور ج 6 ص 234 . باختلاف بين المصادر .

[ 3 ] أحقّ . ورد في كتاب المواعظ للصدوق ص 93 .

[ 707 ]

هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَيُغْفَرُ لَهُ ؟ .

هَلْ مِنْ طَالِبِ حَاجَةٍ فَتُقْضى لَهُ ؟ .

فَأَجيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ .

تَوَكَّلُوا عَلَى اللَّهِ عِنْدَ رُكْعَتَي الْفَجْرِ بَعْدَ فَرَاغِكُمْ مِنْهَا ، فَفيهَا تُعْطَى الرَّغَائِبُ .

وَ اطْلُبُوا الرِّزْقَ فيمَا بَيْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلى طُلُوعِ الشَّمْسِ ، فَإِنَّهُ أَسْرَعُ لِطَلَبِ الرِّزْقِ مِنَ الضَّرْبِ فِي الأَرْضِ ، وَ هِيَ السَّاعَةُ الَّتي يَقْسِمُ اللَّهُ فيهَا الأَرْزَاقَ بَيْنَ عِبَادِهِ .

مَنْ قَرَأَ : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، مِنْ قَبْلِ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ عَشْرَ مَرَّاتٍ ، وَ مِثْلَهَا : إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَ مِثْلَهَا آيَةَ الْكُرْسِيِّ ، مَنَعَ مَالَهُ مِمَّا يَخَافُ عَلَيْهِ .

وَ مَنْ قَرَأَ : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ : إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ ، لَمْ يُصِبْهُ في ذَلِكَ الْيَوْمِ ذَنْبٌ وَ إِنْ جَهِدَ إِبْليسُ .

اَلْمُنْتَظِرُ وَقْتَ الصَّلاَةِ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ زُوَّارِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ تَعَالى أَنْ يُكْرِمَ زَائِرَهُ ، وَ أَنْ يُعْطِيَهُ مَا سَأَلَ .

إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ حَاجَةَ فَلْيُبَكِّرْ في طَلَبِهَا يَوْمَ الْخَميسِ ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قَالَ : اَللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتي في بُكُورِهَا يَوْمَ الْخَميسِ .

وَ لِيَقْرَأْ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ : إِنَّ في خَلْقِ السَّموَاتِ وَ الأَرْضِ وَ اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ 1 ، إِلى قَوْلِهِ : إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْميعَادَ 2 ، وَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ ، وَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَ أُمَّ الْكِتَابِ ، فَإِنَّ فيهَا قَضَاءُ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَ الآخِرَةِ .

اَلسُّؤَالُ بَعْدَ الْمَدْحِ ، فَامْدَحُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ سَلُوهُ الْحَوَائِجَ ، وَ أَثْنُوا عَلَيْهِ قَبْلَ طَلَبِهَا .

يَا صَاحِبَ الدُّعَاءِ ، لاَ تَسْأَلْ مَا لاَ يَكُونُ وَ لاَ يَحِلُّ .

سَارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّموَاتُ وَ الأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقينَ 3 ، وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ لَنْ تَنَالُوهَا إِلاَّ بِالتَّقْوى .

مَنْ كَمُلَ عَقْلُهُ حَسُنَ عَمَلُهُ ، وَ نَظَرَ إِلى دينِهِ .

-----------
( 1 ) آل عمران ، 190 .

-----------
( 2 ) آل عمران ، 194 .

-----------
( 3 ) آل عمران 133 .

[ 708 ]

مَنْ صَدِئَ بِالإِثْمِ عَشِيَ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ .

مَنْ تَرَكَ الأَخْذَ عَنْ أَمْرِ اللَّهِ بِطَاعَتِهِ قَيَّضَ اللَّهُ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرينٌ .

أَخْبَثُ الأَعْمَالِ مَا وَرَّثَ الضَّلاَلَ ، وَ خَيْرُ مَا اكْتُسِبَ أَعْمَالُ الْبِرِّ .

أَنْتُمْ عُمَّارُ الأَرْضِ الَّذينَ اسْتَخْلَفَكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فيهَا لِيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ، فَرَاقِبُوهُ فيمَا يَرى مِنْكُمْ .

عَلَيْكُمْ بِالْمَحَجَّةِ الْعُظْمى فَاسْلُكُوهَا ، لاَ تَسْتَبْدِلْ بِكُمْ غَيْرَكُمْ .

إِنَّ الْحِجَامَةَ تُصِحُّ الْبَدَنَ ، وَ تَشُدُّ الْعَقْلَ .

أَخْذُ الشَّارِبِ مِنَ النَّظَافَةِ ، وَ هُوَ مِنَ السُّنَّةِ .

وَ الطّيبُ فِي الشَّارِبِ مِنْ أَخْلاَقِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، وَ كَرَامَةٌ لِلْكَاتِبينَ [ 1 ] .

[ 6 ] نِعْمَ الطّيبُ الْمِسْكُ ، خَفيفٌ مَحْمِلُهُ ، عَطِرٌ ريحُهُ .

وَ الدَّهْنُ بِالزَّيْتِ يُلينُ الْبَشَرَةَ ، وَ يَزيدُ فِي الدِّمَاغِ وَ الْعَقْلِ ، وَ يُسَهِّلُ مَجَارِيَ الْمَاءِ [ 2 ] ، وَ يَذْهَبُ بِالْقَشَفِ [ 3 ] ، وَ يُصَفِّي [ 4 ] اللَّوْنَ .

اَلسِّوَاكُ مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ ، وَ مُطَيِّبَةٌ لِلْفَمِ ، [ وَ ] يُذْهِبُ الْبَلْغَمَ ، وَ هُوَ مِنْ سُّنَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ .

وَ غَسْلُ الرَّأْسِ بِالْخَطْمِيِّ يَذْهَبُ بِالدَّرَنِ ، وَ يَنْفِي الأَقْذَارَ .

وَ الْمَضْمَضَةُ وَ الاِسْتِنْشَاقُ بِالْمَاءِ عِنْدَ الطُّهُورِ سُنَّةٌ ، وَ طُهُورٌ لِلْفَمِ وَ الأَنْفِ .

وَالسُّعُوطُ مَصَحَّةٌ لِلرَّأْسِ ، وَ تَنْقِيَةٌ لِلْبَدَنِ وَ سَائِرِ أَوْجَاعِ الرَّأْسِ .

وَ النُّورَةُ نَشْرَةٌ [ 5 ] لِلْبَدَنِ ، وَ طُهُورٌ لِلْجَسَمِ .

[ وَ ] الْحَنَّاءُ بَعْدَ النُّورَةِ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ وَ الْبَرَصِ .

[ 6 ] من : نعم إلى : ريحه ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 397 .

[ 1 ] ورد في الخصال للصدوق ص 611 و 615 و 622 . و تحف العقول للحرّاني ص 72 و 75 و 80 . و مصباح البلاغة ج 3 ص 308 عن تفسير فرات . باختلاف بين المصادر .

[ 2 ] موضع الطّهور . ورد في تحف العقول للحرّاني ص 72 .

[ 3 ] بالشّعث . ورد في المصدر السابق .

[ 4 ] يسفّر . ورد في الخصال للصدوق ص 611 .

[ 5 ] مشدّة . ورد في تحف العقول للحرّاني ص 72 .

[ 709 ]

اَلْحُقْنَةُ مِنَ الأَرْبَعَةِ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ : إِنَّ أَفْضَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحُقْنَةُ ،

وَ هِيَ تُعَظِّمُ الْبَطْنَ ، وَ تُنَقّي دَاءَ الْجَوْفِ ، وَ تُقَوِّي الْبَدَنَ .

إِسْتِجَادَةُ الْحِذَاءِ وِقَايَةٌ لِلْبَدَنِ ، وَ عَوْنٌ عَلَى الطُّهُورِ وَ الصَّلاَةِ .

وَ تَقْليمُ الأَظَافِرِ يَمْنَعُ الدَّاءَ الأَعْظَمَ ، وَ يَجْلِبُ الرِّزْقَ وَ يُدِرُّهُ .

وَ نَتْفُ الإِبْطِ يَنْفِي الرَّائِحَةَ الْمُنْكَرَةَ ، وَ هُوَ طُهُورٌ وَ سُنَّةٌ مِمَّا أَمَرَ بِهِ الطَّيِّبُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ .

غَسْلُ الْيَدَيْنِ قَبْلَ الطَّعَامِ وَ بَعْدَهُ زِيَادَةٌ فِي الرِّزْقِ .

غُسْلُ الأَعْيَادِ طُهُورٌ لِمَنْ أَرَادَ طَلَبَ الْحَوَائِجِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اتِّبَاعَ السُّنَّةَ .

وَ قِيَامُ اللَّيْلِ مَصَحَّةٌ لِلْبَدَنِ ، وَ رِضىً لِلرَّبِّ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ تَعَرُّضٌ لِلرَّحْمَةِ ، وَ تَمَسُّكٌ بِأَخْلاَقِ النَّبِيّينَ .

وَ الْجُلُوسُ فِي الْمَسْجِدِ مِنْ بَعْدِ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلى حينِ طُلُوعِ الشَّمْسِ لِلاِشْتِغَالِ بِذِكْرِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ أَسْرَعُ في تَيْسيرِ [ 1 ] الرِّزْقِ مِنَ الضَّرْبِ في أَقْطَارِ الأَرْضِ .

عَلَيْكُمْ بِأَكْلِ التُّفّاحِ فَإِنَّهُ نَضُوحٌ لِلْمَعِدَةِ .

مَضْغُ اللُّبَانِ يَشُدُّ الأَضْرَاسَ ، وَ يَنْفِي الْبَلْغَمَ ، وَ يَقْطَعُ ريحَ الْفَمِ .

أَكْلُ السَّفَرْجَلِ قُوَّةٌ لِلْقَلْبِ الضَّعيفِ ، وَ هُوَ يُطَيِّبُ الْمَعِدَةَ ، وَ يُذَكِّي الْفُؤَادَ ، وَ يُشَجِّعُ الْجَبَانَ ،

وَ يُحَسِّنُ الْوَلَدَ .

أَكْلُ إِحْدى وَ عِشْرينَ زَبيبَةٍ حَمْرَاءَ عَلَى الرّيقِ في كُلِّ يَوْمٍ تَدْفَعُ الأَمْرَاضَ إِلاَّ مَرَضَ الْمَوْتِ .

وَ أَكْلُ الْعَدَسِ يُرِقُّ الْقَلْبَ ، وَ يُسَرِّعُ دَمْعَةَ الْعَيْنِ .

كُلُوا الدُّبَّاءَ فَإِنَّهُ يَزيدُ فِي الدِّمَاغِ ، وَ كَانَ يُعْجِبُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ مِنَ الْمَرَقَةِ الدُّبَّاءِ .

كُلُوا الأُتْرُجَ قَبْلَ الطَّعَامِ وَ بَعْدَهُ ، فَإِنَّ آلَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ يَأْكُلُونَهُ .

اَلْكُمُّثْرى يَجْلُوا الْقَلْبَ ، وَ يُسَكِّنُ أَوْجَاعَهُ بِإِذْنِ اللَّهِ .

كُلُوا الرُّمَّانَ بِشَحْمِهِ فَإِنَّهُ دِبَاغٌ لِلْمَعِدَةِ ، وَ في كُلِّ حَبَّةٍ مِنَ الرُّمَّانِ إِذَا اسْتَقَرَّتْ فِي مَعِدَةِ الْمُسْلِمِ حَيَاةٌ لِلْقَلْبِ ، وَ إِنَارَةٌ لِلنَّفْسِ ، وَ يَذْهَبُ بِوَسْوَاسِ الشَّيْطَانِ أَرْبَعينَ صَبَاحاً . [ فَإِنَّهُ ] لَيْسَ مِنْ رُمَّانَةٍ إِلاَّ وَ فيهَا حَبَّةٌ مِنْ رُمَّانَةِ الْجَنَّةِ ، فَإِذَا شَذَّ شَيْ‏ءٌ مِنْهَا فَاتْبَعُوهُ وَ كُلُوهُ .

[ 1 ] طلب . ورد في تحف العقول للحرّاني ص 73 .

[ 710 ]

كُلُوا الْهِنْدِبَاءَ فَإِنَّهُ مَا مِنْ صَبَاحٍ إِلاَّ وَ عَلَيْهِ قَطْرَةٌ مِنْ قَطَرَاتِ الْجَنَّةِ ، فَإِذَا أَكَلْتُمُوهَا فَلاَ تَنْفُضُوهَا .

نِعْمَ الإِدَامُ الْخَلُّ ، يَكْسِرُ الْمُرَارَ ، وَ يُحْيِي الْقَلْبَ .

إِسْتَعْطُوا بِالْبِنَفْسَجِ ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قَالَ : لَوْ يَعْلَمُ النَّاسَ مَا فِي الْبِنَفْسَجِ لَحَسَوْهُ حَسْواً ، إِنَّهُ حَارُّ فِي الشِّتَاءِ ، بَارِدٌ فِي الصَّيْفِ .

تَشَمَّمُوا النَّرْجِسَ وَ لَوْ فِي الْيَوْمِ مَرَّةً ، وَ لَوْ فِي الْعَامِ مَرَّةً ، وَ لَوْ فِي الدَّهْرِ مَرَّةً ، فَإِنَّ في قَلْبِ الإِنْسَانِ حَبَّةٌ مِنَ الْجُنُونِ وَ الْجُذَامِ وَ الْبَرَصِ لاَ يُزيلُهَا إِلاَّ شَمُّ النَّرْجِسُ .

حَسْوُ اللَّبَنِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلاَّ الْمَوْتِ .

إِتَّخِذُوا الْمَاءَ طيباً .

إِشْرَبُوا مَاءَ السَّمَاءِ فَإِنَّهُ طُهُورٌ لِلْبَدَنِ ، وَ يَدْفَعُ الأَسْقَامَ .

قَالَ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ : وَ يُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَ يُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَ لِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَ يُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ 1 .

أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ مِنَ الْجَنَّةِ :

اَلْفُرَاتُ ، وَ النّيلُ ، وَ سيحَانُ ، وَ جيحَانُ .

اَلْحَبَّةُ السَّوْدَاءُ مَا مِنْ دَاءٍ إِلاَّ وَ فيهَا مِنْهُ شِفَاءٌ إِلاَّ السَّامُ .

خَالِفُوا أَصْحَابَ الْمُسْكِرِ . وَ كُلُوا التَّمْرَ فَإِنَّ فيهِ شِفَاءٌ مِنَ الأَدْوَاءِ .

مَا تَأْكُلُ [ 2 ] النَّفْسَاءُ شَيْئاً ، وَ لاَ تَبْدَأُ بِهِ ، أَفْضَلَ مِنَ الرُّطَبِ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِمَرْيَمَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ : وَ هُزّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبَاً جَنِيّاً فَكُلي وَ اشْرَبي وَ قَرّي عَيْناً 3 .

لَعْقُ الْعَسَلِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ .

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالى : يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ 4 ،

وَ هُوَ مَعَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ .

عَلَيْكُمْ بِالزَّيْتِ فَإِنَّهُ يُذْهِبُ الْبَلْغَمَ ، وَ يَشُدُّ الْعَصَبَ ، وَ يُحَسِّنُ الْخُلْقَ ، وَ يُطَيِّبُ النَّفْسَ ، وَ يُذْهِبُ الْغَمَّ .

عَلَيْكُمْ بِالإِثْمِدِ فَإِنَّهُ مَنْبَتَةٌ لِلشَّعْرِ ، مَذْهَبَةٌ لِلْقَذَاءِ ، مِصْفَاةٌ لِلْبَصَرِ .

-----------
( 1 ) الأنفال ، 11 .

[ 2 ] لم تستشف . ورد في دستور معالم الحكم للقضاعي ص 157 . و كنز العمال للهندي ج 10 ص 86 . باختلاف يسير .

-----------
( 3 ) مريم ، 25 ، 26 .

-----------
( 4 ) النحل ، 69 .

[ 711 ]

كُلُوا اللَّحْمَ ، فَإِنَّ اللَّحْمَ مِنَ اللَّحْمِ ، وَ مَنْ لَمْ يَأْكُلِ اللَّحْمَ أَرْبَعينَ يَوْماً سَاءَ خُلُقُهُ . [ وَ ] إِذَا ضَعُفَ الْمُسْلِمُ فَلْيَأْكُلِ اللَّحْمَ بِاللَّبَنِ ، فَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْقُوَّةَ فيهِمَا .

إِذَا اشْتَرى أَحَدُكُمُ اللَّحْمَ فَلْيُخْرِجْ مِنْهُ الْغُدَدَ ، فَإِنَّهُ يُحَرِكُ عِرْقَ الْجُذَامِ .

إِبْدَؤُوا بِالْمِلْحِ في أَوَّلِ طَعَامِكُمْ وَ اخْتِمُوا بِهِ ، فَلَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الْمِلْحِ لاَخْتَارُوهُ عَلَى التِّرْيَاقِ الْمُجَرَّبِ .

مَنِ ابْتَدَأَ [ 1 ] طَعَامَهُ بِالْمِلْحِ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُ سَبْعينَ دَاءً لاَ يَعْلَمُهُ إِلاَّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ .

أَقِرُّوا الْحَارَّ حَتَّى يَبْرُدَ وَ يُمْكِنَ ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قَالَ ، وَ قَدْ قُرِّبَ إِلَيْهِ طَعَامٌ حَارُّ جِدّاً : أَقِرُّوهُ حَتَّى يَبْرُدَ وَ يُمْكِنَ أَكْلُهُ ، وَ مَا كَانَ اللَّهُ تَعَالى لِيُطْعِمَنَا الْحَارَّ [ 2 ] ، وَ الْبَرَكَةُ فِي الْبَارِدِ ، وَ الْحَارُّ غَيْرُ ذي بَرَكَةٍ .

أَقِلُّوا مِنْ أَكْلِ الْحيتَانِ ، فَإِنَّهَا تُذيبُ الْبَدَنَ ، وَ تُكْثِرُ الْبَلْغَمَ ، وَ تُغْلِظُ النَّفْسَ .

لُحُومُ الْبَقَرِ دَاءٌ ، وَ أَلْبَانُهَا دَوَاءٌ ، وَ أَسْمَانُهَا شِفَاءٌ ، وَ الشَّحْمُ يُخْرِجُ مِثْلَهُ مِنَ الدَّاءِ [ 3 ] .

وَ أَطْيَبُ اللَّحْمِ لَحْمُ فَرْخٍ قَدْ نَهَضَ أَوْ كَادَ يَنْهَضُ .

تَنَزَّهُوا عَنْ أَكْلِ الطَّيْرِ الَّذي لَيْسَ لَهُ قَانِصَةٌ وَ لاَ صيصَةٌ وَ لاَ حَوْصَلَةٌ ، وَ لاَ كَابِرَةٌ .

وَ اتَّقُوا أَكْلَ كُلِّ ذي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ ، وَ كُلِّ ذي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ .

وَ لاَ تَأْكُلُوا الطَّحَالَ فَإِنَّهُ يَنْبُتُ مِنَ [ 4 ] الدَّمِ الْفَاسِدِ .

إِتَّقُوا الْغُدَدَ مِنَ اللَّحْمِ ، فَإِنَّهَا تُحَرِّكُ عِرْقَ الْجُذَامِ .

فُقِدَتْ مِنْ بَني إِسْرَائيلَ أُمَّتَانِ : وَاحِدَةٌ فِي الْبَحْرِ ، وَ أُخْرى فِي الْبَرِّ ، فَلاَ تَأْكُلُوا إِلاَّ مَا عَرَفْتُمْ [ 5 ] .

[ 1 ] افتتح . ورد في الجعفريات ص 243 .

[ 2 ] النّار . ورد في دعائم الإسلام للتميمي ج 2 ص 117 .

[ 3 ] من أكل لقمة سمينة نزل مثلها من الدّاء من جسده . ورد في الجعفريات ص 243 . و المحاسن ج 2 ص 255 .

باختلاف يسير .

[ 4 ] بيت . ورد في

[ 5 ] ورد في الجعفريات ص 243 . و صحيفة الرضا ( ع ) ص 72 و ( الزيادات ) ص 88 . و المحاسن ج 2 ص 173 و 201 و 252 و 257 و 259 .

و 267 و 269 و 281 و 284 و 299 و 306 و 355 و 363 و 366 و 370 و 382 و 422 و 424 . و عيون الأخبار ج 9 ص 271 و 294 .

و دعائم الإسلام ج 2 ص 117 و 147 . و الخصال ص 611 613 و 615 و 617 و 637 و 311 و 328 و 343 . و علل الشرائع ص 561 . و دستور معالم الحكم ص 157 . و غرر الحكم ج 2 ص 574 . و تحف العقول ص 72 75 و 81 و 87 89 . و المستطرف ج 2 ص 31 و 295 و 296 . و كنز العمال ج 6 ص 646 و ج 10 ص 86 و 92 و ج 15 ص 454 . و تنزيه الشريعة المرفوعة ج 2 ص 276 و 279 . باختلاف بين المصادر .

[ 712 ]

[ 4 ] تَوَقُّوا الْبَرْدَ في أَوَّلِهِ ، وَ تَلَقُّوهُ في آخِرِهِ ، فَإِنَّهُ يَفْعَلُ فِي الأَبْدَانِ كَفِعْلِهِ فِي الأَشْجَارِ ، أَوَّلُهُ يُحْرِقُ ، وَ آخِرُهُ يُورِقُ .

تَوَقُّوا الْحِجَامَةَ وَ النُّورَةَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ وَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فَإِنَّ الأَرْبِعَاءَ نَحْسٌ مُسْتَمِرُّ ، وَ فيهِ خُلِقَتْ جَهَنَّمُ . وَ في يَوْمِ الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لاَ يَحْتَجِمْ فيهَا أَحَدٌ إِلاَّ مَاتَ .

وَ مَنْ أَرَادَ الْبَقَاءَ ، وَ لاَ بَقَاءَ ، فَلْيُبَاكِرِ الْغَدَاءَ ، وَ لْيَسْتَقِلَّ غِشْيَانَ النِّسَاءِ ، وَ لْيُخَفِّفِ الرِّدَاءَ ، و لْيُديمَ الْحِذَاءَ .

قيل : يا أمير المؤمنين ، و ما الرداء ؟ .

قال عليه السلام :

خِفَّةُ الدَّيْنِ .

ثم قال عليه السلام :

اَلاِسْتِنْجَاءُ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ يَقْطَعُ الْبَوَاسيرَ .

وَ غَسْلُ الثِّيَابِ يَذْهَبُ بِالْهَمِّ وَ الْحُزْنِ ، وَ هُوَ طُهُورٌ لِلصَّلاَةِ .

اَلْحُمَّى رَائِدُ الْمَوْتِ ، وَ سِجْنُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ ، يَحْبِسُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ، وَ هِيَ تَحِتُّ الذُّنُوبَ كَمَا يَتَحَاتُّ الْوَبَرُ عَنْ سَنَامِ الْبَعيرِ .

لَيْسَ مِنْ دَاءٍ إِلاَّ وَ هُوَ دَاخِلُ الْجَوْفِ ، إِلاَّ الْجِرَاحَةَ وَ الْحُمَّى ، فَإِنَّهُمَا يَرِدَانِ عَلَى الْجَسَدِ وُرُوداً .

إِكْسِروُا حَرَّ الْحُمّى بِالْبِنَفْسَجِ وَ الْمَاءِ الْبَارِدِ ، فَإِنَّ حَرَّهُمَا مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ .

لاَ يَتَدَاوَى الْمُسْلِمُ حَتَّى يَغْلِبَ مَرَضُهُ صِحَّتَهُ [ 1 ] .

[ 5 ] اَلْعَيْنُ حَقُّ ، وَ الرُّقى حَقُّ ، وَ السِّحْرُ حَقُّ ، وَ الْفَأْلُ حَقُّ .

وَ الطِّيَرَةُ لَيْسَتْ بِحَقٍّ ، وَ الْعَدْوى لَيْسَتْ بِحَقٍّ .

وَ الطّيبُ [ 2 ] نُشْرَةٌ ، وَ الْغُسْلُ [ 3 ] نُشْرَةٌ ، وَ النَّظَرُ إِلَى الْخُضْرَةِ نُشْرَةٌ ، وَ الرُّكُوبُ نُشْرَةٌ .

[ 4 ] من : توقّوا إلى : يورق ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 128 .

[ 5 ] من : العين إلى : الخضرة نشرة ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 400 .

[ 1 ] ورد في دعائم الإسلام ج 2 ص 144 . و علل الشرائع ص 480 . و نثر الدرّ ج 1 ص 307 . و دستور معالم الحكم ص 158 . و تحف العقول ص 72 75 و 81 و 87 89 . و المستطرف ج 2 ص 31 و 295 و 296 . و كنز العمال ج 10 ص 87 . باختلاف بين المصادر .

[ 2 ] التّطيّب . ورد في مصادر نهج البلاغة للخطيب ج 4 ص 286 .

[ 3 ] العسل . ورد في نسخة الصالح ص 546 . و نسخة العطاردي ص 488 .

[ 713 ]

إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ كَانَ إِذَا أَتى مَريضاً أَوْ أُتِيَ إِلَيْهِ بِهِ قَالَ : أَذْهَبَ الْبَأْسَ رَبُّ النَّاسِ ، إِشْفِ أَنْتَ الشَّافي ، لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ ، شِفَاءٌ لاَ يُغَادِرُ سَقَماً .

إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ فِي الْمِرْآةِ فَلْيَقُلْ : اَلْحَمْدُ للَّهِ الَّذي خَلَقَني فَأَحْسَنَ خَلْقي ، وَ صَوَّرَني فَأَحْسَنَ صُورَتي ، وَ زَانَ مِنّي مَا شَانَ مِنْ غَيْري ، وَ أَكْرَمَني بِالإِسْلاَمِ .

إِيَّاكُمْ وَ عَمَلَ الصُّوَرِ ، فَمَنْ عَمِلَ الصُّوَرَ سُئِلَ عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ .

إِيَّاكُمْ وَ الْكَسَلَ ، فَإِنَّهُ مَنْ كَسِلَ لَمْ يُؤَدِّ حَقَّ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ .

إِيَّاكُمْ وَ الزِّنَا ، فَإِنَّ فيهِ سِتُ خِصَالٍ . ثَلاَثٌ فِي الدُّنْيَا ، وَ ثَلاِثٌ فِي الآخِرَةِ :

فَأَمَّا اللَّوَاتي فِي الدُّنْيَا ، فَيَذْهَبُ بِالْبَهَاءِ ، وَ يَقْطَعُ الرِّزْقَ الْحَلاَلَ ، وَ يُعَجِّلُ الْفَنَاءَ إِلَى النَّارِ .

وَ أَمَّا اللَّوَاتي فِي الآخِرَةِ ، فَسُوءُ الْحِسَابِ ، وَ سَخَطُ الرَّحمنِ ، وَ الْخُلُودُ فِي النَّارِ .

لاَ تَخَتَّمُوا بِغَيْرِ الْفِضَّةِ ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قَالَ : مَا طَهَّرَ اللَّهُ يَداً فيهَا خَاتَمُ حَديدٍ .

وَ مَنْ نَقَشَ عَلى خَاتَمِهِ اسْماً مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ فَلْيُحَوِّلْهُ عَنِ الْيَدِ الَّتي يَسْتَنْجي بِهَا فِي الْمُتَوَضَّأِ .

لاَ تَنْتُفُوا الشَّيْبَ فَإِنَّهُ نُورُ الْمُسْلِمِ ، وَ مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الإِسْلاَمِ كَانَ لَهُ نُوراً يَوْمَ الْقِيَامَةِ .

لاَ يَتْفِلِ الْمُسْلِمُ فِي الْقِبْلَةِ ، فَإِنْ فَعَلَ نَاسِياً فَلْيَسْتَغْفِرِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْهُ .

لاَ يَنْفُخِ الْمَرْءُ في مَوْضِعِ سُجُودِهِ ، وَ لاَ يَنْفُخْ في طَعَامِهِ ، وَ لاَ في شَرَابِهِ ، وَ لاَ في تَعْويذِهِ .

لاَ يَتَغَوَّطَنَّ أَحَدُكُمْ عَلَى الْمَحَجَّةِ [ 1 ] ، وَ لاَ يَبُولَنَّ عَلى سَطْحٍ فِي الْهَوَاءِ ، وَ لاَ في مَاءٍ جَارٍ ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَأَصَابَهُ شَيْ‏ءٌ فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ . فَإِنَّ لِلْمَاءِ أَهْلاً ، وَ لِلْهَوَاءِ أَهْلاً .

وَ إِذَا بَالَ أَحَدُكُمْ فَلاَ يَطْمَحَنَّ بِبَوْلِهِ فِي الْهَوَاءِ وَ لاَ يَسْتَقْبِلْ بِهِ الرّيحَ .

إِلْبِسُوا ثِيَابَ الْقُطْنِ فَإِنَّهُ لِبَاسُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ، وَ هُوَ لِبَاسُنَا ، وَ لَمْ نَكُنْ نَلْبَسُ الصُّوفَ وَ لاَ الشَّعْرَ إِلاَّ مِنْ عِلَّةٍ .

إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَميلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ ، وَ يُحِبُّ أَنْ يَرى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلى عَبْدِهِ .

لاَ تَلْبَسُوا السَّوَادَ فَإِنَّهُ لِبَاسُ فِرْعَوْنَ .

لاَ تَحْتَذُوا الْمُلَسَّنَ فَإِنَّهُ حِذَاءُ فِرْعَوْنَ ، وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ حَذَا الْمُلَسَّنَ .

[ 1 ] لا تبل على المحجّة ، و لا تتغوّط عليها . ورد في

[ 714 ]

تَنَزَّهُوا عَنْ قُرْبِ الْكِلاَبِ ، فَمَنْ أَصَابَهُ كَلْبٌ جَافٌّ فَلْيَنْضَحْ ثَوْبَهُ بِالْمَاءِ ، وَ إِنْ كَانَ الْكَلْبُ رَطْباً فَلْيَغْسِلْهُ .

لاَ يَنَامُ الرَّجُلُ مَعَ الرَّجُلِ في ثَوْبٍ وَاحِدٍ ، وَ لاَ الْمَرْأَةُ مَعَ الْمَرْأَةِ في ثَوْبٍ وَاحِدٍ ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ وَجَبَ عَلَيْهِ الأَدَبُ وَ هُوَ التَّعْزيرُ [ 1 ] .

[ 7 ] إِفْعَلُوا الْخَيْرَ وَ لاَ تَحْقِرُوا مِنْهُ شَيْئاً ، فَإِنَّ صَغيرَهُ كَبيرٌ ، وَ قَليلَهُ كَثيرٌ .

وَ لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ : إِنَّ أَحَداً أَوْلى بِفِعْلِ الْخَيْرِ مِنّي ، فَيَكُونُ ، وَ اللَّهِ ، كَذَلِكَ .

إِنَّ لِلْخَيْرِ وَ الشَّرِّ أَهْلاً ، فَمَهْمَا تَرَكْتُمُوهُ مِنْهُمَا كَفَاكُمُوهُ أَهْلُهُ .

إِيَّاكُمْ وَ التَّسْويفَ فِي الْعَمَلِ ، بَادِرُوا بِهِ إِذَا أَمْكَنَكُمْ .

اَلْبِرُّ لاَ يَبْلى ، وَ الذَّنْبُ لاَ يُنْسى ، وَ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذينَ اتَّقَوْا وَ الَّذينَ هُمْ مُحْسِنُونَ 2 .

بَادِرُوا بِعَمَلِ الْخَيْرِ قَبْلَ أَنْ تُشْغَلُوا عَنْهُ بِغَيْرِهِ .

لاَ تَسْتَصْغِرُوا قليلَ الإِثْمِ لَمَّا لَمْ تَقْدِرُوا عَلَى الْكَبيرِ ، فَإِنَّ الصَّغيرَ يُحْصى وَ يُرْجَعُ إِلَى الْكَبيرِ [ 3 ] .

[ 8 ] أَحْسِنُوا في عَقِبِ غَيْرِكُمْ تُحْفَظُوا [ 4 ] في عَقِبِكُمْ .

لاَ تَصْلُحُ الصَّنيعَةُ إِلاَّ عِنْدَ ذي حَسَبٍ أَوْ دينٍ [ 5 ] .

[ 9 ] أَقيلُوا ذَوِي الْمُرُوءَاتِ عَثَرَاتِهِمْ ، فَمَا يَعْثُرُ مِنْهُمْ عَاثِرٌ إِلاَّ وَ يَدُ اللَّهِ بِيَدِهِ تَرْفَعُهُ .

صِلُوا أَرْحَامَكُمْ وَ لَوْ بِالسَّلاَمِ ، لِقَوْلِ اللَّهِ : وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَ الأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَحيماً 6 .

لِيَتَزَيَّنَ أَحَدُكُمْ لأَخيهِ الْمُسْلِمِ إِذَا أَتَاهُ كَمَا يَتَزَيَّنُ لِلْغَريبِ الَّذي يُحِبُّ أَنْ يَرَاهُ في أَحْسَنِ هَيْئَةٍ .

[ 7 ] من : إفعلوا إلى : أهله ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 422 .

[ 8 ] من : أحسنوا إلى : عقبكم ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 264 .

[ 9 ] من : أقيلوا إلى : ترفعه ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 20 .

[ 1 ] ورد في الخصال ص 613 . و كتاب المواعظ ص 36 . و جامع الأصول ج 8 ص 348 . و تحف العقول ص 73 و 74 . باختلاف .

-----------
( 2 ) النحل ، 128 .

[ 3 ] ورد في الخصال للصدوق ص 632 .

[ 4 ] تحسنوا . ورد في مصادر نهج البلاغة للخطيب ج 4 ص 213 عن دعوات الراوندي .

[ 5 ] ورد في نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 318 . باختلاف يسير .

-----------
( 6 ) النساء ، 2 .

[ 715 ]

تَنَظَّفُوا بِالْمَاءِ مِنَ الرّيحِ الْمُنْتِنَةِ الَّتي يُتَأَذَّى بِهِ . وَ تَعَهَّدُوا أَنْفُسَكُمْ ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُبْغِضُ مِنْ عِبَادِهِ الْقَاذُورَةَ الَّذي يَتَأَفَّفُ بِهِ مَنْ جَلَسَ إِلَيْهِ .

رَوِّضُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى الأَخْلاَقِ الْحَسَنَةِ ، فَإِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ يَبْلُغُ بِحُسْنِ خُلْقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ .

إِطْرَحُوا سُوءَ الظَّنِّ بَيْنَكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ نَهى عَنْ ذَلِكَ .

اَلْمُسْلِمُ مِرْآةُ أَخيهِ ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ أَخيكُمْ هَفْوَةً فَلاَ تَكُونُوا عَلَيْهِ إِلْباً ، وَ كُونُوا لَهُ كَنَفْسِه ،

وَ أَرْشِدُوهُ ، وَ انْصَحُوا لَهُ ، وَ تَرَفَّقُوا بِهِ .

وَ إِيَّاكُمْ وَ الْخِلاَفَ فَتَمَزَّقُوا .

وَ عَلَيْكُمْ بِالْقَصْدِ تُزْلَفُوا وَ تُرْجَوْا [ وَ ] تُؤْجَرُوا .

إِذَا لَقيتُمْ إِخْوَانَكُمْ فَتَصَافَحُوا ، وَ أَظْهِرُوا لَهُمُ الْبَشَاشَةَ وَ الْبِشْرَ ، تَتَفَرَّقُوا وَ مَا عَلَيْكُمْ مِنَ الأَوْزَارِ قَدْ ذَهَبَ .

إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَسَمِّتُوهُ [ وَ ] قُولُوا : يَرْحَمُكَ اللَّهُ . وَ هُوَ يَقُولُ : يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَ يَرْحَمُكُمْ .

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالى : وَ إِذَا حُيّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا 1 .

صَافِحْ عَدُوَّكَ وَ إِنْ كَرِهَ ، فَإِنَّهُ مِمَّا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ عِبَادَهُ ، يَقُولُ : إِدْفَعْ بِالَّتي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَميمٌ وَ مَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذينَ صَبَرُوا وَ مَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظيمٍ 2 .

مَا يُكَافَأُ عَدُوُّكَ بِشَيْ‏ءٍ أَشَدُّ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ تُطيعَ أَمْرَ اللَّهِ فيهِ .

وَ حَسْبُكَ أَنْ تَرى عَدُوَّكَ يَعْمَلُ بِمَعَاصِي اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ [ 3 ] .

[ 5 ] إِذَا احْتَشَمَ الْمُؤْمِنُ أَخَاهُ فَقَدْ فَارَقَهُ .

مَوَدَّةُ ذَوِي الدّينِ بَطيئَةُ الاِنْقِطَاعِ ، دَائِمَةُ الثَّبَاتِ وَ الْبَقَاءِ .

وَ [ 4 ] [ 6 ] مَوَدَّةُ الآبَاءِ قَرَابَةٌ بَيْنَ الأَبْنَاءِ .

[ 5 ] من : إذا احتشم إلى : فارقه ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 480 .

[ 6 ] من : مودّة إلى : إلى القرابة ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 308 .

-----------
( 1 ) النساء ، 86 .

-----------
( 2 ) فصلت ، 34 ، 35 .

[ 3 ] ورد في الخصال للصدوق ص 612 و 613 و 624 و 633 . و تحف العقول للحرّاني ص 73 و 74 .

[ 4 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 762 .

[ 716 ]

وَ الْقَرَابَةُ إِلَى الْمَوَدَّةِ أَحْوَجُ مِنَ الْمَوَدَّةِ إِلَى الْقَرَابَةِ .

إِرْحَمُوا ضُعَفَاءَكُمْ ، وَ اطْلُبُوا الرَّحْمَةَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُمْ .

لاَ تُحَقِّرُوا ضُعَفَاءَ إِخْوَانِكُمْ ، فَإِنَّهُ مَنِ احْتَقَرَ مُؤْمِناً حَقَّرَهُ اللَّهُ وَ لَمْ يَجْمَعْ بَيْنَهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلاَّ أَنْ يَتُوبَ .

وَ لاَ يُكَلِّفُ الْمَرْءُ أَخَاهُ الطَّلَبَ إِلَيْهِ إِذَا عَرَفَ حَاجَتَهُ .

إِذَا قَالَ الْمُؤْمِنُ لأَخيهِ : أُفٍّ ، انْقَطَعَ مَا بَيْنَهُمَا .

وَ إِذَا قَالَ لَهُ : أَنْتَ كَافِرٌ ، كَفَرَ أَحَدُهُمَا .

وَ إِذَا اتَّهَمَهُ انْمَاثَ الإِسْلاَمُ في قَلْبِهِ كَمَا يَنْمَاثُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ .

مَنْ قَالَ لِمُسْلِمٍ قَوْلاً يُريدُ بِهِ انْتِقَاصَ مُرُوءَتِهِ ، حَبَسَهُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ في طينَةِ خِبَالٍ حَتَّى يَأْتِيَ مِمَّا قَالَ بِمَخْرَجٍ .

تَزَاوَرُوا ، [ وَ ] تَوَازَرُوا ، وَ تَبَاذَلُوا ، وَ لاَ تَكُونُوا بِمَنْزِلَةِ الْمُنَافِقِ الَّذي يَصِفُ مَا لاَ يَفْعَلُ .

اَلْمُؤْمِنُ لاَ يَغِشُّ [ 1 ] أَخَاهُ ، وَ لاَ يَخُونُهُ ، وَ لاَ يَتَّهِمُهُ ، وَ لاَ يَخْذُلُهُ ، وَ لاَ يَقُولُ لَهُ : أَنَا مِنْكَ بَري‏ءٌ .

أُطْلُبْ لأَخيكَ عُذْراً [ 2 ] ، فَإِنْ لَمْ تَجِدْ لَهُ عُذْراً [ 3 ] فَالْتَمِسْ لَهُ عُذْرَاً .

إِيَّاكُمْ وَ غيبَةَ الْمُسْلِمِ ، فَإِنَّ الْمُسْلِمَ لاَ يَغْتَابُ أَخَاهُ ، وَ قَدْ نَهَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ : وَ لاَ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ [ 4 ] .

[ 7 ] إِتَّقُوا ظُنُونَ الْمُؤْمِنينَ ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ [ 5 ] تَعَالى جَعَلَ [ 6 ] الْحَقَّ عَلى أَلْسِنَتِهِمْ .

لاَ تَقْطَعُوا نَهَارَكُمْ بِكَيْتَ وَ كَيْتَ ، وَ فَعَلْنَا كَذَا وَ كَذَا ، فَإِنَّ مَعَكُمْ حَفَظَةً يَحْفَظُونَ عَلَيْكُمْ وَ عَلَيْنَا .

وَ اذْكُرُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِكُلِّ مَكَانٍ فَإِنَّهُ مَعَكُمْ .

وَ لْيَكُنْ جُلُّ كَلاَمِكُمْ ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ .

[ 7 ] من : إتّقوا ظنون إلى : ألسنتهم ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 309 .

[ 1 ] لا يعيّر . ورد في

[ 2 ] إقبل عذر أخيك . ورد في

[ 3 ] يكن له عذر .

[ 4 ] الحجرات ، 12 . و وردت الفقرات في الخصال للصدوق ص 614 و 624 .

[ 5 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 133 .

[ 6 ] أجرى . ورد في المصدر السابق .

[ 717 ]

وَ صَلُّوا عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمْ ، فَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُ دُعَاءَكُمْ عِنْدَ ذِكْرِ مُحَمَّدٍ وَ دُعَائِكُمْ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ .

اَلْمُؤْمِنُ نَفْسُهُ مِنْهُ في تَعَبٍ ، وَ النَّاسُ مِنْهُ في رَاحَةٍ [ 1 ] .

[ 5 ] قُلُوبُ الرِّجَالِ وَحْشِيَّةٌ ، فَمَنْ تَأَلَّفَهَا أَقْبَلَتْ عَلَيْهِ .

[ 6 ] لاَ يَكُونُ الصَّديقُ صَديقاً حَتَّى يَحْفَظَ أَخَاهُ في ثَلاَثٍ :

في نَكْبَتِهِ ، وَ غَيْبَتِهِ ، وَ وَفَاتِهِ [ 2 ] .

[ 7 ] اَلثَّنَاءُ بِأَكْثَرَ مِنَ الاِسْتِحُقَاقِ مَلَقٌ ، وَ التَّقْصيرُ عَنِ الاِسْتِحْقَاقِ عِيٌّ أَوْ حَسَدٌ .

[ 8 ] شَارِكُوا الَّذي قَدْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ الرِّزْقُ ، فَإِنَّهُ أَخْلَقُ لِلْغِنى ، وَ أَجْدَرُ بِإِقْبَالِ الْحَظِّ عَلَيْهِ .

[ 9 ] إِذَا كَانَ في رَجُلٍ خَلَّةٌ رَائِقَةٌ [ 3 ] فَانْتَظِرُوا أَخَوَاتِهَا .

إِيَّاكُمْ وَ الْجِدَالَ ، فَإِنَّهُ يُورِثُ الشَّكَّ .

إِحْسَبُوا كَلاَمَكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ يَقِلُّ كَلاَمُكُمْ إِلاَّ فِي الْخَيْرِ .

كُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ ، وَ سَلِّمُوا تَسْليماً تَغْتَنِمُوا [ 4 ] ، [ فَ ] [ 10 ] رُبَّ قَوْلٍ أنْفَذُ مِنْ صَوْلٍ ، وَ رُبَّ فِتْنَةٍ أَثَارَهَا قَوْلٌ .

بِاللِّسَانِ يُكَبُّ أَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ ، وَ بِاللِّسَانِ يَسْتَوْجِبُ أَهْلُ الْقُبُورِ النُّورَ ، فَاحْفَظُوا أَلْسِنَتَكُمْ ،

وَ اشْغَلُوهَا بِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ .

أَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلى مَنِ ائْتَمَنَكُمْ وَ لَوْ إِلى قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ .

أَوْفُوا بِالْعُهُودِ إِذَا عَاهَدْتُمْ ، فَمَا زَالَتْ نِعْمَةٌ عَنْ قَوْمٍ وَ لاَ نَضَارَةُ عَيْشٍ إِلاَّ بِذُنُوبٍ اجْتَرَحُوهَا ،

[ 5 ] من : قلوب إلى : أقبلت عليه ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 50 .

[ 6 ] من : لا يكون إلى : وفاته ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 134 .

[ 7 ] من : الثّناء إلى : حسد ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 347 .

[ 8 ] من : شاركوا إلى : الحظّ عليه ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 230 .

[ 9 ] من : إذا كان إلى : أخواتها ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 445 .

[ 10 ] ربّ قول أنفذ من صول ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 394 .

[ 1 ] ورد في الخصال للصدوق ص 613 .

[ 2 ] و بعد وفاته في تركته . ورد في نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 305 .

[ 3 ] رائعة . ورد في نسخة العام 400 ص 508 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 436 . و نسخة الأسترابادي ص 617 .

[ 4 ] ورد في

[ 718 ]

وَ إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبيدِ 1 .

وَ لَوْ أَنَّهُمُ اسْتَقْبَلُوا ذَلِكَ بِالدُّعَاءِ لَمْ تَزَلْ .

وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذَا نَزَلَتْ بِهِمُ النِّقَمُ ، أَوْ زَالَتْ عَنْهُمُ النِّعَمُ فَزِعُوا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِصِدْقٍ مِنْ نِيَّاتِهِمْ ، وَ لَمْ يَهِنُوا ، وَ لَمْ يُسْرِفُوا ، لأَصْلَحَ اللَّهُ لَهُمْ كُلَّ فَاسِدٍ ، وَ رَدَّ عَلَيْهِمْ كُلَّ صَالِحٍ .

وَ إِذَا ضَاقَ الْمُسْلِمُ فَلاَ يَشْكُوَنَّ رَبَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لكِنْ يَشْكُو إِلَيْهِ ، فَإِنَّ بِيَدِهِ مَقَاليدُ الأُمُورِ وَ تَدْبيرُهَا فِي السَّموَاتِ وَ الأَرَضينَ وَ مَا فيهِنَّ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظيمِ ، وَ الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمينَ .

إِتَّبِعُوا قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَإِنَّهُ قَالَ : مَنْ فَتَحَ عَلى نَفْسِهِ بَابَ مَسْأَلَةٍ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ .

تَعَرَّضُوا لِلتِّجَارَةِ ، فَإِنَّ فيهِ غِنىً عَمَّا في أَيْدِي النَّاسِ ، وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُحِبُّ الْعَبْدَ الْمُحْتَرِفَ الأَمينَ [ 2 ] .

[ 3 ] مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْهٍ فَقَدِ ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا ، فَلاَ يَقْعُدْ فِي السُّوقِ إِلاَّ مَنْ يَعْقِلُ الشَّرَاءَ وَ الْبَيْعَ .

أَكْثِرُوا ذِكْرَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا دَخَلْتُمُ الأَسْوَاقَ ، وَ عِنْدَ اشْتَغَالِ النَّاسِ بِالتِّجَارَاتِ ، فَإِنَّهُ كَفَّارَةٌ لِلذُّنُوبِ ، وَ زِيَادَةٌ فِي الْحَسَنَاتِ ، وَ لاَ تَكُونُوا مِنَ الْغَافِلينَ .

إِذَا اشْتَرَيْتُمْ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ مِنَ السُّوقِ ، فَقُولُوا حينَ تَدْخُلُونَ الأَسْوَاقَ : أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَريكَ لَهُ ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ . اَللَّهُمَّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ صَفْقَةٍ خَاسِرَةٍ ، وَ يَمينٍ فَاجِرَةٍ ، وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ بَوَاءِ الإِثْمِ .

أَلِمُّوا بِالْقُبُورِ الَّتي أَلْزَمُكُمْ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ حَقَّ سُكّانِهَا ، وَ زُرُوهَا ، وَ اطْلُبُوا الرِّزْقَ عِنْدَهَا ، فَإِنَّهُمْ يَفْرَحُونَ بِزِيَارَتِكُمْ .

أَكْثِرُوا ذِكْرَ الْمَوْتِ ، وَ يَوْمَ خُرُوجِكُمْ مِنَ الْقُبُورِ ، وَ قِيَامِكُمْ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ ، تَهُنْ عَلَيْكُمُ الْمَصَائِبُ .

لاَ يَمينَ لِلْوَلَدِ مَعَ وَالِدِهِ ، وَ لاَ لِلْمَرْأَةِ مَعَ زَوْجِهَا ، وَ لاَ لِعَبْدٍ مَعَ مَوْلاَهُ .

مَنْ أَحْزَنَ وَالِدَيْهِ فَقَدْ عَقَّهُمَا .

لِيَطْلُبَ الرَّجُلُ الْحَاجَةَ عِنْدَ قَبْرِ أَبيهِ وَ أُمِّهِ بَعْدَ مَا يَدْعُو لَهُمَا .

[ 3 ] من : من اتّجر إلى : الرّبا ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 447 .

-----------
( 1 ) آل عمران ، 182 .

[ 2 ] ورد في الخصال للصدوق ص 635 . و غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 415 . و تحف العقول للحرّاني ص 75 و 81 .

[ 719 ]

مَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ يَعْلَمَ كَيْفَ مَنْزِلَتُهُ عِنْدَ اللَّهِ فَلْيَنْظُرْ كَيْفَ مَنْزِلَةُ اللَّهِ مِنْهُ عِنْدَ الذُّنُوبِ ، كَذَلِكَ تَكُونُ مَنْزِلَتُهُ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالى .

أَوَّلُ مَا يَجِبُ عَلَيْكُمْ للَّهِ سُبْحَانَهُ شُكْرُ أَيَاديهِ وَ ابْتِغَاءُ مَرَاضيهِ [ 1 ] ، [ وَ ] [ 5 ] أَقَلُّ مَا يَلْزَمُكُمْ للَّهِ تَعَالى أَنْ لاَ تَسْتَعينُوا بِنِعَمِهِ عَلى مَعَاصيهِ .

[ 6 ] إِذَا وَصَلَتْ إِلَيْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ فَلاَ تُنَفِّرُوا أَقْصَاهَا بِقِلَّةِ الشُّكْرِ .

أَحْسِنُوا صُحْبَةَ النِّعَمِ قَبْلَ فِرَاقِهَا ، فَإِنَّهَا تَزُولُ وَ تَشْهَدُ عَلى صَاحِبِهَا بِمَا عَمِلَ فيهَا .

مَنْ رَضِيَ مِنَ اللَّهِ بِالْيَسيرِ مِنَ الرِّزْقِ رَضِيَ اللَّهُ مِنْهُ بِالْيَسيرِ مِنَ الْعَمَلِ .

إِيَّاكُمْ وَ التَّفْريطَ فَإِنَّهُ يُورِثُ الْحَسْرَةَ حينَ لاَ تَنْفَعُ الْحَسْرَةُ .

إِذَا لَقيتُمْ عَدُوَّكُمْ فِي الْحَرْبِ فَأَقِلُّوا الْكَلاَمَ ، وَ أَكْثِرُوا ذِكْرَ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ ، وَ لاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ فَتُسْخِطُوا اللَّهَ وَ تَسْتَوْجِبُوا غَضَبَهُ .

إِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ إِخْوَانِكُمُ فِي الْحَرْبِ الْمَجْرُوحَ ، أَوْ مَنْ قَدْ نُكِّلَ بِهِ أَوْ مَنْ قَدْ طَمِعَ عَدُوُّكُمْ فيهِ ، فَقُوهُ بِأَنْفُسِكُمْ .

إِصْطَنِعُوا الْمَعْرُوفَ بِمَا قَدَرْتُمْ عَلَى اصْطِنَاعِهِ ، فَإِنَّهُ يَقي مَصَارِعَ السُّوءِ [ 2 ] .

[ 7 ] تَنْزِلُ الْمَعُونَةُ مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالى [ 3 ] عَلى قَدْرِ الْمَؤُونَةِ .

أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ، فَإِنَّ الْمُنْفِقَ بِمَنْزِلَةِ الْمُجَاهِدِ في سَبيلِ اللَّهِ [ 4 ] .

[ 8 ] مَنْ أَيْقَنَ بِالْخَلَفِ جَادَ بِالْعَطِيَّةِ ، وَ سَخَتْ نَفْسُهُ بِالنَّفَقَةِ .

إِذَا نَاوَلْتُمْ سَائِلاً شَيْئاً فَاسْأَلُوهُ أَنْ يَدْعُوَ لَكُمْ ، فَإِنَّهُ يُجَابُ فيكُمْ وَ لاَ يُجَابُ في نَفْسِهِ ، لأَنَّهُمْ يَكْذِبُونَ ، وَ لْيَرُدَّ الَّذي يُنَاوِلُهُ يَدَهُ إِلى فيهِ فَلْيُقَبِّلْهَا ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَأْخُذُهَا قَبْلَ أَنْ تَقَعَ في يَدِ

[ 5 ] من : أقلّ إلى : معاصيه ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 330 .

[ 6 ] من : إذا وصلت إلى : الشّكر ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 13 .

[ 7 ] من : تنزل إلى : المؤونة ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 139 .

[ 8 ] من : من أيقن إلى : بالعطيّة ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 138 .

[ 1 ] ورد في الخصال ص 616 . و كتاب المواعظ ص 35 و 124 . و نثر الدرّ ج 1 ص 356 . و غرر الحكم ج 1 ص 209 . و تحف العقول ص 74 . باختلاف بين المصادر .

[ 2 ] ورد في تحف العقول للحرّاني ص 79 .

[ 3 ] ورد في كتاب المواعظ للصدوق ص 123 . و غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 70 و 347 . باختلاف يسير .

[ 4 ] ورد في

[ 720 ]

السَّائِلِ . قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالى : أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَ يَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ 1 .

تَصَدَّقُوا بِاللَّيْلِ ، فَإِنَّ الصَّدَقَةَ بِاللَّيْلِ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ جَلَّ جَلاَلُهُ [ 2 ] .

[ 6 ] إِنَّ لِلْقُلُوبِ شَهْوَةً ، وَ إِقْبَالاً وَ إِدْبَاراً ، فَأْتُوهَا مِنْ قِبَلِ شَهْوَتِهَا وَ إِقْبَالِهَا ، فَإِنَّ الْقَلْبَ إِذَا أُكْرِهَ عَمِيَ .

[ 7 ] إِنَّ هذِهِ الْقُلُوبَ تَمِلُّ كَمَا تَمِلُّ الأَبْدَانُ ، فَابْتَغُوا [ 3 ] لَهَا طَرَائِفَ الْحِكْمَةِ .

أَكْثِرُوا ذِكْرَ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ عَلَى الطَّعَامِ وَ لاَ تَلْغَطُوا فيهِ ، فَإِنَّهُ نِعْمَةٌ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ ، وَ رِزْقٌ مِنْ رِزْقِهِ ،

يَجِبُ عَلَيْكُمْ فيهِ شُكْرُهُ وَ حَمْدُهُ .

إِذَا جَلَسَ أَحَدُكُمْ عَلَى الطَّعَامِ ، فَلْيَجْلِسْ جِلْسَةَ الْعَبْدِ ، وَ لْيَأْكُلْ عَلَى الأَرْضِ ، وَ لاَ يَضَعْ إِحْدى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرى ، وَ لاَ يَتَرَبَّعَ ، فَإِنَّهَا جِلْسَةٌ يَبْغُضُهَا اللَّهُ وَ يَمْقُتُ صَاحِبَهَا .

كُلُوا مَا يَسْقُطُ مِنَ الْخِوَانِ ، فَإِنَّ فيهِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْتَشْفِيَ بِهِ .

إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمُ الطَّعَامَ فَمَصَّ أَصَابِعَهُ الَّتي أَكَلَ بِهَا ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذِكْرُهُ : بَارَكَ اللَّهُ فيكَ .

لاَ تَعَجِّلُوا الرَّجُلَ عِنْدَ طَعَامِهِ حَتَّى يَفْرَغَ ، وَ لاَ عِنْدَ غَائِطِهِ حَتَّى يَأْتِيَ عَلى حَاجَتِهِ .

لاَ يَشْرَبْ أَحَدُكُمُ الْمَاءَ قَائِماً ، فَإِنَّهُ يُورِثُ الدَّاءَ الَّذي لاَ دَوَاءَ لَهُ إِلاَّ أَنْ يُعَافِيَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ [ 4 ] .

عَشَاءُ الأَنْبِيَاءِ بَعْدَ الْعَتْمَةِ ، فَلاَ تَدَعُوا الْعَشَاءَ فَإِنَّ تَرْكَهُ خَرَابُ الْبَدَنِ .

لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ ثَمَرَةٌ ، وَ ثَمَرَةُ الْمَعْرُوفِ تَعْجيلُ السَّرَاحِ .

إِذَا قَرَأْتُمْ : وَ التّينِ . . . 5 فَقُولُوا في آخِرِهَا : وَ نَحْنُ عَلى ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدينَ .

[ 6 ] من : إنّ إلى : عمي ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 193 .

[ 7 ] من : إنّ هذه إلى : الحكمة ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 91 . و تكرر من دون اختلاف في الرقم 197 .

-----------
( 1 ) التوبة ، 104 .

[ 2 ] ورد في الخصال للصدوق ص 619 .

[ 3 ] فالتمسوا . ورد في العقد الفريد لابن عبد ربه ج 8 ص 90 .

[ 4 ] إيّاكم و شرب الماء من قيام على أرجلكم ، فإنّه يورث الدّاء الّذي لا دواء له ، أو يعافي اللّه . ورد في

-----------
( 5 ) سورة التين .

[ 721 ]

وَ إِذَا قَرَأْتُمْ : قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ . . . 1 ، فَقُولُوا : آمَنَّا بِاللَّهِ حَتَّى تَبْلُغُوا إِلى قَوْلِهِ : وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [ 2 ] .

[ 13 ] يَنْزِلُ الصَّبْرُ [ مِنَ ] اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالى [ 3 ] عَلى قَدْرِ الْمُصيبَةِ . وَ مَنْ ضَرَبَ يَدَهُ [ 4 ] عَلى فَخِذِهِ [ 5 ] عِنْدَ مُصيبَتِهِ [ 6 ] فَقَدْ [ 7 ] حَبِطَ أَجْرُهُ [ 8 ] .

اَلسَّعيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ فَاتَّعَظَ [ 9 ] .

[ 14 ] اَلْعُمْرُ الَّذي أَعْذَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ [ 10 ] فيهِ إِلَى ابْنِ آدَمَ سِتُّونَ سَنَةً .

لاَ نَذْرَ في مَعْصِيَةٍ ، وَ لاَ يَمينَ في قَطيعَةٍ [ 11 ] .

[ 15 ] اَلْمَسْؤُولُ حُرٌّ حَتَّى يَعِدَ .

[ 16 ] اَلدَّاعي بِلاَ عَمَلٍ كَالرَّامي [ 12 ] بِلاَ وَتَرٍ .

اَلْمَقْتُولُ دُونَ مَالِهِ شَهيدٌ .

اَلْمَغْبُونُ غَيْرُ مَحْمُودٍ وَ لاَ مَأْجُورٍ .

لاَ وِصَالَ في صِيَامٍ ، وَ لاَ صَمْتَ يَوْماً إِلَى اللَّيْلِ إِلاَّ في ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ .

[ 13 ] من : ينزل إلى : أجره ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 144 .

[ 14 ] من : العمر إلى : سنة ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 326 .

[ 15 ] المسؤول حرّ حتى يعد ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 336 .

[ 16 ] من : الدّاعي إلى : وتر ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 337 .

-----------
( 1 ) آل عمران ، 84 .

[ 2 ] ورد في المحاسن ج 2 ص 195 و 213 و 225 و 228 و 410 . و الخصال ص 619 و 634 . و تحف العقول ص 76 و 78 و 80 .

و المستطرف ج 2 ص 55 . باختلاف بين المصادر .

[ 3 ] ورد في كتاب المواعظ للصدوق ص 124 .

[ 4 ] بيده . ورد في

[ 5 ] فخذيه . ورد في نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 356 .

[ 6 ] مصيبة . ورد في نسخة العام 400 ص 456 . و نسخة الأسترابادي ص 549 .

[ 7 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 682 .

[ 8 ] عمله . ورد في متن منهاج البراعة ج 21 ص 213 . و نسخة عبده ص 690 . و نسخة الصالح ص 495 .

[ 9 ] ورد في الخصال للصدوق ص 621 . و تحف العقول للحرّاني ص 79 .

[ 10 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 86 .

[ 11 ] ورد في الخصال للصدوق ص 621 . و كتاب المواعظ للصدوق ص 35 . و تحف العقول للحرّاني ص 79 . باختلاف .

[ 12 ] كالقوس . ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 74 .

[ 722 ]

لاَ تَعَرُّبَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ ، وَ لاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ .

لاَ تَعَجَّلُوا الأُمُورَ قَبْلَ بُلُوغِهَا فَتَنْدَمُوا ، وَ لاَ يَطُولَنَّ عَلَيْكُمُ الأَمَدُ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ .

اَلدُّنْيَا دُوَلٌ ، فَاطْلُبْ حَظَّكَ مِنْهَا بِأَجْمَلِ الطَّلَبِ ، وَ اصْطَبِرْ حَتَّى تَأْتِيَكَ دُوْلَتُكَ [ 1 ] .

[ 5 ] صَوَابُ الرَّأْيِ بِالدُّوَلِ ، يُقْبِلُ بِإِقْبَالِهَا ، وَ يَذْهَبُ بِذَهَابِهَا .

مُزَاوَلَةُ قَلْعِ الْجِبَالِ ، أَيْسَرُ مِنْ مُزَاوَلَةِ مُلْكٍ مُؤَجَّلٍ .

وَ اسْتَعينُوا بِاللَّهِ وَ اصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ للَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَ الْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ [ 2 ] .

[ 6 ] مِنَ الْخُرْقِ الْمُعَاجَلَةُ قَبْلَ الاِمْكَانِ ، وَ الأَنَاةُ بَعْدَ الْفُرْصَةِ .

إِسْتَعيذُوا بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ [ 3 ] ، [ فَإِنَّهُ ] [ 7 ] يَنَامُ الرَّجُلُ عَلَى الثُّكْلِ ، وَ لاَ يَنَامُ عَلَى الْحَرَبِ .

إِذَا كَسَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مُؤْمِناً ثَوْباً جَديداً فَلْيَتَوَضَّأْ وَ لْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ، يَقْرَأُ فيهِمَا : أُمَّ الْكِتَابِ وَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ ، وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، وَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ . ثُمَّ لِيَحْمِدِ اللَّهِ الَّذي سَتَرَ عَوْرَتَهُ وَ زَيَّنَهُ فِي النَّاسِ ، وَ لْيُكْثِرْ مِنْ قَوْلِ : لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظيمِ ، فَإِنَّهُ لاَ يَعْصِي اللَّهَ فيهِ .

عَلَيْكُمْ بِالصَّفيقِ مِنَ الثِّيَابِ ، فَإِنَّهُ مَنْ رَقَّ ثَوْبُهُ رَقَّ دينُهُ .

لاَ يَقُومَنَّ أَحَدُكُمْ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهِ جَلَّ وَ عَزَّ وَ عَلَيْهِ ثَوْبٌ يَشِفُّ .

تَشْميرُ الثِّيَابِ طُهُورٌ لَهَا ، قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالى : وَ ثِيَابَكَ فَطَهِّرْ 4 ، أَيْ فَشَمِّرْ .

لَيْسَ لِلرَّجُلِ أَنْ يَكْشِفَ ثِيَابَهُ عَنْ فَخِذِهِ وَ يَجْلُسَ بَيْنَ يَدَيْ قَوْمٍ .

صُومُوا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ في كُلِّ شَهْرٍ فَهِيَ تَعْدِلُ صَوْمَ الدَّهْرِ ، وَ نَحْنُ نَصُومُ خَميسَيْنِ بَيْنَهُمَا أَرْبِعَاءُ .

لأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ جَهَنَّمَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ . فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ مِنْهَا .

[ 5 ] من : صواب إلى : بذهابها ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 339 .

[ 6 ] من : من الخرق إلى : الفرصة ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 363 .

[ 7 ] من : ينام إلى : الحرب ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 307 .

[ 1 ] ورد في الخصال ص 621 . و كتاب المواعظ ص 35 . و غرر الحكم ج 1 ص 81 . و مسند زيد ص 187 . و تحف العقول ص 80 . و نور الأبصار ص 112 . باختلاف بين المصادر .

[ 2 ] الأعراف ، 128 . و وردت الفقرة في تحف العقول للحرّاني ص 79 .

[ 3 ] ورد في المصدر السابق ص 80 .

-----------
( 4 ) المدّثّر ، 4 .

[ 723 ]

وَ صَوْمُ شَهْرِ شَعْبَانَ يَذْهَبُ بِوَسْوَاسِ الصَّدْرِ وَ بَلاَبِلِ الْقَلْبِ .

لَيْسَ لِلْعَبْدِ أَنْ يَخْرُجَ في سَفَرٍ إِذَا حَضَرَ شَهْرُ رَمَضَانَ ، لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ 1 .

في كُلِّ امْرِئٍ وَاحِدَةٌ مِنْ ثَلاَثٍ :

اَلطِّيَرَةُ ، وَ الْكِبْرُ ، وَ التَّمَنّي .

فَإِذَا تَطَيَّرَ أَحَدُكُمْ فَلْيَمْضِ عَلى طِيَرَتِهِ ، وَ لْيَذْكُرِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ .

وَ إِذَا خَشِيَ الْكِبْرَ فَلْيَأْكُلْ مَعَ عَبْدِهِ وَ خَادِمِهِ ، وَ لْيَحْلُبِ الشَّاةَ .

وَ إِذَا تَمَنَّى فَلْيَسْأَلِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ يَبْتَهِلْ إِلَيْهِ ، وَ لاَ تُنَازِعْهُ نَفْسُهُ إِلَى الإِثْمِ .

شَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ، وَ خَيْرُ الأُمُورِ مَا كَانَ للَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ رِضىً [ 2 ] .

[ 3 ] إِنَّ الْمِسْكينَ رَسُولُ اللَّهِ ، فَمَنْ مَنَعَهُ فَقَدْ مَنَعَ اللَّهَ ، وَ مَنْ أَعْطَاهُ فَقَدْ أَعْطَى اللَّهَ سُبْحَانَهُ .

سِرَاجُ الْمُؤْمِنِ مَعْرِفَةُ حَقِّنَا ، وَ أَشَدُّ النَّاسِ عَمىً مَنْ عَمِيَ عَنْ حُبِّنَا وَ فَضْلِنَا ، وَ نَاصَبَنَا الْعَدَاوَةَ بِلاَ ذَنْبٍ سَبَقَ إِلَيْهِ مِنَّا ، إِلاَّ أَنَّا دَعَوْنَاهُ إِلَى الْحَقِّ وَ الدّينِ ، وَ دَعَاهُ سِوَانَا إِلَى الْفِتْنَةِ وَ الدُّنْيَا ، فَآثَرَهُمَا ،

وَ نَصَبَ الْبَرَاءَةَ مِنَّا وَ الْعَدَاوَةَ لَنَا .

وَ أَسْعَدُ النَّاسِ مَنْ عَرَفَ فَضْلَنَا ، وَ تَقَرَّبَ إِلَى اللَّهِ بِنَا ، وَ أَخْلَصَ حُبَّنَا ، وَ عَمِلَ بِمَا إِلَيْهِ نَدَبْنَا ،

وَ انْتَهى عَمَّا عَنْهُ نَهَيْنَا ، فَذَاكَ مِنَّا ، وَ هُوَ في دَارِ الْمُقَامَةِ مَعَنَا .

مَثَلُ أَهْلِ الْبَيْتِ كَمَثَلِ سَفينَةِ نُوحٍ ، مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا هَلَكَ .

إِيَّاكُمْ وَ الْغُلُوَّ فينَا ، قُولُوا : إِنَّا عِبَادٌ مَرْبُوبُونَ ، وَ اعْتَقِدُوا في فَضْلِنَا مَا شِئْتُمْ .

مَنْ أَحَبَّنَا فَلْيَعْمَلْ بِعَمَلِنَا ، وَ لْيَسْتَعِنْ بِالْوَرَعِ ، فَإِنَّهُ أَفْضَلُ مَا يُسْتَعَانُ بِهِ فِي الدُّنْيَا وَ الآخِرَةِ .

لاَ تُجَالِسُوا لَنَا عَائِباً ، وَ لاَ تَمْدَحُونَا عِنْدَ عَدُوِّنَا مُعْلِنينَ بِإِظْهَارِ حُبَّنَا ، فَتُذِلُّوا أَنْفُسَكُمْ عِنْدَ سُلْطَانِكُمْ .

لَنَا رَايَةُ الْحَقِّ ، مَنِ اسْتَظَلَّ بِهَا كَنَّتْهُ ، وَ مَنْ سَبَقَ إِلَيْهَا فَازَ ، وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا هَلَكَ ، وَ مَنْ فَارَقَهَا هَوى ، وَ مَنْ تَمَسَّكَ بِهَا نَجَا .

نَحْنُ الْخُزَّانُ لِدينِ اللَّهِ ، وَ نَحْنُ مَصَابيحُ الْعِلْمِ ، إِذَا مَضى مِنَّا عَلَمٌ بَدَا عَلَمٌ .

[ 3 ] من : إنّ المسكين إلى : أعطى اللّه ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 304 .

-----------
( 1 ) البقرة ، 185 .

[ 2 ] ورد في الخصال للصدوق ص 612 و 630 . و تحف العقول للحرّاني ص 73 و 80 و 85 .

[ 724 ]

لاَ يَضِلُّ مَنِ اتَّبَعَنَا ، وَ لاَ يَهْتَدي مَنْ أَنْكَرَنَا ، وَ لاَ يَنْجُو مَنْ أَعَانَ عَلَيْنَا عَدُوَّنَا ، وَ لاَ يُعَانُ مَنْ أَسْلَمَنَا ، فَلاَ تَتَخَلَّوْا عَنَّا لِطَمَعٍ في دُنْيَا ، وَ حُطَامٍ زَائِلٍ عَنْكُمْ وَ أَنْتُمْ تَزُولُونَ عَنْهُ .

فَإِنَّ مَنْ آثَرَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَ اخْتَارَهَا عَلَيْنَا عَظُمَتْ حَسْرَتُهُ غَداً ، وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ :

أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتى عَلى مَا فَرَّطْتُ في جَنْبِ اللَّهِ وَ إِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرينَ 1 .

نَحْنُ بَابُ الْجَنَّةِ إِذَا بُعِثُوا وَ ضَاقَتْ بِهِمُ الْمَذَاهِبُ .

وَ نُحْنُ بَابُ حِطَّةٍ وَ هُوَ بَابُ السَّلاَمِ ، مَنْ دَخَلَهُ نَجَا ، وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ هَوى [ 2 ] .

[ 5 ] أَنَا يَعْسُوبُ الْمُؤْمِنينَ ، وَ الْمَالُ يَعْسُوبُ الْفُجَّارِ الظَّلَمَةِ ، فَبي يَلُوذُ الْمُؤْمِنُونَ ، وَ بِهذَا يَلُوذُ الْمُنَافِقُونَ .

وَ اللَّهِ لاَ يُحِبُّني إِلاَّ مُؤْمِنٌ ، وَ لاَ يُبْغِضُني إِلاَّ مُنَافِقٌ .

أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ مَعَهُ عِتْرَتُهُ وَ سِبْطَاهُ عَلَى الْحَوْضِ ، فَمَنْ أَرَادَنَا فَلْيَأْخُذْ بِقَوْلِنَا ، وَ لْيَعْمَلْ بِعَمَلِنَا ، فَإِنَّ لِكُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ نَجيبٌ ، وَ لَنَا شَفَاعَةٌ ، وَ لأَهْلِ مَوَدَّتِنَا شَفَاعَةٌ .

فَتَنَافَسُوا في لِقَائِنَا عَلَى الْحَوْضِ ، فَإِنَّا لَنَذُودُ عَنْهُ أَعْدَاءَنَا ، وَ نَسْقي مِنْهُ أَحِبَّاءَنَا وَ أَوْلِيَاءَنَا ، فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَداً .

وَ حَوْضُنَا مُتَّرِعٌ فيهِ مَثْعَبَانِ يَنْصَبَّانِ مِنَ الْجَنَّةِ :

أَحَدُهُمَا تَسْنيمٍ ، وَ الآخَرُ مَعينٍ .

عَلى حَافَّتَيْهِ الزَّعْفَرَانُ ، وَ حَصَاهُ اللُّؤْلُؤُ وَ الْيَاقُوتُ ، وَ هُوَ الْكَوْثَرُ .

فَاحْمَدُوا اللَّهَ عَلى مَا اخْتَصَّكُمْ بِهِ مِنْ بَادِي النِّعَمِ وَ عَلى طيبِ الْوِلاَدَةِ .

نَحْنُ أَهْلُ بَيْتٍ بِنَا مَيَّزَ اللَّهُ الْكَذِبَ ، وَ بِنَا فَتَحَ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ ، وَ بِنَا يَخْتِمُ اللَّهُ . ، وَ بِنَا يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَ بِنَا يُثْبِتُ ، وَ بِنَا يَدْفَعُ [ 3 ] اللَّهُ الزَّمَانَ الْكَلِبِ ، وَ بِنَا يَنْزِعُ اللَّهُ رِبْقَ الذُّلِّ ، وَ بِنَا يُنَزِّلُ الْغَيْثَ ، فَاعْتَبِرُوا بِنَا وَ بِعَدُوِّنَا ، وَ بِهُدَانَا وَ بِهُدَاهُمْ ، وَ بِسيرَتِنَا وَ بِسيرَتِهِمْ ، وَ بِميتَتِنَا وَ بِميتَتِهِمْ ، وَ لاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ 4 .

[ 5 ] من : أنا إلى : الفجّار ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 316 .

-----------
( 1 ) الزمر ، 56 .

[ 2 ] ورد في الخصال ص 614 و 626 و 631 و 633 . و غرر الحكم ج 1 ص 159 و 206 و 233 و 658 . و تحف العقول ص 80 و 81 و 86 .

و مصادر نهج البلاغة ج 4 ص 246 . باختلاف بين المصادر .

[ 3 ] يفرّج . ورد في

-----------
( 4 ) لقمان ، 33 .

[ 725 ]

إِنَّ ذِكْرَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ شِفَاءٌ مِنَ الْعِلَلِ وَ الأَسْقَامِ وَ وَسْوَاسِ الرَّيبِ [ 1 ] ، وَ إِنَّ حُبَّنَا رِضَى الرَّبِّ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ الآخِذُ بِأَمْرِنَا وَ طَريقَتِنَا وَ مَذْهَبِنَا مَعَنَا غَداً في حَظيرَةِ الْفِرْدَوْسِ ، وَ الْمُنْتَظِرُ لأَمْرِنَا كَالْمُتَشَحِّطِ بِدَمَهِ في سَبيلِ اللَّهِ .

إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالى اطَّلَعَ إِلَى الأَرْضِ فَاخْتَارَنَا ، وَ اخْتَارَ لَنَا شيعَةً يَنْصُرُونَنَا ، وَ يَفْرَحُونَ بِفَرَحِنَا ، وَ يَحْزَنُونَ لِحُزْنِنَا ، وَ يَبْذُلُونَ أَمْوَالَهُمْ وَ أَنْفُسَهُمْ فينَا ، فَأُولئِكَ مِنَّا وَ إِلَيْنَا ، وَ هُمْ مَعَنَا فِي الْجَنَّةِ .

مَا مِنْ شيعَتِنَا أَحَدٌ يُقَارِفُ أَمْراً نَهَيْنَاهُ عَنْهُ فَيَمُوتُ حَتَّى يُبْتَلى بِبَلِيَّةٍ تُمَحَّصُ بِهَا ذُنُوبُهُ ، إِمَّا في مَالٍ وَ إِمَّا في وَلَدٍ ، وَ إِمَّا في نَفْسِهِ ، حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَا لَهُ ذَنْبٌ ، وَ إِنَّهُ لَيَبْقى عَلَيْهِ الشَّيْ‏ءُ مِنْ ذُنُوبِهِ ، فَيُشَدَّدُ عَلَيْهِ عِنْدَ الْمَوْتِ ، فَتُمَحَّصُ ذُنُوبُهُ .

اَلْمَيِّتُ مِنْ شيعَتِنَا صِدّيقٌ شَهيدٌ ، صَدَّقَ بِأَمْرِنَا ، وَ أَحَبَّ فينَا ، وَ أَبْغَضَ فينَا . يُريدُ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، مُؤْمِنٌ بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ .

قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : وَ الَّذينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدّيقُونَ وَ الشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ 1 .

شيعَتُنَا بِمَنْزِلَةِ النَّحْلِ فِي الطَّيْرِ ، لَيْسَ شَيْ‏ءٌ مِنَ الطَّيْرِ إِلاَّ وَ هُوَ يَسْتَضْعِفُهَا ، وَ لَوْ أَنَّ الطَّيْرَ تَعْلَمُ مَا في جَوْفِ النَّحْلِ مِنَ الْبَرَكَةِ مَا بَقِيَ مِنْهَا شَيْ‏ءٌ إِلاَّ أَكَلَتْهُ ، وَ لَوْ أَنَّ النَّاسَ عَلِمُوا مَا في أَجْوَافِكُمْ أَنَّكُمْ تُحِبُّونَا أَهْلَ الْبَيْتِ لأَكَلُوكُمْ بِأَلْسِنَتِهِمْ .

كُلُّ عَيْنٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَاكِيَةٌ ، وَ كُلُّ عَيْنٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَاهِرَةٌ ، إِلاَّ عَيْنُ مَنِ اخْتَصَّهُ اللَّهُ بِكَرَامَتِهِ ،

وَ بَكى عَلى مَا يُنْتَهَكُ مِنَ الْحُسَيْنِ وَ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ .

إِفْتَرَقَتْ بَنُو إِسْرَائيلَ عَلَى اثْنَتَيْنِ وَ سَبْعينَ فِرْقَةً ، وَ وَالَّذي نَفْسي بِيَدِهِ سَتَفْتَرِقُ هذِهِ الأُمَّةُ عَلى ثَلاَثٍ وَ سَبْعينَ فِرْقَةً ، اثْنَتَانِ وَ سَبْعينَ فِي النَّارِ وَ وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَ هُمُ الَّذينَ قَالَ اللَّهُ : وَ مِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ 2 . وَ هُمْ أَنَا وَ شيعَتي .

مَنْ أَذَاعَ سِرَّنَا أَذَاقَهُ اللَّهُ بَأْسَ الْحَديدِ .

إِذَا سَمِعْتُمْ مِنْ حَديثِنَا مَا لاَ تَعْرِفُونَ فَرُدُّوهُ إِلَيْنَا وَقِفُوا عِنْدَهُ ، وَ سَلِّمُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْحَقُّ ،

[ 1 ] الصّدور . ورد في

-----------
( 1 ) الحديد ، 19 .

-----------
( 2 ) الأعراف ، 181 .

[ 726 ]

وَ لاَ تَكُونُوا مَذَاييعَ عُجَّلاً .

إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَنْظُرُونَ إِلى مَنَازِلِ شيعَتِنَا كَمَا يَنْظُرُ الإِنْسَانُ إِلَى الْكَوْكَبِ الدُّرِّيِّ الَّذي في أُفُقِ السَّمَاءِ .

مَنْ شَهِدَنَا في حَرْبِنَا ، أَوْ سَمِعَ دَاعِيَتَنَا ، فَلَمْ يَنْصُرْنَا ، أَكَبَّهُ اللَّهُ عَلى مِنْخَرَيْهِ فِي النَّارِ .

إِحْذَرُوا السَّفَلَةَ ، فَإِنَّ السَّفَلَةَ لاَ يَخَافُ [ ونَ ] اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ ، فيهِمْ قَتَلَهُ الأَنْبِيَاءِ ، وَ فيهِمْ أَعْدَاؤُنَا .

لاَ يَخْرُجُ الْمُسْلِمُ فِي الْجِهَادِ مَعَ مَنْ لاَ يُؤْمَنُ عَلَى الْحُكْمِ ، وَ لاَ يُنَفِّذُ فِي الْفِئَةِ [ 1 ] أَمْرَ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ ،

فَإِنْ مَاتَ في ذَلِكَ كَانَ مُعيناً لِعَدُوِّنَا في حَبْسِ حُقُوقِنَا ، وَ الإِشَاطَةِ بِدِمَائِنَا ، وَ ميتَتُهُ ميتَةٌ جَاهِلِيَّةٌ .

مَا أَنْزَلَتِ السَّمَاءُ مِنْ قَطْرَةِ مَاءٍ مُنْذُ حَبَسَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ لَوْ قَدْ قَامَ قَائِمُنَا لأَنْزَلَتِ السَّمَاءُ قَطْرَهَا ، وَ لأَخْرَجَتِ الأَرْضُ نَبَاتَهَا ، وَ لَذَهَبَتِ الشَّحْنَاءُ مِنْ قُلُوبِ الْعِبَادِ ، وَ اصْطَلَحَتِ السِّبَاعُ وَ الْبَهَائِمُ ،

حَتَّى تَمْشِيَ الْمَرْأَةُ بَيْنَ الْعِرَاقِ وَ الشَّامِ لاَ تَضَعُ قَدَمَيْهَا إِلاَّ عَلَى النَّبَاتِ وَ عَلى رَأْسِهَا زَنْبيلُهَا ، لاَ يُهَيِّجُهَا سَبُعٌ وَ لاَ تَخَافُهُ [ 2 ] .

[ 3 ] مَنْ أَحَبَّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَلْيَسْتَعِدَّ لِلْفَقْرِ جِلْبَاباً ، وَ مَنْ تَوَلاَّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَلْيَلْبَسْ لِلْمِحَنِ إِهَاباً .

مَنْ أَحَبَّنَا بِقَلْبِهِ ، وَ أَعَانَنَا بِلِسَانِهِ ، وَ قَاتَلَ مَعَنَا أَعْدَاءَنَا بِيَدِهِ فَهُوَ مَعَنَا فِي الْجَنَّةِ في دَرَجَتِنَا .

وَ مَنْ أَحَبَّنَا بِقَلْبِهِ ، وَ أَعَانَنَا بِلِسَانِهِ ، وَ لَمْ يُقَاتِلْ مَعَنَا أَعْدَاءَنَا بِيَدِهِ ، فَهُوَ أَسْفَلُ مِنْ ذَلَكَ بِدَرَجَةٍ .

وَ مَنْ أَحَبَّنَا بِقَلْبِهِ ، وَ لَمْ يُعِنَّا بِلِسَانِهِ وَ لاَ بِيَدِهِ ، فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ .

وَ مَنْ أَبْغَضَنَا بِقَلْبِهِ ، وَ أَعَانَ عَلَيْنَا بِلِسَانِهِ وَ يَدِهِ ، فَهُوَ مَعَ عَدُوِّنَا في أَسْفَلِ دَرَكٍ مِنَ النَّارِ .

وَ مَنْ أَبْغَضَنَا بِقَلْبِهِ ، وَ أَعَانَ عَلَيْنَا بِلِسَانِهِ وَ لَمْ يُعِنْ عَلَيْنَا بِيَدِهِ ، فَهُوَ فَوْقَ ذَلِكَ بِدَرَجَةٍ .

وَ مَنْ أَبْغَضَنَا بِقَلْبِهِ ، وَ لَمْ يُعِنْ عَلَيْنَا بِلِسَانِهِ وَ لاَ بِيَدِهِ ، فَهُوَ فِي النَّارِ .

لَوْ تَعْلَمُونَ مَا لَكُمْ في مُقَامِكُمْ بَيْنَ أَعْدَائِكُمْ ، وَ صَبْرِكُمْ عَلى مَا تَسْمَعُونَ مِنَ الأَذى لَقَرَّتْ أَعْيُنُكُمْ .

[ 3 ] من : من أحبّنا إلى : جلبابا ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 112 .

[ 1 ] الفي‏ء . ورد في علل الشرائع للصدوق ص 464 . و الخصال للصدوق ص 625 .

[ 2 ] ورد في المصدر السابق . و المحاسن ج 1 ص 401 . و الاختصاص ص 151 . و الخصال ص 624 629 و 633 و 635 . و تاريخ دمشق ( ترجمة علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 280 . و غرر الحكم ج 1 ص 235 و 280 و 345 و 451 . و تحف العقول ص 81 و 82 و 84 و 88 .

و مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 89 . و إرشاد القلوب ج 2 ص 258 . و البحار ج 8 ص 19 و 34 و ج 27 ص 89 . باختلاف بين المصادر .

[ 727 ]

وَ لَوْ قَدْ فَقَدْتُمُوني لَرَأَيْتُمْ مِنْ بَعْدي أُمُوراً يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ مِمَّا يَرى مِنْ أَهْلِ الْجْحُودِ [ 1 ] وَ الْعُدْوَانِ وَ الأَثَرَةِ وَ الاِسْتِخْفَافِ بِحَقِّ اللَّهِ تَعَالى ذِكْرُهُ وَ الْخَوْفِ عَلى نَفْسِهِ .

فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَميعاً وَ لاَ تَفَرَّقُوا ، وَ عَلَيْكُمْ بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاَةِ وَ التَّقِيَّةِ .

إِعْلَمُوا أَنَّ صَالِحي عَدُوِّكُمْ يُرَائي بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ، وَ ذَلِكَ أَنَّ [ 2 ] اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لاَ يُوَفِّقُهُمْ ،

وَ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ مَا كَانَ لَهُ خَالِصاً .

وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُبْغِضُ مِنْ عِبَادِهِ الْمُتَلَوِّنَ ، فَلاَ تَزُولُوا عَنِ الْحَقِّ وَ وِلاَيَةِ أَهْلِ الْحَقِّ ، فَإِنَّ مَنِ اسْتَبْدَلَ بِنَا هَلَكَ ، وَ فَاتَتْهُ الدُّنْيَا ، وَ خَرَجَ مِنْهَا آثِماً بِحَسْرَةٍ .

لَيْسَ عَمَلٌ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ الصَّلاَةِ ، فَلاَ يَشْغَلَنَّكُمْ عَنْ أَوْقَاتِهَا شَيْ‏ءٌ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا . فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ ذَمَّ أَقْوَاماً اسْتَهَانُوا بِأَوْقَاتِهَا فَقَالَ : الَّذينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ 1 يَعْني أَنَّهُمْ غَافِلُونَ .

لاَ يَتَوَضَّأُ الرَّجُلُ حَتَّى يُسَمِّيَ ، يَقُولُ قَبْلَ أَنْ يَمَسَّ الْمَاءَ : بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ ، اَللَّهُمَّ اجْعَلْني مِنَ التَّوَّابينَ ، وَ اجْعَلْني مِنَ الْمُتَطَهِّرينَ .

فَإِذَا فَرَغَ مِنْ طُهُورِهِ قَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَريكَ لَهُ ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ .

فَعِنْدَهَا يَسْتَحِقُّ الْمَغْفِرَةَ [ 4 ] .

[ 6 ] اَلْعَيْنُ وِكَاءُ السَّهِ ، فَمَنْ نَامَ فَلْيَتَوَضَّأْ [ 5 ] .

[ 7 ] إِنَّ لِلْقُلُوبِ إِقْبَالاً وَ إِدْبَاراً ، فَإِذَا أَقْبَلَتْ فَاحْمِلُوهَا عَلَى النَّوَافِلِ ، وَ إِذَا أَدْبَرَتْ فَاقْتَصِرُوا بِهَا عَلَى الْفَرَائِضِ .

[ 6 ] العين وكاء السّه ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 466 .

[ 7 ] من : إنّ إلى : على الفرائض ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 312 .

[ 1 ] الجور . ورد في مصباح البلاغة للمير جهاني ج 3 ص 306 عن عن تفسير ابن فرات .

[ 2 ] بعضهم بعضا ، و لكنّ . ورد في الخصال للصدوق ص 621 .

-----------
( 1 ) الماعون ، 5 .

[ 4 ] ورد في الغارات ص 401 . و شرح الأخبار ج 1 ص 165 . و أمالي المفيد ص 137 . و الخصال ص 621 و 626 و 628 و 629 . و غرر الحكم ج 2 ص 637 و 708 . و تحف العقول ص 79 و 84 . باختلاف بين المصادر .

[ 5 ] ورد في جامع الأصول ج 8 ص 119 . و كنز العمال ج 9 ص 342 . و ورد و إذا خالط النّوم القلب فقد وجب الوضوء في الخصال ص 629 .

[ 728 ]

[ 4 ] إِذَا أَضَرَّتِ النَّوَافِلُ بِالْفَرَائِضِ فَارْفُضُوهَا .

لاَ تَقْضُوا النَّافِلَةَ في وَقْتِ الْفَريضَةِ ، وَ لكِنِ ابْدَؤُوا بِالْفَريضَةِ ثُمَّ صَلُّوا مَا بَدَا لَكُمْ [ 1 ] ، [ فَإِنَّهُ ] [ 5 ] لاَ قُرْبَةَ بِالنَّوَافِلِ إِذَا أَضَرَّتْ بِالْفَرَائِضِ وَ لاَ يُصَلِّي الرَّجُلُ نَافِلَةً في وَقْتِ فَريضَةٍ ، وَ لاَ يَتْرُكُهَا إِلاَّ مِنْ عُذْرٍ ، وَ لكِنْ يَقْضي بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا أَمْكَنَهُ الْقَضَاءَ . فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ : الَّذينَ هُمْ عَلى صَلاَتِهِمْ دَائِمُونَ 1 ، يَعْنِي الَّذينَ يَقْضُونَ مَا فَاتَهُمْ مِنَ اللَّيْلِ بِالنَّهَارِ ، وَ مَا فَاتَهُمْ مِنَ النَّهَارِ بِاللَّيْلِ .

مَنْ أَتَى الصَّلاَةَ عَارِفاً بِحَقِّهَا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ .

وَ لاَ يَقُومَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاَةِ مُتَكَاسِلاً وَ لاَ مُتَقَاعِساً وَ نَاعِساً .

لِيُقِلَّ الْعَبْدُ الْفِكْرَ في نَفْسِهِ إِذَا قَامَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ ، فَإِنَّمَا لَهُ مِنْ صَلاَتِهِ مَا أَقْبَلَ عَلَيْهِ بِقَلْبِهِ .

لاَ يَلْتَفِتَنَّ أَحَدُكُمْ في صَلاَتِهِ ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا الْتَفَتَ فيهَا قَالَ اللَّهُ لَهُ : إِلَيَّ عَبْدي ، [ أَنَا ] خَيْرٌ لَكَ مِمَّنْ تَلْتَفِتُ إِلَيْهِ .

إِذَا قَامَ الرَّجُلُ إِلَى الصَّلاَةِ أَقْبَلَ إِبْليسُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ حَسَداً لِمَا يَرى مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ الَّتي تَغْشَاهُ .

إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَلْيُصَلِّ صَلاَةَ مُوَدِّعٍ .

إِذَا افْتَتَحَ أَحَدُكُمُ الصَّلاَةَ فَلْيَرْفَعْ يَدَيْهِ بِحِذَاءِ صَدْرِهِ .

إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ جَلَّ جَلاَلُهُ فَلْيَتَحَرَّى بِصَدْرِهِ [ 3 ] ، وَ لْيُقِمْ صُلْبَهُ وَ لاَ يَنْحَني .

لاَ يَقْطَعُ الصَّلاَةَ التَّبَسُّمُ ، وَ تَقْطَعُهَا الْقَهْقَهَةُ ، وَ الاِلْتِفَاتُ الْفَاحِشُ يَقْطَعُ الصَّلاَةَ . وَ يَنْبَغي لِمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ أَنْ يَبْتَدِئَ الصَّلاَةَ بِالأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ وَ التَّكْبيرِ .

إِذَا غَلَبَتْكَ عَيْنُكَ وَ أَنْتَ فِي الصَّلاَةِ فَاقْطَعْهَا وَ نَمْ ، فَإِنَّكَ لاَ تَدْري تَدْعُو لَكَ أَوْ عَلى نَفْسِكَ ، لَعَلَّكَ أَنْ تَدْعُوَ عَلى نَفْسِكَ .

لاَ يَجْمَعِ الْمُؤْمِنُ يَدَيْهِ فِي الصَّلاَةِ وَ هُوَ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يَتَشَبَّهُ بِأَهْلِ الْكُفْرِ ، يَعْنِي الْمَجُوسَ .

[ 4 ] من : إذا أضرّت إلى : فارفضوها ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 279 .

[ 5 ] من : لا قربة إلى : بالفرائض ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 39 .

[ 1 ] ورد في تحف العقول للحرّاني ص 83 .

-----------
( 1 ) المعارج ، 23 .

[ 3 ] فليتجوّز . ورد في تحف العقول للحرّاني ص 84 .

[ 729 ]

لِيَخْشَعِ الرَّجُلُ في صَلاَتِهِ ، فَإِنَّهُ مَنْ خَشَعَ قَلْبُهُ للَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي الرَّكْعَةِ خَشَعَتْ جَميعُ جَوَارِحُهُ ، فَلاَ يَعْبَثْ بِشَيْ‏ءٍ في صَلاَةٍ .

لاَ يَعْبَثُ أَحَدُكُمْ بِلِحْيَتِهِ فِي الصَّلاَةِ ، وَ لاَ بِمَا يَشْغَلُهُ عَنْهَا .

إِذَا صَلَّيْتَ وَحْدَكَ فَأَسْمِعْ نَفْسَكَ الْقِرَاءَةَ وَ التَّكْبيرَ وَ التَّسْبيحَ .

إِذَا أَصَابَ أَحَدُكُمْ الدَّابَّةَ وَ هُوَ في صَلاَتِهِ فَلْيَدْفُنْهَا وَ يَتْفِلْ عَلَيْهَا ، أَوْ يَضُمَّهَا في ثَوْبِهِ حَتَّى يَنْصَرِفَ .

لاَ يَجُوزُ السَّهْوُ في خَمْسٍ :

فِي الْوَتْرِ .

وَ الْجُمُعَةِ .

وَ الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ مِنْ كُلِّ صَلاَةٍ مَفْرُوضَةٍ الَّتي تَكُونُ فيهِمَا الْقِرَاءَةُ .

وَ فِي الصُّبْحِ .

وَ فِي الْمَغْرِبِ .

لاَ يُصَلِّي الرَّجُلُ في قَميصٍ مُتَوَشِّحاً بِهِ ، فَإِنَّهُ مِنْ فِعَالِ قَوْمِ لُوطٍ تَجْزي الصَّلاَةُ لِلرَّجُلِ في ثَوْبٍ وَاحِدٍ ، يَعْقِدُ طَرَفَيْهِ عَلى عُنُقِهِ . وَ فِي الْقَميصِ الصَّفيقِ يُزِّرُهُ عَلَيْهِ .

لاَ يَسْجُدُ الرَّجُلُ عَلى صُورَةٍ ، وَ لاَ عَلى بِسَاطٍ فيهِ صُورَةٌ ، وَ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الصُّورَةُ تَحْتَ قَدَمَيْهِ ،

أَوْ يَطْرَحَ عَلَيْهَا مَا يُواريهَا .

وَ لاَ يَعْقِدُ الرَّجُلُ الدِّرْهَمَ الَّذي فيهِ الصُّورَةُ في ثَوْبِهِ وَ هُوَ يُصَلّي ، وَ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الدِّرْهَمُ في هِمْيَانٍ أَوْ في ثَوْبٍ إِذَا خَافَ ، وَ يَجْعَلَهَا في ظَهْرِهِ .

لاَ يَسْجُدُ الرَّجُلُ عَلى كَدْسِ حُنْطَةٍ ، وَ لاَ عَلى شَعيرٍ ، وَ لاَ عَلى شَيْ‏ءٍ مِمَّا يُؤْكَلُ ، وَ لاَ يَسْجُدُ عَلَى الْخُبْزِ .

لِيَرْفَعِ السَّاجِدُ مُؤَخَرَّهُ فِي الصَّلاَةِ الْفَريضَةِ إِذَا سَجَدَ .

أَطيلُوا السُّجُودَ ، فَمَا مِنْ عَمَلٍ أَشَدُّ عَلى إِبْليسَ مِنْ أَنْ يَرَى ابْنَ آدَمَ سَاجِداً ، لأَنَّهُ أُمِرَ بِالسُّجُودِ فَعَصى ، وَ هذَا أُمِرَ بِالسُّجُودِ فَأَطَاعَ فَنَجَا .

أَعْطُوا كُلَّ سُورَةٍ حَقَّهَا مِنَ الرُّكُوعِ وَ السُّجُودِ إِذَا كُنْتُمْ فِي الصَّلاَةِ .

[ 730 ]

إِجْلِسُوا بَعْدَ السَّجْدَتَيْنِ حَتَّى تَسْكُنَ جَوَارِحُكُمْ ثُمَّ قُومُوا ، فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِنَا .

لَوْ يَعْلَمُ الْمُصَلّي مَا يَغْشَاهُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ مَا انْفَتَلَ ، وَ لاَ سَرَّهُ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ مِنْ سُجُودِهِ .

اَلْقُنُوتُ في كُلِّ صَلاَةٍ ثُنَائِيَّةٍ قَبْلَ الرُّكُوعِ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ ، إِلاَّ الْجُمُعَةَ فَإِنَّ فيهَا قُنُوتَانِ :

أَحَدُهُمَا قَبْلَ الرُّكُوعِ فِي الرَّكْعَةِ الأُولى ، وَ الآخَرُ بَعْدَهُ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ .

اَلْقِرَاءَةُ فِي الْجُمُعَةِ فِي الرَّكْعَةِ الأُولى بِسُورَةِ الْجُمُعَةِ بَعْدَ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ ، وَ فِي الثَّانِيَةِ الْحَمْدُ وَ الْمُنَافِقُونَ .

إِذَا قَرَأْتُمْ مِنَ الْمُسَبِّحَاتِ الأَخيرَةِ شَيْئاً فَقُولُوا : سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلى .

وَ إِذَا قَرَأْتُمْ : إِنَّ اللَّهَ وَ مَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ 1 فَصَلُّوا عَلَيْهِ فِي الصَّلاَةِ كُنْتُمْ أَوْ في غَيْرِهَا .

إِذَا قَالَ الْعَبْدُ فِي التَّشَهُّدِ الأَخيرِ مِنَ الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ : أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَريكَ لَهُ ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ ، وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَ رَيْبَ فيهَا وَ أَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ . ثُمَّ أَحْدَثَ حَدَثاً ، فَقَدْ تَمَّتْ صَلاَتُهُ .

لاَ يَنْفَتِلُ الْعَبْدُ مِنْ صَلاَتِهِ حَتَّى يَسْأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ ، وَ يَسْتَجيرَ بِهِ مِنَ النَّارِ ، وَ يَسْأَلَهُ أَنْ يُزَوِّجَهُ مِنَ الْحُورِ الْعينِ .

إِذَا انْفَتَلْتَ مِنْ صَلاَتِكَ فَانْفَتِلْ عَنْ يَمينِكَ .

إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ الصَّلاَةِ فَلْيَرْفَعْ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ ، وَ لْيَنْصِبْ فِي الدُّعَاءِ .

فقال عبد اللّه ابن سبأ : يا أمير المؤمنين ، أليس اللَّه بكلّ مكان ؟ .

فقال عليه السلام :

بَلى .

قال : فلِمَ نرفع أيدينا إلى السّماء ؟ .

فقال عليه السلام :

وَيْحَكَ ، أَمَا تَقْرَأُ : وَ فِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَ مَا تُوعَدُونَ 2 ؟ .

فَمِنْ أَيْنَ يُطْلَبُ الرِّزْقُ إِلاَّ مِنْ مَوْضِعِه ؟ .

وَ مَوْضِعُ الرِّزْقِ وَ مَا وَعَدَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ السَّمَاءُ .

-----------
( 1 ) الأحزاب ، 56 .

-----------
( 2 ) الذاريات ، 22 .

[ 731 ]

ثم قال عليه السلام :

إِذَا فَرَغَ الرَّجُلُ مِنْ صَلاَتِهِ فَلْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ، وَ لْيَسْأَلِ اللَّهَ الْجَنَّةَ ،

وَ يَسْتَجِرْ بِهِ مِنَ النَّارِ ، وَ يَسْأَلْهُ أَنْ يُزَوِّجَهُ مِنَ الْحُورِ الْعينِ ، فَإِنَّهُ مَنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ رَجَعَتْ دَعْوَتُهُ ،

وَ مَنْ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ سَمِعَهُ النَّبِيُّ ، وَ رُفِعَتْ دَعْوَتُهُ .

وَ مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ سَمِعَتِ الْجَنَّةُ فَقَالَتْ : يَا رَبِّ ، أَعْطِ عَبْدَكَ مَا سَأَلَ .

وَ مَنِ اسْتَجَارَ بِهِ مِنَ النَّارِ قَالَتِ النَّارُ : يَا رَبِّ ، أَجِرْ عَبْدَكَ مِمَّا اسْتَجَارَكَ مِنْهُ .

وَ مَنْ سَأَلَ الْحُورَ الْعينَ سَمِعَتِ الْحُورُ الْعينُ فَقُلْنَ : اللَّهُمَّ أَعْطِ عَبْدَكَ مَا سَأَلَ .

مَا عُبِدَ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ بِشَيْ‏ءٍ هُوَ أَشَدُّ مِنَ الْمَشْيِ إِلى بَيْتِهِ لِلصَّلاَةِ .

مَنْ أَكَلَ شَيْئاً مِنَ الْمُؤْذِيَاتِ بِريحِهَا فَلاَ يَقْرَبَنَّ الْمَسْجِدَ .

وَ لاَ يَقْرَأُ الْعَبْدُ الْقُرْآنَ إِذَا كَانَ عَلى غَيْرِ طُهْرٍ حَتَّى يَتَطَهَّرَ .

إِذَا أَرَدْتُمُ الْحَجَّ فَتَقَدَّمُوا في شَرَاءِ بَعْضِ حَوَائِجِكُمْ بِأَنْفُسِكُمْ بِبَعْضِ مَا يُقَوّيكُمْ عَلَى السَّفَرِ ،

فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالى قَالَ : وَ لَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً 1 .

إِذَا حَجَجْتُمْ إِلى بَيْتِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَكْثِرُوا النَّظَرَ إِلى بَيْتِ اللَّهِ ، فَإِنَّ للَّهِ مِائَةً وَ عِشْرينَ رَحَمَةً عِنْدَ بَيْتِهِ الْحَرَامِ ، مِنْهَا سِتُّونَ لِلطَّائِفينَ ، وَ أَرْبَعُونَ لِلْمُصَلّينَ ، وَ عِشْرُونَ لِلنَّاظِرينَ .

أَقِرُّوا بَيْتَ اللَّهِ الْحَرَامِ عِنْدَ الْمُلْتَزَمِ بِمَا حَفِظْتُمُوهُ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَ مَا لَمْ تَحْفَظُوهُ فَقُولُوا : مَا حِفِظْتَهُ يَا رَبِّ عَلَيْنَا وَ نَسينَاهُ فَاغْفِرْهُ لَنَا ، فَإِنَّهُ مَنْ أَقَرَّ بِذُنُوبِهِ في ذَلِكَ الْمَوْضِعِ وَ عَدَّدَهَا وَ ذَكَرَهَا وَ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ مِنْهَا كَانَ حَقّاً عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يَغْفِرَهَا لَهُ .

اَلْحَاجُّ وَ الْمُعْتَمِرُ وَفْدُ اللَّهِ ، وَ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكْرِمَ وَفْدَهُ ، وَ يَحْبُوَهُ بِالْمَغْفِرَةِ .

اَلصَّلاَةُ فِي الْحَرَمَيْنِ تَعْدِلُ أَلْفَ صَلاَةٍ . وَ دِرْهَمٌ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ فِي الْحَجِّ يَعْدِلُ أَلْفَ دِرْهَمٍ .

اَلاِطِّلاَعُ في بِئْرِ زَمْزَمَ يَذْهَبُ بِالدَّاءِ ، فَاشْرَبُوا مِنْ مَائِهَا مِمَّا يَلِي الرُّكْنَ الَّذي فيهِ الْحَجَرُ الأَسْوَدُ ،

[ فَإِنَّ ] مَاءَ زَمْزَمَ خَيْرُ مَاءٍ عَلى وَجْهِ الأَرْضِ ، وَ شَرُّ مَاءٍ عَلى وَجْهِ الأَرْضِ مَاءُ بَرَهُوتٍ الَّتي بِحَضْرَ مُوتَ ،

تَرِدُهُ هَامُّ الْكُفَّارِ .

لاَ تَخْرُجُوا بِسُيُوفِكُمْ إِلَى الْحَرَمِ ، وَ لاَ يُصَلِّيَنَّ أَحَدُكُمْ وَ بَيْنَ يَدَيْهِ سَيْفٌ ، فَإِنَّ الْقِبْلَةَ أَمْنٌ .

أَلِمُّوا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ حَجَّكُمْ إِذَا خَرَجْتُمْ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ ، فَإِنَّ تَرْكَهُ جَفَاءٌ .

-----------
( 1 ) التوبة ، 46 .

[ 732 ]

وَ بِذَلِكَ أُمِرْتُمْ .

إِذَا قَدِمَ أَخُوكَ مِنْ مَكَّةَ فَقَبِّلْ عَيْنَهُ الَّتي نَظَرَ بِهَا إِلى بَيْتِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ فَمَهُ الَّذي قَبَّلَ بِهِ الْحَجَرَ الأَسْوَدَ الَّذي قَبَّلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ . وَ قَبِّلْ مَوْضِعَ سُجُودِهِ وَ جَبْهَتَهُ .

وَ إِذَا هَنَّأْتُمُوهُ فَقُولُوا لَهُ : قَبِلَ اللَّهُ نُسُكَكَ ، وَ شَكْرَ سَعْيَكَ ، وَ أَخْلَفَ عَلَيْكَ نَفَقَتَكَ ، وَ لاَ جَعَلَهُ آخِرَ عَهْدِكَ بِبَيْتِهِ الْحَرَامِ .

أُطْلُبُوا الْخَيْرَ في أَعْنَاقِ الإِبِلِ وَ أَخْفَافِهَا ، صَادِرَةً [ 1 ] وَ وَارِدَةً .

أَبْعَدُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ اللَّهِ إِذَا كَانَ هَمُّهُ بَطْنَهُ وَ فَرْجَهُ [ 2 ] .

[ 4 ] رُدُّوا الْحَجَرَ مِنْ حَيْثُ جَاءَ ، فَإِنَّ الشَّرَّ لاَ يَدْفَعُهُ إِلاَّ الشَّرَّ .

[ 5 ] أَحْلِفُوا الظَّالِمَ إِذَا أَرَدْتُمْ يَمينَهُ بِأَنَّهُ بَري‏ءٌ مِنْ حَوْلِ اللَّهِ وَ قُوَّتِهِ ، فَإِنَّهُ إِذَا حَلَفَ بِهَا كَاذِباً عُوجِلَ الْعُقُوبَةَ .

وَ إِذَا حَلَفَ بِاللَّهِ الَّذي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَمْ يُعَاجَلْ ، لأَنَّهُ قَدْ وَحَّدَهُ [ 3 ] سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى .

[ 6 ] إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا كَانَ لَهُ الدَّيْنُ الظَّنُونُ ، يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يُزَكِّيَهُ ، لِمَا مَضى ، إِذَا قَبَضَهُ .

اَلْغِنَاءُ نَوْحُ إِبْليسَ عَلَى الْجَنَّةِ .

أُحِبُّ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُطْلِيَ في كُلِّ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً مَرَّةً بِالنُّورَةِ .

لاَ يَنَامُ الْمُسْلِمُ وَ هُوَ جُنُبٌ ، وَ لاَ يَنَامُ إِلاَّ عَلى طُهُورٍ ، فَإِنْ لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ فَلْيَتَيَمَّمْ بِالصَّعيدِ . فَإِنَّ رُوحَ الْمُؤْمِنِ تُرفَعُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَيَقْبَلُهَا وَ يُبَارِكُ عَلَيْهَا ، فَإِنْ كَانَ أَجَلُهَا قَدْ حَضَرَ جَعَلَهَا في صُورَةٍ حَسَنَةٍ في كُنُوزِ رَحْمَتِهِ ، وَ إِنْ لَمْ يَكُنْ أَجَلُهَا قَدْ حَضَرَ بَعَثَ بِهَا مَعَ أُمَنَائِهِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ فَيَرُدُّونَهَا في جَسَدِهِ .

إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ الْغَسْلَ فَلْيَبْدَأْ بِذِرَاعَيْهِ فَلْيَغْسِلْهُمَا .

[ 4 ] من : ردّوا إلى : الشّرّ ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 314 .

[ 5 ] من : أحلفوا إلى : سبحانه و تعالى ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 253 .

[ 6 ] من : إنّ الرّجل إلى : قبضه ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 6 .

[ 1 ] طاردة . ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 135 .

[ 2 ] ورد في المحاسن ج 2 ص 399 . و علل الشرائع ص 344 . و الخصال ص 613 و 617 و 622 و 627 629 . و غرر الحكم ج 2 ص 584 و 605 . و تحف العقول ص 76 و 77 و 82 88 . باختلاف بين المصادر .

[ 3 ] وحّد اللّه . ورد في نسخة الأسترابادي ص 570 . و نسخة عبده ص 713 . و نسخة الصالح ص 512 . و نسخة العطاردي ص 451 .

[ 733 ]

إِذَا خَرَجَ أَحَدُكُمْ مِنَ الْحَمَّامِ فَقَالَ لَهُ أَخُوهُ : طَابَ حَمَّامُكَ وَ حَميمُكَ ، فَلْيَقُلْ : أَنْعَمَ اللَّهُ بَالَكَ .

وَ إِذَا قَالَ لَهُ : حَيَّاكَ اللَّهُ بِالسَّلاَمِ ، فَلْيَقُلْ لَهُ : وَ أَنْتَ فَحَيَّاكَ اللَّهُ بِالسَّلاَمِ ، وَ أَحَلَّكَ دَارَ الْمُقَامِ .

لِلْوُضُوءِ بَعْدَ الطُّهْرِ عَشْرُ حَسَنَاتٍ ، فَتَطَهَّرُوا .

لاَ يَنَامُ الرَّجُلُ عَلى وَجْهِهِ ، وَ مَنْ رَأَيْتُمُوهُ عَلى وَجْهِهِ فَأَنْبِهُوهُ وَ لاَ تَدَعُوهُ .

إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمُ النَّوْمَ فَلْيَضَعْ يَدَهُ الْيُمْنى تَحْتَ خَدِّهِ الأَيْمَنِ وَ لْيَقُلْ : بِسْمِ اللَّهِ وَضَعْتُ جَنْبِي للَّهِ عَلى مِلَّةِ إِبْرَاهيمَ وَ دينِ مُحَمَّدٍ وَ وِلاَيَةِ مَنِ افْتَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَهُ ، مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَ مَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ .

فَمَنْ قَالَ ذَلِكَ عِنْدَ مَنَامِهِ حُفِظَ مِنَ اللُّصِّ وَ الْمُغيرِ وَ الْهَدْمِ ، وَ اسْتَغْفَرَتْ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ حَتَّى يَنْتَبِهَ .

وَ مَنْ قَرَأَ : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ حينَ يَأْخُذُ مَضْجَعَهُ وَ كَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ خَمْسينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَحْرُسُونَهُ لَيْلَتَهُ .

إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمُ النَّوْمَ فَلاَ يَضَعَنَّ جَنْبَهُ حَتَّى يَقُولَ : أُعيذُ نَفْسِي وَ أَهْلي وَ ديني وَ مَالي وَ وَلَدي وَ خَوَاتيمَ عَمَلي ، وَ مَا رَزَقَني رَبّي وَ خَوَّلَني ، بِعِزَّةِ اللَّهِ ، وَ عَظَمَةِ اللَّهِ ، وَ جَبَرُوتِ اللَّهِ ، وَ سُلْطَانِ اللَّهِ ، وَ رَحْمَةِ اللَّهِ ، وَ رَأْفَةِ اللَّهِ ، وَ غُفْرَانِ اللَّهِ ، وَ قُوَّةِ اللَّهِ ، وَ قُدْرَةِ اللَّهِ ، وَ جَلاَلِ اللَّهِ ، وَ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَ أَرْكَانِ اللَّهِ ، وَ صُنْعِ اللَّهِ ،

وَ جَمْعِ اللَّهِ ، وَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ، وَ بِقُدْرَتِهِ عَلى مَا يَشَاءُ ، مِنْ شَرِّ السَّامَّةِ وَ الْهَامَّةِ ،

وَ مِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَ الإِنْسِ ، وَ مِنْ شَرِّ مَا يَدُبُّ فِي الأَرْضِ وَ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا ، وَ مِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَ مَا يَعْرُجُ فيهَا ، وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ، إِنَّ رَبّي عَلى صِرَاطٍ مُسْتَقيمٍ 1 ، وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَديرٌ ، وَ لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَظيمِ .

فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ كَانَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ بِهَا ، وَ بِذلِكَ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ .

إِذَا انْتَبَهَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلْيَقُلْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ الْحَليمُ الْكَريمُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ، وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَديرٌ . سُبْحَانَ رَبِّ النَّبِيّينَ وَ إِلهِ الْمُرْسَلينَ ، وَ سُبْحَانَ رَبِّ السَّموَاتِ السَّبْعِ وَ مَا فيهِنَّ ، وَ رَبِّ الأَرَضينَ السَّبْعِ وَ مَا فيهِنَّ ، وَ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظيمِ ، وَ الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمينَ .

وَ إِذَا جَلَسَ الْعَبْدُ مِنْ نَوْمِهِ فَلْيَقُلْ ، قَبْلَ أَنْ يَقُومَ : حَسْبِيَ اللَّهُ ، حَسْبِيَ الرَّبُّ مِنَ الْعِبَادِ . حَسْبِيَ الَّذي هُوَ حَسْبي مُنْذُ كُنْتُ ، حَسْبِيَ اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكيلُ .

وَ إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيَنْظُرْ إِلى أَكْنَافِ السَّمَاءِ ، وَ لْيَقْرَأْ : إِنَّ في خَلْقِ السَّموَاتِ وَ الأَرْضِ

-----------
( 1 ) هود ، 56 .

[ 734 ]

وَ اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ لآيَاتٍ 1 ، إِلى قَوْلِهِ : إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْميعَادَ 2 .

مَنْ عَبَدَ الدُّنْيَا وَ آثَرَهَا عَلَى الآخِرَةِ اسْتَوْخَمَ الْعَاقِبَةَ .

مَنْ رَضِيَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِمَا قَسَمَ لَهُ اسْتَراحَ بَدَنُهُ .

خَسِرَ مَنْ ذَهَبَتْ حَيَاتُهُ وَ عُمُرُهُ فيمَا يُبَاعِدُهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ .

مَا كَانَ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَسَيَأْتيكُمْ عَلى ضَعْفِكُمْ ، وَ مَا كَانَ عَلَيْكُمْ فَلَنْ تَقْدِرُوا عَلى دَفْعِهِ بِحيلَةٍ ،

[ فَ ] مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ ، وَ انْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَ اصْبِرُوا عَلى مَا أَصَابَكُمْ .

اَلْمُؤْمِنُ يَقْظَانٌ مُتَرَقِّبٌ خَائِفٌ يَنْتَظِرُ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ . وَ يَخَافُ الْبَلاَءَ حَذَراً مِنْ ذُنُوبِهِ ، [ وَ ] يَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ .

لاَ يَعْرَى الْمُؤْمِنُ مِنْ خَوْفِهِ وَ رَجَائِهِ ، يَخَافُ مِمَّا قَدَّمَ ، وَ لاَ يَسْهُو عَنْ طَلَبِ مَا وَعَدَ اللَّهُ ، وَ لاَ يَأْمَنُ مِمَّا خَوَّفَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ .

مَنْ كَانَ عَلى يَقينٍ فَشَكَّ فَلْيَمْضِ عَلى يَقينِهِ ، فَإِنَّ الشَّكَّ لاَ يَدْفَعُ الْيَقينَ وَ لاَ يَنْقُضُهُ .

وَ لاَ تَشْهَدُوا قَوْلَ الزُّورِ .

وَ لاَ تَجْلُسُوا عَلى مَائِدَةٍ يُشْرَبُ عَلَيْهَا الْخَمْرُ ، فَإِنَّ الْعَبْدَ لاَ يَدْري مَتى يُؤْخَذُ .

لَيْسَ في شُرْبِ الْخَمْرِ وَ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ تَقِيَّةٌ .

مُدْمِنُ الْخَمْرِ يَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ حينَ يَلْقَاهُ كَعَابِدِ وَثَنٍ .

فقال له حجر بن عديّ : يا أمير المؤمنين ، مَن المُدمن للخمر ؟ .

فقال عليه السلام :

اَلَّذي إِذَا وَجَدَهَا شَرِبَهَا .

ثم قال عليه السلام :

مَنْ شَرِبَ مُسْكِراً لَمْ تُقْبَلْ صَلاَتُهُ أَرْبَعينَ يَوْماً وَ لَيْلَةً .

مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ وَ هُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ خَمْرٌ سَقَاهُ اللَّهُ مِنْ طينَةِ الْخِبَالِ ، وَ إِنْ كَانَ مَغْفُوراً لَهُ .

مَنْ سَقَى صَبِيّاً مُسْكِراً وَ هُوَ لاَ يَعْقِلُ حَبَسَهُ اللَّهُ تَعَالى في طينَةِ الْخِبَالِ حَتَّى يَأْتِيَ مِمَّا فَعَلَ بِمَخْرَجٍ .

-----------
( 1 ) آل عمران ، 190 .

-----------
( 2 ) آل عمران ، 194 .

[ 735 ]

إِنَّمَا سُمِّيَ نَبيذُ السِّقَايَةِ لأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أُتِيَ بِزَبيبٍ مِنَ الطَّائِفِ ،

فَأَمَرَ أَنْ يُنْبَذَ وَ يُطْرَحَ في مَاءِ زَمْزَمَ لأَنَّهُ مُرٌّ ، فَأَرَادَ أَنْ يَكْسِرَ مَرَارَتَهُ . فَلاَ تَشْرَبُوا إِذَا عُتِّقَ .

لاَ يَخْرُجُ الرَّجُلُ في سَفَرٍ يَخَافُ فيهِ عَلى دينِهِ وَ صَلاَتِهِ .

إِذَا رَكِبْتُمُ الدَّوَابَّ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ قُولُوا : سُبْحَانَ الَّذي سَخَّرَ لَنَا هذَا وَ مَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنينَ وَ إِنَّا إِلى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ 1 .

وَ إِذَا خَرَجَ أَحَدُكُمْ فِي سَفَرٍ فَلْيَقُلْ : اَللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ ، وَ الْحَامِلُ عَلَى الظَّهْرِ ،

وَ الْخَليفَةُ فِي الأَهْلِ وَ الْمَالِ وَ الْوَلَدِ .

وَ إِذَا نَزَلْتُمْ فَقُولُوا : رَبِّ أَنْزِلْني مُنْزَلاً مُبَارَكاً وَ أَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلينَ 2 .

مَنْ سَافَرَ مِنْكُمْ بِدَابَّةٍ فَلْيَبْدَأْ ، حينَ يَنْزِلُ ، بِعَلْفِهَا وَ سَقْيِهَا .

لاَ تُسَافِرُوا فِي مُحَاقِ الشَّهْرِ ، وَ لاَ إِذَا كانَ الْقَمَرُ فِي الْعَقْرَبِ لاَ تَضْرِبُوا الدَّوَابَّ عَلى وُجُوهِهَا ، فَإِنَّهَا تُسَبِّحُ بِحَمْدِ رَبَّهَا .

مَنْ ضَلَّ مِنْكُمْ في سَفَرٍ ، أَوْ خَافَ عَلى نَفْسِهِ ، فَلْيُنَادِ : يَا صَالِحُ أَغِثْني . فَإِنَّ في إِخْوَانِكُمْ مِنَ الْجِنِّ جِنِّيّاً يُسَمَّى صَالِحاً يَسيحُ فِي الْبِلاَدِ لِمَكَانِكُمْ ، مُحْتَسِباً نَفْسَهُ لَكُمْ ، فَإِذَا سَمِعَ الصَّوْتَ أَجَابَ وَ أَرْشَدَ الضَّالَّ مِنْكُمْ ، وَ حَبَسَ عَلَيْهِ دَابَّتَهُ .

وَ مَنْ خَافَ مِنْكُمْ مِنَ الأَسَدَ عَلى نَفْسِهِ أَوْ دَابَّتِهِ وَ غَنَمِهِ فَلْيَخِطَّ عَلَيْهَا خِطَّةً وَ لْيَقُلْ : اَللَّهُمَّ رَبَّ دَانْيَالَ وَ الْجُبِّ ، وَ كُلَّ أَسَدٍ مُسْتَأْسِدٍ ، احْفَظْني وَ احْفَظْ غَنَمي .

وَ مَنْ خَافَ مِنْكُمُ الْغَرَقَ فَلْيَقُلْ : بِسْمِ اللَّهِ مُجْريهَا وَ مُرْسَاهَا إِنَّ رَبّي لَغَفُورٌ رَحيمٌ 3 . بِسْمِ اللَّهِ الْمَلِكِ الْحَقِّ وَ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَ الأَرْضُ جَميعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ السَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمينِهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى عَمَّا يُشْرِكُونَ 4 .

وَ مَنْ خَافَ مِنْكُمُ الْعَقْرَبَ فَلْيَقْرَأْ : سَلاَمٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعَالَمينَ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنينَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنينَ 5 .

-----------
( 1 ) الزخرف ، 13 ، 14 .

-----------
( 2 ) المؤمنون ، 29 .

-----------
( 3 ) هود ، 41 .

-----------
( 4 ) الزمر ، 67 .

-----------
( 5 ) الصافّات ، 79 ، 81 .

[ 736 ]

إِذَا اشْتَكى أَحَدُكُمْ عَيْنَيْهِ فَلْيَقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ ، وَ لْيُضْمِرْ في نَفْسِهِ أَنَّهَا تُبْرِئُ ، فَإِنَّهُ يُعَافى إِنْ شَاءَ اللَّهُ .

مَنْ كَتَمَ وَجَعاً أَصَابَهُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنَ النَّاسِ وَ شَكى إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ كَانَ حَقّاً عَلَى اللَّهِ أَنْ يَعَافِيَهُ مِنْهُ .

إِذَا أُخِذَتْ مِنْ أَحَدِكُمْ قَذَاةٌ فَلْيَقُلْ : أَمَاطَ اللَّهُ عَنْكَ مَا تَكْرَهُ .

إِذَا هَنَّأْتُمُ الرَّجُلَ عَنْ مَوْلُودٍ ذَكَرٍ فَقُولُوا : بَارَكَ اللَّهُ لَكَ في هِبَتِهِ ، وَ بَلَّغَهُ أَشُدَّهُ ، وَ رَزَقَكَ بِرَّهُ [ 1 ] .

[ 3 ] إِذَا بَلَغَ النِّسَاءُ نَصَّ الْحِقَاقِ [ 2 ] فَالْعَصَبَةُ أَوْلى .

إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمُ الْخَلاَءَ فَلْيَقُلْ : بِسْمِ اللَّهِ . اللَّهُمَّ أَمِطْ عَنِّي الأَذى ، وَ أَعِذْني مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجيمِ .

وَ لْيَقُلْ إِذَا جَلَسَ : اللَّهُمَّ كَمَا أَطْعَمْتَنيهِ طَيِّباً وَ سَوَّغْتَنيهِ فَاكْفِنيهِ .

فَإِذَا نَظَرَ إِلى حَدَثِهِ بَعْدَ فَرَاغِهِ فَلْيَقُلْ : اَللَّهُمَّ ارْزُقْنِي الْحَلاَلَ ، وَ جَنِّبْنِي الْحَرَامَ . فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قَالَ : مَا مِنْ عَبْدٍ إِلاَّ وَ قَدْ وَكَلَ اللَّهُ بِهِ مَلَكاً يَلْوي عُنُقَهُ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَيْهِ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَنْبَغي لَهُ أَنْ يَسْأَلَ اللَّهَ الْحَلاَلَ ، فَإِنَّ الْمَلَكَ يَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، هذَا مَا حَرَصْتَ عَلَيْهِ ،

انْظُرْ مِنْ أَيْنَ أَخَذْتَهُ ، وَ إِلى مَاذَا صَارَ ؟ .

إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ مَنْزِلَهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلى أَهْلِهِ ، يَقُولُ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ .

فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَهْلٌ فَلْيَقُلْ : السَّلاَمُ عَلَيْنَا مِنْ رَبِّنَا ، وَ لْيَقْرَأْ : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ حينَ يَدْخُلُ مَنْزِلَهُ ، فَإِنَّهُ يَنْفِي الْفَقْرَ .

تَزَوَّجُوا ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قَالَ : مَنْ كَانَ يُحِبُّ أَنْ يَسْتَنَّ بِسُنَّتي فَلْيَتَزَوَّجْ ، فَإِنَّ مِنْ سُنَّتِي التَّزْويجُ . وَ اطْلُبُوا الْوَلَدَ ، فَإِنّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ غَداً .

وَ تَوَقُّوا عَلى أَوْلاَدِكُمْ مِنْ لَبَنِ الْبَغِيِّ مِنَ النِّسَاءِ ، وَ الْمَجْنُونَةِ ، فَإِنَّ اللَّبَنَ يُعْدي .

أَفْضَلُ مَا يَتَّخِذُهُ الرَّجُلُ في مَنْزِلِهِ لِعِيَالِهِ الشَّاةَ .

فَمَنْ كَانَتْ في مَنْزِلِهِ شَاةٌ قَدَّسَتْ عَلَيْهِ الْمَلاَئِكَةُ في كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةَ .

وَ مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ اثْنَتَانِ قَدَّسَتْ عَلَيْهِ الْمَلاَئِكَةُ في كُلِّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ .

[ 3 ] من : إذا بلغ إلى : أولى ورد في غريب كلام الشريف الرضي تحت الرقم 4 .

[ 1 ] ورد في المحاسن ج 2 ص 108 و 474 . و الخصال ص 613 و 614 و 618 و 627 619 و 630 و 631 و 634 و 635 . و غرر الحكم ج 1 ص 63 . و تحف العقول ص 73 و 76 78 و 81 85 . و كنز العمال ج 6 ص 739 . و تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 313 . باختلاف .

[ 2 ] الحقائق . ورد في نسخ النهج برواية ثانية .

[ 737 ]

وَ كَذَلِكَ فِي الثَّلاَثِ ، وَ يَقُولُ اللَّهُ : بُورِكَ فيكُمْ .

لِتَطَيَّبَ الْمَرْأَةُ الْمُسْلِمَةُ لِزَوْجِهَا .

إِذَا تَعَرَّى الرَّجُلُ نَظَرَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ فَطَمِعَ فيهِ ، فَاسْتَتِرُوا .

إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ فَلْيَتَوَقَّ أَوَّلَ الأَهِلَّةَ ، وَ أَنْصَافَ الشُّهُورِ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَطْلُبُ الْوَلَدَ في هذَيْنِ الْوَقْتَيْنِ . وَ الشَّيَاطينُ يَطْلُبُونَ الشِّرْكَ فيهِمَا ، فَيَجيئُونَ وَ يُحَبِّلُونَ .

يُسْتَحَبُّ لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ أَوَّلَ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ لِقَوْلِ اللَّهِ : أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلى نِسَائِكُمْ 1 .

إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ فَلاَ يُعَاجِلَنَّهَا ، وَ لْيَمْكُثْ يَكُنْ مِنْهَا مِثْلَ الَّذي يَكُونُ مِنْهُ ، فَإِنَّ لِلنِّسَاءِ حَوَائِجُ .

إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ غِشْيَانَ زَوْجَتِهِ فَلْيُقِلَّ الْكَلاَمَ ، فَإِنَّ الْكَلاَمَ عِنْدَ ذَلِكَ يُورِثُ الْخَرَسَ .

لاَ يَنْظُرَنَّ أَحَدُكُم إِلى بَاطِنِ فَرْجِ امْرْأَتِهِ فَإِنَّهُ يُورِثُ الْبَرَصَ .

وَ إِذَا أَتى أَحَدُكُمْ زَوْجَتَهُ فَلْيَقُلْ : اَللَّهُمَّ إِنِّي اسْتَحْلَلْتُ فَرْجَهَا بِأَمْرِكَ ، وَ قَبِلْتُهَا بِأَمَانَتِكَ ، فَإِنْ قَضَيْتَ مِنْهَا وَلَداً فَاجْعَلْهُ ذَكَراً سَوِيّاً ، وَ لاَ تَجْعَلْ لِلشَّيْطَانِ فيهِ شِرْكاً وَ لاَ نَصيباً .

سَمُّوا أَوْلاَدَكُمْ ، فَإِنْ لَمْ تَدْرُوا أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثى فَسَمُّوهُمْ بِالأَسْمَاءِ الَّتي تَكُونُ لِلذَّكَرِ وَ الأُنْثى ، فَإِنَّ أَسْقَاطَكُمْ إِذَا لَقُوكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ لَمْ تُسَمُّوهُمْ يَقُولُ السِّقْطُ لأَبيهِ : أَلاَ سَمَّيْتَني .

وَ قَدْ سَمَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مُحْسِناً قَبْلَ أَنْ يُولَدَ .

حَنِّكُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالتَّمْرِ ، فَهكَذَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ .

إِخْتِنُوا أَوْلاَدَكُمْ يَوْمَ السَّابِعِ ، وَ لاَ يَمْنَعُكُمْ حَرٌّ وَ لاَ بَرْدٌ ، فَإِنَّهُ طُهْرٌ لِلْجَسَدِ ، وَ إِنَّ الأَرْضَ لَتَضِجُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ بَوْلِ الأَغْلَفِ .

عِقُّوا عَنْ أَوْلاَدِكُمْ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ ، وَ تَصَدَّقُوا إِذَا حَلَقْتُمْ رُؤُوسَهُمْ بِزِنَةِ شُعُورِهِمْ فِضَّةً عَلى مُسْلِمٍ . كَذَلِكَ فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَ سَائِرِ وُلْدِهِ .

إِغْسِلُوا صِبْيَانَكُمْ مِنَ الْغَمْرِ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَشُمُّ الْغَمْرَ فَيَفْزَعُ الصَّبِيُّ في رُقَادِهِ ، وَ يَتَأَذَّى بِهِ الْكَاتِبَانِ .

-----------
( 1 ) البقرة ، 187 .

[ 738 ]

عَلِّمُوا صِبْيَانَكُمْ مَا يَنْفَعُهُمُ اللَّهُ بِهِ ، لاَ تَغْلِبْ عَلَيْهِمُ الْمُرْجِئَةُ بِرَأْيِهَا [ 1 ] .

عَلِّمُوا صِبْيَانَكُمُ الصَّلاَةَ ، وَ خُذُوهُمْ بِهَا إِذَا بَلَغُوا ثَمَانيَ سِنينَ .

إِذَا رَأى‏ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً تُعْجِبُهُ فَلْيَلْقَ أَهْلَهُ ، فَإِنَّ عِنْدَ أَهْلِهِ مِثْلُ الَّذي رَأى‏ . وَ لاَ يَجْعَلْ لِلشَّيْطَانِ عَلى قَلْبِهِ سَبيلاً . وَ لْيَصْرِفْ بَصَرَهُ عَنْهَا .

فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ زَوْجَةٌ فَلْيُصَلِّ رُكْعَتَيْنِ وَ يَحْمَدِ اللَّهَ كَثيراً ، وَ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ وَ آلِهِ ثُمَّ لِيَسْأَلِ اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ، فَإِنَّهُ يُبيحُ لَهُ بِرَأْفَتِهِ مَا يُغْنيهِ .

لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ أَوَّلُ نَظْرَةٍ ، فَلاَ تُتْبِعُوهَا بِنَظْرَةٍ أُخْرى ، وَ احْذَرُوا الْفِتْنَةَ .

لَيْسَ فِي الْبَدَنِ شَيْ‏ءٌ أَقَلَّ شُكْراً مِنَ الْعَيْنِ ، فَلاَ تُعْطُوهَا سُؤْلَهَا فَتَشْغَلُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ .

أَعْطِ السَّمْعَ أَرْبَعَةً فِي الدُّعَاءِ :

اَلصَّلاَةَ عَلَى النَّبِيِّ وَ آلِهِ . وَ اطْلُبْ مِنْ رَبِّكَ الْجَنَّةَ . وَ التَّعَوُّذَ مِنَ النَّارِ . وَ سُؤَالَكَ إِيَّاهُ الْحُورَ الْعينَ .

أَصْنَافُ السُّكْرِ أَرْبَعَةٌ :

سُكْرُ الشَّبَابِ ، وَ سُكْرُ الْمَالِ ، وَ سُكْرُ النَّوْمِ ، وَ سُكْرُ الْمُلْكِ .

إِذَا جَلَسَ أَحَدُكُمْ فِي الشَّمْسِ فَلْيَسْتَدْبِرْهَا لِظَهْرِهِ ، فَإِنَّهَا تُظْهِرُ الدَّاءَ الدَّفينَ .

لاَ تُؤَخِّرُوا الْجَنَازَةَ إِذَا حَضَرَتْ .

مَنْ مَسَّ جَسَدَ مَيِّتٍ بَعْدَ مَا يَبْرُدُ لَزِمَهُ الْغُسْلُ .

مَنْ غَسَّلَ مُؤْمِناً فَلْيَغْتَسِلْ بَعْدَ مَا يُلْبِسُهُ أَكْفَانَهُ ، وَ لاَ يَمَسُّهُ بَعْدَ ذَلِكَ ، فَيَجِبْ عَلَيْهِ الْغُسْلُ .

وَ لاَ تُجَمِّرُوا الأَكْفَانَ ، وَ لاَ تُمِسُّوا مَوْتَاكُمُ الطّيبَ إِلاَّ الْكَافُورَ ، فَإِنَّ الْمَيِّتَ بِمَنْزِلَةِ الْمُحْرِمِ .

مُرُوا أَهَاليكُمْ بِالْقَوْلِ الْحَسَنِ عِنْدَ الْمَيِّتِ ، فَإِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لَمَّا قُبِضَ أَبُوهَا عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ أَشْعَرَهَا بَنَاتُ هَاشِمٍ . فَقَالَتْ : دَعُوا الْحِدَادَ ، وَ عَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ [ 2 ] .

[ 1 ] الحلم . ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 499 .

[ 2 ] ورد في المصدر السابق ص 597 . و المحاسن للبرقي ج 2 ص 488 . و علل الشرائع للصدوق ص 557 . و الخصال للصدوق ص 612 و 614 و 618 و 619 و 632 و 634 و 637 . و تحف العقول للحرّاني ص 72 و 74 و 75 و 77 و 82 و 83 و 87 89 . و كنز العمال للهندي ج 15 ص 592 . و تنزيه الشريعة المرفوعة للكناني ج 2 ص 279 . باختلاف بين المصادر .

[ 739 ]