كتاب له عليه السلام ( 48 ) إِلى معاوية و مَن معه من الناس

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيٍّ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ إِلى مُعَاوِيَةَ وَ مَنْ قِبَلَهُ مِنْ النَّاسِ .

سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ .

[ 8 ] من : قد أمّرت إلى : أمثل ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 13 .

[ 1 ] ورد في صفين ص 154 . و شرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 213 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 445 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 105 . و نهج البلاغة الثاني ص 219 . باختلاف .

[ 2 ] ورد في وقعة صفين للمنقري ص 154 . و شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 3 ص 213 .

[ 3 ] من . ورد في نسخة نصيري ص 156 .

[ 4 ] رهقه . ورد في صفين ص 154 . و تاريخ الطبري ج 3 ص 565 . و شرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 213 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 445 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 105 . و نهج البلاغة الثاني ص 219 . باختلاف بين المصادر .

[ 5 ] سقاطه . ورد في المصادر السابقة .

[ 6 ] بطاؤه . ورد في التاريخ للطبري ج 3 ص 565 .

[ 7 ] ورد في المصدر السابق . و صفين ص 154 . و شرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 213 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 445 .

و المستدرك لكاشف الغطاء ص 105 . و نهج البلاغة الثاني ص 219 . باختلاف يسير .

[ 827 ]

فَإِنّي أَحْمُدُ إِلَيْكُمُ اللَّهَ الَّذي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ .

أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ للَّهِ عِبَاداً آمَنُوا بِالتَّنْزيلِ ، وَ عَرَفُوا التَّأْويلَ ، وَ تَفَقَّهُوا فِي الدّينِ ، وَ بَيَّنَ اللَّهُ فَضْلَهُمْ فِي الْقُرْآنِ الْحَكيمِ ، وَ أَنْتَ ، يَا مُعَاوِيَةُ وَ أَبُوكَ وَ أَهْلُكَ ، في ذَلِكَ الزَّمَانِ أَعْدَاءُ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ،

مُكَذِّبُونَ بِالْكِتَابِ الْمُبينِ ، مُجْتَمِعُونَ عَلى حَرْبِ الْمُسْلِمينَ ، مَنْ ثَقِفْتُمْ [ 1 ] مِنْهُمْ حَبَسْتُمُوهُ أَوْ عَذَّبْتُمُوهُ أَوْ قَتَلْتُمُوهُ [ 2 ] .

[ 9 ] وَ لَمَّا أَدْخَلَ اللَّهُ تَعَالى [ 3 ] الْعَرَبَ في دينِهِ [ 4 ] أَفْوَاجاً ، وَ أَسْلَمَتْ لَهُ هذِهِ الأُمَّةُ طَوْعاً وَ كَرْهاً ، كُنْتُمْ مِمَّنْ دَخَلَ فِي الدّينِ إِمَّا رَهْبَةً وَ إِمَّا رَغْبَةً ، عَلى حينَ فَازَ أَهْلُ السَّبْقِ بِسَبْقِهِمْ ، وَ ذَهَبَ الْمُهَاجِرُونَ الأَوَّلُونَ بِفَضْلِهِمْ .

فَلاَ يَنْبَغي لِمَنْ لَيْسَتْ لَهُ مِثْلُ سَوَابِقِهِمْ فِي الدّينِ ، وَ لاَ فَضَائِلِهِمْ فِي الإِسْلاَمِ ، أَنْ يُنَازِعَهُمُ الأَمْرَ الَّذي هُمْ أَهْلُهُ وَ أَوْلى بِهِ ، فَيَحُوبَ بِظُلْمٍ [ 5 ] .

وَ لاَ يَنْبَغي لِمَنْ كَانَ لَهُ عَقْلٌ أَنْ يَجْهَلَ أَمْرَهُ وَ قَدْرَهُ ، وَ لاَ أَنْ يَعْدُوَ حَدَّهُ وَ طَوْرَهُ ، وَ لاَ أَنْ يُشْقِيَ نَفْسَهُ بِالْتِمَاسِ مَا لَيْسَ لَهُ وَ لاَ بِأَهْلِهِ .

ثُمَّ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِأَمْرِ هذِهِ الأُمَّةِ قَديماً وَ حَديثاً أَقْرَبُهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ،

وَ أَعْلَمُهُم بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ أَفْقَهُهُمْ [ 6 ] فِي دينِ اللَّهِ ، وَ أَوَّلُهُمْ إِسْلاَماً ، وَ أَفْضَلُهُمْ جِهَاداً ، وَ أَشَدُّهُمْ بِمَا تَحْمِلُهُ الأَئِمَّةُ مِنْ أَمْرِ الأُمَّةِ [ 7 ] اضْطِلاَعاً [ 8 ] .

[ 9 ] من : و لمّا أدخل إلى : بفضلهم ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 17 .

[ 1 ] لقيتم . ورد في البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 498 .

[ 2 ] ورد في المصدر السابق . و صفين ص 150 . و المناقب للخوارزمي ص 174 . و شرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 210 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 445 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 104 . و نهج البلاغة الثاني ص 186 . باختلاف يسير .

[ 3 ] ورد في المناقب للخوارزمي ص 174 . و البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 498 .

[ 4 ] حتّى أراد اللّه تعالى إعزاز دينه ، و إظهار أمره ( رسوله ) فدخلت . . . و كنتم . ورد في المصدرين السابقين . و صفين ص 150 . و الفتوح ج 2 ص 558 . و شرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 210 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 445 .

و المستدرك لكاشف الغطاء ص 104 . و نهج البلاغة الثاني ص 186 . باختلاف بين المصادر .

[ 5 ] فيجور و يظلم . ورد في المناقب للخوارزمي ص 174 . و شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 3 ص 210 .

[ 6 ] أنبههم . ورد في البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 445 .

[ 7 ] بما تحمّله الرّعيّة من أمورها . ورد في المصدر السابق . و صفين للمنقري ص 150 .

[ 8 ] و أشدّهم اطّلاعا بما تجهله الرّعيّة من أمرها . ورد في البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 498 .

[ 828 ]

فَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ، وَ لاَ تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَ تَكْتُمُوا الْحَقَّ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ 1 .

وَ اعْلَمُوا أَنَّ خِيَارَ عِبَادِ اللَّهِ الَّذينَ يَعْمَلُونَ بِمَا يَعْلَمُونَ ، وَ أَنَّ شِرَارَ عِبَادِ اللَّهِ الَّذينَ يُنَازِعُونَ بِالْجَهْلِ أَهْلَ الْعِلْمِ .

فَإِنَّ لِلْعَالِمِ بِعِلْمِهِ فَضْلاً ، وَ إِنَّ الْجَاهِلَ لَنْ يَزْدَادَ بِمُنَازَعَتِهِ الْعَالِمَ إِلاَّ جَهْلاً .

أَلاَ وَ إِنّي أَدْعُوكُمْ إِلى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سُنَّةِ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، وَ حَقْنِ دِمَاءِ هذِهِ الأُمَّةِ ، فَإِنْ قَبِلْتُمْ أَصَبْتُم رُشْدَكُمْ ، وَ اهْتَدَيْتُمْ [ 2 ] لِحَظِّكُمْ ، وَ إِنْ أَبَيْتُمْ إِلاَّ الْفُرْقَةَ وَ شَقَّ عَصَا هذِهِ الأُمَّةِ ، فَلَنْ تَزْدَادُوا مِنَ اللَّهِ إِلاَّ بُعْداً ، وَ لَنْ يَزْدَادَ الرَّبُّ عَلَيْكُمْ إِلاَّ سَخَطاً . وَ السَّلامُ [ 3 ] .