كتاب له عليه السلام ( 60 ) إِلى معاوية جواباً عن كتاب منه إِليه

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ إِلى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبي سُفْيَانَ .

أَمَّا بَعْدُ ، فَقَدْ جَاءَني كِتَابُكَ تَذْكُرُ فيهِ أَنَّكَ لَوْ عَلِمْتَ وَ عَلِمْنَا أَنَّ الْحَرْبَ تَبْلُغُ بِنَا وَ بِكَ مَا بَلَغَتْ ، لَمْ يَجْنِهَا بَعْضُنَا عَلى بَعْضٍ ، فَإِنَّا وَ إِيَّاكَ ، يَا مُعَاوِيَةُ ، نَلْتَمِسُ مِنَ الْحَرْبِ غَايَةً لَمْ نَبْلُغْهَا بَعْدُ .

وَ إِنّي لَوْ قُتِلْتُ في ذَاتِ اللَّهِ وَ حَييتُ ، ثُمَّ قُتِلْتُ ثُمَّ حَييتُ سَبْعينَ مَرَّةً ، لَمْ أَرْجِعْ عَنِ الشِّدَّةِ في ذَاتِ اللَّهِ ، وَ الْجِهَادِ لأَعْدَاءِ اللَّهِ .

وَ أَمَّا قَوْلُكَ : إِنَّهُ قَدْ بَقِيَ مِنْ عُقُولِنَا مَا نَنْدَمُ بِهِ عَلى مَا مَضى ، فَإِنّي مَا نَقَصْتُ عَقْلي ، وَ لاَ نَدِمْتُ عَلى فِعْلي [ 1 ] .

[ 6 ] وَ أَمَّا طَلَبُكَ إِلَيَّ الشَّامَ ، فَإِنّي لَمْ أَكُنْ لأُعْطِيَكَ الْيَوْمَ مَا مَنَعْتُكَ أَمْسِ .

وَ أَمَّا قَوْلُكَ : إِنَّ الْحَرْبَ قَدْ أَكَلَتِ الْعَرَبَ إِلاَّ حُشَاشَاتِ أَنْفُسٍ بَقِيَتْ ، أَلاَ فَمَنْ أَكَلَهُ الْحَقُّ فَإِلَى الْجَنَّةِ ، وَ مَنْ أَكَلَهُ الْبَاطِلُ فَإِلَى النَّارِ [ 2 ] .

وَ أَمَّا اسْتِوَاؤُنَا فِي الْحَرْبِ وَ الرِّجَالِ [ 3 ] ، فَإِنَّكَ [ 4 ] لَسْتَ بِأَمْضى عَلَى الشَّكِّ مِنّي عَلَى الْيَقينِ ،

وَ لَيْسَ أَهْلُ الشَّامِ بِأَحْرَصَ عَلَى الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ عَلَى الآخِرَةِ .

وَ أَمَّا قَوْلُكَ : إِنَّنَّا بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ ، وَ لَيْسَ لِبَعْضِنَا فَضْلٌ عَلى بَعْضٍ [ 5 ] ، فَكَذَلِكَ نَحْنُ .

[ 6 ] من : و أمّا طلبك إلى : الذّليل ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 17 .

[ 1 ] ورد في السقيفة ص 218 . و صفين ص 771 . و الفتوح ج 3 ص 154 . و المناقب للخوارزمي ص 179 . و شرح ابن أبي الحديد ج 15 ص 123 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 483 و 510 . و منهاج البراعة ج 18 ص 232 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 119 .

و نهج السعادة ج 4 ص 270 . و نهج البلاغة الثاني ص 236 . باختلاف يسير .

[ 2 ] فالنّار أولى به . ورد في هامش نسخة نصيري ص 157 . و نسخة الآملي ص 241 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 283 .

[ 3 ] في الخوف و الرّجاء . ورد في السقيفة ص 218 . و صفين ص 771 . و مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 209 . و مناقب الخوارزمي ص 182 . و شرح ابن أبي الحديد ج 15 ص 123 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 483 و 510 . و منهاج البراعة ج 18 ص 232 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 119 . و نهج السعادة ج 4 ص 270 . و نهج البلاغة الثاني ص 236 . باختلاف يسير .

[ 4 ] ورد في السقيفة ص 218 . و وقعة صفين ص 771 . و المناقب للخوارزمي ص 180 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 483 و 510 .

و المستدرك لكاشف الغطاء ص 119 . و نهج البلاغة الثاني ص 236 .

[ 5 ] ورد في المصادر السابقة . و شرح ابن أبي الحديد ج 15 ص 123 . و منهاج البراعة ج 18 ص 232 . و نهج السعادة ج 4 ص 271 .

[ 853 ]

فَلَعَمْري إِنَّا بَنُو أَبٍ وَاحِدٍ [ 1 ] ، وَ لكِنْ لَيْسَ أُمَيَّةُ كَهَاشِمٍ ، وَ لاَ حَرْبٌ كَعَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَ لاَ أَبُو سُفْيَانَ كَأَبي طَالِبٍ ، وَ لاَ الْمُهَاجِرُ كَالطَّليقِ ، وَ لاَ الصَّريحُ كَاللَّصيقِ ، وَ لاَ الْمُحِقُّ كَالْمُبْطِلِ [ 2 ] ، وَ لاَ الْمُؤْمِنُ كَالْمُدْغِلِ [ 3 ] .

وَ لَبِئْسَ الْخَلَفُ خَلَفٌ يَتْبَعُ سَلَفاً هَوى في نَارِ جَهَنَّمَ . وَ اللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمينَ [ 4 ] .

وَ في أَيْدينَا بَعْدُ فَضْلُ النُّبُوَّةِ الَّتي أَذْلَلْنَا بِهَا الْعَزيزَ ، وَ نَعَشْنَا [ 5 ] بِهَا الذَّليلَ ، وَ بِعْنَا بِهَا الْحُرَّ ،

وَ مَلَكْنَا بِهَا الْعَرَبَ ، وَ اسْتَعْبَدْنَا بِهَا الْعَجَمَ [ 6 ] .

[ 14 ] فَلاَ تَجْعَلَنَّ لِلشَّيْطَانِ فيكَ نَصيباً ، وَ لاَ عَلى نَفْسِكَ سَبيلاً . وَ السَّلاَمُ .