عَلِيٌ

فِي الكِتابِ وَالسُّنَنِ الصِّحاحِ - السِّتًّة -

 

 

 

وهوصحيفة تحوي على خصائص أميرالمؤمنين علي عليه السلام في الكتاب الكريم ،  وما تواتر واشتهر من

( السّنة ) المطهرة باقتضابٍ سليم

 

 

الشيخ محمد حسين الأنصاري

1425 هج.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم 

 اللهم صل على محمد و آل محمد

 

 

 

 

 

 

 

لِماذا الكتاب ؟

 

طلب مني بعض الأعزاء الذين لا يُرَد لهم طلب أن أكتب شيئاً من فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، فكان هذا المختصر ، مقتصراً على ما اتفق عليه كل المسلمين بما هو متواترعندهم أو هو قريب منه ، لرؤية بعض جوانب عظمة هذا الرجل الذي تناوشه أهل الدنيا خوفاً على دنياهم من كل حدبٍ وصوب ، ليبلغوا محو اسمه ، وما دروا بأن ذلك الاسم مرتبط باسم الله ، واسم رسوله ، فما داما دام .

 ومن الله التوفيق والتسديد والبركة .

                                    محمد حسين الأنصاري

                                       سدني / أستراليا

                       أوائل شهر ذي القعدة الحرام / 1425هج.

                             ***

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ديباجة الكتاب :

 

 

قال أحمد بن حنبل:

ما جاء لاحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله من الفضائل كما جاء لعلي بن أبي طالب .

المستدرك على الصحيحين للحاكم ج 3 ص107 / المناقب للخوارزمي ص3 و 19. تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 168 / الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي ص 72. تاريخ ابن عساكر ج 3 ص 63 / شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج 1 ص 19.

 

وقال القاضي إسماعيل والنسائي وأبوعلي النيسابوري:

لم يرد في حق أحدٍ من الصحابة بالأسانيد الحسان ماجاء في علي .

الرياض النضرة للطبري ج 2 ص 282 / الصواعق المحرقة لابن حجر ص 118 وص 72.

 

وقال بعض العلماء :

« عجبت لرجل كتم أعداؤه فضائله حسداً ، وكتمها محبوه خوفاً ، وخرج ما بين ذين ما طبق الخافقين ». قولٌ بعضٌ ينسبه الى الشافعي،وآخرون إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي وقسم لآخر.

ومنه أخذ الشاعر المعنى فقال :

لقد كتموا آثارَ آلِ محمدٍ         محبوهُمُ خوفاً وأعداؤهُمْ بُغضا

فأبرز من بين الفريقين نبذةٌ   بها ملأ اللهُ السماواتِ والأرضا

وقال الخليل بن أحمد الفراهيدي صاحب علم العروض :        ( إحتياجُ الكُلِّ إليهِ ، وَاستغناؤهُ عَن الكلِّ دَليلٌ على أنَّهُ إمامُ الكل ) .

وقال الفخر الرازي : ( أما إن علي بن أبي طالب(عليه السلام) كان يجهر بالتسمية ، فقد ثبت بالتواتر، ومن اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقد اهتدى ، والدليل عليه قوله ( عليه السلام ) : اللهم أدر الحق مع علي حيث دار ) التفسير الكبير : 1 /205،207 .

 

ونقل ابن ابي الحديد عن ابي جعفر النقيب انه كان يقول : انظروا إلى أخلاقهما و خصائصهما ـ أي النبي ص وعلي ع ـ هذا شجاع و هذا شجاع و هذا فصيح و هذا فصيح و هذا سخي جواد و هذا سخي جواد و هذا عالم بالشرائع و الأمور الإلهية و هذا عالم بالفقه و الشريعة و الأمور الإلهية الدقيقة الغامضة و هذا زاهد في الدنيا غير نهم و لا مستكثر منها و هذا زاهد في الدنيا تارك لها غير متمتع بلذاتها و هذا مذيب نفسه في الصلاة و العبادة و هذا مثله و هذا غير محبب إليه شي‏ء من الأمور العاجلة إلا النساء و هذا مثله و هذا ابن عبد المطلب بن هاشم و هذا في قعدده و أبواهما أخوان لأب وأم دون غيرهما من بني عبد المطلب وربي محمد ص في حجر والد هذا وهذا أبو طالب فكان جاريا عنده مجرى أحد أولاده ثم لما شب ص و كبر استخلصه من بني أبي طالب وهوغلام فرباه في حجره مكافأة لصنيع أبي طالب به فامتزج الخلقان وتماثلت السجيتان وإذا كان القرين مقتديا بالقرين فما ظنك بالتربية و التثقيف الدهر الطويل فواجب أن تكون أخلاق محمد ص كأخلاق أبي طالب وتكون أخلاق علي ع كأخلاق أبي طالب أبيه و محمد ع مربيه وأن يكون الكل شيمة واحدة و سوسا واحدا وطينة مشتركة ونفسا غيرمنقسمة ولا متجزئة و ألا يكون بين بعض هؤلاء وبعض فرق ولا فضل لو لا أن الله تعالى اختص محمدا ص برسالته واصطفاه لوحيه لما يعلمه من مصالح البرية في ذلك ومن أن اللطف به أكمل والنفع بمكانه أتم و أعم فامتاز رسول الله ص بذلك عمن سواه وبقي ما عدا الرسالة على أمر الاتحاد ،فقال له: انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي . فأبان نفسه منه بالنبوة واثبت له ماعداها من جميع الفضائل والخصائص مشتركا بينهما .)) .

شرح نهج البلاغة / إبن أبي الحديد ج10/221 و222 .

 

وقال ابن أبي الحديد كذلك في هذا الشرح :

(وما أقول في رجل تحبه أهل الذمة على تكذيبهم بالنبوة وتعظمه الفلاسفة على معاندتهم لأهل الملة، وتصورملوك الفرنج والروم صورته في بيعها وبيوت عباداتها، وتصور ملوك الترك والديلم صورته على أسيافها ؛ وما أقول في رجل أقر له أعداؤه وخصومه بالفضل ، ولم يمكنهم جحد مناقبه ولا كتمان فضائله ؛ فقد علمت أنه استولى بنو أمية على سلطان الإسلام في شرق الأرض وغربها ، واجتهدوا بكل حيلة في إطفاء نوره والتحريف عليه ووضع المعايب والمثالب له ، ولعنوه على جميع المنابر ، وتوعدوا مادحيه بل حبسوهم وقتلوهم ، ومنعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة أو يرفع له ذكراً،حتى حظروا أن يسمى أحد باسمه، فما زاده ذلك إلا رفعة وسمواً ، وكان كالمسك كلما ستر انتشر عرفه ، وكلما كتم يتضوع نشره ،وكالشمس لا تستر بالراح ، وكضوء النهار إن حجبت عنه عينا واحدة أدركته عيون كثيرة ، وما أقول في رجل تعزى إليه كل فضيلة ، و تنتهي إليه كل فرقة،وتتجاذبه كل طائفة،فهورئيس الفضائل وينبوعها وأبو عذرها ) .

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 1/ 29 ، 17 .

 

ولذا قال الامام أحمد بن حنبل : ( إن عليا كان كثير الاعداء ففتش أعداؤه عن شيء يعيبونه به فلم يجدوا ، فجاؤوا إلى رجل قد حاربه وقاتله ، فأطروه كيدا منهم له. )

فتح الباري في شرح صحيح البخاري ج 7 ص 83 تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 199، الصواعق المحرقة لابن حجر ص 125.

 

 

 

 

 

 

المقدمة :

 

الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه هو أصدق من يُنبؤنا عن مقام أي شخص . كما أن السنة النبوية الثابتة تثبت مقام هذا الرجل وبُعدَهُ وقربه من الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و آله وسلم .

 ومن هؤلاء الرجال الذي اعترف بمكانته القاصي والداني لا طمعا في ثروة ولا لسلطان ولا لأجل لقمة ، بل أصحابه أصبحوا نهبةً لأطماع أهل الدنيا منذ الصدرالأول وإلى الآن ومن المطاردين والمبعدين والمقتولين ظلما وعدوانا ،لا لشئ إلا لاتباعهم نهج الحق وطريق الصدق .

هذا الشخص الذي بَنا شخصيته الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله كما سنرى ، وتغذى بالإسلام منذ نعومة أظفاره ، وتكاملت عظمته بفناءه في الله تعالى واقتدائه بحبيبه صلى الله عليه و آله وسلم، فصاربحق مثار الإعجاب لا للمسلمين فحسب بل لكل طالب حق في الدنيا ، فكان له مقام صدقٍ عند الله تعالى ، ذلك المقام الذي لم يحظ به أيُّ صحابي قبله ولا تابعي  بعده ، حتى أنه قال عليه السلام : عن نفسه وهو أول المصدّقين والصادقين ((كنت في أيام رسول الله صلى الله عليه وآله كجزءٍ من رسول الله صلى الله عليه وآله  ينظر اليّ الناس كما يُنظر الى الكواكب في أفق السماء ، ثم غض الدهرمني...)). شرح ابن ابي الحديد ج 20 ص .326 .

 

ولكنه بقي في قلب العارفين والمؤمنين كبيرا ، ولذا نرى كثيرا من العلماء قد أفرد المؤلف تلو المؤلف لبيان مقامه وسؤدده الممتد عبر الأيام والعصور، فكان بقاؤه ببقاء الإسلام ، وعمرُهُ بعمرِه .

وبالفعل كانت مؤلفات بعضهم قد خُصَّتْ بما نزل من الآيات فيه ، وفي مناقبه ؛ ومن هؤلاء :

الحافظ أبو نعيم ، صاحب كتاب " ما نزل من القرآن في علي " ، والحافظ أبو بكر الشيرازي صاحب كتاب" نزول القرآن في علي" ، والحاكم الحسكاني ، صاحب كتاب "شواهد التنزيل " .

والمفسرون الكبار أمثال : الإمام الثعلبي ، والسيوطي والطبري ، والفخر الرازي ، والزمخشري .

والعلماء الأعلام أمثال:ابن كثيرومسلم والحاكم والترمذي والنسائي وابن ماجة وأبي داود وأحمد بن حنبل وابن حجروالطبراني والكنجي والقندوزي ، وغيرهم .

وكل واحد منهم قد ذكرفي كتبه ومسانيده وصحاحه الآيات القرآنية التي نزلت في شأن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام...

ولقد روى الحسكاني ،والطبراني ،والخطيب البغدادي في تاريخه ، وابن عساكر في تاريخه ،في ترجمة الإمام علي عليه السلام ،وابن حجر في الصواعق : 76 ،ونور الأبصار ص 73 ، ومحمد بن يوسف الكنجي في " كفاية الطالب" في أوائل الباب الثاني والستين ، في تخصيص علي عليه السلام بمائة منقبة دون سائر الصحابة ، بإسنادهم عن ابن عباس قال : نزلت في علي بن أبي طالب ثلاثمائة آية.

وروى العلامة الكنجي في الباب الحادي والثلاثين بإسناده عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله ( ص ) ما أنزل الله تعالى آية فيها :( يا أيها الذين آمنوا ) إلا وعلي رأسها وأميرها .

ورواه عن طريق آخر:إلا وعلي رأسها وأميرها وشريفها.

وروى في الباب عن ابن عباس أيضا أنه قال : ولقد عاتب الله عز وجل أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم في غير آي من القرآن وما ذكر عليا إلا بخير.

إذا كان كل هذا في رجل واحد له مناوؤه واعداؤه ، وبينهما قام السيف والقتال ، فكيف سيخلد هؤلاء للراحة وهو لا زال مرفوع الرأس ، قوي الإيمان ؟ 

من هنا سنعلم سر بعض ما وضعه الوضاعون بعد ذلك على لسان نبيه صلى الله عليه و آله في مقام أشخاص ما جعل الله لهم نصيبا من حق ولا شرف ، ولكن أبت النفوس المريضة إلا أن تكتب وتنشر ما لم ينزل الله به من سلطان حتى أصبحت كالحقائق عند الأجيال التي تلت ذلك ، ولكي يتضح الحق من الباطل ما علينا ألا الرجوع لما اتفق عليه كل المسلمين شرقيهم وغربيهم ، ومنه نستطيع أن نغربل الذي أتى ونعرف الحق من غيره ، ومَن الشخص الذي قربه الله ورسوله ؟ومن الذي طرد؟، أو من كان مخالفا في كثير من الوقائع والأمور ؟ ، وهو كاشف عن مدى جرأة الرجل على حبيب الله صلى الله عليه و آله ، لا على عمق إيمانه لأن المؤمن الواعي والعالم العارف والمتقي الورع هو من أصحاب الآية المباركة (( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امراً أن يكون لهم الخيرة من امرهم..)) سورة الأحزاب  سورة 33 - آية 3 .

فعلينا أن نتمعن بما في الكتب وعلينا أن نعرف الحق من الباطل في زمن اشتدت بأفكارنا الريح في يوم عاصف .

ومن العجيب أن يؤمَر الناس بعد ذلك بسب هذا الذي مدحه الله ورسوله قبل أي أحد فيمتثلوا ، فتُسَنّ بذلك تلك السنة الخبيثة حتى جاء الخليفة الأموي عمربن عبد العزيز بعد ذلك بما يقرب من ثمانين سنة ليرفع السب عنه .

 فتمعن بعين البصيرة إلى أي مدى ابتعد الناس عن سنة رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وآله،لِتعرفَ الحقَّ مِن الباطل.

روى الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال : ما منعك أن تسب أبا تراب ؟

 فقال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلن أسبه ، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول له ، خلفه في بعض مغازيه ، وقال له علي : خلفتني مع النساء والصبيان ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبوة بعدي ، وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، قال فتطاولنا لها ، فقال : ادعوا لي عليا ، فأتي به أرمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه ، ففتح الله عليه ، ولما نزلت هذه الآية : ( قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ) ، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فقال : اللهم هؤلاء أهلي .)) (صحيح مسلم 15 / 175 - 176 ( بيروت 1981  .

 

ومن حقنا أن نسأل هل جزاء مَن وجب على المسلمين حبه أن يُسَب ولا يستطيع أحد من المسلمين طوال فترة ثمانين سنة أن يمنع ذلك أو يمتنع منه ؟

وما جزاء من سنَّ سبه ؟

وما نرى جزاء من فعل ذلك إلا أنَّ مَن سنَّ سبه ولعنه ومن سبه ، يكون قد سبَّ النبي وتجرأ عليه ، لأجل المقابلة بآية المباهلة ، لأنه سيكون من الطرف المقابل له ولأبنائنا ولنسائنا ولأنفسنا صلى الله عليه وآله وسلم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الأول

 

علي في القران

 

 1ـ قال تعالى «إنَّما يُريد اللهُ لِيُذْهِبَ عنكمُ الرِّجْسَ أهلَ البيت وَ يُطهركمْ تطهيرا». (الأحزاب ـ 33)

قال الفخر الرازي في التفسير الكبير: ج 2 - ص 227( في تفسير آية الشورى 23) بعد أن نقل رواية عن صاحب الكشاف بأن الآية تخصهم - : فثبت أن هؤلاء الأربعة _ ويقصد بهم علياً وفاطمة والحسن والحسين _ أقارب النبي صلى الله عليه وسلم ، وإذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم ، لوجوه :

الأول : قولُهُ تعالى،ووجه الاستدلال به ما سبق ،_ يعني به ما تقدم من قوله  قبل ذلك_ من أن آل محمد عليهم السلام هم الذين يؤول أمرهم إليه ، فكل من كان أمرهم إليه أشد وأكمل ، كانوا هم الآل ، ولا شك في أن فاطمة وعليا والحسن والحسين ، عليهم السلام ، كان التعلق بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أشد التعلقات ، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر ، فوجب أن يكونوا هم الآل .

والثاني :لا شك في أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يحب فاطمة عليها السلام ، قال صلى الله عليه وسلم :   ( فاطمة بضعة مني ، يؤذيني ما يؤذيها ) ، كما ثبت بالنقل المتواتر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب عليا والحسن والحسين ، عليهم السلام ، وإذا ثبت ذلك وجب على كل الأمة مثله ( واتبعوه لعلكم تهتدون) ولقوله تعالى : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره )  ،
ولقوله تعالى:(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة).

والثالث : أن الدعاء للآل منصب عظيم ، ولذلك جعل هذا الدعاء ، خاتمة التشهد في الصلاة ، وهو قوله :   ( اللهم صل على محمد وآل محمد ) ( وبارك على محمد وآل محمد )  (وارحم محمدا وآل محمد ) .

وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل ، فكل ذلك يدل على أن حب آل محمد واجب .

وراجع كذلك صحيح مسلم فى كتاب فضائل الصحابة ، و الحاكم فى مستدرك الصحيحين ج 3 ص 147 والبيهقى فى سننه ج 2 ص 149 والسيوطى فى الدر المنثور فى تفسير الآية ، و صحيح الترمذى ج 2 ص 209 و ابن حجر فى تهذيب التهذيب ج 2 ص 297 ، وغيرهم .

2ـ (فمن حاجَّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالَوا ندع ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهلْ فنجعلْ لعنتَ اللهِ على الكاذبين). (آل عمران/61)

راجع في تفسير هذه الآية المباركة التي تُسمى بآية المباهلة أيَّ كتاب قد تعرض لها ، لتجد عظمة هؤلاء مرسومة بلا احتياج لمزيد بيان ، منها لا على وجه الحصر : صحيح الترمذي 2/166 ، وفي طبعة أخرى ج2/300 ، المستدرك للحاكم 3 / 150 ، سنن البيهقي 7 / 63  وأحمد بن حنبل فى المسند ج 1 / 185 والسيوطى فى الدرالمنثور فى تفسير آية المباهلة والزمخشرى فى كشافه والفخرالرازى فى تفسيره .

3ـ (و يطعمون الطعام على حبه مسكينا و يتيما و أسيرا * إنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوجه الله لا نُريدُ منكمْ جزاءً و لا شكوراً * إَّنا نخاف مِن ربِّنا يوماً عبوساً قمطريراً * فوقيهمُ اللهُ شرَّ ذلك اليوم و لقَّيهمْ نضرة وَ سرورا) . (الدهر / 8ـ11)

و هذه باجماع أهل التفسير نزلت في علي وفاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام .

 يراجع الزمخشري فى كشافه ج 2/ والواحدي فى أسباب النزول / و مجمع البيان للطبرسي فى تفسير سورة الدهر / والحافظ محمد بن جرير الطبري كما فى الكفاية / والحاكم النيسابوري ذكره فى مناقب فاطمة ـ ع ـ كما فى الكفاية أيضاً / و ابن عبد ربه فى العقد الفريد ج 3 ص 42 ـ 47 / وأبو اسحاق الثعلبي فى تفسيره « الكشف و البيان » / و الألوسي فى روح المعاني / والطبري فى الرياض النضرة ج 2 ص 207  .

إذا أمعنا النظر في آيات الكتاب المجيد لَرأينا أنه ما بشَّر الباري عزَّ وجل أيَّ أحدٍ في دار الدنيا بالجنة ونعيمها ما عدا ناساً مخصوصين ومعدودين ، وما هم إلا أنبياؤه المصطفون وعباده المكرمون ، وإلا فالبشارة بالجنة جاءت بعناوين عامة للمؤمنين والصابرين و........، لكن لم تأت لأحد بتشخيص كونه من أهل الجنة ، وهكذا أهل النار إلا لأبي لهب وامرأته حمالة الحطب (تبت يدا أبي لهب وتب..)1سورة المسد أو للوليد بن المغيرة حيث قال الله تعالى( سأصليه سقر ) 26 المدثر وإلا فالتوعد بالنار لمن هو في الدنيا لم يحدث من الكريم الرحيم ، وما ذكر مَن هم أصحاب النار إلا بعناوين عامة كالكافرين والمنافقين .

ومن خصوصيات هذه الآيات البينات المباركات ؛ انَّا لو تمعنا بها مع علمنا أنها نزلت بهؤلاء دون غيرهم لرأينا عجبا ، فهم يُبَشرون بالجنة ونعيمها وهم لا زالوا أحياءً يُرزَقون ( فوقيهم الله شرَّ ذلك اليوم و لقَّيهم نضرة و سرورا * وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا..)11،12 سورة المدثر ثم يأخذ بوصف النعيم الذي سينعمون به ، ومن هنا نعرف بعض خصوصيات هؤلاء ومنزلتهم العظيمة عند الله تعالى .

4ـ (أجعلتم سقاية الحاج و عمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله و اليوم الاخر و جاهد فى سبيل الله لا يستوون عند الله و الله لا يهدى القوم الظالمين). (التوبة / 19)

نزلت هذه الآية عندما تفاخر طلحة بن شيبة و العباس بن عبد المطلب: اذ قال طلحة : أنا أولى الناس بالبيت لأن المفتاح بيدى!

وقال العباس:أنا أولى ،أنا صاحب السقاية والقائم عليها .

و فى هذه الأثناء مرعلي بهما و سألهما : بم يفتخران ؟ فذكرا له ما قالا.

فقال علي(ع): أنا أوتيت منذ صغرى ما لم تؤتيا.

فقالا وما ذاك؟

فقال (ع): لقد صليت قبل الناس و أنا صاحب الجهاد . فأنزل الله تعالى الآية المذكورة فى الثناء على ما افتخر به علي (ع) .

 تفسير الطبري عن أنس ج 10 ص 59 / و أسباب النزول للواحدي ص 182 / و القرطبي فى تفسيره ج ج 8 ص 91 / و الرازي فى تفسيره ج 4 ص 422 / و الخازن فى تفسيره ج 2 ص 221 / و أبو البركات النسفي ج 2 ص 221 / و الدر المنثور للسيوطي ج 3 ص 218 / و غيرهم مع اختلاف فى العبارات.

  5 . (إنَّما وليكمُ اللهُ و رسولُه و الذين آمنوا الذين يُقِيمون الصلوة و يُؤتَون الزكوة و همْ راكعون ) . (المائدة / 55)

قال المفسرون إن الآية الكريمة نزلت فى علي بن أبى طالب عليه السلام .

تفسير البيضاوي / و مجمع البيان للطبرسي/ و أبو اسحاق الثعلبي فى تفسيره / و الطبري فى تفسيره ج 6 ص 165 / و الواحدي فى أسباب النزول ص 148 / و الخازن فى تفسيره ج 1 ص 496 / و الرازي فى تفسيره ج 3 ص 431 / و أبو البركات النسفي ج 1 ص 496 / و النيسابوري فى تفسيره ج 3 ص 461 / و ابن حجر فى الصواعق ص 25  .

وما شاء الله من الآيات الأخر التي نزلت لتبين مقام هذا الرجل ،ولكن ما تعرضنا لها هنا لأننا اقتصرنا على الآيات الأكثر بياناً،وطلبا للإختصارغير المخل من جهة أن آية واحدة مما ذُكِر يكفي لبيان المقام .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الثاني

علي في السنة المطهرة

 

قال رسول الله صلى الله عليه و آله : " أنا مدينة العلم وعليٌ بابُها " .  

مستدرك الصحيحين ج 3 ص 126 / و مناقب أحمد بن حنبل و أبو عيسى الترمذي فى جامعه الصحيح / و كنز العمال ج 6 ص 401 / و أسد الغابة ج 4 ص 22 / و الخطيب البغدادي فى تاريخه ج 4 ص 348: .

*

و قال صلى الله عليه و آله : " أنت مِنّي بمنزلةِ هارون من موسى الا أنه لا نبيَ بعدي " .

 البخاري فى باب غزوة تبوك ، كتاب فضائل الصحابة باب مناقب الإمام علي و مسلم في صحيحه و مسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 174 / و مسند أبى داود ج 3 ص 28 و و الترمذي وغير هؤلاء كثير .

*

وقال صلى الله عليه و آله مخاطبا عليا عليه السلام « لا يحبك إلا مؤمن و لا يبغضك الا منافق » .

 صحيح الترمذي ج 2 ص 299 / و أحمد بن حنبل ج 6 ص 292/ والنسائي ومستدرك الصحيحين ج 3 ص 129 وغيرهم .

*

وقال صلى الله عليه و آله يوم المؤاخاة بين المهاجرين و الأنصار مخاطبا عليا عليه السلام :

" أنت أخيّ و أنا أخوك فإنْ ذكرَكَ أحدٌ فقلْ أنا عبد الله و أخو رسوله لا يدعيهما بعدك الا كذاب " .

صحيح ابن ماجه / وصحيح الترمذي ج 2 ص 299  والنسائي فى الخصائص ص 3 و 18 / ومستدرك الصحيحين ج 3 ص 14 / ومسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 159 وغيرها مع اختلاف فى الألفاظ يسير .

*

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

خطبة الغدير:

وهى من أواخر الخطب التي خطبها رسول الله صلى الله عليه وآله في غدير خم فى حجة الوداع فعن البراء بن عازب قال : « أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فى السنة التى حج ، فنزل فى بعض الطريق ، فأمر : الصلاة جامعة ، فأخذ بيد علي فقال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ » .

قالوا: بلى.

قال صلى الله عليه و آله : ألست أولى بكل مؤمن من نفسه ؟

قالوا: بلى .

قال صلى الله عليه وآله : « فهذا ولي من أنا مولاه ، اللهم و ال من والاه ، اللهم عاد من عاداه »  .

و فى لفظ أحمد بن حنبل أن رسول الله صلى الله عليه و آله  قال " مَن كنت مولاه فعليٌ مولاه، اللهم و ال من والاه و عاد من عاداه " .  اللفظ لصحيح ابن ماجة ص .12 .

وقد نص ابن حنبل في مسنده ج 4 ص 281 عليه قائلا رواه ثلاثون صحابيا،وأخرجه أيضا النسائى فى خصائص علي بن أبى طالب بعدة طرق ، وذكره الترمذي والطبراني عن زيد بن أرقم ، والفخر الرازي فى تفسير آية التبليغ  « يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك » وورد في كنز العمال ج 1 ص 48 / ومستدرك الصحيحين و سواهما . ولذا ذكره الكتاني في نظم المتناثر من الحديث المتواتر    ( ص 194 ) رقم ( 232 ) .

وممن صرح بتواتره-أيضا-:المناوي في (التيسير) نقلا عن السيوطي ، وشارح ( المواهب اللدنية ) .

وفي رواية لاحمد : أنه سمعه من النبي صلى الله عليه[وآله] وسلم ثلاثون صحابيا وشهدوا به لعلي [ عليه السلام ] . وفي ( الصفوة ) للمناوي : قال الحافظ ابن حجر : حديث   "من كنت مولاه فعلي مولاه" خرجه الترمذي،والنسائي ، وهوكثير الطرق جدا،وقد استوعبها ابن عقدة في(مؤلف) مفرد ؛ وأكثر أسانيده صحيح أو حسن .

وقد خرجه من الأعلام أصحاب الصحاح والسنن :         الترمذي ( 5 / 633 ) رقم ( 3713 ) والنسائي في خصائص علي عليه السلام ( ص 96 و 99 / بالارقام 79 و 83 ) وأحمد في مسنده ( 1 / 84 ) ومواضع أخر،والحاكم في مستدركه على الصحيحين ( 3 / 109 و 110 و 116 ) وابن أبي شيبة  ( 12 / 59 ) رقم ( 12121 ) .

وأما عند الشيعة الإمامية فهو من المتواترات .

 

وقلت في ذلك من قصيدة نظمتها أواسط التسعينات الميلادية :

كأنَّ كَفَّ عليٍ حينَما رُفِعَتْ               بِكَفِّ أحمدَ رَغْمَ البُعْدِ تَلْمَسُني

مَنْ كُنْتُ مَولاهُ وَالتَّاريخُ سَجَّلَها           هذا عليٌّ لَهُ مَولىً أبو الحَسَنِ

 

ونكمل ذلك بما قاله المرحوم المحقق المتبحر العلامة السيد عبد العزيز الطباطبائي رحمه الله  في بحثه الموسوم ب ( إحصائيات حول كتب الغدير ) :

{ ويظهر مما يأتي أن التأليف في الغدير بدأ منذ القرن الثاني ، و منذ بداية نشأة التأليف ، واستمر حتى اليوم ، وكان في القرون الماضية كغيره من الموضوعات بين جزر ومد ، وإخفاق وازدهار . ) ثم يختم قوله ب( ثم إن هذه الكتب 35 منها مفقود ، و 24 منها مخطوط ، و 104 منها مطبوع ) .

وأيضا83 كتابا منها باللغة العربية ،و61 منها بالفارسية و21 منها بالاردوية وكلها نثرإلا تسعة منها فهي منظومات .} .

ثم نقتبس منه بتصرف غير مخل ما تعلق حول ( كتاب الولاية في جمع طرق حديث « من كنت مولاه فعلي مولاه ») لمؤلفه أبي جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري ، صاحب التاريخ والتفسير(224ـ310 هج). قال ياقوت الحموي في ترجمة الطبري في معجم الأدباء 6/452 عند عدِّ مؤلفاته : « وكتاب فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، تكلم في أوله بصحة الأخبار الواردة في غدير خم ثم تلاه بالفضائل ولم يتم! » .

وقال في ص 455 في سبب تأليفه لهذا الكتاب : « وكان إذا عرف من إنسان بدعة أبعده و اطرحه ، وكان قد قال بعض الشيوخ ببغداد بتكذيب غدير خم ( ويقصد به ابن أبي داود لأن الذهبي قد ذكر في ترجمة الطبري من تذكرة الحفاظ : 713، وحكى عن الفرغاني أنه قال: « ولما بلغه أن ابن أبي داود تكلم في حديث غدير خم عمل كتاب الفضائل وتكلم على تصحيح الحديث ثم قال : قلت : رأيت مجلدا من طرق هذا الحديث لابن جرير فاندهشت له و لكثرة تلك الطرق! ».)!..و بلغ أبا جعفر ذلك فابتدأ بالكلام في فضائل علي بن أبي طالب ، و ذكر طرق حديث خم ، فكثر الناس لاستماع ذلك...» . 

أقول : يظهر من كلام الذهبي هذا أن الكتاب في أكثر من مجلد ، وإنما رأى الذهبي مجلدا منه،وكان فيه من الطرق الصحيحة كثرة هائلة بحيث أدهشت حافظا مثل الذهبي ! ويظهر من رسالة الذهبي في حديث«من كنت مولاه» أنه حصل فيما بعد على المجلد الثاني من كتاب الطبري ، فقد جاء فيها في الحديث 61 : « قال محمد بن جرير الطبري في المجلد الثاني من كتاب غدير خم له ،وأظنه بمثل جمع هذا الكتاب نسب إلى التشيع! فقال: حدثني محمد بن حميد الرازي..». وترى أن الطبري عنده من طرق حديث الغدير الكثرة الهائلة التي استغرقت مجلدين ، ومجلد واحد منهما أدهش الحافظ الذهبي ؛ هذا الرجل ، مع العلم الجم ، تراه في تاريخه يهمل هذا الحدث التاريخي العظيم العظيم! ولا يشيرإلى الغدير من قريب ولا بعيد!! لأن التاريخ يكتب كما يشاؤه الحكام . ) . }} .

***

 

قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

« عليٌ مع الحق والحق مع علي ، لن يفترقا حتى يردا عَلَيَّ الحوض » . 

 تاريخ البغدادي ج 14 ص 321 / و الهيثمي فى مجمعه ج 7 ص 235 / و كنز العمال ج 6 ص 157 / و تفسير الرازى ج 1 ص 111 / و غيرهم مع اختلاف فى الألفاظ .

*

 و قال صلَّى الله عليه و آله :

" لِكلِّ نَبيٍّ وَصيٌ وَ وارثٌ وَ أنَّ علياً وصيّي وَ وارثي " .

ينابيع المودة سليمان الحنفى « باب عهد النبى لعلي و جعله وصيا »، والذهبي فى ميزان الاعتدال والسيوطي فى اللآلى‏ء والديلمي فى كنوز الدقائق وأحمد بن حنبل في  المناقب وفي كنز العمال ج 6 ص 154 و المعجم الكبيرللطبراني والمحب الطبري فى الذخائر وغيرهم .

هذا غيض من فيض من النصوص الاسلامية الموثوقة المجمع على صحتها ، و وثاقتها من جميع المسلمين . ومن شاء المزيد فليراجع ينابيع المودة / للشيخ القندوزي الحنفى ، والفصول المهمة لابن الصباغ المالكى ، وفضائل الخمسة من الصحاح الستة للفيروزآبادي فإنه قد جمع فيه ما جاء في فضائلهم في تلك الصحاح ، وكتاب المراجعات للسيد شرف الدين العاملي ففيه بيان للحق بكل وضوح ، وأخيراً لا آخراً كتاب علي والوصية للشيخ نجم الدين العسكرى وغيرها .

 

*****

 

 

 

 

 

 

الفصل الثالث

مزايا وخصائص

المزايا التي لونت باللون الأخضر (أو التي كتبت بالخط المائل) هي مما لا شك فيه ولا ريب بدون أيِّ ردٍّ وبدل عند جميع المسلمين قاطبة ، وهي كالشمس في رابعة النهار ، ولو كانت وحدها لَكفت في وجوب اتباعه والكون معه ، وكأنّ الله تعالى قد جعلها دليلاً لِمَن يُريد أن يرى ما هو القول الحق الذي صدرعن نبيه صلى الله عليه و آله وما هو الذي لُفِّقَ عن لسانه في مدح بعض الصحابة زوراً وبهتاناً بحيث أصبح من المُسَلَّمات وهومن الملفقات _ أقول ذلك لأننا نعلم علم اليقين من أن كثيراً من الأحاديث قد وضِعَت على لسان النبي الأميِّ جحوداً وعناداً _ وُضِع لِرفْعِ ذلك البعض وإضفاء بعض صفاته عليهم ، والله من وراء الجميع محيط .. 

ومن هذه وتلك يظهر لنا أن هناك مزايا قد اختص بها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لم تكن لغيره منها لا على وجه الحصر و الإستيعاب : ولا نذكر إلا ما ثبت بالدليل القاطع والبرهان اللامع بالتواتر وما يقترب منه ، كما ذكرنا ، وهو غيض من فيض : 

ولادته في الكعبة المشرفة :

قال الحاكم في المستدرك على الصحيحين 3/483 :( فقد تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولِِِدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في جوف الكعبة) .

وكذلك حكى التواتر الكنجي الشافعي في كتابه كفاية الأثر، والدهلوي في كتابه إزالة الخفاء .

وقال السيد محمود الآلوسي صاحب التفسير الكبير :      ( وكون الأمير كرم الله وجهه ولد في البيت أمر مشهور في الدنيا ، وذكر في كتب الفريقين السنة والشيعة ...) .

وللمزيد حول ولادة أمير المؤمنين (عليه السلام) في الكعبة راجع :

1 _ تذكرة خواص الأمة لسبط ابن الجوزي.

2 _ الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي.

3 _ مطالب السؤل لابن طلحة الشافعي.

4 _ نور الأبصار لمحمد مؤمن الشبلنجي.

5 _ مروج الذهب للمسعودي.

6 _ مفتاح النجا للبدخشي.

7 _ نزهة المجالس للصفوري الشافعي.

8 _ المناقب لامير محمد صالح الترمذي.

وقد افرد العلامة الاوردبادي لهذا الموضوع كتاباً مستقلاً سماه ( علي وليد الكعبة ) وأثبت ذلك بالأدلة النقلية المتواترة ، إذن من خصائصه عليه السلام :

1.    إنه عليه السلام ولد في الكعبة .                            

2.    ربّاه رسول الله صلى الله عليه و آله منذ نعومة أظفاره ، فهل كان لأحد سواه ذلك ؟ .

روى ذلك كثير من العلماء منهم :

 ابن الصباغ المالكي في كتابه " الفصول المهمة " فإنه خصص فصلا في الموضوع .

ومنهم محمد بن طلحة الشافعي في كتابه "مطالب السؤول" في الفصل الأول .

والحافظ سليمان الحنفي في " ينابيع المودة " الباب السادس والخمسين ، ص 238 المكتبة الحيدرية ، وفي " ذخائر العقبى " للطبري نقلا عن غيره .

وكذلك الطبري في تاريخه .

والثعلبي في تفسيره عن مجاهد .

وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 13/198 ط دار إحياء الكتب العربية .

وقال ابن الصباغ المالكي بعد نقله للرواية : فلم يزل علي عليه السلام مع رسول الله (ص) حتى بعث الله عز وجل محمدا نبيا، فاتبعه علي عليه السلام وآمن به وصدقه، وكان إذ ذاك في السنة الثالثة عشرمن عمره لم يبلغ الحلم، وإنه أول من أسلم وآمن برسول الله (ص) من الذكور .

3.    كلهم قد سجد للأصنام ، وهو لم يسجد لها قط ، ولذا يقولون ( كرم الله وجهه . ) .

4.    لم يعرض النبي الكريم صلى الله عليه و آله الإسلام على صبي قط ( وحاشاه يفعل ) ، إلا أنه عرضه على علي عليه السلام  وبايعه على ذلك ، فتأمل في هذا كثيرا واسئل به خبيرا ، ليدلك على السر في ذلك ، وما يعني هذا ، فهل هو كيحيى أم كعيسى ؟؟                        وتأمل متعجباً من رفعة هذا الصبي وعلوه!!!!!!!!!!.

5.    ولذا كان أول القوم إسلاماً كما ذكرنا .

6.    زوجته خير نساء العالمين .

7.    ذرية رسول الله صلى الله عليه و آله محصورة منه .

8.    كان أفضل من رعيته ، ولم يكونوا كذلك ، والشاهد أقوالهم .

9.    كان الإجماع من الأمة على إمامته بدون طلب أحدٍ أبداً ، ولم يكن ذلك لأحد من قبله ولا من بعده .

10.                      قال تعالى (( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى . . ) الشورى / 23 ولم يكن واحد منهم من ذوي القربى المخصوصين في هذه الآية المباركة وكان .

11.                      (إنَّما وليُّكمُ اللهُ و رسولُهُ والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة و يؤتون الزكوة وهم راكعون) . (المائدة/55) والمفسرون كما قدمنا كلهم يذكرون أنها نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام فهنا فرض الله تعالى ولايته فهل فرض ولاية أحد غيره ؟                       فانتبه أيها المسلم الذي تريد أن تتبع ما جاء به محمد بن عبد الله صلى الله عليه و آله عن الله .

12.                       قوله تعالى : ( فمن حاجَّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل إلى الله فنجعل لعنة الله على الكاذبين . . ) .  فهذا النص يخص الإمام علي والحسن والحسين وفاطمة .، ولم يكن أحد من الصحابة مشتركاً معهم . ( أبناءنا ) الحسن والحسين و ( نساءنا ) تعني فاطمة ، وأنفسنا تعني علي ؛ مما يدلك على علو مكانته عند الله ، وأنه نفس رسول الله صلى الله عليه وآله .   

فَتَأمّلْ ترَ العجب .

13.                      قال أمير المؤمنين عليه السلام يوم الشورى احتجاجا على أهلها:

« نشدتكم بالله،هل فيكم أحد أقرب الى رسول الله صلى الله عليه و آله في الرحم‏[مني‏]؟ و من جعله رسول الله صلى الله عليه وآله نفسه،و أبناءه،أبناءه و نساءه نساءه غيري؟».

    قالوا: اللهم لا.

 تاريخ دمشق ج 3 ص 116 الرقم 11040،المسترشد ص 60،الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 326 الرقم 55،الصواعق المحرقة ص 154،غاية المرام الباب 99 ص 642،بحار الانوار ج 35 ص .267 .

14.                       قال تعالى: ( إنَّ اللهَ وملائكتَهُ يُصلُّونَ على النَّبي يا أيُّها الَّذينَ آمَنوا صَلُّوا عَليهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما . ) الأحزاب / 56 .                                                              إن الصلاة على الرسول تقتضي الصلاة على آل بيته كما صرح بذلك الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، وكما وقد ورد ذلك في تشهد الصلاة ، وعليٌ منهم .

15.                       لا يجب الصلاة على أحد من الصحابة مطلقاً ، وعلي يجب الصلاة عليه كل يوم تسع مرات على أقل تقدير، بناءاً على ما قدمنا من أن الصلاة الواجبة لا تتم إلا بالصلاة عليه في تشهدي الصلاة ، والصلاة على النبي الكريم صلى الله عليه و آله ملازمة للصلاة على آله كما صرح هو، وكما ذكر ذلك كل فقهاء الأمة ، فَرَدِّد مع نفسك الصلاة الإبراهيمية لٍتًجِدَ صدق ما نقول .

16.                        قوله تعالى : ( إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عنكمُ الرِّجْسَ أهلَ البيتِ وَيُطَّهِرَكُمْ تَطْهيرا ). . الأحزاب / 33 . فعلي في قوله تعالى هذا متجسد لأنه منهم ، بل هو أبرزهم بعد النبي محمد صلى الله عليه و آله ، و لا أحد من الصحابة يشاركه بهذا ، فراجع التفاسير .

17.                       روى البخاري أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " كتاب فضائل الصحابة باب مناقب الإمام علي . ولم يقلها لأحد غيره .

18.                        من كلام له عليه السلام قاله على سبيل الاحتجاج على أصحاب الشورى: « قال : أنشدكم بالله ،هل فيكم أحد أخو رسول الله صلى الله عليه و آله غيري ؟     إذ آخى بين المؤمنين فآخى بيني و بين نفسه ، و جعلني منه بمنزلة هارون من موسى إلا أني لست بنبي » .                                                        قالوا: لا .                                                        تاريخ دمشق لابن عساكر ج 3 ص 115 الرقم 1140 ،  و ص 118 الرقم 1142، كتاب سليم بن قيس ص 74 و ص 77 ، الخصال للصدوق ج 2 ص 553 الرقم 31 ، المسترشد ص  57 ، الامالي للطوسي ص 333 الرقم 667  و ص 548 الرقم 1168 ، مناقب ابن المغازلي ص 116 الرقم 155 ، مناقب الخوارزمي ص    224 ، الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 322 الرقم 55 ، فرائد السمطين ج 1 ص 321 الرقم 251 ، غاية المرام الباب 99 ص .624

19.                      من كلام له عليه السلام قاله على سبيل الاحتجاج لأهل الشورى أيضاً : « أنشدكم بالله ، أفيكم مطهر غيري ، إذ سد رسول الله صلى الله عليه وآله أبوابكم و فتح بابي ؟ و كنت معه في مساكنه و مسجده ، فقام اليه عمه فقال: يا رسول الله ، غلقت أبوابنا و فتحت باب علي ؟! قال: نعم،أمر الله بفتح بابه و سد أبوابكم)  قالوا: اللهم لا.                                                                                                      تاريخ دمشق ج 3 ص 116 الرقم 1140 و ج 3 ص 119 الرقم 1142، كتاب سليم بن قيس ص 74، الخصال للصدوق ج 2 ص 559 الرقم 31، الامالي للطوسي ص 548 الرقم 1168 و ص 555 الرقم 1169، مناقب ابن المغازلي ص 117 الرقم 155، مناقب الخوارزمي ص 214 و ص 223، فرائد السمطين ج 1 ص 322 من كلام له عليه السلام في بيان يوم الانذار.

20.                      قال علي بن أبي طالب عليه السلام: « لما نزلت هذه الآية:  ((وأنذر عشيرتك الأقربين))الشعراء /214 دعاني رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا علي ، إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين ، فضقت بذلك ذرعا ، وعرفت أني متى ابادئهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره ، فصمت حتى جاءني جبرئيل فقال:يا محمد ، إنك ان لا تفعل ما تؤمربه يعذبك ربك ، فاصنع لنا صاعا من طعام ، واجعل عليه رجل شاة،واملأ لنا عسا من لبن ، واجمع لي بني عبد المطلب حتى اعلمهم و ابلغهم ما امرت به.

ففعلت ما أمرني به ، ثم دعوتهم له ، وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون أو ينقصون فيهم أعمامه : أبو طالب ، وحمزة ، والعباس ، وأبو لهب ، فلما اجتمعوا اليه دعا بالطعام الذي صنعت لهم ، فجئنا به ، فلما وضعته تناول رسول الله صلى الله عليه و آله جذرة  لحم فشقها بأسنانه ، ثم ألقاها في نواحي الصحفة  ثم قال  :خذوا بسم الله ، فأكل القوم حتى ما لهم بشي‏ء من حاجة ، ولا أرى إلا مواضع أيديهم ، وأيم الذي نفس علي بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل مثل ما قدمت لجميعهم ، ثم قال : اسق القوم ، فجئتهم بذلك العس فشربوا منه حتى رووا جميعاً ، وأيم الله إن كان الرجل الواحد منهم يشرب مثله ، فلما أراد رسول الله صلى الله عليه و آله أن يكلمهم ، بدرهم أبو لهب الى الكلام فقال : لهد  ما سحركم صاحبكم ! فتفرق القوم و لم يكلمهم النبي صلى الله عليه و آله فقال الغد : يا علي ، إن هذا الرجل قد سبقني الى ما سمعت فتفرق القوم قبل أن اكلمهم،فاعد لنا من الطعام مثل ما صنعت ،ثم اجمعهم لي ، ففعلت ، ثم جمعتهم له،ثم دعا بالطعام فقربته لهم ، ففعل كما فعل بالأمس، وأكلوا حتى ما لهم بشي‏ء من حاجة ، ثم قال : إسقهم ، فأتيتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا منه جميعا ،ثم تكلم رسول الله صلى الله عليه و آله فقال : يا بني‏عبد المطلب،اني و الله ما اعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به ، إني قد جئتكم بخير الدنيا و الآخرة ، وقد أمرني الله تبارك وتعالى أن ادعوكم ، فأيكم يؤازرني على أمري ، على أن يكون أخي ، ووصيي ، و خليفتي فيكم ؟

_ ( والمفارقة اللطيفة أن علماً كبيراً كالطبري يذكرهذا كله في تفسيره ، ونجده في تاريخه يقول " على أن يكون أخي وكذا وكذا " ، ولا يصرح بتصريح رسول الله صلى الله عليه وآله بالوصاية والخلافة لعلي ، وكأنه لأنه نص صريح بتعيين الخلافة له من بعده من بداية الرسالة ،  فأحجم عنهالأنه سيقع في حيص بيص)  _

 فأحجم القوم عنها جميعاً. قال: قلت وإني لأحدثهم سنا ، وأرمصهم عينا ، وأعظمهم بطنا ، وأحمشهم ساقا: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه ، فأخذ برقبتي ثم قال : هذا أخي ، ووصيي ، وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له و أطيعوا. فقام القوم يضحكون و يقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لعلي و تطيع » .                                                مسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 111،تاريخ الطبري ج 2 ص 62،تفسير الطبري ج 19 ص 121،علل الشرائع للصدوق ج 1 ص 170،الارشاد للمفيد ج 1 ص 49،شواهد التنزيل للحسكاني الرقم 514،تاريخ دمشق ج 1 الرقم 133 الى 138،الكامل لابن الاثير ج 1 ص 585،شرح النهج لابن ابي الحديد ج 13 ص 210،تفسير ابن كثير ج 3 ص 363،كنز العمال ج 13 ص 114 الرقم 36371 و ص 131،احقاق الحق ج 4 ص 68،السيرة الحلبية ج 1 ص 286،بحار الانوار ج 38 ص 223 و ج 35 ص 144،الغدير ج 2 ص 278ـ .289 ، تفسير فرات ص 301 ، كشف اليقين ص425 ، غاية المرام الباب 99 ص .642.

21.                       وقال : " أيها الناس . إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول من ربي فأجيب . وإني تارك فيكم الثقلين . أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به . فحث على كتاب الله ورغب فيه . ثم قال : وأهل بيتي . أذكركم الله في أهل بيتي . أذكركم الله في أهل بيتي . أذكركم الله في أهل بيتي " مسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل علي                                                                                                  وعليٌ سيدهم ولِذا ذكره مسلم في باب فضائل علي.

22.                        وقول الرسول صلى الله عليه وآله : " إني دافع الراية غدا إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار ، لا يرجع حتى يفتح الله له . وأعطاها عليا ففتح الله على يديه " البخاري ومسلم كتاب فضائل الصحابة.

23.                      وبالمناسبة لم يفرعلي في أي واقعة، ولا ارتاب ولاتكعكع ولم يتردد في أي غزوة من غزوات الرسول صلى الله عليه وآله وفر وتردد الباقون في كثير من الغزوات ، وإن لم تصدق فراجع التاريخ .

24.                       وقال الرسول صلى الله عليه وآله :" علي مني وأنا منه . ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي " . البخاري ومسند أحمد  .فأين بقية الصحابة عن ذلك.

25.                      قال أميرالمؤمنين عليه السلام في حديث المناشدة : « ...انشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أفيكم أحدٌ وَحَّدَ اللهَ قبلي ؟ » .                                                      قالوا: اللهم لا.

تاريخ دمشق ج 3 ص 115 الرقم 1140،الخصال للصدوق ج 2 ص 554 الرقم 31،الامالي للطوسي ص 333 الرقم 667 و الرقم 1168،مناقب ابن المغازلي ص 113 الرقم 155،مناقب الخوارزمي ص 222 و ص 224،الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 325،فرائد السمطين ج 1 ص 321 الرقم 251،كشف اليقين ص .422

 

26.                      وأخيراً لا آخِراَ وكما رأينا أنه مِن المُصرَّح به في القرآن العظيم أنه من أهل الجنة ، لا بالعنوان العام بل بالعنوان الخاص ، كما هو نص آيات سورة الدهر المباركة .

 

وللإستزادة ما عليك إلا أن تراجع كتاب الامام الحافظ أبي عبد الرحمان أحمد بن شعيب النسائي الشافعي (( خصائص أمير المؤمنين ( ع ))) .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

و أخيراً :

 

من خطبة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام معروفة بالخطبة القاصعة :

 

« أنا وضعت في الصغر بكلاكل العرب ، وكسرت نواجم  قرون ربيعة و مضر .

وقد علمتم موضعي من رسول الله صلى الله عليه وآله بالقرابة القريبة ، والمنزلة الخصيصة.

وضعني في حجره وأنا ولد ، يضمني الى صدره، ويكنفني في فراشه ، ويمسني جسده ، ويشمني عرفه ، وكان يمضغ الشي‏ء ثم يلقمنيه ، وما وجد لي كذبة في قول ، ولاخطلة في فعل .

ولقد قرن الله به صلى الله عليه وآله من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته ، يسلك به طريق المكارم ، ومحاسن أخلاق العالم ، ليله و نهاره .

ولقد كنت اتبعه اتباع الفصيل  إثْرَ أمِّه ، يرفع لي في كل يوم من أخلاقهِ علماً ويأمرني بالاقتداء به.

و لقد كان يجاورفي كل سنة بحراء ، فأراه ولا يراه غيري. ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الاسلام غيررسول الله صلى الله عليه و آله وخديجة وأنا ثالثهما ، أرى نور الوحي و الرسالة ، وأشم ريح النبوة .

ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه صلى الله عليه و آله فقلت : يا رسول الله ، ما هذه الرنة ؟ فقال : هذا الشيطان قد أيس من عبادته ، إنك تسمع ما أسمع و ترى ما أرى ، إلا انك لست بنبي ،  ولكنك لوزير، وإنك لعلى خير...».

نهج البلاغة (صبحي الصالح ) الخطبة 192 ص .300 .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الخاتمة

 

نماذج من الكتب المطبوعة في شأن أمير المؤمنين عليه السلام ، في فترات زمنية متفاوتة :         
مناقب علي بن أبي طالب لإبن المغازلي .   
مناقب علي عليه السلام للحافظ المفسرالثعلبي .                                                                           قيل : إن محمد بن شهرآشوب المازندراني رحمه الله كان في مكتبته حين تأليف كتاب «المناقب» زهاء ألف تصنيف في مناقب الإمام علي عليه السلام كلها بعنوان المناقب . 
فضائل علي عليه السلام للحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي.
فضائل علي عليه السلام للحاكم أبي عبد الله إبن البيع النيسابوري صاحب كتاب المستدرك على الصحيحين . 
مناقب علي عليه السلام للعلامة محب الدين الطبري الشافعي المكي.
مناقب علي عليه السلام للعلامة الشيخ علي باحسن الحضرمي، من علماء حضرموت في القرن التاسع للهجرة .                                فضائل الإمام علي عليه السلام للشيخ محمد جواد مغنية.
الإمام علي عليه السلام من المهد إلى اللحد للسيد كاظم القزويني.
أخلاقيات أمير المؤمنين عليه السلام للسيد هادي المدرسي.
الإمام علي عليه السلام عنوان صحيفة المؤمن للشيخ أحمد الرحماني الهمداني .                                                                                                                                

مائة منقبة من مناقب أميرالمؤمنين (علي بن أبي طالب والائمة من ولده عليهم السلام من طريق العامة ) تأليف الشيخ الفقيه والحبر النبيه أبى الحسن محمد بن احمد بن على بن الحسن القمي المعروف ب‍ابن شاذان من مفاخر اعلام القرنين الرابع والخامس .

 

ومن أهم ما كُتِبَ في شأن أمير المؤمنين علي عليه السلام  الذي هو منها كالعين في الصحراء والبدن واللغة والسماء موسوعة( الغدير ) للعلامة الشبخ الأميني رحمه الله تعالى ، والذي ينبغي لكل بيت أن يحويها .

وثمة كتب ألفت في شخصية الإمام علي عليه السلام من قبل غير المسلمين، نذكر منها:

الإمام علي صوت العدالة الإنسانية لجورج جرداق.                                                                               الإمام علي نبراس ومتراس لسليمان كتاني.                                                                                 الإمام علي أسد الإسلام وقديسه لروكس بن زائدة العزيزة .

ومن الشعر ملحمة الغدير لبولس سلامة...

 

وقد عد العلامة المتتبع السيد الرضوي محمد الرضي في كتابه ( علي إمامنا ) ( 154 ) كتابا غير شيعي قد كُتِبَ في علي عليه السلام ( ص 148 ) وقال بعد أن عدَّدَها (( هذا ما وقفت عليه مما كتبه غيرالشيعة في إمامنا علي بن أبي طالب أميرالمؤمنين عليه السلام من المسلمين وغيرهم . )) .

ونرفع أيدينا عن النقل والتعليق ذاكرين حامدين شاكرين ومصلين ، يوم السبت / 5 / من ذي القعدة الحرام / 1425هج. .

                                          محمد حسين الأنصاري

                                          سدني / أستراليا

      

 

 

الفهرس

لماذا الكتاب ؟                                                                                1

ديباجة الكتاب                                                                                3      

المقدمة                                                                                         7

الفصل الأول: علي في القران                                            13    

الفصل الثاني: علي في السنة المطهرة                                     19    

خطبة الغدير                                                                                  21    

الفصل الثالث: مزايا وخصائص                                          27

و أخيراً                                                                                        39

الخاتمة                                                                                          41