فهرس الكتاب

مكتبة الإمام أميرالمؤمنين (ع)

 

/ صفحة 339 /

 

فهرست شعراء الغدير

في القرن الرابع

 

 

/ صفحة 340 /

 

شعراء الغدير في القرن الرابع

 

15

ابن طباطبا الاصبهاني

المتوفى 322

 

يا من يسر لي العداوة أبدهــــــا * واعمد لمكروهي بجهدك أو ذر

لله عــــــندي عــــــادة مشكــورة * فيــــــمن يعــــــاديني فلا تتحير

أنا واثق بدعاء جدي المصطفى * لأبــــــي غداة (غدير خم) فاحذر

والله أسعـــــدنــــــا بإرث دعائه * فيمن يعادي أو يوالي فاصبر(1)

* (الشاعر) *:

 أبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم طباطبا ابن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن ابن الإمام السبط الحسن بن الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم، الشهير بابن طباطبا.

 عالم ضليع، وشاعر مفلق، وشيخ من شيوخ الأدب، ذكر المرزباني في (معجم الشعراء) ص 463 :

 إن له كتبا ألفها في الأشعار والآداب، وذكر منها أصحاب المعاجم (2).

 1 - كتاب سنام المعالي.

 2 - كتاب عيار الشعر. وفي فهرست ابن النديم ص 221 : معاير الشعر. وقال الحموي في (معجم الأدباء) 3 ص 58 : ألف الآمدي الحسن بن بشز كتابا في إصلاح ما فيه.

 3 - كتاب الشعر والشعراء.

 4 - كتاب نقد الشعر.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) خاطب بها أبا علي الرستمي كما في (ثمار القلوب) للثعالبي 511 (2) راجع ثمار القلوب 507، فهرست ابن النديم 196، معجم الأدباء 17 ص 143. عمدة الطالب 162 

/ صفحة 341 /

5 - كتاب تهذيب الطبع.

6 - كتاب العروض. قال الحموي : لم يسبق إلى مثله.

 7 - كتاب فرائد الدر. كتب إلى صديق له كان قد استعاره يسترجعه منه :

يــــا در رد فــــــرائد الدر * وارفق بعبد في الهوى حر

8 - كتاب المدخل في معرفة المعمى من الشعر.

 9 - كتاب في تقريض الدفاتر.

 10 - كتاب ديوان شعره.

 11 - كتاب إختياره ديوان شعره.

 ذكره الحموي في (معجم الأدباء) وقال : إنه كان مذكورا بالذكاء والفطنة وصفاء القريحة وصحة الذهن وجودة المقاصد، ذكر أبو عبد الله حمزة بن الحسن الاصبهاني قال : سمعت جماعة من رواة الأشعار ببغداد يتحدثون عن عبد الله بن المعتز : إنه كان لهجا بذكر أبي الحسن مقدما له على ساير أهله ويقول : ما أشبهه في أوصافه إلا محمد بن يزيد بن مسلمة بن عبد الملك، إلا أن أبا الحسن أكثر شعرا من المسلمي، وليس في ولد الحسن من يشبهه بل يقاربه علي بن محمد الأفوه (1) قال : وحدثني أبو عبد الله بن عامر قال : كان أبو الحسن طول أيامه مشتاقا إلى عبد الله بن المعتز متمنيا أن يلقاه أو يرى شعره، فأما لقاؤه فلم يتفق له لأنه لم يفارق إصبهان قط، وأما ظفره بشعره فإنه اتفق له في آخر أيامه، وله في ذلك قصة عجيبة، وذلك أنه دخل إلى دار معمر وقد حملت إليه من بغداد نسخة من شعر عبد الله بن المعتز فاستعارها فسوف بها فتمكن عندهم من النظر فيها وخرج وعدل إلى كالا معييا كأنه ناهض بحمل ثقيل، فطلب محبرة وكاغذا فأخذ على ظهر قلبه مقطعات ورقات من الشعر فسألته لمن هي ؟ فلم يجبني حتى فرغ من نسخها وملأ منها خمس ورقات من نصف المأموني، وأحصيت الأبيات فبلغ عددها مائة وسبعة وثمانين بيتا تحفظها من شعر ابن المعتز في ذلك المجلس واختارها من بين سائرها.

 يوجد في معجم الحموي شطر مهم من شعره منه قصيدة في 39 بيتا ليس فيها راء

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  (1) هو الحماني أحد شعراء الغدير مرت ترجمته في هذا الجزء ص 57 - 69.

 

/ صفحة 342 /

ولا كاف يمدح بها أبا الحسين محمد بن أحمد بن يحيى بن أبي البغل أولها :

يا سيدا دانت لــــــه السادات * وتتابعـــت في فعله الحسنات

وتواصلت نعماؤه عندي فـلي * منه هبـــات خــــــلفهن هبات

نعم ثنت عني الزمان وخطبه * من بعــــد ما هيبت له غدوات

ويصف قصيدته بقوله :

ميزانها عند الخليل معدل * متفاعــــــل متفاعل فعلات

وروى الثعالبي في (ثمار القلوب) ص 518 له قوله :

أقــــول وقد أوقظت من سنة الهوى * بعـــــذل يحـاكي لـــــذعه لذعة الهجر

دعـوني وحلم اللهو فـــي ليلة المنى * ولا تـــوقظـــــونــــي بالملام وبالزجر

فقـــــالوا لي : استيقظ فشــيبك لايح * فقلت لهم : طيب الكرى ساعة الفجر

وذكر في ص 435 له يصف ليلة ممتعة :

وليــــــلة أطـربني صبحها * فخلتني في عرس الزنج(1)

كأنما الجوزاء جنح الدجى * طبالــــــة تضـــرب بالصنج

قائمـــــة قد حررت وصفها * مــــــائلة الرأس من الغنج

وقال في ص 229 : دخل يوما أبو الحسن ابن طباطبا دار أبي علي ابن رستم فرأى على بابه عثمانيين أسودين قد لبسا عمامتين حمراوين، فامتحنهما فوجدهما من الأدب خاليين، فلما تمكن في مجلس ابن رستم دعا بالدواة والقرطاس وكتب :

أرى بباب الدار أسوديــــــن * ذوي عــــــمامتين حــمراوين

كجمرتين فــــــوق فحــــمتين * قد غادرا الرفض قرير العين

جدكما عـثمان ذو النــــورين * فما له أنســـــل ظلمتــــــين؟!

يا قبح شين صادر عــن زين * حدائد تطبــــــع مــــــن لجـين

مــــــا أنتــــــما إلا غــرابيين * طيرا فقد وقعــــــتما للحــــين

المظهــرين الحب للشخصين * ذرا ذوي السنة في المصرين

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  (1) يضرب به المثل لاختصاص الزنج من بين الأمم بشدة الطرب وحب الملاحي والأغاني، والمثل سائر بأطرابهم.

 

/ صفحة 343 /

وخــــليا الشيعة للسبطين * للحــسن الطيب والحسين

ستعطيان في مدى عامين * صكا بخفين إلى حنين(1)

فاستظرفها ابن رستم وتحفظها الناس. وله قوله يهجو به أبا علي ابن رستم يرميه بالدعوة والبرص :

أنت أعطيت من دلايل رسل * الله آيــا بها علوت الرؤوسا

جــــئت فردا بلا أب وبيمناك * بياض فأنت عيسى وموسى

وله في أبي علي ابن رستم لما هدم سور إصبهان ليزيد به في داره وأشار فيه إلى كون إصبهان من بناء ذي القرنين :

وقد كان ذو القرنين يبني مدينة * فأصبح ذو القرنين يهدم سورها

على أنه لو كان في صحن داره * بقــــرن له سيناء زعزع طورها

وله في ابن رستم يذكر بناءه سور إصبهان :

يا رستــــــمي استعــــــمل الجدا * وكــــــدنا فــــــي حظــــــــنا كدا

فــــــإنك المــــــأمول والمرتجى * تهــــــون الخــــــطب إذا اشتـدا

أحكمت من ذا السور ما لم تجد * والله مــــــن إحــــــكامــــــه بدا

فخــــــلفه نســــــل كثـــــير لمن * أصفــــــت لأرزبونها الــودا(2)

وهم كيــــــأجـــوج ومأجوج إن * عددتهم لــــــم تحــــــصهم عــدا

وأنــــــت ذو القرنين في عصره * جعــــــلته مــــــا بيــــــنهم سـدا

وقال يهجو أبا علي الرستمي :

كفــــــرا بعـــــلمك يا بن رستم طه * وبمـا حفظت سوى الكتاب المنزل

لــــــو كنـت يونس في دوائر نحوه * أو كنت قطرب في الغريب المشكل

وحــــــويت فــــــقه أبي حنيفة كله * ثــــــم انــــــتهيت لــــرستم لم تنبل

وله قوله:

لا تنكرن إهداءنا لك منطقا * منــك استفدنا حسنه ونظامه

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  (2) توجد في معجم الأدباء 17 ص 154 بتغيير يسير.

 (1) كنى بالأرزبون عن غلامه 

/ صفحة 344 /

فالله عز وجل يشكر فعل من * يتــــــلو عــليه وحيه وكلامه

ويعاتب أبا عمرو بن جعفر بن شريك على منعه إياه شعر ديك الجن بقوله :

يا جــــــوادا يمــــسي ويصبح فينا * واحــــــدا فـــــي الندى بغير شريك

أنت من أسمح الأنام لشعر الناس * مــــــاذا اللجــــــاج في شعر ديك؟!

يا حـليف السماح لو أن ديك الجن * مــــــن نسل ديك عرش المليك(1)

لــــــم يكن فيه طائل بعد أن يدخله * الذكــــــر فــــــي عــــــداد الـــديوك

وله قوله :

بأبي الذي نفسي عليه حبيس * مالــــي سواه من الأنام أنيس

لا تــــــنكروا أبدا مقـاربتي له * قلــــبي حديـــد وهو مغناطيس

وله :

يا طــــيب ليـــل خلوت فيه بمن * أقصر عن وصف كنه وجدي به

ليــــــل كبــــــرد الشبــاب حالكه * نعــــمت فــــي ظــــله وفي طيبه

وله :

أتــــاني قـريض كنظم جمان * وروض الجنان وأمن الفؤاد

وعهد الصـــــبا ونسيم الصبا * وبــــــرد الفؤاد وطيب الرقاد

وذكر المرزباني في (معجم الشعراء) ص 463 له يصف به القلم :

ولــــه حـــــسام باتر في كفه * يمضي لنقض الأمر أو توكيده

ومترجـــــم عما يجن ضميره * يجري بحــــــكمته لدى تسويده

قــــــلم يــــــدور بكفـــه فكأنه * فــــــلك يـدور بنحسه وسعوده

وروي له في (المعجم) أيضاً.

لا وأنسي وفــــرحتي بكــــتاب * أتى منه في عيد أضحى وفطر

ما دجــــــا ليل وحشتي قط إلا * كــــــنت لي فـيه طالعا مثل بدر

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  (1) حديث ديك العرش رواه الجاحظ عن رسول الله (ص) قال : إن مما خلق الله لديكا عرفه تحت العرش، وبراثنه تحت الأرض السفلى، وجناحه في الهواء، فإذا مضى ثلثا الليل وبقي ثلثه ضرب بجناحه قائلا : سبحان الملك القدوس، سبوح قدوس، رب الملائكة والروح، فعند ذلك تضرب الديكة وتصيح.

 

/ صفحة 345 /

 

بحـــديث يقيــم للإنس شوقا * وابتسام يكف لوعة صدري

وذكر له النويري في (نهاية الإرب) ج 3 ص 97:

إن في نيل المنى وشك الردى * وقـــــياس القصد عند السرف

كســـــراج دهنـــــه قــــوت له * فـــــإذا غـــــرقته فـــــيه طفي

وقوله :

لقـــــد قال أبو بكر * صوابا بعد ما أنصت

فرحنا لم نصد شيئا * ومــا كـــان لنا أفلت

وذكر ابن خلكان نقلا عن ديوانه قوله :

بانـــوا وأبقوا في حشاي لبينهم * وجـــــدا إذا ظعــــن الخليط أقاما

لله أيـــــام الســـــرور كـــــأنمــا * كـــــانت لسرعــــة مرها أحلاما

لو دام عيش رحمة لأخي هـوى * لأقـــام لــــي ذاك السرور وداما

يا عيشنا المفقود خذ من عمرنا * عــــاما ورد مــــن الصبــا أياما

وله قوله :

يا من حكى الماء فرط رقته * وقبـــــله فـــــي قساوة الحجر

يا لـــيت حظي كحظ ثوبك من * جـــــسمك يـــــا واحــد البشر

لا تعجـــــبوا مـــن بلا غلالته * قـــــد زر أزراره عـلى القمر

ولد المترجم كما في (المجدي) باصبهان، وتوفي بها سنة 322 كما في (معاهد التنصيص) فما في (نسمة السحر) من أنه ولد سنة 322 نقلا عن (المعاهد) اشتباه نشأ عن فهم ما في (المعاهد) من كلامه قال : مولده باصبهان وبها مات سنة 322.

 فحسب التأريخ ظرف ولادته كما زعمه بعض المعاصرين وهو لا يقارف الصواب لأن أبا علي الرستمي الذي للمترجم فيه شعر كثير من رجال عهد المقتدر بالله المقتول سنة 320 وفي أيامه أحدث الرستمي ما أحدث في إصبهان في سورها وجامعها وهجاه المترجم.

 ولأن المترجم كما مر عن (معجم الأدباء) كان يتمنى لقاء عبد الله بن المعتز ويشتاق إليه وإن المعتز توفي سنة 296. توجد ترجمته والثناء عليه في غاية الاختصار. نسمة السحر فيمن تشيع وشعر

/ صفحة 346 /

ج 2. معاهد التنصيص ج 1 ص 179.

 نقل ابن خلكان في تأريخه ج 1 ص 42 في ذيل ترجمة أبي القاسم ابن طباطبا المتوفى سنة 345 عن ديوان المترجم الأبيات المذكورة فقال : ولا أدري من هذا أبو الحسن ولا وجه النسب بينه وبين أبي القاسم المذكور والله أعلم. ا هـ .

واشتبه على سيدنا الأمين العاملي فهم كلام ابن خلكان هذا وذيله وأوقعه في خلط عظيم فعقد ترجمة تحت عنوان (أبو الحسن الحسني المصري) في أعيان الشيعة في الجزء السادس ص 312 وجعله مصريا بلا مستند، وأخذ تأريخ وفاة أبي القاسم ابن طباطبا وذكره لأبي الحسن، وختم ترجمته بقوله : ولا دليل لنا على تشيعه غير أصالة التشيع في العلويين.

 والعجب أنه ذكر في الجزء التاسع ص 305 أبا الحسن باسمه ونسبه وقال : هذا الذي قال ابن خلكان : لا أدري من هذا أبو الحسن.

 لا عصمة إلا لله وللمترجم عقب كثير باصبهان فيهم علماء أدباء أشراف نقباء، قال النسابة العمري في (المجدي) : له ذيل طويل فيهم موجهون منهم : أبو الحسن أحمد الشاعر الاصبهاني وأخوه أبو عبد الله الحسين ولي النقابة بها ابنا علي بن محمد الشاعر الشهير.

 ومنهم : الشريف أبو الحسن محمد ببغداد يقال له : ابن بنت خصبة.