فهرس الكتاب

مكتبة الإمام أميرالمؤمنين (ع)

 

 / صفحة 124 /

القرن الرابع

(31)

أبو محمد العوني

 

إمامي له يـــــوم (الغـــــدير) أقـــــامه * نـــــبي الهدى ما بين من أنكر الأمرا

وقـــــام خطيـــــبا فيهم إذ أقـــــامــــــه * ومن بعـــــد حـــمد الله قال لهم جهرا

: ألا إن هـــــذا المــــرتضى بعل فاطم * علي الرضى صهري فأكرم به صهرا

ووارث عـــــلمي والخـــــليفـــــة فيكم * إلى الله مـــــن أعـــــدائه كـــلهم أبرا

سمعتم ؟ أطعتم ؟ هل وعيتم مقالتي ؟ * فقـــــالوا جــميعا: ليس نعدو له أمرا

سمعـــــنا أطعــــنا أيها المرتضى فكن * عــــلى ثقة منا وقد حاولوا غدرا(1)

ومنها قوله مشيرا إلى حديث مر في الجزء الثاني ص 288:

وفـــــي خـــــبر صحـــــت روايــــته لهم * عـــــن المصـطفى لا شك فيه فيستبرا

بأن قـــــال: لمــا أن عرجت إلى السما * رأيـــــت بهـــــا الأملاك ناظـــرة شزرا

إلى نحـــــو شخـــــص حــيل بيني وبينه * لعـــــظم الـــــذي عـاينته منه لي خيرا

فقـــــلت: حبـــــيبي جـــــبرئيل من الذي * تلاحظـــــه الأمــلاك ؟ قال: لك البشرا

فقلت: وما من ذاك ؟ قال: على الرضا * ومـــــا خـــــصه الرحمن من نعم فخرا

تشوقـــــت الأمـــــلاك إذ ذاك شخـــصه * فـــــصوره الباري عــــلى صورة أخرا

فمـــــال إلـــــى نحـــــو ابن عـم ووارث * عـــــلى جـــــذل منـــــه بتحــقيقه خبرا

ومن شعره في (الغدير) كما في (المناقب) لابن شهر آشوب 1 ص 537 ط ايران قوله:

أليـــــس قـــــام رسـول الله يخطبهم * يوم (الغدير) وجمع الناس محتفل؟!

وقـــــال: مــــن كنت مولاه فذاك له * مـــــن بعــد مولى فواخاه وما فعلوا

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) مناقب ابن شهر آشوب 1 ص 532 ط ايران.

 

/ صفحة 125 /

لو سلمــوها إلى الهادي أبي حسن * كـــــفى البرايا ولـم تستوحش السبل

هـــــذا يطالبه بالضعـــــف محتـــقبا * وتلـــــك يحـــــدو بها في سعيها جمل

وله من قصيدة في (المناقب) ج 1 ص 538 ط ايران قوله:

فقـــــال رسول الله: هـــــذا لأمــــــتي * هو اليوم مولى رب ما قلت فاسمع

فـــــقام جحـــــود ذو شقـــــاق منافق * ينادي رســـــول الله مـن قلب موجع

: أعن ربنا هذا ؟ أم أنت اخترعته ؟ * فقال: معـــــاذ الله لســـــت بمبــــدع

فقـــــال عـــــدو الله: لا هم إن يكـــن * كما قـــــال حـــــقا بــي عذابا فأوقع

فعـــــوجل مــــــن افق السماء بكفره * بجـــــندلة فانكب ثـــــاو بمصـــــرع

وله من قصيدة كبيرة يمدح بها أمير المؤمنين عليه السلام ويسمي الأئمة المعصومين:

أن رســـــول الله مصبـــــاح الــهـــــدى * وحجـــــة الله عـــــلى كـــــل البـــشر

جـــــاء بفـــــرقان مبـــــين نـــــاطـــــق * بالحـــــق مـــــن عــنــــد مليك مقتدر

فكـــــان مـــــن أول مـــــن صــــدقـــــه * وصيـــــه وهـــــو بســن ما ثغر (1)

ولـــــم يـــــكـــــن أشـــــرك بـــــالله ولا * دنـــــس يـــــومـــــا بسجـــــود لحجر

فـــــذاكـــــم أول مـــــن آمـــــن بـــــالله * ومـــــن جـــــاهـــــد فـــــيـــــه ونصر

أول مـــــن صلـــــى مـــــن القوم ومن * طـــــاف ومــــن حـــج بنسك واعتمر

مـــــن شـــــارك الطــاهر في يوم العبا * في نفســـــه ؟ مــن شك في ذاك كفر

من جـــــاد بالنـــــفس ومــــن ضن بها * فــــي ليلة عند الفراش المشتهر؟!؟!

من صـــــاحب الــــدار الذي انقض بها * نجـــــم مـــــن الجو نـــهاراً فانكدر؟!

من صاحـــــب الـــــراية لمـــــا ردهــا * بالأمـــــس بالـــــذل قبـــــيع وزفـــر؟!

من خـــــص بالتبليـــــغ فــــي برائة ؟ * فتـــــلك للعاقـــــل مـــــن إحـدى العبر

مـــــن كـــــان في المسجـــد طلقا بابه * حـــــلا وأبـــــواب أنـــــاس لــم تذر؟!

من حـــــاز فـــــي (خـم) بأمر الله ذاك * الفـــــضل واستــولى عليهم واقتدر؟!

مـــــن فـــــاز بالدعـــــوة يــوم الطاير * المشوي من خص بذاك المفتخر ؟!؟!

مـــــن ذا الــــذي أسرى به حتى رأى * القـــــدرة فـــــي حـــندس ليل معتكر؟!

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) ثغر الصبي: نبت ثغره، والثغر: مقدم الأسنان.

 

 

/ صفحة 126 /

مـــــن خــــاصف النعل ؟ ومن خبركم * عـــــنـــــه رســول الله أنواع الخبر؟!

سايـــــل به يـــــوم حنـــــين عـــــارفا * مـن صدق الحرب ومن ولى الدبر ؟ !

كليـــــم شمـــــس الله والراجـــــعـــها * من بعـــــد مــــا انجاب ضياها واستتر

كلـــــيم أهـــــل الكـــــهف إذ كلــــمهم * فـــــي ليلــــة المسح فسل عنها الخبر

وقصـــــة الثعـــــبان إذ كـــــلــــمـــــه * وهـــــو عـــــلـــــى المنبر والقوم زمر

والأســـــد العـــــابس إذ كـــــلـــمـــــه * معـــــرفا بالفـــــضـــــل منـــــه وأقـــر

بأنـــــه مستخـــــلف الله عـــلى الأمة * والـــــرحـــــمن مـــــــا شـــــاء قـــــدر

عـــــيبة عـــــلم الله والبـــــاب الــذي * يـــــؤتى رســـــول الله منـــــه المشتهر

له من قصيدة:

يا أمــــــة الســـوء التي ما تيقظت * لمــــــا قد خلت فيها من المثلات

وقــــــد وتـــــرت آل النبي ورهطه * عــــــلى قــــــدر الأيام أي تــرات

وقد غدرت بالمرتضى علم الهدى * إمــــــام البــــرايا كاشف الكربات

ببدر وأحــــــد والنــــــظـير وخيبر * ويــــــوم حنــــــين ساعة الهبوات

وصــاحب (خم) والفراش وفضله * ومــــــن خـــص بالتبليغ عند براة

وله من قصيدة يمدح بها أمير المؤمنين عليه السلام:

والله ألبــــــسه المهــــابة والحجى * وربــــــا بــــــه أن نعبد الأصناما

مــــــا زال يغــــــذوه بديــــن محمد * كــــــهلا وطــــــفلا ناشئا وغلاما

أمــــــن ســــــواه إذا أتــى بقضية * طرد الشكوك وأخرس الحكاما ؟!

فــــــإذا رأى رأيــــــا يخـالف رأيه * قــــــوم وإن كــــــدوا له الأفهاما

نــــــزل الكــــــتاب برأيــــة فكأنما * عــــــقــــــد الالـه برأيه الأحكاما

من ذا سواه إذا تشـــــاجرت القنا * وأبــــــى الكماة الكر والإقداما ؟!

وتصـلصلت حلق الحديد وأظهرت * فرسانها التصجاج والأحجاما(1)

ورأيــــت من تحت العجاج لنقعها * فـــوق المغــــــافر والوجوه قتاما

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) صلصل اللجام: صوت. التصجاج من الصج: صوت وقع الحديد على الحديد. أحجم عن الحرب: نكص هيبة.

 

 

/ صفحة 127 /

كشف الإله بسيفـــــه وبـــــرأيــه * يظمي الجواد ويرتوي الصمصاما

ووزيـــــره جـبريل يقحمه الوغى * طـــــوعا وميكــــال الوغى إقحاما

أم مـــــن ســــواه يقول فيه أحمد * يـــــوم (الغـــــدير) وغــــيره أياما

: هـــــذا أخــــي مولاكم وإمامكم * وهــو الخليفة إن لقيت حماما ؟ !

منــي كما هارون من موسى فلا * تألـــــوا (1) لحق إمامكم إعظاما

إن كـــــان هـــارون النبي لقومه * مـــــا غـــاب موسى سيدا وإماما

فهــــو الخليفة والامام وخير من * أمضـــــى القضاء وخفف الأقلاما

حـــــتى لقـــــد قـال ابن خطاب له * لمـــــا تقـــــوض مـن هناك وقاما

: أصبحت مولائي ومولى كــل مــ * ــن صلـــى لـــرب العالمين وصاما

غـــــصن رسول الله أثبت غرسه * فـــــعلا الغــــصون نضارة ونظاما

حتى استوى عـــلما كما قد شاءه * رب السمـــــاء وسيـــــدا قمــقاما

مـــــا سامـه في أن يكون مؤمرا * لفـــــتى ولا ولـــــى عـــليه أساما

فهـــــو الامير حـــــياته وممـــاته * أمـــــراً مـــــن الله العــــلي لزاما

صلـــــى عـــليه ذو الجلال كرامة * ومـــــلائك كـــــانوا لــــديه كراما

وله من قصيدة:

يا آل أحـــــمد لـــــولاكم لمـــــا طلعـــت * شمـس ولا ضحكت أرض من العشب

يا آل أحـــــمد لا زال الفـــــؤاد بكـــــــم * صبـــــا بـــــوادره تبـــــكي مــن الندب

يـــــا آل أحـــــمد أنــتم خير من وخدت * بـــــه المطايـــــا فأنـــــتم منتهى الإرب

أبـــــوكم خـــــير مـــــن يدعـى لحادثة * فيـــــستجيب بكــــشف الخطب والكرب

عـــــدل القرآن وصي المصطفى وأبو * السبـــــطين أكـــــرم بـه من والد وأب

بعـــــل المطـهرة الزهراء ذو الحسب * الطـــــهر الذي ضمه شفعا إلى النسب

مـــــن قــال أحمد في يوم (الغدير) له *: من كنت مولى لـه في العجم والعرب

فـــــإن هـــــذا لـــــه مــولى ومنـــذره * يا حبـــــذا هـــــو مـــن مولى ويا بأبي

من مثله ؟ وهو مولى الخلق أجمعها * بأمـــــر رب الــورى في نص خير نبي

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (2) الا ألوا وألى تألية وائتلاء في الأمر: قصرو أبطأ.

 

 

/ صفحة 128 /

يأتـــــي غــدا ولواء الحمد في يده * والناس قد سفروا من أوجه قطب

حتى إذا اصطـــــكت الأقـدام زائلة * عن الصراط فويق النار مضطرب

* (الشاعر) * :

أبو محمد طلحة بن عبيد الله بن أبي عون الغساني (1) العوني. لعل في شهرة العوني وشعره السائر وطرفه المدونة في الكتب، غنى عن تعريفه وذكر عبقريته، وتفوقه في سرد القريض، ونبوغه في نضد جواهر الكلام، كما أن فيما دون من تاريخ حياته وما يؤثر عنه من جمل الشعر ومفصلاته كفاية للباحث عن إدلاء الحجة على تشيعه وتفانيه في ولاء سادته وأئمة دينه صلوات الله عليهم.

 لقد سرى الركبان بشعر العوني فطارت نبذة إلى مختلف الديار، ولهج بها الناس في أماكن قصية، وكان ينشدها المنشدون في الأندية والمجتمعات التي يتحرى فيها تشنيف الأسماع بذكر أهل البيت عليهم السلام وفضايلهم، ومنهم الشاعر [ منير ] والد الشاعر أحمد بن منير المترجم في شعراء القرن السادس، كان ينشد شعر العوني في أسواق طرابلس فيقرط آذان الناس بتلكم الفضايل، لكن ابن عساكر [ أساء سمعا و أساء جابه ] غاظه ذلك الهتاف بذكر أهل البيت عليهم السلام، فأراد أن يسم الرجل بما يشوه سمعته فقال: إنه كان يغني في أسواق طرابلس بشعر العوني.

 وجاء ابن خلكان بعد لأي من عمر الدهر حتى وقف على تلك الأنشودة فسائته أكثر مما سائت ابن عساكر [ فزاد ضعثا على أباله ] فطرح لفظة (شعر العوني) واكتفى بأن منيرا كان يغني في الأسواق، وللمحاسبة مع الرجلين موقف نؤجله إلى يوم الحساب فهنا لك يستوفي منير حقه، وإن ربك لبالمرصاد.

 وهذه كلها والنبذ المدونة من شعره في هذا الكتاب وفيها عد الأئمة الاثنى عشر آيات باهرة لبلوغ (العوني) الغاية القصوى من الموالات والتشيع، حتى أن القاصرين أو الحانقين عليه رموه بالغلو لما ذكره ابن شهر آشوب في (المعالم) من أنه نظم أكثر المناقب، والواقف على شعره جد عليم بأنه كان يمشي على الوسط

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) غسان: ماء باليمن تنسب إليه قبائل. وماء بالمشلل قريب من الجحفة.

 

 

/ صفحة 129 /

بين الإفراط والتفريط، فلا يثبت لأهل البيت عليهم السلام إلا ما حق لهم من المراتب و المناقب أو ما هو دون مقامهم، ولا ينظم إلا ما ورد في أحاديث أئمة الدين من مناقبهم، وأما التهمة بالغلو فكلمة جاهل أو معاند، وعلى أي فتشيع العوني كان مشهورا في العصور المتقدمة على عهده وبعد وفاته، حتى أنه لما وقعت الفتنة بين الشيعة و السنة في بغداد سند 443 واحتدم بينهما القتال فكانت مما جاءت به يد الجور من الفظايع أنهم نبشوا قبور جماعة من الشيعة وطرحوا النيران في ترابهم ومنهم العوني (المترجم) والناشي علي بن وصيف الآنف ذكره، والشاعر المعروف الجذوعي (1) كان العوني يتفنن في الشعر، ويأتي بأساليبه وفنونه وبحوره، مقدرة منه على تحوير القول وصياغة الجمل كيف ما شاء وأحب.

 قال ابن رشيق في العمدة ج 1 ص 154: ومن الشعر نوع غريب يسمونه (القواديسي) تشبيها بالقواديس السانية، لارتفاع بعض قوافيه في جهة وانخفاضها في الجهة الأخرى، فأول من رأيته جاء به طلحة بن عبيد الله العوني في قوله وهي من قصيدة له مشهورة طويلة:

كم للدمى الأبكار بالــ * ــــجنـتـيــن من منازل

بمهجــــتي للوجد من * تذكــــارهــــا منــــازل

معــــاهــــد رعـــيلها * مثعــــنجــــر الهـواطل

لمــــا نــــأى سـاكنها * فــــأدمعي هــــواطـــل

وللعوني معاني فخمة في شعره استحسنها معاصروه ومن بعده فحذوا حذوه في صياغة تلك المعاني لكن الحقيقة تشهد بأن الفضل لمن سبق، قال أبو سعيد محمد بن أحمد العبيدي في [ الابانة عن سرقات المتنبي ] ص 22 قال العوني:

مضــــى الربيع وجاء الصيف يقدمــه * جيش من الحر يرمي الأرض بالشرر

كــــأن بالجـو ما بي من جوى وهوى * ومــــن شحــــوب فلا يخــلو من الكدر

قال المتنبي [ المقتول 354 ]:

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) ذكرها ابن الأثير في الكامل ج 9 ص 199، وابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب ج 3 ص 270.

 

 

/ صفحة 130 /

كـــأن الجو قاسى ما أقاسي * فصار سواده فيه شحوبا(1)

وقال في ص 64 قال العوني:

يا صــــاحـبي بعدتما فتركتما * قلـــبي رهين صبابة ونصاب

أبكي وفاءكما وعهدكما كما * يـبكي المحب معاهد الأحباب

قال المتنبي:

وفـــــاء كـما كالربع أشجاه طاسمه * بأن تسعدا والدمع أثجاه ساجمه(2)

وقال في ص 66 للعوني في قصيدة له في أهل البيت عليهم السلام:

ألا سيـــــد يبـــكي بشجوي فإنني * لمستعــذب ماء البكاء ومستجلي

أحب ابن بنت المصطفى وأزوره * زيـــارة مهجور يحن إلى الوصل

ومــــا قدمي في سعيه نحو قبره * بأفـــــضل منــه رتبة مركب العقل

قال المتنبي:

خير أعضائنا الرؤوس ولكن * فضلـــــتها بقــــصدها الأقدام

قال الأميني: وحذا حذو العوني في المعنى سيدنا الشهيد السيد نصر الله الحائري في كافية له في تربة كربلاء المشرفة وقال:

أقدام من زار مغناك الشريف غدت * تفاخر الرأس منه طاب مثواك (3)

وشعره في أهل البيت عليهم السلام مدحا ورثاءا مثبوت في (المناقب) لابن شهر آشوب و (روضة الواعظين) لشيخنا الفتال، و (الصراط المستقيم) لشيخنا البياضي، وقد جمعنا من شعره ما يربو على ثلاثمائة وخمسين بيتا، وجمعه ورتبه العلامة السماوي في ديوان ومما رتبه قصيدته المعروفة بالمذهبة توجد في (مناقب) ابن شهر آشوب ناقصة الأطراف.

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) من قصيدة 42 بيتا توجد في ديوانه ج 1 ص 98 يمدح بها علي بن محمد التميمي.

 (2) توجد القصيدة 42 بيتا في ديوانه ج 2 ص 232 وهي أول ما أنشدت سنة 337 يمدح بها سيف الدولة.

 (3) ولهذا البيت قصة أدبية لطيفة تأتي في ترجمة سيدنا بحر العلوم في شعراء القرن الثاني عشر.

 

 

/ صفحة 131 /

وســـــائل عـــــن العـلي الشأن * هـــــل نـــــص فيه الله بالـقرآن

بـــــأنه الـــــوصي دون ثـــــان * لأحمد المطـــــهر العـــدناني ؟ !

فـــــاذكـــــر لنـــــا نصا به جليا

أجبت يكفي (خم) في النصوص * مـــن آيـة التبلـيغ بالمخـصوص

وجملة الأخـــــــبار والنصوص * غــير الذي انتاشت يد اللصوص

وكتـــــمته تـــــرتضي أمــــــــيا

أمـــــا سمعـــــت يا بعيد الذهن * ما قــاله أحـــــمد كالمـــــهنـــــي

: أنت كهـــــارون لموسى مني * إذ قــــال موسى لأخيه اخلفني؟!

فـــاسألهم لم خالفوا الوصيا ؟!

أما سمعــــت خبر المباهله ؟ ! * أما عـــــلمت أنهـــــا مفـاضله؟!

بين الورى فهل رأى من عادله * فـــــي الفضل عند ربه وقابله؟!

ولـــــم يكـــــن قـــــربه نجـــــيـا

أما سمعـــــت أنـــــه أوصاه ؟! * وكـــــان ذا فـــــقر كــمــا تراه 5

فخـــــص بالــــدين الذي يرعاه * فـــــإن عـــــداه وهـو ما عداه

غـــــادر ديـــــنا لـم يكن مرعيا

فـــــقال: هـــــل مـــــن آيـة تدل * عـــــلى علي الطهر لا تعل ؟ !

بحيـــــث فيــــها الطــهر يستقل * تـــــدنيه للفــــــضل فيقصي كل

ويغـــتدي مــن دونه مقصيا ؟ !

فـــــقلت: إن الله جـــــل قـــــالا * إذ شـــــرف الآبـــاء والأنسالا

وآل إبـــــراهيـــــم فـــــازوا آلا * إنـــــا وهبـــــنا لهـــــم إفضالا

لســـــان صـــــدق منهم عــــليا

فكـــــان إبـــــراهيم ربـــــانـــيا * ثـــــم رســـــولا منــــذرا رضيا

ثـــــم خـــــليلا صفـــــوة صفــيا * ثـــــم إمـــــاما هـــــاديا مهـديا

وكـــــان عـــــنـــــد ربه مرضيا

فعـــــندهــــا قــال: ومن ذريتي * قـــــال له: لا، لن ينال رحمتي

 

/ صفحة 132 /

وعهــــدي الظـــــالم من بريتي * أبــــت لملــــكي ذاك وحدانيتي

سبحانـــــه لا زال وحـــــدانـــيا

10 فالمصطفى الآمر فينا الناهي * وعــــادم الأمــثال والأشباه

فالفعل منـــــه والمقـــــال الزاهي * لـــــم يصـــدرا إلا بأمر الله

لـــــم يتـــــقول أبـــــدا فـــــريــــــا

إن كــان غير ناطق عن الهوى * إلا بأمر مبرم من ذي القوى؟

فكيف أقصاهم وأدنى المجتوى ؟ * إذن لقـــد ضل ضلالا وغوى

ولـــــم يكـــــن حـــــاشا له غويا

لكنـــــما الأقـــــوام في السقيفة * قـــــد نصبـــــوا بـرأيهم خليفة

وكـــــان في شغــل وفي وظيفة * من غــــسل تلك الدرة النظيفة

وحـــــزنـــــه الـــــذي لـــه تهيا

حـــتى إذا قضى الخليفة انتخب * من عـــــقد الأمر له بين العرب

ثم قضى واختار منهم من أحب * وإن تكن شورى فللشورى سبب

إن كـــــان ذا ترتيـــــبه مقضيا

ثـــــم قـــــضى ثالثــهم فانثالوا * لـــــه الرجـــــال تـــــتبــع الرجال

فلـــــم تسع غير القبول الحـال * فـــــقام والـــــرضا بـــــه محـــال

إذ كـــــان كـــــل يتـــــمنى شيا

15 فغاضبت أولهم ذات الجمل * وقــــام معها الرجلان في العمل

فـــــردهم سيف القضاء وفصل * ولــم يكن قد سبق السيف العذل

فـــــقد تـــــأتي حربهـــــم مــليا

وغاضب الشاني لأمر سالـــف * فاجـــــتاحه بـذي الفقار القاصف

وأصبـــــح النــاصر كالمخالف * إذ شكـــــت الـــرماح بالمصاحف

وأخـــــذ الانـــــحــــدار والرقيا

وكـــــان أن يـــــرد للتسلـــــيم * إذ رد للأحـــــبش فـــــي الهـــزيم

فأعـــــمل الحيلــة في التحكيم * بأمر شيطـــــانهم الـــــرجـــــيــــم

 

/ صفحة 133 /

فـــــفي الرعـــــاة حكم الرعـيا

فـــــلم يجـــد للكف من منـاص * وأخـــــذ التـــــحكيم بالنواصي

فجاء أهل الشام بابن العاصي * فـــــاحتال فيـــها حيلة القناص

غـــــر أبـــــا مـوسى الأشعريا

قام أبو موسى فـــــويق المنبر * وقـــــال: إنـــــي خـــالع بحيدر

كـــما خلعت خاتمي من خنصر * ثـــــم جعـــــلتها لنجـــــل عــمر

يا عمر وقم أنت اخلع الشاميا

فقال عمرو: أيها الناس اشهدوا * أن خــــلع الذي له يعتمد 20

ثم اسمعـــــوا قـــولي ولا ترددوا * به فـــأني لابن هنـــــــد أعقد

فاتخـــذوه مـــــذهبا عـــــمريـــــا

فمـــــا تـــرى أنــــت بهذي الحال * مــن المقال ومن الأفعال ؟ !

لا تدخـــــل المفــــتاح في الأقفال * تفتح عن الأضغان والاذحال

وما يكـــــون فـــي الحشا مطويا

إن عـــــليا عـــــند أهـــــل العلم * أول مـــــن سمـي بهذا الاسم

قـــــد نالـــــه من ربه في الحكم * عـــــلى يــدي أخيه وابن العم

وحـــــيا قـــــديم الفضل عد مليا

وهـــــو الذي سمي في التوراة * عـــــند الأولــى هاد من الهداة

بالنــــص والتصريح في البراة * برغـــــم مــــن سيئ من العداة

مــــن كل عيب في الورى بريا

وهو الـــذي يعرف عند الكهنه * إذ جمعـوا التوراة في الممتحنه

فأخـــــذوا مـن كل شيئ حسنه * وهـــــم لتـــــوراة الكليم الخزنه

ليـــــوردوا الحق لهـــــم بوريا

وهو الذي يعرف في الانجـــيل * برتبـــــة الاعــظام والتبجيل 25

وميـــــزة الغـــــرة والتحجـــيل * وفـــــوزة الرقـــــيــــــب للمجيل

وكـــــان يـــــدعى عــندهم أليا

 

/ صفحة 134 /

وهـــــو الــــذي يعرف بالزبور * زبـــــور داود حـــــليف النـــــور

وذي العـــــلا والعــلم المنشور * فــي اسم الهزبر الأسد الهصور

ليـــــث الوغـــــا أعـني به آريّا

وهو الذي تدعوه ما بين الورى * أكـــــابر الهنـــد وأشياخ القرى

ذووا العـــــلوم منهـــــم بكنـكرا * لانه كـــــان عـــــظيـــــما خطرا

وكنـــــكر كـــــان لـــــه سمــــيا

وهـــــو الذي يعرف عند الـروم * بـــــبطرس الـــــقوة والعـــــلوم

وصـــــاحب الستـر لها المكتوم * ومـــــالك المنـــطوق والمفهوم

ومـــــن يـــــكن ذا يدع بطرسيا

وهـــو الذي يعرف عند الفرس * لـــــدى التعـــــاليم وعند الدرس

بغـــــرسنا وذاك اســـــم قدسي * معـــــناه قـــــابض بكـــــل نـفس

كمـــــا دعـــــوه عــــندهم باريا

30 وهو الذي يعرف عند الترك * تيـــــرا وذاك مشـــــبه المحـك

وإنـــــه يـــــرفـــــع كـــــل شـــك * عـــــن كــل حاك قوله ومحكي

إذا عـــــرفت المنطـــــق الـتركيا

وهو الذي يدعونه في الحــــبش * بـــــتريك أي مدبـــر لا يختشي

لقـــــدرة بـــــه وبطـــش مدهش * وينعـــــتونـــــه بأقـــوى قرشي

فاسئـــــل به من يعرف الحبشيا

وهـــــو الذي يعــرف عند الزنج * بحـــــنبني أي مهــــلك ومنــج

وقـــــاطع الطريق فـــــي المحج * إلا بـــــإذن فـــي سلوك النهج

فـــــإن أردت فـــــاسأل الــزنجيا

وهـــــو فريق بلســـــان الأرمن * فـــــاروقه الحــــق لكل مؤمن

تعـــــرفه أعـــــلامهم في الزمن * فاسأل به إن كنت ممن يعتني

تحـــــقيـــــقه مـــــن كان أرمنيا

وهــو الذي سمته تلك الجوهره * إذ ولـــــدت في الكعبة المطهره

 

/ صفحة 135 /

وخـرّجــت به فقال الجـــمهره: * من ذا ؟ فقالت: هو شبلي حيدره

ولـــــدته مطـــــهرا قـــــدسيــا

هـــــذا وقـــــد لقـــــبه ظـــهيرا * أبـــــوه إذ شــــاهـده صغـيرا 35

يصـــــرع مــن إخوانه الكبير ا * مشـــــمرا عـــــن ساعد تشميرا

وكـــــان عـــــبلا فتلا (1) قويا

ولقبـــــته ظـــــئره (2) ميـمونا * إذ رأت السعـــــد به مقـــــرونـــا

فكـــــان درا عـــــندهـــا مكنونا * يحـــــمي أخـــــا رضاعه المنونا

ثـــــم يـــــدر ثـــــديها الأبـــــيــا

واســـــم أخـــــيه في بني هلال * معـــــلق الميـــــمون بالحـــــبـال

يـــــذكره فـــــي سمــــر الليالي * رجـــــالهــــم فاسمع من الرجال

مـــــوهبة خـــــص بها صبـــــيا

والاسم عند الله في العلى علي * وهو الصحيح والصريح والجلي

اشتقـــــه مــن اسمه في الأزل * كمثـــــل مـــا اشتق لخير الرسل

ومنـــــح النـــــبي والـوصيـــــا

واتفـــــقت آراء أهـــــل العـلم * على اسمه من دون معنى الاسم

فاختــــــلفت في قصده والفهم * لـــه وكـــــل لــم يطــــــــش بسهم

إذ قــد أصاب الغرض المرقيا

فقـــــال قوم: قــــد علا برازا * أقـــــرانه وابـــــــتزها ابتزازا 40

فمـــــا رآه القــرن إلا انحازا * وكـــــان دونـــــا سافــــــلا فامتازا

فهـــــو عـــــلي إذ علا العديا

وقـــــال قوم: قــــد علا مكانا * متـــــن النـــــبي ورمــــى الأوثانا

إذ لـــــم يطق حـــمل نبي كانا * من ثـــــقـــــل الــوحي حكى ثهلانا

فنـــــال منـــــه المنـزل العليا

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) عبل: الضخم الغليظ. فتل من فتله وهي شدة عصب الذراع.

 (2) الظئر: المرضعة.

 

 

/ صفحة 136 /

وقال فرقـــة: عــلـــــي الـــــدار * فـــي جـــــنة الخــلد مع المختار

عـــــلاه ذوالعرش عـلى الأبرار * فـــــي روضــة تزهو وفي أنهار

فنـــــال منـــه المرتضى العلويا

وقال فـــــرقة: عـــــــلاهم علما * فكـــــان أقـــــضاهم لـذاك حكما

ومـــــن إلـــى القضاء قد تسمى * يكـــــون أعـــــلى رفعة وأسمى

فـــــوال ذاك العـــــالم السمـــــيا

ودع تآويل الكتـــــاب والخـــــبر * وخـــــذ بمـــــا بــــان لديك وظهر

قـــــد خــاطب الله به خير البشر * ليفـــهموا الأحكام في بادي النظر

ويعـــــرفوا النـــــبي والـــوصيا

45 فاستمسكن بالعروة الوثقى التي * لم تـــــنفصم عنه ولم تنفلت

تمـــــش علـــــى الصراط لم تلتفت * فـــــي قـــــدم رأس وقلب مثبت

حـــــتى تجـــــوز ســـــالما ســـويا

إلى جـــــنان الخلد في أعلى الرتب * إذ ينثني كل امرء مع من أحب

موهـــــبة ممن له الشكـــــر وجـب * فهـــــو أبـــــر خالق وخير رب

عـــــزوجـــــل ملـــــكا قـــــويـــــا

يـــــا رب عـــــبدك الذي غمـــــره * بالفـــــضل والإنـــعام مذ صيرته

وقـــــد عـــــصى جهلا وقد أمرته * إن تـــــاب فالـــــذنب لــه غفرته

قـــــد تبت فاغـــــفر ذنـــبي العديا

يا رب مـــــا لي عمل سوى الولا * لأحـــــمد وآلـــــه أهـــــل العـــلا

صنو الـــرسول والوصي المبتلى * وفـــــاطم والحــــسنين في الملا

غـــــرا تــــزين العرش والكرسيا

ثم عـــــلي وابـــــنه محـــــمـــــد * وجعــفر الصدق وموسى المهتدي

ثـــــم عـــــلي والجــــواد الأجود * محـــــمـد ثـــــم عـــــلي الأمجـــــد

والحـــــسن الـــــذي جلا المهديا

50 فأعـــــطني بهم جمال الـدنيا * وراحـــــة القـــــبر زمــــان البقيا

 

/ صفحة 137 /

والأمــــن والستـر بحشر المحيا * والــــري من كـــوثر أهل السقيا

والحـــشر معهم في العلى سويا

يا طلح إن تختم بهذا في العــمل * لــــم يدن منــــك فـــزع ولا وجل

وأنـت طلح الخير إن جاء الأجل * بالأجر مـــن رب الورى عزوجل

كفــــى بــــربي راحــــما كــــفيـا

وله يمدح أمير المؤمنين عليه السلام:

أنا مـــــولى لمـــــن يــقول رسول الله * فـــــيه ما بـــــين جـــــم غـــــفيــــــر

: ســـــوف تأتـــــي يـوم القيامة ركب * خـــــمسة ما لغـــــيرنا مـــــن ظهور

أنا منهـــــم عـــــلى البـــــراق وبعدي * بضعـــــتي فـــــاطم تســـــير مسيري

تحـــــتها يـــــوم ذاك ناقـــتي العضباء * تطـــــوي الفجـــــاج طـــــي المغــير

وأبـــــي إبـــــراهيم فـــــوق ذلــــــــول * عـــــز قــــدرا بـنا على الجمهور 5

وأخـــــي صالـــــح عـــــلى ناقـــة الله * أمـــــامي فـــــي العـــــالم المحشور

وعـــــلي عـــــلى أغـــــر مـــن الجنة * مـــــا خـــــطب نعـــــته باليـــــسيـــر

فـــــي يـــــديه مــن فوق رأسي لواء * الحـــــمد للـــــواحد الحـــميد الشكور

وعـــــليه تـــــاج بديـــــع مـــن النور * يـزاهـــــي بإكـــــليله المستـــــديـــــر

قـــــد أضـــــاءت مــــن نوره عرصة * الحشر فيا حسن ذاك من منظور 10

ولتـــــاج الـــــوصي سبعـــــون ركـنا * كـــــل ركـــــن كـــــالكوكب الـمستنير

فلـــــربي الحـــــمد الكـــــثير على ما * قـــــد حبـــــاني مـــــن حبـــــه بالكثير

وله يرثي الإمام السبط المفد صلوات الله عليه:

يا قــــمرا غـــاب حين لاحا * أورثــــني فــــقدك المناحا

يا نــــوب الدهر لم يدع لي * صــرفك من حادث صلاحا

أبعـــد يوم الحسين ويحيى * أستعذب اللهو والمزاحا؟!

كــــربت كي تهتدي البرايا * به وتــــلقى بــــه النجــاحا

فالــــدين قــــد لـف بردتيه * والشرك ألقى لها جناحا 5

فصــــار ذاك الصباح لـيلا * وصـــار ذاك الدجى صباحا

 

/ صفحة 138 /

فجـــــاء إذ كـــاتبوه يســـعي * لكـــي يريها الهدى الصراحا

حـــــتى إذا جـــــاءهم تنحوا * لا بـــــل نحــــوا قتله اجتياحا

وأنبـــــتوا البـــــيد بالعـوالي * والقضب واستعجلوا الكفاحا

10 فدافعـــــت عــــنه أولياه * وعــــانقوا البيض والرماحا

سبعـــــون في مثــــلهم الوفا * فأثخـــــنوا بـــــينهم جــراحا

ثم قـــــضوا جمـــــلة فــلاقوا * هــــناك سهم القضا المتاحا

فشـــــد فيـــــهم أبـــــو عــلي * وصـــــافحت نفسه الصفاحا

يا غـــــيرة الله لا تغـــــيــــثي * منـــــهم صياحــا ولا ضباحا

15 ثـــــم انثنى ظامئا وحيدا * كـــــما غـــــدا فيـــهم وراحا

ولـــــم يـــــزل يـرتقي إلى أن * دعـــــاه داعي اللقـا فصاحا

دونـــــكم مهجـــــتي فـــــأنــي * دعـــيت أن أرتقي الضراحا

فكـــــلكلوا فـــــوقه فـــهـــــذا * يقـــــطع رأســـــا وذا جناحا

يا بـــــأبي أنفـــــسا ظـــــمـاء * ماتـــــت ولم تشرب المباحا

20 يـــــا بأبي أوجها صـباحا * باكـــــرها حـــــتفا صبــــاحا

يا بـــــأبي أجــسما تعـــــرت * ثم اكتست بالدماء وشاحا(1)

يا ســـــادتي يا بـــــني عــلــي * بـــــكى الهدى فـقدكم وتاحا

أوحـــــشتم الحجر والمساعي * آنستـــــم القـــــفر والبطاحا

أوحـــــشتم الذكر والمـــــثاني * والســـــور الطوال الفصاحا

25 لا سامح الله مـــــن قلاكم * وزاد أشـــــياعكم سمــــاحا

وله في الإمام الصادق صلوات الله عليه:

عـــــج بالمـــــطي عـلى بقيع الغرقد * واقـــــرا التحية جعــــفر بن محمد

وقـــــل: ابـــــن بنـت محمد ووصيـه * يا نـــــور كـــــل هـــــدايـة لم تجحد

يا صـــــادقا شهـــــد الإله بصدقــــه * فكـــــفى شهــادة ذي الجلال الأمجد

يا بن الهدى وأبا الهدى أنت الهدى * يا نـــــور حـــــاضر ســـر كل موحد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الوشاح: شبه قلادة من نسيج عريض يرصع بالجوهر.

 

 

/ صفحة 139 /

يـــــا بن النـــــبي محـــمد أنت الذي * أوضحـــــت قـــــصد ولاء آل محـمد

يا ســـــادس الأنوار يا عــلم الهدى * ضــــل امـــــرؤ بـــــولائكـــم لم يهتدِ

وله من قصيدة يمدح بها أمير المؤمنين صلوات الله عليه:

تخـــــيره الله مـــــن خــــلقــه * فحملـــــه الذكـر وهو الخبير

وأنـــــزل بالسـور المحكمات * عـــــليه كتـــــاب مبــين منير

وأغشــــاه نـــورا وناداه: قم * وأنـــــذر فــأنت البشير النذير

فلاح الهدى واضمحل العمى * وولى الضـلال وعيف الغرور

فـــوصى عـــليا فنعم الوصي * ونعم الولي ونعم النصير (1)

وله من قصيدة في الأئمة الطاهرين عليهم السلام قوله:

نـــــص عـلى ست وست بعده * كـــــل إمـــــام راشــد برهانه

صلى عليه ذو العلى ولم يزل * يغـــــشاه منـــه أبدا رضوانه

وله من قصيدة أخرى:

وقلـــت: (براثا) كــان بـــيتا لمريم * وذاك ضعـــيف في الأسانيد أعوج

ولكـــــنه بيت لعــــيسى بـــن مريم * وللأنبياء الزهـــر مثوى ومـــدرج

وللأوصــــياء الطاهريـــن مقامهم * عـــــلى غـــابر الأيام والحق أبلج

بسبعين موصى بعد سبعين مرسل * جـــــباههم فيهـــــا سجــود تشجج

وآخـــــرهم فيهـــــا صـــلاة إمامنا * عـــــلي بـــذا جاء الحديث المنهج

وله من قصيدة كبيرة يمدح بها أهل البيت عليهم السلام:

ألســـــت ترى جـــــبريل وهــو مقرب * له في العلى من راحة القصد موقف؟

يقــول لهم أهل العـــــبا: أنـا منكم ! ؟ * فمن مثل أهل البيت إن كنت تنصف؟!

نعــــم آل طاها خير من وطئ الحصى * وأكـــــرم أبصـار على الأرض تطرف

هـــــم الكـــــلمات الطيـــبات التي بها * يتـــــاب عـــــلى الخاطي فيحبا ويزلف

هـــــم الـبركات النازلات على الورى * تعـــــم جـــــميع المـــــؤمنين وتكــنف

هـــــم البـــــاقيات الصالحـات بذكرها * لـــــذاكرها خيـــــر الثـــواب المضعف

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) أشار بهذه الأبيات إلى حديث العشيرة المذكور في الجزء الثاني ص 278 - 287.

 

 

/ صفحة 140 /

هم الصلـــــوات الزاكيات عـــــليـــهم * يـــــدل المنـــــادي بالصـــــلاة ويعـكف

هم الحـــــرم المأمون آمـــــن أهلـــه * وأعـــــداؤه مـــــن حـــــوله تــــتخطف

هـــــم الوجــه وجه الله والجنب جنبه * وهم فلـــــك نـــــوح خاب عنه المخلف

هـــــم الـــــباب باب الله والحبل حبـله * وعـــــروته الوثـــــقى تـــواري وتكنف

وأسمــــائه الحسنى التي من دعا بها * أجـــــيب فـــــما للــــناس عـنها تحرف

ذكر السمعاني في (الأنساب ): أن العوني كان شاعر الشيعة وذكر الصحابة و ثلبهم في قصيدة أولها:

ليس الوقوف على الأطلال من شاني ......

سمعت أن عمر بن عبد العزيز لما بلغه عنه سب الصحابة أمر به فضرب بالعمود بالمدينة فمات فيه.

 قال الأميني: خفي على (السمعاني) اسم العوني وعصره ومدفنه وأن القصيدة النونية المذكورة إنما هي لأبي محمد عبد الله بن عمار البرقي أحد شعراء أهل البيت وشي به إلى المتوكل وقرئت له نونيته فأمر بقطع لسانه وإحراق ديوانه ففعل به ذلك ومات بعد أيام وذلك سنة 245 ومن النونية قوله:

فهــــو الذي امتحـــن الله القلوب * عــــما يجمجمن من كــفر وإيمان

وهو الذي قد قضى الله العلي له * أن لا يكــــون لــه فـــي فضله ثان

وإن قــــوما رجـــوا إبطال حقكم * أمسوا من الله في سخط وعصيان

لن يدفعــــوا حـــــقكم إلا بدفعهـم * مــــا أنــــزل الله مـــــن آي وقرآن

فقــــلدوها لأهل البــــيت أنهـــــم * صنــــو النــــبي وأنتم غير صنوان