فهرس الكتاب

مكتبة الإمام أميرالمؤمنين (ع)

 

 / صفحة 396 /

شعراء الغدير في القرن السابع

 

(56)

أبو الحسن المنصور بالله

ولد : 561 توفي : 614

 

بنــي عمنا ! إن يوم " الغدير " * يشـــــهد للفـــــارس المعـــلم

أبـــــونا عـــــلي وصي الرسول * ومـــــن خــصه باللوا الأعظم

لكـــــم حـــــرمة بانتـــساب إليه * وهـــــا نحـن من لحمه والدم

لإن كـــــان يجمعـــــنا هـــــاشم * فــأين السنام من المنسم ؟ 5

وإن كنـــــتم كنجـــــوم السـماء * فنـــــحن الأهـــــلة للأنجــــــم

ونحـــــن بنـــــو بنـــــته دونــكم * ونحـــــن بنـــــو عـمه المسلم

حـــــماه أبـــــونا أبـــــو طــالب * وأسلـــــم والنـــــاس لـم تسلم

وقـــــد كـــــان يكتـــــم إيــمانه * فـــــأما الـــــولاء فـــــلا يكــتم

وأي الفـــــضايل لـــــم نحــوها * ببذل النوال وضرب الكمي؟10

قـــــفـــــونا محـــــمد فـي فعله * وأنـــــتم قفــوتم أبا مجرم (1)

هدى لكم الملك هدي العروس * فكـــــافيتموه بسفـــــك الـــــدم

ورثنـــــا الكـــــتاب وأحكـــامه * عـــلى مفصح الناس والأعجم

فإن تفزعـــــوا نحـــو أوتاركم * فـــــزعنا إلـــــى آيــــة المحكم

أشـــرب الخمور وفعل الفجور * مـــــن شيم النفر الأكرم ؟ 15

قتــــلتم هداة الورى الطاهرين * كفعـــــل يـــــزيد الشقي العمي

فخـــــرتم بملك لكـــــم زايـــــل * يقـــــصـــــر عــن ملكنا الأدوم

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) يعني أبا مسلم الخراساني عبد الرحمن القائم بالدعوة العباسية سنة 129.

 

 

/ صفحة 397 /

ولا بــــــد للملك من رجعة * إلـى مسلك المنهج الأقوم

إلى النفر الشم أهل الكسا * ومـــن طلب الحق لم يظلم

هذه الأبيات نظمها المترجم له في جمادى الأولى سنة 602 يعارض بها قصيدة ابن المعتز الميمية التي أولها :

بنــــــي عمنا ! ارجعوا ودنا * وسيروا على السنن الأقوم

لنا مفخــــــر ولكـــــم مفخر * ومن يؤثــــــر الحـق لم يندم

فأنــــــتم بنــــــو بنــته دوننا * ونحــــــن بــنو عمه المسلم

وله من قصيدة تشتمل على 55 بيتا :

عجبت فهــــل عجبت لفيض دمع * لمـــــــوحشة على طلل ورسم ؟

وما يغـــــــنـــــيك من طلل محيل * لهنـــــــد أو لجـــــــمل أو لنعــــم

فعــــــدن عن المنازل والتصابي * وهـــــــات لنــــا حديث غدير خم

فيـــــــالك موقـــفا ما كان أسنى * ولكـــــــن مـــــــر فــي آذان صم

لقـــــــد مـــــــال الأنام معا علينا * كـــــــأن خــروجنا من خلف ردم

هـــــــدينا الــــــناس كلهم جميعا * وكـــــــم بـين المبين والمعمي ؟

فكـــــــان جـــــزاؤنا منهم قراعا * بـبــــيض الهند في الرهج الأجم

هم قـــــــتلوا أبـــــــا حسن عليا * وغـــــالوا سبطه حسنا بسم وهم

خــــضروا الفـــرات على حسين * وما صابوه من نصل وسهم (1)

* (الشاعر) *

الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة بن سليمان بن حمزة بن علي بن حمزة بن هاشم ابن الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن أبي محمد عبد الله بن الحسين بن ترجمان الدين القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم طباطبا بن الحسن بن الحسن بن الإمام علي ابن أبي طالب.

 أحد أئمة الزيدية في ديار اليمن، قرن بين شرف النسب والمجد المكتسب،

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) توجد القصيدتان في الحدائق الوردية وجملة من الأولى، مذكورة في نسمة السحر.

 

 

/ صفحة 398 /

وضم إلى شرفه الوضاح علما جما، وإلى نسبه العلوي الشريف فضائل كثيرة، جمع بين السيف والقلم فرف عليه العلم والعلم، وشفع علمه الرائق بأدبه الفائق.

 فأصبح إمام اليمن في المذهب، وفي الجبهة والسنام من فقهائها، كما أنه عد من أفذاذ مؤلفيها وأشعر الدعاة من أئمتها، بل أشعر أئمة الزيدية على الإطلاق كما قاله صاحبا الحدائق والنسمة.

 كان آية في الحفظ، حكى جمال الدين عمران بن الحسن عن بعض المعروفين بقوة الحافظة : إني أحفظ مائة ألف بيت شعر وفلان - ذكر رجلا من أهل الأدب - يحفظ أيضا مثلي ونحن لا نعد حفظنا إلى جنب حفظ الإمام المنصور بالله شيئا.

 وقال عماد الدين ذو الشرفين، رأيت مع الإمام مجلدا في الشعر فقال : قرأته و حفظته فخذه وسلني عن أي قصيدة منه شئت فجعلت أسأله من أوله ووسطه وآخره و أنا أذكر له بيتا من القصيدة فيأتي بتمامها.

 قرأ في الأصولين على حسام الدين أبي محمد الحسن بن محمد الرصاص، وألف كتبا ممتعة في شتى المواضيع من الفقه وأصوله والكلام والحديث والمذهب والأدب منها :

صفوة الاختيار في أصول الفقه. حديقة الحكم النبوية شرح الأربعين السلفية

الشافي في أصول الدين أربعة أجزاء. الرسالة الهادية بالأدلة البادية في السبي

الأجوبة الكافية بالأدلة الوافية. الدرة اليمنية في أحكام السبي والغنيمة

الاختيار المنصورية في المسائل الفقهية. الايضاح لعجمة الافصاح أكثره يتعلق بالسير

كتاب الفتاوى مرتب على كتب الفقه. الرسالة القاهرة بالأدلة الباهرة في الفقه

الرسالة الحاكمة بالأدلة العالمة. الناصحة المشيرة بترك الاعتراض على السيرة

العقيدة النبوية في الأصول الدينية. الرسالة الفارقة بين الزيدية والمارقة

الرسالة النافعة بالأدلة القاطعة. الرسالة الكافية إلى أهل العقول الوافية

الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة (1) الجوهرة الشفافة في جواب الرسالة الطوافة (2)

الأجوبة الرافعة للإشكال.الزبدة في أصول الدين. العقد الثمين في الإمامة

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) في جزئين الأول في أصول الدين. والثاني في فضائل العترة الطاهرة.

 (2) رسالة أنشأها رجل متفلسف أشعري مصري تحتوي نيفا وأربعين مسألة في أصول الدين.

 

 

/ صفحة 399 /

القاطعة للأوراد في الجهاد. كتاب تحفة الإخوان. الرسالة التهامية. ديوانه

كان المترجم يجاهد ويجادل دون دعايته في الإمامة، وله في ذلك مواقف و مجاهدات، وكانت بدء دعوته سنة 593 في شهر ذيقعدة، وبايعه الناس في ربيع الأول سنة 594، وأرسل دعاته إلى خوارزم شاه المتوفى 622 وتلقاهم السلطان بالقبول والاكرام، واشغل ردحا من الزمن منصة الزعامة في الديار اليمنية إلى أن توفي سنة 614 وكانت ولادته سنة 561، ومن مختار ما رثي به قصيدة ولده الناصر لدين الله أبي القاسم محمد بن عبد الله وهي واحد وأربعون بيتا مطلعها :

بفي الشامتين التــرب إن يك نالني * مصاب أبي أوهد من عظمه أزري

على حــــين أعيى المقربات فراقه * وشنــــــت لـــه أنياب ذي لبد حسر

فــــــإن يك نسوان بكين ؟ فقد بكت * عــــــليه الثريا في كواكبها الزهر

وإن تشــمت الأعداء يوما ؟ فإنني * على حدثان الدهر كالكوكب الدري

توجد في - الحدائق الوردية - للمترجم ترجمة ضافية في ستين صحيفة تحتوي جملة من كتاباته وخطاباته في دعاياته وجهاداته، وشيئا كثيرا من مناقبه وكراماته و مقاماته، وشطرا وافرا من شعره في مواضيع متنوعة، ومنه قوله كتبه إلى زوجته المسماة - متعة - يعزيها عن أخيها :

الحــــــمد لله الــــــذي لــــــم يزل * أحكامه في خــــــلقه ماضيــــه

وكــــــل مــــــن كــان بها راضيا * فــــــإنه فــــــي عــيشة راضيه

وكــــــل مــــــن كـان لها ساخطا * فامــــــه فــــــي سقـــــر هاويه

كــــــم قــــــائل قـد قال : يا ليتها * عــــــند الــرزايا كانت القاضية

يا بنــــــت فــضل أين فضل وهل * بــــــاق عـــلى الأيام أو باقيه ؟

كــــــم من ملوك طال ما عمروا * فهل لهم في الأرض من باقيه ؟

أيــــــن النبي المصطــــفى أحمد * وصنــــــوه حــــــيدر والزاكيه ؟

فسلمــــــي الأمــــــر لمــن أمره * ينــــــطح غــلب العصب العاليه

ومــــــن إذا عــــــاصاه ذو نخوة * صب عــــــليه الأخــــذة الرابيه

لا يغــــــلب الله عـلى أمـــره النا * فذ مـن راق ولا راقــــــيــــــــه

... إلخ

 

/ صفحة 400 /

ومن قصيدة كبيرة له في الحماسة يذكر أجداده بأسمائهم ويفتخر بهم :

كــم بين قولي عن أبي عن جده * وأبــــــــو أبي فهو النبي الهادي

وفـتى يقول : احكـي لنا أشياخنا * مــــــا ذلك الإســناد من إسنادي

مـا أحسن النظر البليغ لمنصف * في مقــــــتضي الاصدار والايراد

خــــــذ ما دنى ودع البعيد لشأنه * يغــــــنيك دانــــــيه عـــن الأبعاد

ذكر صاحب الحدائق له من الأولاد الذكور : محمد الناصر لدين الله. أحمد المتوكل على الله. علي. حمزة درج صغيرا. إبراهيم.

 سليمان. الحسن. موسى. يحيى. إدريس درج صغيرا القاسم. فضل درج. جعفر لا عقب له. عيسى لا عقب له. داود. حسين درج. ومن البنات : زينب. سيدة. فاطمة. حمانة. رملة. نفيسة. مريم. مهدية. آمنة.

 عاتكة وللمترجم ترجمة في [ نسمة السحر فيمن تشيع وشعر ] ج 2.