فهرس الكتاب

مكتبة الإمام أميرالمؤمنين (ع)

 

 / صفحة 55 /

القرن الثامن

69

الإمام الشيباني الشافعي

المولود: 703 المتوفى: 777

 

سأحـــــمد ربـــــي طاعـــــة وتعـــبدا * وأنظــــم عـــــقدا في العـــقيدة أوحدا

أفـــــادتكم النعـــــماء منـــــي ثلاثة: * يــــدي ولسانـــــي والضمــير محجبا

وأشهـــــد أن الله لا رب غـــــيـــــره * تعــــزز قـــــدما بالـــــبقا وتـــــفـــردا

هـــــو الأول المبـــــدي بغــيـر بدايـة * وآخـــــر من يبـــــقى مقــــيما مؤبدا

سمـــــيع بصيـــــر عالـــــم متكـــــلم * قـــــدير يعـــــيـــــد العـالمين كما بدا

مـــــريد أراد الكـــــائنات لـــــوقتـــها * قـــــديم فـــــأنشا مـــــا أراد وأوجدا

حـــــيـــــاة وعـــــلـــم قـــــدرة وإرادة * كـــــلام وأبــــصار وسمع مع البقا

إلــــه على عرش السماء قد استوى * وباين مخـــــلوقـــاته وتـــــوحـــــدا

فـــــلا جـــــهة تحـــــوي الإلــه ولاله * مكـــــان تعـــــالى عـــنهما وتمجدا

إذ الكـــــون مخـــــلوق وربــي خالق * لقــــد كان قبل العرش مولى وسيدا

إلى أن قال بعد ذكر أصول العقايد ومدح الخلفاء الثلاث:

ولا تنس صهر المصطفى وابن عمه * فقد كـــــان بحـــــرا للعـــــلوم مسددا

وأفـــــدى رســـــول الله حـــقا بنفسه * عـــــشية لمـــــا بالفـــــراش تــوسدا

ومـــــن كــان مولاه (النبي) فقد غدا * (عــلــــي) لـــــه بالحق مولا ومنجدا

ولا تـــــنــس باقـي صحبه وأهل بيته * وأنـــــصاره والتابعـــين على الهدى

فكـــــلهم أثـــــنى الإلـــــه عـلـــــيهم * وأثـــــنى رســـــول الله أيـــضا وأكدا

فـــــلا تك عـــــبــــدا رافضيا فتعتدي * فـــــويل وويـل في الورى لمن اعتدا

فحـــــب جميع الآل والصحب مذهبي * غـــــدا بهـــــم أرجــو النعيم المؤبدا

 

 

/ صفحة 56 /

وتسكــــت عن حرب الصحابة فالذي * جـــــرى بـــينهم كان اجتهادا مجردا

وقـــــد صح فـــي الأخبار: أن قتيلهم * وقاتلهم فـــــي جـــــنة الخــــلد خلدا

فهـــــذا اعتـــــقاد الشـــــافعي إمامنا * ومالـــــك والنعــــمان أيضا وأحمدا

 

* (ما يتبع الشعر) *

هذه الأبيات أخذناها من القصيدة الكبيرة - الألفية - المطبوعة للإمام أبي عبد الله محمد الشيباني الشافعي ذكرها له صاحب " كشف الظنون " وشرحها جمع من أعلام الشافعية، منهم:

1 - نجم الدين محمد بن عبد الله الأذرعي العجلوني الشافعي المتوفى 876، فرغ من شرحه 11 رجب سنة 859 وسماه ببديع المعاني في شرح عقيدة الشيباني .

 وهو أول شرح ألف عليها كما ذكره في أول الشرح .

 قال في ص 75: أشار الناظم بقوله: ومن كان مولاه " النبي " فقد غدا * " علي " له بالحق مولا ومنجدا إلى ما ورد في الحديث الصحيح: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه .

 قال الشيخ محيي الدين النووي: معناه (1) عند علماء هذا الشأن وعليهم الاعتماد في تحقيق هذا ونظائره: من كنت ناصره ومولاه ومحبه ومصافيه فعلي كذلك .

 إنتهى، ولعل الناظم أشار إلى هذا المعنى بعطف قوله منجدا على مولاه فيكون عطفا تفسيرا .

 وقد ورد: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين سمع قول النبي صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه، قال لعلي رضي الله عنه: هنيئا لك أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة . ا ه‍ .

 2 - الشيخ علوان علي بن عطية الحموي الشافعي المتوفى 936، سماه ببديع المعاني في شرح قصيدة الشيباني، كذا ذكره صاحب كشف الظنون، وفي شذرات الذهب 8 ص 218، وقاموس الأعلام 2 ص 682 أسماه ببيان المعاني في شرح عقيدة الشيباني .

 3 - أبو البقاء الأحمدي الشافعي سماه المعتقد الايماني على عقيدة الشيباني .

 4 - الشيخ محمد بن علي بن محمد علان المتوفى 1057 سماه: بديع المعاني أيضا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) قد عرفت معنى الحديث في المجلد الأول فلا يغرنك بعدئذ أمثال هذه اللهجات .

 

 

/ صفحة 57 /

* (الشاعر) *

محمد بن أحمد بن أبي بكر بن عرام بن إبراهيم بن ياسين بن أبي القاسم ابن محمد الربعي الشيباني الأسواني الاسكندراني الشافعي تقي الدين أبو عبد الله الإمام المحدث الفقيه المفتي ولد في ثامن عشر شوال سنة 703 وسمع كما في (الدرر الكامنة) 3 ص 373 من العلامة رشيد الدين إسماعيل بن عثمان المعروف بابن المعلم الحنفي المتوفى 724، والحسن بن عمر الكردي أبي علي نزيل الجيزة بمصر والمتوفى بها سنة 720، والحجار شهاب الدين أبي العباس أحمد بن أبي طالب المتوفى 730، والشريف موسى ابن أبي طالب عز الدين أبي القاسم الموسوي المتوفى بمصر سنة 715، والعلم بن درادة، وتاج الدين ابن دقيق العيد أحمد بن علي المتوفى بالقاهرة وقيل بقوص سنة 723، وأحمد بن محمد بن كمال الدين المتوفى 718، والشريف علي الزينبي، وعمر العتبي ركن الدين ابن محمد القرشي المتوفى 724، وزينب بنت أحمد بن عمر بن أبي بكر ابن شكر المقدسي المتوفاة سنة 722، وغيرهم .

 وأجاز له المطعم، وابن عبد الدائم، وابن النحاس، ويحيى بن سعد، ومن مكة رضي الدين أبو إسحاق إبراهيم الطبري المكي الشافعي المتوفى سنة 722 وغيرهم .

 قال ابن حجر في الدرر: وحدث وأفتى ودرس وصنف وخرج وتفرد بأشياء من مسموعاته وكانت وفاته في سنة 777 .

 وتوجه ترجمته في (شذرات الذهب) 6 ص 252 وعد ممن سمع منه ابن مخلوف علي بن ناهض النويري المالكي القاضي المتوفى 718 .

 والمترجم له وإن لم يوصف بالشعر فيما وقفنا عليه من ترجمته غير أن (الإمام أبا عبد الله محمد الشيباني الشافعي) الذي نسبت إليه القصيدة بهذه الأوصاف في المعاجم لم ينطبق إلا عليه، والله العالم .