فهرس الكتاب

مكتبة الإمام أميرالمؤمنين (ع)

 

 

الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام (الإنسان)

شخصية علي عليه السلام من خلال عناصرها الأساسية

 

إذا كانت حصيلة الإعداد الإلهي المباشر لرسول الله (ص) أن صار خلقه (ص) القرآن بكل ما فيه من فضائل و قيم روحية رفيعة، تجسيدا حيا في الدنيا الواقع، فإن حصيلة الاعداد الرسالي من لدن رسول الله (ص) لعلي بن أبي طالب (ع) صيرته صورة للرسول (ص) فكرا و هديا و موقفا.

و لقد قرأنا بين ثنايا النصوص الكريمة التي مرت بنا خلال هذه الدراسة، تلك النصوص التي تكشف بقوة ما لعلي (ع) من مكانة في دنيا الاسلام:

فهو: المطهر من الرجس، و هارون الامة، و الذي كفه ككف النبي المصطفى، في العدل، و هو رفيق الحق لا ينفك أحدهما عن الآخر، و هو باب مدينة العلم الإلهي، و فاروق الامة (1) و... و... الخ.

و كل هذه الأوسمة التي زين بها الاسلام صدر علي (ع) كانت ذات مداليل عملية في دنيا الواقع في حياة علي (ع).

فهذه الصفات السامية جاءت ترجمة لواقع صار إليه الإمام (ع) كثمرة للإعداد الرسولي له منذ نعومة أظفاره حتى آخر يوم من أيام المصطفى (ص).

و لعلنا لا ندرك أهمية تلك الأوسمة التي زين بها صدر الإمام (ع) ما لم نسلط بعضا من الضوء على المقومات العامة لشخصيته سلام الله عليه في هذه الصفحات:

علاقة الإمام علي عليه السلام بالله تعالى

سبق أن أشرنا في حديثنا عن شخصية رسول الله (ص) إلى أن علاقة المسلم بالله تبارك و تعالى، ليست محدودة في إحدى زوايا حياته، و إنما هي ـ كما حدد الله سبحانه أبعادها لعباده من خلال شريعته التي ارتضى لهم ـ تجرد كامل للعزيز المتعالي عز و جل بكل خلجات النفس، و بكل حركة في الحياة، في الصلاة و الصيام و الحج و الاعتكاف، بشعائر التعبد و بالعلاقات الاسرية و الاجتماعية عامة. بالحكم و القضاء، بالمحيا و الممات و ما بعد الموت.

و قد جسد القرآن الكريم حجم العلاقة بين العبد و ربه الأعلى بقوله تعالى:

(قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين). (الأنعام/162)

على أن شعائر الاسلام الكبرى: كالصلاة و الصوم و الحج و سواها و إن كانت جزءا من هيكل العبودية لله تعالى التي تشمل الحياة الانسانية كلها، إلا أن هذه الشعائر تختص بسمات خاصة«توقيفية»ككيفية الأداء و الوقت و العدد، فهي في هذه المجالات محددة من قبل الله تبارك و تعالى، فلا مجال فيها لتبديل أو تحوير أو نقص أو زيادة.

ثم إنها تمتاز في كونها وقفات خالصة لله سبحانه ليس فيها غايات اخرى غير رضوان الله و الاستجابة لأمره، و من أجل ذلك تفقد هذه الفرائض طابعها العبادي إذا دخل إطارها رياء أو نحوه.

و هي ميزة لا تتحقق في امور الحياة الانسانية الاخرى و ان كانت سابحة في إطار من العبودية لله تعالى.

فالزواج و النشاط الاقتصادي مثلا و نحوهما من العقود و إن كانت شريعة الله تعالى تضعها في مسار العبودية لله، و المرء من خلالها يؤدي عبادة إذا هو التزام بأحكام الشريعة الاسلامية في تحديد و جهتها و أبعادها و مستلزماتها، إلا أنها تبقى‏حاملة لأغراض اخرى، فالزواج مثلا و إن كان يحقق غاية اسلامية من ناحية تحصين الفرد المسلم عن الوقوع في المحرم، حتى أن الاسلام يعتبر عملية الزواج من قبل المسلم إحرازا لنصف الدين، كما في الحديث الشريف، كما أن الالتزام بأحكام الشريعة الخاصة في حقول التعامل بين الزوجين و نحوها يعتبر أمرا مفروضا على المؤمنين.

إلى جانب هذه الامور التي ترافق عملية الزواج، فإن الميل للجنس يبقى خلفية أساسية من خلفيات حمل الفرد على تعاطيه.

و هكذا تظهر خلفيات اخرى غير الخلفية العبادية في مثل هذه الامور.

و من هنا نرى أن أمر الزواج و النشاطات الاقتصادية في مثالنا، امور توجد في كل مجتمع في الماضي و الحاضر، قبل عصر التنزيل و بعده، بالنظر لارتكازها على حاجات طبيعية لدى الكائن الانساني، و مهمة شريعة الله تعالى ترتكز على إضفاء الصبغة الشرعية عليها بعد تهذيبها و تحديد مسارها و وضع مخطط اسلامي لصوغها وفقا لمتطلبات الفطرة البشرية.

و بناء على هذا التحديد لطبيعة علاقة المسلم بالله تبارك و تعالى، فسنستعرض علاقة الإمام علي بن أبي طالب (ع) بالله تعالى من خلال الفرائض و السنن الاسلامية.

شواهد من عبادة أمير المؤمنين عليه السلام

كحصيلة للإعداد المميز الذي حظي به الإمام (ع) من لدن استاذه الرسول (ص) ، فقد طبعت شخصية الإمام علي (ع) بشخصية المصطفى (ص) في جميع مقوماته: عبادة و فكرا و مواقف.

يسلك سبيله، يقتفي سنته و يقفوا أثره، و من أجدر بتجسيد سنة الرسول (ص) كاملة في دنيا الواقع سوى علي (ع) الذي صنع رسول الله (ص) شخصيته و شكل جميع عناصرها و طبعها بالطابع الإلهي منذ نعومة أظفاره؟

و إذا نعقد هذا الفصل للحديث عن عبادة الإمام (ع) و وسائل تعلقه بالله سبحانه، فسنعرض شواهد منها، لندرك السمو الشاهق الذي بلغه الإمام (ع) في مضمار الانشداد إلى الله و استلهام منهج الرسول (ص) المطهر في هذا المضمار:

صلاة و ضراعة

فلكثرة تعاهده لأمر الصلاة و التضرع إلى الله تعالى، يشير عروة بن الزبير في حديث له عن أبي الدرداء:

قال: «شهدت علي بن أبي طالب بشويحطات النجار (2) ، و قد اعتزل عن مواليه، و اختفى ممن يليه، و استتر بمغيلات (3) النخل، فافتقدته، و بعد علي مكانه، فقلت: لحق بمنزله، فإذا أنا بصوت حزين و نغم شجي، و هو يقول: (إلهي كم من موبقة حلمت عن مقابلتها بنقمتك، و كم من جريرة تكرمت عن كشفها بكرمك.

إلهي!إن طال في عصيانك عمري، و عظم في الصحف ذنبي، فما أنا مؤمل غير غفرانك، و لا أنا براج غير رضوانك).

فشغلني الصوت، و اقتفيت الأثر، فإذا هو علي بن أبي طالب (ع) بعينه، فاستترت له و أخملت الحركة، فركع ركعات في جوف الليل الغابر، ثم فرغ إلى الدعاء و البكاء و البث و الشكوى، فكان مما ناجى به الله تعالى أن قال:

(إلهي!افكر في عفوك، فتهون علي خطيئتي، ثم أذكر العظيم من أخذك، فتعظم علي بليتي).

ثم قال: (آه إن أنا قرأت في الصحف سيئة أنا ناسيها، و أنت محصيها، فتقول: خذوه، فيا له من مأخوذ لا تنجيه عشيرته، و لا تنفعه قبيلته و لا يرحمه الملأ إذا اذن فيه بالنداء). ثم قال: (آه من نار تنضج الأكباد و الكلى، آه من نار نزاعة للشوى، آه من لهبات لظى).

قال أبو الدرداء، ثم أمعن في البكاء، فلم أسمع له حسا، و لا حركة.

فقلت غلب عليه النوم لطول السهر، أو قظه لصلاة الفجر، فأتيته، فإذا هو كالخشبة الملقاة، فحركته، فلم يتحرك، و زويته فلم ينزو.

فقلت: إنا لله و إنا إليه راجعون، مات و الله علي بن أبي طالب، فأتيت منزله مبادرا أنعاه إليهم.

فقالت فاطمة (ع) : (يا أبا الدرداء ما كان من شأنه و ما قصته؟).

فأخبرتها الخبر.

فقالت: (هي و الله ـ يا أبا الدرداء ـ الغشية التي تأخذه من خشية الله).

ثم أتوه بماء فنضحوه على وجهه، فأفاق، و نظر إلي و أنا أبكي فقال: (مما بكاؤك يا أبا الدرداء؟).

فقلت مما أراه تنزله بنفسك.

فقال: (يا أبا الدرداء!فكيف لو رأيتني، و دعي بي إلى الحساب، و أيقن أهل الجرائم بالعذاب، و احتوشتني ملائكة غلاظ و زبانية فظاظ، فوقفت بين يدي الملك الجبار، قد اسلمني الأحباء و رفضني أهل الدنيا، لكنت أشد رحمة لي بين يدي من لا تخفى عليه خافية).

فقال أبو الدرداء: فو الله ما رأيت ذلك لأحد من أصحاب رسول الله (ص) » (4).

هذا شاهد من شواهد تعلق الإمام (ع) بالله تعالى و شدة انشداده إليه و رهبته منه.

و يبدو أن هذا ديدن علي (ع) كما يتجلى من قول الزهراء (ع) لأبي الدرداء: (هي و الله الغشية التي تأخذه من خشية الله).

و هذه مزيته عند التوجه إلى الله تعالى في صلاته و ضراعته، الأمر الذي ألفه أهل البيت في علي (ع).

و من أجل ذلك لم يفزعوا حين أنبأهم أبو الدرداء بموته ـ كما ظن هو ـ بل استفسروا عما رأى، فأعلمته الصديقة (ع) أن ما رآه هو المألوف من علي (ع) كل آن حين تأخذه الغشية لله تبارك و تعالى أثناء قيام الليل.

و لكثرة قيامة للعبادة ليلا يحدثنا عبد الأعلى عن نوف البكالي قال: «بت ليلة عند أمير المؤمنين (ع) فكان يصلي الليل كله، و يخرج ساعة بعد ساعة، فينظر إلى السماء، و يتلو القرآن، فمر ـ بي بعد هدوء من الليل فقال: (يا نوف أراقد أنت أم رامق؟).

قلت: بل رامق أرمقك ببصري يا أمير المؤمنين.

قال: يا نوف!طوبى للزاهدين في الدنيا، الراغبين في الآخرة، اولئك قوم اتخذوا الأرض بساطا، و ترابها فراشا، و ماءها طيبا، و القرآن شعارا، و الدعاء دثارا، ثم قرضوا الدنيا قرضا على منهاج المسيح) » (5).

و هكذا كان علي (ع) في شدة تعلقه بالله، و عظيم تمسكه بمنهج الأنبياء (ع)، إنه ترجمة صادقة لعبادة محمد رسول الله (ص) و زهد المسيح (ع).

أرأيت كيف يندك وجوده على عتبة الخضوع لله و الإستكانة له و طلب رضوانه؟

و حول التزامه بقيام صلاة الليل طول عمره الشريف، يروي لنا أبو يعلى ـ في المسند ـ عنه (ع) قال: « (ما تركت صلاة الليل منذ سمعت قول النبي (ص) : صلاة الليل نور). فقال ابن الكواء : و لا ليلة الهرير (6) !؟قال (ع) : (و لا ليلة الهرير) » (7).

توجه و رهبة

و لعظيم إقباله على الله تعالى يشير القشيري في تفسيره:

«إنه كان إذا حضر وقت الصلاة تلون و تزلزل، فقيل له: ما لك؟

فيقول: (جاء وقت أمانة عرضها الله تعالى على السماوات و الأرض و الجبال، فأبين أن يحملنها و حملها الانسان على ضعفه، فلا أدري أحسن إذا حمل أم لا) » (8).

فعن سليمان بن المغيرة، عن امه، قالت: «سألت ام سعيد سرية علي (ع) عن صلاة علي (ع) في شهر رمضان، فقالت: رمضان و شوال سواء، يحيي الليل كله» (9).

عبادة الشاكرين

و لقد عظم المعبود عز و جل في نفس الإمام (ع) فصارت عبادته تعبيرا عن الحب له و الشوق إليه، و استشعار أهليته للعبادة دون سواه، و من أجل ذلك كان علي (ع) لا يعبد الله خوفا من عذابه، و لا طمعا في جنته و لا فيما أعده من نعيم للمتقين، و إنما سما الإمام (ع) في علاقته بالله تعالى إلى أعلى الدرجات اسوة باستاذه الرسول (ص).

و قد كشف الإمام (ع) عن جوهر علاقته بالله تعالى و طبيعتها بقوله:

«إلهي!ما عبدتك خوفا من عقابك و لا طمعا في ثوابك، و لكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك» (10).

فأعظم به من يقين، و أكرم به من إيمان!!

و لقد حدد الإمام (ع) ألوان العبادة في كلمة خالدة:

«إن قوما عبدوا الله رغبة، فتلك عبادة التجار، و إن قوما عبدوا الله رهبة، فتلك عبادة العبيد، و إن قوما عبدوا الله شكرا، فتلك عبادة الأحرار» (11).

و كانت عبادته (ع) من النوع الأخير، حيث تصدر حصيلة للشعور بأهلية المعبود و استحقاقه لها.

أما إيقاف العبادة على حصول الثواب فحسب، فهي عبادة من وصفهم الإمام (ع) بالتجار، الذين يبتغون الثمن و ينتظرون التعويض، و شتان بين هدف الشاكرين، و هدف التجار في ميزان الله تعالى و حسابه.

صلاة الرسول (صلى الله عليه و آله)

و لقد كانت صلاة علي (ع) ـ اسوة بسائر نشاطاته ـ كصلاة رسول الله (ص) في كيفية الأداء و الخشوع و الانشداد و التعلق بالله تعالى. فعن مطرف بن عبد الله قال: «صليت أنا و عمران بن حصين خلف علي بن أبي طالب، فلما انصرفنا أخذ عمران بيدي فقال: لقد صلى صلاة محمد، و لقد ذكرني صلاة محمد (ص) » (12).

تعاهدوا أمر الصلاة

و إلى جانب تعاهد الإمام (ع) لأمر الصلاة، فقد كان كثيرا ما يوصي أتباعه بتعاهد أمرها، و أدائها في أوقاتها و تعريفهم بأهميتها و أثرها في شخصية المسلم، فها هو يدعو المؤمنين من أصحابه:

«تعاهدوا أمر الصلاة، و حافظوا عليها، و استكثروا منها، و تقربوا بها، فإنها كانت على المؤمنين كتابا موقوتا، ألا تسمعون إلى جواب أهل النار حين سئلوا: (ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين).

و إنها لتحت الذنوب حت الورق، و تطلقها إطلاق الربق. و شبهها رسول الله (ص) بالحمة، تكون على باب الرجل، فهو يغتسل منها في اليوم و الليلة خمس مرات، فما عسى أن يبقى عليه من درن.

و قد عرف حقها رجال من المؤمنين الذين لا تشغلهم عنها زينة متاع، و لا قرة عين من ولد و لا مال. يقول الله سبحانه: (رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة... ) ، و كان رسول الله (ص) نصبا بالصلاة بعد التبشير له بالجنة، لقول الله سبحانه: (و أمر أهلك بالصلاة و اصطبر عليها) ، فكان يأمر بها أهله و يصبر عليها نفسه» (13).

المنهج العبادي في خطوطه الأساسية

و إلى منهجه العبادي الملتزم، أشار الإمام الباقر (ع) بقوله:

«و ما ورد عليه أمران قط كلاهما لله رضي، إلا أخذ بأشدهما على بدنه» (14).

و قد ورد عن الإمام علي (ع) ذاته: «و إنما هي نفسي اروضها بالتقوى لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر» (15).

و في حديث ضرار بن ضمرة لمعاوية بن أبي سفيان حول شخصية الإمام (ع) ، تجسيد لهذه الحقيقة، فمما جاء في حديثه«... كان و الله صواما بالنهار قواما بالليل».

توكل صادق و يقين راسخ

و حيث إن التوكل على الله تعالى زاد المتقين، و اليقين بالله شعار المؤمنين الصادقين، يملأ قلوبهم بالثقة و الاطمئنان و العزة و الارتفاع على جميع عقبات الحياة.

فقد كان أمير المؤمنين (ع) قائدا لأهل اليقين بعد رسول الله (ص) ، و يعسوبا للمتوكلين.

و هذه سيرته العطرة تتحفنا بالعديد من الشواهد في هذا المضمار:

فعن الإمام الصادق (ع) قال: «كان لعلي (ع) غلام اسمه قنبر، و كان يحب عليا حبا شديدا، فإذا خرج علي (ع) خرج على أثره بالسيف، فرآه ذات ليلة، فقال: (يا قنبر ما لك؟) قال: جئت لأمشي خلفك، فإن الناس كما تراهم يا أمير المؤمنين!فخفت عليك، قال: (ويحك أمن أهل السماء تحرسني أم من أهل الأرض؟) قال: لا بل من أهل الأرض. قال (ع) : (إن أهل الأرض لا يستطيعون بي شيئا إلا بإذن الله عز و جل فارجع). فرجع» (16).

و عن أبي عبد الله (ع) قال: «إن أمير المؤمنين (ع) جلس إلى حائط مائل يقضي بين الناس. فقال بعضهم: لا تقعد تحت هذا الحائط فإنه معور. فقال أمير المؤمنين: (حرس امرأ أجله). فلما قام أمير المؤمنين (ع) سقط الحائط، و كان أمير المؤمنين (ع) ممن يفعل هذا و أشباهه، و هذا اليقين» (17).

و عن سعيد بن قيس الهمداني قال: «نظرت يوما في الحرب إلى رجل عليه ثوبان، فحركت فرسي فإذا هو أمير المؤمنين (ع). فقلت: يا أمير المؤمنين!في مثل هذا الموضع؟فقال: (نعم، يا سعيد بن قيس!إنه ليس من عبد إلا و له من الله عز و جل حافظ و واقية، معه ملكان يحفظانه من أن يسقط من رأس جبل أو يقع في بئر، فإذا نزل القضاء خليا بينه و بين كل شي‏ء) » (18).

هذا هو علي (ع) في قوة يقينه بالله تعالى و شدة توكله عليه سبحانه.

مصاديق من زهد الإمام عليه السلام

و لقد كان الزهد معلما بارزا من معالم شخصية الإمام علي (ع) ، و سمة مميزة زينة الله تعالى به، فعن عمار بن ياسر (رض) قال: قال رسول الله (ص) لعلي: «إن الله قد زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب منها، هي زينة الأبرار عند الله: الزهد في الدنيا، فجعلك لا ترزأ ـ تعيب ـ من الدنيا و لا ترزأ الدنيا منك شيئا، و وهبك حب المساكين، فجعلك ترضى بهم أتباعا، و يرضون بك إماما» (19).

و قد كان من شواهد تلك الصفة التي حباه الله تعالى بها:

أن زهد الإمام (ع) عن كل لذاذات الحياة و زينتها و توجه بكل وجوده نحو الآخرة، و عاش عيشة المساكين و أهل المتربة من رعيته.

لقد زهد الإمام (ع) بالدنيا و زخرفها زهدا تاما و صادقا:

زهد في المال و السلطان، و كل ما يطمع به الطامعون.

عاش في بيت متواضع لا يختلف عما يسكنه الفقراء من الامة، و كان يأكل خبز الشعير، تطحنه امرأته أو يطحنه بنفسه، قبل خلافته و بعدها، حيث كانت تجبى الأموال إلى خزانة الدولة التي يضطلع بقيادتها من شرق الأرض و غربها. و كان‏يلبس أبسط أنواع الثياب، و ثمن قميصه ثلاثة دراهم.

و بقي ملتزما بخطه في الزهد طوال حياته، فقد رفض أن يسكن القصر الذي كان معدا له في الكوفة، حرصا منه على التأسي بالمساكين (20).

و هذه بعض المصاديق كما ترويها سيرته العطرة:

فعن الإمام الصادق (ع) يقول: «كان أمير المؤمنين أشبه الناس طعمة برسول الله (ص) ، يأكل الخبز و الخل و الزيت، و يطعم الناس الخبز و اللحم» (21).

و عن الباقر (ع) قال: «و لقد ولي خمس سنين و ما وضع آجرة على آجرة و لا لبنة على لبنة، و لا أقطع قطيعا و لا أورث بيضا و لا حمرا» (22).

و عن عمر بن عبد العزيز قال: «ما علمنا أن أحدا كان في هذه الامة بعد رسول الله (ص) أزهد من علي بن أبي طالب، ما وضع لبنة على لبنة و لا قصبة على قصبة» (23).

و عن الأحنف بن قيس قال: «دخلت على معاوية، فقدم إلي من الحلو و الحامض، ما كثر تعجبي منه، ثم قال: قدموا ذاك اللون، فقدموا لونا ما أدري ما هو!فقلت ما هذا؟فقال: مصارين البط محشوة بالمخ و دهن الفستق قد ذر عليه السكر!!.

قال الأحنف: فبكيت. فقال معاوية: ما يبكيك؟فقلت: لله در ابن أبي طالب، لقد جاد من نفسه بما لم تسمح به أنت و لا غيرك!قال معاوية: و كيف؟

قلت: دخلت عليه ليلة عند إفطاره، فقال لي: (قم فتعش مع الحسن و الحسين) ، ثم قام إلى الصلاة، فلما فرغ دعا بجراب مختوم بخاتمه، فأخرج منه شعيرا مطحونا ثم ختمه. فقلت: يا أمير المؤمنين!لم أعهدك بخيلا، فكيف ختمت على هذا الشعير. فقال: (لم أختمه بخلا، و لكن خفت أن يبسه الحسن و الحسين بسمن أو إهالة) !فقلت أحرام هو؟قال: (لا، و لكن على أئمة الحق أن يتأسوا بأضعف رعيتهم حالا في الأكل و اللباس، و لا يتميزوا عليهم بشي‏ء لا يقدرون عليه، ليراهم الفقير، فيرضي عن الله تعالى بما هو فيه، و يراهم الغني فيزداد شكرا و تواضعا) » (24).

و عن سويد بن غفلة قال: «دخلت على علي (ع) بالكوفة، و بين يديه رغيف من شعير، و قدح من لبن، و الرغيف يابس، فشق علي ذلك، فقلت لجارية له يقال لها فضة: ألا ترحمين هذا الشيخ، و تنخلين له هذا الشعير. فقالت إنه عهد إلينا ألا ننخل له طعاما قط.

فالتفت الإمام إلي و قال: (ما تقول لها يا ابن غفلة؟) ، فأخبرته و قلت: يا أمير المؤمنين !إرفق بنفسك. فقال لي: (ويحك يا سويد؟ما شبع رسول الله (ص) و أهله من خبز بر ثلاثا حتى لقي الله، و لا نخل له طعام قط) » (25).

و عن سفيان الثوري عن عمرو بن قيس قال: «رئي على علي (ع) إزار مرقوع، فعوتب في ذلك، فقال : (يخشع له القلب، و يقتدي به المؤمن) » (26).

و عن الغزالي يقول: «كان علي بن أبي طالب يمتنع من بيت المال حتى يبيع سيفه، و لا يكون له إلا قميص واحد في وقت الغسل و لا يجد غيره» (27).

هذا هو علي في شدة زهده و رغبته عن الدنيا و زخارفها، و في عظيم اقتدائه برسول الله (ص) و في مواساته لأهل المتربة من امته (ص) ، فهل حدثك التأريخ عن زعيم كعلي (ع) ؟تجبى إليه الأموال من الشرق و الغرب، و عاصمته الكوفة تقع في‏أخصب أرض الله و أكثرها غنى يومذاك، بيد أنه يعيش مواسيا لأقل الناس حظا في العيش في هذه الحياة، يأكل خبز الشعير دون أن يخرج نخالته، و يكتفي بقميص واحد لا يجد غيره عند الغسل، و يحرم على نفسه الأكل من بيت المال، و يرقع مدرعته حتى يستحي من راقعها (28) مجسدا بذلك أرفع شعار للزاهدين: «فو الله ما كنزت من دنياكم تبرا، و لا ادخرت من غنائمها و فرا، و لا أعددت لبالي ثوب طمرا، و لا حزت من أرضها شبرا، و لا أخذت منه إلا كقوت أتان دبرة، و لهي في عيني أوهى و أوهن من عفصة مقرة» (29).

صدقة الإمام عليه السلام

و لا نريد أن نذهب بعيدا في ذكر الشواهد على تعاهد الإمام علي (ع) لأمر الصدقة، قبل أن نستقي من القرآن الكريم نماذج من صدقة الإمام (ع) عطرتها آيات الله تعالى بالثناء الجميل، و رسمت أبعاد الثواب الإلهي العظيم، الذي لا يعلم مداه غير الله الذي أعده تبارك و تعالى لأمير المؤمنين (ع) :

ففي حادثة إطعام علي (ع) و أهل بيته (ع) للمسكين و اليتيم و الأسير على مدى ثلاثة أيام، و إيثارهم لهم على أنفسهم، و اكتفائهم بالماء و هم في أيام صوم متتالية، تنزلت آيات الله تعالى مسجلة أعظم مآثر علي (ع) في ضمير الوجود، حيث ستبقى ترددها الآفاق و الألسنة و صفحات المجد ما شاء الله تعالى:

(و يطعمون الطعام على حبه مسكينا و يتيما و أسيرا

إنما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاء و لا شكورا

إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا

فوقاهم الله شر ذلك اليوم و لقاهم نضرة و سرورا

و جزاهم بما صبروا جنة و حريرا). (الإنسان/8 ـ 12)

و ليس المهم في الأمر حجم ما قدمه الإمام (ع) لاولئك المحتاجين، فإن الكثير من الناس يبذلون أضعاف ذلك.

و لكن شتان بين من ينفق لوجه الله خالصا دون شائبه، و بين من ينفق من أجل غرض دنيوي أو جاه أو ذكر يشاع بين الناس. كما أنه شتنان بين من ينفق كل ما لديه و هو أحوج ما يكون إليه، و بين من ينفق بعض ما لديه.

و هكذا يختلف التقويم عند الله تعالى بين ذا و ذاك!

و في حادثة تصدق علي (ع) بخاتمه على مسكين استبدت به الحاجة، فطاف على الناس فلم يجد من يسد خلته، فأشار إليه علي (ع) و هو يصلي في مسجد رسول الله (ص) و وهبة خاتما في يده.

فنزل القرآن الكريم على رسول الله (ص) مبينا فضل ما أقدم عليه الإمام (ع) ، و استعمل القرآن المناسبة لإرشاد الامة إلى أن عليا (ع) مرجعها الفكري و العملي بعد رسول الله (ص) :

(إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون*و من يتول الله و رسوله و الذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون). (المائدة/55، 56)

و هذه الآية الكريمة من أكثر النصوص دلالة على أن العمل الصالح في منظور الله تبارك و تعالى إنما هو بدوافعه لا بحجم منافعه.

فليس المهم أن تعطي كثيرا، و لكن الأساس في الأمر نية العطاء، فالتقويم الرباني إنما يدور مدار النية حيث تدور، فكلما اقتربت من الله تعالى و ابتغيت رضوانه كان‏ثوابك أعظم و أجل.

و من المناسب أن نطرح إضافة إلى ذلك، مصاديق من سيرة الإمام (ع) في هذا المضمار، مما روته كتب التاريخ:

فعن أبي عبد الله الصادق (ع) قال: «كان أمير المؤمنين يضرب بالمر ـ المسحاة ـ و يستخرج الأرضين، و أنه أعتق ألف مملوك من كد يده» (30).

و عن أيوب بن عطية الحذاء قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: «قسم نبي الله الفي‏ء، فأصاب عليا أرضا فاحتفر فيها عينا، فخرج ماء ينبع كهيئة عنق البعير، فسماها ينبع، فجاء البشير يبشر. فقال (ع) : (بشر الوارث هي صدقة بتة بتلاء في حجيج بيت الله و عابري سبيل الله، لا تباع، و لا توهب، و لا تورث، فمن باعها أن وهبها فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين، و لا يقبل الله منه صرفا و لا عدلا) » (31).

و عن أحمد بن حنبل في الفضائل، أنه: «كانت غلة علي أربعين ألف دينار فجعلها صدقة» (32).

و الحديث عن حرص الإمام (ع) على تعاهد أمر الصدقة في سبيل الله تعالى يذكرنا بالنفس السخية التي يمتاز بها أمير المؤمنين (ع).

فكثرة أدائه للصدقة و شدة بذله لها: و إن كان يعكس صورة صادقة عن جود الإمام (ع) و سخائه، إلا أن سيرته العطرة تكشف إلى جانب ذلك وجها آخر من شخصية الإمام العظيم.

فقد كان (ع) أسخى من الغيث على الامة التي عايشها، لا نقصد بهذا جوده بنفسه من أجل حفظ الرسالة و مسيرة الاسلام التاريخية، ذاك الذي يتجلى عبر البطولات‏التي أبداها (ع) في حروب الاسلام كلها، فحديث كهذا، يتطلب بمفرده سفرا كاملا، و إنما نقصد ما يتعلق بالسخاء بالمال.

و قد اعترف بجود الإمام (ع) و سخائه أشد الناس عداوة له: معاوية بن أبي سفيان، الذي ما برح ينسج الأكاذيب و الافتراءات لتشويه سمعة الإمام (ع) ، غير أنه لم يستطع أن ينكر فضيلة الجود عند علي (ع) ، فقد قال له يوما محفن ابن أبي محفن الضبي: «جئتك من عند أبخل الناس، فقال ابن أبي سفيان: ويحك كيف تقول إنه أبخل الناس، لو ملك بيتا من تبر ـ ذهب ـ و بيتا من تبن، لأنفد تبره قبل تبنه» (33).

و يقول الشعبي يصف الإمام (ع) : «كان أسخى الناس، كان على الخلق الذي يحبه الله: السخاء و الجود، ما قال«لا»لسائل قط» (34).

الجهاد في سبيل الله

و حياة علي أمير المؤمنين (ع) كلها جهاد في سبيل الله تعالى في مرحلة الدعوة، و بعد قيام الدولة الاسلامية، و إذا كان قد وقى الرسول (ص) بنفسه و فداه بوجوده و تعرض لأخطر تآمر جاهلي على حياة رسول الله (ص) عند مبيته على فراشه في ليلة الهجرة المباركة، من أجل أن يصرف عنه شر عتاة الجاهلية. فإن عليا قد تحولت حياته بعد الهجرة إلى المدينة المنورة إلى حلقات متسلسلة من ذلك النوع الجهادي العظيم، فقد كان حامل لواء الزحف الاسلامي في كل غزوات أخيه رسول الله (ص) ، و طليعة المجاهدين في ساحات الجهاد، و كلما حزبت الامور و حمي الوطيس انتدبه رسول الله (ص) لكشف زحف العدو عن حياض المسلمين.

و كانت كل مواقفه الجهادية من النوع المصيري الذي يحمي الرسالة و يكشف‏عنها خطر التصفية المحقق و الإجهاز الخطير على وجودها، تجلى ذلك في بدر الكبرى حين صفى الكثير من رؤوس الوثنيين و ملأبهم ساحة المعركة.

و في«احد»حين أطبق جيش الضلال على معسكر الإيمان و كانت الغلبة للعدو، نهض الإمام (ع) بدور عرقلة تقدمهم عند ما بادر إلى تصفية حملة الأولوية من بني عبد الدار واحدا تلو الآخر.

و في غزوة الأحزاب حين بلغت القلوب الحناجر و بلغ الضيق و الهلع بالمسلمين كل مبلغ، نهض الإمام (ع) بالأمر و أرهب العدو و أعاد للمسلمين الثقة بالنفس حين قتل أبرز قوادهم عمرو بن عبد ود العامري، الذي كان قتله حدا فاصلا بين المعسكرين، إذ تلاه انهزام جيش الأحزاب مع ما امتاز به من ضخامة في العدد و العدة.

و علي (ع) هو الذي اقتحم حصون خيبر و دخل عليهم عنوة، ففتح الله على يديه حصون اليهود الرهيبة.

و دونك تأريخ الاسلام في عصره الأول: في عهد رسول الله (ص). فأمعن النظر في صفحاته، كي تحدثك بدور علي (ع) في خدمة هذه الرسالة، و فضله على الامة و تأريخها.

و لم يكن الجانب المعنوي في جهاد علي (ع) مجسدا في حجم البطولات و عدد المعارك التي خاض غمارها فحسب، و إنما في صدق النية و حجم الإخلاص الذي امتلأ به قلب علي (ع) و هو يخوض تلك الحروب ببسالة فائقة و شجاعة نادرة و ثبات لا يرد.

و من أجل ذلك كان القرآن الكريم يثني على تلك الروح التي كان يحملها أمير المؤمنين عبر كفاحه من أجل إعلاء كلمة الله في الأرض.

فها هو القرآن الكريم يثني على علي (ع) يوم فدى بنفسه رسول الله (ص) : (و من الناس من يشري (35) نفسه ابتغاء مرضاة الله). (البقرة/207)

و يكشف بعمق عن صدق نية الإمام (ع)(36).

و ها هو كتاب الله العزيز يقطع بأن جهاد علي (ع) و بطولاته و تضحياته كانت من أجل الله و إعلاء كلمته في دنيا الناس، و لا يمكن أن تقرن بأي لون من ألوان العمل الآخر، فبسبب الثمن الباهظ الذي يتطلبه الجهاد، و بسبب الدافع الإيماني المخلص الذي لا تشوبه شائبة، راحت آيات الله تعالى تحدد الموقع الرفيع الذي يحتله علي (ع) في دنيا المتقين:

(أجعلتم سقاية الحاج و عمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله و اليوم الآخر و جاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله و الله لا يهدي القوم الظالمين). (التوبة/19)

فعلى أثر حوار تفاخري بين طلحة بن شيبة و العباس بن عبد المطلب قال فيه طلحة: «أنا أولى الناس بالبيت لأن المفتاح بيدي. فقال العباس: أنا أولى، أنا صاحب السقاية و القائم عليها !».

و فيما كانا يتفاخران مر الإمام (ع) فافتخر عليهما بقوله:

«لقد صليت قبل الناس، و أنا صاحب الجهاد»، فنزل قول الله تعالى في ذلك كاشفا عن المستوى العظيم الذي يتبوؤه علي (ع) من ناحية عمله الاسلامي: ضخامة و إخلاصا (37) ، بعدا و جوهرا.

 

1 ـ فاروق الامة رواه عن رسول الله (ص) الطبراني و البيهقي و كنز العمال و سواهم، راجع المراجعات لشرف الدين الموسوي/ص. 170

2 ـ شويحطات النجار: اسم مكان خارج المدينة.

3 ـ المغيلات: النخل الوارف الظلال.

4 ـ المجلسي/بحار الأنوار/ج 41/ص 11 و 12، نقلا عن أمالي الصدوق. و الأنوار العلوية للشيخ جعفر النقدي/ط 2/ص 115. و مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب المازندراني/ط 1/مطبعة العلمية (قم) /ج 1/ص. 389

5 ـ نهج البلاغة/باب الحكم/رقم 104. و ذكره المجلسي في البحار/ج 41/ص 16، عن الخصال، باختلاف في بعض الألفاظ.

6 ـ ليلة الهرير: من ليالي معركة صفين الحاسمة التي اشتبك الفريقان فيها طوال الليل دون هوادة.

7 ـ المجلسي/بحار الأنوار/ج 41/ص. 17

8 ـ المصدر السابق، عن المناقب.

9 ـ المصدر السابق، عن المناقب.

10 ـ المصدر السابق/ص 14، عن نهج البلاغة. سبط ابن الجوزي/تذكرة الخواص/ص. 144

11 ـ المجلسي/بحار الأنوار/ج 41/ص 14، عن نهج البلاغة.

12 ـ أنساب الأشراف/ج 2/ص 180. و فضائل الخمسة من الصحاح الستة/ج 1، نقلا عن البخاري و مسلم و النسائي و غيرهم.

13 ـ نهج البلاغة/تبويب صبحي الصالح/ص 199. حت الورق عن الشجر: قشره. الربق: حبل فيه عدة عرى كل واحدة ربقة. الحمة: عين ماء حار يستشفى فيها من المرض. الدرن: الوسخ. نصبا: نصب في الأمر : جد واجتهد فيه.

14 ـ ابن شهر آشوب/المناقب/ط العلمية (قم) /ج. 1

15 ـ نهج البلاغة/من كتاب له إلى عثمان بن حنيف عامله على البصرة/رقم 45/ص. 416

16 ـ المجلسي/بحار الأنوار/ج 41/ص 1، عن التوحيد.

17 ـ المصدر السابق/ص 6، عن الكافي. معور: على و شك السقوط.

18 ـ المصدر السابق.

19 ـ ابن شهر آشوب/المناقب/ط 10/ج 2/ص. 94

20 ـ جورج جرداق/علي و حقوق الانسان/ط 1970 (بيروت) /ص. 75

21 ـ المجلسي/بحار الأنوار/ج 40/ص 330، عن المحاسن.

22 ـ ابن شهر آشوب/المناقب/ج 1/ص. 36

23 ـ سبط ابن الجوزي/تذكرة الخواص/ص. 109

24 ـ سبط ابن الجوزي/تذكرة الخواص/ص 110. يبسه: يضع عليه السمن، و الإهالة: الشحم أو ما اذيب منه و نحوهما من إدام.

25 ـ سبط ابن الجوزي/تذكرة الخواص/ص 112. البر: الحنطة. ثلاثا: ثلاثة أيام متتالية.

26 ـ سبط ابن الجوزي/تذكرة الخواص/ص 113. محمد رضا/الإمام علي بن أبي طالب/ص. 12

27 ـ ابن شهر آشوب/المناقب/ج 2/ص 97، عن إحياء علوم الدين للغزالي.

28 ـ للاستزادة من شواهد زهد الإمام (ع) راجع: بحار الأنوار/ج 40/و تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي، و مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب المازندراني/ج 1/و غيرها.

29 ـ كتابه إلى عثمان بن حنيف، رقم النص في نهج البلاغة 45، باب الرسائل.

التبر: فتات الذهب و الفضة قبل الصياغة. الوفر: المال. الطمر: الثوب الخلق البالي. أتان دبرة : التي عقر ظهرها فقل أكلها. عفصة مقرة: العفص، هي شجرة البلوط و ثمرها. و مقرة: أي مرة.

30 ـ المجلسي/البحار الأنوار/ج 41/ص 37، عن الكافي.

31 ـ المصدر السابق/ص 39، عن الكافي.

32 ـ ابن شهر آشوب/المناقب/ج 2/ص 346. المجلسي/بحار الأنوار/ج 41/ص 43، عن كشف المحجة.

33 ـ ابن أبي الحديد/شرح نهج البلاغة/ج 1/ص. 22

34 ـ المصدر السابق.

35 ـ يشري: يبيع.

36 ـ راجع تفسير الآية في الكشاف للزمخشري و الواحدي في أسباب النزول و ابن الأثير في أسد الغابة.

37 ـ تفسير الطبري، عن أنس/ج 10/ص 59. و أسباب النزول للواحدي/ص 182. و القرطبي في تفسيره/ج 8/ص 91. و الرازي في تفسيره. و النسفي و السيوطي و سواهم.