قبس من حكم الإمام
و نختم هذا الفصل بإيراد اضمامة من حكم أمير المؤمنين (ع) إتماما للفائدة:
إذا أقبلت الدنيا على أحد أعارته محاسن غيره، و إذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه.
أعجز الناس من عجز عن اكتساب الاخوان، و أعجز منه من ضيع من ظفر به منهم.
من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه.
ما أضمر أحد شيئا إلا و ظهر في فلتات لسانه و صفحات وجهه.
فوت الحاجة أهون من طلبها إلى غير أهلها.
قيمة كل امرئ ما يحسنه.
قال (ع) يصف الغوغاء: «هم الذين إذا اجتمعوا غلبوا و إذا تفرقوا لم يعرفوا».
عجبت لأقوام يحتمون الطعام مخافة الأذى كيف لا يحتمون الذنوب مخافة النار.
أربع لو ضربتم فيهن أكباد الإبل، لكان ذلك يسيرا: لا يرجون أحد إلا ربه، و لا يخافن إلا ذنبه، و لا يستحي أن يقول لا أعلم إذا هو لم يعلم، و لا يستكبر أن يتعلم إذا لم يعلم.
إتقوا معاصي الله في الخلوات، فإن الشاهد هو الحاكم.
الثناء بأكثر من الاستحقاق ملق (1) ، و التقصير عن الاستحقاق عي (2) أوحسد.
عند تناهي الشدة تكون الفرجة، و عند تضايق حلق البلاء يكون الرخاء.
من أصلح ما بينه و بين الله، أصلح الله ما بينه و بين الناس، و من أصلح أمر آخرته أصلح الله له أمر دنياه، و من كان له من نفسه واعظ كان عليه من الله حافظ.
الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله و لم يؤيسهم من روح الله (3) و لم يؤمنهم من مكر الله (4).
رب عالم قد قتله جهله، و علمه معه لا ينفعه.
عظم الخالق عندك يصغر المخلوق في عينيك.
لا يكون الصديق صديقا حتى يحفظ أخاه في ثلاث: نكبته، و غيبته، و وفاته.
الناس ثلاثة: فعالم رباني، و متعلم على سبيل نجاة، و همج رعاع، أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، و لم يلجأوا إلى ركن وثيق.
الناس أعداء ما جهلوا.
من استبد برأيه هلك، و من شاور الرجال شاركها في عقولها (5).
و بهذا نصل إلى نهاية المطاف في حديثنا عن المقومات العامة لشخصية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع).
وفقنا الله تعالى للأخذ بنهجه في الفكر و العمل، إنه سميع مجيب.
|
1ـ ملق: التملق.
2ـ العي: العجز.
3ـ روح الله: لطفه و رأفته.
4ـ مكر الله: أخذه للعبد بالعقاب دون شعوره.
5ـ للمزيد راجع نهج البلاغة/باب المختار من حكم الإمام (ع). الحراني/تحف العقول. ابن أبي الحديد/شرح نهج البلاغة/ج 19/و ج 20، و غيرها. |