فهرس الكتاب

مكتبة الإمام أميرالمؤمنين (ع)

 

 

قصار الحكم

 

إشتهرت قصار حكمه (ع) شهرة واسعة بين الادباء و البلغاء حتى لقد قال الجاحظـ و هو الناقد البليغ و صاحب المؤلفات المعروفة في الأدب و البلاغةـ :

«وددت لو أني أعطيت جميع مصنفاتي و قطعت أنسابها عني، و أخذت بدلها ثلاث كلمات منسوبة إلى علي بن أبي طالب (ع) و صارت منسوبة إلي» (1).

و قد آثرنا أن ننقل مقتطفات من نهج البلاغة من خطب و وصايا و رسائل و حكم الإمام علي (ع) ، على أن نقتطف ما تيسر من بعض المصادر الاخرى:

قال (ع) :

1«ما أخذ الله تعالى على أهل الجهل أن يتعلموا، حتى أخذ على أهل العلم أن يعلموا» (2).

2ـ «إحذر من يطريك بما ليس فيك، فيوشك أن يبهتك بما ليس فيك» (3).

3ـ «البخل و الجبن و الحرص من أصل واحد، يجمعهن سوء الظن بالله تعالى» (4).

4ـ «كل شي‏ء يعز حين ينزر، و العلم يعز حين يغزر» (5).

5ـ «تجنبوا الأماني فإنها تذهب بهجة ما خولتم و تصغر مواهب الله عندكم، و تعقبكم الحسرات على ما أوهمتم أنفسكم» (6).

6ـ «أوصيكم بخصال لو ضربتم إليها آباط الإبل كن أهلا لها: لا يرجون أحد إلا ربه، و لا يخافن إلا ذنبه، و لا يستحيين إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: لا أعلم، و لا يستحيين إذا لم يعلم الشي‏ء، أن يتعلمه» (7).

7ـ «من قوي فليقو على طاعة الله، و من ضعف فليضعف عن محارم الله» (8).

8ـ «إن أخيب الناس سعيا و أخسرهم صفقة رجل أتعب بدنه في آماله، و شغل بها عن معاده، فلم تساعده المقادير على إرادته، و خرج من الدنيا بحسرته، و قدم على آخرته بغير زاد» (9).

9ـ «إذا أقبلت الدنيا على امرئ أعارته محاسن غيره، و إذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه» (10).

10ـ سمع أمير المؤمنين علي (ع) رجلا يغتاب رجلا عند ابنه الحسن (ع) فقال: «يا بني!نزه نفسك و سمعك عنه، فإنه نظر إلى أخبث ما في وعائه فأفرغه في وعائك» (11).

11ـ «من بالغ في الخصومة ظلم، و من قصر فيها ظلم، و لا يستطيع أن يتقي الله من يخاصم» (12).

12ـ «يجب على العاقل أن يكون عارفا بزمانه، مالكا للسانه، مقبلا على شأنه» (13).

13ـ «القريب من قربته المودة و إن بعد نسبه، و البعيد من باعدته العداوة و إن قرب نسبه» (14).

14ـ «الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله، و لم يرخص لهم في معاصي الله، و لم يؤمنهم من عذاب الله، و لم يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره، لأنه لا خير في عبادة لا علم فيها، و لا علم لا فهم معه، و لا قراءة لا تدبر فيها» (15).

15ـ «من أراد أن ينصف الناس من نفسه، فليحب لهم ما يحب لنفسه» (16).

16ـ لما ضرب ابن ملجم عليا، دخل عليه الحسن و هو باك، فقال له: ما يبكيك يا بني؟قال: و ما لي لا أبكي و أنت في أول يوم من الآخرة و آخر يوم من الدنيا؟فقال: «يا بني!إحفظ أربعا و أربعا لا يضرك ما عملت معهن».

قال: و ما هن يا أبة؟

قال: «إن أغنى الغنى العقل، و أكبر الفقر الحمق، و أوحش الوحشة العجب، و أكرم الحسب الكرم و حسن الخلق».

قال الحسن: قلت: يا أبة، هذه الأربع، فاعطني الأربع الاخر.

قال: «إياك و مصادقة الأحمق، فإنه يريد أن ينفعك فيضرك، و إياك و مصادقة الكذاب فإنه يقرب إليك البعيد و يبعد عليك القريب، و إياك و مصادقة البخيل فإنه يقعد عنك أحوج ما تكون إليه، و إياك و مصادقة الفاجر، فإنه يبيعك بالتافه» (17).

 

1ـ البيهقي/معارج نهج البلاغة/ص. 10

2ـ أبو علي أحمد بن محمد بن مسكويه المتوفى عام 421 ه/الحكمة الخالدة/ص 110، نهج البلاغة/ص. 559

3ـ أحمد بن محمد بن مسكويه/الحكمة الخالدة/ص. 110

4ـ المصدر السابق.

5ـ المصدر السابق/ص 111، العسكري المتوفى عام 395 ه/كتاب الصناعتين/ص. 341

6ـ أحمد بن محمد بن مسكويه/الحكمة الخالدة/ص. 111

7ـ المصدر السابق/ص 113، أمالي اليزيدي المتوفى عام 310 ه/ص. 141

8ـ أحمد بن محمد بن مسكويه/الحكمة الخالدة/ص 113، و قد نقل ابن مسكويه بعد هذا قول ابن المقفع معلقا على كلام الإمام (ع) : ليجتهد البلغاء أن يزيدوا في هذا حرفا.

9ـ أحمد بن محمد بن مسكويه/الحكمة الخالدة/ص. 130

10ـ البيهقي/المحاسن و المساوي/ج 2/ص 62، المسعودي/مروج الذهب/ج 2/ص 422، أحمد بن محمد بن مسكويه/الحكمة الخالدة/ص 131، نهج البلاغة/ص. 470

11ـ أحمد بن محمد بن مسكويه/الحكمة الخالدة/ص. 133

12ـ المصدر السابق/ص. 145

13ـ أمالي الزجاجي المتوفى عام 340 ه/ص. 136

14ـ السيوطي/تاريخ الخلفاء/ص 206، و قد نسبت في تحف العقول للحراني/ص 206 للإمام الحسن بن علي (ع).

15ـ السيوطي/تاريخ الخلفاء/ص 206، نهج البلاغة/ص. 483

16ـ السيوطي/تاريخ الخلفاء/ص. 207

17ـ الحافظ ابن عساكر/ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق/ج 3/ص 403، نهج البلاغة/ص. 475