مختارات مما ورد له في نهج البلاغة
قال (ع) :
1 ـ «كن في الفتنة كابن اللبون (1) ، لا ظهر فيركب، و لا ضرع فيحلب».
2 ـ «أزرى (2) بنفسه من استشعر (3) الطمع، و رضي بالذل من كشف عن ضره، و هانت عليه نفسه من أمر (4) عليها لسانه».
3 ـ «خالطوا الناس مخالطة إن متم معها بكوا عليكم، و إن عشتم حنوا إليكم».
4 ـ «إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه».
5 ـ «أعجز الناس من عجز عن اكتساب الإخوان، و أعجز منه من ضيع من ظفر به منهم».
6 ـ «تذل الامور للمقادير، حتى يكون الحتف (5) في التدبير».
7 ـ و قال (ع) في الذين اعتزلوا القتال معه: «خذلوا الحق، و لم ينصروا الباطل».
8 ـ «أقيلوا ذوي المروءات عثراتهم (6) فما يعثر منهم عاثر إلا و يد الله بيده يرفعه».
9 ـ «من كفارات الذنوب العظام إغاثة الملهوف، و التنفيس عن المكروب».
10 ـ «ما أضمر أحد شيئا إلا ظهر في فلتات لسانه، و صفحات وجهه». ـ «إذا كنت في إدبار (7) ، و الموت في إقبال (8) ، فما أسرع الملتقى».
12 ـ «فاعل الخير خير منه، و فاعل الشر شر منه».
13 ـ «كن سمحا و لا تكن مبذرا، و كن مقدرا (9) و لا تكن مقترا (10) ».
14 ـ «من أسرع إلى الناس بما يكرهون، قالوا فيه بما لا يعلمون».
15 ـ «لسان العاقل وراء قلبه، و قلب الأحمق وراء لسانه».
16 ـ «إحذروا صولة الكريم إذا جاع، و اللئيم إذا شبع».
17 ـ «السخاء ما كان ابتداء، فأما ما كان عن مسألة فحياء و تذمم (11) ».
18 ـ «لا غنى كالعقل، و لا فقر كالجهل، و لا ميراث كالأدب، و لا ظهير كالمشاورة».
19 ـ «الغنى في الغربة وطن، و الفقر في الوطن غربة».
20 ـ «القناعة مال لا ينفد».
21 ـ «من حذرك كمن بشرك».
22 ـ «أهل الدنيا كركب يسار بهم و هم نيام».
23 ـ «فقد الأحبة غربة».
24 ـ «العفاف زينة الفقر، و الشكر زينة الغنى».
25 ـ «لا ترى الجاهل إلا مفرطا أو مفرطا».
26 ـ «الحكمة ضالة المؤمن، فخذ الحكمة و لو من أهل النفاق».
27 ـ «قيمة كل امرئ ما يحسنه». ـ «بقية السيف (12) أبقى عددا، و أكثر ولدا».
29 ـ «من ترك قول (لا أدري) أصيبت مقاتله (13) ».
30 ـ «من أصلح ما بينه و بين الله أصلح الله ما بينه و بين الناس، و من أصلح أمر آخرته أصلح الله له أمر دنياه، و من كان له من نفسه واعظ كان عليه من الله حافظ».
31 ـ «لا يقولن أحدكم: (اللهم!إني أعوذ بك من الفتنة) لأنه ليس أحد إلا و هو مشتمل على فتنة، و لكن من استعاذ فليستعذ من مضلات الفتن، فإن الله سبحانه يقول: (و اعلموا أنما أموالكم و أولادكم فتنة) ، و معنى ذلك أنه يختبرهم بالأموال و الأولاد ليتبين الساخط لرزقه، و الراضي بقسمه، و إن كان سبحانه أعلم بهم من أنفسهم، و لكن لتظهر الأفعال التي بها يستحق الثواب و العقاب، لأن بعضهم يحب الذكور و يكره الاناث، و بعضهم يحب تثمير المال (14) و يكره انثلام الحال (15) ».
32 ـ و سئل عن الخير ما هو؟فقال: «ليس الخير أن يكثر مالك و ولدك، و لكن الخير أن يكثر علمك، و أن يعظم حلمك، و أن تباهي الناس بعبادة ربك، فإن أحسنت حمدت الله، و إن أسأت استغفرت الله، و لا خير في الدنيا إلا لرجلين: رجل أذنب ذنوبا فهو يتداركها بالتوبة، و رجل يسارع في الخيرات».
33 ـ و سمع (ع) رجلا من الحرورية (16) يتهجد (17) و يقرأ فقال: «نوم على يقينخير من صلاة في شك».
34 ـ مدحه قوم في وجهه فقال: «اللهم!إنك أعلم بي من نفسي، و أنا أعلم بنفسي منهم، اللهم اجعلنا خيرا مما يظنون، و اغفر لنا ما لا يعلمون».
35 ـ «رب عالم قد قتله جهله، و علمه معه لا ينفعه».
36 ـ «هلك في رجلان: محب غال (18) ، و مبغض قال (19) ».
37 ـ «لأنسبن الاسلام نسبة لم ينسبها أحد قبلي. الإسلام هو التسليم، و التسليم هو اليقين، و اليقين هو التصديق، و التصديق هو الإقرار، و الإقرار هو الأداء، و الأداء هو العمل».
38 ـ «توقوا البرد (20) في أوله، و تلقوه (21) في آخره، فإنه يفعل في الأبدان كفعله في الأشجار، أوله يحرق و آخره يورق (22) ».
39 ـ «المرء مخبوء تحت لسانه».
40 ـ «هلك امرؤ لم يعرف قدره».
41 ـ «لا يعدم الصبور الظفر و إن طال به الزمان».
42 ـ «عاتب أخاك بالإحسان إليه، و اردد شره بالإنعام عليه».
43 ـ «من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومن من أساء به الظن».
44 ـ «من استبد برأيه هلك، و من شاور الرجال شاركها في عقولها».
45 ـ «من كتم سره كانت الخيرة (23) بيده». ـ «الفقر الموت الأكبر».
47 ـ «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق».
48 ـ «كم من أكلة منعت أكلات».
49 ـ «الناس أعداء ما جهلوا».
50 ـ «إذا هبت أمرا (24) فقع فيه، فإن شدة توقيه (25) أعظم مما تخاف منه».
51 ـ «آلة الرئاسة سعة الصدر».
52 ـ «إحصد الشر من صدر غيرك بقلعه من صدرك».
53 ـ «ما اختلفت دعوتان إلا كانت إحداهما ضلالة».
54 ـ «من لم ينجه الصبر أهلكه الجزع».
55 ـ «لم يذهب من مالك ما وعظك».
56 ـ «إن هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكمة».
57 ـ و قال (ع) لما سمع قول الخوارج«لا حكم إلا لله»: كلمة حق يراد بها باطل.
58 ـ و قال (ع) في صفة الغوغاء (26) : «هم الذين إذا اجتمعوا غلبوا، و إذا تفرقوا لم يعرفوا». و قيل: بل قال (ع) : «هم الذين إذا اجتمعوا ضروا، و إذا تفرقوا نفعوا»، فقيل: قد عرفنا مضرة اجتماعهم، فما منفعة افتراقهم؟فقال : «يرجع أصحاب المهن إلى مهنتهم، فينتفع الناس بهم. كرجوع البناء إلى بنائه، و النساج إلى منسجه، و الخباز إلى مخبزه».
59 ـ و قال (ع) ، و أتي بجان و معه غوغاء، فقال: «لا مرحبا بوجوه لا ترى إلا عند كل سوأة». ـ «كل وعاء يضيق بما جعل فيه إلا وعاء العلم، فإنه يتسع به».
61 ـ «إن لم تكن حليما فتحلم، فإنه قل من تشبه بقوم إلا أو شك أن يكون منهم».
62 ـ «الخلاف يهدم الرأي».
63 ـ «في تقلب الأحوال، علم جواهر الرجال».
64 ـ «حسد الصديق من سقم المودة (27) ».
65 ـ «أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع».
66 ـ «ليس من العدل القضاء على الثقة بالظن».
67 ـ «من أشرف أعمال الكريم غفلته عما يعلم».
68 ـ «بكثرة الصمت تكون الهيبة، و بالنصفة (28) يكثر المواصلون (29) ، و بالإفضال تعظم الأقدار، و بالتواضع تتم النعمة، و باحتمال المؤن (30) يجب السؤدد (31) ، و بالسيرة العادلة يقهر المناوئ (32) ، و بالحلم عن السفيه تكثر الأنصار عليه».
69 ـ و سئل عن الإيمان فقال: «الإيمان معرفة بالقلب، و إقرار باللسان، و عمل بالأركان».
70 ـ و قال لابنه الحسن (ع) : «لا تدعون إلى مبارزة (33) و إن دعيت إليها فأجب، فإن الداعي إليها باغ، و الباغي مصروع (34) ».
71 ـ «خيار خصال النساء شرار خصال الرجال: الزهو (35) ، و الجبن، و البخل، فإذا كانت المرأة مزهوة (36) لم تمكن من نفسها، و إذا كانت بخيلة حفظت مالها و مال بعلها، و إذا كانت جبانة فرقت (37) من كل شيء يعرض لها».
72 ـ و قيل له: صف لنا العاقل، فقال (ع) : «هو الذي يضع الشيء مواضعه»، فقيل: صف لنا الجاهل، فقال : «قد فعلت».
73 ـ «و الله لدنياكم هذه أهون في عيني من عراق (38) خنزير في يد مجذوم (39) ».
74 ـ «إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار، و إن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، و إن قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار».
75 ـ «يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم».
76 ـ «من أطاع التواني ضيع الحقوق، و من أطاع الواشي ضيع الصديق».
77 ـ «من ظن بك خيرا فصدق ظنه».
78 ـ «أصدقاؤك ثلاثة، و أعداؤك ثلاثة، فأصدقاؤك: صديقك، و صديق صديقك، و عدو عدوك، و أعداؤك : عدوك، و عدو صديقك، و صديق عدوك».
79 ـ «من بالغ في الخصومة أثم، و من قصر فيها ظلم، و لا يستطيع أن يتقي الله من خاصم».
80 ـ «أشد الذنوب ما استهان به صاحبه».
81 ـ «لا تظنن بكلمة خرجت من أحد سوءا و أنت تجد لها في الخير محتملا». ـ «البخل جامع لمساوئ العيوب، و هو زمام يقاد به إلى كل سوء».
83 ـ «تكلموا تعرفوا، فإن المرء مخبوء تحت لسانه».
84 ـ «من صارع الحق صرعه».
85 ـ «من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، و من عمل لدينه كفاه الله أمر دنياه، و من أحسن فيما بينه و بين الله أحسن الله ما بينه و بيسن الناس».
86 ـ «ما المجاهد الشهيد في سبيل الله بأعظم أجرا ممن قدر فعف: يكاد العفيف أن يكون ملكا من الملائكة» (40).
|
1 ـ ابن اللبون: ابن الناقة إذا استكمل سنتين. 2 ـ أزرى بها: حقرها. 3 ـ استشعر: تبطنه و تخلق به. 4 ـ أمر لسانه: جعله أميرا. 5 ـ الحتف: الهلاك. 6 ـ العثرة: السقطة، و إقالة عثرته: رفعه من سقطته. و المروءة: صفة للنفس تحملها على فعل الخير لأنه خير. 7 ـ كنت في إدبار: أي تركت الموت خلفك و توجهت إليه ليلحق بك. 8 ـ الموت في إقبال: أي توجه إليك بعد أن تركته خلفك.
9 ـ المقدر: المقتصد، كأنه يقدر كل شيء بقيمته فينفق على قدره. 10 ـ المقتر: المضيق في النفقة، كأنه لا يعطي إلا القتر، أي الرمقة من العيش. 11 ـ التذمم: الفرار من الذم، كالتأثم و التحرج. 12 ـ بقية السيف: هم الذين يبقون بعد الذين قتلوا في حفظ شرفهم و دفع الضيم عنهم و فضلوا الموت على الذل، فيكون الباقون شرفاء نجداء فعددهم أبقى و ولدهم يكون أكثر. بخلاف الأذلاء، فإن مصيرهم إلى المحو و الفناء. 13 ـ مقاتله: مواضع قتله. 14 ـ تثمير المال: إنماؤه بالربح. 15 ـ إنثلام الحال: نقصه. 16 ـ الحرورية: الخوارج الذين خرجوا على علي بحروراء. 17 ـ يتهجد: أي يصلي بالليل. 18 ـ الغالي: المتجاوز الحد في حبه بسبب غيره، أو دعوة حلول اللاهوت فيه أو نحو ذلك. 19 ـ القالي: المبغض الشديد البغض. 20 ـ توقوا البرد: أي احفظوا أنفسكم من أذاه. 21 ـ تلقوه: استقبلوه. 22 ـ آخره يورق: لأن البرد في آخره يمس الأبدان بعد تعودها عليه فيكون عليها أخف. 23 ـ الخيرة: الخيار. 24 ـ هبت أمرا: خفت منه. 25 ـ توقيه: الاحتراز منه. 26 ـ الغوغاء: أوباش الناس يجتمعون على غير ترتيب. 27 ـ سقم المودة: ضعف الصداقة. 28 ـ النصفة: الإنصاف. 29 ـ المواصلون: أي المحبون. 30 ـ المؤن: القوت. 31 ـ السؤدد: الشرف. 32 ـ المناوئ: المخالف المعاند. 33 ـ المبارزة: بروز كل للآخر ليقتتلا. 34 ـ مصروع: مغلوب مطروح. 35 ـ الزهو: الكبر. 36 ـ مزهوة: متكبرة. 37 ـ فرقت: أي فزعت. 38 ـ العراق: هو من الحشا ما فوق السرة معترضا البطن. 39 ـ مجذوم: المصاب بمرض الجذام. 40 ـ نهج البلاغة/حكم أمير المؤمنين/ص 469 و ما بعدها. |