[131]
أنه بمكة ، فقال له : لئن لم تأنني به لاقتلنك : فأجله أجلا ، وخرج العريف إلى
القادسية ينظرميثما ، فلما قدم ميثم قال : أنت ميثم ؟ قال : نعم أنا ميثم ، قال :
تبرأ من أبي تراب ( 1 ) قال : لا أعرف أبا تراب ، قال : تبرأ من علي بن أبي طالب
فقال له : فإن أنا لم أفعل ؟ قال : إذا والله لاقتلك ( 2 ) قال : أما لقد كان يقول
لي إنك ستقتلني وتصلبني على باب عمرو حريث ، فإذا كان يوم الرابع ابتدر
منخراي دما عبيطا ، فأمر به فصلب على باب عمرو بن حريث ، فقال للناس : سلوني
- وهو مصلوب - قبل أن اقتل ، فوالله لاخبرتكم بعلم ما يكون إلى أن تقوم الساعة وما
يكون من الفتن ، فلما سأله الناس حدثهم حديثا واحدا إذ أتاه رسول من قبل ابن
زياد فألجمه بلجام من شريط ، وهو أول من الجم بلجام وهو مصلوب ( 3 ) .
يج عن عمران عن أبيه ميثم مثله ( 4 ) .
بيان : الشريط : حبل يفتل من خوص .
كش : وروي عن أبي الحسن الرضا عن أبيه عن آبائه صلوات الله عليهم
قال : أتى ميثم التمار دار أميرالمؤمنين عليه السلام فقيل له : إنه نائم ، فنادى بأعلى صوته :
انتبه أيها النائم ، فوالله لتخضبن لحيتك من رأسك ، فانتبه أميرالمؤمنين عليه السلام فقال :
أدخلوا ميثما ، فقال ( 5 ) : أيها النائم والله لتخضبن لحيتك من رأسك ، فقال : صدقت
وأنت والله ليقطعن يداك ورجلاك ولسانك ، ولتقطعن النخلة التي في الكناسة فتشق
أربع قطع فتصلب أنت على ربعها ، وحجر بن عدي على ربعها ، ومحمد بن أكتم على
ربعها ، وخالد بن مسعود على ربعها ، قال ميثم : فشككت في نفسي وقلت : إن
*
_________________________________________________________
ص 131 ) ( 1 ) كأن في العبارة سقطا ، والظاهران يكون هكذا : فجاء به العريف إلى ابن زياد ، فقال
ابن زياد : تبرأ من ابى تراب .
( 2 ) في المصدر : لاقتلنك .
( 3 ) معرفة اخبار الرجال : 55 و 56 .
( 4 ) الخرائج والجرائح : 20 .
( 5 ) في المصدر : فقال له .
*
[132]
عليا ليخبرنا بالغيب ! فقلت له : أو كائن ذاك يا أميرالمؤمنين ؟ فقال : إي ورب
الكعبة كذا عهده إلي النبي صلى الله عليه واله ، قال : فقلت : لم ( 1 ) يفعل ذلك بي يا أميرالمؤمنين
فقال : ليأخذنك العتل الزنيم ابن الامة الفاجرة عبيدالله بن زياد ، قال : وكان
يخرج إلى الجبانة وأنا معه فيمر بالنخلة فيقول لي : يا ميثم إن لك ولها شأنا من
الشأن ، قال : فلما ولي عبيدالله بن زياد الكوفة ودخلها تعلق علمه بالنخلة التي
بالكناسة فتخرق ، فتطير من ذلك فأمر بقطعها ، فاشتراها رجل من النجارين
فشقها أربع قطع ، قال ميثم : فقلت لصالح ابني : فخذ مسمارا من حديد فانقش عليه
اسمي واسم أبي ودقه في بعض تلك الاجذاع .
قال : فلما مضى بعد ذلك أيام أتوني قوم من أهل السوق فقالوا : يا ميثم
انهض معنا إلى الامير نشتكي ( 2 ) إليه عامل السوق فنسأله أن يعزله عنا ويولي علينا
غيره ، قال : وكنت خطيب القوم ، فنصت لي وأعجبه منطقي ، فقال له عمرو بن حريث :
أصلح الله الامير تعرف هذا المتكلم ؟ قال : ومن هو ؟ قال : ميثم التمار الكذاب
مولى الكذاب علي بن أبي طالب ، قال : فاستوى جالسا فقال لي : ما تقول ؟ فقلت
كذب أصلح الله الامير ، بل أنا الصادق مولى الصادق علي بن أبي طالب أميرالمؤمنين
حقا ، فقال لي : لتبرأن من علي ولتذكرن مساويه وتتولى عثمان وتذكر محاسنه
أو لاقطعن يديك ورجليك ولاصلبنك ، فبكيت ، فقال لي : بكيت من القول دون
الفعل ؟ فقلت : والله ما بكيت من القول ولا من الفعل ولكني بكيت من شك كان دخلني
يوم أخبرني سيدي ومولاي ، فقال لي : وما قال لك ؟ قال : فقلت : أتيته الباب فقيل
لي : إنه نائم ، فناديت : انتبه أيها النائم فوالله لتخضبن لحيتك من رأسك ، فقال :
صدقت وأنت والله ليقطعن يداك ورجلاك ولسانك ولتصلبن ، فقلت : ومن يفعل ذلك
بي يا أميرالمؤمنين ؟ فقال : يأخذك العتل الزنيم ابن الامة الفاجرة عبيدالله بن زياد
قال : فامتلا غيظا ثم قال لي : والله لاقطعن يديك ورجليك ولادعن لسانك حتى
*
_________________________________________________________
ص 132 ) ( 1 ) ومن يفعل ظ .
( 2 ) في المصدر : نشكو .
[133]
اكذبك واكذب مولاك ، فأمر به فقطعت يداه ورجلاه ، ثم اخرج وأمر به أن
يصلب ، فنادى بأعلى صوته : أيها الناس من أراد أن يسمع الحديث المكنون عن علي
ابن أبي طالب ؟ قال فاجتمع الناس ، وأقبل يحدثهم بالعجائب ، قال : وخرج عمرو
ابن حريث وهو يريد منزله فقال : ما هذه الجماعة ؟ قال : ميثم التمار يحدث الناس
عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : فانصرف مسرعا فقال : أصلح الله الامير بادر فابعث
إلى هذا من يقطع لسانه ، فإني لست آمن أن يتغير قلوب أهل الكوفة فيخرجوا
عليك ، قال : فالتفت إلى حرسي فوق رأسه فقال : اذهب فاقطع لسانه ، قال : فأتاه
الحرسي وقال له : يا ميثم ! قال : ما تشاء ؟ قال : أخرج لسانك فقد أمرني الامير بقطعه
قال ميثم : ألا زعم ابن الامة الفاجرة أنه يكذبني ويكذب مولاي ؟ هاك لساني ،
قال : فقطع لسانه وتشخط ساعة في دمه ثم مات ، وأمر به فصلب ، قال صالح :
فمضيت بعد ذلك أيام ( 1 ) فإذا هو قد صلب على الربع الذي كتبت ودققت فيه
المسمار ( 2 ) .
15 - ختص ، كش : إبراهيم بن الحسين العقيقي رفعه قال :
سئل ( 3 ) قنبر : مولى من أنت ؟ فقال : مولاي ( 4 ) من ضرب بسيفين ، وطعن برمحين ، وصلى
القبلتين ، وبايع البيعتين ، وهاجر الهجرتين ، ولم يكفر بالله طرفة عين ، أنا مولى صالح
المؤمنين ، ووارث النبيين ، وخيرالوصيين ، وأكبر المسلمين ، ويعسوب المؤمنين ،
ونور المجاهدين ، ورئيس البكائين ، وزين العابدين ، وسراج الماضين ، وضوء القائمين
-بحار الانوار مجلد: 38 من ص 133 سطر 18 الى ص 141 سطر 18
وأفضل القانتين ، ولسان رسول رب العالمين واول المؤمنين ( 5 ) من آل يس ، المؤيد بجبرئيل
الامين ، والمنصور بميكائيل المتين ، والمحمود عند أهل السماء أجمعين ، سيد المسلمين
*
_________________________________________________________
ص 133 ) ( 1 ) كذا في النسخ .
وفى المصدر : بأيام .
( 2 ) معرفة اخبار الرجال : 56 - 58 .
( 3 ) في الاختصاص : وفي رواية العامة سئل اه .
( 4 ) كذا في ( ك ) .
و ( م ) و ( خ ) : مولى .
وفي المصدرين : انا مولى .
( 5 ) في الاختصاص : واول الوصيين .
*
[134]
والسابقين ، وقاتل الناكثين والمارقين والقاسطين ، والمحامي عن حرم المسلمين
ومجاهد أعدائه الناصبين ، ومطفئ نار ( 1 ) الموقدين ، وأفخر من مشى من قريش
أجمعين ، وأول من أجاب ( 2 ) واستجاب لله ، أميرالمؤمنين ، ووصي نبيه في العالمين
وأمينه على المخلوقين ، وخليفة من بعث إليهم أجمعين ، سيد المسلمين والسابقين
ومبيد المشركين ، وسهم من مرامي الله على المنافقين ، ولسان كلمة العابدين ، ناصر
دين الله ، وولي الله ، ولسان كلمة الله ، وناصره في أرضه ، وعيبة علمه ، وكهف دينه ، إمام أهل الابرار ، ( 3 ) من رضي عنه العلي الجبار ( 4 ) ، سمح سخي ، حيي بهلول
سنحنحي ، زكي ، مطهر أبطحي ، جري همام صابر صوام مهدي مقدام قاطع
الاصلاب ، مفرق الاحزاب ، عالي الرقاب ، أربطهم عنانا وأثبتهم جنانا وأشدهم
شكيمة ، بازل ، باسل ، صنديد ، هزبر ، ضرغام ، حازم ، عزام ، حصيف ، خطيب
محجاج ، كريم الاصل ، شريف الفصل ، فاضل القبيلة ، نقي العشيرة ( 5 ) زكي الركانة
مؤدي الامانة من بني هاشم ، وابن عم النبي صلى الله عليهما ، الامام المهدي
الرشاد ، مجانب الفساد ، الاشعث الحاتم ، البطل الجماجم ، والليث المزاحم ،
بدري مكي حنفي روحاني شعشعاني ، من الجبال شواهقها ، ومن ذي الهضاب ( 6 )
رؤوسها ، ومن العرب سيدها ، ومن الوغى ليثها ، البطل الهمام ، والليث المقدام ،
والبدر التمام ، محك المؤمنين ، ووارث المشعرين ، وأبوالسبطين الحسن والحسين
والله أميرالمؤمنين حقا حقا علي بن أبي طالب عليه من الله الصلوات الزكية والبركات
السنية .
( 7 ) *
_________________________________________________________
ص 134 ) ( 1 ) في الاختصاص : نيران .
( 2 ) في الاختصاص : واول من حارب واستجلب .
( 3 ) في المصدرين : امام الابرار .
( 4 ) في الاختصاص : مرضى عند العلى الجبار .
( 5 ) في الاختصاص : العترة .
( 6 ) الهضبة : الجبل المنبسط على وجه الارض وفي ( كش ) : ذى الهضبات .
( 7 ) الاختصاص : 73 و 74 .
معرفة اخبار الرجال : 49 و 50 .
*
[135]
توضيح : البهلول بالضم الضحاك والسيد الجامع لكل خير .
ورجل
سنحنح : لاينام الليل ، والياء للمبالغة كالاحمري ، والهمام ( 1 ) : الملك العظيم الهمة
والسيد الشجاع السخي قوله : " عالي الرقاب " أى يعلوها ويسلط عليها .
وربط
العنان كناية عن التقيد بقوانين الشريعة ، أو حمل الناس عليها .
والشكيمة : الطبع
وفي اللجام : الحديدة المعترضة في فم الفرس .
والبازل : الرجل الكامل في تجربته
والباسل : الاسد والشجاع .
والصنديد : السيد الشجاع والهزبر - بكسر الهاء وفتح الراء وسكون الباء - : الاسد والشديد الصلت .
والضرغام بالكسر : الاسد .
والحصيف : من استكمل عقله .
والمحجاج بالكسر : الجدل الكامل في الحجاج .
و
الفصل : القضاء بين الحق والباطل ، ويحتمل أن يكون المراد هنا المحل الذي
انفصل منه من الوالدين والاجداد .
والركانة : الوقار ، وفي بعض النسخ بالزاي
المعجمة ، أي الحدس والفطانة .
والاشعث : المغبر الرأس ، وفي بعض النسخ
" الاسغب " بالغين المعجمة والباء الموحدة ، أي الجائع ، والحاتم بالكسرالقاضي و
وبالفتح الجواد والجماجم : السادات والعظماء ، ولعل الالف واللام في البطل زيد
من النساخ قوله : " محك المؤمنين " أي بولايته ومتابعته يعرف المؤمنون ودرجاتهم
وفي بعض النسخ " مجلي المؤمنين " من التجلية أي مصفيهم ومنورهم .
16 - كش : محمد بن مسعود ، عن علي بن قيس القومشي : عن أحلم بن
يسار ( 2 ) ، عن أبي الحسن صاحب العسكر عليه السلام ، أن قنبرا مولى أميرالمؤمنين عليه السلام
دخل على الحجاج بن يوسف فقال له : ما الذي كنت تلي من علي بن أبي طالب ؟
فقال : كنت أوضيه ، فقال له : ما كان يقول إذا فرغ من وضوئه ؟ فقال : كان يتلو
هذه الآية : " فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ حتى إذافرحوا
بما اوتوا أخذناهم بغتة فاذاهم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله
*
_________________________________________________________
ص 135 ) ( 1 ) بالضم .
( 2 ) كذا في النسخ .
وفي المصدر : احكم بن يسار وفى جامع الرواة : احكم بن بشار .
*
[136]
رب العالمين " ( 1 ) فقال الحجاج : أظنه كان يتأولها علينا ؟ قال : نعم ، فقال :
ما أنت صانع إذا ضربت علاوتك ؟ ( 2 ) قال : إذن أسعد وتشقى فأمر به .
( 3 )
شى : مرسلا عنه عليه السلام مثله ( 4 ) .
كش : محمد بن عبدالله ، عن وهيب بن مهران ، عن محمد بن علي الصيرفي ، عن
علي بن محمد بن عبدالله الحناط ، عن وهب بن حفص الجريري ، عن أبي حيان
البجلي ، عن قنوا بنت الرشيد الهجري قال : قلت لها : أخبرني ما سمعت من أبيك
قالت : سمعت أبي يقول : أخبرني أميرالمؤمنين عليه السلام فقال : يا رشيد كيف صبرك
متى أرسل إليك دعي بني امية فقطع يديك ورجليك ولسانك ؟ قلت : يا أميرالمؤمنين
آخر ذلك إلى الجنة ؟ فقال : يا رشيد أنت معي في الدنيا والآخرة قالت : فوالله
ما ذهبت الايام حتى أرسل إليه عبيدالله بن زياد الدعي فدعاه إلى البراءة من أمير
المؤمنين عليه السلام فأبى أن يبرأ منه ، فقال له الدعي فبأي ميتة قال لك تموت ؟ فقال له :
أخبرني خليلي أنك تدعوني إلى البراءة منه فلا أبرأ فتقدمني فتقطع يدي ورجلي
ولساني ، فقال : والله لاكذبن قوله ، قال : فقدموه فقطعوا يديه ورجليه وتركوا
لسانه ، فحملت أطراف يديه ورجليه ، فقلت : يا أبة هل تجد ألما لما ( 5 ) أصابك ؟
فقال : لا يا بنتي ( 6 ) إلا كالزحام بين الناس ، فلما احتملناه وأخرجناه من القصر اجتمع
الناس حوله فقال : آتوني ( 7 ) بصفيحة ودواة أكتب لكم ما يكون إلى يوم الساعة ،
فأرسل إليه الحجام يقطع لسانه ، فمات رحمة الله عليه في ليلته ، قال : وكان أمير
*
_________________________________________________________
ص 136 ) ( 1 ) سورة الانعام : 44 - 45 .
( 2 ) العلاوة - بالكسر - : اعلى الرأس أو العنق .
( 3 ) معرفة اخبار الرجال : 50 .
( 4 ) تفسير العياشى : ج 1 ص 359 .
( 5 ) في المصدر : مما .
( 6 ) في المصدر و ( م ) و ( خ ) : يا بنية .
( 7 ) في المصدر و ( م ) و ( خ ) : ايتونى .
*
[137]
المؤمنين عليه السلام يسميه رشيد البلايا ، وقد كان ألقى إليه علم البلايا والمنايا ، فكان
( في ) حياته إذا لقي الرجل قال له : أنت تموت بميتة كذا وتقتل أنت يا فلان بقتلة
كذا وكذا ، فيكون كما يقول الرشيد ، وكان أميرالمؤمنين عليه السلام يقول : أنت رشيد
البلايا أو تقتل ( 1 ) بهذه القتلة فكان كما قال أميرالمؤمنين عليه السلام ( 2 ) .
ختص ، جعفر بن الحسين ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن أبي القاسم ، عن
محمد بن علي الصيرفي مثله .
( 3 ) يج : عن قنوا مثله .
( 4 )
18 - كش : جبرئيل ، عن محمد بن عبدالله بن مهران ، عن أحمد بن النضر
عن عبدالله بن يزيد الاسدي ، عن فضيل بن الزبير قال : خرج أميرالمؤمنين صلوات
الله عليه يوما إلى بستان البرني ومعه أصحابه ، فجلس تحت نخلة ثم أمر بنخلة
فلقطت فانزل منها رطب ، فوضع بين أيديهم ، قالوا : فقال رشيد الهجري يا أميرالمؤمنين
ما أطيب هذا الرطب ! فقال : يا رشيد أما إنك تصلب على جذعها ، قال رشيد : فكنت
أختلف إليها طرفي النهار أسقيها ومضى أميرالمؤمنين صلوات الله عليه ، قال : فجئتها
يوما وقد قطع سعفها ، قلت : اقترب أجلي ، ثم جئت يوما فجاء العريف فقال : أجب
الامير ، فأتيته فلما دخلت القصر إذا خشب ملقي ، ثم جئت يوما آخر فإذا النصف
الآخر قد جعل زرنوقا يستقى عليه الماء ، فقلت : ما كذبني خليلي ، فأتاني العريف
فقال : أجب الامير ، فأتيته فلما دخلت القصر إذا الخشب ملقى فاذا فيه الزرنوق
فجئت حتى ضربت الزرنوق برجلي ، ثم قلت : لك غذيت ولي نبت ( 5 ) ثم ادخلت
على عبيدالله بن زياد فقال : هات من كذب صاحبك ، قلت : والله ما أنا بكذاب ولا هو
*
_________________________________________________________
ص 137 ) ( 1 ) في المصدر و ( م ) و ( خ ) : اى تقتل وفى ( ت ) : تقتل .
( 2 ) معرفة اخبار الرجال 50 و 51 .
( 3 ) الاختصاص : 77 و 78 .
( 4 ) لم نجده في الحزائج المطبوع .
( 5 ) في المصدر و ( م ) و ( خ ) : انبتت .
*
[138]
ولقد أخبرني أنك تقطع يدي ورجلي ولساني ، قال : إذا والله نكذبه ، اقطعوا
يديه ورجليه وأخرجوه .
فلما حمل إلى أهله أقبل يحدث الناس بالعظائم ، وهو
يقول : أيها الناس سلوني وإن للقوم عندي طلبة لم يقضوها ، فدخل رجل على ابن
زياد فقال له : ما صنعت قطعت يديه ورجليه وهو يحدث الناس بالعظائم ؟ قال : فأرسل
إليه : ردوه - وقد انتهى إلى بابه - فردوه فأمر بقطع يديه ورجليه ولسانه وأمر بصلبه - ( 1 )
بيان : الزرنوقان - بالضم ويفتح - : منارتان تبنيان على جانبي رأس
البئر .
19 - فض : قيل : كان مولانا أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يخرج
من الجامع بالكوفة فيجلس عند ميثم التمار رضي الله عنه فيحادثه ، فيقال : إنه قال
له ذات يوم : ألا ابشرك يا ميثم ؟ فقال : بماذا يا أمير المؤمنين ؟ قال : بأنك تموت
مصلوبا ، فقال يا مولاي وأنا على فطرة الاسلام ؟ قال : نعم ، ثم قال يا ميثم تريد
اريك الموضع الذي تصلب فيه والنخلة التي تعلق عليها وعلى جذعتها ؟ قال : نعم
يا أميرالمؤمنين ، فجاء به إلى رحبة الصيارف ( 2 ) وقال له : ههنا ، ثم أراه نخلة قال
له : على جذع هذه فما زال ميثم رضي الله عنه يتعاهد تلك النخلة حتى قطعت وشقت
نصفين ، فسقف بالنصف منها وبقي النصف الآخر ، فما زال يتعاهد النصف ويصلي
في ذلك الموضع ويقول لبعض جيران الموضع : يا فلان إني اريد أن اجاورك عن
قريب فأحسن جواري ، فيقول ذلك الرجل في نفسه : يريد ميثم أن يشتري دارا
في جواري ، ولا يعلم ما يريد بقوله ، حتى قبض أميرالمؤمنين عليه السلام وظفر معاوية و
أصحابه ، واخذ ميثم فيمن اخذ ، وأمر معاوية بصلبه فصلب على ذلك الجذع في ذلك
المكان ، فلما رأى ذلك الرجل أن ميثما قد صلب في جواره قال : إنا لله وإنا إليه
راجعون ، ثم أخبر الناس بقصة ميثم وما قاله في حياته ، وما زال ذلك الرجل يتعاهده
*
_________________________________________________________
ص 138 ) ( 1 ) معرفة اخبار الرجال : 51 و 52 .
( 2 ) في المصدر : الصيارفة .
*
[139]
وينكس تحت الجذع ويبخره ويصلي عنده ويكرر الرحمة عليه رضي الله عنه .
( 1 )
20 - كشف : من دلائل الحميري ، عن إسحاق بن عمار قال سمعت العبد
الصالح ينعى إلى رجل نفسه فقلت في نفسي : وإنه ليعلم متى يموت الرجل من شيعته
فالتفت إلي شبه المغضب فقال : يا إسحاق قد كان الرشيد الهجري - وكان من
المستضعفين - يعلم علم المنايا والبلايا ، والامام ( 2 ) أولى بذلك ، يا إسحاق اصنع ما
أنت صانع فعمرك قد فني وأنت تموت إلى سنتين ، وإخوتك وأهل بيتك لايلبثون من
بعدك إلا يسيرا حتى تفترق كلمتهم ويخون بعضهم بعضا ويصيرون لاخوانهم ومن
يعرفهم رحمة حتى يشمت بهم عدوهم ، قال إسحاق : فإني أستغفر الله مما عرض في
صدري ، فلم يلبث إسحاق بعد هذا المجلس إلا سنتين حتى مات ، ثم ماذهبت الايام
حتى قام بنو عمار بأموال الناس وأفلسوا أقبح إفلاس رآه الناس ، فجاء ما قال
أبوالحسن عليه السلام فيهم ما غادر قليلا ولا كثيرا ( 3 ) .
21 - كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل ، عن محمد بن مروان
قال : قال لي أبوعبدالله عليه السلام ، ما منع ميثم رحمه الله من التقية ؟ فوالله لقد علم أن
هذه الآية نزلت في عمار وأصحابه " إلا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ( 4 ) " .
أقول قد مر كثير من أخبارهم في باب إخبار أميرالمؤمنين عليه السلام
بالكائنات .
22 - ختص : جعفر بن الحسين ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى
عن عثمان بن عيسى ، عن أبي الجارود قال : سمعت القنوا بنت الرشيد الهجري
تقول : قال أبي : يا بنية أميتي الحديث بالكتمان ، واجعلي القلب مسكن الامانة .
وعن قنوا قالت : قلت لابي : ما أشد اجتهادك ! قال يا بنية : يأتي قوم بعدنا بصائرهم
*
_________________________________________________________
ص 139 ) ( 1 ) الروضة : 5 .
( 2 ) في المصدر : فالامام .
( 3 ) كشف الغمة : 251 .
( 4 ) اصول الكافى ( الجزء الثانى من الطبعة الحديثة ) : 220 .
والاية في سورة النحل : 106 .
*
[140]
في دينهم أفضل من اجتهادنا ( 1 ) .
23 - ختص : جعفر ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن
ابن محبوب ، عن عبدالكريم يرفعه إلى رشيد الهجري قال : لما طلب زياد أبوعبيد الله
رشيد الهجري اختفى رشيد ، فجاء ذات يوم إلى أبي أراكة وهو جالس على بابه في
جماعة من أصحابه ، فدخل منزل أبي أراكة ففزع لذلك أبوأراكة وخاف ، فقام
فدخل في أثره ، فقال : ويحك قتلتني وأيتمت ولدي وأهلكتهم ، قال : وما ذاك ؟
قال : أنت مطلوب ، وجئت حتى دخلت داري ، وقد رآك من كان عندي ، فقال : مارآني أحد منهم ، قال : وتسخربي أيضا فأخذه وشده كتافا ثم أدخله بيتا وأغلق
عليه بابه ، ثم خرج إلى أصحابه فقال لهم : إنه خيل إلي أن رجلا شيخا قد دخل
داري آنفا ، قالوا ما رأينا أحدا ، فكرر ذلك عليهم كل ذلك يقولون : ما رأينا
أحدا فسكت عنهم ، ثم إنه تخوف أن يكون قد رآه غيرهم ، فذهب إلى مجلس
زياد ليتجسس هل يذكرونه ، فإن هم أحسوا بذلك أخبرهم أنه عنده ودفعه إليهم
فسلم على زياد وقعد عنده ، وكان الذي بينهما لطيف ، قال : فبينا هو كذلك إذ أقبل
الرشيد على بغلة أبي أراكة مقبلا نحو مجلس زياد ، فلما نظر إليه أبوأراكه تغير
وجههه وأسقط في يده وأيقن بالهلاك ، فنزل رشيد عن البغلة وأقبل إلى زياد فسلم
عليه ، فقام إليه زياد فاعتنقه فقبله ، ثم أخذ يسائله : كيف فدمت ؟ وكيف من خلفت ؟
وكيف كنت في مسيرك ؟ وأخذ لحيته ثم مكث هنيئة ثم قام فذهب ، فقال أبوأراكة
لزياد : أصلح الله الامير من هذا الشيخ ؟ قال : هذا أخ من إخواننا من أهل الشام
قدم علينا زائرا ، فانصرف أبوأراكة إلى منزله فإذا رشيد بالبيت كما تركه ، فقال
له أبوأراكه : أما إذا كان عندك من العلم كل ما أرى فاصنع ما بدالك ، وادخل
علينا كيف شئت ( 2 ) .
*
_________________________________________________________
ص 140 ) ( 1 ) الاختصاص : 78 .
( 2 ) الاختصاص : 78 و 79 .
*