بنو جمح

و اعلم أنه ع أخرج هذا الكلام مخرج الذم لمن حضر الجمل مع عائشة زوجة النبي ص من بني جمح فقال و أفلتتني أعيار بني جمح جمع عير و هو الحمار و قد كان معها منهم يوم الجمل جماعة هربوا و لم يقتل منهم إلا اثنان فممن هرب و نجا بنفسه عبد الله الطويل بن صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح و كان شريفا و ابن شريف و عاش حتى قتل مع ابن الزبير بمكة . و منهم يحيى بن حكيم بن صفوان بن أمية بن خلف عاش حتى استعمله عمرو بن سعيد الأشدق على مكة لما جمع له بين مكة و المدينة فأقام عمرو بالمدينة و يحيى بمكة . و منهم عامر بن مسعود بن أمية بن خلف كان يسمى دحروجة الجعل لقصره و سواده و عاش حتى ولاه زياد صدقات بكر بن وائل و ولاه عبد الله بن الزبير بن العوام الكوفة . و منهم أيوب بن حبيب بن علقمة بن ربيعة بن الأعور بن أهيب بن حذافة بن جمح عاش حتى قتل بقديد قتلته الخوارج . فهؤلاء الذين أعرف حضورهم الجمل مع عائشة من بني جمح و قتل من بني جمح مع عائشة عبد الرحمن بن وهب بن أسيد بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح و عبد الله بن ربيعة بن دراج العنبس بن وهبان بن وهب بن حذافة بن جمح لا أعرف أنه قتل من بني جمح ذلك اليوم غيرهما فإن صحت الرواية و أفلتني أعيان بني جمح بالنون فالمراد رؤساؤهم و ساداتهم . و أتلعوا أعناقهم رفعوها و رجل أتلع بين التلع أي طويل العنق و جيد تليع أي طويل قال الأعشى

[ 126 ]

يوم تبدي لنا قتيله عن جيد
تليع تزينه الأطواق

و وقص الرجل إذا اندقت عنقه فهو موقوص و وقصت عنق الرجل أقصها وقصا أي كسرتها و لا يجوز وقصت العنق نفسها . و الضمير في قوله ع لقد أتلعوا يرجع إلى قريش أي راموا الخلافة فقتلوا دونها . فإن قلت أ تقول إن طلحة و الزبير لم يكونا من أهل الخلافة إن قلت ذلك تركت مذهب أصحابك و إن لم تقله خالفت قول أمير المؤمنين لم يكونوا أهله . قلت هما أهل للخلافة ما لم يطلبها أمير المؤمنين فإذا طلبها لم يكونا أهلا لها لا هما و لا غيرهما و لو لا طاعته لمن تقدم و ما ظهر من رضاه به لم نحكم بصحة خلافته

[ 127 ]