14

وَ قَالَ ع إِذَا وَصَلَتْ إِلَيْكُمْ أَطْرَافُ اَلنِّعَمِ فَلاَ تُنَفِّرُوا أَقْصَاهَا بِقِلَّةِ اَلشُّكْرِ قد سبق القول في الشكر و نحن نذكر هاهنا زيادة على ذلك . قال بعضهم ما شيبتني السنون بل شكري من أحتاج أن أشكره . و قالوا العفاف زينة الفقر و الشكر زينة الغنى . و قالوا من سعادة المرء أن يضع معروفه عند من يشكره . و من جيد ما قيل في الشكر قول أبي نواس

قد قلت للعباس معتذرا
من ضعف شكريه و معترفا
أنت امرؤ حملتني نعما
أوهت قوى شكري فقد ضعفا
فإليك مني اليوم معذرة
جاءتك بالتصريح منكشفا
لا تسدين إلى عارفة
حتى أقوم بشكر ما سلفا

و قال البحتري

فإن أنا لم أشكر لنعماك جاهدا
فلا نلت نعمى بعدها توجب الشكرا

[ 117 ]

و قال أيضا

سأجهد في شكري لنعماك إنني
أرى الكفر للنعماء ضربا من الكفر

و قال ابن أبي طاهر

شكرت عليا بره و بلاءه
فقصر بي شكري و إني لجاهد
و ما أنا من شكري عليا بواحد
و لكنه في الفضل و الجود واحد

و قال أبو الفتح البستي

لا تظنن بي و برك حي
أن شكري و شكر غيري موات
أنا أرض و راحتاك سحاب
و الأيادي وبل و شكري نبات

و قال أيضا

و خر لما أوليت شكري ساجدا
و مثل الذي أوليت يعبده الشكر

البحتري

أراك بعين المكتسي ورق الغنى
بآلائك اللاتي يعددها الشكر
و يعجبني فقري إليك و لم يكن
ليعجبني لو لا محبتك الفقر

آخر

بدأت بمعروف و ثنيت بالرضا
و ثلثت بالحسنى و ربعت بالكرم
و باشرت أمري و اعتنيت بحاجتي
و أخرت لا عني و قدمت لي نعم
و صدقت لي ظني و أنجزت موعدي
و طبت به نفسا و لم تتبع الندم
فإن نحن كافأنا بشكر فواجب
و إن نحن قصرنا فما الود متهم

[ 118 ]