(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

وأنّ الإمام عليّاً ((عليه السلام)) هو المسؤول عن إراقة دم عثمان، لأنّه آوى قتلته ولم يقتصّ منهم، وقرروا أن يكون زحفهم نحو البصرة واحتلالها واتّخاذها مركزاً للتحرّك ومنطلقاً للحرب، حيث إنّ معاوية يسيطر على الشام، والمدينة لا زالت تعيش حالة الإضطراب(1).


حركة عائشة ومسيرها نحو البصرة :

مضت عائشة في خطّتها لإثارة الفتنة والدخول في المواجهة المسلّحة مع الإمام عليّ ((عليه السلام)) الخليفة الشرعي، فحشدت أعداداً من الناس يدفعهم الحقد والكراهية للإسلام وللإمام عليّ ((عليه السلام)) ويحدوهم الطمع بالدنيا ونيل السلطان، وجهّزهم يعلى بن منية بمستلزمات الحرب من السيوف والإبل التي سرقها من اليمن عندما عزله الإمام عنها، وقدم عليهم عبد الله بن عامر بمال كثير من البصرة سرقه أيضاً(2). وجهّزوا لعائشة جملها المسمّى (عسكر) وقد احتفّ بها بنو اُميّة وهي تتقدّم أمام الحشد الزاخر متوجّهين نحو البصرة، تسبقهم كتبهم التي أرسلوها الى عدد من وجوه البصرة، يدعونهم فيها للخروج على بيعة الإمام ((عليه السلام)) بدعوى المطالبة بدم عثمان(3).
وبدرت سمة المكر والخداع التي تكاد تكون ملازمة لكلّ من ناوأ الإمام عليّاً ((عليه السلام)) من زعماء الفتنة، فلمّا خرجوا من مكّة أذّن مروان بن الحكم للصلاة، ثمّ جاء حتّى وقف على طلحة والزبير محاولاً إثارة الوقيعة بين الرجلين وغرس فتنة ليستغلّها إن تمكّن من الأمر، فقال: على أيّكما اُسلّم


(1) تأريخ الطبري: 5 / 475.
(2) الكامل في التأريخ: 3 / 207، الإمامة والسياسة: 79.
(3) الإمامة والسياسة: 80، الكامل في التأريخ: 3 / 210.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة