حصلت بعد وفاة الرسول ((صلى الله عليه وآله وسلم)) داخل حدود الدولة الإسلامية الفتيّة.
2 ـ اُسلوب الشدّة والعنف الذي اتّبعه الخليفة وحزبه مع الإمام عليّ ((عليه السلام)) ومن معه بنفس الطريقة التي اتّبعوها مع سعد بن عبادة في السقيفة، فقد بلغت الشدّة منهم أنّ عمر هدّد بحرق بيت الإمام عليّ ((عليه السلام)) وإن كانت فاطمة ((عليها السلام)) فيه، ومعنى هذا أنّ فاطمة وغيرها من آل محمد ((صلى الله عليه وآله وسلم)) ليس لهم حرمة تمنعهم عن أن يتّخذ الجهاز الحاكم الطريقة نفسها معهم.
3 ـ إنّ أبا بكر ومن معه لم يشرك شخصاً من الهاشميّين في شأن من شؤون الحكم المهمّة خشية أن يصل الهاشميّون الى الخلافة(1) ولا جعل منهم والياً على شبر من الدولة الإسلامية الواسعة.
4 ـ إعداد وتهيئة كتلة سياسية ضخمة تنافس آل محمد ((صلى الله عليه وآله وسلم)) وتعاديهم، لنيل الخلافة والمركز الأعلى في الحكم، فإنّنا نلاحظ أنّ الاُمويّين ذوي الألوان والطموحات السياسية الواضحة قد أحتلوا الصدارة في المناصب الإدراية أيام أبي بكر وعمر، وإذا أضفنا إلى ذلك أنّ مبدأ الشورى الذي ابتكره الخليفة الثاني سوف يجعل من عثمان بن عفّان المرشح الأوفر حظّـاً من غيره من المنافسين.
هذه الكتلة السياسية من شأنها أن تطول وتتّسع لأنّها ليست متمثلة في شخص بل في بيت كبير، وبالتالي سوف لن تكون الظروف مهيّئة لصعود آل محمد ((صلى الله عليه وآله وسلم)) إلى سدّة الخلافة بسهولة على أقلّ تقدير.
5 ـ عزل كلّ العناصر التي تميل إلى بني هاشم، فقد روي أنّ أبا بكر عزل خالد بن سعيد بن العاص عن قيادة الجيش الذي وجّهه لفتح الشام بعد أن
(1) مروج الذهب على هامش تأريخ ابن الأثير: 5 / 135، وتأريخ الطبري: 4 / 245، و 5 / 219.