(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

ابن ابي طالب ((عليه السلام)) وهو يقول: «أيّها الناس، هذا عليّ إمامكم من بعدي ووصيّي في حياتي وبعد وفاتي، وقاضي دينى، ومنجز وعدي، وأوّل من يصافحني على حوضي، وطوبى لمن تبعه ونصره، والويل لمن تخلّف عنه وخذله».
ثمّ قام أبو الهيثم بن التيهان فقال: وأنا أشهد على رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) أنّه أقام عليّاً يوم غدير خم، فقالت الأنصار: ما أقامه إلاّ للخلافة، وقال بعضهم: ما أقامه إلاّ ليعلم الناس أنّه مولى من كان رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) مولاه، وكثر الخوض في ذلك فبعثنا رجلاً منّا إلى رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) فسألوه عن ذلك، فقال: «هو وليّ المؤمنين بعدي وأنصح الناس لاُمّتي»، وأنا أشهد بما حضرني، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، إنّ يوم الفصل كان ميقاتاً.
ثمّ قام آخرون منهم أبو ذر وأبو أيوب الانصاري وعتبة بن أبي لهب والنعمان بن عجلان وسلمان الفارسي فاحتجّوا على القوم(1).


محاولة إرغام الإمام على البيعة :

كان لامتناع الإمام عن البيعة وقيام عدد من الصحابة الأجلاّء بالاحتجاج العلني ومطالبة السلطة بالتنحّي عنها وتسليمها الى صاحبها الشرعي الأثر الفعّال في تحريك مشاعر المسلمين وتعبئتهم في صف أمير المؤمنين ((عليه السلام))، هذا بالإضافة الى وجود بعض العشائر المؤمنة المحيطة بالمدينة مثل أسد وفزارة وبني حنيفة وغيرهم ممن شاهد بيعة يوم الغدير (غدير خم) التي عقدها النبيّ ((صلى الله عليه وآله وسلم)) لعليّ ((عليه السلام)) بإمرة المؤمنين من بعده الذين رفضوا بيعة أبي بكر، وامتنعوا عن أداء الزكاة للحكومة الجديدة باعتبارها غير شرعية، وكانوا


(1) الاحتجاج للطبرسي: 1 / 186، وتأريخ أبي الفداء: 1 / 156، والخصال للصدوق: 432.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة