المصاعب والمصائب التي كانت السبب الرئيس في انحراف مسيرة الدعوة الإسلامية ووقوع الكثيرين في شِباك الفتن والضلالة حتى قال الإمام عليّ ((عليه السلام)) عن ذلك:
«إنّما بدء وقوع الفتن أهواء تتّبع وأحكام تبتدع، يخالف فيها كتاب الله، ويتولّى عليها رجالٌ رجالاً على غير دين الله، فلو أنّ الباطل خلص من مزاج الحقّ لم يخف على المرتادين، ولو أنّ الحقّ خلص من لبس الباطل انقطعت عنه ألسن المعاندين، ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان فهنالك يستولي الشيطان على أوليائه، وينجو الذين سبقت لهم من الله الحسنى»(1).
جهود الإمام في إحياء الشريعة الإسلامية :
كان الإمام عليّ ((عليه السلام)) يرى أن من أوليّات مهامه بعد غياب الرسول القائد ((صلى الله عليه وآله وسلم)) هو صيانة الشريعة المقدسة من الزيغ والإنحراف ورعاية شؤون الدعوة الإسلامية حتى تستمر من دون تلكؤ أو توقّف، وقد بذل جهده في ذلك أثناء حكم الخلفاء متغاضياً بمرارة وألم عن حقّه في إدارة شؤون الاُمة مباشرة، وما أن مسك زمام الحكم حتى خطا خطوات عظيمة في إحياء سنّة رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) وفي الدعوة الى الحياة في ظلّها، واهتم اهتماماً كبيراً بالقرآن الكريم وتفسيره وتربية الاُمّة وإصلاح الفساد أَينما وجد، ويمكننا أن نلحظ الخطوات التي قام بها الإمام عليّ ((عليه السلام)) كما يلي:
1 ـ فتح باب الحوار والسؤال عن القرآن والسنّة وكلّ ما يتعلّق بالشريعة المقدّسة أمام الجماهير المسلمة وبصورة علنية وعامّة من دون أن
(1) نهج البلاغة: الخطبة (50).