الجناح المترقّب للفوز بالسلطة، وفتحوا باب الصراع على مصراعيه بعيداً عن القيم والأحكام الإسلامية، قدّمت فيه الحسابات القبلية على الحسابات الشرعية، أو بمعنىً آخر قدّمت فيه مصلحة القبيلة على مصلحة الدعوة الإسلامية.
اعتذار عمر من مباغتة الأنصار في السقيفة :
وإنّا والله ما وجدنا أمراً هو أقوى من مبايعة أبي بكر، خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يحدثوا بعدنا بيعة، فإمّا أن نتابعهم على ما لا نرضى أو نخالفهم فيكون الفساد...(1).
نظرة قريش للخلافة :
حين انطلقت الدعوة الإسلامية في مكّة وبين ظهراني قريش لم تتمكّن قريش من تحمّل ظهور نبي في بطن من خيار بطونها، بل أفضلها وهي بنو هاشم، فاجتمعت كلمة قريش على محاربة النبيّ ((صلى الله عليه وآله وسلم)) وبني هاشم بكلّ وسائل الحرب ومقاومتهم بشتّى فنون المقاومة وخطّطت التآمر لا حُباً بالأصنام وما هم عليه من العبادة ولا كراهية للدعوة الجديدة، فليس في الإسلام ما تعافه الفطرة السليمة(2)، لكن قريش لا تريد أن تغيّر صيغتها السياسية القائمة على اقتسام مناصب الشرف والسيادة، وخصوصاً أنّ مجتمع الجزيرة كانت تحكمه النزعة القبلية.
من هنا لم تكن قريش تريد أن يتميّز البطن الهاشمي عن بقية بطونها
(1) صحيح البخاري: كتاب المحاربين 6 ح6442، وسيرة ابن هشام: 4 / 308، وتأريخ الطبري: 3 / 206.
(2) يروى أنّ كثيراً من زعماء قريش كانوا يجاهرون بالعداء للدين ولكنّهم يذهبون خلسةً لاستماع القرآن.