(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

ومن لا يعقل يَهُن. ولا يثوب العقل مع اللعب، وشرّ آفات العقل الكبر. والغضب يُفسد الآلباب. ويُبعد من الصواب. والاستبداد برأيك يزلّك. وحذّر الامام ((عليه السلام)) العاقل من سُكر المال وسُكر القدرة وسُكر العلم وسُكر المدح وسُكر الشباب، فإنّ لكلّ ذلك رياحاً خبيثة تسلُب العقل وتستخفّ الوقار. والقلب إذا اُكره عمي ومن هنا كان التوازن سبباً للرشد وفقدانه سبباً للخسران.
وعلى العاقل أن يستعمل العقل فيما ينبغي، ولا يستعمله فيما لا ينبغي، فإنّه إقحام للعقل في غير الطريق، كما قال ((عليه السلام)) في وصفه سبحانه وتعالى ومدى قدرة العقل على إدراك كنه ذاته: لم يُطلع العقول على تحديد صفته ولم يحجبها عن واجب معرفته. وإنّك أنت الله الذي لم تتناه في العقول فتكون في مهبّ فكرها مكيّفاً. وردَعَت عظمته العقول فلم تجد مساغاً الى بلوغ غاية ملكوته(1).
وحين يستقرئ الإنسان ما اُثر عنه ((عليه السلام)) في حقل المعرفة والعلم والفكر والإيمان واليقين والحقّ وما يضادها من الكفر والشكّ والباطل يقف على نظام معرفي متكامل الأطراف عميق الغور واسع الأبعاد، ينفرد به القرآن الكريم ومن تتلمذ في أحضان الوحي الإلهي بحقّ على مثل هذا القرآن العظيم كالنبيّ المصطفى وأخيه المرتضى (صلوات الله عليهما وعلى آلهما أجمعين).


في رحاب القرآن الكريم والسنّة النبويّة المباركة :

1 ـ قال ((عليه السلام)): وأنزل عليكم الكتاب (تبياناً لكلّ شيء) وعَمَّر فيكم نبيّه أزماناً حتى أكمل له ولكم ـ فيما أنزل من كتابه ـ دينه الذي رضي لنفسه.


(1) راجع للتفصيل: تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم للآمدي. اعداد مركز البحث والتحقيق للعلوم الاسلامية: 41 ـ 66، والمعجم الموضوعي لنهج البلاغة: اعداد: اُويس كريم محمد: 12 ـ 15.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة