النبيّ ((صلى الله عليه وآله وسلم)) يقول: «إنّا معاشرَ الأنبياء لا نورّث ما تركناه صدقة» فالنبيّ لايورث وإنّما ميراثه في المساكين وفقراء المسلمين(1).
احتجاجات على خلافة السقيفة :
إنّ الصفوة الخيّرة من الصحابة الذين وقفوا مع الإمام عليّ ((عليه السلام)) في المطالبة بحقّه الشرعي في الخلافة احتجّوا بصلابة وثقة وعلانية وبحجّة واضحة دامغة وبدليل شرعيّ منصوص وباُسلوب يدلّ على الحرص على إصابة الحقّ والمحافظة على الدعوة الإسلامية، فقد وقفوا في مسجد الرسول ((صلى الله عليه وآله وسلم)) فانبرى الصحابيّ الجليل خزيمة بن ثابت فقال: أيّها الناس، ألستم تعلمون أنّ رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) قَبِل شهادتي وحدي، ولم يرد معي غيري؟ فقالوا: بلى، قال: فأشهد أنّي سمعت رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) يقول: «أهل بيتي يفرّقون بين الحقّ والباطل، وهم الأئمّة الذين يقتدى بهم»، وقد قلت ما علمت، وما على الرسول إلاّ البلاغ المبين.
واحتجّ عمار بين ياسر فقال: يا معاشر قريش ويا معاشر المسلمين، إن كنتم علمتم وإلاّ فاعلموا أنّ أهل بيت نبيّكم أولى به وأحقّ بإرثه وأقوم باُمور الدين وآمن على المؤمنين وأحفظ لملّته وأنصح لاُمته، فمروا صاحبكم فليردّ الحقّ إلى أهله قبل أن يضطرب حبلكم ويضعف أمركم ويظهر شقاقكم وتعظم الفتنة بكم.
ووقف سهل بن حنيف فقال: يا معشر قريش، أشهد على رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) وقد رأيته في هذا المكان ـ يعني مسجد النبيّ ـ وقد أخذ بيد عليّ
(1) دلائل الصدق للمظفري: 3 / 32.