(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

النبي المبارك وتركوه إلى عليّ وأهل بيته المفجوعين بوفاته، وقد أذهلهم المصاب عن كلّ شيء، وقام عليّ ((عليه السلام)) وأهل بيته ((عليهم السلام)) بتجهيز النبيّ والصّلاة عليه ودفنه، وفي الوقت نفسه عقدت الأنصار إجتماعاً لها في سقيفة بني ساعدة لتدبير أمر الخلافة.


الحزب القرشي والأنصار في السقيفة :

ما أن سمع عمر خبر اجتماع الأنصار في السقيفة حتى أتى منزل رسول الله  ((صلى الله عليه وآله وسلم)) وفيه أبو بكر، فأرسل إليه أن أخرج إليَّ، فأجابه بأنّه مشغول، فأرسل إليه عمر ثانيةً أن أخرج فقد حدث أمر لابدّ أن تحضره.
فخرج إليه أبو بكر، فمضيا مسرعين نحو السقيفة ومعهما أبو عبيدة ومن ثَمّ لحقهم آخرون، فأدركوا الأنصار في ندوتهم ولمّا يتمّ بعدُ الإجتماع ولم ينفضّ أصحابه، فغاض لون سعد بن عبادة وأسقط ما في أيدي الأنصار وساد عليهم الوجوم والذهول، ونفذ الثلاثة في تجمّع الأنصار أتمّ نفوذ وأتقنه، ينمّ عن معرفتهم بالنفوس ونوازعها ورغباتها ومعرفتهم بنقاط الضعف التي من خلالها تسقط ورقة الأنصار.
أراد عمر أن يتكلّم فنهره أبو بكر لعلمه بشدّته وغلظته والموقف خطير وملبّد بالأحقاد والأضغان، ويجب أن يستعمل فيه البراعة السياسية والكلمات الناعمة لكسب الموقف أوّلاً ثمّ يأتي دور الشدّة والغلظة.
وافتتح أبو بكر الحديث باُسلوب لبق فخاطب الأنصار باللطف، ولم يستعمل في خطابه أيّ كلمة مثيرة فقد قال: نحن المهاجرون أوّل النّاس إسلاماً، وأكرمهم أحساباً، وأوسطهم داراً، وأحسنهم وجوهاً، وأمسّهم برسول الله  ((صلى الله عليه وآله وسلم)) رحماً، وأنتم إخواننا في الإسلام، وشركاؤنا في الدين، نصرتم

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة