(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

في السيادة الاسلامية العظمى جاداً في تولّي اُمور الاُمّة الإسلامية بصورة تامة، فكانت المفاجأة لجميع هؤلاء بقرارات الإمام وتخطيطه للإصلاح الشامل إضافةً الى تضرّر مجموعة أو مجموعات كانت تستغل مناصبها في عهد عثمان وهي الآن قد فقدت مصدر ثرواتها، فإنّ وجود الإمام على أعلى السلطات كان يُعدّ تهديداً صارخاً للخطّ القبلي الذي سارت عليه قريش والمنحرف بالعقيدة الاسلامية نحو الهاوية، لأنّ الامام عليّاً ((عليه السلام)) قد عرف بأنّه القادر على رفع راية الاسلام الحقيقي من دون أن تأخذه في الله لومة لائم، ولهذا فهو سيكشف زيف الخطّ المنحرف.
من هنا اجتمعت آراؤهم وأهواؤهم على إثارة الفتن والمشاكل للحيلولة دون استقرار الحكم الجديد، ولم يكن تقلّب الوضع السياسي ووجود العناصر المعادية للاتّجاه الصحيح لمسيرة الدعوة الإسلامية غريباً على الإمام عليّ  ((عليه السلام))، فقد أخبره النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)) بتمرّد بعض الفئات على حكمه، وقد عهد إليه بقتالهم كما أسماهم النبيّ ((صلى الله عليه وآله وسلم)) بالناكثين والقاسطين والمارقين(1).


عائشة تعلن التمرّد :

كان موقف السيّدة عائشة من عثمان غريباً متناقضاً لا يليق بمقام امرأة تعدّ من نساء النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم))، فكانت تردّد قولها: «اقتلو نعثلاً»، وتحرّض الناس على التمرّد عليه وقتله(2)، وخرجت من المدينة الى مكّة أثناء


(1) مستدرك الحاكم: 3 / 139، وكنز العمال: 6 / 82 ، وتأريخ بغداد: 8 / 340 ومجمع الزوائد: 9 / 235.
(2) شرح ابن أبي الحديد: 6 / 215، وكشف الغمة: 3 / 323.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة