(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

المسلم.

دعوة الإمام السلمية :

لم يكن أمير المؤمنين ((عليه السلام)) داعياً الى حرب أبداً، وما كانت مواقفه الصارمة مع مخالفيه إلاّ بعد النصح والوعظ وإتمام الحجّة والتحذير من سوء العواقب، وهكذا تعامل ((عليه السلام)) مع معاوية الذي رفض أن يبايعه، وأعلن العداء مستغلاًّ قضية قتل عثمان بن عفان ومضّللاً الرأي العام في الشام ومهيّجاً الناس لشنّ الحرب على الخلافة الشرعية، فأرسل إليه الإمام ((عليه السلام)) جرير بن عبد الله البجلي يدعوه الى الطاعة والدخول فيما دخل فيه المسلمون من مبايعته ((عليه السلام)) وحمّله كتاباً جاء فيه:
«فإنّ بيعتي لزمتك بالمدينة وأنت بالشام، لأنّه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بويعوا عليه، فلم يك للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يردّ».
ثمّ حذّره الإمام ((عليه السلام)) من التمادي في تأجيج الفتن، وأنّ طريق القصاص من قتلة عثمان يكون عبر الخلافة الشرعية والحكومة المركزية فقال:
«وقد أكثرت في قتلة عثمان فادخل فيما دخل فيه الناس، ثمّ حاكم القوم إليّ، أحملك وإيّاهم على كتاب الله، فأمّا تلك التي تريدها فخدعة الصبي عن اللبن... ولعمري، لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدني أبرأ قريش من دم عثمان».
ولم يجد معاوية أمام رسالة الإمام ((عليه السلام)) وكلام جرير ووعظه إلاّ التسويف والمماطلة وتضليل أهل الشام في محاولة لإيجاد مخرج يواجه به

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة