(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

وعمرو تمت المساومة على أن تكون حصة عمرو ولاية مصر مقابل مواجهة الإمام ((عليه السلام)) ومحاربته، وكتب معاوية كتاباً بذلك(1).
وشرعا يخطّطان لمواجهة الإمام والوضع القائم، فكان الاتّفاق على المضيّ في هذا المسار العدائي المشوب بالظلم والغدر والبغي، إذ لا سبيل للوصول الى أهدافهم وغاياتهم إلاّ مواجهة الإمام ((عليه السلام)) وهو الوريث الشرعيّ للنبيّ ((صلى الله عليه وآله وسلم)) وحامل راية الحقّ والعدل، واصطدم الرجلان إذ كلاهما خذلا عثمان فكانت خطّتهم تتطلب التشبّث بقميص عثمان كشعار لتحريك مشاعر وعقول الجماهير غير الواعية، فرفعاه على المنبر بعد أن قَدِم به عليهما النعمان بن بشير، فكان الناس يضجّون بالبكاء حتى سرت فيهم روح الحقد والكراهية والعمى عن هدى الحقّ(2).
ولتحريك جماهير الشام لمؤازرة معاوية وحشدهم للحرب اقترح عمرو أن يكون شرحبيل بن السمط الكندي المحرّك الأول، لما عرف عنه من عبادة ووجاهة في قبائل الشام وكراهية لجرير مبعوث الإمام ((عليه السلام)) الى معاوية، كما أنّ شرحبيل ممّن لا يتقصّى الحقائق من مصادرها، وتمّت مخادعة شرحبيل الذي انطلق مطالباً معاوية بالأخذ بثأر عثمان بن عفان، ويتحرّك بنفسه لحشد الناس للحرب(3).


إحتلال الفرات :

بعد تعبئة الشام للحرب أخذ معاوية منهم البيعة وكتب بالحرب كتاباً


(1) الإمامة والسياسة: 117، ووقعة صفّين: 40.
(2) وقعة صفين: ص37، الكامل في التأريخ: 3 / 277.
(3) وقعة صفين: ص46.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة