س ـ للعاقل في كلّ عمل ارتياض.
ع ـ للعاقل في كلّ عمل إحسان.
ف ـ العاقل من اتّهم رأيه ولم يثق بكّل ما تسوّل له نفسه.
10 ـ وأمّا ما ينبغي للعاقل مراعاته بالإضافة الى المصاديق التي جاءت في تعريف العقل والعاقل فقد أوضحها ((عليه السلام)) كما يلي: إن العاقل ينبغي أن يحذر الموت في هذه الدنيا، ويُحسن له التأهّب قبل أن يصل الى دار يتمنّى فيها الموت فلا يجده، وحقّ على العاقل أن يديم الاسترشاد ويترك الاستبداد.
وليس للعاقل أن يكون شاخصاً إلاّ في ثلاث: خطوة في معاد أو مرمَّة لمعاش أو لذّة في غير محرّم. وينبغي للعاقل أن يخاطب الجاهل مخاطبة الطبيب المريض. حقّ على العاقل أن يضيف الى رأيه رأي العقلاء ويضمّ الى علمه علوم الحكماء.
11 ـ والعقل كما لاحظنا يقبل التكامل والاستزادة بالعلم وبالتجارب وبالعمل على أساس الحقّ الذي يكتشفه، قال ((عليه السلام)): لا يكمل العقل إلاّ باتّباع الحقّ. وأعقل الناس أطوعهم لله سبحانه. وبالحكمة استخرج غور العقل، وقال ((عليه السلام)): ألا وإنّ اللبيب من استقبل وجوه الآراء بفكر صائب ونظر في العواقب. ومن طال فكره حَسُن نظره. وبالفكر تنجلى غياهب الاُمور، وبتكرّر الفكر ينجاب الشك وتسلم العواقب. والفكر جلاء العقول. ومن أسهر عين فكرته بلغ كنه همّته. وقال ((عليه السلام)): إنّ رأيك لا يتّسع لكلّ شيء ففرّغه للمهمّ. وقال ((عليه السلام)): زكاة العقل احتمال الجهّال.
12 ـ وأمّا ما يُنقص العقل أو يزيله فاُمور يتّضح بعضها ممّا سبق، وقد أشار الإمام ((عليه السلام)) بشكل صريح الى بعضها فقال: فتامّ الرواء ناقص العقل. وأكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع. وكم من عقل أسير تحت هوى أمير. وعجب المرء بنفسه أحد حُسّاد عقله. وقال ((عليه السلام)): ما مزح امرؤ مزحة إلاّ مجّ من عقله مجّة. وقال ((عليه السلام)): قد فرقت الشهوات عقله وأماتت الدنيا قلبه. وأعلموا أنّ الأمل يُسهي العقل ويُنسي الذكر.