بسم الله الرحمن الرحيم

کتاب معرفة الامام / المجلد العاشر/ القسم الاول: حدیث المنزلة، روایات حول حدیث العشیرة

موقع علوم و معارف الإسلام الحاوي علي مجموعة تاليفات سماحة العلامة آية الله الحاج السيد محمد حسين الحسيني الطهراني قدس‌سره

 

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

الرجوع إلی المجلد التاسع

 

بِسْـمِ اللَهِ الـرَّحْمَنِ الـرَّحِيمِ

وصلَّي‌ اللهُ علی‌ محمّد وآله‌ الطَّاهرين‌

ولعنة‌ اللَه‌ علی‌ أعدائهم‌ أجمعين‌ من‌ الآن‌ إلی‌ قيام‌ يوم‌ الدين‌

ولا حول‌ ولا قوّة‌ إلاّ باللَه‌ العلی‌ّ العظيم‌

 

 قال‌ الله‌ الحكيم‌ في‌ كتابه‌ الكريم‌:

 اذْهَبْ إلی‌' فِرْعَوْنَ إِنَّهُ و طَغَي‌' قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي‌ صَدْرِي‌ وَيَسِّرْ لي‌´ أَمْري‌* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن‌ لِّسانِي‌ * يَفْقََهُوا قَوْلِي‌ * وَاجْعَل‌ لِّي‌ وَزِيرًا مِّن‌ أَهْلِي‌* هَـ'رُونَ أَخِي‌ * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي‌ * وَأَشْرِكْهُ فِي‌´ أَمْرِي‌* كَيْ نُسَبِّحَكِ كَثِيرًا* وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا قَالَ قَدْ أُتِيِت‌ سُؤْلَكَ يَـ'مُوسَي‌'. [1]

 خاطب‌ الله‌ موسي‌ قائلاً: اذهب‌ إلی‌ فرعون‌! لانّه‌ طغي‌ بكفره‌ وعناده‌. فقال‌ له‌ موسي‌: ربِّ؛ ( ها أنت‌ بعثتني‌ بهذه‌ المهمّة‌ ) مُنَّ علی‌َّ بشرح‌ الصدر ( لئلاّ أسأم‌، ولكي‌ أصبر أمام‌ جفاء الناس‌ وإنكارهم‌ ) ويسّر لي‌ عملي‌ ( وسهّل‌ لي‌ حزونة‌ المشاكل‌ التي‌ تعترض‌ هذه‌ الرسالة‌ )! واحلل‌ عقدة‌ لساني‌ ليفهموا كلامي‌ ويعوه‌. وكذلك‌ اجعل‌ لي‌ وزيراً من‌ أهلي‌؛ كي‌ يعينني‌! وهو أخي‌ هارون‌؛ أشدد به‌ أزري‌! وأشركه‌ معي‌ في‌ أمر الرسالة‌ والالتزام‌! حتّي‌ نسبحّك‌ ونمجّدك‌ ونقدّسك‌ دائماً وباستمرار، ونذكرك‌ كثيراً! إنّك‌ كنت‌ بنا وبأحوالنا حقّاً بصيراً، فقال‌ الله‌ لموسي‌: قد أُوتيتَ كلَّ ما طلبته‌ ياموسي‌.

 الرجوع الي الفهرس

طلب‌ موسي‌ من‌ الله‌ الوزارة‌ والنبوّة‌ لاخيه‌ هارون‌

 تدور هذه‌ الآيات‌ المباركة‌ حول‌ موسي‌ وأخيه‌ هارون‌ علی‌ نبيّنا وآله‌ وعلیهما الصلاة‌ والسلام‌. ولكي‌ ينجح‌ موسي‌ في‌ تبليغ‌ الرسالة‌ وأداء الامانة‌ الإلهيّة‌ في‌ بعثه‌ إلی‌ قوم‌ مشركين‌: فرعون‌ المجرم‌ المحترف‌، ووزيره‌ هامان‌، وسائر العادين‌ الذين‌ كانوا معه‌، وكافّة‌ القوم‌ الذين‌ اتّبعوا شهواتهم‌ وميولهم‌ النفسانيّة‌، كان‌ طلبه‌ من‌ الله‌ هو أن‌ يُشرك‌ معه‌ أخاه‌ هارون‌ في‌ أمر النبوّة‌ والرسالة‌، وينصبه‌ في‌ مقام‌ النبوّة‌ والرسالة‌، لكي‌ يسيرا معاً في‌ هذا الطريق‌، ويتلقّيا الوحي‌ من‌ الله‌، ويتعاضدا في‌ تبليغ‌ الرسالة‌.

 وكان‌ لموسي‌ مقام‌ النبوّة‌ والرئاسة‌ العامّة‌ علی‌ بني‌ إسرائيل‌ والاسباط‌؛ وكلّف‌ بإرشاد وهداية‌ الفراعنة‌ والاقباط‌؛ وكان‌ لهارون‌ مقام‌ النبوّة‌ والوزارة‌، وفوّض‌ إلیه‌ إعانة‌ أخيه‌ علی‌ أُموره‌.

 وبصورة‌ عامّة‌، ليتعاون‌ ويتآزرا كلاهما كلمة‌ كلمة‌، وخطوة‌ خطوة‌، ويداً بيد؛ ليتلقّيا معـاً الوحي‌ من‌ الله‌، أحدهما بوصـفه‌ أميراً، والثاني‌ وزيراً

 ولكي‌ يسبّحا الله‌ كثيراً وينزّهاه‌ ويقدّساه‌، ويطهّراه‌، من‌ شوائب‌ الفقر والفاقة‌، والحاجة‌ إلی‌ أُمور عالم‌ الكثرة‌، والاستمداد من‌ الاشياء، والمصالح‌ الذاتيّة‌ في‌ الاُمور، ويذكرا الله‌ كثيراً، لا نّه‌ سبحانه‌ بصير بأحوالهم‌، مطّلع‌ علی‌ نهجهم‌ ومسلكهم‌، خبير بنيّاتهم‌ وسرائرهم‌.

 وجاء الخطاب‌ من‌ الله‌ لموسي‌ علیه‌ السلام‌: قد أُجيب‌ دعاؤك‌، ونُفّذ مرادك‌، ولقد جعلنا أخاك‌ هارون‌ شريكاً لك‌ في‌ أمر النبوّة‌، وصيّرناه‌ معينك‌ وناصرك‌ ووزيرك‌ في‌ أمر الإمارة‌ والولاية‌! فاذهبا إلی‌ فرعون‌ الطاغي‌ وادعواه‌ إلی‌ دين‌ التوحيد والسير علی‌ صراط‌ الاستقامة‌ والعدالة‌! وور تعيين‌ هارون‌ في‌ منصب‌ الوزارة‌ صريحاً في‌ القرآن‌ الكريم‌ من‌ خلال‌ قوله‌ تعإلی‌: وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَي‌ الْكِتَـ'بَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَـ'روُنَ وَزيِرًا. [2]

 ونفس‌ هذا الامر المتعلّق‌ بموسي‌، وإنابته‌ إلی‌ الله‌، ودعائه‌ لاستخلاف‌ هارون‌، وقضاء حاجته‌ بنصب‌ هارون‌ أخيه‌ في‌ مقام‌ النبوّة‌ والخلافة‌ والوزارة‌، نجده‌ عند الرسول‌ الاكرم‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌، وإنابته‌ إلی‌ الله‌، ودعائه‌ لاستخلاف‌ علی بن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌، وقضاء حاجته‌ بنصب‌ علی في‌ مقام‌ الخلافة‌ والوزارة‌ والولاية‌ والوصاية‌ والاُخوّة‌. [3]

 الرجوع الي الفهرس

 دعاء النبي‌ّ لشفاء علی‌ّ صلوات‌ الله‌ علیهما

وروي‌ سُليم‌ بن‌ قَيْس‌ عن‌ المقداد بن‌ الاسود، في‌ جواب‌ سؤال‌ سأله‌ به‌ سُلَيم‌ عن‌ علی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌ قال‌: كنّا نسافر مع‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌، قبل‌ أن‌ يأمر نساءه‌ بالحجاب‌؛ وكان‌ علی‌ّ علیه‌ السلام‌ يخدم‌ رسول‌ الله‌، ليس‌ له‌ خادم‌ غيره‌؛ إلی‌ أن‌ قال‌: كان‌ رسول‌ الله‌ يقوم‌ ويصلّي‌ ] في‌ جوف‌ الليل‌ [.

 فأخذت‌ علیاً علیه‌ السلام‌ الحمّي‌ ] الشديدة‌ [ ليلة‌ فأسهرته‌، فسهر رسول‌الله‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ لسهره‌. فبات‌ ليله‌ مرّة‌ يصلّي‌، ومرّة‌ يأتي‌ علیاً علیه‌ السلام‌ يسلّيه‌، وينظر إلیه‌.

 حتّي‌ أصبح‌، فلّما صلّي‌ بأصحابه‌ الغداة‌، قال‌: اللَهُمَّ اشْفِ علیاً وَعَافِهِ فَإنَّهُ قَدْ أسْهَرَني‌ مِمَّا بِهِ مِنَ الوَجَعِ.

 فعوفي‌ ] علی‌ّ علیه‌ السلام‌ بعد دعاء رسول‌ الله‌ [، فكأنّما نشط‌ من‌ عقال‌ ما به‌ من‌ علّة‌. ثمّ قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌: أَبْشِرْ يَاأخِي‌. قال‌ ذلك‌ وأصحابه‌ حوله‌ يسمعون‌. فقال‌ علی‌ّ علیه‌ السلام‌: بَشَّرَكَ اللَهُ بِخَيْرٍ يَا رَسُولَ الَلهِ وَجَعَلْني‌ فِداكَ.

 قال‌: إنِّي‌ لَمْ أَسْأَلِ اللَهَ شَيئَاً إلاَّ أَعْطَانِيهِ! وَلَمْ أَسْأَلْ لِنَفْسي‌ شَيْئَاً إلاَّ سَأَلْتُ لَكَ مِثْلَهُ! إنِّي‌ دَعَوْتُ اللهَ أنْ يُوَاخِي‌َ بَيْنِي‌ وَبَيْنَكَ فَفَعَلَ.

 وَسَأَلْتُهُ إذا أَلْبَسَنِي‌ ثَوْبَ النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ أن‌ يُلْبِسَكَ ثَوْبَ الوَصيَّةِ وَالشَّجَاعَةِ، فَفَعَلَ.

 وَسَأَلْتُهُ أنْ يَجْعَلَكَ وَصِيِّي‌، وَوَارِثِي‌، وَخازِنَ عِلْمِي‌، فَفَعَلَ.

 وَسَأَلْتُهُ أن‌ يَجْعَلَكَ مِنِّي‌ بِمَنْزِلةِ هَارُوُنَ مِنْ مُوسَي‌ وَأَنْ يَشُدَّ بِكَ أَزْرِي‌ وَيُشْرِكَكَ فِي‌ أَمْرِي‌ فَفَعَلَ؛ إلاَّ أَ نَّهُ لاَ نبَي‌َّ بَعْدي‌، فَرَضِيتُ - الحديث‌.[4]

 وروي‌ الحاكم‌ الحسكاني‌ّ بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ أنس‌ بن‌ مالك‌ ] أنّ [ النبي‌ّ ] الاكرم‌ [ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ بعث‌ مصدّقاً إلی‌ قوم‌، فعدوا علی‌ المصدّق‌، فقتلوه‌. فبلغ‌ ذلك‌ النبي‌ّ، فبعث‌ علیاً. فقتل‌ المقاتلة‌ وسبي‌ الذرّيّة‌. فبلغ‌ ذلك‌ النبي‌ّ فسرّه‌. فلمّا بلغ‌ علی‌ّ. أدني‌ المدينة‌، تلقّاه‌ رسول‌الله‌ فاعتنقه‌، وقبّل‌ بين‌ عينيه‌، وقال‌: بِأَبي‌ أنْتَ وَأُمِّي‌ مَنْ شَدَّ اللَهُ عَضُدِي‌ بِهِ كَمَا شَدَّ عَضُدَ مُوسَي‌ بِهَارُونَ.[5] وهذا الكلام‌ مأخوذ من‌ القرآن‌ إذ خاطب‌الله‌ موسي‌: سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ.[6]

 الرجوع الي الفهرس

دعاء النبي‌ّ لتكون‌ جميع‌ الكمالات‌ لعلی‌ّ علیه‌ السلام‌ بما فيها النبوّة‌

 وأخرج‌ العلاّمة‌ الاميني‌ّ عن‌ « المناقب‌ » لاحمد بن‌ حنبل‌، و « الرياض‌ النضرة‌ » ج‌2، ص‌163، عن‌ أسماء بنت‌ عميس‌ قالت‌: سمعت‌ رسول‌الله‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ يَقُولُ: اللَهُمَّ إنِّي‌ أَقُولُ كَمَا قَالَ أَخِي‌ مُوسَي‌: اللَهُمَّ اجْعَلْ لِي‌ وَزيرَاً مِنْ أَهْلِي‌: أَخِي‌ علیاً أُشْدُدْ بِهِ أَزْرِي‌، وَأَشْرِكْهُ فِي‌ أَمْرِي‌، كَي‌ْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرَاً وَنَذْكُرَكَ كَثِيرَاً، إنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرَاً.[7]

 ونظير هذا المفاد الذي‌ استثني‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ من‌ النبوّة‌ وبيّن‌ لنا أنّ أحداً من‌ الناس‌ لا يفوقه‌، وأنه‌ متّصف‌ بجميع‌ الصفات‌ الكمإلیة‌ والمناصب‌ الإلهيّة‌، حديث‌ رواه‌ أبو نعيم‌ الإصفهاني‌ّ بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ مَعَاذبن‌ جَبَل‌، قال‌:

 قَالَ النَّبِي‌ُّ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: يَا علی‌ُّ! أَخْصِمُكَ بِالنُّبُوَّة‌ وَلاَ نُبُوَّةَ بَعْدَي‌! وَتَخْصِمُ النَّاسَ بِسَبْعٍ! وَلاَ يُحَاجُّكَ فِيهَا أَحَدٌ مِنْ قُرَيشٍ!

 أَنْتَ أَوَّلُهُمْ إيمَانَاً بِاللَهِ! وَأَوْفَاهُمْ بِعَهْدِ اللَهِ! وَأَقْوَمُهُمْ بِأَمْرِ اللَهِ! وَأَقْسَمُهُمْ بِالسَّوِيَّةِ! وَأَعْدَلُهُمْ فِي‌ الرَّعِيَّةِ! وَأَبْصَرُهُمْ بِالقَضِيَّةِ! وَأَ عْظَمُهُمْ عِنْدِ اللَهِ مَزِيَّةً!.[8]

 ونلاحظ‌ هنا أن‌ رسول‌ الله‌ قد استثني‌ بصراحة‌ الإمام‌ علی‌ّبن‌ أبي‌ طالب‌ من‌ النبوّة‌ فقط‌، ولكن‌ اعتبره‌ أعلی‌ وأرفع‌ من‌ كلّ ما في‌ الكون‌، وخصّه‌ بجميع‌ الكمالات‌ إلاّ النبوّة‌. وعلی‌ هذا فالإمام‌ علی‌ّ علیه‌ السلام‌ حائز جميع‌ الصفات‌ والمناصب‌، لانّ معني‌ كلامه‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌: أوفاهم‌ بعهدالله‌ وأقومهم‌ بأمر الله‌ وأبصرهم‌ بالقضيّة‌ وأعدلهم‌ في‌ الرعيّة‌ وأقسمهم‌ بالسويّة‌ وأعظمهم‌ عند الله‌ مَزِيّةً، قائم‌ علی‌ أساس‌ كماله‌ وسعة‌ وجود نفسه‌ وإحاطته‌ النوريّة‌ والإلهيّة‌ التي‌ منحها إيّاه‌ ربّه‌ سبحانه‌ تعإلی‌، ورفعه‌ إلی‌ هذه‌ الدرجة‌ والمقام‌. وكذلك‌ روي‌ أبو نعيم‌ الإصفهاني‌ّ بسنده‌ المتّصل‌ الآخر عن‌ سعيدبن‌ المُسَيِّب‌، عن‌ أبي‌ سعيد الخُدري‌، قال‌: قَالَ رَسُولُ اللَهِ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ لِعلی‌ٍّ ـوَضَرَبَ بَيْنَ كِتْفَيْهِ- يَاعلی‌ُّ! لَكَ سَبْعُ خِصَالٍ لاَيُحَاجُّكَ فِيهِ أَحَدٌ يَوْمَ القِيَامَة‌! أَنْتَ أَوَّلُ المُؤْمِنِينَ بِاللَهِ إيمَانَاً! وَأَوْفَاهُمْ بِعَهْدِ اللَهِ! وَأقْوَمُهُمْ بِأَمْرِ اللَهِ! وَأَرْأَفُهُمْ بِالرَّعِيَّةِ! وَأَقْسَمُهُمْ بِالسَّوِيَّةِ! وَأَعْلَمُهُمْ بِالقَضيِّةِ! وَأَعْظَمُهُمْ مَزِيَّةً يَوْمَ القِيَامَةِ.[9]

 الرجوع الي الفهرس

 كانت‌ وزارة‌ الإمام‌ علی‌ّ وخلافته‌ منذ إلیوم‌ الاوّل‌ لنبوّة‌ رسول‌ الله‌

ونلاحظ‌ في‌ الحديث‌ أيضاً أ نّه‌ لم‌ يعتبر علیاً أفضل‌ من‌ قريش‌ فحسب‌، بل‌ أفضل‌ من‌ جميع‌ الخلائق‌ يوم‌ القيامة‌ أيضاً. ولذا قال‌ في‌ آخره‌: قيمتك‌ ومزيّتك‌ أعظم‌ من‌ الجميع‌ يوم‌ القيامة‌.

 وقد قال‌ رسول‌ الله‌ هذا الكلام‌، وهو يضرب‌ بيده‌ علی‌ ظهر علی‌ّ.

 وعلی‌ أساس‌ وحدة‌ النفس‌ هذه‌، واتّحاد روح‌ رسول‌ الله‌ وروح‌ أميرالمؤمنين‌، الذي‌ كان‌ قائماً منذ إلیوم‌ الاوّل‌ الذي‌ كُلِِّف‌ فيه‌ رسول‌الله‌ بدعوة‌ عشيرته‌ وقبيلته‌، وذلك‌ قبل‌ أن‌ يُكَلَّف‌ بالتبليغ‌ العامّ، والإعلان‌ العامّ، وقبل‌ أن‌ تنزل‌ الآية‌: فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ المُشْرِكيِنَ* إِنَّا كَفَيْنَـ'كَ المُسْتَهْزِءِينَ.[10]

 وحين‌ نزلت‌ الآية‌ الشريفة‌: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الاْقْرَبيِنَ [11]، وأُمر النبي‌ّ بدعوة‌ كبار بني‌ هاشم‌ ورجالهم‌، وقال‌ لعلی‌ّ: اطبخ‌ لنا رِجل‌ شاةٍ! وأحضر لنا قعباً من‌ لبن‌! وادع‌ أربعين‌ من‌ بني‌ عبد المطّلب‌، وكان‌ عددهم‌ بهذا المقدار آنذاك‌!

 ودعا علی‌ّ علیه‌ السلام‌ بني‌ عبد المطّلب‌ كافّة‌؛ وأكلوا كلّهم‌ من‌ ذلك‌ الطعام‌، وشبعوا؛ وشربوا جميعهم‌ من‌ ذلك‌ القعب‌، وارتووا؛ خاطبهم‌ النبي‌ّ الاكرم‌ قائلاً: يا قوم‌! بُعثت‌ إلیكم‌ وإلی‌ العرب‌ والناس‌ كافّة‌ بالنبوّة‌! وهذا حمل‌ ثقيل‌، وهذه‌ مهمّة‌ عظيمة‌. أيّكم‌ يؤازرني‌ في‌ أمر الرسالة‌ هذا ؟ ويعينني‌ علیه‌ ؟ وهو أخي‌، ووصيّي‌، وخليفتي‌ في‌ أُمّتي‌، ووليّي‌ كلّ مؤمن‌ بعدي‌ ؟ فلم‌ يجبه‌ أحد. فقام‌ علی‌ّ، وقال‌: أَنَا يَا رَسُولَ اللَهِ.

 وأجلسه‌ الرسول‌، إذ كان‌ طفلاً لم‌ يبلغ‌ الحلم‌؛ ثمّ كرّر دعوته‌ قائلاً: أَيُّكُمْ يُبَايِعُنِي‌ علی‌ أَنْ يَكُونَ أَخِي‌ وَصَاحِبِي‌ وَوَارِثِي‌ وَوَلِيَّكُمْ بَعْدِي‌؟!

 ولم‌ يجبه‌ أحد، وقام‌ علی‌ّ وقال‌: أَنَا يَا رَسُولَ اللَهِ!

 فقال‌ الرسول‌: اجلس‌. ثمّ كرّر دعوته‌ ثالثاً قائلاً: أَيُّكُمْ يَنْتَدِبُ أَنْ يَكُونَ أَخِي‌، وَوَزِيرِي‌، وَوَصِيِّي‌، وَخَليِفَتِي‌ فِي‌ أُمَّتِي‌، وَوَلِي‌َّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي‌؟!

 ولم‌ يجبه‌ أحد، وقام‌ علی‌ّ، وقال‌: أَنَا يَا رَسُولَ اللَهِ!

 فأخذ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ رأس‌ علی‌ّ في‌ حجره‌، وألقي‌ في‌ فمه‌ من‌ بصاقه‌، وقال‌: اللَهُمَّ امْلاَ جَوْفَهُ عِلْمَاً وَفَهْمَاً وَحُكْمَاً! وقال‌: إنَّ هَذَا أَخِي‌ وَوَصِيِّي‌ وَخَليِفَتِي‌ فِيكُمْ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا!.[12]

 ثّم‌ قال‌ لعمّه‌ أبي‌ طالب‌: يَا أَبَا طَالِبٍ! اسْمَعِ الآنَ لاِبْنِكَ! وَأَطِعْ! فَقَدْ جَعَلَهُ اللَهُ مِنْ نَبِيِّهِ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي‌!

 وخلاصة‌ الامر فإنَّ الواضح‌ من‌ هذا الموضوع‌ أنّ النبي‌ّ هو الذي‌ أعدّ ذلك‌ المجلس‌ ليعيّن‌ له‌ ناصراً ومعيناً، ووزيراً، وأخاً، ومواسياً في‌ المحن‌، والبلايا والشدائد، وثقل‌ عب‌ء النبوّة‌، وتبليغ‌ الرسالة‌ في‌ حياته‌، وحراسة‌ الوحي‌ الإلهي‌ّ، وحفظ‌ دين‌ الله‌، وإمامة‌ الاُمّة‌ الإسلاميّة‌ بعد مماته‌. وبعينه‌ كما أنّ موسي‌ رأي‌ نفسه‌ وحيداً علی‌ أثر الخطاب‌ الإلهي‌ّ، وشعر أ نّه‌ محتاج‌ إلی‌ أخ‌ مثل‌ هارون‌، ليكون‌ له‌ عضداً ومؤازراً، وشريكاً في‌ حمل‌ أعباء النبوّة‌ وأداء الرسالة‌ إلی‌ فرعون‌ والفراعنة‌، فكذلك‌ رسول‌الله‌، رأي‌ نفسه‌ وحيداً علی‌ أثر الوحي‌ الإلهي‌ّ في‌ حمل‌ الرسالة‌ وإبلاغها إلی‌ سكّان‌ العالم‌ والمشركين‌ والكفّار، وكذلك‌ في‌ الصراع‌ العلمي‌ّ والعملي‌ّ ضدّ المناوئين‌ والمنافقين‌ وطلاّب‌ الدنيا الذين‌ كانوا دائماً سدّاً محكماً وحصناً حصيناً للحؤول‌ دون‌ نيل‌ الانبياء أهدافهم‌. وأعلن‌ أ نّه‌ يريد خليفةً، ووزيراً، ومعيناً، وناصراً، وأخاً يأخذ بيده‌ في‌ هذا الامر، ويشاركه‌ في‌ أداء الرسالة‌، ويكون‌ حاميه‌ ووزيره‌ وأخاه‌ في‌ شتّي‌ المشاكل‌ والبلايا والمصائب‌ والمحن‌، وعراقيل‌ المتعدّين‌ والمتجاوزين‌، والصراع‌ مع‌ الجائرين‌ والظالمين‌، وقطع‌ دابر الفاجرين‌ والمجرمين‌، وإيصال‌ نداء التوحيد إلی‌ آذان‌ المستضعفين‌ والمغلوبين‌ علی‌ أمرهم‌، وأسري‌ النفس‌ الامّارة‌، وطواغيت‌ الزمان‌. ويرافقه‌ خطوة‌ خطوة‌ في‌ السرّاء والضرّاء، والليل‌ والنهار، والسلم‌ والحرب‌. ويحمل‌ عب‌ء الخلافة‌ والإمامة‌ والوزارة‌ كما حمل‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ عب‌ء الرسالة‌. ويكون‌ معه‌ في‌ كافّة‌ مراحل‌ ومنازل‌ السير المعنوي‌ّ والروحي‌ّ.

 وفي‌ ذلك‌ إلیوم‌ نُصب‌ علی‌ّ من‌ قبل‌ الله‌ سبحانه‌ تعإلی‌ في‌ مقام‌ الإمامة‌ والولاية‌ والخلافة‌ والوراثة‌ والاُخوّة‌. فنبوّة‌ رسول‌الله‌ غير منفصلة‌ عن‌ ولاية‌ علی‌ّ؛ وأُقيم‌ الإسلام‌ منذ إلیوم‌ الاوّل‌ علی‌ قاعدتي‌ النبوّة‌ والإمامة‌؛ ورُفِعَ السقف‌ علی‌ هاتين‌ الدعامتين‌؛ وأ نّه‌ لينهار إذا كان‌ علی‌ قاعدة‌ واحدة‌ دون‌ أُخري‌، ويتصدّع‌ ويتشذّر، ولايبقي‌ منه‌ إلاّ الاسم‌.

 إنّ النبي‌ّ الاكرم‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ لم‌ يدع‌ عشيرته‌ وقومه‌ إلی‌ الإسلام‌ فحسب‌، وذلك‌ أنّ قبول‌ أصل‌ الإسلام‌ لم‌ يكن‌ مهمّاً لكثير منهم‌؛ كما أنّ حمزة‌ اعتنق‌ الإسلام‌، وأصبح‌ من‌ طلائع‌ المسلمين‌ السبّاقين‌ في‌ هذا الطريق‌. وكان‌ إسلام‌ أبي‌ طالب‌ خفية‌، وكانت‌ مساعدته‌ للنبي‌َّ إلی‌ درجة‌ أ نّه‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ سمّي‌ العام‌ الذي‌ توفّي‌ فيه‌ هو وخديجة‌: عام‌ الحُزْن‌ لشدّة‌ الحزن‌ الذي‌ نزل‌ به‌؛ واعتنق‌ العبّاس‌ الإسلام‌ أيضاً.

 وإنّما كانت‌ دعوة‌ النبي‌ّ في‌ ذلك‌ المجلس‌ لطلب‌ الوزير، وقبول‌ المعاون‌، والخليفة‌، والوصي‌ّ في‌ كافّة‌ الشؤون‌ المتعلّقة‌ بالاُمّة‌ الإسلاميّة‌. ولمّا كان‌ قبول‌ هذا الامر عسيراً جدّاً، و قاصماً للظهر، فلهذا صمت‌ الجميع‌، وامتنعوا عن‌ الإقرار به‌.

 الرجوع الي الفهرس

 اجتماع‌ نبوّة‌ النبي‌ّ ووزارة‌ علی‌ّ معاً

وقد تحدّثنا مفصّلاً عن‌ آية‌ الإنذار وحديث‌ العشيرة‌ في‌ المجلس‌ الخامس‌ من‌ الجزء الاوّل‌، من‌ هذا الكتاب‌؛ وعرضنا مدارك‌ متقنة‌ وقويّة‌ في‌ دلالة‌ هذا الحديث‌ المبارك‌ وسنده‌، فلهذا أحجمنا هنا عن‌ ذكر المدارك‌، ودللنا علی‌ وجود لفظ‌: وَخَليفَتِي‌ فِيكُمْ في‌ ذلك‌ الحديث‌، وهو ما يثّاقل‌ منه‌ العامّة‌.

 الرجوع الي الفهرس

 رواية‌ سُلَيمْ حول‌ حديث‌ العشيرة‌ وآية‌ الإنذار

ونذكر فيما يأتي‌ أيضاً فقرات‌ ممّا يستخلص‌ من‌ حديث‌ العشيرة‌ عن‌ بعض‌ المصادر الاُخري‌:

 تحدّث‌ سُلَيْم‌ بن‌ قيس‌ عن‌ الحوار الذي‌ جري‌ بين‌ معاوية‌ وقيس‌بن‌ سعدبن‌ عبادة‌ -في‌ سفر معاوية‌ إلی‌ الحجّ ودخوله‌ المدينة‌ بعد استشهاد أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌، وبعد صلح‌ الإمام‌ الحسن‌ المجتبي‌ علیه‌ السلام‌ أو بعد استشهاده‌- وانتفض‌ قيس‌ بن‌ سعد في‌ ذلك‌ الحوار، واستدلّ لمعاوية‌ علی‌ بطلانه‌، وحقّانيّة‌ علی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌؛ وأدان‌ معاوية‌. وذكر سُليم‌ أنّ من‌ جملة‌ ما قاله‌ قيس‌ بن‌ سعد لمعاوية‌: إنّ الله‌ بعث‌ محمّداً صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ رحمة‌ للعالمين‌. فبعثه‌ إلی‌ الناس‌ كافّة‌، وإلی‌ الجنّ والإنس‌، والاحمر، والاسود، والابيض‌، اختاره‌ لنبوّته‌؛ واختصّه‌ برسالته‌.

 وكان‌ أوّل‌ من‌ صدّقه‌، وآمن‌ به‌ ابن‌ عمّه‌ علی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌.

 وأبو طالب‌ عمّه‌ يذبّ عنه‌، ويمنعه‌، ويبعد عنه‌ الاخطار، ويهتمّ في‌ حفظه‌ وحراسته‌، ويحول‌ بين‌ كفّار قريش‌ وبين‌ أن‌ يردعوه‌، أو يؤذوه‌، أو يحولوا دون‌ دعوته‌؛ فأمره‌ أن‌ يبلّغ‌ رسالة‌ ربّه‌.

 ولم‌ يزل‌ النبي‌ّ ممنوعاً من‌ ضيم‌ قريش‌ وأذاهم‌، حتيّ مات‌ عمّه‌ أبوطالب‌؛ وأمر ابنه‌ علیاً. بمؤازرته‌؛ فوازره‌ ونصره‌؛ وجعل‌ نفسه‌ دونه‌ في‌ كلّ شديدة‌ وكلّ ضيق‌، وكلّ خوف‌. واختصّ الله‌ بذلك‌ علیاً علیه‌ السلام‌ من‌ بين‌ قريش‌؛ وأكرمه‌ من‌ بين‌ جميع‌ العرب‌ والعجم‌.

 وجمع‌ رسول‌ الله‌ جميع‌ بني‌ عبد المطّلب‌؛ فيهم‌ أبو طالب‌، وأبولهب‌. وهم‌ يومئذٍ أربعون‌ رجلاً؛ فجمعهم‌ رسول‌ الله‌، وخادمه‌ علی‌ّ؛ ورسول‌الله‌ في‌ حجر عمّه‌ أبي‌ طالب‌.

 فَقَالَ: أَيُّكُمْ يَنْتَدِبُ أَنْ يَكُونَ أَخِي‌، وَوَزِيرِي‌، وَوَصِيِّي‌، وَخَلِيفَتِي‌ فِي‌ أُمَّتِي‌، وَوَلِي‌َّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي‌ ؟! فْسَكَتَ القَوْمُ حَتَّي‌ أَعَادَهَا ثَلاَثَاً.

 فَقَالَ علی‌ٌّ علیهِ السَّلاَمُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ علیكَ!

 فَوَضَعَ رَأْسَهُ فِي‌ حِجْرِهِ وَتَفَلَ فِي‌ فِيهِ، وَقالَ: اللَهُمَّ امْلاْ جَوْفَهُ عِلْمَاً وَفَهْمَاً وَحُكْمَاً. ثُمَّ قَالَ لاِبِي‌ طَالِبٍ: يَا أَبَا طَالِبٍ! اسْمَعِ الآنَ لاِبْنِكَ وَأَطِعْ فَقَدْ جَعَلَهُ اللَهُ مِنْ نَبِيِّهِ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي‌ -الحديث‌.[13]

 وفي‌ « غاية‌ المرام‌ » عن‌ محمّد بن‌ عبّاس‌ بن‌ ماهيار، في‌ «تفسير القرآن‌ فيما نَزَلَ في‌ أهلِ البيت‌» علیهم‌ السلام‌، بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ محمّدبن‌ عبدالله‌بن‌ أبي‌ رافع‌ [14]، غلام‌ رسول‌ الله‌، عن‌ أبيه‌، عن‌ جدّه‌ أبي‌ رافع‌، قال‌: جمع‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ جميع‌ بني‌ عبدالمطّلب‌ في‌ الشِّعْب‌، وكان‌ بنو عبدالمطّلب‌ ( جدّ رسول‌الله‌ ) أربعين‌ رجلاً؛ وطبخ‌ لهم‌ رِجل‌ شاةٍ، وفتّ لهم‌ الخبز، وصبّ علیه‌ المرق‌؛ وقدّم‌ لهم‌ ذلك‌ الثريد [15] واللحم‌. فأكلوا جميعهم‌ وشبعوا.

 ثمّ سقاهم‌ عسّاً واحداً فشربوا كلّهم‌ منه‌ حتّي‌ رووا. فقال‌ أبولهب‌: والله‌ إنّ منّا لنفراً يأكل‌ الرجل‌ منهم‌ الجفنة‌، فما تكاد تشبعه‌؛ ويشرب‌ الفرق‌ فما يرويه‌. وإنّ ابن‌ أبي‌ كبشة‌ ( لقب‌ كان‌ يذكره‌ أبو لهب‌ لرسول‌الله‌ ) دعانا فجمعنا علی‌ رِجل‌ شاة‌، وعسّ من‌ لبن‌ فشبعنا وروينا منهما. إنّ هذا لهو السحر المبين‌.

 ثمّ دعاهم‌ رسول‌ الله‌، فقال‌: إنّ الله‌ تبارك‌ وتعإلی‌ أمرني‌ بقوله‌: وَأَنذِرْ عَشْيرَتَكَ الاْقْرَبِيْنَ وَرَهْطَكَ الْمُخْلَصْيِنَ. وأنتم‌ رهطي‌ المخلصين‌ وعشيرتي‌ الاقربين‌! وإنّ الله‌ لم‌ يبعث‌ رسولاً إلاّ جعل‌ من‌ أهله‌ أخاً ووزيراً ووارثاً ووصيّاً. فَأَيُّكُمْ يَقُومُ يُبايِعُني‌ أنَّهُ أخي‌ وَوَزيري‌، وَوارثي‌ دُونَ أهْلي‌، وَوَصيّي‌ وَخَليفَتي‌ في‌ أهْلي‌، وَيَكونُ مِنِّي‌ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي‌، غَيْرَ أَ نَّهُ لاَ نَبِي‌َّ بَعْدِي‌؟!

 فسكت‌ القوم‌.

 وقال‌ النبي‌ّ: والله‌ ليقومنّ قائمكم‌، أو يكون‌ في‌ غيركم‌، ثمّ لتندمنّ.

 قال‌ أبو رافع‌: فقام‌ علی‌ّ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌، وهم‌ ينظرون‌ كلّهم‌ إلیه‌، فبايعه‌، وأجابه‌ إلی‌ ما دعاه‌.

 فقال‌ له‌ النبي‌ّ: ادن‌ مني‌ّ يا علی‌ّ! فدنا منه‌. فقال‌: افتح‌ فاك‌! ففتح‌ فاه‌. فمجّ فيه‌ من‌ ريقه‌؛ وتفل‌ فيه‌ بين‌ كتفيه‌، وبين‌ ثدييه‌.

 فقال‌ أبو لهب‌ للنبي‌ّ: لبئس‌ ما حبوتَ به‌ ابن‌ عمّك‌! إذ جاءك‌ فملاتَ فاه‌ بزاقاً[16]!

 فقال‌ النبي‌ّ: بَلَي‌! مَلاَتُهُ عِلْمَاً وَحُكْمَاً وَفِقْهَاً.[17]

 الرجوع الي الفهرس

 روايات‌ الحاكم‌ الحسكاني‌ّ في‌ حديث‌ العشيرة‌ وآية‌ الإنذار

وروي‌ الحاكم‌ الحسكاني‌ّ، عن‌ أبي‌ القاسم‌ القرشي‌ّ بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ عبدالله‌بن‌ عبّاس‌، عن‌ علی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌. قال‌: لمّا أُنزلت‌ هذه‌ الآية‌: وَأَنذِر عَشِيرَتِكَ الاْقْرَبِيْنَ علی‌ رسول‌ الله‌، دعاني‌ رسول‌الله‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌، فقال‌: يا علی‌ّ! إنّ الله‌ أمرني‌ أن‌ أنذر عشيرتك‌ الاقربين‌، فضقت‌ بذلك‌ ذرعاً، وعرفت‌ أ نّي‌ مهما أمرتهم‌ بهذا الامر، أري‌ منهم‌ ما أكرهُ!

 فصمتُّ حتّي‌ جاءني‌ جبرئيل‌، فقال‌: يَا مُحَمَّدُ! إنّك‌ إن‌ لم‌ تفعل‌ ما أُمرتَ به‌، يعذّبك‌ ربّك‌، فاصنع‌ ما بدا لك‌!

 يا علی‌ّ! اصنع‌ لنا صاعاً من‌ طعام‌! واجعل‌ لي‌ فيه‌ رِجْلَ شاةٍ؛ واملا لنا عُسّاً من‌ لبن‌؛ ثمّ اجمع‌ لي‌ بني‌ عبد المطّلب‌ حتّي‌ أكلّمهم‌، وأُبلّغهم‌ ما أُمرت‌ به‌. ويستطرد في‌ الحديث‌ إلی‌ أن‌ يقول‌:

 فَقَالَ: يَا بَنِي‌ عَبْدِ المُطَّلِبْ! إنِّي‌ وَاللَهِ مَا أعْلَمُ بِأَحَدٍ مِنَ العَرَبِ جَاءَ قَوْمَهُ بِأَفْضَلَ مِمَّا جِئْتُكُمْ بِهِ! إنِّي‌ قَدْ جِئْتُكُمْ بِأَمْرِ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ؛ وَقَدْ أَمَرَنِي‌َ اللَهُ أَنْ أَدْعُوَكُمْ إلیهِ.

 فَأَيُّكُمْ يُوَازِرُنِي‌ علی‌ أَمْرِي‌ هَذَا، علی‌ أَنْ يَكُونَ أَخِي‌ وَوَصِيِّي‌ وَوَلِيِّي‌ وَخَلِيفَتِي‌ فِيْكُمْ؟

 فأحجم‌ القوم‌ عنها جميعاً.

 فقلت‌ - وإنّي‌ لاحدثهم‌ سنّاً، وأرمضهم‌ عيناً، وأعظمهم‌ بطناً، وأحمشهم‌ ساقاً [18]-: أَنَا يَا نَبِي‌َّ اللَهِ؛ أَكُونُ وَزِيرَكَ علیهِ!

 فقام‌ القوم‌ يضحكون‌، ويقولون‌ لابي‌ طالب‌: قَدْ أَمَرَكَ أَنْ تَسْمَعَ وَتُطِيعَ لِعلی‌ٍّ! [19]

 وروي‌ الحاكم‌ الحسكاني‌ّ أيضاً عن‌ ابن‌ فنجويه‌ بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ البراءبن‌ عازب‌ قال‌: لمّا نزلت‌ الآية‌: وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الاْقْرَبِيْنَ، جمع‌ رسول‌الله‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ بني‌ عبد المطّلب‌؛ وسرد القصّة‌، إلی‌ أن‌ قال‌: فَقَالَ: يَا بَنِي‌ عَبْدِ المُطَّلِبِ! إنِّي‌ أَنَا النَّذِيرُ إلیكُمْ مِنَ اللَهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالبَشيِرُ لِمَا يَجي‌ءُ بِهِ أَحَدُكُمْ، جِئْتُكُمْ بِالدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَأَسْلِمُوا وَأَطِيعُونِي‌ تَهْتَدُوا!

 وَمَنْ يُوَاخِينِي‌ ] مِنْكُمْ [ وَيُوَازِرُنِي‌؛ وَيَكُونُ وَلِيِّي‌ وَوَصِيِّي‌ بَعْدِي‌ وَخَليفَتِي‌ فِي‌ أَهْلِي‌ وَيَقْضِي‌ دَيْنِي‌؟!

 فسكت‌ القوم‌ ] كلّهم‌ [؛ وأعاد ذلك‌ ثلاثاً؛ كلّ ذلك‌ يسكت‌ القوم‌، ويقول‌ علی‌ّ: ] قلتُ [: أنا! فقال‌ ] النبي‌ّ [: أنت‌! فقام‌ القوم‌ وهم‌ يقولون‌ لابي‌ طالب‌: أطع‌ ابنك‌ فقد أَمَّرَهُ علیك‌.[20]

 ونقل‌ الشيخ‌ الطبرسي‌ّ هذه‌ الرواية‌ نفسها بدون‌ ذكر السند، وذلك‌ في‌ تفسير الآية‌ المباركة‌؛ وقال‌ أيضاً: أورده‌ الثعلبي‌ّ في‌ تفسيره‌.[21]

 الرجوع الي الفهرس

 روايات‌ ابن‌ عساكر حول‌ حديث‌ العشيرة‌

ونقل‌ ابن‌ عساكر الدمشقي‌ّ ثماني‌ روايات‌ حول‌ آية‌ الإنذار، وجمع‌ العشيرة‌، وإقامة‌ علی‌ّ علیه‌ السلام‌ في‌ الوزارة‌، وذلك‌ في‌ الجزء الاوّل‌ من‌ كتاب‌ أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌، من‌ رقم‌ 135 إلی‌ 142.

 وذكر الرواية‌ 135 بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ سالم‌، عن‌ علی‌ّبن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌؛ وبعد بيان‌ القضيّة‌، قال‌ رسول‌ الله‌ في‌ آخرها: مَنْ يُوَازِرُنِي‌ علی‌ مَا أَنَا علیهِ وَيُبَايِعُنِي‌ علی‌ أَنْ يَكُونَ أَخِي‌ وَلَهُ الجَنَّةُ؟

 قلتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَهِ! وَإنِّي‌ لاَحْدَثُهُمْ سِنَّاً وَأَحْمَشُهُمْ سَاقَاً. فسكت‌ القوم‌ ثمّ قالوا: يا أبا طالب‌! ألا تري‌ ابنك‌ ؟ قال‌ أبو طالب‌: دعوه‌، فلن‌يألو من‌ ابن‌ عمّه‌ خيراً.[22]

 ونقل‌ الرواية‌ 136 بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ ربيعة‌ بن‌ ناجذ، عن‌ علی‌ّبن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌ أنّ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ دعا بني‌ عبدالمطّلب‌، وذكر الرواية‌ بالإعجاز الذي‌ حصل‌ في‌ ذلك‌ المجلس‌ إذ شبع‌ الجميع‌ من‌ رِجْل‌ الشاةِ، وارتووا من‌ قعب‌ اللبن‌ دون‌ أن‌ ينقص‌ منهما شي‌ء؛ ثمّ قال‌ النبي‌ّ: يَا بَنِي‌ عَبْدِ المُطَّلِبِ! إنِّي‌ بُعِثْتُ إلیكُمْ خَاصَّةً وَإلی‌ النَّاسِ عَامَّةً وَقَدْ رَأَيْتُمْ مِنْ هَذِهِ الآيَةِ مَا رَأَيْتُمْ! فَأَيُّكُمْ يُتَابِعُنِي‌ علی‌ أنْ يَكُونَ أَخِي‌ وَصَاحِبِي‌؟! يقول‌ علی‌ّ علیه‌ السلام‌: لم‌ يقم‌ إلیه‌ أحد؛ فقمت‌ إلیه‌، وكنت‌ أصغر القوم‌. قال‌: فقال‌ ] رسول‌ الله‌ [: اجلس‌! وفعل‌ ] رسول‌الله‌ [ ثلاث‌ مرّات‌ كذلك‌؛ وأنا في‌ كلّ ذلك‌ أقوم‌ إلیه‌، فيقول‌ لي‌: اجلس‌ حتّي‌ كان‌ في‌ الثالثة‌ ضرب‌ بيده‌ علی‌ يدي‌ ] للبيعة‌ [.[23]

 وروي‌ الرواية‌ 137 بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ عبّاد بن‌ عبد الله‌ الاسدي‌ّ، عن‌ علی‌ّبن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌ قال‌: جمع‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ قريشاً، ثمّ قال‌: لاَ يُؤَدِّي‌ أَحَدٌ عَنِّي‌ دَيْنِي‌ إلاَّ علی‌ٌّ.[24]

 ونقل‌ الرواية‌ 138 بسند متّصل‌ آخر عن‌ عبّاد بن‌ عبد الله‌ الاسدي‌ّ أيضاً، عن‌ علی‌ّبن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌ قال‌: لمّا نزلت‌ الآية‌: وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الاْقْرَبِيْنَ، دعا رسول‌ الله‌ رجالاً من‌ أهل‌ بيته‌، وبعد بيان‌ شبعهم‌ من‌ رِجل‌ الشاة‌، وارتوائهم‌ من‌ قعب‌ اللبن‌، قال‌ لهم‌:

 علی‌ٌّ يَقْضِي‌ دَيْنِي‌ [25]؛ وَيُنْجِزُ مَوْعِدِي‌.[26]

 وأخرج‌ الرواية‌ 139 بسند متّصل‌ آخر عن‌ عبّاد بن‌ عبد الله‌، عن‌ علی‌ّبن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌ قال‌: يا علی‌ّ! اجمع‌ بني‌ هاشم‌؛ وطبخت‌ صاعاً من‌ الطعام‌ وشاة‌ ثلاث‌ مرّات‌، وأعددت‌ قعباً من‌ لبن‌. وكانوا يأكلون‌ ويشبعون‌؛ وقالوا مرّتين‌: ما رأينا كإلیوم‌ في‌ السحر! وفي‌ الثالثة‌ بَدَرَهُم‌ رسول‌الله‌ بالكلام‌، فقال‌: أَيُّكُمْ يَقْضِي‌ دَيْنِي‌ وَيَكُونُ خَليِفَتِي‌ وَوَصِيِّي‌ مِنْ بَعْدِي‌؟!

 قال‌: فسكت‌ العبّاس‌ مخافة‌ أن‌ يحيط‌ ذلك‌ أي‌ ] دَين‌ رسول‌الله‌ [ بماله‌؛ فأعاد رسول‌الله‌ الكلام‌ علی‌ القوم‌؛ وسكت‌ العبّاس‌ ] أيضاً [ مخافة‌ أن‌ يحيط‌ ذلك‌ بماله‌. فأعاد رسول‌ الله‌ الكلام‌ الثالثة‌. قال‌ ] أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ [: وإنِّي‌ يومئذٍ لاسوأهم‌ هيئة‌، إنِّي‌ يَوْمَئِذٍ أَحْمَشُ السَّاقَيْنِ؛ أَعْمَشُ العَيْنَيْنِ، ضَخْمُ البَطْنِ؛ فقلت‌: أَنَا يَا رَسُولَ اللَهِ!

 قال‌ النبي‌ّ: أَنْتَ يَا علی‌ُّ! أَنْتَ يَا علی‌ُّ!! [27]

 ونقل‌ الرواية‌ 140 بسنده‌ المتّصل‌، عن‌ عبد الله‌ بن‌ عبّاس‌، عن‌ علی‌ّبن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌. وهذه‌ الرواية‌ بعباراتها نفسها هي‌ الرواية‌ التي‌ ذكرناها عن‌ الحاكم‌ الحَسْكاني‌ّ أولاً.[28]

 وأخرج‌ الرواية‌ 141 بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ أبي‌ رافع‌. وهذه‌ الرواية‌ عينها هي‌ الرواية‌ التي‌ نقلناها سابقاً عن‌ كتاب‌ « غاية‌ المرام‌ » عن‌ محمّدبن‌ عبّاس‌بن‌ ماهيار، عن‌ تفسير القرآن‌ فيما نزل‌ في‌ أهل‌ البيت‌ علیهم‌ السلام‌.[29]

 وذكر الرواية‌ 142 بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ عمر بن‌ علی‌ّ بن‌ عمربن‌ علی‌ّبن‌ الحسين‌بن‌ علی‌ّ أبي‌ طالب‌، عن‌ أبيه‌، عن‌ علی‌ّبن‌ الحسين‌، عن‌ أبي‌ رافع‌، قال‌: كنت‌ قاعداً بعدما بايع‌ الناس‌ أبا بكر فسمعت‌ أبابكر يقول‌ للعبّاس‌:

 أُنْشِدُكَ اللَهِ! هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ بَنِي‌ عَبْدِ المُطَّلِبِ وَأَوْلاَدَهُمْ، وَأنْتَ فِيهِمْ، وَجَمَعَكُمْ دُونَ قُرَيشٍ. فَقَالَ: يَابَنِي‌ عَبْدِ المُطَّلِبِ! إِنَّهُ لَمْ يَبْعَثِ اللَهُ نَبِيَّاً إلاَّ جَعَلَ لَهُ مِنْ أَهْلِهِ أَخَاً وَوَزِيرَاً وَوَصِيَّاً وَخَلِيفَةً فِي‌ أَهْلِهِ! فَمَنْ مِنْكُمْ يُبَايِعُنِي‌ علی‌ أَنْ يَكُونَ أَخِي‌، وَوَزِيرِي‌، وَوَصِيِّي‌، وَخَلِيفَتِي‌ فِي‌ أَهْلِي‌ ؟! فَلَمْ يَقُمْ مِنْكُمْ أَحَدٌ!

 فَقَالَ: يَا بَنِي‌ عَبْدِ المُطَّلِبِ! كُونُوا فِي‌ الإسلام رُؤُوسَاً وَلاَتَكُونُوا أَذْنَابَاً. وَاللَهِ لَيَقُومَنَّ قَائِمُكُمْ، أَوْ لَتَكُونَنَّ فِي‌ غَيْرِكُمْ ثُمَّ لَتَنْدَمُنَّ!

 فَقَامَ علی‌ٌّ مِنْ بَيْنِكُمْ فَبايَعَهُ علی‌ مَا شَرَطَ لَهُ وَدَعَاهُ إلیهِ.

 أَتَعْلَمُ هَذَا لَهُ مِنْ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ؟! قَالَ: نَعَمْ.[30]

 الرجوع الي الفهرس

 رواية‌ أحمد بن‌ حنبل‌ حول‌ حديث‌ العشيرة‌

وروي‌ أحمد بن‌ حنبل‌ بسنده‌ عن‌ المنهال‌، عن‌ عبّاد بن‌ عبدالله‌ الاسدي‌ّ، عن‌ علی‌ّبن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌ قال‌: لمّا نزلت‌ الآية‌: وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الاْقْرَبِيْنَ، جمع‌ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ أهل‌ بيته‌؛ فاجتمع‌ ثلاثون‌ شخصاً منهم‌، فأكلوا، وشربوا، قال‌: فقال‌ لهم‌:

 مَنْ يَضْمَنُ عَنِّي‌ دَيْني‌، وَمَوَاعِيدي‌؛ وَيَكُونُ مَعِي‌ في‌ الجَنَّةِ؛ وَيَكُونُ خَلِيفَتِي‌ فِي‌ أَهْلِي‌ ؟! فَقَالَ رَجُلٌ لَمْ يُسَمِّهِ شَرِيكٌ: يَارَسُولَاللَهِ! أَنْتَ كُنْتَ بَحْرَاً مَنْ يَقُومُ بِهَذَا ؟! قَالَ: ثُمَّ قَالَ الآخَرُ قَالَ: فَعَرَضَ ذَلِكَ علی أَهْلِ بَيْتِهِ، فَقَالَ علی‌ٌّ رَضِي‌َ اللَهُ عَنْهُ: أَنَا.[31]

 ذكر ابن‌ أبي‌ الحديد في‌ « شرح‌ نهج‌ البلاغة‌ » في‌ ذيل‌ كلام‌ الإمام‌ في‌ الخطبة‌ القاصعة‌: أَنَا وَضَعْتُ فِي‌ الصِّغَرِ بِكَلاَكِلِ العَرَبِ، وَكَسَرْتُ نَواجِمَ قُرُونِ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ، قال‌: روي‌ عن‌ جعفر بن‌ محمّد الصادق‌ علیه‌ السلام‌ قال‌:

 كَانَ علی‌ّ علیهِالسَّلاَمُ يَرَي‌ مَعَ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ الرِسَالةِ الضَّوءَ وَيَسْمَعُ الصَّوْتَ؛ وَقَالَ لَهُ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ وَآلِهِ: لَوْلاَ أَنِّي‌ خَاتَمُ الاَنْبِيَاءِ لَكُنْتَ شَرِيكَاً فِي‌ النُّبُوَّةِ! فَإنْ لاَتَكُنْ نَبِيَاً فَإنَّكَ وَصِي‌ُّ نَبِي‌ٍّ وَوَارِثُهُ! بَلْ أَنْتَ سَيِّدُ الاَوْصِيَاءِ وَإمَامُ الاَتْقِيَاءِ!

 ثمّ نقل‌ ابن‌ أبي‌ الحديد قصّة‌ آية‌ الإنذار وحديث‌ العشيرة‌ عن‌ الطبري‌ّ في‌ تأريخه‌ بنحو مفصّل‌، وهو ما أوردناه‌ في‌ الجزء الاوّل‌ من‌ كتابنا هذا: « معرفة‌ الإمام‌ » في‌ المجلس‌ الخامس‌، عن‌ الطبري‌ّ. وكذلك‌ أوردناه‌ في‌ هذا الجزء في‌ أوّل‌ رواية‌ الحاكم‌ الحسكاني‌ّ. وفيه‌ تصريح‌ علی‌ أنّ النبي‌ّ قال‌: هَذَا أَخِي‌ وَوَصِيِّي‌ وَخَلِيفَتِي‌ فِيكُمْ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطيِعُوا!

 ثمّ قال‌: ويدلّ علی‌ أ نّه‌ وزير رسول‌ الله‌ من‌ نصّ الكتاب‌ والسنّة‌ قول‌ الله‌ تعإلی‌: وَاجْعَلْ لِي‌ وَزيرًا مِنْ أَهْلِي‌ هَـ'رُونَ أَخِي‌ أُشْدُدْ بِهِ أَزْرِي‌ وَأَشْرِكْهُ فِي‌´ أَمْرِي‌.

 وقال‌ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ في‌ الخبر المجمع‌ علی‌ روايته‌ بين‌ سائر فرق‌ الإسلام‌: أَنْتَ مِنِّي‌ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي‌ إلاَّ أَ نَّهُ لاَنَبِي‌َّ بَعْدِي‌.

 وعلی‌ هذا أثبت‌ النبي‌ّ لعلی‌ّ جميع‌ مراتب‌ ومقامات‌ هارون‌ من‌ موسي‌. فإذَنْ هو وزير رسول‌ الله‌، وشادّ أزره‌؛ ولولا أ نّه‌ خاتم‌ النبيّين‌، لكان‌ شريكاً في‌ أمره‌.

 الرجوع الي الفهرس

الروايات‌ الواردة‌ حول‌ حديث‌ العشيرة‌

 وروي‌ أبو جعفر الطبري‌ّ أيضاً في‌ تاريخه‌ أنّ رجلاً قال‌ لعلی‌ّ علیه‌ السلام‌:

 يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ! بِمَ وَرِثْتَ ابْنَ عَمِّكَ دُونَ عَمِّكَ؟!

 فقال‌ علی‌ّ علیه‌ السلام‌: هاؤُم‌! ثلاث‌ مرّات‌ حتّي‌ اشرأبَّ الناس‌، ونشروا آذانهم‌، ثمّ قال‌:

 جمع‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ بني‌ عبد المطّلب‌ بمكّة‌، وهم‌ رهطه‌، كلّهم‌ يأكل‌ الجَذَعَة‌، ويشرب‌ الفِرْق‌،[32] فصنع‌ مُدَّاً من‌ طعام‌، حتّي‌ أكلوا وشبعوا، وبقي‌ الطعام‌ كما هو، كأ نّه‌ لم‌ يمسّ. ثمّ دعا بغُمَر،[33] فشربوا ورووا، وبقي‌ الشراب‌ كأ نّه‌ لم‌ يشرب‌؛ ثمّ قال‌: يَا بَنِي‌ عَبْدِ المُطَّلِبِ! إنِّي‌ بُعِثْتُ إلیكُمْ خَاصَّةً؛ وَإلی‌ النَّاسِ عَامَّةً، فأَيُّكُمْ يُبَايِعُنِي‌ علی‌ أَنْ يَكُونَ أَخِي‌ وَصَاحِبِي‌ وَوَارِثِي‌؟! فلم‌ يقم‌ إلیه‌ أحد، فقمت‌ إلیه‌، وكنت‌ من‌ أصغر القوم‌. فقال‌ النبي‌ّ: اجلس‌. ثمّ قال‌ ذلك‌ ثلاث‌ مرّات‌؛ كلّ ذلك‌ أقوم‌ إلیه‌، فيقول‌: اجلس‌، حتّي‌ كان‌ في‌ الثالثة‌، فضرب‌ بيده‌ علی‌ يدي‌ فعند ذلك‌ ورثت‌ ابن‌ عمّي‌ دون‌ عمّي‌.[34]

 وروي‌ الملاّ علی‌ّ المتّقي‌ عن‌ ابن‌ مَرْدَوَيْه‌ قصّة‌ دعوة‌ بني‌ عبدالمطّلب‌ في‌ تفسير آية‌ الإنذار، إلی‌ أن‌ قال‌: ثُمَّ قَالَ لَهُمْ -وَمَدَّ يَدَهُ- مَنْ يُبَايِعُنِي‌ علی‌ أَنْ يَكُونَ أَخِي‌، وَصَاحِبِي‌، وَوَلِيَّكُمْ مِنْ بَعْدِي‌؟! -وأنا يومئذ أصغر القوم‌، عظيم‌ البطن‌- ومددت‌ يدي‌ وقلت‌: أَنَا أُبَايِعُكَ! فبايعني‌ رسول‌الله‌ علی‌ ذلك‌. قال‌: وذلك‌ الطعام‌ أنا صنعته‌.[35]

 ونلاحظ‌ في‌ هذا الحديث‌ أ نّه‌ وإن‌ لم‌ يرد فيه‌ لفظ‌: خَلِيفَتِي‌، ولكن‌ ورد لفظ‌: وَوَلِيَّكُمْ مِنْ بَعْدِي‌. ولا شكّ أنّ المراد من‌ الولاية‌ هنا منصب‌ الإمامة‌ والخلافة‌ لسببين‌: الاوّل‌: قرينة‌ تشكيل‌ ذلك‌ المجلس‌، وحضور الاعمام‌ وبني‌ عبد المطّلب‌، ودعوة‌ النبي‌ّ تلك‌، إذ لا مناسبة‌ لاي‌ّ معني‌ آخر هنا غير هذا المعني‌. الثاني‌: قرينة‌: مِنْ بَعْدِي‌، إذ إنّ إمامة‌ أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ وخلافته‌ كانت‌ بعد رسول‌ الله‌. وأمّا سائر أقسام‌ الولاية‌ ومعانيها -منحصرة‌ بما بعد وفاة‌ الرسول‌ الاعظم‌- فليست‌ له‌ بزعم‌ الخصم‌.[36]

 ونقل‌ ابن‌ أبي‌ الحديد عن‌ شيخه‌ أبي‌ جعفر الإسكافي‌ّ أ نّه‌ قال‌: وقد روي‌ في‌ الخبر الصحيح‌ أنّ النبي‌ّ كلّف‌ علیاً في‌ مبدأ الدعوة‌ قبل‌ ظهور كلمة‌ الإسلام‌ وانتشارها بمكّة‌ أن‌ يصنع‌ له‌ طعاماً، وأن‌ يدعو له‌ بني‌ عبد المطّلب‌. فصنع‌ له‌ الطعام‌، ودعاهم‌ له‌. فخرجوا ذلك‌ إلیوم‌، ولم‌ ينذرهم‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ لكلمة‌ قالها عمّه‌ أبو لهب‌؛ فكلّفه‌ في‌ إلیوم‌ الثاني‌ أن‌ يصنع‌ مثل‌ ذلك‌ الطعام‌، وأن‌ يدعوهم‌ ثانية‌، فصنعه‌، ودعاهم‌ فأكلوا.

 ثمّ كلّمهم‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ فدعاهم‌ إلی‌ الدين‌، ودعا علیاً معهم‌ لا نّه‌ من‌ بني‌ عبد المطّلب‌؛ ثمّ ضمن‌ لمن‌ يؤازره‌ منهم‌ وينصره‌ علی‌ قوله‌ أن‌ يجعله‌ أخاه‌ في‌ الدين‌، ووصيّه‌ بعد موته‌، وخليفته‌ من‌ بعده‌. فأمسكوا كلّهم‌ وأجابه‌ علی‌ّ وحده‌، وقال‌: أَنَا أَنْصُرُكَ علی‌ مَا جِئْتَ بِهِ؛ وَأُوازِرُكَ وَأُبَايِعُكَ.

 فقال‌ لهم‌ ] النبي‌ّ [ لمّا رأي‌ منهم‌ الخذلان‌، ومنه‌ النصر؛ وشاهد منهم‌ المعصية‌، ومنه‌ الطاعة‌؛ وعاين‌ منهم‌ الإباء، ومنه‌ الإجابة‌:

 هَذَا أَخِي‌ وَوَصِيِّي‌ وَخَلِيفَتِي‌ مِنْ بَعْدِي‌.

 فقاموا يسخرون‌، ويضحكون‌، ويقولون‌ لابي‌ طالب‌: أَطِعِ ابْنَكَ! فَقَدْ أَمَّرَهُ علیكَ.[37]

 وكم‌ أري‌ من‌ المناسب‌ هنا أن‌ أنقل‌ حكايتين‌ لطيفتين‌ ومليحتين‌ في‌ هذا الموضوع‌. وهما في‌ كتاب‌ « المناقب‌ » لابن‌ شهرآشوب‌. قال‌: ذكر ذلك‌ ابن‌ عبدربّه‌ في‌ « العقد الفريد » بل‌ روته‌ الاُمّة‌ بأجمعها عن‌ أبي‌ رافع‌ وغيره‌ أنّ علیاً نازع‌ العبّاس‌ إلی‌ أبي‌ بكر في‌ بُرد النبي‌ّ أو ردائه‌، وسيفه‌، وفرسه‌. فقال‌ أبوبكر: أَيْنَ كُنْتَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ حِيْنَ جَمَعَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌اللَهُ علیهِ وَآلِهِ بَنِي‌ عَبْدِالمُطَّلِبِ وَأَنْتَ أَحَدُهُمْ فَقَالَ: أَيُّكُمْ يُوَازِرُنِي‌ فَيَكُونَ وَصِيِّي‌ وَخَلِيفَتِي‌ فِي‌ أَهْلِي‌ وَيُنْجِزَ مَوْعِدِي‌ وَيَقْضِي‌ دَينِي‌؟

 فقال‌ له‌ العبّاس‌: فَمَا أَقْعَدَكَ مَجْلِسَكَ هَذَا ؟ تَقَدَّمْتَهُ وَتَأَمَّرْتَ علیهِ؟

 فقال‌ أبو بكر: أَغَدْرَاً يَا بَنِي‌ عَبْدِ المُطَّلِب‌ ؟

 أمّا الحكاية‌ الثانية‌ فقد قال‌ متكلّم‌ لهارون‌ الرشيد: أُريد أن‌ أُقرّر هشام‌بن‌ الحكم‌ بأنّ علیاً كان‌ ظالماً. فقال‌ له‌ هارون‌: إن‌ فعلت‌ فلك‌ كذا وكذا! وأمر به‌. فلمّا حضر، قال‌ المتكلّم‌ لهشام‌: يا أبا محمّد! روت‌ الاُمّة‌ بأجمعها أنّ علیاً نازع‌ العبّاس‌ إلی‌ أبي‌ بكر في‌ بُرد النبي‌ّ أو ردائه‌ وسيفه‌ وفرسه‌. قال‌: نعم‌! قال‌ المتكلّم‌: فأيّهما الظالم‌ لصاحبه‌ ؟ فخاف‌ هشام‌ من‌ الرشيد ( لانّ العبّاس‌ جدّه‌ ) فقال‌: لم‌ يكن‌ فيهما ظالم‌. قال‌ المتكلّم‌: فيختصم‌ اثنان‌ في‌ أمر وهما محقّان‌ ؟ قال‌: نعم‌. اختصم‌ الملكان‌ إلی‌ داود في‌ النعاج‌ وليس‌ فيهما ظالم‌، وإنما أرادا أن‌ ينبّهاه‌ علی‌ الحكم‌؛ كذلك‌ علی‌ّ والعبّاس‌ تحاكما إلی‌ أبي‌ بكر في‌ ميراث‌ رسول‌ الله‌ ليعرّفاه‌ ظلمه‌. [38]

 الرجوع الي الفهرس

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

ارجاعات


[1] - الآيات‌ 24 إلي‌ 36 من‌ السورة‌ 20: طه‌.

[2] - الآية‌ 35، من‌ السورة‌ 25: الفرقان‌.

[3] - روي‌ السيّد ابن‌ طاووس‌ دعاء رسول‌ الله‌ لاستخلاف‌ أمير المؤمنين‌ وإعطاء جميع‌ مقامات‌ موسي‌ لهارون‌، وذلك‌ عند نزول‌ الآية‌: إِنَّما وَليُّكُمُ اللَهُ وَرَسُولُهُ بعدّة‌ طرق‌ عن‌ الثعلبي‌ّ، منها رواية‌ أخرجها الثعلبي‌ّ مرفوعة‌ عن‌ عباية‌ بن‌ الربعي‌ّ قال‌: بينا عبدالله‌بن‌ عبّاس‌ جالس‌ علي‌ شفير زمزم‌ يقول‌: قال‌ رسول‌ الله‌، ويبيّن‌ للناس‌ الاحاديث‌ الواردة‌ عن‌ رسول‌ الله‌ إذ أقبل‌ رجل‌ معتمّ بعمامة‌، فجعل‌ ابن‌ عبّاس‌ لا يقول‌: قال‌ رسول‌ الله‌ إلاّ وقال‌ الرجل‌: قال‌ رسول‌الله‌، فقال‌ ابن‌ عبّاس‌: سألتك‌ بالله‌ من‌ أنت‌! فكشف‌ العمامة‌ عن‌ وجهه‌ وقال‌: أيّها الناس‌! من‌ عرفني‌، فقد عرفني‌، ومن‌ لم‌ يعرفني‌ فأنا جُنْدُب‌ بن‌ جُنادة‌ البدري‌ّ أبوذرّ الغفاريّ. سمعت‌ رسول‌ الله‌ بأُذُنَي‌َّ هاتين‌ وإلاّ فصمّتا؛ ورأيته‌ بعينَي‌َّ هاتين‌، وإلاّ فعميتا، وهو يقول‌: علي‌ٌّ قائد البررة‌ وقاتل‌ الكفرة‌، منصور من‌ نصره‌، مخذول‌ من‌ خذله‌.

 أيّها الناس‌! أما إنّي‌ صلّيت‌ مع‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ يوماً من‌ الايّام‌ صلاة‌ الظهر، فسأل‌ سائل‌ في‌ المسجد، فلم‌ يعطه‌ أحد شيئاً؛ فرفع‌ السائل‌ يده‌ إلي‌ السماء وقال‌: اللهمّ اشهد أ نّي‌ سألت‌ في‌ مسجد رسول‌ الله‌ فلم‌ يعطيني‌ أحد شيئاً. وكان‌ عليّ عليه‌ السلام‌ راكعاً فأومأ إليه‌ بخنصره‌ اليمني‌ وكان‌ يتختّم‌ فيها. فأقبل‌ السائل‌ حتّي‌ أخذ الخاتم‌ من‌ خنصره‌؛ وذلك‌ بعين‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌. فلّما فرغ‌ رسول‌ الله‌ من‌ صلاته‌، رفع‌ رأسه‌ إلي‌ السماء وقال‌: اللهمّ إنّ موسي‌ سألك‌ فقال‌: «ربّ اشرح‌ لي‌ صدري‌ ويسّر لي‌ أمري‌ واحلل‌ عقدة‌ من‌ لساني‌ يفقهوا قولي‌ واجعل‌ لي‌ وزيراً من‌ أهلي‌ هـ'رون‌ أخي‌ اشدد به‌ أزري‌ وأشركه‌ في‌ أمري‌» فأنزلتَ عليه‌ قرآناً ناطقاً «سنشدّ عضدك‌ بأخيك‌ ونجعل‌ لكما سلطاناً فلايصلون‌ إليكما بـَايـ'تنا أنتما وَمَن‌ اتّبعكما الغالبون‌». اللهمّ وأنا محمّد نبيّك‌ وصفيّك‌ اللهمّ فاشرح‌ لي‌ صدري‌ ويسّر لي‌ أمري‌ واجعل‌ لي‌ وزيراً من‌ أهلي‌ عليّاً أشدد به‌ ظهري‌. قال‌ أبو ذر: فما استتمّ رسول‌ الله‌ الكلمة‌ حتّي‌ نزل‌ جبرئيل‌ عليه‌ السلام‌ من‌ عندالله‌ تعالي‌ فقال‌: يا محمّد! اقرأ. قال‌: وما أقرأ ؟ قال‌: اقرأ: إنّما وليّكم‌ الله‌ ورسوله‌ والذين‌ ءَامنوا الذين‌ يقيمون‌ الصلو'ة‌ ويؤتون‌ الزكو'ة‌ وهم‌ راكعون‌. («الطرائف‌» لابن‌ طاووس‌، ج‌ 1، ص‌ 47 و 48، الحديث‌ 40 طبعة‌ قم‌ سنة‌ 1400 ه)

[4] - «كتاب‌ سُلَيم‌ بن‌ قَيْس‌» الهلالي‌ّ الكوفي‌ّ؛ ص‌ 221 و 222؛ وذكر صاحب‌ «كنز العمّال‌» مختصر مضمون‌ هذه‌ الرواية‌ في‌ كتابه‌، ج‌ 15، ص‌ 150 في‌ الرقم‌ 428 عن‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌.

[5] - «شواهد التنزيل‌» ج‌ 1، ص‌ 435، الحديث‌ 598.

[6] - الآية‌ 35، من‌ السورة‌ 28: القصص‌.

[7] - «الغدير» ج‌ 3، ص‌ 116.

[8] - «حلية‌ الاولياء» ص‌ 65 و 66؛ وجاء في‌ «غاية‌ المرام‌» القسم‌ الاول‌، ص‌ 125، حديث‌ رقم‌ 97 أنّ ابن‌ أبي‌ الحديد روي‌ هذا الحديث‌، وكذلك‌ حديث‌: أنت‌ منّي‌ بمنزلة‌ هارون‌ من‌ موسي‌ إلاّ أ نّه‌ لا نبي‌ّ بعدي‌، ثمّ نقل‌ عن‌ ابن‌ أبي‌ الحديد أ نّه‌ قال‌: وأبان‌ نفسه‌ عنه‌ بالنبوّة‌؛ وأثبت‌ له‌ ماعداها، ومن‌ جميع‌ الفضائل‌ والخصائص‌ مشتركاً بينهما.

[9] - «حلية‌ الاولياء» ص‌ 66.

[10] - الآيتان‌ 94 و 95، من‌السورة‌ 15: الحجر.

[11] - الآية‌ 214، من‌ السورة‌ 26: الشعراء.

[12] - وردت‌ هذه‌ الفقرة‌ من‌ الرواية‌ في‌ «دلائل‌ الصدق‌» ج‌ 2، ص‌ 233.

[13] - «كتاب‌ سُلَيم‌ بن‌ قَيْس‌» ص‌ 199 و 200. وقال‌ قيس‌ بن‌ سعد في‌ سياق‌ هذا الاحتجاج‌ علي‌ معاوية‌ كما ورد في‌ صفحة‌ 201: وقال‌ رسول‌ الله‌ لعلي‌ّ في‌ غزوة‌ تبوك‌: أنت‌ منِّي‌ بمنزلة‌ هارون‌ من‌ موسي‌ إلاّ أ نّه‌ لا نبي‌ّ بعدي‌.

[14] - جاء في‌ كتاب‌ «الاءصابة‌ في‌ تمييز الصحابة‌»: كان‌ أبو رافع‌ القبطي‌ّ مولي‌ لرسول‌الله‌، له‌ أسماء مختلفة‌. وقال‌ ابن‌ عبد البرّ: أشهر ما قيل‌ في‌ اسمه‌: أسلم‌. وكان‌ مولي‌ العبّاس‌بن‌ عبدالمطّلب‌، فوهبه‌ للنبي‌ّ، فأعتقه‌ لمّا بشّره‌ بإسلام‌ العبّاس‌. وكان‌ إسلام‌ أبي‌ رافع‌ قبل‌ بدر، ولم‌يشهدها. وشهد أُحُدَاً وما بعدها. وروي‌ عن‌ النبي‌ّ، وعن‌ عبدالله‌بن‌ مسعود. (ج‌ 4، ص‌ 68 ).

[15] - الثريد مرق‌ يفتّون‌ فيه‌ الخبز ويأكلونه‌. يقال‌ له‌ بالفارسيّة‌: (تِرِيد). والصحيح‌ هو ثريد.

[16] - وردت‌ الرواية‌ المذكورة‌ إلي‌ هذا الموضع‌ في‌ «تاريخ‌ دمشق‌» الجزء الخاصّ بأميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌، ج‌ 1، ص‌ 89، الرقم‌ 141.

[17] - «غاية‌ المرام‌» القسم‌ الاوّل‌ ص‌ 135 و 136، الحديث‌ الثامن‌ والثلاثون‌. ووردت‌ في‌ «مجمع‌ البيان‌» ج‌ 4، ص‌ 206، طبعة‌ صيدا.

ورواها المجلسي‌ّ في‌ «بحار الانوار» ج‌ 9، ص‌ 241، طبعة‌ الكمباني‌ّ، عن‌ كتاب‌ «كنز الفوائد» للكراجكي‌ّ، عن‌ أبي‌ رافع‌. وأضاف‌ في‌ تتمّتها هذه‌ الجملة‌: فقال‌ لابي‌ طالب‌: ليهنكَ أن‌ تَدْخُلَ اليومَ في‌ دينِ ابن‌ أخيكَ وَقَدْ جَعَلَ ابْنَكَ مُقَدَّمَاً عَلَيكَ.

[18] - هذه‌ المعاني‌ كناية‌ عن‌ الفقر والمسكنة‌، وعدم‌ وجود المال‌ والاعتبار والرخاء. وجاء في‌ بعض‌ النسخ‌: أرمصهم‌ عيناً بالصاد المهملة‌.

[19] - «شواهد التنزيل‌» ج‌ 1، ص‌ 371 و 372، حديث‌ 514 ضمن‌ روايات‌ وردت‌ في‌ شأن‌ نزول‌ الآية‌: واجعل‌ لي‌ وزيراً من‌ أهلي‌ هـ'رون‌ أخي‌ أشدد به‌ أزري‌ وأشركه‌ في‌ أمري‌.

 وذكر ابن‌ عساكر هذه‌ الرواية‌ في‌ «تاريخ‌ دمشق‌» كتاب‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ في‌ الجزء الاوّل‌، ص‌ 88 في‌ رقم‌ 140. وذكرها أيضاً صاحب‌ «كنز العمّال‌» في‌ كتابه‌، باب‌ فضائل‌ علي‌ّ عليه‌ السلام‌، من‌ الطبعة‌ الثانية‌ حيدر آباد، ج‌ 15، ص‌ 115 إلي‌ 117 في‌ الرقم‌ 334. وقال‌ في‌ آخرها: رواها ابن‌ جرير الطبري‌ّ، وابن‌ أبي‌ حاتم‌، وابن‌ مردويه‌، وأبو نعيم‌، والبيهقي‌ّ كلاهما في‌ كتاب‌ «دلائل‌ النبوّة‌». و «دلائل‌ الصدق‌» للمظفّر ج‌ 2، ص‌ 233، و «تاريخ‌ الطبري‌ّ» ج‌ 2، ص‌ 62 و 63، طبعة‌ الاستقامة‌. و«شرح‌ نهج‌ البلاغة‌» لابن‌ أبي‌ الحديد، طبعة‌ أُوفسيت‌ بيروت‌، ج‌ 3، ص‌ 254 و 255، وفي‌ ج‌ 13، ص‌ 210 و 211 من‌ طبعة‌ دار إحياء الكتب‌ العربيّة‌. وذكر صاحب‌ «كنز العمّال‌» أيضاً مختصر هذا الحديث‌ في‌ كتابه‌ المذكور، ج‌ 15، ص‌ 100، رقم‌ 286.

[20] - «شواهد التنزيل‌» ج‌ 1، ص‌ 420 و 421، حديث‌ رقم‌ 580 ضمن‌ الروايات‌ الواردة‌ في‌ شأن‌ نزول‌ آية‌ الاءنذار: وأَنذر عشيرتك‌ الاقربين‌.

[21] - «مجمع‌ البيان‌» ج‌ 4، ص‌ 206، طبعة‌ صيدا. ووردت‌ هذه‌ الرواية‌ في‌ «غاية‌ المرام‌» القسم‌ الاوّل‌ ص‌ 320، الحديث‌ الثالث‌ عن‌ الثعالبي‌ّ في‌ تفسيره‌، في‌ ذيل‌ تفسير الآية‌ الشريفة‌ بسند متّصل‌. ولكنّنا لم‌ نعثر علي‌ هذه‌ الرواية‌ في‌ «تفسير الثعالبي‌ّ»، ولعلّ صاحب‌ «غاية‌ المرام‌» نقلها عن‌ «تفسـير الثعلبي‌ّ» وحدث‌ سـهو في‌ الكتابة‌ أو في‌ الاسـتنساخ‌. وارتكب‌ المعلّق‌ علي‌ «شواهد التنزيل‌» هذا السهو نفسه‌. وذكر في‌ ج‌ 1، ص‌ 420 ما ذكره‌ البحراني‌ّ في‌ «غاية‌ المرام‌» عن‌ الثعالبي‌ّ. ونقل‌ المجلسي‌ّ هذه‌ الرواية‌ أيضاً في‌ «بحار الانوار» ج‌ 9، ص‌ 294، طبعة‌ الكمباني‌ّ، عن‌ كتاب‌ «العمدة‌»، عن‌ «تفسير الثعلبي‌ّ».

[22] - «تاريخ‌ دمشق‌» كتاب‌ أمير المؤمنين‌، ج‌ 1، ص‌ 83 و 84.

[23] - «تاريخ‌ دمشق‌» كتاب‌ أمير المؤمنين‌، ج‌ 1، ص‌ 84 و 85.

[24] - «تاريخ‌ دمشق‌» كتاب‌ أمير المؤمنين‌، ج‌ 1، ص‌ 84 و 85

[25] - قال‌ المجلسي‌ّ رضوان‌ الله‌ عليه‌ في‌ «بحار الانوار» ج‌ 9، ص‌ 293 في‌ ذيل‌ الرواية‌ الواردة‌ عن‌ «بشارة‌ المصطفي‌» التي‌ جاءت‌ فيها عبارة‌: قاضي‌ دَيني‌: قرأ المحقّق‌ الطوسي‌ّ نصيرالملّة‌ والدين‌، والعلاّمة‌ الحلّي‌ّ، وجماعة‌ من‌ علمائنا رضي‌ الله‌ عنهم‌: قاضي‌ دِيني‌ بكسر الدال‌. وأنكره‌ السيّد المرتضي‌ رحمة‌ الله‌ عليه‌، ثمّ قال‌ المجلسي‌ّ: ولاحاجة‌ في‌ تكلّف‌ ذلك‌ لتواتر العبارات‌ والنصوص‌ الصريحة‌ من‌ الجانبين‌.

[26] - «تاريخ‌ دمشق‌» كتاب‌ أمير المؤمنين‌، ج‌ 1، ص‌ 85 و 86، ونقل‌ المجلسي‌ّ هذا الحديث‌ بلفظ‌: ويُنْجز مواعيدي‌، وذلك‌ في‌ «بحار الانوار» ج‌ 9، ص‌ 295، طبعة‌ الكمباني‌ّ، عن‌ كتاب‌ «العمدة‌»، و«كنز العمّال‌» ج‌ 15، ص‌ 131، الطبعة‌ الثانية‌.

[27] - «تاريخ‌ دمشق‌» كتاب‌ أمير المؤمنين‌، ج‌ 1، ص‌ 86 و 87. ومعلوم‌ في‌ هذه‌ الرواية‌ أنّ ذيلها الذي‌ يذكر سكوت‌ العبّاس‌ موضوع‌، ولا يناسب‌ دعوة‌ رسول‌ الله‌ في‌ أوّل‌ البعثة‌. وأراد الواضع‌ أن‌ يخلط‌ الالتزام‌ بدَين‌ الرسالة‌ بالدَين‌ الشخصي‌ّ.

[28] - «تاريخ‌ دمشق‌» ج‌ 1، ص‌ 87 و 88.

[29] - «تاريخ‌ دمشق‌» ج‌ 1، ص‌ 88 و 89.

[30] - «تاريخ‌ دمشق‌» ج‌ 1، ص‌ 89 و 90.

[31] - «مسند أحمد بن‌ حنبل‌» ج‌ 1، ص‌ 111. وورد هذا الحديث‌ في‌ «كنز العمّال‌» باب‌ فضائل‌ علي‌ّ عليه‌ السلام‌، ج‌ 15، ص‌ 113، رقم‌ 323، الطبعة‌ الثانية‌، حيدرآباد. ونقله‌ المجلسي‌ّ في‌ «بحار الانوار» ج‌ 9، ص‌ 295 عن‌ كتاب‌ «العمدة‌»؛ وذكره‌ المظفّر في‌ «دلائل‌ الصدق‌» ج‌ 2، ص‌ 233؛ والعلاّمة‌ الحلّي‌ّ في‌ «منهاج‌ الكرامة‌». وينبغي‌ أن‌ نعلم‌ أنّ صاحب‌ «كنز العمّال‌» الذي‌ روي‌ هذا الحديث‌ عن‌ «مسند أحمد بن‌ حنبل‌» وعن‌ ابن‌ جرير قال‌: نقله‌ ابن‌ جرير عن‌ الطحاوي‌ّ، وعن‌ ضياء في‌ «المختارة‌» وصحّحه‌. وذكر الملاّ علي‌ّ المتّقي‌ في‌ أوّل‌ «كنز العمّال‌» عن‌ السيوطي‌ّ في‌ ديباجة‌ «جمع‌ الجوامع‌» أنّ جميع‌ روايات‌ ضياء في‌ «المختارة‌» صحيحة‌. (طبعة‌ حيدر آباد، ج‌ 15، ص‌ 113، رقم‌ 323، ط‌ 2 ).

[32] - الجَذَعَة‌: الحَمَل‌ الذي‌ مضي‌ عليه‌ ستّة‌ أشهر. والفِرق‌ بكسر الفاء: مكيال‌ كبير يكيل‌ به‌ أهل‌ المدينة‌ ألبانهم‌.

[33] - غُمَر علي‌ وزن‌ عُمَر: القدح‌ الصغير. و المد عبارة‌ عن‌ ربع‌ الصاع‌. والصاع‌ قريب‌ من‌ مَنّ.

[34] - «شرح‌ نهج‌ البلاغة‌» من‌ طبعة‌ أُوفسيت‌ بيروت‌، ج‌ 3، ص‌ 254 و 255؛ ومن‌ طبعة‌ دار إحياء الكتب‌ العربيّة‌ بمصر: ج‌ 13، ص‌ 210 إلي‌ 212. و«تاريخ‌ الطبري‌ّ» ج‌ 2، ص‌ 63 و 64، مطبعة‌ الاستقامة‌. وورد في‌ «كنز العمّال‌» ج‌ 15، ص‌ 154 و 155، رقم‌ 435، وقال‌: ذكره‌ أحمدبن‌ حنبل‌، والطبري‌ّ والضياء في‌«المختارة‌».

[35] ـ «كنز العمّال‌»، ج‌ 15، ص‌ 130، الحديث‌ رقم‌ 380، الطبعة‌ الثانية‌؛ ونقله‌ صاحب‌ «دلائل‌ الصدق‌» ج‌ 2، ص‌ 234 عن‌ «كنز العمّال‌» لابن‌ مردويه‌.

[36] - أبو جعفر الاءسكافي‌ّ، محمّد بن‌ عبد الله‌ أبو جعفر المعروف‌ بالاءسكافي‌ّ. ذكره‌ الخطيب‌ في‌ «تاريخ‌ بغداد» ج‌ 5، ص‌ 416 وقال‌: أحد المتكلّمين‌ من‌ معتزلة‌ البغداديّين‌؛ وله‌ تصانيف‌ معروفة‌؛ بلغني‌ أ نّه‌ مات‌ في‌ سنة‌ 240 ه - انتهي‌. ألّف‌ الاءسكافي‌ّ كتابه‌ المعروف‌ باسم‌ «نقض‌ العثمانيّة‌» ردّاً علي‌ كتاب‌ «العثمانيّة‌» للجاحظ‌. وأغلب‌ المطالب‌ التي‌ ينقلها عنه‌ابن‌ أبي‌ الحديد في‌ كتابه‌ «شرح‌ نهج‌ البلاغة‌»، إنّما ينقلها من‌ هذا الكتاب‌.

[37] - «شرح‌ نهج‌ البلاغة‌» من‌ الطبعة‌ ذات‌ أربعة‌ أجزاء، أُوفسيت‌ بيروت‌، ج‌ 3، ص‌ 267؛ ومن‌ طبعة‌ دار إحياء الكتب‌ العربيّة‌، مصر: ج‌ 14، ص‌ 244 و 245. وأورد الشيخ‌ محمّدحسن‌ المظفّر في‌ «دلائل‌ الصدق‌» ج‌ 2، ص‌ 233 مختصر ذلك‌ وهو الشامل‌ كلام‌ رسول‌الله‌ وأمير المؤمنين‌ عليهما السلام‌ لا غير.

[38] - «المناقب‌» لابن‌ شهرآشوب‌، ج‌ 1، ص‌ 544، الطبعة‌ الحجريّة‌.

 الرجوع الي الفهرس

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

 

.

التعريف و الدليل

كلية الحقوق، محفوظة و متعلقة بموسسة ترجمة و نشر دورة علوم و معارف الاسلام
info@maarefislam.org