بسم الله الرحمن الرحيم

کتاب معرفة الامام / المجلد العاشر/ القسم الثامن: روایة عمر حول حدیث المنزلة، استخلاف عليٍ فی غزوة تبوک علی المدینة، ترغیب ...

موقع علوم و معارف الإسلام الحاوي علي مجموعة تاليفات سماحة العلامة آية الله الحاج السيد محمد حسين الحسيني الطهراني قدس‌سره

 

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

الصفحة السابقة

لقاء سعد معاوية‌ ، وبيان‌ حديث‌ المنزلة‌

 ونقل‌ الشيخ‌ الطوسي‌ّ لقاء معاوية‌ سعداً بالمدينة‌. فقد روي‌ في‌ أمإلیه‌ بسنده‌ عن‌  عِكْرَمَة‌  صاحب‌ ابن‌ عبّاس‌ قال‌: لمّا حجّ معاوية‌، نزل‌ المدينة‌ فاستؤذن‌ لسعدبن‌ أبي‌ وقّاص‌ علیه‌. فقال‌ لجلسائه‌: إذا أذنت‌ لسعد وجلس‌، فخذوا من‌ علی‌ّبن‌ أبي‌ طالب‌.

 فأذن‌ له‌  ] ودخل‌ سعد [  وجلس‌ مع‌ معاوية‌ علی‌ السرير. وشتم‌ القوم‌ أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌. فانسكبت‌ عينا سعدٍ بالبكاء.

 فقال‌ له‌ معاوية‌: ما يبكيك‌ يا سعد  ؟!  أتبكي‌ إن‌ شتم‌ قاتل‌ أخيك‌ عثمان‌بن‌ عفّان‌ ؟!

 قال‌  ] سعد [ : والله‌ ما أملك‌ البكاء؛ خرجنا من‌ مكّة‌ مهاجرين‌ حتّي‌ نزلنا هذا المسجد يعني‌ مسجد رسول‌ الله‌؛ فكان‌ فيه‌ مبيتنا ومقيلنا إذا خرجنا منه‌ وترك‌ علی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌ فيه‌ فاشتدّ ذلك‌ علینا وهُبنا نبي‌ّالله‌ أن‌ نذكر ذلك‌. ] فلهذا [  أتينا عائشة‌ فقلنا:  يَا أُمَّ المُؤْمِنِينَ!  إنّ لنا صحبة‌ مثل‌ علی‌ّ، وهجرة‌ مثل‌ هجرة‌ علی‌ّ!  وإنّا قد أُخرجنا من‌ المسجد وترك‌ فيه‌ فلايُدري‌ من‌ سخط‌ من‌ الله‌ أو من‌ غضب‌ من‌ رسوله‌ ؟!  فاذكري‌ ذلك‌ لرسول‌الله‌!

 ] قالت‌ عائشة‌ [ : فذكرت‌ ذلك‌ لرسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌، فقال‌ لها:  يَا عائِشَةُ! لاَ وَاللَهِ مَا أَنَا أَخْرَجْتُهُمْ وَلاَ أَنَا أَسْكَنْتُهُ، بَلِ اللَهُ أَخْرَجَهُمْ وَأَسْكَنَهُ  [1]!

 وغزونا خيبر فانهزم‌ عنها ما انهزم‌؛ فقال‌ رسول‌الله‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌:  لاَعطِيَّنَ الرَّايَةَ إلیوْمَ رَجُلاَ يُحِبُّ اللَهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَهُ وَرَسُولُهُ.

 فدعاه‌  ] رسول‌ الله‌ [  وهو أرمد فتفل‌ في‌ عينه‌ وأعطاه‌ الراية‌ ففتح‌الله‌ له‌.

 وغزونا تبوك‌ مع‌ رسول‌ الله‌ فودّع‌ علی‌ّ النبي‌ّ في‌  ثَنِيَّةِ الوَدَاعِ  وبكي‌. فقال‌ له‌ النبي‌ّ: ما يبكيك‌ ؟!

 فقال‌: كيف‌ لا أبكي‌ ولم‌ أتخلّف‌ عنك‌ في‌ غزاة‌ منذ بعثك‌ الله‌!  فما بالك‌ تخلفني‌ في‌ هذه‌ الغزاة‌ ؟!

 فقال‌ له‌ الرسول‌:  أَمَا تَرْضَي‌ يَا علی‌ُّ أَنْ تَكُونَ مِنِّي‌ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي‌ إلاَّ أَ  نَّهُ لاَ نَبِي‌َّ بَعْدِي‌؟! قَالَ علی‌ٌّ: بَلَي‌ رَضيِتُ  [2]!

 وقال‌  ابن‌ أبي‌ الحديد  في‌  « شرح‌ نهج‌ البلاغة‌ »: ذكر أبو أحمد العسكري‌ّ في‌ كتاب‌  « الامإلی‌ »  أنّ سعد بن‌ أبي‌ وقّاص‌ دخل‌ علی‌ معاوية‌ عام‌ الجماعة‌ فلم‌ يسلّم‌ علیه‌  بأمرة‌ المؤمنين‌.

 فقال‌ له‌ معاوية‌: لو شئت‌ أن‌ تقول‌ في‌ سلامك‌ غير هذا لقلت‌!

 فقال‌ سعد: نحن‌ المؤمنون‌ ولم‌ نؤمّرك‌ كأ  نّك‌ بهجتها إنّك‌ فيه‌ يامعاوية‌!  والله‌ ما يسرّني‌ ما أنت‌ فيه‌ وإنّي‌ هرقت‌ محجمة‌ دم‌!

 قال‌  ] معاوية‌ [ : لكنّي‌ وابن‌ عمّك‌ علیاً يا أبا إسحاق‌ قد هرقنا أكثر من‌ محجمة‌ ومحجمتين‌!  هلمّ واجلس‌ معي‌ علی‌ السرير!

 فجلس‌ سعد معه‌ ، فذكر له‌ معاوية‌ اعتزاله‌ الحرب‌ يعاتبه‌!

 فقال‌ سعد: إنّما كان‌ مثلي‌ ومثل‌ الناس‌ كيوم‌ أصابتهم‌ ظلمة‌، فقال‌ واحد منهم‌ لبعيره‌: إخْ. فأناخ‌ حتّي‌ أضاء له‌ الطريق‌!

 فقال‌ معاوية‌: يا أبا إسحاق‌!  ما في‌ كتاب‌ الله‌ إخ‌. وإنّما فيه‌:

 وَإِن‌ طآئِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَب'هُمَا علی‌ الاْخْرَي‌' فَقَـ'تِلُوا الَّتِي‌ تَبْغِي‌ حَتَّي‌' تَفِي‌´ءَ إلی‌'´ أَمْرِ اللَهِ  [3].

 فو  الله‌ ما قاتلت‌  ] الفئة‌ [  الباغية‌ ولا المبغي‌ علیها؛ فأفحمه‌.

 الرجوع الي الفهرس

 حديث‌ المنزلة‌ عند تحرّك‌ رسول‌ الله‌ إلی‌ غزوة‌ تبوك‌

وزاد  ابن‌ ديزيل‌  في‌  ] كتاب‌ [ « الحنّ »  زيادة‌ ذكرها في‌  « كتاب‌ صفّين‌ »  قال‌: فقال‌ سعدبن‌ أبي‌ وقّاص‌: أتأمرني‌ أن‌ أُقاتل‌ رجلاً قال‌ له‌ رسول‌الله‌:  أَنْتَ مِنِّي‌ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي‌ إلاَّ أَ  نَّهُ لاَنَبِي‌َّ بَعْدِي‌  [4]؟!

 فقال‌ معاوية‌: من‌ سمع‌ هذا معك‌ ؟!  قال‌ سعد: فلان‌ وفلان‌ وأُمّ سلمة‌! قال‌ معاوية‌: لو كنت‌ سمعت‌ هذا لما قاتلته‌  [5].

 وقال‌ ابن‌ ديزيل‌: حدّثني‌  جَعْفر بن‌ مَكِّي‌ ، قال‌: سألت‌ محمّدبن‌ سليمان‌بن‌ سلمس‌ صاحب‌ الحجاب‌ ، وقد رأيت‌ أنا محمّداً هذا وكانت‌ لي‌ به‌ معرفة‌ غيرمستحكمة‌ وكان‌ ظريفاً أديباً ، وقد اشتمل‌ في‌ الرياضيّات‌ والفلسفة‌، ولم‌يكن‌ يتعصّب‌ لمذهب‌ بعينه‌. قال‌ جعفر: سألته‌ عمّا عنده‌ في‌ أمر علی‌ّ وعثمان‌.  فقال‌: هذه‌ عدواة‌ قديمة‌ النسب‌ بين‌ بني‌ شمس‌ وبين‌ بني‌ هاشم‌. وقد كان‌  حَرْبُبْنُ أُمَيَّة‌  نافر  عَبْدَ المُطَّلِبِ بْنَ هَاشِمْ. وكان‌  أَبُو سُفْيَانُ يحسد مُحَمَّدَاً وحاربه‌. ولم‌يزل‌ البيتان‌ متباغضين‌. ثمّ ساق‌ حديثاً طويلاً إلی‌ أن‌ قال‌ ما قاله‌ رسول‌الله‌ في‌ علی‌ّ مثل‌ حديث‌  خَاصِفِ النَّعْلِ  [6]، وحديث‌ مَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي‌ ، وحديث‌  مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ  وحديث‌  هَذَا يَعْسُوبُ الدِّينِ  وحديث‌  لاَفَتَي‌ إلاَّ علی‌ّ ، وحديث‌  أَحَبُّ خَلْقِكَ إلیكَ. وما جري‌ هذا المجري‌ في‌ الدلالة‌ علی‌ أفضليّة‌ علی‌ّ ومقامه[7]‌ .

 ونقل‌ السيّد هاشم‌ البحراني‌ّ في‌  « غاية‌ المرام‌ »  أحد عشر حديثاً عن‌ « مسند أحمدبن‌ حنبل‌ » [8]، وثلاثة‌ أحاديث‌ عن‌  « صحيح‌ البخاري‌ّ » [9]، وسبعة‌ أحاديث‌ عن‌  « صحيح‌ مسلم‌ »[10]  حول‌ حديث‌ سعدبن‌ أبي‌ وقّاص‌ وغيره‌، وحول‌ حديث‌ المنزلة‌ عند تحرّك‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ إلی‌ غزوة‌ تبوك‌، أو بنحو مطلق‌.

 وكذلك‌ روي‌ عن‌ كتاب‌  « الجمع‌ بين‌ الصحاح‌ الستّة‌ »  لرزين‌، في‌ الثلث‌ الاخير من‌ الجزء الثالث‌ في‌ باب‌ مناقب‌ أميرالمؤمنين‌ علی‌ّبن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌، عن‌  « صحيح‌ أبي‌ داود »  و « صحيح‌ الترمذي‌ّ » ، عن‌ أبي‌ سريحة‌، وزيدبن‌ أرقم‌ أنّ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ قال‌:  مَنْ كُنْتُ مَولاَهُ فَعلی‌ٌّ مَوْلاَهُ.  وروي‌ عن‌ سعد بن‌ أبي‌ وقّاص‌ أ  نّه‌ قال‌: قال‌ رسول‌الله‌:  أَنْتَ مِنِّي‌ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي‌ إلاَّ أَ  نَّهُ لاَ نَبِي‌َّ بَعْدَي‌. وقال‌ سعيدبن‌ المسيّب‌: أخبرني‌ بهذا عامر بن‌ سعد ، عن‌ أبيه‌، فأحببت‌ أن‌ أشافه‌ به‌ سعداً ، فلقيته‌، فقلت‌: أنت‌ سمعت‌ هذا من‌ رسول‌ الله‌ ؟!  فوضع‌  سعد  إصبعه‌ في‌ أُذُنيه‌، فقال‌: نعم‌ وإلاّ فاستكّتا  [11].

 وروي‌ في‌  « غاية‌ المرام‌ »  أيضاً عن‌  ابن‌ المغازلي‌ّ  في‌ مناقبه‌ ثلاثة‌ وعشرين‌ حديثاً عن‌ عامر بن‌ سعد بن‌ أبي‌ وقّاص‌ ، وعن‌  إبراهيم‌بن‌ سعد ، وعن‌  عائشة‌ بنت‌ سعد ، وعن‌  سعيد بن‌ المُسَيِّب‌  ، عن‌  أَبِي‌ سَعِيدٍ الخُدْرِي‌ّ ، وعن‌  أنس‌بن‌ مالك‌  ، وعن‌  ابن‌ عبّاس‌  ، وعن‌  سعيد بن‌ المسيّب‌ ، عن‌  سعد ، وعن‌  عبدالله‌بن‌ مسعود ، وعن‌  معاوية‌  ، وعن‌  عمر بن‌ الخطّاب‌. كلّها في‌ حديث‌ المنزلة‌ عند الخروج‌ إلی‌ غزوة‌ تبوك‌ ، وبنحو مطلق‌  [12]. منها ما رواه‌ عن‌ سعيدبن‌ المسيّب‌ ، عن‌ سعد بن‌ أبي‌ وقّاص‌ قال‌: قال‌ رسول‌الله‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ لعلی‌ّ:  أَقِمْ بِالمَديِنَةِ! قَالَ: فَقَالَ لَهُ علی‌ٌّ علیهِ السَّلاَمُ: يَا رَسُولَ اللَهِ! إنَّكَ مَا خَرَجْتَ فِي‌ غَزَاةٍ فَخَلَفْتَنِي‌! فَقَالَ النَبِي‌ُّ صَلَّي‌اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لِعلی‌ٍّ: إنَّ المَدِينَةَ لاَتَصْلَحُ إلاَّ بِي‌ أَوْ بِكَ! وَأَنْتَ مِنِّي‌ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي‌ إلاَّ أَ  نَّهُ لاَ نَبِي‌َّ بَعْدِي‌!

 قال‌ سعيد: فقلت‌ لسعد بن‌ أبي‌ وقّاص‌: أنت‌ سمعتَ هذا من‌ رسول‌  الله‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ ؟!  قال‌: نعم‌!  لا مرّة‌ ولا مرّتين‌ يقول‌ ذلك‌ لعلی‌ّ علیه‌ السلام‌  [13].

 الرجوع الي الفهرس

 رواية‌ عمر حول‌ حديث‌ المنزلة‌

وذكر صاحب‌  « الاربعين‌ عن‌ الاربعين‌ »  في‌ حديثه‌ الثاني‌ بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ إبراهيم‌ بن‌ سعيد الجوهري‌ّ وصي‌ّ المأمون‌ ، عن‌ المأمون‌بن‌ الرشيد، عن‌ المهدي‌ ، عن‌ المنصور ، عن‌ أبيه‌ ، عن‌ ابن‌ عبّاس‌، قال‌:

 سمعت‌ عمر بن‌ الخطّاب‌؛ وعنده‌ جماعة‌ ، فتذاكروا المنافقين‌ في‌ الإسلام‌ يقول‌:  أَمَّا علی‌ُّ بْنُ أَبِي‌ طَالِبٍ  فسمعت‌ رسول‌ الله‌ يقول‌ فيه‌ ثلاث‌ خصال‌ لوددتُ أنّ لي‌ واحدة‌ منهنّ ، وكان‌ أحبّ إلی‌ّ من‌ الدنيا وما فيها. كنت‌ أنا، وأبوبكر، وأبو عبيدة‌ وجماعة‌ من‌ الصحابة‌ إذ ضرب‌ النبي‌ّ بيده‌ علی‌ منكب‌ علی‌ّ، فقال‌:  يَا علی‌ُّ! أَنْتَ أَوَّلُ المُؤْمِنِينَ إيمَانَاً؛ وَأَوَّلُ المُسْلِمينَ إسْلاَمَاً؛ وَأَنْتَ مِنِّي‌ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي‌[14]

وروي‌ عبد الله‌ بن‌ أحمد بن‌ حَنْبَل‌ عن‌ مسند أبيه‌ أحمدبن‌ حَنْبَل‌ بسنده‌، قال‌: ذُكر علی‌ّ عند رجل‌ وعنده‌  سعد بن‌ أبي‌ وقّاص‌. فقال‌ سعد: أتذكر علیاً ؟!

 إنَّ لَهُ مَنَاقِبَ أَرْبَعَ لاَنْ تَكُونَ لِي‌ وَاحِدَةٌ أَحَبُّ إلی‌َّ مِنْ كَذَا وَكَذَا، وَذَكَرَ حُمْرَ النَّعَمَ: قَوْلُهُ: لاَعْطِيَنَّ الرَّايَةَ؛ وَقَوْلُهُ: أَنْتَ مِنِّي‌ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي‌؛ وَقَوْلُهُ؛ مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعلی‌ٌّ مَوْلاَهُ. وَنَسِي‌َ سُفْيَانُ وَاحِدَةٌ  [15].

 الرجوع الي الفهرس

سبب‌ استخلاف‌ أمير المؤمنين‌ في‌ غزوة‌ تبوك‌ علی‌ المدينة‌

 وروي‌ أحمد بن‌ حنبل‌ بسنده‌ في‌ مسنده‌ عن‌ ابن‌ عبّاس‌ ، قال‌: خرج‌ رسول‌الله‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ ، وخرج‌ الناس‌ في‌ غزاة‌ تبوك‌؛ فقال‌ علی‌ّ علیه‌ السلام‌: أخرج‌ معك‌ يارسول‌ الله‌ ؟!

 فقال‌ له‌ النبي‌ّ صلوات‌ الله‌ علیه‌: لا!  فبكي‌ علی‌ّ.

 فَقَالَ لَهُ: أَمَا تَرْضَي‌ أنْ تَكُونَ مِنِّي‌ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي‌ إلاَّ أ  نَّكَ لَسْتَ بِنَبِي‌ٍّ، إنَّهُ لاَ يَنْبَغِي‌ أَنْ أَذْهَبَ إلاَّ وَأَنْتَ خَلِيفَتِي‌  [16]!

 وروي‌ ابن‌ المغازلي‌ّ بإسناده‌ ، قال‌: لمّا خرج‌ رسول‌ اللّه‌ إلی‌ غزاة‌ تبوك‌، خلف‌ علی‌ّبن‌ أبي‌ طالب‌ علی‌ أهله‌ ، وأمره‌ بالإقامة‌ فيهم‌.

 فأرجف‌ المنافقون‌ ، وقالوا: ما أخلفه‌ إلاّ استثقالاً ، أو تخفيفاً منه‌. فلمّا قال‌ ذلك‌ المنافقون‌ ، أخذ علی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌ سلاحه‌، ثمّ خرج‌ إلی‌ رسول‌الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وهو نازل‌  بالجُرف‌  [17]، فقال‌:  يارسول‌ الله‌!  زعم‌ المنافقون‌ أ  نّك‌ إنّما خلفتني‌ ، تستثقلني‌؛ أو تخفّف‌ مني‌ّ!

 فقال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌: كذبوا!  ولكنّي‌ خلفتك‌ لما تركتُ ورائي‌!  فارجع‌ ، فاخلفني‌ في‌ أهلي‌ وأهلك‌!  ألا ترضي‌ يا علی‌ّ أن‌ تكون‌ منّي‌ بمنزلة‌ هارون‌ من‌ موسي‌ ، إلاّ أ  نّه‌ لا نبي‌ّ بعدي‌. فرجع‌ علی‌ّ علیه‌ السلام‌ إلی‌ المدينة‌. ومضي‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ بسفره‌  [18].

 أجل‌ ، علینا أن‌ نعرف‌ السبب‌ الكامن‌ وراء استخلاف‌ رسول‌الله‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ أميرَ المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ علی‌ المدينة‌ في‌ هذه‌ الغزوة‌. وهو الذي‌ شهد المشاهد كلّها مع‌ رسول‌ الله‌ في‌  بدر، وأُحد، والاحزاب‌، وحُنَيْن‌، وغيرها  بلا استثناء. ولم‌ يشترك‌ فيها فحسب‌، بل‌ كان‌ الفاتح‌ الوحيد في‌ بَدْر ، والاحزاب‌ ، وحُنَيْن‌ ، وخَيْبر ، وكان‌ الحامي‌ الفريد لرسول‌الله‌ في‌ الاخطار والخطوب‌ العظيمة‌ كأُحُد.

 ومبدئيّاً، ماذا كان‌ معني‌ الاستخلاف‌  ؟  وما هو دوره‌ الخطير في‌ تلك‌ المهمّة‌ ؟  وكيف‌ كان‌ الوضع‌ في‌ المدينة‌ آنذاك‌ ، إذ قال‌ رسول‌ الله‌: ياعلی‌ّ! المدينة‌ لاتصلح‌ إلاّ بي‌ أو بك‌  ؟!  ولماذا نطق‌ بتلك‌ الجملة‌ التأريخيّة‌ في‌ حديث‌ المنزلة‌ ؟

 لابدّ لنا في‌ البداية‌ أن‌ نلقي‌ نظرة‌ مجملة‌ ، ثمّ نظرة‌ مفصّلة‌ علی‌ أوضاع‌ المدينة‌ يومئذٍ، ونتحدّث‌ في‌ مجال‌ المتطلّبات‌ ، والكيفيّات‌، والعلاقات‌ العامّة‌ للناس‌ وقتذاك‌ وذلك‌ من‌ أجل‌ أن‌ تستبين‌ هذه‌ الحقيقة‌.

 الرجوع الي الفهرس

نظرة‌ مجملة‌ علی‌ المدينة‌ في‌ أواخر عمر رسول‌ الله‌

 أمّا النظرة‌ المجملة‌  فنقول‌: كانت‌ غزوة‌ تبوك‌ في‌ السنة‌ التاسعة‌ من‌ الهجرة‌ ووقعت‌ بين‌ رجب‌ ورمضان‌. ولم‌ يكن‌ الوقت‌ بينها وبين‌ وفاة‌ الرسول‌ الاكرم‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ أكثر من‌ سنة‌ ونصف‌. وكانت‌ الاوضاع‌ في‌ المدينة‌ تتأزّم‌ يوماً بعد آخر بسبب‌ وجود المنافقين‌ ومؤامراتهم‌ علی‌ رسول‌ الله‌ والمسلمين‌. وازداد تصلّبهم‌ وعنفهم‌ علی‌ مرّ الايّام‌.

 وبلغ‌ إيذاؤهم‌ المسلمينَ ورسولَ الله‌ درجة‌ أنّ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ قال‌ فيه‌:  مَا أُوذِي‌َ نَبِي‌ٌّ مِثْلَ مَا أُوذِيتُ قَطُّ.

 وتعود هذه‌ الكلمة‌ إلی‌ إيذاء المنافقين‌ كما ذهب‌ إلی‌ ذلك‌ والدنا المعنوي‌ّ  ، ومربّينا الروحي‌ّ ، وأُستاذنا المعظّم‌: سماحة‌ العلاّمة‌ الفقيد آية‌الله‌ العظمي‌ السيّد محمّدحسين‌ الطباطبائي‌ّ أعلی‌ الله‌ مقامه‌ الشريف‌.

 ذلك‌ أنّ بعض‌ الانبياء قد أُوذوا أضعاف‌ ما أُوذي‌ نبيّنا. فمنهم‌ من‌ نشر بالمنشار من‌ وسط‌ الشجرة‌. ومنهم‌ من‌ أُلقي‌ في‌ الماء المغلي‌ّ والزيت‌ الحارّ؛ ومن‌ الطبيعي‌ّ أنّ نبيّنا الكريم‌ لم‌ يتعرّض‌ لهذه‌ الضروب‌ من‌ الاذي‌. بَيدَ أ  نّه‌ تجرّع‌ الغصص‌ وعاني‌ من‌ المنافقين‌ ما لم‌ يكن‌ مثله‌ عند أنبياء الاُمم‌ السالفة‌.

 وعندما نشط‌ الإسلام‌ ، وزادت‌ شوكة‌ المسلمين‌ وقدرتهم‌، أخذت‌ حروب‌ النبي‌ّ وغزواته‌ بالتناقص‌. ولم‌ يذق‌ تلك‌ المرارات‌، وتضاءل‌ حجم‌ القتال‌ مع‌ العدوّ. ولمّا فتحت‌ مكّة‌ والطائف‌ ، وهما خندقان‌ مهمّان‌ للمشركين‌ وقد دمّرا ، ولم‌ يجد المشركون‌ ملجأً آخر لهم‌، آمن‌ كثير منهم‌ بالإسلام‌ إيماناً ظاهريّاً ، بَيْدَ أ  نّهم‌ كانوا مشركين‌ باطنيّاً. وكذلك‌ آمن‌ كثير من‌ أهل‌ الكتاب‌ بخاصّة‌ إلیهود إيماناً شكليّاً ، لكنّهم‌ ظلّوا علی‌ عقيدتهم‌ الاُولي‌ في‌ الباطن‌.

 وكان‌ هؤلاء يعيشون‌ بين‌ المسلمين‌ ، وقد عاشروهم‌ ، وشاركوهم‌ في‌ مراسمهم‌ الدينيّة‌ والعباديّة‌ ، وحتّي‌ السياسيّة‌. بيد أ  نّهم‌ كانوا في‌ الحقيقة‌ يضعون‌ العقبات‌ والعراقيل‌ في‌ طريقهم‌. وما برحوا يثيرون‌ الفتن‌ والقلاقل‌ والاضطرابات‌.

 واتّسع‌ هذا المعني‌ علی‌ كرور الايّام‌؛ وازدادت‌ تنظيمات‌ المنافقين‌ وتكتّلاتهم‌ وتوطّدت‌ علاقاتهم‌ مع‌ المشركين‌ والكافرين‌ ومن‌ كان‌ خارج‌ المدينة‌؛ وإذا أعداء الإسلام‌ في‌ موقعة‌ أُحُد ، وبَدْر ، والاحزاب‌ قد تقمّصوا الإسلام‌ وتغلغلوا في‌ صفوف‌ المسلمين‌ متردّدين‌ بينهم‌. وحضروا في‌ مساجدهم‌ ومحافلهم‌. ومارسوا أعمالهم‌ كسائر المسلمين‌ في‌ الظاهر، لكنّهم‌ كانوا في‌ الباطن‌ ينهجون‌ غير سبيل‌ رسول‌ الله‌ تماماً. وكان‌ النبي‌ّ -من‌ جهة‌- مكلّفاً أن‌ يقبل‌ إسلام‌ من‌ يشهد الشهادتين‌ ويعتقد بالصلاة‌ والزكاة‌ ظاهريّاً، ويعدّه‌ مسلماً ، ويعامله‌ معاملة‌ المسلمين‌. ومن‌ جهة‌ أُخري‌ لم‌تكن‌ له‌ قدرة‌ علی‌ مواجهة‌ المنافقين‌ واستئصال‌ شوكتهم‌ ما لم‌تقم‌ حجّة‌ شرعيّة‌ في‌ الظاهر، وما لم‌ يرتكبوا جريمة‌ في‌ محكمة‌ الإسلام‌. فلهذا كان‌ أمر المنافقين‌ عويصاً ، وأصبحت‌ قضيّتهم‌ معضلة‌ من‌ المعضلات‌ التي‌ واجهها الإسلام‌.

 وكان‌  أبو عامر الراهب‌  الذي‌ لقّبه‌ النبي‌ّ الاكرم‌ بالفاسق‌ من‌ رؤسائهم‌. فهو من‌ قساوسة‌ النصاري‌ بالمدينة‌ سابقاً ، وأسلم‌ ، ثمّ فرّ إلی‌ مكّة‌ خائفاً بسبب‌ مؤامراته‌ علی‌ رسول‌ الله‌ ، وبعد فتح‌ مكّة‌ ، هرب‌ إلی‌ الطائف‌. وبعد فتح‌ الطائف‌ لاذ بالفرار نحو الشام‌. وكان‌ في‌ صراع‌ دائم‌ مع‌ المسلمين‌ هناك‌. وتواطأ مع‌ منافقي‌ المدينة‌ ومكّة‌؛ وكان‌ يدعمهم‌ ويعزّز موقفهم‌ باستمرار، ويعدهم‌ أ  نّه‌ سيذهب‌ إلی‌ الروم‌ ، ويأتي‌ إلی‌ المدينة‌ بجيش‌ غفير من‌ إمبراطور الروم‌، ويقضي‌ علی‌ النبي‌ّ والمسلمين‌ بزعمه‌.

 وكان‌ منافقو المدينة‌ وعلی‌ رأسهم‌  عبدُ اللَهِ بْنُ أُبَي‌ّ وَجَدُّبْنُ قَيس‌ يمهّدان‌ الاجواء لعودة‌ أبي‌ عامر إلی‌ المدينة‌ من‌ خلال‌ بثّ الاراجيف‌ بين‌ المسلمين‌، وتخويفهم‌ بجيش‌ الروم‌ الجرّار ، وإرعابهم‌ بعسكر  الاُكَيْدِر  الذي‌ كان‌ يحكم‌  دُومَة‌ الجَنْدَل‌[19] التي‌ تبعد عن‌ المدينة‌ كثيراً. وشاع‌ في‌ المدينة‌ أيضاً أنّ هرقل‌ سلطان‌ الروم‌ جاء إلی‌ تبوك‌ علی‌ رأس‌ أربعين‌ ألف‌ مقاتل‌؛ وتحالف‌ مع‌ أربع‌ طوائف‌ مهمّة‌. وهو عازم‌ علی‌ التوجّه‌ إلی‌ المدينة‌ بأموال‌ وأثقال‌ ومواشي‌ كثيرة‌ لقتل‌ المسلمين‌ ، ونهب‌ أموالهم‌، وسبي‌ نسائهم‌ وأطفالهم‌. وكانوا يبثّون‌ هذا الخبر في‌ كلّ يوم‌ بنحو يجعل‌ المسلمين‌ في‌ خوف‌ وقلق‌ دائماً. ويرون‌ أنفسهم‌ بانتظار هجوم‌ يقوم‌ به‌ الجيش‌ المذكور. وكانت‌ هذه‌ الاُمور قد غيّرت‌ وضع‌ المسلمين‌ في‌ المدينة‌.

 وفي‌ الوقت‌ نفسه‌ كانت‌ الآيات‌ القرآنيّة‌ تنزل‌ بلهجة‌ حادّة‌ تماماً وهي‌ تأمر المسلمين‌ بالتعبئة‌ العامّة‌ ، وترغّبهم‌ في‌ التضحية‌ بأموالهم‌ وأنفسهم‌ في‌ سبيل‌ الله‌. وكان‌ النبي‌ّ يتحدّث‌ إلی‌ المسلمين‌ علناً حول‌ حرب‌ الروم‌ ليتجهّزوا ويتهيّأوا في‌ العدّة‌ والعدد. وتأهّب‌ المسلمون‌ كافّة‌ للجهاد، وتحرّكوا مع‌ رسول‌الله‌ بجيش‌ عظيم‌.

 الرجوع الي الفهرس

 بناء المنافقين‌ مسجداً بوصفه‌ خندقاً لهم‌

ولمّا كان‌ الجهاد يشمل‌ المنافقين‌ أيضاً ، فكلّ واحد منهم‌ كان‌ يعتذر بعذر معيّن‌ وينعزل‌ عن‌ القتال‌ ، لا  نّهم‌ كانوا يدركون‌ مشقّة‌ الجهاد والسفر إلی‌ الشام‌. وتحرّك‌ بعضهم‌ من‌ المدينة‌  كعبد الله‌ بن‌ أُبي‌ّ  الذي‌ كان‌ يتمتّع‌ بشخصيّة‌ ومكانة‌ عظيمة‌. فسار مع‌ أعوانه‌ وأنصاره‌ حتّي‌ بلغ‌  الجُرْف‌  [20] حيث‌ مقرّ الجيش‌ الإسلامي‌ّ في‌ أوّل‌ خروجه‌. ونزل‌ إلی‌ جانب‌ الجيش‌ المذكور في‌ مكان‌ أخفض‌ من‌ المكان‌ الذي‌ يستقرّ فيه‌ المسلمون‌، ورفع‌ علماً. وقيل‌: إنّ عسكره‌ ليس‌ أقلّ من‌ عسكر رسول‌الله‌  [21].

 ولمّا تجهّز رسول‌ الله‌ وسار بالناس‌ ، تخلّف‌  عبدالله‌بن‌ أُبَي‌ّ  وأصحابه‌ ورجعوا إلی‌ المدينة‌؛ وكانوا يقولون‌: يحسب‌ محمّد أنّ قتال‌ الروم‌ كقتال‌ العرب‌؛ والله‌ سيهلكون‌ في‌ الطريق‌ ، ويموتون‌ من‌ الحرّ وانعدام‌ الماء والطعام‌؛ ووالله‌ كأ  نّي‌ أنظر إلی‌ محمّد وأصحابه‌ مقرّنين‌ في‌ الحبال‌  [22].

 وجاء المنافقون‌ إلی‌ رسول‌ الله‌ عند خروجه‌ وقالوا: قد بنينا في‌ حيّنا مسجداً قريباً من‌ مسجد قبا لضعفائنا وشيوخنا. ولانستطيع‌ الذهاب‌ إلی‌ مسجد قبا في‌ ليإلی‌ الشتاء المطيرة‌ ، ولا نريد أن‌ نصلّي‌ في‌ غيرجماعة‌. فنصلّي‌ فيه‌. وإن‌ رأيتَ أن‌ تقصده‌ وتفتتحه‌ بالصلاة‌ فيه‌!

 كان‌ المنافقون‌ يكذبون‌. وأرادوا أن‌ يكون‌ مسجدهم‌ خندقاً في‌ مقابل‌ المسلمين‌ للتآمر علیهم‌ وتفريق‌ كلمتهم‌. كما أرادوه‌ أن‌ يكون‌ مقرّاً مركزيّاً لاجتماعهم‌. وتعاقدوا مع‌  أبي‌ عامر الراهب‌  علی‌ أن‌ يعود إلی‌ المدينة‌ في‌ غيبة‌ رسول‌الله‌، ويصير إماماً للجماعة‌ ورئيساً. وكانوا يزعمون‌ أيضاً أنّ رسول‌الله‌ يموت‌ في‌ سفرته‌ هذه‌. وإذا ما بقي‌ حيّاً فسيخطّطون‌ لقتله‌ في‌ العقبة‌ بواسطة‌ اثني‌ عشر أو أربعة‌ عشر شخصاً منهم‌ ، وينتهي‌ كلّ شي‌ء. وخطّطوا أيضاً للهجوم‌ علی‌ نساء وذراري‌ النبي‌ّ والمسلمين‌ وقتلهم‌، وأسرهم‌، وإخراجهم‌ من‌ المدينة‌ ، وذلك‌ عند غياب‌ النبي‌ّ. وعلی‌ هذا ينتهي‌ عمل‌ رسول‌الله‌ في‌ داخل‌ المدينة‌ وخارجها ، وينعي‌ الإسلام‌ ناعوه‌.

 الرجوع الي الفهرس

نصب‌ رسول‌ الله‌ أمير المؤمنين‌ خليفة‌ علی‌ المدينة‌ في‌ غزوة‌ تبوك‌

 وكان‌ رسول‌ الله‌ يعرف‌ حالاتهم‌ ونيّاتهم‌ جيّداً ، فرأي‌ أ  نّه‌ لابدّ من‌ استخلاف‌ أميرالمؤمنين‌ علی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌ في‌ المدينة‌ مكانه‌ ليحول‌ دون‌ فسادهم‌. ولا  أحد يقدر علی‌ مواجهة‌ المنافقين‌ وإحباط‌ مؤامراتهم‌ إلاّ علی‌ّبن‌ أبي‌ طالب‌؛ وبالمآل‌ فإنّه‌ لمّا كان‌ يعلم‌ أنّ قتلاً لايحدث‌ في‌ هذه‌ التعبئة‌ وأنّ الحاجة‌ إلی‌ قوّته‌ البدنيّة‌ والقلبيّة‌ قائمة‌ إذ هو كالاسد الغضوب‌ يشقّ الصفوف‌، ويقمع‌ العدوّ ، لهذا نصبه‌ في‌ المدينة‌ خليفة‌ له‌.

 فَأَوْحَي‌ اللَهُ تَعَإلی‌ إلیهِ: يَا مُحَمَّدُ! إنَّ العلی‌َّ الاَعلی‌ يَقْرَأُ علیكَ السَّلاَمَ وَيَقُولُ لَكَ: إمَّا أَنْ تَخْرُجَ أَنْتَ وَيُقيِمَ علی‌ٌّ؛ وَإمَّا أَنْ يَخْرُجَ علی‌ٌّ وَتُقِيمَ أَنْتَ!

 فقال‌ رسول‌ الله‌ ذاك‌ لعلی‌ّ. فقال‌ علی‌ّ: سمعاً وطاعة‌ لامر الله‌ و أمر رسوله‌؛ وإن‌ كنت‌ أُحِبّ أن‌ لا أتخلّف‌ عن‌ رسول‌ الله‌ في‌ حال‌ من‌ الاحوال‌.

 فَقَالَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: أَمَا تَرْضَي‌ أَنْ تَكُون‌ مِنِّي‌ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي‌ إلاَّ أَ  نَّهُ لاَنَبِي‌َّ بَعْدِي‌؟  فقال‌ علی‌ّ: رضيت‌ يارسول‌الله‌.

 فقال‌ رسول‌ الله‌:  يَا أَبَا الحَسَنِ! إنَّ لَكَ أَجْرَ خُرُوجِكَ مَعِي‌ فِي‌ مَقَامِكَ بِالمَدِينَةِ وَإنَّ اللَهَ قَدْ جَعَلَكَ أُمَّةً وَحْدَكَ كَمَا جَعَلَ إبْرَاهِيمَ أُمَّةً، تَمْنَعُ جَمَاعَةَ المُنَافِقِينَ وَالكُفَّارِ هَيْبَتُكَ عَنِ الحَرَكَةِ علی‌ المُسْلِمِينَ!

 ولمّا خرج‌ رسول‌ الله‌ من‌ المدينة‌ إلی‌ معسكره‌ وشيّعه‌ علی‌ّبن‌ أبي‌ طالب‌، خاض‌ المنافقون‌ وقالوا: إنّما خلفه‌ محمّد بالمدينة‌ لبغضه‌ له‌ وملالته‌ منه‌. وما أراد بذلك‌ إلاّ أن‌ يبيّته‌ المنافقون‌ فيقتلوه‌ ويحاربوه‌، فيهلكوه‌.

 فوصل‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ إلی‌ رسول‌ الله‌ وقال‌: تسمع‌ مايقولون‌ يا رسول‌الله‌ ؟!

 فَقَالَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: أَمَا يَكْفِيكَ أَ  نَّكَ جَلْدَة‌ مَا بَيْنَ عَيْنَي‌َّ وَنُورُ بَصَرِي‌ وَكَالرُّوحِ فِي‌ بَدَنِي‌؟! [23]

 وقفل‌  أمير المؤمنين‌  علیه‌ السلام‌ إلی‌ المدينة‌ راجعاً، وانبري‌ إلی‌ صيانة‌ المدينة‌ وحفظها من‌ كيد المنافقين‌ ، واضطلع‌ بمهمّة‌ الحفاظ‌ علی‌ عيال‌ رسول‌الله‌ وأهله‌ ، إلی‌ أن‌ عاد النبي‌ّ والمسلمون‌ بعد سفرهم‌ الذي‌ دام‌ شهرين‌ تقريباً.

 أَمَّا النظرة‌ المفصّلة‌  ، فنقول‌: إنّ  الانباط‌  وهم‌ جمع‌  النَّبَط‌  كانوا من‌ العجم‌ القاطنين‌ بين‌ العراق‌ والشام‌. وكانوا يسافرون‌ إلی‌ المدينة‌ في‌ الجاهليّة‌ والإسلام‌ لشراء أمتعتهم‌ وبيعها  كالدَّرْمَك‌ [24]والزَّيْت‌ ( دقيق‌ القمح‌ الابيض‌ وزيت‌ الزيتون‌ )  -وكانوا مصدر الاخبار التي‌ تصل‌ من‌ الشام‌ إلی‌ المسلمين‌ لكثرة‌ تردّدهم‌ علیها- فأخبروا المسلمين‌ أنّ  هِرْقِل‌  إمبراطور الروم‌[25] يمتار لجيشه‌ سنة‌ كاملة‌ ، وقد اتّحد مع‌ لَخْم‌ وجُذَام‌ وغَسَّان‌ وعامِلَة‌ وهم‌ من‌ نصاري‌ العرب‌. وهو متأهّب‌ للتحرّك‌ نحو المدينة‌. ووصلت‌ مقدّمة‌ ذلك‌ الجيش‌ إلی‌ البَلْقَاء  [26] وعسكروا بها. وتخلّف‌ هرقل‌ نفسه‌ في‌ حِمْص‌ [27].

 من‌ الطبيعي‌ّ أنّ الاُمور لم‌ تكن‌ كذلك‌ ، وإنّما كانت‌ إشاعة‌ فحسبُ بثّت‌ بين‌ المسلمين‌  [28].

 ولمّا لم‌ يكن‌ للمسلمين‌ آنذاك‌ عدوّ أخطر وأشدّ من‌ الروم‌ -لانّ المسلمين‌ كانوا يرون‌ التجّار الذين‌ يأتون‌ إلی‌ المدينة‌ للتجارة‌ كيف‌ كانوا ذوي‌ إمكانيّات‌ وأموال‌ ومواشي‌ وتجهيزات‌ كثيرة‌ وعدد كبير- فلهذا كان‌ رسول‌الله‌ يورّي‌ في‌ جميع‌ غزواته‌ ويخفي‌ مكان‌ الحرب‌ ابتداءً؛ بَيدَ أ  نّه‌ أعلن‌ في‌ هذه‌ الغزوة‌ أ  نّه‌ عازم‌ لحرب‌ الروم‌، وذلك‌ من‌ أجل‌ أن‌ يتهيّأ الناس‌ ويعدّوا أسباب‌ السفر والخيول‌ والإبل‌ والمؤن‌ وسائر التجهيزات‌ بنحو كافٍ ووافٍ، ويتأهّبوا لرحلة‌ طويلة‌.

 وكانت‌ تلك‌ الرحلة‌ في‌ حمّارة‌ القيظ‌؛ ولذلك‌ بيّن‌ للناس‌ أنّ علیهم‌ أن‌ يتحرّكوا بجيش‌ جرّار وأموال‌ طائلة‌. وأوفد مبعوثين‌ عنه‌ إلی‌ مكّة‌ والقبائل‌ ليتأهبّوا للجهاد.

 الرجوع الي الفهرس

ترغيب‌ رسول‌ الله‌ الناس‌ في‌ الجهاد في‌ سبيل‌ الله‌

 وكان‌ يحثّ الناس‌ ويرغّبهم‌ في‌ جهاد الكفّار ، ويأمر بجمع‌ الصدقات‌ والتبرّعات‌. حتّي‌ جلب‌ الناس‌ أموالهم‌ ، وتهيّأ جيش‌ مجهّز، حتّي‌ أُعدّت‌ الخيوط‌ أو السيور التي‌ تشدّ بها فم‌ القربة‌ ، أو التي‌ تعلّق‌ بها القِرَب‌. وأتت‌ النساء بحليّها وجواهرها.

 تقول‌  أُمُّ سِنَانٍ الاَسْلَمِيَّة‌:  لقد رأيت‌ ثوباً مبسوطاً بين‌ يدي‌ رسول‌الله‌ فيه‌ أسورة‌، ومعاضد، وخلاخل‌ ، وخواتيم‌ ، وأقرطة‌ ممّا يبعث‌ به‌ النساء إلیه‌ لتجهيز المسلمين‌.

 وكان‌ ذلك‌ في‌ زمان‌ طابت‌ فيه‌ الثمار ، وأُحبّت‌ الظلال‌، والناس‌ حينئذٍ يحبّون‌ المقام‌ في‌ المدينة‌ ويكرهون‌ الشخوص‌ عنها.

 وأخذ رسول‌الله‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ يحثّ الناس‌ علی‌ الإسراع‌. وضرب‌ عسكره‌  بِثَنِيَّةِ الوَدِاع‌  [29]. والناس‌ كثير لايجمعهم‌ كتاب‌ ولايأتي‌ علیهم‌ إحصاء  [30].

 وفي‌ هذه‌ الحال‌ تباطأ بعض‌ الناس‌ في‌ التحرّك‌ ، وأصابهم‌ فتور، وفتنهم‌ مناخ‌ المدينة‌، والجلوس‌ تحت‌ الظلل‌ ، والفواكه‌ التي‌ كانت‌ علی‌ وشك‌ النضوج‌. فنزلت‌ هذه‌ الآية‌:

 يَـ'´أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي‌ سَبِيلِ اللَهِ اثَّاقَلْتُمْ إلی‌ الاْرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَو'ةِ الدُّنْيَا مِنَ الاْخِرَةِ فَمَا مَتَـ'عُ الْحَيَو'ةِ الدُّنْيَا فِي‌ الاْخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ* إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا إلیمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَتَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَهُ علی‌' كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ  [31].

 « أيّها المؤمنون‌ ما لكم‌ إذا قيل‌ لكم‌ اذهبوا في‌ سبيل‌ الله‌  ( لجهاد الروم‌ ) تثاقلتم‌. فهل‌ رضيتم‌ بهذه‌ الحياة‌ التافهة‌ بدلاً من‌ الحياة‌ الآخرة‌ ؟  وليس‌ الاستمتاع‌ في‌ هذه‌ الحياة‌ إلاّ ضئيل‌ في‌ مقابل‌ الحياة‌ الآخرة‌  ( وهي‌ الحياة‌ العإلیة‌ الخالدة‌ الثمينة‌ ) . وإن‌ لم‌ تتحرّكوا ، يعذّبكم‌ الله‌ عذاباً إلیماً ويستبدل‌ قوماً غيركم‌  ( لنصرة‌ دينه‌ وإجابة‌ دعوة‌ نبيّه‌ ). ولاقِبَل‌ لكم‌ فتضرّوا الله‌ أبسط‌ الضرر. وهو علی‌ كلّ شي‌ء قدير ».

 أيّها المسلمون‌ لا تنصتوا لكلام‌ المنافقين‌!  ولا تقبلوا قولهم‌ المثبِّط‌ عن‌ القتال‌!  ولا تنخدعوا بألسنتهم‌ الحداد ومنطقهم‌ الماكر!  ولاتسمعوا هذيانهم‌ وأراجيفهم‌ إذ يقولون‌: ها هي‌ الفواكه‌ قد نضجت‌ وستتلف‌؛ والجوّ حارّ؛ وليس‌ من‌ الصحيح‌ التحرّك‌ نحو الروم‌ لطول‌ المسافة‌؛ ولاعلم‌ لمحمّد بأهمّيّة‌ القتال‌، كما أ  نّه‌ لا يدري‌ أنّ قتال‌ الروم‌ ليس‌ كقتال‌ القبائل‌ العربيّة‌. لاتسمعوا هذه‌ الاباطيل‌ واعلموا:  إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَهُ إذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي‌ الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَـ'حِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَهُ سَكِنَتَهُ و  علیهِ وَأَيَّدَهُ و  بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَي‌' وَكَلِمَةُ اللَهِ هِيَ العلیا وَاللَهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ  [32].

 « إن‌ لم‌ تنصروه‌ ، فقد نصره‌ الله‌ حقّاً عندما أخرجه‌ الكافرون‌  ( من‌ مكّة‌ ) وهو أحد اثنين‌ إذ يقول‌ لصاحبه‌: لا تحزن‌ إنّ الله‌ معنا!  فأنزل‌الله‌ سكينته‌ علی‌ نبيّه‌، وأيّده‌ بجنود لم‌ تروها ، وجعل‌ كلمة‌ الكافرين‌ السفلي‌  ( إذ لم‌يقدروا أن‌ يقبضوا علیه‌ ويقتلوه‌ ) . وكلمة‌ الله‌ هي‌ العلیا فحسب‌  ( إذ حفظ‌ الله‌ نبيّه‌ وأوصله‌ إلی‌ المدينة‌ بسلام‌ )  وللّه‌ العزّة‌ والتفرّد في‌ الاُمور، وله‌ مقام‌ الإحكام‌  ( لايغلبه‌ شي‌ء ولا يعتري‌ إحكامه‌ الفتور ).

 انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَـ'هِدُوا بِأَمْوَ ' لِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي‌ سَبِيلِ اللَهِ ذ ' لِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ  [33].

 قال‌ الشيخ‌ الطبرسي‌ّ: قال‌ الحسن‌ ، ومجاهد ، وعِكْرِمَة‌، والضحّاك‌ وغيرهم‌ : المراد من‌ خفافاً وثقالاً شبّاناً وشيوخاً. وقال‌ ابن‌ عبّاس‌  ، وقتادة‌ : نشّاطاً وغير نشّاط‌ . وقال‌ الحكم‌: مشاغيل‌ وغير مشاغيل‌. وقال‌ أبو صالح‌ : أغنياء وفقراء. وقال‌ الفرّاء: أراد بالخفاف‌ أهل‌ العسرة‌ من‌ المال‌ وقلّة‌ العيال‌. وبالثقال‌: أهل‌ الميسرة‌ في‌ المال‌ وكثرة‌ العيال‌. وقال‌ أبو عمرو، وعطيّة‌ العوفي‌ّ: ركباناً ومشاة‌. وقال‌ ابن‌ زيد: ذا صنعة‌ وغيرذي‌ صنعة‌. وقال‌ يمان‌: عزّاباً ومتأهّلين‌.

 ثمّ قال‌: والوجه‌ أن‌ يحمل‌ علی‌ الجميع‌ فيقال‌: معناه‌: اخرجواإلی‌ الجهاد خفّ علیكم‌ أو شقّ!  علی‌ أيّة‌ حالة‌ كنتم‌ لانّ أحوال‌ الإنسان‌ لاتخلو من‌ أحد هذه‌ الاشياء  [34].

 وقال‌ العلاّمة‌ الطباطبائي‌ّ: الخفاف‌ والثقال‌ جمعا خفيف‌ وثقيل‌. والثقل‌ بقرينة‌ المقام‌ كناية‌ عن‌ وجود الموانع‌ الشاغلة‌ الصارفة‌ للإنسان‌ عن‌ الخروج‌ إلی‌ الجهاد نظير كثرة‌ المشاغل‌ المإلیة‌ وحبّ الاهل‌ والولد والاقرباء والاصدقاء الذي‌ يوجب‌ كراهة‌ مفارقتهم‌ ، وفقد الزاد والراحلة‌ والسلاح‌ ونحو ذلك‌؛ والخفّة‌ كناية‌ عن‌ خلاف‌ ذلك‌.

 فالامر بالنفر خفافاً وثقالاً وهما حالان‌ متقابلان‌ في‌ معني‌ الامر بالخروج‌ علی‌ أي‌ّ حال‌ ، وعدم‌ اتّخاذ شي‌ء من‌ ذلك‌ عذراً يعتذر به‌ لترك‌ الخروج‌؛ كما أنّ الجمع‌ بين‌ الاموال‌ والانفس‌ في‌ معني‌ الامر بالجهاد بأي‌ّ وسيلة‌ أمكنت‌.

 وقد ظهر بذلك‌ أنّ الامر في‌ الآية‌ مطلق‌ لا يأبي‌ التقييد بالاعذار التي‌ يسقط‌ معها وجوب‌ الجهاد كالمرض‌ ، والعمي‌ ، والعرج‌ ، ونحو ذلك‌. فإنّ المراد بالخفّة‌ والثقل‌ أمر وراء ذلك‌ [35].

 الرجوع الي الفهرس

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

ارجاعات


[1] - روي‌ علماء الشيعة‌ والعامّة‌ في‌ كتبهم‌ مضمون‌ هذا الحديث‌ بَلِ اللَهُ أَدْخَلَهُ وَأَخْرَجَكُمْ علي‌ نحو الاستفاضة‌. ومن‌ هؤلاء: الاءمام‌ الحافظ‌ علي‌ّبن‌ حسن‌بن‌ هبة‌الله‌ الشافعي‌ّ المعروف‌ بابن‌ عساكر الذي‌ كان‌ يعيش‌ في‌ القرن‌ السادس‌. رواه‌ في‌ تاريخه‌ المعروف‌: «تاريخ‌ دمشـق‌» عند ترجمة‌ علي‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌ في‌ ج‌ 2، ص‌ 312 إلي‌ 314 بأربعة‌أسانيد مختلفة‌ تحت‌ الرقم‌ 816 إلي‌ الرقم‌ 819.

 وأخرج‌ في‌ ج‌ ص‌ 55، الحديث‌ 1094 بسنده‌ أنّ سعد بن‌ مالك‌ (أبا سعيد الخدري‌ّ) أتي‌ سعدبن‌ أبي‌ وقّاص‌، فقال‌ له‌ سعد: بلغني‌ أ نّكم‌ تعرضون‌ علي‌ سبّ علي‌ّ بالكوفة‌! فهل‌ سببته‌؟ قال‌ سعدبن‌ مالك‌: معاذ الله‌! قال‌ سعد بن‌ أبي‌ وقّاص‌: والذي‌ نفس‌ سعد بيده‌ لقد سمعت‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌ يقول‌ في‌ علي‌ّ شيئاً لو وضع‌ المنشار علي‌ فرقي‌ ] ظ‌ [ علي‌ أن‌ أسبّه‌ ما سببته‌ أبد

[2] - «غاية‌ المرام‌» القسم‌ الاوّل‌، ص‌ 129 و 130، الحديث‌ 14.

[3] - الآية‌ 9، من‌ السورة‌ 49: الحجرات‌.

[4] - ذكر كبار الخاصّة‌ والعامّة‌ لقاء معاوية‌ سعد بن‌ أبي‌ وقّاص‌ بعبارات‌ مختلفة‌ في‌ كتبهم‌ ومن‌ هؤلاء علي‌ّبن‌ عيسي‌ الاءربلي‌ّ. فقد أخرج‌ في‌ «كشف‌ الغمّة‌» ص‌ 43 و 44 عن‌ «المناقب‌» للخوارزمي‌ّ بإسناده‌ عن‌ أبي‌ عيسي‌ الترمذي‌ّ، عن‌ عامر بن‌ سعد بن‌ أبي‌ وقّاص‌، عن‌ أبيه‌، قال‌: أمر معاوية‌ سعد بن‌ أبي‌ وقّاص‌ أن‌ يسبّ عليّاً فامتنع‌. فقال‌ معاوية‌: ما منعك‌ أن‌ تسبّ أبا تراب‌؟! قال‌: سمعت‌ ثلاثة‌ أشياء عن‌ رسول‌ الله‌ في‌ علي‌ّ لان‌ تكون‌ لي‌ واحدة‌ أحبّ إلي‌ّ من‌ حمر النعم‌! سمعت‌ رسول‌ الله‌ يقول‌ لعلي‌ّ وخلفه‌ في‌ بعض‌ مغازيه‌ تكون‌ أنت‌ في‌ بيتي‌ إلي‌ أن‌ أعود. قال‌ له‌ علي‌ّ: يا رسول‌ الله‌! تخلّفني‌ مع‌ النساء والصبيان‌؟ فقال‌ رسول‌الله‌: أما ترضي‌ أن‌ تكون‌ منّي‌ بمنزلة‌ هارون‌ من‌ موسي‌ إلاّ أ نّه‌ لانبوّة‌ بعدي‌؟ وسمعته‌ يقول‌ يوم‌ خيبر: لاَعطينَّ الراية‌ غداً رجلاً يحبّ الله‌ ورسوله‌ ويحبّه‌ الله‌ ورسوله‌. قال‌: فتطاولنا لها. فقال‌ النبي‌ّ: ادْعُوا عليّاً. فأتـي‌ علي‌ّ وبه‌ رمد. فبصـق‌ رسـول‌الله‌ في‌ عينه‌ ودفع‌ الراية‌ إليه‌ ففتح‌ الله‌ عليه‌. ولمّا نزلت‌ هذه‌ الآية‌: قل‌ تعالوا ندع‌ أبنآءنا وأبنآءكم‌ ونسآءنا ونسآءكم‌ وأنفسنا وأنفسكم‌ ـ إلي‌ آخر الآية‌، دعا رسول‌ الله‌ عليّاً وفاطمة‌ وحسناً وحسيناً، ثمّ قال‌: اللَهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلُ بَيْتِي‌!

 قال‌ أبو عيسي‌ الترمذي‌ّ: هذا حديث‌ حَسَنٌ غريبٌ صحيح‌ من‌ هذا الوجه‌. وقال‌ رضي‌الله‌ عنه‌: قال‌ رسول‌الله‌: أما ترضي‌ أن‌ تكون‌ منّي‌ بمنزلة‌ هارون‌ من‌ موسي‌. أخرجه‌ الشيخان‌ البخاري‌ّ ومسلم‌ في‌ صحيحيهما بطرق‌ مختلفة‌. ورواه‌ ابن‌ حجر العسقلاني‌ّ في‌ كتاب‌ «الاءصابة‌» ج‌ 2، ص‌ 503 عن‌ الترمذي‌ّ بسند قوي‌ّ، عن‌ عامر بن‌ سعد، عن‌ أبيه‌ سعد. وذكره‌ ابن‌ الاثير الجزري‌ّ في‌ «أُسد الغابة‌» ج‌ 4، ص‌ 25، 26 في‌ ترجمة‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌. وورد هذا الحوار بين‌ معاوية‌ وسعد في‌ «غاية‌ المرام‌» القسم‌ الاوّل‌ ص‌ 114، الحديث‌ 53 عن‌ العامّة‌، وص‌ 130 عن‌ الخاصّة‌. بَيدَ أنّ مؤلّفه‌ نقل‌ منقبة‌ أُخري‌ وهي‌ نزول‌ آية‌ التطهير ودخول‌ الخمسة‌ الطيّبة‌ تحت‌ الكساء مكان‌ آية‌ أنفسنا. وأخرج‌ هذا الحديث‌ عن‌ ابن‌ شيرويه‌ في‌ كتاب‌ «الفردوس‌». وكذلك‌ أورد النصّ الاوّل‌ في‌ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 115، الحديث‌ 57 عن‌ موفّق‌ بن‌ أحمد الخوارزمي‌ّ في‌ مناقبه‌، وفي‌ ص‌ 123 و 124 عن‌ إبراهيم‌ الحمّوئي‌ّ في‌ «فرائد السمطين‌ » عن‌ العامّة‌، وفي‌ ص‌ 130، الحديث‌ 19، عن‌ الخاصّة‌، عن‌ «الامالي‌» للشيخ‌ الطوسي‌ّ. وأخرج‌ الحاكم‌ النصّ الثاني‌ في‌ مستدركه‌، ج‌ 3، ص‌ 108 و 109. وكذلك‌ أخرجه‌ ابن‌ الاثير الجزري‌ّ في‌ «أُسد الغابة‌» ج‌ 4، ص‌ 25 و 26.

[5] - وذكر ابن‌ كثير هذا الحديث‌ في‌ «البداية‌ والنهاية‌» ج‌ 8، ص‌ 77 عن‌ كثير نوري‌، عن‌ عبدالله‌بن‌ بدليل‌.

[6] - روي‌ في‌ «كنز العمّال‌» بسندين‌، وفي‌ «المناقب‌» للخوارزمي‌ّ عن‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌: لمّا كان‌ يوم‌ الحديبيّة‌ خرج‌ إلينا ناس‌ من‌ المشركين‌ فيهم‌ سهيل‌بن‌ عمرو وعدد من‌ رؤساء المشركين‌ فقالوا: يا رسول‌ الله‌! خرج‌ بك‌ ناس‌ من‌ أبنائنا وإخوتنا وأرقّائنا ليس‌بهم‌ فقه‌ في‌ الدين‌، وإنّما خرجوا فراراً من‌ أموالنا وضياعنا وأملاكنا التي‌ كانوا يعملون‌ بها، فارددهم‌ إلينا. فشاور ] رسول‌الله‌ [ أبا بكر في‌ أمرهم‌. فقال‌: صدقوا يا رسول‌الله‌. وقال‌ لعمر: ماتري‌؟ فقال‌: مثل‌ قول‌ أبي‌ بكر. فقال‌ رسول‌ الله‌: يا معشر قريش‌ ليبعثنّ الله‌ عليكم‌ رجلاً منكم‌ امتحن‌ الله‌ قلبه‌ للاءيمان‌، فيضرب‌ رقابكم‌ علي‌ الدين‌. فقال‌ أبوبكر: من‌ هو يارسول‌الله‌؟ وقال‌ عمر: من‌ هو يا رسول‌ الله‌ ؟ فقال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌: خَاصِف‌ النَّعل‌ في‌ المسجد. وقد كان‌ ألقي‌ نعله‌ إلي‌ أمير المؤمنين‌ يخصفها. ثمّ قال‌ أميرالمؤمنين‌: قال‌ رسول‌الله‌: لاَ تَكْذِبُوا عَلَي‌َّ فَإنَّ مَنْ كَذَبَ عَلَي‌َّ مُتَعَمِّدَاً فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ. «كنز العمّال‌» ج‌ 15، ص‌ 153 و 154، الحديث‌ 433 و 434 طبعة‌ حيدر آباد؛ و«المناقب‌» للخوارزمي‌ّ، ص‌ 85 و 86، طبعة‌ النجف‌.

[7] - «غاية‌ المرام‌» ص‌ 125، الحديث‌ 99 عن‌ العامّة‌.

[8] - «غاية‌ المرام‌» ص‌ 109 و 110، الحديث‌ 1 إلي‌ 11 عن‌ العامّة‌.

[9] - «غاية‌ المرام‌» ص‌ 110، الحديث‌ 12 إلي‌ 14 عن‌ العامّة‌.

[10] - «غاية‌ المرام‌» ص‌ 110 و 111، الحديث‌ 15 إلي‌ 21 عن‌ العامّة‌.

[11] - «غاية‌ المرام‌» ص‌ 111، الحديث‌ الثاني‌ والعشرون‌، و فيه‌ أيضاً ص‌ 116، الحديث‌ 61، عن‌ العامّة‌ بسند آخر عن‌ موفّق‌ بن‌ أحمد الخوارزمي‌ّ في‌ «الفضائل‌».

[12] - «غاية‌ المرام‌» ص‌ 111 و 112، الحديث‌ 23 إلي‌ 40 عن‌ العامّة‌. وقال‌ ابن‌ طاووس‌ في‌ «الطرائف‌» ج‌ ص‌ 51 إلي‌ 55 بعد نقل‌ ستّة‌ أحاديث‌ في‌ المنزلة‌ عن‌ «مسند أحمدبن‌ حنبل‌»، و«الجمع‌ بين‌ الصحيحين‌» للحميدي‌ّ، و«صحيح‌ البخاري‌ّ» و«صحيح‌ مسلم‌» وغيرها: وقد صنّف‌ القاضي‌ أبو القاسـم‌ التنوخي‌ّ - وهو من‌ أعيان‌ رجال‌ العامّة‌ - كتاباً سمّاه‌:«ذكر الروايات‌ عن‌ النبي‌ّ» أ نّه‌ قال‌ لامير المؤمنين‌ علي‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌: أنت‌ منّي‌ بمنزلة‌ هارون‌ من‌ موسي‌ إلاّ أ نّه‌ لا نبي‌ّ بعدي‌، وبيان‌ طرقها واختلاف‌ وجوهها.

 وروي‌ التنوخي‌ّ حديث‌ النبي‌ّ لعلي‌ّ أنت‌ منّي‌ بمنزلة‌ هارون‌ من‌ موسي‌ عن‌ عمربن‌ الخطّاب‌، وأميرالمؤمنين‌ علي‌ّبن‌ أبي‌ طالب‌ عليه‌ السلام‌، وسعد بن‌ أبي‌ وقّاص‌،وعبدالله‌ ابن‌مسعود، وعبدالله‌بن‌ عبّاس‌، وجابر بن‌ عبدالله‌ الانصاري‌ّ، وأبي‌ هريرة‌، وأبي‌ سعيد الخدري‌ّ، وجابر بن‌ سمرة‌، ومالك‌ بن‌ حويرث‌، والبراء بن‌ عازب‌، وزيدبن‌ أرقم‌، وأبي‌ رافع‌ مولي‌ رسول‌الله‌، وعبدالله‌بن‌ أبي‌ أوفي‌، وأخيه‌ زيد بن‌ أبي‌ أوفي‌، وأبي‌ سريحة‌، وحذيفة‌بن‌ أُسيد، وأنس‌بن‌ مالك‌، وأبي‌ بريدة‌ الاسلمي‌ّ، ومعاوية‌ بن‌ أبي‌ سفيان‌، وأبي‌ أيّوب‌ الانصاري‌ّ، وعقيل‌ بن‌ أبي‌ طالب‌، وحبشي‌ بن‌ جنادة‌ السلولي‌ّ، وأُمّ سلمة‌ زوجة‌ النبي‌ّ، وأسماء بنت‌ عميس‌، وسعيد بن‌ المسيّب‌، ومحمّد بن‌ علي‌ّبن‌ الحسين‌ عليهم‌ السلام‌، وحبيب‌بن‌ أبي‌ ثابت‌، وفاطمة‌ بنت‌ علي‌ّ، وشرحبيل‌ بن‌ سعد.

 وقد ذكر الحاكم‌ أبو نصر الحربي‌ّ في‌ كتاب‌ «التحقيق‌ لما احتجّ به‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ يوم‌ الشوري‌» وهذا الحاكم‌ من‌ أعيان‌ المذاهب‌ الاربعة‌، وقد كان‌ أدرك‌ حياة‌ أبي‌ العبّاس‌بن‌ عقدة‌ الحافظ‌، وكانت‌ وفاة‌ ابن‌ عقدة‌ سنة‌ 333. فذكر أ نّه‌ روي‌ قول‌ النبي‌ّ في‌ علي‌ّ: أنت‌ مني‌ّ بمنزلة‌ هارون‌ من‌ موسي‌ عن‌ خلق‌ كثير. ثمّ ذكر أ نّه‌ رواه‌ عن‌ أبي‌بكر، وعمر، وعثمان‌، وطلحة‌، والزبير، وعبد الرحمن‌ بن‌ عوف‌، وسعد بن‌ أبي‌ وقّاص‌، والحسن‌بن‌ علي‌ّبن‌ أبي‌ طالب‌، وعبدالله‌ بن‌ عبّاس‌، وعبد الله‌ بن‌ عمر، وابن‌ المنذر، وأُبي‌ّبن‌ كعب‌، وأبي‌ اليقظان‌، وعمّاربن‌ ياسر، وجابر بن‌ عبدالله‌، وأبي‌ سعيد الخدري‌ّ، وفاطمة‌ بنت‌ حمزة‌، وفاطمة‌ بنت‌ رسول‌الله‌، وأسماء بنت‌ عميس‌، وأروي‌ بنت‌ الحارث‌بن‌ عبدالمطلب‌، ومعاوية‌، وبريدة‌، وأنس‌ وجابر بن‌ سمرة‌، ومالك‌بن‌ حويرث‌، وزيدبن‌ أرقم‌، والبراءبن‌ عازب‌، وحبشي‌ بن‌ جنادة‌.

[13] - «غاية‌ المرام‌» ص‌ 111، الحديث‌ 32؛ ومناقب‌ ابن‌ المغازلي‌ّ ص‌ 32 و 33، الحديث‌ 49؛ ورواه‌ أيضاً الحافظ‌ الذهبي‌ّ في‌ «ميزان‌ الاعتدال‌» ج‌ 1، ص‌ 262؛ وكذلك‌ رواه‌ ابن‌ حجر العسقلاني‌ّ في‌ «لسان‌ الميزان‌» ج‌ 2، ص‌ 324.

[14] - «غاية‌ المرام‌» ص‌ 112، الحديث‌ الاربعون‌ عن‌ العامّة‌؛ وكذلك‌ ورد في‌ ص‌ 114 و 115 منه‌ مضمون‌ هذا الحديث‌ بسند آخر عن‌ الخوارزمي‌ّ في‌ فضائل‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ تحت‌ الحديث‌ 55 عن‌ العامّة‌؛ ورواه‌ أيضاً في‌ ص‌ 114 في‌ الحديث‌ 52 عن‌ العامّة‌ بأسناد أُخري‌ عن‌ كتاب‌ «الفردوس‌» لابن‌ شيرويه‌ الديلمي‌ّ؛ وذكره‌ أيضاً في‌ ص‌ 124، الحديث‌ 92، عن‌ العامّة‌ بسند آخر عن‌ علي‌ّ بن‌ أحمد المالكي‌ّ في‌ «الفصول‌ المهمّة‌». وقال‌ عمر في‌ ذيله‌: قال‌ رسول‌ الله‌: كذب‌ من‌ زعم‌ أ نّه‌ يحبني‌ّ ويبغضك‌. يا علي‌ّ! من‌ أحبّك‌ فقد أحبّني‌. ومن‌ أحبّني‌ أحبّه‌ الله‌ تعالي‌ وأدخله‌ الله‌ الجنّة‌. ومن‌ أبغضك‌ فقد أبغضني‌. ومن‌ أبغضني‌ أبغضه‌ الله‌ تعالي‌ وأدخله‌ النار. وكذلك‌ جاء هذا الحديث‌ كلّه‌ في‌ «كنز العمّال‌» ج‌ 15، ص‌ 108 بوصفه‌ مسـند عمر، وقال‌: أخرجه‌ حسـن‌ بن‌ بدر فيما رواه‌ الخلفاء، والحاكم‌ الدركُني‌ّ، والشيرازي‌ّ في‌ «الالقاب‌»، وابن‌ النجّار.

[15] - «غاية‌ المرام‌» ص‌ 112، الحديث‌ 42، عن‌ العامّة‌.

[16] - «غاية‌ المرام‌» ص‌ 114، الحديث‌ 48، عن‌ العامّة‌.

[17] - الجُرف‌ بضمّ الجيم‌ وسكون‌ الراء موضع‌ يبعد عن‌ المدينة‌ فرسخاً واحداً. جعل‌ رسول‌الله‌ الموعد فيه‌، فيجتمع‌ الجيش‌ كلّه‌ فيه‌، ثمّ ينطلق‌ منه‌.

[18] - «غاية‌ المرام‌» ص‌ 114، الحديث‌ 50، عن‌ العامّة‌.

[19] - جاء في‌ «الطبقات‌» لابن‌ سعد، ج‌ 2، ص‌ 166: أنّ بين‌ دومة‌ الجندل‌ وبين‌ المدينة‌ خمس‌ عشرة‌ ليلة‌. وقال‌ في‌ «معجم‌ البلدان‌»: وهي‌ علي‌ سبع‌ مراحل‌ من‌ دمشق‌ بينها وبين‌ مدينة‌ الرسول‌. (وكلّ مرحلة‌ ثمانية‌ فراسخ‌ ومسافة‌ يوم‌ واحد). وقال‌ أيضاً: دُومة‌ الجُندل‌ بضمّ الدال‌ وفتحها. وقد أنكر ابن‌ دريد الفتح‌ وعدّه‌ من‌ أغلاط‌ المحدّثين‌. فأمّا دومة‌ فعليها سور يتحصّن‌ به‌. وفي‌ داخل‌ السور حصن‌ منيع‌ يقال‌ له‌ مارد. وهو حصن‌ أُكَيْدِربن‌ عبدالملك‌بن‌ عبدالحي‌ّبن‌ أعيابن‌ الحارث‌. وكان‌ سلطانه‌. وفتح‌ خالدبن‌ الوليد هذا الحصن‌، وأسلم‌ أُكَيْدِر فأشخصه‌ خالد إلي‌ المدينة‌، وعقدت‌ معاهدة‌ بينه‌ وبين‌ النبي‌ّ صلّي‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌.

[20] - جاء في‌ «السيرة‌ الحلبيّة‌» ج‌ 3، ص‌ 151: أ نّه‌ عسكر بالجُرف‌. وورد في‌ «معجم‌ البلدان‌»: الجرف‌ علي‌ ثلاثة‌ أميال‌ من‌ المدينة‌ نحو الشام‌.

[21] - جاء في‌ «السيرة‌ النبويّة‌» لابن‌ هشام‌ ج‌ 4، ص‌ 946: ضرب‌ عبد الله‌ بن‌ أُبَي‌ّ معه‌ علي‌ حده‌ عسكره‌ أسفل‌ من‌ عسكر رسول‌ الله‌ نحو ذُباب‌. وفي‌ ضوء ما يزعمون‌ فإنّ عسكره‌ ليس‌ أقلّ من‌ عسكر رسول‌ الله‌؛ «الطبقات‌» لابن‌ سعد ج‌ 2، ص‌ 165؛ و «المغازي‌» للواقدي‌ّ، ج‌ 3، ص‌ 995؛ و«تاريخ‌ الطبري‌ّ» ج‌ 2، ص‌ 368؛ و«البداية‌ والنهاية‌» ج‌ 5، ص‌ 7.

[22] - «المغازي‌ّ» للواقدي‌ّ، ج‌ 3، ص‌ 995 و 996؛ و«السيرة‌ الحلبيّة‌» ج‌ 3، ص‌ 149 و 150؛ و«الكامل‌ في‌ التاريخ‌» ج‌ 2، ص‌ 277؛ و«أعيان‌ الشيعة‌» ج‌ 2، ص‌ 198، الطبعة‌ الرابعة‌؛ و«حبيب‌ السير» ج‌ 1، ص‌ 399

[23] - «بحار الانوار» ج‌ 6، ص‌ 635، طبعة‌ الكمباني‌ّ، عن‌ تفسير الاءمام‌ العسكري‌ّ عليه‌ السلام‌.

[24] - ضبطه‌ المجلسي‌ّ في‌ «بحار الانوار» ج‌ 6، ص‌ 624 طبعة‌ الكمباني‌ّ: الدرثوك‌ نقلاً عن‌ «تفسير علي‌ّبن‌ إبراهيم‌»؛ وقال‌ عن‌ الجوهري‌ّ: الدُّرثوك‌ ضرب‌ من‌ البسط‌ وخمل‌ وتشبه‌ به‌ فروة‌ البعير.

[25] - ورد في‌ «السيرة‌ الحلبيّة‌» ج‌ 3، ص‌ 150 ما نصّه‌: وقيل‌ للروم‌ بنو الاصفر لا نّهم‌ ولد روم‌بن‌ العيص‌بن‌ إسحاق‌ نبي‌ّ الله‌. وكان‌ يسمّي‌ الاصفر لصفرة‌ به‌. فقد ذكر العلماء بأخبار القدماء أنّ العيص‌ تزوّج‌ بنت‌ عمّه‌ إسماعيل‌ فولدت‌ له‌ الروم‌. وكان‌ به‌ صفرة‌، فقيل‌ له‌: الاصفر. وقيل‌: الصفرة‌ كانت‌ بأبيه‌ العيص‌- انتهي‌. وقال‌ المجلسي‌ّ في‌ «بحار الانوار» ج‌ 6، ص‌ 626: قال‌ في‌ «القاموس‌»: بنو الاصفر ملوك‌ الروم‌ أولاد الاصفربن‌ روم‌بن‌ عيص‌بن‌ إسحاق‌بن‌ إبراهيم‌. أو لانّ جيشاً من‌ الحبشة‌ غلب‌ عليهم‌ فوطي‌ء نساءهم‌، فوُلد لهم‌ أولاد صفر.

[26] - قال‌ في‌ «معجم‌ البلدان‌» البلقاء كورة‌ من‌ أعمال‌ دمشق‌ بين‌ الشام‌ ووادي‌ القري‌ قصبتها عمّان‌.

[27] - وقال‌: حمص‌ بالكسر ثمّ السكون‌، والصاد مهملة‌. بلد مشهور قديم‌ كبير مسوّر. وهي‌ بين‌ دمشق‌ وحلب‌ في‌ نصف‌ الطريق‌. ووردت‌ هذه‌ القصّة‌ أيضاً في‌ تفسير «الميزان‌» ج‌ 9، ص‌ 312، عن‌ «تفسير القمّي‌ّ».

[28] - «السيرة‌ الحلبيّة‌» ج‌ ص‌ 148؛ و «الكامل‌ في‌ التاريخ‌» لابن‌ الاثير، ج‌ ص‌ 277. وقال‌ محمّد حسنين‌ هيكل‌ في‌ كتاب‌ «حياة‌ محمّد» ص‌ 425 حول‌ سبب‌ غزوة‌ تبوك‌: ولم‌تكن‌ ناحية‌ من‌ نواحي‌ شبه‌ الجزيرة‌ إلاّ بدأت‌ تحسّ سلطان‌ محمّد. ولم‌تحاول‌ طائفة‌ أو قبيلة‌ أن‌ تقاوم‌ هذا السلطان‌ إلاّ بعث‌ النبي‌ّ إليها قوّة‌ يحملها علي‌ الاءذعان‌ بدفع‌ الخراج‌ والبقاء علي‌ دينها أو الاءسلام‌ ودفع‌ الزكاة‌. وفيما ] كانت‌ [ عينه‌ علي‌ بلاد العرب‌ جميعاً حتّي‌ لاينتقض‌ فيها منتقض‌، وحتّي‌ يستتبّ الامن‌ في‌ ربوعها من‌ أقصاها وإذ اتّصل‌ بمحمّد نبأ من‌ بلاد الروم‌ أ نّها تهيّي‌ جيوشاً لغزو حدود العرب‌ الشماليّة‌ غزواً ينسي‌ الناس‌ انسحاب‌ العرب‌ الماهر في‌ مؤتة‌. وينسي‌ الناس‌ ذكر العرب‌ وسلطان‌ المسلمين‌ الزاحف‌ في‌ كلّ ناحية‌ ليتاخم‌ سلطان‌ الروم‌ في‌ الشام‌، وسلطان‌ فارس‌ في‌ الحيرة‌. واتّصل‌ به‌ النبأ مجسماً أيّما تجسيم‌.

 وقال‌ في‌ ص‌ 429: وانطلق‌ الجيش‌ بعد ذلك‌ قاصداً تبوك‌. وكانت‌ الروم‌ قد بلغها أمر هذا الجيش‌ وقوّته‌، فآثرت‌ الانسحاب‌ بجيشها الذي‌ كانت‌ وجّهت‌ إلي‌ حدودها ليحتمي‌ داخل‌ بلاد الشام‌ في‌ حصونها. فلمّا انتهي‌ المسلمون‌ إلي‌ تبوك‌ وعرف‌ محمّد أمر انسحاب‌ الروم‌ ونُمي‌ إليه‌ ما أصابهم‌ من‌ خوف‌، لم‌ يَرَ محلاّ لتتبّعهم‌ داخل‌ بلادهم‌، وأقام‌ عند الحدود يناجز من‌ شاء أن‌ ينازله‌ أو يقاومه‌.

[29] - قال‌ في‌ «معجم‌ البلدان‌»: ثَنِيَّةُ الوَدَاع‌ ثنيّة‌ مشرفة‌ علي‌ المدينة‌ يطؤها من‌ يريد مكّة‌. وقيل‌ سمّيت‌ بذلك‌ لا نّها موضع‌ وداع‌ المسافرين‌ من‌ المدينة‌ إلي‌ مكّة‌.

[30] - «المغازي‌» للواقدي‌ّ المتوفّي‌ سنة‌ 207 ه، ج‌ 3، ص‌ 989 إلي‌ 992؛ و«حبيب‌ السِّير» ج‌ 1، ص‌ 398.

[31] - الآيتان‌ 38 و 39، من‌ السورة‌ 9: التوبة‌.

[32] - الآية‌ 40، من‌ السورة‌ 9: التوبة‌.

[33] - الآية‌ 41، من‌ السورة‌ 9: التوبة‌.

[34] - تفسير «مجمع‌ البيان‌» ج‌ 3، ص‌ 32 و 33، طبعة‌ صيدا.

[35] ـ تفسير «الميزان‌» ج‌ 9، ص‌ 296 و 297.

 الرجوع الي الفهرس

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

 

.

التعريف و الدليل

كلية الحقوق، محفوظة و متعلقة بموسسة ترجمة و نشر دورة علوم و معارف الاسلام
info@maarefislam.org