الحادي والثلاثون جام
آخر 90 - الشيخ الطوسي في أماليه: عن الحفار (5)، قال: حدثنا علي بن أحمد
(1) سورة الاحزاب: 33. (2) العوني: بفتح العين المهملة، وسكون الواو، وفي
آخرها النون، هذه النسبة إلى (عون) والمشهور بالانتساب إليه: العوني
الشاعر، وكان شاعر الشيعة، وأول هذه القصيدة: ليس الوقوف على الاطلال من
شاني.. وأمر عمر بن عبد العزيز حتى ضرب بالعمود بالمدينة. فمات فيه
(الانساب للسمعاني: 4 / 260).
(3) كذا في البحار والمصدر ونسخة " خ "، وفي الاصل: جاءه. (4) عيون
المعجزات: 11 وعنه إثبات الهداة: 2 / 490 ح 318 والبحار: 39 / 129 ح 17.
ورواه في نوادر المعجزات: 19 ح 2 بإسناده إلى جعفر الصادق - عليه السلام
-. (5) هو: هلال بن محمد بن جعفر بن سعدان أبو الفتح الحفار، المتوفي سنة:
414، وكان قد ولد سنة 322 (تاريخ بغداد). [ * ]
[ 153 ]
الحلواني (1)، حدثنا أبو عبد الله محمد بن القاسم المقرئ، قال: حدثنا
الفضل ابن حباب الجمحي (2)، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم (3)، عن أبان (4)،
عن قتادة، عن أبي العالية (5)، عن ابن عباس، قال كنا جلوسا مع النبي - صلى
الله عليه وآله - إذ هبط عليه الامين جبرئيل - عليه السلام ومعه جام من
البلور الاحمر، مملو مسكا وعنبرا، وكان إلى جنب رسول الله - صلى الله عليه
وآله - علي بن أبي طالب وولداه الحسن والحسين - عليهم السلام - فقال له:
السلام عليك، والله يقرأ عليك السلام، ويحييك بهذه التحية، ويأمرك أن تحيي
[ بها ] (6) عليا وولديه. قال ابن عباس: فلما صارت في كف رسول الله - صلى
الله عليه وآله - هللت ثلاثا، وكبرت ثلاثا، ثم قالت بلسان ذرب (7) طلق -
يعني الجام -: { بسم الله الرحمن الرحيم طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى }
(8) فاشتمها النبي - صلى الله عليه وآله - وحباها (9) عليا، فلما صارت في
كف علي قالت:
(1) (علي بن أحمد
الحلواني) هو: علي بن محمد بن حمويه، أبو الحسن المؤدب الحلواني، روى عنه
هلال بن محمد الحفار (تاريخ بغداد). (2) الفضل بن الحباب الجمحي، أبو
خليفة، يروي عن مسلم بن إبراهيم. وتأخر إلى سنة: 305، ووثقه في ميزان
الاعتدال: 3 / 350. (3) مسلم بن إبراهيم الازدي الفراهيدي، مولاهم أبو
عمرو البصري الحافظ، روى عن أبان بن يزيد العطار وغيره، وتوفي سنة: 222.
(تهذيب التهذيب).
(4) أبان بن يزيد العطار، أبو يزيد البصري، روى عن قتادة، وروى عنه مسلم
بن إبراهيم (تهذيب التهذيب). (5) أبو العالية: هو مشترك بين رفيع بن مهران
أبو العالية الرياحي البصري المتوفي سنة: 93 وبين البراء البصري مولى
قريش، المتوفي سنة: 90، والاول أظهر (تهذيب التهذيب). (6) من المصدر. (7)
يقال بلسان ذرب: حديده. (8) طه: 1 - 2. (9) في المصدر: وحبا، وفي البحار:
وحيى بها، وحبا: أي أعطاها إياه بلا جزاء. [ * ]
[ 154 ]
{ بسم الله الرحمن الرحيم إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين
يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } (1) فاشتمها علي - صلوات الله
عليه - وحباها الحسن - عليه السلام - فلما صارت في كف الحسن - عليه السلام
- قالت: { بسم الله الرحمن الرحيم عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم
فيه مختلفون } (2) فاشتمها الحسن - عليه السلام - وحباها الحسين - عليه
السلام -، فلما صارت في كف الحسين - عليه السلام - قالت: { بسم الله
الرحمن الرحيم قل لاأسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة
نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور } (3) ثم ردت إلى النبي - صلى الله
عليه وآله - فقالت: { بسم الله الرحمن الرحيم الله نور السموات والارض }.
(4) قال ابن عباس: فلا أدري إلى السماء (5) صعدت أم في الارض توارت بقدرة
الله عزوجل. (6)
الثاني والثلاثون جام آخر 91 - ابن بابويه في أماليه:
قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رحمة الله عليه - [ قال:
حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، ] (7) قال: حدثنا جعفر بن سلمة الاهوازي،
قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي، قال: حدثنا
محمد بن عبد الله الكوفي، قال: حدثنا همام (8)، قال: حدثنا علي بن جميل
(1) المائدة: 55. (2) النبأ: 1 - 3. (3) الشورى 23. (4) النور: 2. (5) كذا
في المصدر، وفي البحار والاصل: أسماء. (6) الامالي للشيخ الطوسي: 1 / 366
وعنه البحار: 37 / 100 ح 2 ونور الثقلين: 3 / 367 ح 11 وتفسير البرهان: 3
/ 29 ح 8. (7) من المصدر. (8) همام بن يحيى بن دينار الازدي العوذي
المحلمي، مولاهم أبو عبد الله، ويقال: أبو بكر البصري، مات سنة: 165 أو
164 (تهذيب التهذيب). [ * ]
[ 155 ]
الرقي (1)، قال: حدثنا ليث (2)، عن مجاهد (3)، عن عبد الله بن عباس، قال:
كنا جلوسا في محفل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله - [ ورسول
الله فينا ] (4) فرأينا رسول الله - صلى الله عليه وآله - وقد أشار بطرفه
إلى السماء، فنظرنا فرأينا سحابة قد أقبلت، فقال لها: أقبلي. فأقبلت، ثم
قال لها: أقبلي. فأقبلت. فرأينا رسول الله - صلى الله عليه وآله - [ وقد ]
(5) قام قائما على قدميه، فأدخل يده إلى السحاب حتى استبان لنا بياض إبطي
رسول الله - صلى الله عليه وآله - فاستخرج من ذلك السحاب جامة بيضاء مملوة
رطبا، فأكل النبي - صلى الله عليه وآله - من الجام [ وسبح الجام في كف
رسول الله ] (6) فناوله عليا - عليه السلام - [ فأكل علي من الجام ] (7)
فسبح الجام في كف علي - عليه السلام - فقال رجل: يارسول الله أكلت من
الجام وناولته علي بن أبي طالب - عليه السلام -، فأنطق الله عزوجل الجام
وهو يقول
: لا إله إلا الله خالق الظلمات والنور، اعلموا معاشر الناس إني هدية
الصادق إلى نبيه الناطق، لا يأكل مني إلا نبي أو وصي. (8)
الثالث
والثلاثون جام آخر 92 - الحسين بن حمدان في هدايته: بالاسناد عن المفضل بن
عمر
(1) علي بن جميل الرقي: روى عن جرير بن عبد الحميد، عن ليث، عن مجاهد.
(ميزان الاعتدال) (2) هو ليث بن أبي سليم بن زينم القرشي مولاهم أبو بكر
الكوفي، روى عن مجاهد، توفي سنة: 148 (تهذيب التهذيب). (3) مجاهد بن جبر
المكي أبو الحجاج المخزومي المقرئ مولى السائب بن أبي السائب، مات سنة:
100 - 104. (تهذيب التهذيب). (4 و 5) من المصدر. (6 و 7) من المصدر
والبحار. (8) الامالي للشيخ الصدوق - رحمه الله -: 398 ح 1، وعنه البحار:
39 / 123 ح 7. ويأتي في معجزة: 121. [ * ]
[ 156 ]
الجعفي، عن أبي عبد الله الصادق - عليه السلام - قال: جلس رسول الله - صلى
الله عليه وآله - في رحبة مسجده بالمدينة وطائفة من المهاجرين والانصار
حوله وأمير المؤمنين - عليه السلام - [ عن يمينه ] (1) وأبو بكر وعمر بين
يديه، إذ ظلت المسجد غمامة لها زجل وخفيف، فقال رسول الله - صلى الله عليه
وآله -: يا أبا الحسن قد أتتنا هدية من الله، ثم مد رسول الله - صلى الله
عليه وآله - يده إلى الغمامة، فتدلت ودنت (2) من يده فبدا منها جام يلمع
حتى غشيت أبصار من حضر في المسجد من لمعانه وشعاع نوره، وفاح في المسجد
روائح زالت من طيبها عقول الناس، والجام يسبح لله تعالى ويقدسه ويحمده
بلسان عربي مبين حتى نزل في بطن
راحة رسول الله - صلى الله عليه وآله - اليمنى وهو يقول: السلام عليك يا
حبيب الله وصفوته، ونبيه المختار من العالمين، والمفضل على (أهل الملل)
(3) أجمعين من الاولين والآخرين، وعلى وصيك خير الوصيين، وأخيك خير
المؤاخين، وخليفتك خير المستخلفين، وإمام المتقين، وأمير المؤمنين، ونور
المستنيرين، وسراج المتقين (4)، وعلى زوجته [ ابنتك ] (5) (فاطمة) (6) خير
نساء العالمين الزهراء في الزاهرين، البتول أم الائمة الراشدين، وعلى
سبطيك ونوريك وريحانتيك وقرة عينيك، الحسن والحسين، فسمع ذلك رسول الله -
صلى الله عليه وآله - وأمير المؤمنين والحسن والحسين وجميع من حضر يسمعون
ما يقول الجام ويغضون أبصارهم عن تلالؤ نوره، ورسول الله - صلى الله عليه
وآله - يكثر من حمد
(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: وأدلت. (3) كذا في المصدر،
وفي الاصل: جميع ملل الله. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: إمام المقتدين.
(5) من المصدر. (6) ليس في نسخة " خ ". [ * ]
[ 157 ]
الله وشكره حتى قال الجام وهو في كف رسول الله - صلى الله عليه وآله -:
يارسول الله إن الله بعثني إليك، وإلى أخيك علي، وإلى ابنتك فاطمة، وإلى
الحسن والحسين، فردني يارسول الله إلى كف علي - عليه السلام -. فقال رسول
الله - صلى الله عليه وآله -: خذه يا أبا الحسن تحفة الله إليك، فمد يده
اليمنى فصار في بطن راحته، فقبله واشتمه وقال: مرحبا بزلفة الله إلى رسوله
وأهل بيته، وأكثر من حمد الله والثناء عليه، والجام يكبر
الله ويهلله ويقول: يارسول الله قل لعلي يردني إلى فاطمة والحسن والحسين
كما أمرني الله عزوجل. فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: قم يا أبا
الحسن واردده (1) في كف فاطمة وكفي [ حبيبي ] (2) الحسن والحسين. فقام
أمير المؤمنين - عليه السلام - يحمل الجام ونوره يزيد على نور الشمس،
ورائحته قد أذهلت (العقول) (3) طيبا حتى دخل [ به ] (4) على فاطمة والحسن
والحسين - عليهم السلام - ورده في أيديهم، فتحيوا به وقبلوه، وأكثروا من
حمد الله وشكره والثناء عليه، ثم رده إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله
- فلما صار في كف رسول الله - صلى الله عليه وآله - قام عمر على قدميه
وقال: (يارسول الله) (5) مالك تستأثر بكل ما أتاك من عند الله من تحية
وهدية أنت وعلي وفاطمة والحسن والحسين ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه
وآله -: يا عمر ما أجرأك ! أما سمعت ما قال الجام حتى تسألني أن أعطيك ما
ليس لك ؟ فقال: يارسول الله أفتأذن لي بأخذه واشتمامه وتقبيله ؟ فقال له:
ويحك يا عمر، والله ما ذاك لك ولا لغيرك من
(1) في المصدر: فرده. (2) من المصدر. (3) ليس في نسخة: " خ ". (4) من
المصدر. (5) ليس في المصدر، وفيه: (ما بالك) بدل (مالك). [ * ]
[ 158 ]
الناس أجمعين غيرنا. فقال: يارسول الله أتأذن لي في لمسه (1) بيدي ؟ فقال
رسول الله - صلى الله عليه وآله -: ما أشد إلحاحك، قم فإن نلته فما محمد
رسول الله حقا، ولا جاء بحق من عند الله. فمد عمر بيده نحو الجام، فلم تصل
إليه، وانصاع الجام وارتفع نحو الغمام، وهو يقول: (يارسول الله) (2)
هكذا يفعل المزور بالزائر ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: ويحك
ما جرأتك (3) على الله و على رسوله، قم يا أبا الحسن على قدميك، وامدد يدك
إلى الجام (4) فخذ الجام وقل له: ماذا أمرك الله (به) (5) أن تؤديه إلينا
[ نسيته. فقام أمير المؤمنين - عليه السلام - فمد يده إلى الغمام فتلقاه
الجام فأخذه وقال له: إن رسول الله - صلى الله عليه وآله - يقول لك: ماذا
أمرك الله أن تقوله ] (6) فأنسيته ؟ قال الجام: نعم يا أخا رسول الله،
أمرني الله أن أقول لكم إني (قد) (7) أوقفني الله على نفس كل مؤمن ومؤمنة
من شيعتكم، وأمرني بحضور وفاته حتى لا يستوحش من الموت فيأنس بالنظر
إليكم، وأن أنزل على صدره، وأن اسكره بروائح طيبي فتقبض نفسه وهو لايشعر.
فقال عمر لابي بكر: ياليت مضى [ الجام ] (8)
(1) في المصدر: أن ألمسه. (2) ليس في المصدر. (3) في المصدر: ويحك يا عمر
من أجرأك. (4) في المصدر: الغمام. (5) ليس في المصدر. (6) مابين المعقوفين
من المصدر. (7) ليس في المصدر. (8) من المصدر. [ * ]
[ 159 ]
بالحديث الاول ولم يذكر شيئا. (1)
الرابع والثلاثون جام آخر
93 - ثاقب المناقب: عن علي - صلوات الله عليه - [ قال ] (2): بينما رسول
الله - صلى الله عليه وآله - يتضور جوعا إذ أتاه جبرئيل - عليه السلام -
بجام من الجنة، فهلل الجام، وهللت التحفة في يده وسبحا وكبرا وحمدا،
فتناولها أهل بيته ففعلوا مثل ذلك، فهم أن يناولها (3) أحدا من أصحابه،
فتناوله جبرئيل - عليه السلام - وقال له: كلها فإنها تحفة من الجنة أتحفك
الله بها، وإنها ليست تصلح إلا لنبي أو وصي نبي. فأكل (رسول الله - صلى
الله عليه وآله -) (4) وأكلنا، وإني لاجد حلاوتها [ إلى ] (5) ساعتي هذه.
(6)
الخامس والثلاثون السطل والمنديل 94 - ابن بابويه: قال: حدثنا صالح بن
عيسى العجلي، قال: حدثنا محمد بن علي بن علي، قال: حدثنا محمد بن مندة
الاصفهاني (7)، قال: حدثنا
(1) الهداية الكبرى للحضيني: 32 - 33. وأورده المؤلف أيضا في معالم
الزلفى: 318 في الباب السادس والثمانين. (2) من المصدر. (3) في المصدر:
يتناولها. (4) ليس في المصدر. (5) من المصدر. (6) الثاقب في المناقب: 55 ح
5. وأورده المؤلف أيضا في معالم الزلفى: 405. وأورده في الاحتجاج: 211،
عنه إثبات الهداة: 1 / 337 ح 332. ويأتي في الباب 2 معجزة 40. (7) هو:
محمد بن مندة بن أبي الهيثم الاصبهاني، سكن الري وقدم بغداد (تاريخ
بغداد)، و ذكره ابن حبان في الثقات (لسان الميزان). [ * ]
[ 160 ]
محمد بن حميد (1)، قال: حدثنا جرير (2)، عن الاعمش، عن أبي سفيان (3)، عن
أنس، قال: كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وآله - ورجلان من أصحابه في
ليلة ظلماء مكفهرة إذ قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وآله -: ائتوا
باب علي - عليه السلام -، فأتينا باب علي - عليه السلام -، فنقر أحدنا
الباب نقرا خفيفا (4) إذ خرج (علينا) (5) علي ابن أبي طالب متزرا بإزار من
صوف مترديا (6) بمثله، في كفه سيف رسول الله [ فقال لنا: أحدث حدث ؟
فقلنا: خير، أمرنا رسول الله أن نأتي بابك وهو بالاثر، إذ أقبل رسول الله
- صلى الله عليه وآله - ] (7) فقال: يا علي. قال: لبيك. قال: اخبر أصحابي
بما أصابك البارحة. قال علي - عليه السلام -: يارسول الله إني لاستحيي.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: إن الله لا يستحيي من الحق. قال
علي - عليه السلام -: يارسول الله أصابتني جنابة البارحة من فاطمة بنت
رسول الله، فطلبت في البيت ماء فلم أجد الماء، فبعثت الحسن كذا والحسين
كذا فأبطآ علي، فاستلقيت على قفاي فإذا أنا بهاتف من سواد البيت: قم يا
علي وخذ السطل واغتسل، فإذا أنا بسطل من ماء مملو عليه منديل من سندس،
فأخذت السطل واغتسلت ومسحت بدني بالمنديل، ورددت المنديل على رأس السطل،
(1) محمد بن حميد بن حيان التميمي، الحافظ، أبو عبد الله الرازي، روى عن
جرير ابن عبد الحميد وغيره، مات سنة: 248. (تهذيب التهذيب). (2) جرير بن
عبد الحميد بن قرط الضبي، أبو عبد الله الرازي، روى عن الاعمش، توفي سنة:
188 (تهذيب التهذيب). (3) (أبو سفيان) هو طلحة بن نافع القرشي، مولاهم،
الواسطي، ويقال: المكي الاسكاف، روى عن أنس وغيره، وروى عنه الاعمش وغيره
(تهذيب التهذيب). (4) في المصدر والبحار: خفيا. (5) ليس في نسخة " خ ".
(6) في المصدر: مرتديا، وفي البحار: مرتد، وكلاهما واحد.
(7) مابين المعقوفين من المصدر والبحار. [ * ]
[ 161 ]
فقام السطل في الهواء فسقط من السطل جرعة فأصابت هامتي، فوجدت بردها على
فؤادي. فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: بخ بخ يابن أبي طالب أصبحت
وخادمك جبرئيل - عليه السلام - [ أما الماء فمن نهر الكوثر، وأما السطل
والمنديل فمن الجنة ] (1) كذا أخبرني جبرئيل، كذا أخبرني جبرئيل، [ كذا
أخبرني جبرئيل ] (2). (3) 95 - السيد الرضي في كتاب (المناقب الفاخرة في
العترة الطاهرة) (4): قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد
العطار الفقيه الشافعي بقراءتي عليه. فأقر به، قلت له: أخبرني عبد الله بن
محمد بن عثمان الملقب بالسقاء الحافظ الواسطي، قال: حدثنا أبو الحسن أحمد
بن عيسى الرازي البصري، عن محمد بن مندة الاصفهاني، عن محمد بن حميد
الرازي، عن جرير ابن عبد الحميد، عن الاعمش، عن أبي سفيان، عن أنس بن
مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله - لابي بكر وعمر: امضيا
إلى علي حتى يحدثكما ما كان منه في ليلته، وأنا على أثركما. قال أنس:
فمضيا [ ومضيت معهما ] (5) فاستأذنا على علي - عليه السلام - فخرج
(1) مابين المعقوفين من المصدر والبحار. (2) من البحار. (3) الامالي للشيخ
الصدوق: 187 ح 4 وعنه المؤلف في حلية الابرار: 1 / 347، وفي البحار: 39 /
114 ح 1 عنه وعن الخرائج للراوندي: 2 / 837 ح 52 نحوه. (4) أكثر النقل عنه
المؤلف في هذا الكتاب وفي كتاب (روضة العارفين) أيضا قضية (ديك الجن) مع
الرشيد وغيرها، وأكثر النقل عنه أيضا الشيخ أحمد بن سليمان
ابن أبي ظبية البحراني في (عقد اللئال في فضائل النبي والآل) مصرحا في
مواضع منه بأنه للسيد صاحب نهج البلاغة وهو ينقل عن كتاب المناقب للشيخ
المفيد - رحمه الله -. الكتاب ليس بموجود. (الذريعة). (5) من مناقب ابن
المغازلي. [ * ]
[ 162 ]
إلينا، وقال: أحدث شئ ؟ قلنا: لا، بل قال لنا رسول الله - صلى الله عليه
وآله -: امضيا إلى علي يحدثكما ماكان منه في ليلته، وجاء النبي - صلى الله
عليه وآله - فقال: يا علي حدثهما ماكان منك في ليلتك. فقال: إني لاستحيي
يارسول الله. فقال: حدثهما فإن الله لا يستحيي من الحق. فقال علي: إني
البارحة أردت الماء للطهارة، وقد أصبحت وخفت أن تفوتني الصلاة، فوجهت
الحسن في طريق والحسين في طريق في طلب الماء، فأبطآ علي فأحزنني ذلك،
فبينما أنا كذلك فإذا السقف قد انشق ونزل [ علي ] (1) منه سطل مغطى
بمنديل، فلما صار في الارض نحيت المنديل [ عنه ] (2) وإذا فيه ماء فتطهرت
للصلاة، واغتسلت بباقيه وصليت، ثم ارتفع السطل والمنديل والتأم السقف.
فقال النبي - صلى الله عليه وآله - لعلي ولهما: أما السطل فمن الجنة
والماء فمن نهر الكوثر، والمنديل فمن استبرق الجنة، من مثلك يا علي ! ؟
وجبرئيل في ليلتك يخدمك. (3) وروى هذا الحديث من طريق المخالفين ابن
المغازلي الشافعي، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار
الفقيه الشافعي بقرائتي عليه فأقر به، قلت له: أخبركم أبو محمد عبد الله
بن محمد بن عثمان الملقب بابن السقاء الحافظ الواسطي، وساق الحديث. (4)
(1 و 2) من مناقب ابن المغازلي.
(3)..... (4) المناقب لابن المغازلي: 94 ح 139 وعنه العمدة لابن البطريق:
375 ح 738 والطرائف: 85 ح 120. وأخرجه في البحار: 39 / 117 ح 5 عن العمدة
والطرائف. [ * ]
[ 163 ]
[ 163 ]
السادس
والثلاثون سطل ومنديل أيضا 96 - من طريق المخالفين رواه موفق بن أحمد (1)
وهو من عظماء علماء الجمهور في كتاب مناقب أمير المؤمنين - عليه السلام -:
قال: أنبأني مهذب الائمة (2) هذا أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن علي
بن [ أبي ] (3) عثمان [ ويوسف ] (4) الدقاق، حدثنا أبو المظفر هناد بن
إبراهيم النسفي (5)، حدثنا أبو الحسن علي بن يوسف بن محمد بن الحجاج
الطبري بسارية طبرستان، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر بن محمد
الجرجاني (6)، حدثنا أبو [ عيسى ] (7) إسماعيل بن إسحاق بن سليمان
النصيبي، حدثنا محمد بن علي الكفرثوثي (8)، حدثنا حميد [ بن زياد ] (9)
الطويل، عن أنس بن مالك، قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وآله -
صلاة العصر فأبطأ في ركوعه (في الركعة الاولى) (10) حتى ظننا أنه قد سها
وغفل، ثم رفع رأسه وقال: سمع الله لمن حمده، ثم أوجز في صلاته وسلم، ثم
أقبل علينا بوجهه كأنه القمر ليلة البدر في وسط النجوم،
(1) هو الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي، أبو المؤيد، أصله من مكة، أخذ
العربية عن الزمخشري، وتوفي سنة: 568 له مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب - عليه السلام -. (2) هو: أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد
الهمداني نزيل بغداد، المتوفي سنة: 552 (ذيل تاريخ بغداد).
(3 و 4) من المصدر. (5) أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي، توفي سنة: 465
(العبر للذهبي). (6) هو: الحسين بن جعفر بن محمد بن همدان بن المهلب أبو
عبد الله العنبري الفقيه الوراق الجرجاني، كان حيا في سنة: 374 (تاريخ
بغداد). (7) من المصدر. (8) في الاصل: الكوفي، وفي البحار: الكفرتؤتي. (9)
من المصدر. (10) ليس في المصدر والبحار. [ * ]
[ 164 ]
ثم جثا على ركبتيه وبسط قامته حتى تلالا المسجد بنور وجهه - صلوات الله
عليه -، ثم رمى (1) بطرفه إلى الصف الاول أصحابه رجلا رجلا، ثم رمى (2)
بطرفه إلى الصف الثاني، ثم رمى بطرفه إلى الصف الثالث يتفقدهم رجلا رجلا،
ثم كثرت الصفوف على رسول الله - صلى الله عليه وآله - ثم قال: مالي لاأرى
ابن عمي علي ابن أبي طالب ؟ (يابن عمي) (3)، فأجابه علي - كرم الله وجهه -
من آخر الصفوف وهو يقول: لبيك لبيك يارسول الله، فنادى النبي - صلى الله
عليه وآله - بأعلى صوته: ادن مني [ يا علي ]. (4) (قال:) (5) فما زال [
علي ] (6) يتخطى (الصفوف) (7) وأعناق المهاجرين والانصار (ممتدة إليه) (8)
حتى دنا [ من ] (9) المصطفى، فقال له النبي - صلى الله عليه وآله -: [ يا
علي ] (10) ما الذي خلفك عن الصف الاول ؟ قال: كنت (11) على غير طهور،
فأتيت منزل فاطمة فناديت يا حسن، يا حسين، يا فضة، فلم يجبني أحد فإذا
بهاتف يهتف [ بي ] (12) من ورائي وهو ينادي: يا أبا الحسن، يابن عم النبي
- صلى الله عليه وآله - (إلتفت) (13)، فالتفت فإذا أنا بسطل من ذهب وفيه
ماء وعليه
(1 و 2) كذا في المصدر والبحار، وفي
الاصل: رمق. (3) ليس في البحار. (4) من البحار والمصدر. (5) ليس في المصدر
ونسخة " خ ". (6) من المصدر. (7) ليس في المصدر، وفي البحار: الرقاب. (8)
ليس في المصدر والبحار. (9 و 10) من المصدر. (11) في البحار: شككت. (12)
من المصدر. (13) ليس في المصدر. [ * ]
[ 165 ]
منديل، فأخذت المنديل ووضعته على منكبي الايمن، وأومأت [ إلى الماء ] (1)
فإذا الماء يفيض على كفي فتطهرت وأسبغت الطهر، ولقد وجدته في لين الزبد،
وطعمة الشهد، ورائحة المسك، ثم التفت ولا أدري (من وضع السطل والمنديل،
ولا أدري) (2) من أخذه. فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وآله - في وجهه
وضمه إلى صدره، وقبل مابين عينيه، ثم قال: يا أبا الحسن ألا أبشرك أن
السطل من الجنة، والمنديل من الفردوس الاعلى، والذي هيأك للصلاة جبرئيل،
والذي مندلك ميكائيل - عليهما السلام -. [ يا علي ] (3) والذي نفس محمد
بيده ما زال إسرافيل قابضا بيده على ركبتي حتى لحقت معي الصلاة أتلومني
الناس على حبك ؟ والله تعالى وملائكته يحبونك من فوق السماء. (4)
السابع والثلاثون القدس من الذهب مغطى بمنديل فيه ماء 97 - ابن شهر اشوب
في المناقب: عن ابن عباس وحميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: صلى رسول الله
- صلى الله عليه واله - فلما ركع أبطأ في ركوعه حتى ظننا أنه نزل عليه
وحي، فلما سلم واستند [ إلى ] (5) المحراب نادى: أين علي بن أبي طالب ؟
وكان في آخر الصف يصلي فأتاه، فقال: يا علي لحقت الجماعة ؟ فقال: يا نبي
الله عجل بلال الاقامة، فناديت الحسن بوضوء فلم أر أحدا
(1) من المصدر. (2) ليس في البحار. (3) من المصدر. (4) مناقب الخوارزمي:
216، وعنه الطرائف: 86. وأخرجه في البحار: 39 / 116 ح 4 عن الطرائف. (5)
من المصدر والبحار. [ * ]
[ 166 ]
فإذا
أنا بهاتف يهتف: يا أبا الحسن أقبل عن يمينك، فالتفت فإذا أنا بقدس من
الذهب مغطى بمنديل أخضر معلقا، فرأيت ماء أشد بياضا من الثلج، وأحلى من
العسل، وألين من الزبد، وأطيب ريحا من المسك، فتوضأت وشربت وقطرت على رأسي
قطرة وجدت بردها على فؤادي، ومسحت وجهي بالمنديل بعدما كان الماء يصب على
يدي ولم أر (1) شخصا، ثم جئت يا نبي الله ولحقت الجماعة. فقال النبي - صلى
الله عليه وآله -: القدس من أقداس الجنة، والماء من الكوثر، والقطرة من
تحت العرش، والمنديل لمن الوسيلة، والذي جاء به جبرئيل، والذي ناولك
المنديل ميكائيل، ومازال جبرئيل واضعا يده على ركبتي يقول: يا محمد قف
قليلا حتى يجئ علي فيدرك معك الجماعة. (2)
الثامن والثلاثون الدينار الذي ابتاع - عليه السلام - به الدقيق ويرد عليه
98 - السيد الرضي في المناقب الفاخرة: أخبرنا أبو الخير المبارك بن سرور
بقراءتي عليه فأقر به، قلت: أخبركم القاضي أبو عبد الله، قال: حدثني أبي -
رحمه الله - قال: أخبرنا محمد بن عبد الوهاب بن طاوان، عن أبي علي بن محمد
بن المعلى السلمي العدل، عن علي بن عبد الله بن عيسى، عن خالد بن ذكرى، عن
يزيد بن هارون (3)، عن المبارك بن فضالة (4)، قال: حدثنا أبو هارون العبدي
(5)، عن
(1) في المصدر والبحار: وما أرى. (2) المناقب لابن شهر اشوب: 2 / 243،
وعنه البحار 39 / 115 ح 2. (3) يزيد بن هارون بن وادي، ويقال: زاذان بن
ثابت السلمي مولاهم أبو خالد الواسطي، توفي سنة: 206 (تهذيب التهذيب). (4)
المبارك بن فضالة بن أبي امية، أبو فضالة، من أهل البصرة، توفي سنة 164.
(تاريخ بغداد). (5) أبو هارون العبدي عمارة بن جوين البصري، كان يتشيع،
وتوفي سنة: 134.
[ 167 ]
أبي سعيد
الخدري أن عليا - عليه السلام قد احتاج حاجة شديدة ولم يكن عنده شئ، فخرج
من البيت ذات يوم فوجد دينارا فعرفه فلم يعرف غيره. فقالت له فاطمة -
عليها السلام -: لو جعلته على نفسك وابتعت لنا به دقيقا، فإن جاء صاحبه
رددته، فاحتسبه على نفسه فخرج ليشتري به دقيقا فرأى رجلا معه دقيق فقال له
- عليه السلام -: كم بدينار ؟ فقال له: كذا وكذا. فقال: كل، فكال فأعطاه
الدينار. قال: والله لاأخذته، فرجع إلى فاطمة - عليها السلام - فأخبرها.
فقالت: يا سبحان الله أخذت دقيق الرجل وجئت بالدينار معك ! ؟ فمكث - عليه
السلام - يعرف الدينار طول ماهم يأكلون الدقيق إلى أن نفذ ولم يعرف
الدينار أحد، فخرج ليبتاع به دقيقا فإذا هو بذلك الرجل ومعه دقيق، فقال -
عليه السلام -:
كم بدينار ؟ فقال: كذا وكذا. فقال: كل، فكال وأعطاه الدينار، وحلف أن لا
يأخذه، فجاء علي - عليه السلام - بالدينار والدقيق فأخبر فاطمة - عليها
السلام -. فقالت: جئت بالدينار والدقيق ! ؟ فقال: وما أصنع وقد حلف يمينا
برة لا يأخذه ؟ فقالت: كنت بادرته أنت اليمين قبل أن يحلف هو، ومكث ليعرف
الدينار وهم يأكلون الدقيق، فلما نفذ الدقيق أخذ الدينار ليبتاع به دقيقا
وإذا بالرجل ومعه دقيق، فقال له: كم بدينار ؟ قال: كذا وكذا. فقال: كل،
فكال، فقال له علي - عليه السلام -: لتأخذن الدينار والله، ورمى بالدينار
عليه وانصرف. فقال النبي لعلي - صلى الله عليهما -: علي أتدري من كان
الرجل ؟ قال: لا. قال: ذلك جبرئيل - عليه السلام -، والدينار رزق ساقه
الله إليك، والذي نفسي بيده لو لم تحلف عليه مازلت تجده مادام الدينار في
يدك (1). (2)
(1) الحديث من حيث السند مجهول على أنه من حيث المضمون أيضا لا يساعده
الدليل فقهيا لان حكم اللقطة في الاسلام ليس هو التصرف قبل التعريف، وفيه
أن الامام - عليه السلام - قد احتسبه لنفسه وأخذ به الدقيق ثم جعل يعرف
وهو كما ترى. (2)... [ * ]
[ 168 ]
99 -
ومن طريق المخالفين، ما رواه الموفق بن أحمد من علماء الجمهور في كتاب
مناقب أمير المؤمنين - عليه السلام -: قال: أخبرنا شهردار (1) [ هذا ] (2)
إجازة، أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني (3) كتابة،
أخبرنا أبي (4) رضي الله عنه -، حدثنا ابن لآل (5)، حدثنا القاسم بن بندار
(6)، قال: حدثنا إبراهيم بن الحسين، حدثنا أبو ظفر (7)، حدثنا جعفر بن
سليمان (8)، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال: انغص علي
وفاطمة، فقالت له فاطمة: ليس في الرحل شئ. فخرج علي يبتغي.
[ قال: ] (9) فوجد دينارا فعرفه حتى سئم ولم يجد له طالبا، ولم يصب علي
شيئا [ ورجع، فقالت له فاطمة: ما صنعت ؟ ] (10) قال: [ ما أصبت شيئا ]
(11) إلا اني وجدت دينارا فعرفته حتى سئمت ولم أجد له [ طالبا ] (12)
باغيا، فقالت: هل
(1) هو شهردار بن شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن فنا خسر والديلمي، سمع
أباه وأبا الفتح عبدوس بن عبد الله، وتوفي سنة: 558. (طبقات السبكي ج 7 /
100). (2) من المصدر. (3) (أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن محمد بن عبدوس
الهمداني) أجاز له أبو بكر بن لآل، مات سنة: 495 ه (العبر في خبر من غبر
للذهبي). (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: أبو نصر، وهو تصحيف. (5) هو أبو
بكر أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن الفرج بن اللآل، الهمذاني الشافعي،
روى عن القاسم بن أبي صالح، توفي سنة: 398 (سير أعلام النبلاء). (6) هو
لقاسم بن أبي صالح بندار بن إسحاق بن أحمد الرزار الحذاء، الهمداني، روى
عن إبراهيم ابن ديزيل، وروى عنه أبو بكر بن لآل الفقيه، توفي سنة: 338.
(سير أعلام النبلاء). (7) هو: أبو ظفر عبد السلام بن مطهر بن حسام بن مصك
بن ظالم بن شيطان الازدي البصري، المتوفي سنة: 224. (8) جعفر بن سليمان
الضبعي أبو سليمان البصري، روى عن أبي هارون العبدي، وروى عنه أبو ظفر عبد
السلام بن مطهر، توفي سنة: 178. (9 - 12) مابين المعقوفين من المصدر. [ *
]
[ 169 ]
لك في خير ؟ هل لك [ في ] (1)
أن تستقرضه فنتعشى به، وإذا جاء صاحبه فله عوضه (2) فإنما هو دينار مكان
دينار. فقال علي: أفعل فأخذ الدينار وأخذ وعاء، ثم خرج إلى السوق فإذا رجل
عنده طعام يبيعه. فقال علي: كيف تبيع من
طعامك هذا ؟ فقال: كذا وكذا بدينار، فناوله علي الدينار، ثم فتح وعاءه
فكاله حتى إذا فرغ ضم علي وعاءه وذهب ليقوم فرد إليه الدينار، وقال:
لتأخذنه فأخذه، ورجع إلى فاطمة فحدثها حديثه. فقالت فاطمة - رضي الله عنها
-: هذا رجل عرف حقنا وقرابتنا من رسول الله - صلى الله عليه وآله - فأكلوه
حتى أنفدوا ولم يصيبوا ميسره، فقالت [ له ] (3) فاطمة: هل لك في خير
تستقرضه حتى نتعشى به - مثل قولها الاول -، فقال: أفعل، فخرج إلى السوق
فإذا صاحبه، فقال له (علي - عليه السلام -) (4) مثل قوله الاول، وفعل
الرجل مثل فعله الاول، فرجع فأخبر فاطمة - رضي الله عنها - فدعت له (مثل)
(5) دعائها، وأكلوا حتى أنفدوا، فلما كان الثالثة قالت فاطمة: إن رد عليك
الدينار فلا تقبله. فذهب علي فوجده، فلما كاله ذهب يرده [ عليه ] (6) فقال
[ له ] (7) علي: والله لا آخذه فسكت عنه. فقال أبو هارون: (فقمت) (8)
وانصرفت [ من عنده ] (9) وإذا قد مررت برجل من الانصار له صحبة يطين بيته،
فسلمت عليه، فرد علي السلام، وساءلته
(1) مابين المعقوفين من المصدر. (2) في المصدر: صاحبه أعطيته دينارا. (3)
من المصدر. (4) ليس في المصدر. (5) ليس في نسخة " خ ". (6 و 7) من المصدر.
(8) ليس في المصدر. (9) من المصدر، وفيه: (فمررت) بدل (وإذا قد مررت). [ *
]
[ 170 ]
وساءلني، ثم قال: ما حدثكم اليوم أبو سعيد ؟ قل حدثنا بكذا وكذا (وحدثنا
حديث الدينار) (1). فقال لي الانصاري: (حدثكم) (2) من كان الذي اشترى منه
علي ؟ قلت: لا [ أعلم ] (3). (قال: كتمكم كتمكم كتمكم. قال علي: ذكرت ذلك
لرسول الله - صلى الله عليه وآله - فقال جبرئيل - عليه السلام - لو سكت
لقلت ذلك) (4). (5)
التاسع والثلاثون قلع باب خيبر وإتحافه باترجة مكتوب
عليها 100 - السيد المرتضى في عيون المعجزات: (6) قال: حدثنا حماد، عن
إبراهيم، عن أبي عبد الله الصادق - عليه السلام -، عن أبيه، عن جده -
عليهم السلام - قال: أعطى الله تعالى أمير المؤمنين - عليه السلام - حياة
طيبة بكرامات أدلة وبراهين ومعجزاته وقوة إيمانه ويقين علمه [ وعمله ] (7)
وفضله على جميع خلقه بعد النبي - صلى الله عليه وآله - ولما أنفده النبي -
صلى الله عليه وآله - لفتح خيبر قلع بابه بيمينه، وقذف به أربعين ذراعا،
ثم دخل الخندق وحمل الباب على رأسه حتى عبر جيوش المسلمين عليه. فأتحفه
الله تعالى باترجة من اترج الجنة، في وسط الاترجة فرندة عليها مكتوب
(1 و 2) ليس في المصدر. (3) من المصدر. (4) بدل مابين القوسين في المصدر
هكذا: قال: كتمكم أبو سعيد، قلت: ومن كان البائع ؟ قال: لما ذهب علي -
عليه السلام - إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله - قال له: يا علي
تخبرني أو أخبرك ؟ قال: أخبرني يارسول الله قال: صاحب الطعام جبرائيل -
عليه السلام - والله لولا تحلف لوجدته مادام الدينار في يدك. (5) مناقب
الخوارزمي: 230. (6) قد سبق منا القول بأنه ليس للسيد بل إنما هو للشيخ
حسين بن عبد الوهاب. (7) من المصدر. [ * ]
[ 171 ]
اسم الله تعالى واسم نبيه محمد،
واسم وصيه علي بن أبي طالب - صلوات الله عليهما - فلما فرغ من فتح خيبر،
قال: والله ما قلعت باب خيبر وقذفت به ورائي أربعين ذراعا لم تحس أعضائي
بقوة جسدية، وحركة غريزية بشرية، ولكني أيدت بقوة ملكوتية، ونفس بنور ربها
مضيئة، وأنا من أحمد - صلى الله عليه وآله - كالضوء من الضوء، لو تظاهرت
العرب على قتالي لما وليت، ولو أردت أن أنتهز فرصة من رقابها لما بقيت [
ولم يبال ] (1) متى حتفه عليه ساقط كان جنانه في الملمات رابط. (2) 101 -
المفيد في الارشاد: روى أصحاب الآثار، عن الحسن بن صالح (3)، عن الاعمش،
عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الله الجدلي (4)، قال: سمعت أمير
(1) من المصدر. (2) الحديث في عيون المعجزات: 12، ولكن عباراته غير
مضبوطة، وغير موافقة لاصول العربية، ولا يوافقه الذوق السليم، وما وجدناه
في غيره من الكتب حتى نطابق عليه. على أنه من حيث السند أيضا مجهول. ومع
هذا بعض جملاته مشهورة كقوله - عليه السلام - (لو تظاهرت العرب..) كما جاء
قطعة منه في كتابه - عليه السلام - إلى ابن حنيف، حيث يقول: (وأنا من رسول
الله كالضوء من الضوء، والذراع من العضد، والله لو تظاهرت العرب على قتالي
لما وليت عنها، ولو أمكنت الفرص من رقابها لسارعت إليها، وسأجهد في أن
أطهر الارض من هذا الشخص المعكوس، والجسم المركوس، حتى تخرج المدرة من بين
حب الحصيد). كتاب 45، فقرة 19 من نهج البلاغة، صبحي الصالح، وشرح ابن
ميثم: 3 / 98، وابن أبي الحديد: 16 / 289، وفقرة منه في إحقاق الحق: 8 /
383 عن عدة كتب للعامة، وفي شرح العلامة الخوئي: 20 / 130. (3) الحسن بن
صالح بن حي، وهو حيان بن شفي بن هني بن رافع الهمداني الثوري، روى عن
أبيه وأبي إسحاق، ولد سنة: 100، وتوفي سنة 169 (تهذيب الكمال). (4) أبو
عبد الله الجدلي: عده الشيخ في رجاله من أصحاب - علي عليه السلام - وقال:
عبيد بن عبد، يكنى: أبا عبد الله الجدلي، وعده البرقي تارة في أوليائه،
واخرى في خواص أصحابه - عليه السلام - وفي تهذيب التهذيب: روى عنه أبي
إسحاق السبيعي. [ * ]
[ 172 ]
المؤمنين - عليه السلام - يقول: لما عالجت باب خيبر جعلته مجنا لي وقاتلت
(1) القوم، فلما أخزاهم الله وضعت الباب على حصنهم طريقا ثم رميت به في
خندقهم. فقال له رجل: لقد حملت منه ثقلا. فقال: ماكان إلا مثل جنتي التي
بين يدي في غير ذلك المقام. قال: وذكر أصحاب السير أن المسلمين لما
انصرفوا من خيبر راموا حمل الباب فلم يقله منهم إلا سبعون رجلا. وفي حمل
أمير المؤمنين - عليه السلام - يقول الشاعر: إن امرءاحمل الرتاج (2) بخيبر
* يوم اليهود بقدرة لمؤيد حمل الرتاج رتاج باب قموصها * والمسلمون وأهل
خيبر حشد فرمى به ولقد تكلف رده * سبعون شخصا كلهم يتشدد (3) ردوه بعد
مشقة وتكلف * ومقال بعضهم لبعض ارددوا (4) 102 - ابن شهر اشوب: في رواية
أنه كان طول الباب ثمانية عشر ذراعا، وعرض الخندق عشرون (ذراعا) (5)، فوضع
جانبا على طرف الخندق، وضبط بيده جانبا حتى عبر عليها العسكر، وكانوا
ثمانية آلاف وسبعمائة رجل، وفيهم من كان يتردد ويخف عليه. أبو عبد الله
الجدلي: قال له عمر: لقد حملت منه ثقلا فقال: ما كان إلا مثل جنتي التي في
يدي. (6)
(1) في المصدر: وقاتلتهم به. (2)
الرتاج: الباب. (3) في المصدر. سبعون كلهم له يتشدد. (4) الارشاد للمفيد:
67 وعنه البحار: 21 / 14 ح 11. (5) ليس في البحار. (6) مناقب آل أبي طالب:
2 / 294 - 295 وعنه البحار: 41 / 280 - 281. [ * ]
[ 173 ]
الاربعون أن اليهود من خيبر يجدون في كتابهم أن الذي يدمرهم إليا وخبر
الحبر والكاهنة 103 - الشيخ المفيد في إرشاده: قال: روى محمد بن يحيى
الازدي، عن مسعدة بن اليسع (1) و عبد الله بن عبد الرحمان، عن عبد الملك
بن هاشم (2)، ومحمد بن إسحاق (3) وغيرهم من أصحاب الآثار قالوا: لما دنا
رسول الله - صلى الله عليه وآله - من خيبر قال للناس: قفوا. فوقف الناس،
فرفع يديه إلى السماء وقال: اللهم رب السماوات السبع وما أظللن، ورب
الارضين [ السبع ] (4) وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، أسألك خير هذه
القرية وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها. ثم نزل - صلى الله
عليه وآله - تحت شجرة في المقام وأقام وأقمنا بقية يومنا ومن غده (5)،.
فلما كان نصف النهار نادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وآله -
فاجتمعنا إليه فإذا عنده رجل، فقال: إن هذا جاءني وأنا نائم، فسل سيفي
وقال: يا محمد من يمنعك مني اليوم ؟ قلت: الله يمنعني منك. فشام السيف وهو
جالس كما ترون لاحراك به. فقلنا: يارسول لعل في عقله شيئا. فقال رسول الله
- صلى الله عليه وآله -: نعم، دعوه، ثم صرفه ولم يعاقبه.
(1) مسعدة بن اليسع البصري: عدة الشيخ
والبرقي في رجالهما من أصحاب الصادق - عليه السلام -، وقال النجاشي: له
كتاب. (2) عبد الملك بن هاشم بن أيوب الحميري: الذهلي، السدوسي المعافري،
البصري، أبو محمد، المتوفي سنة: 213. (3) محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي
المدني أبو عبد الله محدث، حافظ، أخباري، من تصانيفه السيرة النبوية،
وتوفي ببغداد سنة: 151. (4) من المصدر والبحار. (5) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: عنده. [ * ]
[ 174 ]
وحاصر رسول الله - صلى الله عليه وآله - خيبر بضعا وعشرين ليلة، وكانت
الراية يومئذ لامير المؤمنين - عليه السلام - فلحقه رمد أعجزه عن الحرب،
وكان المسلمون يناوشون اليهود من بين أيدي حصونهم وجنباتها، فلما كان ذات
يوم فتحوا الباب وقد كانوا خندقوا على أنفسهم، وخرج مرحب برجله يتعرض
للحرب، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وآله - أبا بكر، فقال له: خذ
الراية. فأخذها في جمع من المهاجرين واجتهدوا ولم يغن شيئا، وعاد يؤنب
القوم الذين اتبعوه ويؤنبونه، فلما كان من الغد تعرض لها عمر، فسار بها
غير بعيد، ثم رجع يجبن أصحابه ويجبنونه. فقال رسول الله - صلى الله عليه
وآله -: ليست هذه الراية لمن حملها، جيئوني بعلي ابن أبي طالب، فقيل له:
إنه أرمد. فقال: أرونيه تروني رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله،
يأخذها بحقها، ليس بفرار، فجاؤا بعلي - عليه السلام - يقودونه إليه. فقال
له النبي - صلى الله عليه وآله -: ما تشتكي يا علي ؟ قال: رمدا ما أبصر
معه، وصداع برأسي.
فقال له: اجلس وضع رأسك على فخذي. ففعل ذلك علي - عليه السلام - ودعا له
النبي - صلى الله عليه وآله - وتفل في يده ومسحها على عينيه ورأسه فانفتحت
عيناه، وسكن ماكان يجده من الصداع، وقال في دعائه: اللهم قه الحر والبرد،
وأعطاه الراية وكانت راية بيضاء، وقال له: خذ الراية وامض بها، فجبرئيل
معك، والنصر أمامك، والرعب مثبوت في صدور القوم، واعلم يا علي أنهم يجدون
في كتابهم ان الذي يدمر عليهم اسمه إيليا فإذا لقيتهم فقل: أنا علي، فإنهم
يخذلون إن شاء الله تعالى. قال علي - عليه السلام - فمضيت بها حتى أتيت
الحصون، فخرج مرحب وعليه مغفر وحجر قد ثقبه على رأسه وهو يرتجز ويقول: قد
علمت خيبر أني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب
[ 175 ]
فقلت: أنا الذي سمتني امي حيدرة * كليث غابات (1) شديد قسورة (عبل
الذراعين شديد قسورة) (2) * اكيلكم بالسيف كيل السندرة (3) فاختلفنا
ضربتين فبدرته فضربته فقددت الحجر والمغفر ورأسه، قد (4) وقع السيف في
أضراسه وخر صريعا. وجاء في الحديث أن أمير المؤمنين - عليه السلام - لما
قال: أنا علي بن أبي طالب. قال حبر من أحبار القوم: غلبتم وما أنزل على
موسى، فدخل [ في ] (5) قلوبهم من الرعب ما لم يمكنهم [ معه ] (6)
الاستيطان (به). (7) ولما قتل أمير المؤمنين - عليه السلام - مرحبا رجع من
كان معه وأغلقوا باب الحصن عليهم دونه، فمضى أمير المؤمنين - عليه السلام
- [ إليه ] (8) فعالجه حتى فتحه وأكثر الناس من جانب الخندق ولم يعبروا
معه، فأخذ أمير المؤمنين - عليه السلام - باب
الحصن فجعله على الخندق جسرا لهم حتى عبروا وظفروا بالحصن ونالوا الغنائم،
فلما انصرفوا من الحصون (9) أخذه أمير المؤمنين - عليه السلام - بيمناه
فدحا به أربعين ذراعا (10) من الارض، وكان الباب يغلقه عشرون منهم. (11)
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: ليث كريهات. (2) هذا المصرع ليس في المصدر
والبحار. (3) الابيات مذكورة في أكثر كتب السير والتاريخ والحديث والادب،
وشهرتها أغنتنا عن ذكر مصادرها. (4) في المصدر والبحار: حتى. (5 و 6) من
المصدر والبحار. (7) ليس في المصدر. (8) من المصدر والبحار. (9) في المصدر
والبحار: الحصن. (10) في المصدر والبحار: فدحا به أذرعا. (11) في المصدر
والبحار: عشرون رجلا. [ * ]
[ 176 ]
ولما فتح أمير المؤمنين - عليه السلام - الحصن وقتل مرحبا، واغنم رسول
الله - صلى الله عليه وآله - (1) أموالهم استأذن حسان بن ثابت رسول الله -
صلى الله عليه وآله - أن يقول [ فيه ] (2) شعرا، فقال له: قل. [ قال:
فأنشأ يقول: ] (3) فكان علي أرمد العين يبتغي * دواء فلما يحس مداويا شفاه
رسول الله منه بتفلة * فبورك مرقيا وبورك راقيا وقال سأعطي الراية اليوم
(فارسا * كريما) (4) محبا للرسول مواليا
يحب إلهي والاله يحبه * به يفتح الله الحصون الاوابيا فأصفى به دون البرية
كلها * عليا وسماه الوزير المواخيا (5) 104 - الشيخ أبو علي الطبرسي في
كتاب إعلام الورى: قال أبان: وحدثني زرارة، قال: قال الباقر - عليه السلام
-: انتهى إلى باب الحصن وقد اغلق في وجهه، فاجتذبه اجتذابا وتترس به، ثم
حمله على ظهره واقتحم الحصن اقتحاما، واقتحم المسلمون والباب على ظهره.
قال: فو الله مالقى علي من الناس تحت الباب أشد مما لقى من الباب، ثم
(1) في المصدر: (وغنم الله المسلمون) بدل (واغنم رسول الله - صلى الله
عليه وآله -)، وفي البحار: اغنم الله.. (2 و 3) من المصدر والبحار. (4) في
المصدر والبحار: صارما كميا. (5) إرشاد المفيد: 65 - 67 وعنه البحار: 21 /
14 ح 11 ورحاب أهل البيت: 1 / 243. وأورده الراوندي في الخرائج: 1 / 160 ح
249 وص: 217 ح 61 باختلاف يسير. هذه الابيات إشارة إلى حديث صحيح متواتر
أخرجه أئمة الحديث بأسانيد رجال كلهم ثقات أنهوها إلى عدة من الصحابة يبلغ
عددهم أحد عشر نفرا. (الغدير). [ * ]
[ 177 ]
رمى بالباب رميا. (1) 105 - الشيخ في أماليه: قال: حدثنا أبو الطيب (2)،
قال: حدثنا علي بن ماهان، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا محمد بن عمر، قال:
حدثنا ثور بن يزيد (3)، عن مكحول (4)، قال: لما كان يوم خيبر خرج رجل من
اليهود يقال له مرحب، وكان طويل القامة، عظيم الهامة، وكانت اليهود تقدمه
لشجاعته ويساره.
قال: فخرج في ذلك اليوم إلى أصحاب رسول الله - صلى الله عله وآله - فما
واقفه قرن إلا قال: أنا مرحب ثم حمل عليه فلم يثبت له، قال: وكانت له ظئر
وكانت كاهنة وكانت تعجب بشبابه، وعظم خلقه، وكانت تقول له: قاتل كل من
قاتلك، وغالب [ كل ] (5) من غالبك، إلا من تسمى عليك بحيدرة فإنك إن وقفت
له هلكت. قال: فلما كثر مناوشته، وبعل الناس بمقامه (6) شكوا ذلك إلى
النبي - صلى الله عليه وآله - وسألوه أن يخرج إليه عليا، فدعا النبي - صلى
الله عليه وآله - عليا، وقال له: يا علي اكفني مرحبا، فخرج إليه أمير
المؤمنين - عليه السلام - فلما بصر
(1) إعلام الورى: 108، وعنه البحار 21 / 22. (2) أبو الطيب: طاهر بن عمر
عبد الله بن طاهر بن عمر الطبري، الفقيه الشافعي، المتوفي سنة: 450 (تاريخ
بغداد). (3) ثور بن يزيد بن زياد الكلامي، ويقال: الرحبي أبو خالد الحمصي،
روى عن مكحول، وكان جده قتل بصفين مع معاوية فكان ثور إذا ذكر عليا - عليه
السلام - قال: (لاأحب رجلا قتل جدي). (4) مكحول الشامي أبو عبد الله،
ويقال: أبو أيوب، ويقال: أبو مسلم الفقيه الدمشقي، روى عن كثيرين، وروى
عنه ثور بن يزيد الحمصي، توفي سنة: 118. (5) من البحار. (6) كذا في
المصدر، وفي البحار: بمقاومته، وفي الاصل: لمقامه. [ * ]
[ 178 ]
به مرحب يسرع (1) إليه فلم يعبأ به فأنكر ذلك وأحجم عنه، ثم أقدم وهو
يقول: أنا الذي سمتني امي مرحبا. فأقبل علي - عليه السلام - [ بالسيف ]
(2) وهو يقول: أنا الذي سمتني امي حيدرة.
فلما سمعها مرحب هرب ولم يقف خوفا مما حذرته منه ظئره (3)، فتمثل له إبليس
في صورة حبر من أحبار اليهود فقال: إلى أين يا مرحب ؟ فقال: قد تسمى علي
هذا القرن (4) بحيدرة. فقال له إبليس: فما حيدرة ؟ فقال: إن فلانة ظئري
كانت تحذرني من مبارزة رجل اسمه حيدرة، وتقول إنه قاتلك. فقال له إبليس:
شوها لك لو لم يكن حيدرة إلا هذا وحده لما كان مثلك يرجع عن مثله، تأخذ
بقول النساء وهن يخطئن أكثر مما يصبن وحيدرة كثير في الدنيا، فارجع فلعلك
تقتله، فإن قتلته سدت قومك وأنا في ظهرك أستصرخ اليهود لك، فرده فو الله
ما كان [ إلا ] (5) لفوات ناقة حتى ضربه علي ضربة سقط منها لوجهه، وانهزم
اليهود يقولون: قتل مرحب، قتل مرحب. قال: وفي ذلك يقول الكميت بن يزيد
الاسدي (6) - رحمه الله - في مدحه - صلوات الله عليه -: سقى جرع الموت ابن
عثمان بعد ما * تعاورها منه وليد ومرحب
(1) في المصدر: أسرع. (2) من المصدر. (3) الظئر: ج أظؤر وأظار وظؤور وظؤرة
وظؤار: العاطفة على ولد غيرها، المرضعة لولد غيرها. (4) القرن بكسر القاف:
ج أقران: كفؤك، من يقاومك، نظيرك في الشجاعة أو العلم وغيرهما. (5) من
المصدر والبحار. (6) الكميت بن يزيد الاسدي أبو المستحيل، كوفي، عده الشيخ
من أصحاب الصادقين - عليهما السلام - وروى الكشي بإسناده الصحيح عن الباقر
- عليه السلام -: بأنه قال للكميت: (ما تزل مؤيدا بروح القدس مادمت تقول
فينا) هو شاعر الهاشميين، وكان عالما بأداب العرب ولغاتها، ثقة في علمه،
منحازا إلى بني هاشم، كثير المدح لهم، وأشهر شعره (الهاشميات)، توفي سنة:
126. [ * ]
[ 179 ]
فالوليد هو ابن عتبة
خال معاوية بن أبي سفيان، وعثمان بن طلحة (1) من
قريش، ومرحب من اليهود. (2) 106 - ابن شهراشوب في المناقب: عن شعبة وقتادة
والحسن (3) وابن عباس أنه نزل جبرئيل على النبي - صلى الله عليه وآله -
وقال له: إنه الله يأمرك يا محمد ويقول لك إني بعثت جبرئيل إلى علي
لينصره، وعزتي وجلالي ما رمى علي حجرا إلى أهل خيبر إلا رمى (معه) (4)
جبرئيل حجرا، فادفع يا محمد إلى علي سهمين من غنائم خيبر، سهما { له } (5)
وسهم جبريل معه. (6)
الحادي والاربعون حديث البساط وتكليم أصحاب الكهف
والروايات في ذلك 107 - السيد المرتضى في كتاب عيون المعجزات: عن أبي علي
يرفعه إلى الصادق - عليه السلام - عن أبيه، عن آبائه - عليهم السلام -
قال: جرى بحضرة السيد محمد - صلى الله عليه وآله - ذكر سليمان بن داود -
عليهما السلام - والبساط، وحديث أصحاب الكهف وانهم موتي أو غير موتي، فقال
- صلى الله عليه وآله - من أحب منكم أن ينظر باب الكهف ويسلم عليهم ؟ فقال
أبو بكر وعمر وعثمان: نحن يارسول الله.
(1) لعل الصحيح هو: طلحة بن عثمان. (2) أمالي الطوسي 1 / 402 وعنه البحار:
21 / 9 / 3 وعن الخرائج: 1 / 217 ح 61 مختصرا. وأخرجه المؤلف في غاية
المرام: 47 ح 3 عن أمالي الطوسي. (3) الحسن بن أبي الحسن يسار البصري، أبو
سعيد مولى الانصار وامه خيرة مولاة لام سلمة، توفي سنة: 110. (4) ليس في
البحار. (5) من البحار. (6) مناقب ابن شهراشوب: 3 / 129 وعنه البحار: 41 /
87 ذح 11. [ * ]
[ 180 ]
فصاح - صلى الله عليه وآله -:
يادرجان (1) بن مالك، وإذا بشاب قد دخل بثياب عطرة، فقال له النبي - صلى
الله عليه وآله -: ائتنا ببساط سليمان - عليه السلام -، فذهب ووافى (به)
(2) بعد لحظة ومعه بساط طوله أربعون (ذراعا) (3) في أربعين من الشعر
الابيض، فألقاه في صحن المسجد وغاب. فقال النبي - صلى الله عليه وآله -
لبلال (4) وثوبان (5) ولييه: أخرجا هذا البساط إلى المسجد وابسطاه، ففعلا
ذلك، وقام - صلى الله عليه وآله - وقال لابي بكر وعمر وعثمان وأمير
المؤمنين وسلمان: قوموا وليقعد كل واحد منكم على طرف من البساط، وليقعد
أمير المؤمنين - عليه السلام - في وسطه، ففعلوا، ونادى: يا منشية (6)،
وإذا بريح دخلت تحت البساط فرفعته حتى وضعته بباب الكهف (الذي فيه أصحاب
الكهف). (7) فقال أمير المؤمنين - عليه السلام - لابي بكر: تقدم فسلم
عليهم فإنك شيخ قريش. فقال: يا علي ما أقول ؟ فقال - عليه السلام -: قل:
السلام عليكم أيتها الفتية الذين آمنوا بربهم، السلام عليكم يا نجباء الله
في أرضه. فتقدم أبو بكر إلى (باب) (8) الكهف
(1) في البحار: درحان، بالحاء المهملة. (2) ليس في المصدر والبحار. (3)
ليس في المصدر والبحار ونسخة " خ ". (4) هو: بلال بن يسار بن زيد القرشي
مولى النبي - صلى الله عليه وآله - حديثه في أهل البصرة " تهذيب التهذيب
". (5) هو: ثوبان بن بجدد، ويقال: ابن جحدر أبو عبد الله، ويقال: أبو عبد
الرحمان الهاشمي مولى النبي - صلى الله عليه وآله -، روى عن النبي - صلى
الله عليه وآله - وقيل: إنه توفي سنة 54 في حمص. " تهذيب التهذيب ".
(6) في البحار: يا منشبة، بالباء الموحدة. (7) ليس في نسخة " خ ". (8) ليس
في المصدر. [ * ]
[ 181 ]
وهو مسدود، فنادى بما قال له أمير المؤمنين - عليه السلام - ثلاث مرات،
فلم يجبه أحد، فجاء وجلس فقال: يا أمير المؤمنين ما أجابوني. فقال أمير
المؤمنين - عليه السلام -: قم يا عمر ثم قل كما قال صاحبك. فقام وقال مثل
قوله ثلاث مرات، فلم يجب أحد مقالته، فجاء وجلس قال أمير المؤمنين - عليه
السلام - لعثمان: قم أنت وقل مثل قولهما، فقال وقال، فلم يكلمه أحد، فجاء
وجلس. فقال أمير المؤمنين - عليه السلام - لسلمان: تقدم أنت وسلم عليهم.
فقام وتقدم فقال مثل مقالة الثلاثة، وإذا بقائل يقول من داخل الكهف: أنت
عبد امتحن الله قلبك بالايمان، وأنت من خير وإلى خير، ولكنا امرنا أن لا
نرد إلا على الانبياء والاوصياء. فجاء وجلس. فقام أمير المؤمنين - عليه
السلام - وقال: السلام عليكم يا نجباء الله في أرضه، الوافين بعهد الله،
نعم الفتية أنتم. وإذا بأصوات جماعة: وعليك السلام يا أمير المؤمنين، وسيد
المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، فاز والله من والاك، وخاب
من عاداك. فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: لم لاتجيبون (1) أصحابي ؟
فقالوا: يا أمير المؤمنين إنا نحن أحياء محجبون (2) عن الكلام ولا نجيب
إلا نبيا أو وصي نبي، وعليك السلام وعلى الاوصياء من بعدك حتى يظهر حق
الله على أيديهم، ثم سكتوا، وأمر أمير المؤمنين - عليه السلام - المنشية
فحملت البساط، ثم ردته [ إلى ] (3) المدينة
وهم عليه كما كانوا، وأخبروا رسول الله - صلى الله عليه وآله - بما جرى
(عليهم). (4)
(1) في البحار: لم لم تجيبوا. (2) في البحار: محجوبون. (3) من المصدر والبحار. (4) ليس في المصدر والبحار. [ * ]
[ 182 ]
قال الله - تعالى - { إذ اوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك
رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا } (1). (2) 108 - محمد بن العباس: قال: حدثنا
أحمد بن هوذة الباهلي (3)، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، عن عبد الله بن
حماد، عن عمرو بن شمر، قال: قال أبو عبد الله - عليه السلام -: أمر رسول
الله - صلى الله عليه وآله - أبا بكر وعمر وعليا - عليه السلام - أن يمضوا
إلى الكهف والرقيم فيسبغ أبو بكر الوضوء ويصف قدميه و يصلي ركعتين وينادي
ثلاثا فإن أجابوه وإلا فليقل مثل ذلك عمر (فإن أجابوه) (4) وإلا فليقل مثل
ذلك علي. فمضوا وفعلوا ما أمرهم به رسول الله - صلى الله عليه وآله - فلم
يجيبوا أبا بكر ولا عمر، فقام علي - عليه السلام - وفعل ذلك فأجابوه
وقالوا: لبيك لبيك - ثلاثا -. فقال لهم: مالكم لم تجيبوا الصوت الاول
و
وأجبتم الثالث ؟ فقالوا: إنا امرنا إلا نجيب إلا نبيا أو وصي نبي،
ثم انصرفوا إلى النبي - صلى الله عليه وآله - فسألهم ما فعلوا فأخبروه،
فأخرج رسول الله - صلى الله عليه وآله - صحيفة حمراء وقال لهم: اكتبوا
شهادتكم بخطوطكم فيها بما رأيتم وسمعتم، فأنزل الله عزوجل { ستكتب شهادتهم
ويسئلون } (5) يوم القيامة. (6)
(1)
الكهف: 10.
(2) عيون المعجزات: وعنه البحار: 39 / 146 ح 11. (3) أحمد بن هوذة
الباهلي: عده الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم - علهيم السلام - قائلا:
أحمد بن نضر (النصير)، (النصر) بن سعيد الباقي المعروف بابن أبي هراسة،
يلقب أبوه هوذة، توفي سنة: 333. (4) ليس في نسخة " خ ". (5) الزخرف: 19.
(6) تأويل الآيات: 2 / 553 ح 7 وعنه البحار: 24 / 319 ح 26 وج 36 / 153 ح
133 والمؤلف في تفسير البرهان: 4 / 131 ح 1. [ * ]
[ 183 ]
109 - ابن شهراشوب في المناقب: عن كتاب ابن بابويه، وأبي القاسم البستي
(1)، والقاضي أبي عمرو بن أحمد، عن جابر وأنس أن جماعة تنقصوا (2) عليا -
عليه السلام - عند عمر، فقال سلمان: أو ما تذكر يا عمر اليوم الذي كنت {
فيه } (3) وأبو بكر وأنا وأبو ذر عند رسول الله - صلى الله عليه وآله -
وبسط لنا شملة وأجلس كل واحد منا على طرف، وأخذ بيد علي وأجلسه [ في ] (4)
وسطها، ثم قال: قم يا أبا بكر وسلم على علي بالامامة وخلافة المسلمين،
وهكذا كل واحد منا، ثم قال: (قم) (5) يا علي وسلم على هذا النور - يعني
الشمس -. فقال أمير المؤمنين: أيتها الآية المشرقة السلام عليك، فأجابت
(6) القرصة، وارتعدت [ وقالت: ] (7) وعليك السلام (ياولي الله و وصي
رسوله، ثم رفع رسول الله - صلى الله عليه وآله - يده إلى السماء، فقال:)
(8) اللهم إنك أعطيت لاخي سليمان صفيك ملكا وريحا غدوها شهر ورواحها شهر،
اللهم ارسل تلك (9) لتحملهم إلى أصحاب الكهف، وأمرنا أن نسلم على أصحاب
الكهف.
فقال علي: يا ريح احملينا، فإذا نحن في الهواء فسرنا ما شاء الله، ثم قال:
يا ريح
(1) هو: إسماعيل بن علي بن أحمد الزيدي البستي، أبو القاسم، متكلم، فقيه،
توفي في حدود: سنة 420 " معجم المؤلفين ". (2) كذا في المصدر والبحار، وفي
الاصل: نقضوا. (3 و 4) من المصدر والبحار. (5) ليس في المصدر. (6) في
البحار: فأجابته. (7) من المصدر والبحار. (8) في المصدر والبحار: بدل
مابين القوسين " فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله - ". (9) كذا في
المصدر والبحار، وفي الاصل: ذلك. [ * ]
[ 184 ]
ضعينا، فوضعتنا عند الكهف، فقام كل واحد منا وسلم، فلم يردوا الجواب، فقام
علي فقال: السلام عليكم أصحاب (1) الكهف، فسمعنا: وعليك السلام يا وصي
محمد، إنا قوم محبوسون هاهنا من زمن دقيانوس. فقال لهم: لم لم تردوا سلام
القوم ؟ فقالوا: نحن فتية لا نرد إلا على نبي أو وصي نبي، وأنت وصي خاتم
النبيين، وخليفة رسول رب العالمين. ثم قال: خذوا مجالسكم، فأخذنا مجالسنا.
ثم قال: يا ريح احملينا، فإذا نحن في الهواء، فسرنا ما شاء الله، ثم قال:
يا ريح ضعينا، (فوضعتنا) (2) ثم ركض برجله الارض، فنبعت عين ماء فتوضأ
وتوضأنا، ثم قال: ستدركون الصلاة مع النبي - صلى الله عليه وآله - أو
بعضها، ثم قال: يا ريح احملينا، ثم [ قال: ] (3) ضعينا، فوضعتنا فإذا نحن
في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وآله - وقد صلي من الغداة ركعة.
[ فقال أنس: فاستشهدني علي وهو على منبر الكوفة فداهنت، فقال: إن كنت
كتمتها مداهنة بعد وصية رسول الله - صلى الله عليه وآله - إياك فرماك الله
ببياض في جسمك، ولظي في جوفك، وعمي في عينيك، فما برحت حتى برصت وعميت،
فكان أنس لا يطيق الصيام في شهر رمضان ولاغيره ]. (4) والبساط أهداه (5)
أهل هربوق، والكهف في بلاد الروم في موضع يقال له: " اركدي " وكان في ملك
باهندق (6) وهو اليوم اسم الضيعة. (7)
(1) في المصدر والبحار: أهل. (2) ليس في المصدر. (3) من المصدر والبحار.
(4) ما بين المعقوفين من المصدر والبحار. (5) كذا في الاصل، وفي المصدر
والبحار: أهدوه. (6) كذا في البحار، وفي المصدر: باهتدت، وفي بعض نسخه:
باهتدف. (7) في البحار: الضيقة. [ * ]
[ 185 ]
وفي خبر أن الكساء كان أتى به حطي (1) بن الاشرف أخو كعب، فلما رأى معجزات
علي - عليه السلام - أسلم [ وسماه النبي ] (2) محمدا. (3) العوني: ومن
حملته الريح فوق بساطه * فأسمع أهل الكهف حين تكلما (4) 110 - وفي رواية
اخرى: بالاسناد يرفع إلى سالم بن أبي جعدة، قال: حضرت مجلس أنس بن مالك
بالبصرة وهو يحدث، فقام إليه رجل من القوم وقال: يا صاحب رسول الله ما هذه
النمشة (5) التي أراها بك ؟ فإنه حدثني أبي، عن رسول الله - صلى الله عليه
وآله - أنه قال: البرص والجذام لايبلي
الله به مؤمنا، قال: فعند ذلك أطرق أنس بن مالك إلى الارض وعيناه تذرفان
بالدموع، ثم رفع رأسه وقال: دعوة العبد الصالح علي بن أبي طالب - عليه
السلام - نفذت في، (قال:) (6) فعند ذلك قام الناس من حوله (7) وقصدوه،
وقالوا: يا أنس حدثنا ماكان السبب ؟ فقال لهم: الهوا (8) عن هذا. قالوا
له: لابد لك أن تخبرنا بذلك.
(1) في المصدر: خطي، بالخاء المعجمة. (2) من المصدر والبحار. (3) إلى هنا
انتهى الحديث، وقوله: " العوني إلى آخره بيت من قصيدة قالها العوني في مدح
أمير المؤمنين - عليه السلام - وهو مذكور في المناقب ". (4) مناقب ابن
شهراشوب: 2 / 337 وعنه البحار: 39 / 143 ح 9 والبرهان: 2 / 457 ح 14. (5)
كذا في المصدر، وفي الاصل والبحار: الشيمة، والنمشة: نقط بيض أو سود أو
بقع تقع في الجلد تخالف لونه. (6) ليس في المصدر. (7) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: حواليه. (8) في البحار: انتهوا. [ * ]
[ 186 ]
فقال: اقعدوا على مواضعكم واسمعوا مني حديثا كان هو السبب لدعوة علي -
عليه السلام -، اعلموا أن النبي - صلى الله عليه وآله - [ كان ] (1) قد
اهدي له بساط شعر، من قرية كذا وكذا من قرى المشرق يقال لها " هندف "
فأرسلني رسول الله - صلى الله عليه وآله - إلى أبي بكر وعمر وعثمان وطلحة
والزبير وسعد وسعيد و عبد الرحمان بن عوف الزهري فأتيته بهم وعنده [ أخوه
] (3) وابن عمه علي بن أبي طالب - عليه السلام - (فقال لي: يا أنس) (4) [
ابسط البساط وأجلسهم عليه، ثم قال: يا أنس ] (5) اجلس حتى تخبرني بما يكون
(منهم).
ثم قال: يا علي قل: يا ريح احملينا. فقال الامام علي - عليه السلام -: يا
ريح احملينا، فإذا نحن في الهواء، فقال: سيروا على بركة الله. قال: فسرنا
ما شاء الله، ثم قال: يا ريح ضعينا، فوضعتنا، فقال: أتدرون أين أنتم ؟
قلنا: الله ورسوله وعلي (6) أعلم. قال: هؤلاء أصحاب الكهف والرقيم الذين
كانوا من آيات الله (7) عجبا، قوموا (بنا) (8) يا أصحاب رسول الله حتى
تسلموا عليهم، فعند ذلك قام أبو بكر وعمر فقالا: السلام عليكم يا أصحاب
الكهف والرقيم، قال: فلم يجبهما أحد. (قال: فقام طلحة والزبير فقالا:
السلام عليكم يا أصحاب الكهف
(1) من المصدر والبحار. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل والبحار: عندف. (3)
من المصدر. (4) ليس في المصدر. (5) مابين المعقوفين من البحار. (6) في
المصدر: ووليه. (7) في الاصل: آياتنا. (8) ليس في البحار. [ * ]
[ 187 ]
والرقيم فلم يجبهما أحد) (1). قال أنس: فقمت (2) أنا وعبد الرحمان بن عوف،
فقلت: أنا أنس خادم رسول الله - صلى الله عليه وآله - السلام عليكم يا
أصحاب الكهف والرقيم، فلم يجاوبني (3) أحد. (قال) (4): فعند ذلك قام
الامام وقال: السلام عليكم يا أصحاب الكهف
والرقيم الذين كانوا من آياتنا (5) عجبا. فقالوا: وعليك السلام ورحمة الله
وبركاته يا وصي رسول الله. فقال: يا أصحاب الكهف لم لارددتم على أصحاب
رسول الله - صلى الله عليه وآله - فقالوا [ بأجمعهم ] (6): يا خليفة رسول
الله إننا (7) فتية آمنوا بربهم وزادهم الله هدى، وليس معنا إذن أن نرد
السلام إلا على نبي أو وصي نبي (8)، وأنت (وصي) (9) خاتم النبيين، وأنت
سيد الوصيين. ثم قال: أسمعتم يا أصحاب رسول الله ؟ قالوا: نعم يا أمير
المؤمنين. قال: فخذوا (10) مواضعكم، (واقعدوا في مجالسكم. قال): (11)
فقعدنا في مجالسنا. ثم قال - عليه السلام -: يا ريح احملينا، (فحملتنا)
(12) فسرنا ما شاء الله إلى أن
(1) مابين القوسين ليس في البحار. (2) في البحار: (فقمنا) بدل (أنس فقمت).
(3) في المصدر والبحار: يجبنا. (4) ليس في البحار. (5) في المصدر والبحار:
آيات الله. (6) من المصدر. (7) كذا في المصدر، وفي البحار والاصل: إنا.
(8) في البحار: إلا بإذن نبي أو وصي نبي. (9) ليس في البحار. (10) في
البحار: فاقعدوا. (11 و 12) ليس في البحار. [ * ]
[ 188 ]
غربت الشمس. ثم قال: يا ريح ضعينا، فإذا نحن في أرض (1) كالزعفران ليس بها
حسيس (2) ولا أنيس، نباتها [ القيصوم و ] (3) الشيح (4)، وليس بها ماء،
فقلنا
(له) (5): يا أمير المؤمنين دنت الصلاة وليس بها (6) ماء نتوضأ به. فقام
وجاء إلى موضع من تلك الارض، فرفس (7) برجله فنبعت عين ماء عذب، فقال:
دونكم وما طلبتم، ولولا طلبتكم لجاءنا جبرئيل بماء من الجنة. قال: فتوضأنا
[ به ] (8) وصلينا (ووقف يصلي) (9) إلى أن انتصف الليل. ثم قال: خذوا
مواضعكم، ستدركون الصلاة مع رسول الله - صلى الله عليه وآله - أو بعضها،
ثم قال: يا ريح احملينا، فإذا نحن (في الهواء، ثم سرنا ما شاء الله فإذا
نحن بمسجد) (10) رسول الله - صلى الله عليه وآله - وقد صلى من (صلاة) (11)
الغداة ركعة واحدة، فقضينا (12) ماكان قد سبقنا بها رسول الله - صلى الله
عليه وآله - فالتفت (13) إلينا وقال لي: يا أنس تحدثني أم احدثك [ بما وقع
من المشاهدة التي شاهدتها أنت ] (14) ؟ قلت: بل من فيك أحلى يارسول الله.
(1) في المصدر: روضة، وفي البحار: على أرض كأنها الزعفران. (2) الحسيس:
الصوت الخفي. (3) من المصدر. (4) الشيح: نبات أنواعه كثيرة، كله طيب
الرائحة، والواحدة: شيحة. (5) ليس في المصدر. (6) في المصدر: عندنا، وفي
البحار: معنا. (7) في البحار: فرفسه، ورفس: ضرب. (8) من المصدر. (9 و 11)
ليس في البحار. (12) في البحار: فقضيناها وكان. (13) كذا في البحار، وفي
المصدر والاصل: ثم التفت إلينا. (14) مابين المعقوفين من المصدر. [ * ]
[ 189 ]
قال: فأبتدأنا الحديث من أوله
إلى أخره كأنه كان معنا. [ ثم ] (1) قال: يا أنس أتشهدون لابن عمي بها إذا
استشهدك [ بها ] (2) ؟ فقلت: نعم يارسول الله. (قال:) (3) فلما ولى أبو
بكر الخلافة [ بالقهر والعدوان ] (4) أتى علي (إلي) (5) وكنت حاضرا عند
أبي بكر والناس حوله، فقال (لي): (6) يا أنس ألست تشهد [ لي ] (7) بفضيلة
البساط ويوم عين الماء ويوم الجب ؟ فقلت [ له ] (8): قد نسيت يا علي
لكبري، فعندها قال لي: يا أنس إن كنت كتمته مداهنة بعد وصية رسول الله
(لك) (9) فرماك (الله) (10) ببياض في وجهك، ولظى في جوفك، وعمى في عينيك،
فما قمت من مقامي حتى برصت وعميت، و (أنا) (11) الآن لاأقدر على الصيام في
شهر رمضان ولاغيره [ من الايام ] (12)، لان الزاد (13) لا يبقى في جوفي،
ولم يزل على ذلك حتى مات بالبصرة. (14)
(1) من البحار. (2) من المصدر. (3) ليس في البحار. (4) من المصدر. (5 و 6)
ليس في البحار. (7 و 8) من المصدر والبحار. (9) ليس في البحار. (10) ليس
في المصدر. (11) ليس في البحار. (12) من البحار.
(13) في البحار: البرد. (14) فضائل شاذان: 164 - 166 والروضة في الفضائل
له: 37 - 38 وعنهما البحار: 41 / 217 ح 31 وتفسير البرهان: 2 / 457 ح 15.
[ * ]
[ 190 ]
111 - وروى الكشي: أنه لما أصابته دعوة أمير المؤمنين - عليه السلام -
فبرص فحلف أنه لايكتم منقبة لعلي بن أبي طالب - عليه السلام - ولافضلا
أبدا. (1) 112 - ومن طريق المخالفين ما رواه ابن المغازلي الشافعي: قال:
أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد البيع البغدادي (2)، قدم علينا واسطا
[ أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد الكاتب ] (3)،
قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم الختلي (4)، قال: حدثنا
عمر بن أحمد، قال: حدثنا الحسن بن يحيى أبي الربيع الجرجاني (5)، قال:
حدثنا عبد الرزاق بن همام السمعاني (6)، قال: حدثنا معمر (7)، عن أبان
(8)، عن أنس بن مالك، قال: اهدي لرسول الله - صلى الله عليه وآله - بساط
من بهندف (9)، فقال لي: يا أنس ابسطه،
(1) رجال الكشي: 45 ح 95 وعنه البحار: 41 / 213 ح 26. (2) محمد بن علي بن
محمد بن عبد الله، أبو طاهر، بيع السمك البغدادي، توفي سنة: 450 (تاريخ
بغداد). (3) من المصدر، وهو أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد، أبو عبد
الله المعروف بابن الكاتب، سمع أحمد بن جعفر بن سلم الختلي وغيره، توفي
سنة: 425 (تاريخ بغداد). (4) أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم بن راشد، أبو
بكر الختلي، روى عنه أحمد ابن محمد بن عبد الله الكاتب، توفي سنة: 365
(تاريخ بغداد). (5) الحسن بن يحيى بن الجعد بن نشيط العبدي، أبو علي بن
الربيع الجرجاني، روى عن عبد الرزاق، توفي سنة: 263 (تهذيب التهذيب).
(6) عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري، مولاهم، أبو بكر الصنعاني، روى
عن معمر بن راشد، ولد سنة: 126، وتوفي سنة 211، (تهذيب التهذيب). (7) معمر
بن راشد الازدي الحداني مولاهم، أبو عروة بن أبي عمرو البصري، سكن اليمن،
روى عنه عبد الرزاق بن همام، مات سنة: 153 (تهذيب التهذيب). (8) أبان بن
أبي عياش، واسمه فيروز، مولى عبد القيس العبدي، أبو إسماعيل البصري، روى
عن أنس بن مالك، وروى عنه معمر بن راشد، توفي سنة: 137 (تهذيب الكمال).
(9) كذا ضبطه في المراصد، وقال: بليد في آخر النهروان بين بادرايا وواسط
من أعمال كسكر، وانظر تفصيل ذلك في المراصد: 1 / 232. [ * ]
[ 191 ]
فبسطته، ثم قال: ادع العشرة فدعوتهم. فلما دخلوا [ عليه ] (1) أمرهم
بالجلوس على البساط، ثم دعا عليا فناجاه طويلا، ثم رجع علي فجلس على
البساط، ثم قال: يا ريح احملينا، فحملتنا الريح، قال: فإذا البساط يدف بنا
دفا، ثم قال: يا ريح ضعينا، ثم قال [ علي ] (2): أتدرون في أي مكان أنتم ؟
قلنا: لا. قال: هذا موضع [ أصحاب ] (3) الكهف والرقيم، قوموا فسلموا على
إخوانكم. [ قال أنس: ] (4) فقمنا رجلا رجلا فسلمنا عليهم، فلم يردوا علينا
[ السلام ] (5)، فقام علي بن أبي طالب - عليه السلام - فقال: السلام عليكم
معاشر الصديقين والشهداء. قال: فقالوا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته،
قال: فقلت: ما بالهم ردوا عليك ولم يردوا علينا ؟ (قال:) (6) فقال: ما
بالكم لم تردوا على إخواني ؟ فقالوا: إنا معاشر (7) الصديقين والشهداء لا
نكلم بعد الموت إلا نبيا أو وصيا. (ثم) (8) قال: يا ريح احملينا، فحملتنا
تدف بنا دفا، ثم قال: يا ريح ضعينا، فوضعتنا (9) فإذا نحن بالحرة، قال:
فقال علي: ندرك النبي - صلى الله عليه وآله - في أخر ركعة فطوينا (10)
وأتينا وإذا النبي - صلى الله عليه وآله - يقرأ في آخر ركعة
(1 و 2) من البحار. (3) من المصدر.
(4) من البحار، وفي المصدر: قال. (5) من البحار. (6) ليس في المصدر
والبحار. (7) في البحار: معشر. (8) ليس في المصدر. (9) في المصدر: فوضعهم.
(10) في البحار: فتوضأنا. [ * ]
[ 192 ]
{ أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا } (1). (2) 113 -
وقد ذكر الثعلبي خبر البساط، وزاد فيه: قال: فصاروا إلى رقدتهم إلى آخر
الزمان عند خروج المهدي - عليه السلام - فقال: (3) إن المهدي - عليه
السلام - يسلم عليهم فيجيبهم الله تعالى له، ثم يرجعون إلى رقدتهم فلا
يقومون إلى [ يوم ] (4) القيامة. (5) 114 - صاحب ثاقب المناقب: قال: حدث
معمر، عن الزهري، عن قتادة، عن أنس، قال: كنا جلوسا في المسجد عند النبي -
صلى الله عليه وآله -، وقد كان اهدي إليه بساط، فقال [ لي ] (6): ادع علي
بن أبي طالب - عليه السلام -، فدعوته، ثم أمرني أن أدعو أبا بكر وعمر
وجميع الصحابة،، فدعوتهم كما أمرني نبي الله - صلى الله عليه وآله -،
وأمرني أن أبسط البساط، (فبسطته، ثم أقبل على علي - عليه السلام - فأمره
بالجلوس على البساط) (7)، وأمر أبا بكر وعمر وعثمان بالجلوس مع أمير
المؤمنين - عليه السلام -، وجلست مع من جلس، فلما استقر بنا المجلس أقبل
- صلى الله عليه وآله - على علي - عليه السلام - وقال: يا أبا الحسن قل:
يا ريح الصبا احمليني
(1) الكهف: 9. (2) مناقب ابن المغازلي: 232 ح 280، وعنه الطرائف: 83 ح
116، والعمدة لابن البطريق: 372 ح 732. وأخرجه في البحار: 39 / 149 ح 14
عن الطرائف والعمدة. (3) كذا في الطرائف والبحار، وفي العمدة والاصل:
يقال. (4) من الطرائف والبحار والعمدة. (5) تفسير الثعلبي سورة الكهف
تفسير آية 9 وعنه الطرائف: 83 - 84 ح 116 والعمدة لابن البطريق: 373 ح 733
وغاية المرام: 634 ح 2. وأخرجه في البحار: 39 / 159 ذح 14 عن الطرائف
والعمدة. (6) من المصدر. (7) مابين القوسين ليس في المصدر. [ * ]
[ 193 ]
والله خليفتي عليك، وهو حسبي ونعم الوكيل. قال أنس: فنادى أمير المؤمنين -
عليه السلام - كما أمره النبي - صلى الله عليه وآله - فو الذي بعث محمدا
بالحق نبيا، ما كان إلا هنيئة حتى صرنا في الهواء، ثم نادى: يا ريح الصبا
ضعيني، فإذا نحن في الارض، فأقبل علينا، وقال: يا معشر الناس أتدرون أين
أنتم، وبمن قد حللتم ؟ فقلنا: لا. فقال أمير المؤمنين علي - عليه السلام
-: أنتم عند أصحاب الكهف والرقيم الذين كانوا من آياتنا عجبا، فمن أحب أن
يسلم على القوم فليقم، فأول من قام أبو بكر، فسلم على القوم، فلم يردوا
عليه الجواب، ثم قام عمر، فسلم عليهم، فلم يردوا عليه الجواب، فلم يزل
القوم يقوم واحد بعد واحد ويسلموا ولم يردوا عليهم
الجواب، إلى أن قام أمير المؤمنين - عليه السلام - فنادى: السلام عليكم
أيتها الفتية، فتية أهل الكهف والرقيم الذين كانوا من آياتنا عجبا،
فقالوا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته أيها الامام، وأخا سيد الانام
محمد - عليه السلام -. فلما سمع القوم كلامهم لامير المؤمنين - عليه
السلام - قالوا: يا أبا الحسن بحق ابن عمك محمد - صلى الله عليه وآله -
اسأل القوم ما بالهم سلمنا عليهم فلم يردوا علينا السلام ؟ فقال - عليه
السلام -: أيتها الفتية، ما بالكم لم تردوا السلام على أصحاب رسول الله -
صلى الله عليه وآله - ؟ قالوا: يا أبا الحسن قد امرنا أن لا نسلم إلا على
نبي أو وصي نبي، وأنت خير الوصيين، وابن عم خير النبيين، وأنت أبو الأئمة
المهديين، وزوج (فاطمة) (1) سيدة نساء العالمين من الاولين والآخرين،
وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم. فلما استتم القوم كلامهم أمرنا
بالجلوس على البساط (فجلسنا) (2)،
(1 و 2) ليس في المصدر. [ * ]
[ 194 ]
ثم قال (1): يا ريح الصبا احمليني، فإذا نحن في الهواء ما شاء الله، ثم
قال: يا ريح (الصبا) (2) ضعيني (في الارض) (3)، فإذا نحن في الارض، فركض
الارض برجله، فإذا نحن بعين ماء، فقال: معاشر الناس توضؤوا للصلاة فإنكم
تدركون صلاة العصر مع النبي - صلى الله عليه وآله -. قال: فتوضأنا، ثم
أمرنا بالجلوس على البساط، فجلسنا، ثم قال: يا ريح الصبا احمليني، فإذا
نحن في الهواء، ثم قال: يا ريح الصبا ضعيني، فإذا نحن في مسجد رسول الله -
صلى اله عليه وآله - وقد صلى ركعة واحدة، فصلينا معه ما بقي من الصلاة وما
فات بعده، وسلمنا على النبي - صلى الله عليه وآله - فأقبل بوجهه علينا،
وقال:
يا أنس أتحدثني أم احدثك ؟ فقلت: الحديث منك أحسن، فحدثني حتى كأنه [ كان
] (4) معنا. (5)
الثاني والاربعون رجوع الشمس إليه - عليه السلام - ببابل
115 - السيد المرتضى في عيون المعجزات: قال: حدثنا أبو الحسن أحمد ابن
الحسين العطار (6)، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني صاحب كتاب
الكافي، قال: حدثني علي بن إبراهيم بن هاشم، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء
بن رزين القلاء (7)، عن الفضيل بن يسار، عن الباقر، عن أبيه، عن جده
(1) في المصدر: نادى. (2 و 3) ليس في المصدر. (4) من المصدر. (5) الثاقب
في المناقب: 173 ح 4. (6) (أبو الحسن أحمد بن الحسين العطار) الظاهر أنه
(أحمد بن الحسن العطار) أو (أحمد بن الحسين القطان المعروف بأبي علي بن
عبد ربه (عبدويه): وهو من مشايخ الصدوق (معجم الرجال). (7) العلاء بن رزين
القلا: ثقفي، مولى يشكر، روى عن أبي عبد الله - عليه السلام - وكان ثقة
وجها (رجال النجاشي)، وفي الاصل والمصدر: الحسن بن رزين، وهو سهو. [ * ]
[ 195 ]
الحسين بن علي - صلوات الله عليهم - قال: لما رجع أمير المؤمنين - عليه
السلام - من قتال أهل النهروان أخذ على النهروانات وأعمال العراق ولم يكن
يومئذ بنيت بغداد (1). فلما وافى ناحية براثا (2) صلى بالناس الظهر،
ودخلوا في أرض بابل وقد وجبت صلاة العصر، فصاح المسلمون: يا أمير المؤمنين
هذا وقت العصر وقد دخل. فقال أمير المؤمنين - عليه السلام - هذه أرض مخسوف
بها، وقد خسف الله بها ثلاثا وعليه تمام الرابعة، ولا يحل لوصي أن يصلي
فيها، فمن أراد منكم أن يصلي فليصل.
فقال المنافقون: نعم هو لا يصلي ويقتل من يصلي - يعنون أهل النهروان -.
(3) قال جويرية بن مسهر العبدي (4): فتبعته في مائة فارس وقلت: والله لا
اصلي أو يصلي هو ولاقلدنه صلاتي اليوم. قال: وسار أمير المؤمنين - صلوات
الله عليه - إلى أن قطع أرض بابل وتدلت الشمس للغروب ثم غابت واحمر الافق.
قال: فالتفت إلي أمير المؤمنين - عليه السلام - وقال: يا جويرية هات
الماء. قال: فقدمت إليه الاداوة فتوضأ، ثم قال: أذن يا جويرية، فقلت: يا
أمير المؤمنين ما وجب العشاء بعد ! فقال - صلوات الله عليه -: أذن للعصر.
فقلت في نفسي: أذن للعصر وقد غربت الشمس ولكن علي الطاعة، فأذنت. فقال لي:
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: ولم يكن يبقى بيت ببغداد، وهو تصحيف. لان
بغداد بنيت بأمر من منصور الدوانيقي فلم تكن بنيت في زمان الامام - عليه
السلام -. (2) (براثا): بالثاء المثلثة، والقصر: محلة كانت في طرف بغداد،
في قبلي الكرخ، وبنى بها جامع، وآثاره باقية إلى الآن. (3) النهروان: بلاد
في العراق بين بغداد وواسط، حدثت فيها معركة شهيرة بين علي - عليه السلام
- والخوارج. (4) جويرية بن مسهر، عربي، كوفي، من أصحاب أمير المؤمنين -
عليه السلام - شهد معه المشاهد، ووثقه الكليني، قال: إنه كان من ثقات أمير
المؤمنين - عليه السلام -. وقال المفيد في الارشاد: إن زياد بن أبيه قطع
يده ورجله ثم صلبه. [ * ]
[ 196 ]
أقم.
ففعلت وإذا أنا في الاقامة إذ تحركت شفتاه بكلام كأنه منطق الخطاطيف (1)
لم أفهم ما هو، فرجعت الشمس بصرير عظيم حتى وقفت في مركزها من العصر، فقام
- عليه السلام - وكبر وصلى، وصلينا وراءه، فلما فرغ من صلاته وقعت كأنها
سراج في طشت وغابت واشتبكت النجوم، فالتفت إلي وقال: أذن أذان العشاء يا
ضعيف اليقين. (2)
116 - قال السيد المرتضى: وروي أن الشمس ردت عليه في حياة رسول الله - صلى
الله عليه وآله - بمكة وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وآله - موعوكا
(3) فوضع رأسه في حجر أمير المؤمنين - عليه السلام - وحضر وقت (صلاة) (4)
العصر، فلم يبرح من مكانه وموضعه حتى استيقظ، فقال - صلى الله عليه وآله
-: اللهم إن عليا كان في طاعتك فرد عليه (الشمس) (5) ليصلي العصر، فردها
الله عليه بيضاء نقية حتى صلي، ثم غابت (6). (7) 117 - ابن بابويه في من
لا يحضره الفقيه: عن أبيه ومحمد بن الحسن - رضي الله عنهما - قالا: حدثنا
سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
(1) هو جمع الخطاف وهو طائر ليشبه السنونو، طويل الجناحين، قصير الرجلين،
أسود اللون، ويسمى بالخطف. (2) عيون المعجزات: 7 وعنه إثبات الهداة: 2 /
490 ح 317 وغاية المرام: 630 ح 11. وأخرجه في البحار: 41 / 168 ذ ح 3 عن
فضائل شاذان: 68 والروضة له: 30 مرسلا. وراجع الغدير: 23 / 126 - 141
وإحقاق الحق: 5 / 537 ففيهما مصادر كثيرة للحديث. (3) الموعوك: المحموم.
(4) ليس في المصدر. (5) ليس في نسخة " خ ". (6) في المصدر: غربت. ثم أورد
صاحب عيون المعجزات ستة أبيات من قصيدة " المذهبة " للسيد الحميري التي
قالها في رد الشمس له - عليه السلام -. (7) عيون المعجزات: 8، وأورده
المؤلف أيضا في غاية المرام: 630 ح 4. [ * ]
[ 197 ]
الحسين بن سعيد، عن أحمد بن عبد الله القروي، عن الحسين بن المختار
القلانسي (1)، عن أبي بصير، عن عبد الواحد بن المختار الانصاري (2).
وعن أم المقدام الثقفية، عن جويرية بن مسهر [ أنه ] (3) قال: أقبلنا مع
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام - من قتل الخوارج حتى إذا
قطعنا في أرض بابل (4) حضرت صلاة العصر، فنزل أمير المؤمنين علي - عليه
السلام - ونزل الناس. فقال علي - عليه السلام - أيها الناس إن هذه أرض
ملعونة قد عذبت في الدهر ثلاث مرات - وفي خبر [ آخر ] (5) (أنها) (6)
مرتين - وهي تتوقع الثالثة، وهي أحد المؤتفكات (7)، وهي أول أرض عبد فيها
وثن، وأنه لا يحل لنبي ولا لوصي نبي أن يصلي فيها، ومن أراد منكم أن يصلي
فليصل، فمال الناس عن جنبي الطريق يصلون، وركب هو بغلة رسول الله - صلى
الله عليه وآله - ومضى. قال جويرية: فقلت: والله لاتبعن أمير المؤمنين -
عليه السلام - ولاقلدنه صلاتي اليوم، فمضيت خلفه فوالله ما جزنا جسر سورى
(8) حتى غابت الشمس، فشككت، فالتفت إلى فقال: يا جويرية أشككت ؟ ! فقلت:
نعم يا أمير المؤمنين،
(1) هو أبو عبد الله الكوفي، مولى أحمس من بجيلة، روى عن أبي عبد الله
وأبي الحسن - عليهما السلام -، وهو من خاصة الكاظم - عليه السلام -
وثقاته، من أهل الورع والفقه. " رجال النجاشي وإرشاد المفيد ". (2) هو من
أصحاب الصادقين - عليهما السلام - كما في رجال الشيخ - رحمه الله -. (3)
من المصدر. (4) إسم موضع بالعراق قرب الحلة المزيدية اليوم، وبالقرب منه
مسجد الشمس. (5) من المصدر. (6) ليس في المصدر. (7) هي مدائن قوم لوط
أهلكها الله بالخسف. (8) سورى وسوراء: بلدة بأرض بابل، وبها نهر يقال له:
نهر سوراء. وفي القاموس: سوري موضع بالعراق من بل السريانيين وموضع من
اعمال بغداد وقد يمد. [ * ]
[ 198 ]
فنزل عن ناحية فتوضأ، ثم قام
فنطق بكلام لاأحسنه (1) إلا كان بالعبراني، ثم نادى: الصلاة. فنظرت والله
إلى الشمس قد خرجت من بين جبلين لها صرير (2)، فصلي العصر وصليت معه. فلما
فرغنا من صلاتنا عاد الليل كما كان فالتفت إلي، فقال: يا جويرية بن مسهر
إن الله عزوجل يقول { فسبح باسم ربك العظيم } (3) وإني سألت الله عزوجل
باسمه العظيم فرد علي الشمس. (4) وروى أن جويرية لما رأي ذلك قال: [ أنت ]
(5) وصي نبي ورب الكعبة. (6) 118 - السيد الرضي في الخصائص: قال: روى أحمد
بن محمد (7)، عن الحسين بن سعيد، عن أحمد بن عبد الله، عن الحسين بن
المختار، عن أبي بصير، عن عبد الواحد بن المختار الانصاري، عن أبي المقدام
الثقفي (8) (قال:) (9) قال لي جويرية بن مسهر: قطعنا مع أمير المؤمنين جسر
الصراط في وقت العصر، فقال: إن هذه أرض معذبة لا ينبغي لنبي ولا وصي (نبي)
(10)
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل:
أحسه، وفي تأويل الآيات: لاأحسبه من الحسبان. (2) صر يصر صرا وصريرا: صوت
وصياح شديدا. (3) سورة الواقعة: 74 و 96، والحاقة: 52. (4) من لا يحضره
الفقيه: 1 / 203 ح 611 وعنه غاية المرام: 631 ح 12، وفي إثبات الهداة: 2 /
407 ح 18 والوسائل: 3 / 468 ح 1، 2 عنه وعن بصائر الدرجات: 217 ح 1.
وأخرجه في البحار: 41 / 178 ح 13 عن البصائر. (5) من المصدر. (6) من لا
يحضره الفقيه: 1 / 204 ذح 611، وعنه إثبات الهداة: 2 / 408 ذح 18. وأخرجه
بتمامه في البحار: 41 / 178 ح 14 عن بصائر الدرجات: 218 ح 3.
(7) كذا في البصائر والعلل، وفي الاصل والمصدر: محمد بن الحسين، والظاهر
أنه تصحيف. (8) إختلفت كلمة المحدثين فيه ففي بعضها: (ام المقدام
الثقفية)، وفي بعضها: (أبي المقدام الثقفي)، وفي بعضها: (ابن أبي المقدام
الثقفي) أي ماكان لم نجد ترجمته في كتب التراجم. (9 و 10) ليس في المصدر.
[ * ]
[ 199 ]
أن يصلي فيها، فمن أراد منكم أن يصلي فليصل. قال: فتفرق الناس يصلون يمنة
ويسرة، وقلت أنا: لاقلدن هذا الرجل ديني ولا اصلي حتى يصلي. قال: فسرنا
وجعلت الشمس تستقل. قال: وجعل يدخلني من ذلك أمر عظيم حتى وجبت الشمس
وقطعت الارض، قال: فقال: يا جويرية أذن. فقلت: تقول [ لي ] (1) أذن وقد
غابت الشمس ؟ ! قال: فأذنت، (ثم) (2) قال لي: أقم. فأقمت، فلما قلت: قد
قامت الصلاة، ورأيت شفتيه تتحركان، وسمعت كلاما كأنه كلام العبرانية، قال:
فرجعت الشمس حتى صارت في مثل وقتها في العصر، فصلى، فلما انصرف هوت إلى
مكانها واشتبكت النجوم. (3) 119 - وفي حديث آخر عن جويرية بن مسهر أنه
قال: فلما انقضت صلاتنا سمعت الشمس وهي تنحط ولها صرير [ كصرير ] (4) رحى
البشر (5) حتى غابت وأنارت النجوم، قال: فقلت: أنا أشهد أنك وصي رسول الله
- صلى الله عليه وآله -، فقال لي: يا جويرية أما سمعت الله يقول { فسبح
بحمد ربك العظيم } (6) ؟ فقلت: بلى. فقال: إني سألت ربي باسمه العظيم،
فردها علي. (7)
(1) من المصدر. (2)
ليس في نسخة " خ ". (3) الخصائص: 56 وأورده المؤلف أيضا في غاية المرام:
631 ح 31.
وأخرجه في البحار: 41 / 167 ح 3 وج 83 / 317 ح 10 وإثبات الهداة: 2 / 427
ح 80 والوسائل: 3 / 469 ح 3 عن علل الشرائع: 352 ح 4 بإسناده عن أحمد بن
محمد بن عيسى وبصائر - الدرجات: 219 ح 4 عن أحمد بن محمد بن عيسى. (4) من
المصدر. (5) في المصدر: (رحى البزر) وهو: البذر و (البزر) ج بزور الواحدة
(البزر): حبة، و (البزرة) ج أبزار وجج أبازير، التابل الذي يطيب به
الغذاء. (6) سورة الواقعة: 74 و 96، والحاقة: 52. (7) الخصائص: 57، وذيله
متحد مع بصائر الدرجات: 219 ذح 4. [ * ]
[ 200 ]
120 - محمد بن العباس بن ماهيار في تفسير القرآن فيما نزل في أهل البيت -
عليهم السلام - وهو شيخ ثقة: عن أحمد بن إدريس، عن أحمد ابن محمد بن عيسى،
عن الحسين بن سعيد، عن عبد الله بن يحيى، عن عبد الله ابن مسكان، عن أبي
بصير، عن أم المقدام، عن جويرية بن مسهر، قال: أقبلنا مع أمير المؤمنين
بعد قتل الخوارج حتى إذا صرنا في أرض بابل حضرت صلاة العصر، فنزل أمير
المؤمنين - عليه السلام - فنزل الناس، فقال أمير المؤمنين - عليه السلام
-: أيها الناس إن هذه أرض ملعونة قد عذبت من الدهر ثلاث مرات، وهي إحدى
المؤتفكات، وهي أول أرض عبد عليها (1) وثن، انه لا يحل لنبي ولاوصي نبي أن
يصلي بها (2)، فأمر الناس فمالوا إلى جنبي (3) الطريق يصلون، وركب بغلة
رسول الله - صلى الله عليه وآله - فمضى عليها. قال جويرية: فقلت: والله
لاتبعن أمير المؤمنين - عليه السلام - ولاقلدنه صلاتي اليوم. [ قال: ] (4)
فمضيت خلفه، فوالله ما جزنا جسر سورى حتى غابت الشمس. قال: فسببته أو هممت
أن أسبه.
قال: فالتفت إلي وقال: [ يا ] (5) جويرية، قلت: نعم يا أمير المؤمنين.
قال: فنزل ناحية فتوضأ، ثم قام فنطق بكلام لاأحسبه إلا بالعبرانية. ثم
نادى بالصلاة. [ قال: ] (6) فنظرت والله إلى الشمس قد خرجت من بين جبلين
لها صرير، فصلى العصر وصليت معه، فلما فرغنا من صلاتنا عاد الليل كما كان.
فالتفت إلي، فقال: يا جويرية إن الله تبارك وتعالى يقول { فسبح باسم ربك
العظيم } وإني سألت الله سبحانه باسمه الاعظم، فرد [ الله ] (7)
(1 و 2) في المصدر: (فيها) بدل (عليها، بها). (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: جنب. (4 - 7) من المصدر. [ * ]
[ 201 ]
علي الشمس. (1) 121 - ثاقب المناقب: عن داود بن كثير الرقي (2)، عن جويرية
بن مسهر، قال: لما رجعنا من قتال أصحاب النهروان مررنا ببابل، فقال أمير
المؤمنين - صلوات الله عليه -: إن هذه أرض معذبة قد عذبت مرتين، وقد هلك
فيها مائة ألف ومائتان، لا يصلي فيها نبي ولاوصي نبي، فمن أراد منكم فليصل
العصر. قال جويرية: فقلت: والله لاقلدن الليلة ديني وأمانتي. قال: فسرنا
إلى أن غابت الشمس، واشتبكت النجوم ودخل وقت العشاء الآخرة، فلما أن خرجنا
من أرض بابل نزل - صلوات الله عليه - عن البغلة، ثم انفض التراب عن
حوافرها، ثم قال لي: يا جويرية انفض التراب عن حوافر دابتك. قال: ففعلت.
ثم قال لي: يا جويرية أذن للعصر. قال: ففعلت، (قال:) (3) [ فقلت: ] (4)
ثكلتك امك يا جويرية ذهب النهار وهذا الليل فأذنت للعصر، فرجعت الشمس،
فسمعت لها صريرا كصرير البكرة حتى عادت إلى موضعها للعصر بيضاء نقية.
قال: فصلى أمير المؤمنين - عليه السلام - ثم قال: أذن للمغرب يا جويرية
فأذنت فرأيت الشمس راجعة كالفرس الجواد، ثم صليت المغرب، ثم قال: أذن
للعشاء الآخرة. ثم قلت: وصي محمد ورب الكعبة ثلاث مرات لقد ضل وهلك وكفر
من خالفك. (5)
(1) تأويل الآيات: 2 / 720 ح 17 وعنه البحار: 41 / 167 ذح 3 ومستدرك
الوسائل: 3 / 349 ح 3 وغاية المرام: 631 ح 14. وأورده الراوندي في
الخرائج: 1 / 224 ح 69 عن جويرية بن مسهر باختلاف، وله تخريجات اخر
تركناها للاختصار. (2) (داود بن كثير الرقي) عده الشيخ في رجاله في أصحاب
الصادق والكاظم - عليهما السلام - وقال: هو مولى بني أسد، ثقة، وأثنى عليه
المفيد في الارشاد. (3) ليس في نسخة (خ). (4) من المصدر. (5) الثاقب في
المناقب: 253 ح 1. وأورده المؤلف أيضا في غاية المرام: 631 ح 15. [ * ]
[ 202 ]
122 - ولقد رجعت الشمس مرة اخرى في عهد النبي - صلى الله عليه وآله - [
وهو ماروى أبو جعفر - عليه السلام - قال: بينا النبي ] (1) نام عشية ورأسه
في حجر علي - صلوات الله عليهما - ولم يكن علي صلى العصر، ثم انتبه وقد
دنت المغرب، فقال له: يا علي أصليت العصر ؟ قال: لا. قال النبي - صلى الله
عليه وآله -: اللهم إن عليا كان في طاعة رسولك فاردد عليه الشمس، فعادت
إلى موضعها وقت العصر. (2) 123 - أبو علي الطبرسي في إعلام الورى، والمفيد
في إرشاده: رويا أنه لما أراد أن يعبر الفرات ببابل اشتغل كثير من أصحابه
بتعبير دوابهم
ورحالهم، وصلى - عليه السلام - بنفسه في طائفة معه العصر، فلم يفرغ الناس
من عبورهم حتى غربت (3) الشمس، ففاتت الصلاة كثيرا منهم، وفات الجمهور فضل
الاجتماع معه، فتكلموا في ذلك، فلما سمع كلامهم فيه سأل الله - عزاسمه -
رد الشمس عليه (ليجتمع كافة الصحابة على صلاة العصر في وقتها) (4)، فأجابه
الله تعالى بردها (5) عليه وكانت في الافق على الحال التي يكون عليها وقت
العصر، فلما سلم القوم (6) غابت [ الشمس ] (7) فسمع لها وجيب شديد (8)
(هال الناس ذلك وأكثروا من التسبيح والتهليل والاستغفار، والحمد لله على
نعمته التي ظهرت فيهم، وسار خبر ذلك في
(1) من المصدر. (2) الثاقب في المناقب: 254 ح 2. (3) كذا في المصدرين، وفي
الاصل: غابت. (4) ليس في إعلام الورى. (5) في الارشاد: في ردها. (6) كذا
في الارشاد، وفي إعلام الورى والاصل: سلم بالقول. (7) من الارشاد. (8) كذا
في المصدرين، وفي الاصل: وجبة شديدة. [ * ]
[ 203 ]
الآفاق، وانتشر ذكره في الناس) (1). (2)
الثالث والاربعون رجوع الشمس إليه
- عليه السلام - في حياة رسول الله - صلى الله عليه وآله - بكراع الغميم
124 - ابن شهر اشوب: قال: روت أم سلمة (3) وأسماء بنت عميس وجابر الانصاري
وأبو ذر وابن عباس والخدري وأبو هريرة
والصادق - عليه السلام - أن رسول الله - صلى الله عليه وآله - صلى بكراع
الغميم (4)، فلما سلم نزل عليه الوحي، وجاء علي - عليه السلام - وهو على
تلك الحال، فأسنده إلى ظهره، فلم يزل على تلك الحال حتى غابت الشمس،
والقرآن ينزل على النبي - صلى الله عليه وآله -، فلما تم الوحي قال: يا
علي صليت ؟ قال: لا، وقص عليه. فقال: ادع الله ليرد عليك الشمس، فسأل الله
(5) فردت عليه (الشمس) (6) بيضاء نقية.
(1) مابين القوسين ليس في إعلام الورى، واستشهدا في المصدرين بأربع أبيات
للسيد الحميري من قصيدته البائية: ردت عليه الشمس لما فاته وقت الصلاة وقد
دنت للمغرب.. (2) إعلام الورى: 181، الارشاد: 182. وأخرجه في البحار: 41 /
171 ذح 8 عن الارشاد. (3) (ام سلمة) هي هند بنت الحارث، وقد يقال: بنت
امية، زوج النبي - صلى الله عليه وآله - وهي أفضل نساء النبي - صلى الله
عليه وآله - بعد خديجة بنت خويلد، وتوفيت سنة: 62 بالمدينة (معجم الرجال
وأعلام النساء). (4) هو بالضم، وآخره عين مهملة - موضع بالحجاز بن مكة
والمدينة، أمام عسفان بثمانية أميال، وهو جبل أسود في طرف الحرة يمتد إليه
(مراصد الاطلاع). (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فسأل علي - عليه
السلام (6) ليس في المصدر -. [ * ]
[ 204 ]
وفي رواية أبي جعفر الطحاوي (1) أن النبي - صلى الله عليه وآله - قال:
اللهم إن عليا كان في طاعتك (2) وطاعة رسولك فاردد [ عليه ] (3) الشمس،
فردت، فقام علي وصلى، فلما فرغ من صلاته وقعت الشمس وبدت (4) الكواكب.
وفي رواية أبي بكر (بن) (5) مهرويه قالت أسماء: أما والله لقد سمعنا لها
عند غروبها صريرا كصرير المنشار في الخشب، وقالت ذلك بالصهباء في غزوة
خيبر. (6) وروى أنه - عليه السلام - صلى إيماء، فلما ردت الشمس أعاد [
الصلاة بأمر رسول الله - صلى الله عليه وآله - ] (7) (فأمر النبي - صلى
الله عليه وآله - حسان أن ينشد في ذلك فأنشأ: لاتقبل التوبة من تائب * إلا
بحب ابن أبي طالب أخي رسول الله بل صهره * والصهر لا يعدل بالصاحب
(1) مشكل الآثار: 4 / 388 - 389 باختلاف، وأبو جعفر الطحاوي: هو أحمد بن
محمد بن سلامة ابن سلمة الازدي المصري الحنفي، المتوفي سنة: 321، وله كتب
منها: مشكل الآثار (وفيات الاعيان). (2) كذا في مشكل الآثار والمناقب، وهو
الصحيح، وفي الاصل: إن كان علي في طاعتك: (فاردد).. (3) من المصدر
والبحار. (4) في المصدر: بدر. (5) ليس في المصدر والبحار. (6) في المصدر:
قال وذلك بالصهباء، وفي البحار: بالصهباء، وفي البحار: بالضمياء. وهي موضع
بينه وبين خيبر روحة. (7) من المصدر والبحار. [ * ]
[ 205 ]
يا قوم من مثل علي وقد * ردت عليه الشمس من غائب) (1). (2)
الرابع
والاربعون ردت إليه - عليه السلام - الشمس في حياة رسول الله
- صلى الله عليه وآله - 125 - أبو علي الطبرسي في كتاب إعلام الورى،
والشيخ المفيد في الارشاد: عن ام سلمة [ زوج النبي ] (3) وأسماء بنت عميس
وجابر بن عبد الله وأبو سعيد الخدري في جماعة من الصحابة أن النبي - صلى
الله عليه وآله - كان ذات يوم في منزله وعلي بين يديه إذ جاء جبرئيل
يناجيه عن الله عزوجل، فلما تغشاه الوحي توسد فخذ أمير المؤمنين - عليه
السلام - فلم يرفع رأسه (عنه) (4) حتى غابت الشمس، وصلى صلاة العصر جالسا
بالايماء. فلما أفاق النبي - صلى الله عليه وآله - قال له: ادع الله ليرد
عليك الشمس فإن الله يجيبك لطاعتك الله ورسوله، فسأل الله - عزوجل - أمير
المؤمنين في رد الشمس، فردت عليه حتى صارت في موضعها من السماء وقت العصر،
فصلى أمير المؤمنين - عليه السلام - الصلاة في وقتها، ثم غربت. وقالت
أسماء بنت عميس: أما والله لقد سمعنا لها عند غروبها [ صريرا ] (5) كصرير
المنشار في الخشب. (6)
(1) مابين القوسين ليس في البحار، وفي المصدر: وسئل الصاحب أن ينشد في
ذلك، فأنشأ:. (2) مناقب ابن شهر اشوب: 2 / 317 وعنه البحار: 41 / 174
وغاية المرام: 630 ح 6 و 7. ويأتي عن إرشاد المفيد وإعلام الورى ما يتحد
معه معنى. (3) من إعلام الورى. (4) ليس في إعلام الورى. (5) من المصدرين.
(6) إرشاد المفيد: 182 وإعلام الورى للطبرسي: 180. وأخرجه في البحار: 41 /
171 ح 8 عن الارشاد، وأورده المؤلف في غاية المرام: 630 ح 9. [ * ]
[ 206 ]
126 - محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن موسى بن
جعفر، عن عمرو بن سعيد (1)، عن الحسن (2) بن صدقة، عن عمار بن موسى (3)،
قال: دخلت أنا وأبو عبد الله مسجد الفضيح (4) فقال: يا عمار ترى هذه
الوهدة (5) ؟ قلت: نعم. قال: كانت امرأة جعفر (6) التي خلف عليها أمير
المؤمنين قاعدة في هذا الموضع ومعها ابناها من جعفر، فبكت، فقال لها
ابناها: ما يبكيك يا امه ؟ ؟ ! قالت: بكيت لامير المؤمنين. فقالا لها:
تبكين لامير المؤمنين ولا تبكين لابينا ! قالت: ليس هذا لهذا (7)، ولكن
ذكرت حديثا حدثني به أمير المؤمنين في هذا الموضع فأبكاني. قالا: وما هو ؟
قالت: كنت أنا وأمير المؤمنين في هذا المسجد، فقال لي: ترين هذه الوهدة ؟
قلت: نعم. قال: كنت أنا ورسول الله - صلى الله عليه وآله - قاعدين فيها إذ
(1) كذا في البحار، والمصدر والاصل: (عمر بن سعيد) بدون الواو. وهو عمرو
بن سعيد المدائني، ثقة، روى عن الرضا - عليه السلام - وروى عنه موسى بن
جعفر البغدادي (رجال النجاشي وفهرست الشيخ). (2) كذا في المصدر والبحار،
وهو: الحسن بن صدقة المدائني، أخو مصدق بن صدقة من أصحاب الصادق - عليه
السلام - وعده البرقي من أصحاب الكاظم - عليه السلام -، ووثقه ابن داود
والعلامة في رجاليهما. (3) عمار بن موسى الساباطي، وثقه النجاشي، وقال:
روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن - عليهما السلام -. (4) في المصدر:
الفضيخ. قال في المراصد: 3 / 1015: فاضح موضع قرب مكة عند أبي قبيس كان
يخرجون إليه لحاجاتهم، وقيل: جبل قرب ريم وهو واد بالمدينة. (5) الوهدة:
الارض المنخفضة والهوة من الارض. (6) هو: جعفر بن أبي طالب - عليهما
السلام -، أخو أمير المؤمنين - عليه السلام -، آمن قبل دخول
رسول الله - صلى الله عليه وآله - دار الارقم، وهاجر إلى الحبشة، وقدم على
رسول الله - صلى الله عليه وآله - وهو بخيبر، واستشهد - عليه السلام - في
وقعة مؤتة بالبلقاء سنة: 8. (7) كذا في البحار، وفي المصدر: كهذا، وفي
الاصل: هذا هذا. [ * ]
[ 207 ]
وضع رأسه في حجري، ثم خفق (1) حتى غط وحضرت صلاة العصر وكرهت أن احرك رأسه
عن فخذي فأكون قد آذيت رسول الله - صلى الله عليه وآله - حتى ذهب الوقت
وفاتت (الصلاة) (2) فانتبه رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فقال: يا
علي صليت ؟ قلت: لا. قال: ولم ذلك ؟ قلت: كرهت أن اؤذيك. قال: فقام
واستقبل القبلة ومد يديه كلتيهما وقال: اللهم رد الشمس إلى وقتها حتى يصلي
علي، فرجعت الشمس إلى وقت العصر (3) حتى صليت العصر، ثم انقضت انقضاض
الكواكب (4). (5) 127 - ابن بابويه في الخصال: قال: حدثنا أحمد بن الحسن
القطان، قال: حدثنا عبد الرحمان بن محمد الحسني، قال: حدثنا أبو جعفر محمد
بن حفص الخثعمي، قال: حدثنا الحسن بن عبد الواحد، قال: حدثني أحمد بن
(1) خفق: أي نام، و " غط يغط - بكسر العين في المضارع - غطيطا النائم ":
نخر في نومه. (2) ليس في المصدر. (3) في المصدر والبحار: الصلاة. (4)
الحديث ضعيف على المشهور، وأما تركه - عليه السلام - الصلاة فيمكن أن يكون
لعلمه - عليه السلام - برجوع الشمس له، أو يقال: إنه - عليه السلام - صلي
بالايماء حذرا من إيذاء الرسول - صلى الله عليه وآله - كما قيل، أو يقال:
إنه أراد بذهاب الوقت وقت الفضيلة، وكذا المراد بفوت الصلاة فوت فضلها. "
مرآة العقول ". هذا ولكن لم يتعرض أحد بأن رسول الله - صلوات الله عليه
وآله - هل كان قد صلي صلاة
العصر قبل أن يضع رأسه في حجر علي - عليه السلام - أو لم يكن صلي وفاتت
صلاته - صلى الله عليه وآله - أيضا لانه نام قبل حضور وقت صلاة العصر، وكل
ذلك محتمل، ولعله - صلوات الله عليه وآله - قد جمع بين الصلاتين ثم نام.
(5) الكافي: 4 / 561 ح 7 وعنه البحار: 41 / 182 ح 19 وعن قصص الانبياء -
عليهم السلام - للراوندي: 290 ح 359. وأخرجه في الوسائل: 10 / 277 ح 4 عن
الكافي مختصرا. [ * ]
[ 208 ]
التغلبي (1)، قال: حدثني محمد (2) بن عبد الحميد، قال: حدثني حفص بن منصور
العطار، قال: حدثنا أبو سعيد الوراق، عن أبيه، عن جعفر بن محمد. عن أبيه،
عن جده - عليهم السلام - في حديث مناشدة علي - عليه السلام - أبا بكر لما
بايعه الناس، قال - عليه السلام -: في عدة خصال له - عليه السلام - من
فضائله، ويقول له أبو بكر: بل أنت، وكان فيما قال له - عليه السلام -:
فأنشدتك (3) بالله أنت الذي ردت له الشمس لوقت صلاته فصلاها، ثم توارت أم
أنا ؟ قال: بل أنت. (4) 128 - الشيخ في مجالسه: قال: أخبرنا جماعة، عن أبي
المفضل، قال: حدثنا الحسن بن علي بن زكرياء العاصمي، قال: حدثنا أحمد بن
عبيدالله الغداني، قال: حدثنا الربيع بن سيار، قال: حدثنا الاعمش، عن سالم
بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر - رضي الله عنه - قال: إن عليا - عليه
السلام - وعثمان وطلحة و الزبير و عبد الرحمان بن عوف وسعد بن أبي وقاص
أمرهم عمر بن الخطاب أن يدخلوا بيتا ويغلقوا عليهم بابه يتشاوروا في أمرهم
وأجلهم ثلاثة أيام، فإن توافق خمسة على قول واحد وأبي رجل منهم قتل ذلك
الرجل، وإن توافق أربعة وأبي إثنان قتل الاثنان. فلما توافقوا جميعا على
رأي واحد قال لهم علي بن أبي طالب: إني احب
أن تسمعوا مني ما أقول لكم، فإن يكن حقا فاقبلوه، وإن يكن باطلا فانكروه.
قالوا: قل، وساق الحديث بذكر فضائله - عليه السلام - وهم يسلمون ذلك إليه
دونهم، فكان فيما قال لهم: فهل فيكم أحد ردت عليه الشمس بعد ما غربت
(1) كذا في المصدر: والظاهر أنه هو أحمد بن عبد الله بن ميمون التغلبي.
(2) في المصدر: أحمد. (3) في المصدر: فانشك. (4) خصال الصدوق: 550، وعنه
البحار: 8 / 80 (ط القديم) وعن الاحتجاج: 120. وأورده المؤلف أيضا في غاية
المرام: 630 ح 10 وحلية الابرار: 1 / 398 ح 1. [ * ]
[ 209 ]
أو كادت حتى صلي العصر في وقتها غيري ؟ قالوا: لا. (1) 129 - ومن طريق
المخالفين ما رواه ابن المغازلي الفقيه الشافعي في كتاب مناقب أمير
المؤمنين - عليه السلام -: قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن إسماعيل بن الحسن
العلوي في جمادي الاولى سنة ثماني وثلاثين وأربعمائة بقراءتي عليه فأقر
به. قلت له: أخبركم أبو [ محمد ] (2) عبد الله بن محمد بن عثمان المزني
الملقب بابن السقاء الحافظ، (قال:) (3) حدثنا محمود بن محمد وهو الواسطي،
(قال:) (4) حدثنا عثمان، (قال:) (5) حدثنا عبيدالله بن موسى (6)، (قال:)
(7) حدثنا فضيل بن مرزوق (8)، عن إبراهيم بن الحسن (9)، عن فاطمة بنت
الحسين (10)، عن أسماء بنت عميس، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه
وآله - يوحى إليه ورأسه في حجر علي، فلم يصل العصر حتى غربت الشمس.
(1) أمالي الطوسي: 2 / 161، والحديث طويل أورد المؤلف كل فقرة منه في
موضعها المناسب. ونقل عنه البحار: 8 / 354 (ط الحجر). وأورده في الاحتجاج:
132 وعنه البحار: 8 / 346 (ط الكهياني).
وأورده المؤلف أيضا في حلية الابرار: 1 / 410. (2) من المصدر. (3 - 5 و 7)
ليس في المصدر. (6) هو أبو محمد العبسي، مولاهم الكوفي، عده الشيخ من
أصحاب الصادق - عليه السلام - قائلا: عبيدالله بن موسى بن أبي المختار،
توفي سنة: 210. " أنساب السمعاني، رجال الشيخ، سير أعلام النبلاء ". (8)
فضيل بن مرزوق الغنري الكوفي، من أصحاب الصادق - عليه السلام -، مات سنة:
170. " سير أعلام النبلاء: 343 ". (9) هو: إبراهيم بن الحسن المثني، يكني
أبا الحسن، وأمه فاطمة بنت الحسين - عليه السلام - وكان هو أشبه الناس
برسول الله - صلى الله عليه وآله - وهو أول من توفي في الحبس من الهاشمين
سنة: 145 " مقاتل الطالبيين ". (10) كانت عالمة، فاضلة، مهذبة، روت عن
أبيها وأخيها زين العابدين - عليهما السلام - وأسماء بنت عميس، توفيت سنة:
110 " أعلام النساء ". [ * ]
[ 210 ]
فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله - [ صليت يا علي ! ؟ قال: لا. فقال
رسول الله - صلى الله عليه وآله -: اللهم ] (1) إن عليا كان على طاعتك
وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس، فرأيتها غربت، ثم رأيتها طلعت بعدما غربت.
(2) 130 - وعنه: قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي البيع البغدادي فيما
كتب [ به ] (3) الي أن أبا أحمد عبيد الله بن أبي مسلم الفرضي البغدادي
(4) حدثهم، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ
الهمداني، (قال:) (5) حدثنا الفضل بن يوسف الجعفي (6)، قال: حدثنا محمد بن
عقبة، عن محمد بن الحسين، عن عون بن عبد الله (7)، عن أبيه (8)، عن أبي
رافع، قال: رقد
(1) مابين المعقوفين من المصدر. (2)
مناقب ابن المغازلي: 96 ح 140 وعنه الطرائف: 84 ح 117. وأخرجه في البحار:
41 / 184 ح 22 عن الطرائف. قال في كفاية الطالب: 383، قال ابن خزيمة: كان
أحمد بن صالح يقول: لا ينبغي لمن سبيله العلم، التخلف عن حديث أسماء بنت
عميس في رد الشمس، لانه من علامات نبوة نبينا - صلى الله عليه وآله -. وقد
جمع الحافظ أبو الفتح محمد بن الحسين الازدي الموصلي طرق (حديث رد الشمس)
في كتاب مفرد. (3) من المصدر. (4) هو: عبيد الله بن محمد بن أحمد بن محمد
بن علي بن أبي مسلم، البغدادي الفرضي المقرئ، المتوفي سنة: 406 (سير أعلام
النبلاء: 17 / 212). (5) ليس في المصدر. (6) يظهر من التهذيب للشيخ: 1 /
59 انه كان من رجال الزيدية أو العامة، روى عن محمد بن عكاشة، وروى عنه
ابن عقدة. (7) هو: عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، أبو عبد الله
الكوفي، روى عن أبيه، توفي مابين سنة: 110 وسنة 120. (تهذيب التهذيب) !
(8) عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، أبو عبد الله الكوفي، أدرك النبي -
صلى الله عليه وآله - ورآه، وروى عنه ابناه: عون وعبيدالله، ومات سنة: 74.
[ * ]
[ 211 ]
رسول الله - صلى الله
عليه وآله - على فخذ علي وحضرت صلاة العصر ولم يكن علي صلى، وكره أن يوقظ
النبي - صلى الله عليه وآله - حتى غابت [ الشمس ] (1)، فلما استيقظ قال:
ما صليت (يا) (2) أبا الحسن العصر ؟ قال: لا يا رسول الله. فدعا النبي
- صلى الله عليه وآله - فردت الشمس على علي بعدما غابت حتى رجعت لصلاة
العصر في الوقت، فقام علي فصلى العصر، فلما قضى صلاة العصر غابت الشمس
فإذا النجوم مشتبكة. (3) 131 - موفق بن أحمد من أعيان علماء العامة في
المناقب: أخبرني كمال الدين أبو ذر أحمد بن محمد، أخبرني والدي قاضي
القضاة شهاب الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن بندار [ أخبرني
والدي إلامام أبو ذر أحمد ابن علي بن بندار ] (4)، أخبرني أبو عمرو عثمان
بن محمد بن مالك المالكي القصار، حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن الآملي
الاصبهاني، حدثني أبو القاسم هشام بن محمد بن مرة الرعيني بمصر، [ حدثني ]
(5) الامام أبو جعفر أحمد ابن محمد بن [ سلامة بن ] (6) سلمة الازدي
المعروف بالطحاوي، أخبرنا أبو أمية، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا
الفضيل بن مرزوق، عن إبراهيم بن الحسن، عن فاطمة بنت الحسين، وعن أسماء
بنت عميس، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وآله - يوحى إليه ورأسه في
حجر علي - عليه السلام -، فلم يصل العصر حتى غربت الشمس.
(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر. (3) المناقب لابن المغازلي: 98 ح 141
وعنه الطرائف، ذيله: 84 ذ ح 117. وأخرجه في البحار 41 / 184 ذ ح 22 عن
الطرائف، ثم أورد بيانا حول الحديث وأطنب فيه، فليراجع. (4) مابين
المعقوفين من المصدر. (5 و 6) من المصدر. [ * ]
[ 212 ]
فقال [ له ] (1) رسول الله - صلى الله عليه وآله -: صليت يا علي ؟ فقال:
لا. فقال
رسول الله - صلى الله عليه وآله -: اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك
فاردد عليه الشمس. قالت أسماء: فرأيتها وقد غربت، ثم رأيتها وقد طلعت بعد
ما غربت [ حتى صلى أمير المؤمنين ] (2). (3) 132 - وعنه: بهذا الاسناد، عن
أبي جعفر الطحاوي هذا، أخبرنا علي ابن عبد الرحمان بن محمد بن المغيرة
(4)، حدثنا أحمد بن صالح (5)، حدثنا ابن أبي فديك (6)، أخبرني محمد بن
موسى (7)، عن عون بن محمد (8)، عن أمه ام جعفر،
(1) من المصدر. (2) مابين المعقوفين من المصدر. (3) مناقب الخوارزمي: 217،
بإسناده عن الطحاوي في مشكل الآثار: 2 / 8 وج 4 / 388 وأخرجه في البحار:
17 / 358 عن الشفا للقاضي عياض: 1 / 400 عن الطحاوي. وقال: الطحاوي: وقد
حكى علي بن عبد الرحمان بن المغيرة، عن أحمد بن صالح أنه كان يقول: لا
ينبغي لمن سبيله العلم التخلف عن حفظ حديث (أسماء) لانه من أجل علامات
النبوة. (مشكل الآثار: 2 / 11). وقال في الشفا: إن تعدد طرقه شاهد صدق على
صحته، وقد صححه كثير من الائمة كالطحاوي، وأخرجه ابن شاهين، وابن مندة،
وابن مردويه والطبراني في معجمه والعراقي في التقريب. راجع في هذا الحديث
بحث قيم في نسيم الرياض، إن أردت. (4) هو: علي بن عبد الرحمان بن محمد بن
المغيرة بن نشيط المخزومي، مولاهم، أبو الحسن الكوفي ثم المصري المعروف
علان، روى عنه أبو جعفر الطحاوي، توفي سنة: 272 (تهذيب التهذيب). (5) أحمد
بن صالح المصري، أبو جعفر الحافظ، المعروف بابن الطبري، روى عن ابن أبي
فديك، توفي سنة: 248 (تهذيب التهذيب). (6) هو: محمد بن إسماعيل بن مسلم بن
أبي فديك، واسمه: دينار الديلي مولاهم أبو إسماعيل المدني، روى عنه أحمد
بن صالح، توفي سنة: 100 (تهذيب التهذيب). (7) هو: محمد بن موسى بن أبي عبد
الله الفطري، المدني، مولاهم، أبو عبد الله بن أبي طلحة، روى
عن عون بن محمد بن الحنفية، وروى عنه ابن أبي فديك. (تهذيب التهذيب). (8)
هو: عون بن محمد بن الحنفية، وامه أم جعفر بنت محمد بن جعفر الطيار - عليه
السلام - فاضلة سيدة، ومات عن ثلاث وستين سنة. (أنساب الطالبيين). [ * ]
[ 213 ]
عن أسماء بنت عميس، أن النبي - صلى الله عليه وآله - صلى (الظهر) (1)
بالصهباء، ثم أرسل عليا في حاجة فرجع وقد صلى النبي - صلى الله عليه وآله
- العصر، (فلما عاد ولم يلحق الصلاة) (2) فوضع النبي - صلى الله عليه وآله
- رأسه في حجر علي، فلم يحركه (3) حتى غابت الشمس. فقال النبي - صلى الله
عليه وآله -: (يا علي صليت العصر ؟ قال: لا. قال النبي:) (4) اللهم إن
عبدك عليا احتسب بنفسه على نبيك فرد عليه شرقها. قالت أسماء: فطلعت الشمس
حتى وقعت على الجبال والارض، فقام علي فتوضأ (ثم) صلى (5) العصر، ثم غابت
الشمس. وذلك بصهباء في غزاة خيبر. (6) 133 - وعنه: قال: أخبرنا الشيخ
الامام شهاب الدين أفضل الحفاظ أبو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسن
الهمداني المعروف بالمروزي، فيما كتب إلي من همدان، أخبرنا الحافظ أبو علي
الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد (7) باصبهان فيما أذن لي في الرواية عنه،
أخبرنا الشيخ الاديب أبو يعلي عبد الرزاق
(1) كذا في الآثار، وليس في مناقب الخوارزمي. (2) مابين القوسين ليس في
المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: يتحرك على. (4) ليس في المصدر. (5)
في المصدر: ثم قام علي - عليه السلام - فتوضأ وصلى. (6) مناقب الخوارزمي:
217 بإسناده عن الطحاوي: 2 / 9 وج 389. وأخرجه الطبراني وما قبله في
المعجم الكبير: 24 / 144 رقم 382 و 147 رقم 390.
وانظر نسيم الرياض ثم شرح الشفاء: 3 / 10 - 14 مع شرح علي القارئ
والموضوعات لابن الجوزي: 1 / 357 واللآلي المصنوعة: 1 / 336. ويأتي في
المعجزة: 302 عن العلل باختلاف. (7) الحسن بن أحمد بن الحسن بن محمد بن
علي بن مهرة الاصبهاني الحداد، ولد سنة: 419، ومات سنة: 515، (سير أعلام
النبلاء). [ * ]
[ 214 ]
ابن عمر بن ابراهيم الطهراني سنة ثلاث وأربعمائة، أخبرني الامام الحافظ
طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الاصبهاني. قال الشيخ
الامام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني: وأخبرني بهذا
الحديث عاليا الامام الحافظ سليمان بن إبراهيم الاصبهاني (1) في كتابه إلي
من إصبهان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، عن أبي بكر أحمد ابن موسى بن
مردويه، حدثنا سليمان بن محمد بن أحمد، حدثني يعلي بن سعد الرازي، حدثنا
محمد بن حميد، حدثنا زافر بن سليمان بن الحارث (2) بن محمد، عن أبي الطفيل
عامر بن واثلة، قال: كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الاصوات بينهم،
فسمعت عليا يقول: بايع الناس أبا بكر وأنا والله أولى بالامر منه، وأحق به
- إلى أن قال: انشدكم الله أيها الخمسة، وذكر - عليه السلام - فضائل له
يختص به دونهم - إلى أن قال - أمنكم أحد ردت إليه الشمس بعد غروبها غيري
حتى صلى (صلاة) (3) العصر غيري ؟ قالوا: لا. (4) والروايات في ذلك كثيرة
نقتصر على ذلك مخافة الاطالة.
الخامس والاربعون تكليم الشمس وتسليمها عليه
- عليه السلام - وثناؤها بالمدينة 134 - أبو عبد الله محمد بن العباس بن
علي بن مروان بن ماهيار،
ثقة، المعروف بابن الجحام بضم الجيم، في كتاب ما أنزل الله في أهل البيت
(1) قال في سير أعلام النبلاء: 19 / 21 رقم 14: سليمان بن إبراهيم بن محمد
بن سليمان الحافظ أبو مسعود الاصبهاني الملنجي، توفي سنة: 488 وله 90 عاما
غير أشهر. (2) في المصدر: زاهر بن سليمان بن الحرث. (3) ليس في المصدر.
(4) مناقب الخوارزمي: 221 - 223. [ * ]
[ 215 ]
من القرآن: عن محمد بن سهل العطار (1)، عن أحمد بن محمد (2) عن أبي زرعة
عبيدالله بن عبد الكريم (3)، عن قبيصة بن عقبة (4)، عن سفيان بن سعيد
الثوري (5)، عن جابر بن عبد الله، قال: لقيت عمارا في بعض سكك المدينة
فسألته عن النبي - صلى الله عليه وآله -، فأخبر أنه في مسجده في ملا من
قومه وانه لما صلي الغداة أقبل علينا فبينا نحن كذلك وقد بزغت الشمس إذ
أقبل علي بن أبي طالب - عليه السلام - فقام إليه النبي - صلى الله عليه
وآله - وقبل بين عينيه، وأجلسه إلى جنبه حتى مست ركبتاه ركبتيه، ثم قال:
يا علي قم للشمس فكلمها فإنها تكلمك. فقام أهل المسجد وقالوا: أترى [ عين
] (6) الشمس تكلم عليا ؟ وقال بعض: لا يزال يرفع حسيسة ابن عمه وينوه
باسمه، إذ خرج علي - عليه السلام - فقال للشمس: كيف أصبحت يا خلق الله ؟
فقالت: بخير يا أخا رسول الله، يا أول يا آخر، يا ظاهر يا باطن، يامن هو
بكل شئ عليم.
(1) محمد بن سهل بن عبد
الرحمان أبو عبد الله العطار مولى بني أسد: هو من شيوخ أبي بكر الشافعي،
وقيل: محمد بن سهل بن الحسن بن محمد بن ميمون مولى بني امية " تاريخ بغداد
". (2) هو: الحافظ الجوال أبو بكر أحمد بن محمد بن حسن بن أبي حمزة البلخي
ثم النيسابوري الذهبي، توفي سنة: 314. " سير أعلام النبلاء: 14 / 461 ".
(3) هو عبيدالله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ: محدث الري، أبو زرعة
الرازي، روى عن قبيصة ابن عقبة، وروى عنه أحمد بن محمد بن أبي حمزة
الذهبي، توفي سنة 264. " سير أعلام النبلاء ". (4) هو قبيصة بن عقبة بن
محمد بن سفيان أبو عامر الكوفي السوائي، توفي سنة 215. " سير أعلام
النبلاء: 10 / 130 ". (5) في المصدر: سفيان بن يحيى، ولعله سهو لان الذي
يروي عنه قبيصة هو سفيان بن سعيد ابن مسروق بن حبيب أبو عبد الله الثوري
الكوفي، وتوفي سنة: 161، وجابر بن عبد الله الانصاري توفي في مابين
السبعين والثمانين من الهجرة فلا يمكن أن يروي الثوري عنه بلا واسطة ففي
السند سقط. (6) من المصدر والبحار. [ * ]
[ 216 ]
فرجع علي - عليه السلام - إلى النبي - صلى الله عليه وآله - [ فتبسم النبي
] (1) فقال: يا علي تخبرني أو اخبرك ؟ فقال: منك أحسن يارسول الله. فقال
رسول الله - صلى الله عليه وآله -: أما قولها لك " يا أول " فأنت أول من
آمن بالله، وقولها (لك) (2) " يا آخر " فأنت آخر من يعاينني على مغسلي،
وقولها " يا ظاهر " فأنت أول. (3) من يظهر على مخزون سري، قولها " يا باطن
" فأنت المستبطن لعلمي، وأما " العليم بكل شئ " فما أنزل الله تعالى علما
من الحلال والحرام، والفرائض والاحكام، والتنزيل والتأويل، والناسخ
والمنسوخ، والمحكم والمتشابه والمشكل إلا وأنت به عليم، ولولا أن تقول فيك
طائفة من امتي ما قالت النصارى في عيسى لقلت فيك مقالا لاتمر بملا إلا
أخذوا التراب من تحت قدميك يستشفون به. قال جابر: فلما فرغ عمار من حديثه
أقبل سلمان، فقال عمار: وهذا سلمان كان معنا، فحدثني سلمان كما حدثني
عمار. (4) 135 - عنه: عن عبد العزيز بن يحيى (5)، عن محمد بن زكرياء (6)،
عن علي
ابن حكيم (7)، عن الربيع بن عبد الله، عن عبد الله بن حسن (8)، عن أبي
جعفر
(1) من المصدر والبحار. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) في المصدر: آخر.
(4) تأويل الآيات: 2 / 654 ح 1 وعنه البحار: 41 / 181 ح 17 والبرهان: 4 /
287 ح 7. (5) هو: عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى الجلودي الازدي
البصري، أبو أحمد شيخ البصرة، له كتب كثيرة، توفي بعد سنة: 330، ووثقه
الشيخ في الرجال. (6) محمد بن زكرياء بن دينار، مولى بني غلاب أبو عبد
الله، وبنو غلاب: قبيلة بالبصرة، وكان وجها من وجوه أصحابنا، وصنف كتبا
كثيرة، وتوفي سنة: 298 " رجال النجاشي ". (7) علي بن حكيم الجحدري البصري،
روى عن الربيع بن عبد الله، وروى عنه محمد بن زكريا الغلابي " تهذيب
التهذيب ". (8) عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب - عليه
السلام -، أبو محمد شيخ الطالبيين، و عده الشيخ في رجاله من أصحاب
الصادقين - عليهما السلام -. وفي مقاتل الطالبيين أنه قتل في محبسه
بالهاشمية وهو ابن 75 سنة، سنة 145. [ * ]
[ 217 ]
محمد بن علي - عليهما السلام -، قال: بينا النبي - صلى الله عليه وآله -
ذات يوم ورأسه في حجر علي - عليه السلام - إذ نام رسول الله - صلى الله
عليه وآله - ولم يكن علي - عليه السلام - صلى العصر، فقامت الشمس تغرب،
فانتبه رسول الله - صلى الله عليه وآله - فذكر له علي - عليه السلام - شأن
صلاته، فدعا الله فرد عليه الشمس كهيئتها [ في وقت العصر ] (1) وذكر حديث
رد الشمس فقال (له) (2): يا علي قم فسلم على الشمس وكلمها فإنها ستكلمك
(3). فقال له يارسول الله فكيف اسلم عليها ؟ فقال: قل: السلام عليك يا خلق
الله.
(فقام علي - عليه السلام - وقال: السلام عليك يا خلق الله.) (4) فقالت:
وعليك السلام يا أول يا آخر، يا ظاهر يا باطن، يامن ينجي محبيه، ويوثق (5)
مبغضيه. فقال له النبي - صلى الله عليه وآله -: ماردت عليك الشمس ؟ فكان
علي كاتما عنه. فقال [ له النبي - صلى الله عليه وآله -: قل ما قالت لك
الشمس، فقال له ما قالت، فقال النبي ] (6): إن الشمس قد صدقت، وعن أمر
الله نطقت، أنت أول المؤمنين إيمانا، وأنت آخر الوصيين، ليس بعدي نبي
ولابعدك وصي، وأنت الظاهر على أعدائك، وأنت الباطن في العلم الظاهر عليه،
ولافوقك فيه أحد، أنت عيبة علمي، وخزانة وحي ربي، وأولادك خير الاولاد،
وشيعتك هم النجباء [ يوم القيامة ] (7). (8)
(1) من المصدر. (2) ليس في البحار. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل:
تكلمك. (4) مابين القوسين ليس في البحار. (5) كذا في المصدر ونسخة " خ "،
وفي الاصل: يوبق. (6) مابين المعقوفين من المصدر. (7) من المصدر والبحار.
(8) تأويل الآيات: 2 / 655 وعنه البحار: 41 / 181 ح 18 والبرهان: 4 / 288
ح 8. [ * ]
[ 218 ]
136 - السيد المرتضى
في عيون المعجزات: قال: حدثني ابن عياش الجوهري (1)، قال: حدثني أبو طالب
عبيد الله بن محمد الانباري (2)، قال: حدثني أبو الحسين محمد بن زيد
التستري (3)، قال: حدثني أبو سمينة محمد بن علي الصيرفي (4)، قال: حدثني
إبراهيم بن عمر اليماني (5)، عن حماد بن عيسى الجهني
المعروف بغريق الجحفة (6)، قال: حدثني عمر بن اذينة، عن أبان بن أبي عياش،
عن سليم بن قيس الهلالي، قال: سمعت أبا ذر جندب بن جنادة الغفاري، قال:
رأيت السيد محمد - صلى الله عليه وآله - وقد قال لامير المؤمنين - عليه
السلام - ذات ليلة: إذا كان غدا اقصد إلى جبال البقيع وقف على نشز من
الارض، فإذا بزغت الشمس فسلم عليها، فإن الله تعالى قد أمرها أن تجيبك بما
فيك. فلما كان من الغد خرج أمير المؤمنين - عليه السلام - ومعه أبو بكر
وعمر وجماعة من المهاجرين والانصار وافى البقيع، ووقف على نشز من الارض،
فلما
(1) هو: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسين بن عياش بن
إبراهيم بن أيوب الجوهري، توفي سنة: 401 (فهرست الشيخ). (2) الظاهر أنه
عبيد الله بن أحمد بن عبيد الله بن محمد بن يعقوب بن نصر الانباري، شيخ من
أصحابنا، ثقة في الحديث. (3) في البحار: محمد بن يزيد التستري. وهو: محمد
بن يزيد بن إبراهيم التستري وهو محمد بن سعيد بن يزيد نسب إلى جده (تهذيب
التهذيب). (4) هو: محمد بن علي بن إبراهيم بن موسى أبو جعفر القرشي مولاهم
صيرفي ابن اخت خلاد المقرئ وهو خلاد بن عيسى، وكان يلقب أبا سمينة. (رجال
النجاشي). (5) إبراهيم بن عمر اليماني الصنعاني، شيخ من أصحابنا ثقة، روى
عن أبي جعفر وأبي عبد الله - عليهما السلام - (رجال النجاشي). (6) حماد بن
عيسى الجهني المعروف بغريق الجحفة أبو محمد مولى، وقيل عربي.. روى عن أبي
عبد الله والكاظم والرضا - عليهم السلام -، وتوفي في حياة الجواد عليه
السلام، سنة: 209، ووثقه النجاشي. [ * ]
[ 219 ]
أطلعت الشمس قرينها (1) قال - عليه السلام -: يا خلق الله الجديد المطيع
له، فسمعوا
دويا من السماء وجواب قائل يقول: وعليك السلام يا أول يا آخر، يا ظاهر يا
باطن، يامن هو بكل شئ عليم. فلما سمع أبو بكر وعمر والمهاجرون والانصار
كلام الشمس صعقوا، ثم أفاقوا بعد ساعات وقد انصرف أمير المؤمنين عن
المكان، فوافوا رسول الله - صلى الله عليه وآله - مع الجماعة، وقالوا: أنت
تقول إن عليا بشر مثلنا وقد خاطبته الشمس بما خاطب الباري به نفسه. فقال
النبي - صلى الله عليه وآله -: وما سمعتموه منها ؟ فقالوا: سمعناها تقول:
[ السلام عليك ] (2) يا أول. قال: صدقت، هو أول من آمن بي (وصدق بنبوتي)
(3) فقالوا: سمعناها تقول: يا آخر. قال: صدقت، هو آخر الناس عهدا بي
يغسلني ويكفنني ويدخلني قبري. فقالوا: سمعناها تقول: يا ظاهر. قال: صدقت،
(ظهر علمي كله له فقالوا: سمعناها تقول: يا باطن. قال: صدقت،) (4) بطن سري
كله قالوا: سمعناها تقول: يامن هو بكل شئ عليم. قال: صدقت، هو العالم
بالحلال والحرام، والفرائض والسنن وما شاكل ذلك فقاموا كلهم، وقالوا: لقد
أوقعنا محمد في طخياء (5)، وخرجوا من باب المسجد (6). (7)
(1) في البحار: فلما طلعت الشمس. (2) من المصدر والبحار. (3) ليس في
البحار والمصدر. (4) مابين القوسين ليس في البحار. (5) الطخياء بالمد:
الليلة المظلمة، وتكلم بكلمة طخياء لا يفهم. (6) وزاد في البحار (وقال في
ذلك أبو محمد العوني: إمامي كليم الشمس راجع نورها * فهل لكليم الشمس في
القوم من مثل (7) عيون المعجزات: 10 وعنه البحار: 41 / 179 ح 16 وعن
الفضائل: 69 عن أبي ذر. [ * ]
[ 220 ]
السادس الاربعون تكليم الشمس له - عليه السلام - بكلام آخر وتسليمها 137 -
ثاقب المناقب: عن عبد الله بن مسعود قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه
وآله - إذ دخل علي بن أبي طالب - عليه السلام - فقال رسول الله: يا أبا
الحسن أتحب أن نريك كرامتك على الله ؟ قال: نعم بأبي أنت وأمي يارسول
الله. قال: فإذا كان غدا فانطلق إلى الشمس معي فإنها ستكلمك بإذن الله
تعالى، فماجت (1) قريش والانصار بأجمعها، فلما أصبح صلى الغداة وأخذ بيد
علي بن أبي طالب، وانطلق ثم جلسا ينتظران طلوع الشمس، فلما طلعت الشمس قال
رسول الله - صلى الله عليه وآله -: يا علي كلمها فإنها مأمورة وإنها
ستكلمك، فقال - عليه السلام -: السلام عليك ورحمة الله وبركاته أيها الخلق
السامع المطيع، فقالت الشمس: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ياخير
الاوصياء، لقد أعطيت في الدنيا والآخرة مالاعين رأت، ولا اذن سمعت، فقال
علي - عليه السلام -: ماذا اعطيت ؟ فقالت: ولم يؤذن لي أن أخبرك فيفتتن
الناس، ولكن هنيئا لك العلم والحكمة في الدنيا والآخرة فأنت ممن قال الله
{ فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة عين جزاء بما كانوا يعملون } (2) وأنت
ممن قال الله تعالى [ فيه ] (3) { أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون
} (4) فأنت المؤمن خصك الله بالايمان. وروى أن الشمس كلمته ثلاث مرات. (5)
(1) في الاصل: واجب. (2) السجدة: 17. (3) من المصدر. (4) السجدة: 18. (5)
الثاقب في المناقب: 255 ح 3. ورواه في فرائد السمطين: 1 / 185 باختلاف،
وشاذان في الفضائل: 163. [ * ]
[ 221 ]
السابع والاربعون تكليم الشمس
له - عليه السلام - حين فتح رسول الله - صلى الله عليه وآله - مكة وتهيأ
إلى هوازن 138 - ابن شهر اشوب: عن شيرويه الديلمي، وعبدوس المهداني،
والخطيب الخوارزمي من كتبهم، وأجازني جدي الكيا شهر اشوب ومحمد الفتال من
كتب أصحابنا نحو ابن قولويه (1) والكشي (2)، والعبدكي (3)، عن سلمان، وأبي
ذر، وابن عباس، وعلي بن أبي طالب - عليه السلام - أنه لما فتح (الله) (4)
مكة وتهيأنا (5) إلى هوازن، قال النبي - صلى الله عليه وآله -: يا علي قم
فانظر إلى كرامتك على الله تعالى، كلم الشمس إذا طلعت، فقام علي وقال:
السلام عليك أيتها العبد الدائب في طاعة ربه (6)، فأجابته الشمس وهي تقول:
وعليك السلام يا أخا رسول الله ووصيه وحجته على خلقه، فانكب علي ساجدا
شكرا لله تعالى فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وآله - (برأسه) (7) يقيمه
ويمسح وجهه ويقول (8) قم
(1) هو: جعفر
بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه، أبو القاسم، كان من ثقات أصحابنا
وأجلائهم في الحديث والفقه، توفي سنة: 369 (رجال النجاشي والشيخ). (2)
(أبو عمرو الكشي) محمد بن عمر بن عبد العزيز، من علماء القرن الرابع،
ووثقه الشيخ والنجاشي في رجالهما. (3) (العبدكي) محمد بن علي بن عبدك أبو
جعفر الجرجاني، جليل القدر من أصحابنا، فقيه، متكلم، وهو من كبار
المتكلمين في الامامة، له تصانيف كثيرة (رجال النجاشي والشيخ). (4) ليس في
المصدر والبحار. (5) في المصدر والبحار: إنتهيا. (6) كذا في المصدر
والبحار، وتذكير الوصف والضمير مع أنها مؤنث فلما باعتبار لفظ العبد
والتأنيث باعتبار المعنى، والدائب في العمل: الذي جد وتعب واستمر عليه.
(7) ليس في المصدر والبحار. (8) في المصدر: قال. [ * ]
[ 222 ]
[ يا ] (1) حبيبي فقد أبكيت أهل السماء من بكائك، وباهى الله بك (حملة
عرشه) (2)، ثم قال: الحمد لله الذي فضلني على سائر الانبياء، وأيدني بوصيي
سيد الاوصياء، ثم قرأ { وله أسلم من في السموات والارض طوعا } (3) الآية
(4). 139 - وروى هذا الحديث الشيخ المتكلم أبو علي محمد بن أحمد ابن علي
الفتال في روضة الواعظين: قال: قال ابن عباس: لما فتح [ رسول ] (5) الله
مكة خرجنا ونحن ثمانية آلاف، فلما أمسينا صرنا عشرة آلاف من المسلمين،
فرفع رسول الله - صلى الله عليه وآله - الهجرة (وقال: لاهجرة) (6) بعد
الفتح، قال: ثم تهيئنا إلى هوازن، فقال النبي - صلى الله عليه وآله - [
لعلي بن أبي طالب - عليه السلام - ] (7) قم يا علي فانظر كرامتك على الله
عزوجل، كلم الشمس إذا طلعت. قال ابن عباس: والله ما حسدت (8) أحدا إلا علي
بن أبي طالب ذلك، وقلت للفضل: قم ننظر كيف تكلم علي بن أبي طالب الشمس،
فلما طلعت الشمس قام علي بن أبي طالب - عليه السلام - فقال: السلام عليك
أيها العبد الدائب في طاعة ربه، فأجابته الشمس وهي تقول: وعليك السلام يا
أخا رسول الله ووصيه وحجة الله على خلقه، قال: فانكب علي - عليه السلام -
ساجدا شكرا لله عزوجل، قال: فو الله لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه
وآله - قام فأخذ برأس علي - عليه السلام - يقيمه ويمسح وجهه ويقول: قم
حبيبي فقد أبكيت أهل السماء
(1) من
المصدر. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: العرش. (3) آل عمران: 83.
(4) مناقب ابن شهر اشوب: 2 / 323 وعنه البحار: 41 / 176 ذح 10. (5) من
المصدر. (6) ليس في المصدر. (7) من المصدر. (8) كذا في المصدر والبحار
وأمالي الصدوق، وفي الاصل: ما حدثت. [ * ]
[ 223 ]
من بكائك، وباهى الله عزوجل بك حملة عرشه. (1)
الثامن والاربعون تكليم
الشمس له - عليه السلام - وسلامها عليه - عليه السلام - 140 - من طريق
المخالفين: صدر الائمة عند المخالفين موفق بن أحمد الخوارزمي الخطيب في
كتاب مناقب أمير المؤمنين - عليه السلام -: قال: أخبرني شهردار إجازة،
أخبرنا عبدوس هذا كتابة، حدثنا الشيخ أبو الفرج محمد بن سهل، حدثنا أبو
العباس أحمد بن إبراهيم بن تركان (2) [، حدثني زكريا بن عثمان أبو القاسم
ببغداد، حدثنا محمد بن ] (3) زكرياء الغلابي، حدثنا الحسن بن موسى بن محمد
ابن عباد الجزار، حدثنا عبد الرحمان بن القاسم الهمداني، حدثنا أبو حاتم
(4) محمد بن محمد الطالقاني أبو مسلم، عن الخالص الحسن بن علي بن محمد ابن
علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب، عن الناصح علي ابن محمد
بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب، عن
الثقة محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي ابن الحسين بن علي بن
أبي طالب، عن الرضا علي بن موسى بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي
بن أبي طالب، عن الامين موسى بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب، عن الصادق جعفر بن محمد بن علي
(1) روضة الواعظين: 128.
وأورده الصدوق - رحمه الله - في كتاب الامالي: 472 ح 14 بإسناده عن ابن
عباس باختلاف يسير في لفظه وعنه البحار: 41 / 177 ح 12 وعن قصص الانبياء
للراوندي: 292 ح 361 بإسناده عن الصدوق. (2) أبو العباس أحمد بن إبراهيم
بن أحمد بن تركان الخفاف التميمي الهمداني، ولد سنة: 317، وتوفي سنة: 402.
(سير أعلام النبلاء). (3) من المصدر. (4) في البحار: أبو حازم. [ * ]
[ 224 ]
ابن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن الباقر محمد بن علي بن الحسين ابن علي
بن أبي طالب، عن الزكي زين العابدين علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب،
عن البر الحسين بن علي بن أبي طالب، عن المرتضى أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب، عن المصطفى محمد الامين سيد المرسلين الاولين والآخرين - صلى الله
عليه وآله - أنه قال لعلي بن أبي طالب: يا أبا الحسن كلم الشمس فإنها
تكلمك. قال علي - عليه السلام -: السلام عليك أيتها العبد الصالح المطيع
لله تعالى، فقالت الشمس: وعليك السلام يا أمير المؤمنين وإمام المتقين
وقائد الغر المحجلين، يا علي أنت وشيعتك في الجنة، يا علي أول ما تنشق عنه
الارض محمد - صلى الله عليه وآله - ثم أنت، وأول من يحيى محمد ثم أنت،
وأول من يكسى محمد ثم أنت. قال: فانكب (علي) (1) ساجدا وعيناه تذرفان
دموعا، فانكب عليه النبي - صلى الله عليه وآله - وقال: يا أخي وحبيبي ارفع
رأسك فقد باهى الله بك أهل سبع سماوات. (2)
التاسع والاربعون كلام جمجمة كسرى 141 - السيد المرتضى: قال: في كتاب
الانوار تأليف أبي علي محمد ابن همام (3)
(1) ليس في المصدر. (2) مناقب الخوارزمي: 63 وعنه اليقين في إمرة أمير
المؤمنين - عليه السلام -: 25 ب 25 وكشف الغمة: 1 / 154. وأخرجه في
البحار: 41 / 169 ح 5 عن اليقين والكشف. وأورده المؤلف أيضا في حلية
الابرار: 1 / 487. (3) هذا هو الصحيح، وفي الاصل: الحسن بن علي، وقد قلنا
في ذح 94: أن صاحب كتاب الانوار هو محمد بن همام فليراجع. [ * ]
[ 225 ]
حدثني العباس بن الفضل، قال: حدثني موسى بن عطية الانصاري، قال: حدثنا
حسان بن أحمد الازرق، عن أبي الاحوص، (عن أبيه) (1)، عن عمار الساباطي،
قال: قدم أمير المؤمنين - عليه السلام - المدائن فنزل بإيوان كسرى، وكان
معه دلف بن منجم كسرى، فلما صلى (2) الزوال فقال لدلف: قم معي، كان معه
جماعة من أهل الساباط، فما زال يطوف في مساكن (3) كسرى ويقول لدلف: كان
لكسرى هذا المكان لكذا وكذا، فيقول (دلف) (4): هو والله كذلك، فما زال على
ذلك حتى طاف المواضع بجميع من كانوا معه ودلف يقول: (هو والله) (5) يا
سيدي ومولاي كأنك وضعت (هذه) (6) الاشياء في هذه الامكنة. ثم نظر - صلوات
الله عليه - إلى جمجمة نخرة، فقال: لبعض أصحابه: خذ هذه الجمجمة، وكانت
مطروحة، وجاء - عليه السلام - إلى الايوان وجلس فيه، ودعا بطست، وصب فيه
ماء، وقال له: دع هذه الجمجمة في الطست، ثم قال - عليه السلام -: أقسمت
عليك يا جمجمة أخبريني من أنا، ومن أنت ؟ فنطقت
الجمجمة بلسان فصيح، وقالت: أما أنت فأمير المؤمنين، وسيد الوصيين [ وإمام
المتقين في الظاهر والباطن وأعظم من أن توصف ] (7)، وأما أنا فعبد الله،
وابن أمة الله كسرى أنو شيروان، فانصرف القوم الذين كانوا معه من أهل
ساباط إلى أهاليهم، وأخبروهم بما سمعوه من الجمجمة، فاضطربوا واختلفوا في
معنى أمير المؤمنين وحضروه، وقال بعضهم: قد أفسد هؤلاء قلوبنا بما أخبروه
عنك،
(1) ليس في البحار. (2) كذا في نوادر المعجزات، وفي الاصل والمصدر: ظل.
(3) في الاصل: مكان. (4 - 6) ليس في المصدر. (7) مابين المعقوفين من
المصدر. [ * ]
[ 226 ]
وقال بعضهم فيه -
عليه السلام - مثل ما قال النصارى في المسيح، ومثل ما قال عبد الله بن سبأ
وأصحابه فإن تركتهم على هذا كفر الناس. فلما سمع ذلك منهم، قال لهم: ما
تحبون أن أصنع بهم ؟ قالوا: تحرقهم بالنار كما حرقت عبد الله بن سبأ
وأصحابه، فأحضرهم وقال: ما حملكم على ما قلتم ؟ قالوا: سمعنا كلام الجمجمة
النخرة ومخاطبتها إياك، ولايجوز ذلك إلا لله تعالى، فمن ذلك قلنا ما قلنا،
فقال - عليه السلام -: ارجعوا عن كلامكم، وتوبوا إلى الله، فقالوا: ماكنا
نرجع عن قولنا، فاصنع بنا ما أنت صانع، فأمر - عليه السلام - أن تضرم لهم
النار، فحرقهم، فلما احترقوا، قالوا: اسحقوهم وذروهم في الريح، فسحقوهم
وذروهم في الريح. فلما كان اليوم الثالث من إحراقهم دخل إليه أهل الساباط،
وقالوا: الله الله في دين محمد - صلى الله عليه وآله -، إن الذين أحرقتهم
بالنار قد رجعوا إلى منازلهم
بأحسن ما كانوا ! فقال - عليه السلام -: أليس قد أحرقتموهم بالنار،
وسحقتموهم وذريتموهم في الريح ؟ (1) قالوا: بلى، قال - عليه السلام -:
أحرقتهم والله أحياهم: فانصرفوا أهل الساباط متحيرين ومثل ما قال عبد الله
بن سبأ وأصحابه: فيعذبهم ما فعل عبد الله بن سبأ وانتهى أمره إلى ما انتهى
إليه أمر عبد الله بن سبأ وأصحابه (2) وإلى ما اخبر عنهم. (3) 142 - الشيخ
البرسي: وروى هذا الحديث إلى أن قال: ثم نظر - صلى الله عليه وآله - [ إلى
] (4) جمجمة نخرة فقال لبعض أصحابه: خذ هذه الجمجمة
(1) زاد في الاصل: فسحقوهم وذروهم. (2) العبارات مشوشة، فلاحظ. (3) عيون
المعجزات: 16 - 17 وعنه إثبات الهداة: 2 / 491 ح 320 والبحار: 41 / 215 ذح
27. ورواه الطبري في نوادر المعجزات: 21 ح 5. (4) من المصدر. [ * ]
[ 227 ]
[ وكانت مطروحة ] (1) ثم جاء - عليه السلام - إلى الايوان وجلس فيه ودعا
بطست فيه ماء، فقال للرجل: دع هذه الجمجمة في الطست، ثم قال: أقسمت عليك
(بالله) (2) يا جمجمة لتخبريني من أنا ومن أنت، فقالت الجمجمة بلسان فصيح:
أما أنت فأمير المؤمنين وسيد الوصيين وإمام المتقين، وأما أنا فعبدك وابن
عبدك أمتك كسرى أنو شيروان. فقال [ له ] (3) أمير المؤمنين - عليه السلام
-: كيف حالك ؟ فقال: يا أمير المؤمنين عليك السلام إني كنت ملكا عادلا
شفيقا على الرعايا، رحيما لاأرضى بظلم، ولكن كنت على دين المجوس، وقد ولد
محمد - صلى الله عليه وآله - في زمان ملكي، فسقط من شرفات قصري ثلاثة
وعشرون شرفة ليلة ولد، فهممت [ أن ] (4) اؤمن به من
كثرة ما سمعت من الزيادة من أنواع شرفه وفضله ومرتبته وعزه في السماوات
والارض، ومن شرف أهل بيته، ولكني تغافلت عن ذلك وتشاغلت عنه في الملك،
فيالها من نعمة ومنزلة ذهبت مني حيث لم اؤمن به، فأنا محروم [ من ] (5)
الجنة بعد أيماني به ولكني مع هذا الكفر خلصني الله من عذاب النار ببركة
عدلي وإنصافي بين الرعية، فأنا في النار والنار محرمة علي، فواحسرتاه لو
آمنت به لكنت معكم (6) يا سيد أهل بيت محمد، ويا أمير المؤمنين (7). قال:
فبكى الناس وانصرف القوم الذين كانوا معه من أهل ساباط إلى أهليهم
وأخبروهم بما كان وبما جرى من الجمجمة، فاضطربوا واختلفوا في
(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) من المصدر. (4 و 5) من
المصدر والبحار. (6) في البحار والمصدر: معك. (7) في البحار: يا أمير
امته. [ * ]
[ 228 ]
معنى أمير
المؤمنين، فقال المخلصون منهم: إن أمير المؤمنين عبد الله ووليه ووصي رسول
الله - صلى الله عليه وآله - وقال بعضهم: [ بل ] (1) هو النبي - صلى الله
عليه وآله -، وقال بعضهم: بل هو الرب، هو (مثل) (2) عبد الله بن سبأ
وأصحابه، وقالوا لولا أنه الرب (وإلا) (3) كيف يحيي الموتى، قال: فسمع
بذلك أمير المؤمنين فضاق صدره و أحضرهم، وقال: يا قوم غلب عليكم الشيطان
(واستحوذ عليكم) (4)، إن أنا إلا عبد أنعم الله علي بإمامته وولايته ووصية
رسول الله - صلى الله عليه وآله - (والامامة من قبل) (5) فارجعوا عن
الكفر، فأنا عبد الله وابن عبده، ومحمد - صلى الله عليه وآله -
خير مني وهو أيضا عبد الله وإن نحن إلا بشر مثلكم، فخرج بعضهم عن الكفر،
وبقي قوم على الكفر ما رجعوا، فألح عليهم أمير المؤمنين - عليه السلام -
بالرجوع فما رجعوا، فأحرقهم بالنار وتفرق منهم في البلاد قوم قالوا: لولا
ان فيه الربوبية وإلا فما كان أحرقنا بالنار، فنعوذ بالله من الخذلان. (6)
الخمسون كلام جمجمة اخرى والسمك 143 - الشيخ البرسي: قال: روى أبو رواحة
الانصاري، عن المغربي، قال:
(1) من المصدر والبحار. (2 و 3) ليس في البحار. (4) ليس في البحار
والمصدر. (5) ليس في المصدر. (6) لم نعثر عليه في كتاب البرسي، وهو في
فضائل شاذان: 70 - 71 وعنه البحار: 41 / 213 ح 27، والحديث كما ترى يتضمن
قول أنوشيروان بأنه كان ملكا عادلا - وهو في النار - والنار محرم عليه،
وبالرجوع إلى تاريخ حياة الرجل يكشف لك أنه كان أشد ظلما للناس من سلفه
الطالح، على أن رجال سنده مجاهيل لا يعرفون، مضافا إلى أن الناس لم يكونوا
مكلفين بقوانين الاسلام قبل بعثته - صلى الله عليه وآله - والله لا يعذب
أحدا قبل إتمام الحجة وإرسال الرسل. [ * ]
[ 229 ]
لما فرغ - يعني أمير المؤمنين - عليه السلام - من حرب النهروان أبصرنا
جمجمة نخرة بالية، فقال: هاتوها، فحركها بسوطه، وقال: أخبريني من أنت،
(فقيرة أم غنية، شقية أم سعيدة، ملك أم رعية) (1) ؟ فقالت بلسان فصيح: [
السلام عليك ] (2) يا أمير المؤمنين، أنا كنت ظالما، فأنا برويز بن هرمز
ملك الملوك، ملكت مشارقها ومغاربها، وسهلها وجبلها، وبرها وبحرها، أنا
الذي أخذت ألف
مدينة في الدنيا، وقتلت ألف ملك من ملوكها. يا أمير المؤمنين أنا الذي
بنيت خمسين مدينة، وفضضت (3) خمسمائة جارية بكر، واشتريت ألف عبد تركي و [
ألف ] (4) أرمني و [ ألف ] (5) رومي و [ ألف ] (6) زنجي، وتزوجت بسبعين
(7) من بنات الملوك، وما ملك في الارض إلا غلبته وظلمت أهله، فلما جاءني
ملك الموت قال لي: يا ظالم، يا طاغي، خالفت الحق، فتزلزلت أعضائي، وارتعدت
فرائصي، وعرض علي أهل حبسي فإذا هم سبعون ألف من أولاد الملوك قد شقوا من
حبسي، فلما رفع ملك الموت روحي سكن أهل الارض من ظلمي، فأنا معذب في النار
أبد الآبدين، فوكل الله بي سبعين ألف (ألف) (8) من الزبانية (9) في يد كل
(واحد) (10) منهم مرزبة (11) من نار لو ضربت على جبال أهل الارض لاحرقت
الجبال فتدكدكت، وكلما ضربني الملك بواحدة من تلك المرازب
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل كلها بلفظ المذكر. (2) من المصدر والبحار.
(3) في البحار: افتضضت. (4 - 6) من المصدر والبحار. (7) كذا في البحار،
وفي الاصل والمصدر: بسبعين ألفا. (8) ليس في البحار. (9) هي: الشرط. وسموا
بعض الملائكة لدفعهم أهل النار إليها. (10) ليس في البحار. (11) المرزبة:
والمرزبة ج: مرازب، والارزبة: عصية من حديد. [ * ]
[ 230 ]
اشتعلت بي (1) النار [ واحترق ] (2) فيحييني الله تعالى، ويعذبني بظلمي
على عباده أبد الآبدين، وكذلك وكل الله تعالى بعدد كل شعرة في بدني حية
تلسعني،
وعقربا تلدغني (وكل ذلك أحس به كالحي في دنياه) (3) فتقول لي الحيات
والعقارب: هذا جزاء ظلمك على عباده، ثم سكتت الجمجمة، فبكى جميع عسكر أمير
المؤمنين - عليه السلام - وضربوا على رؤوسهم، وقالوا: يا أمير المؤمنين
جهلنا حقك بعد ما أعلمنا رسول الله - صلى الله عليه وآله -، وإنما خسرنا
حقنا ونصيبنا فيك وإلا أنت ما ينقص منك شئ، فاجعلنا في حل مما (4) فرطنا
فيك ورضينا بغيرك على مقامك (وشرفك) (5) فإنا نادمون، فأمر - صلى الله
عليه وآله - بتغطية الجمجمة، فعند ذلك وقف ماء النهر (6) من الجري، وصعد
على وجه الماء كل سمك وحيوان كان في النهر، فتكلم كل واحد منهم مع أمير
المؤمنين - عليه السلام - ودعا له وشهد (7) بإمامته. وفي ذلك يقول بعضهم:
سلامي على زمزم والصفا * سلامي على سدرة المنتهى لقد كلمتك لدى النهروان *
نهارا جماجم أهل الثرى وقد بدرت (8) لك حيتانها * تناديك مذعنة بالولا (9)
(1) كذا في البحار، وفي الاصل والمصدر: في النار. (2) من المصدر والبحار.
(3) ليس في البحار. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فيما. (5) ليس
في المصدر والبحار. (6) في البحار: النهروان. (7) كذا في المصدر والبحار،
وفي الاصل: ويدعو له ويشهد. (8) في البحار: بدأت. (9) الفضائل لشاذان: 72
- 73 وعنه البحار: 41 / 215 ذح 28، ولم نجده في كتاب المشارق
للحافظ البرسي. [ * ]
[ 231 ]
الحادي
والخمسون كلام جمجمة اخرى 144 - البرسي: أبو رواحة الانصاري، عن المغربي،
قال: كنت مع أمير المؤمنين - عليه السلام - وقد أراد حرب معاوية فنظر (1)
إلى جمجمة في جانب الفرات وقد آتت عليها الازمنة، فمر (2) عليها أمير
المؤمنين - عليه السلام - فدعاها، فأجابته بالتلبية، وقد تدحرجت بين يديه،
وتكلمت بكلام (3) فصيح، فأمرها بالرجوع، فرجعت إلى مكانها (كما كانت) (4).
(5)
الثاني والخمسون كلام جمجمة اخرى 145 - ثاقب المناقب: عن محمد بن أبي
عمير، عن حنان بن سدير (6)، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: لما صلى
أمير المؤمنين - عليه السلام - صلاة الظهر بأرض بابل، التفت إلى جمجمة
ملقاة، وكلمها، وقال: أيتها الجمجمة، من أنت ؟ فقالت: أنا فلان بن فلان،
ملك بلد فلان. قال علي - عليه السلام -: أنا أمير المؤمنين، فقص علي
الخبر، وما كنت، وما كان في عمرك، فأقبلت
(1) في النوادر: فنظرنا. (2) في النوادر: فوقف. (3) في النوادر: بلسان.
(4) ليس في البحار والنوادر. (5) الفضائل لشاذان: 72 وعنه البحار: 41 /
215 صدرح 28. ورواه الطبري في نوادر المعجزات: 22 ح 6 بإسناده عن أحمد بن
محمد البزاز الكوفي، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا أبو ذر حكيم، عن
أبي اليسع، قال: حدثنا أبو رواحة الانصاري، عن حبة العرني، مثله.
(6) هو: حنان بن سدير بن حكيم بن صهيب أبو الفضل الصيرفي، كوفي، روى عن
أبي عبد الله وأبي الحسن - عليهما السلام - ووثقه الشيخ في رجاله. [ * ]
[ 232 ]
الجمجمة وقصت خبرها، وما كان في عصرها من خير أو شر. قال مصنف هذا الكتاب
- رحمه الله -: إن مسجد الجمجمة معروف بأرض بابل، وقد بنى مسجد على الموضع
الذي كلمته الجمجمة فيه، وهو [ إلى ] (1) اليوم باق معروف، ويزوره أكثر من
يمر به [ من الحجاج وغيرهم ] (2). (3)
الثالث والخمسون إحياء ميت 146 -
محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن عبد الله بن محمد،
عن عبد الله بن القاسم، عن عيسى شلقان (4)، قال: سمعت أبا عبد الله - عليه
السلام - يقول: إن أمير المؤمنين - عليه السلام - [ كانت ] (5) له خؤولة
في بني مخزوم، وإن شابا منهم أتاه فقال: يا خالي إن أخي مات، وقد حزنت
عليه حزنا شديدا. قال: فقال له: تشتهي أن تراه ؟ قال: بلى. قال فأرني
قبره. قال: فخرج ومعه بردة رسول الله - صلى الله عليه وآله - متزرا بها
(6)، فلما انتهى إلى القبر تلملمت شفتاه، ثم ركضه برجله، فخرج من قبره،
وهو يقول: [ وميكا ] (7) بلسان الفرس، فقال
(1 و 2) من المصدر. (2) الثاقب في المناقب: 227 ح 3. ويأتي في المعجزة
(301) مفصلا. (4) عيسى شلقان: هو من أصحاب الامام الصادق - عليه السلام -
وفي بعض النسخ: (عيسى بن شلقان) ولا يبعد أنها محرفة. فان شلقان لقب عيسى
نفسه،.. ونقل الكشي في عيسى بن أبي منصور عن حدويه (أنه خير، فاضل، وهو
المعروف بشلقان، وهو ابن أبي منصور
(معجم رجال الحديث). (5) من البحار. (6) كذا في المصدر والاصل وفي البحار:
فخرج وتقنع برداء رسول الله - صلى الله عليه وآله - المستجاب. (7) من
البحار، وفي البصائر: رميكا. ولعله من الالفاظ المهجورة، أو النادرة من
لغة الفرس. [ * ]
[ 233 ]
أمير المؤمنين - عليه السلام -: ألم تمت وأنت رجل من العرب ؟ قال: بلى،
ولكنا متنا على سنة فلان وفلان فانقلبت ألسنتنا. (1)
الرابع والخمسون
إحياء سام ولد نوح - عليه السلام - ووصيه 147 - ابن شهر اشوب في المناقب:
من كتاب العلوي البصري أن جماعة من اليمن أتوا إلى النبي - صلى الله عليه
وآله - فقالوا: [ نحن بقايا الملك المقدم ] (2) من آل نوح، وكان لنبينا
وصي اسمه سام، وأخبر في كتابه أنه لكل نبي معجزا، وله وصي يقوم مقامه، فمن
وصيك ؟ فأشار - صلى الله عليه وآله - بيده نحو علي - عليه السلام -،
فقالوا: يا محمد إن سألناه أن يرينا سام بن نوح فيفعل ؟ فقال - صلى الله
عليه وآله -: نعم بإذن الله، وقال: يا علي قم معهم إلى داخل المسجد واضرب
برجلك الارض عند المحراب. فذهب علي - عليه السلام - وبأيديهم صحف إلى أن
دخل [ إلى ] (3) محراب رسول الله - صلى الله عليه وآله - داخل المسجد فصلى
ركعتين، ثم قام وضرب برجله
(1)
الكافي: 1 / 456 ح 7 وعنه إثبات الهداة: 2 / 405 ح 12 وعن بصائر الدرجات:
273 ح 3. وأورده ابن شهر اشوب في المناقب: 2 / 340 وعنه البحار: 27 / 30 ح
4. وفي ثاقب المناقب: 228 ح 4 والديلمي في إرشاد القلوب: 284 مرسلا مع
اختلاف يسير في المتن.
وأخرجه في البحار: 6 / 130 ح 39 وج 41 / 195 ح 8 عن البصائر. وفي البحار:
27 / 31 بيان جيد ينقله العلامة المجلسي عن كتاب الرسائل للشيخ المفيد حول
المعجزة لائمة الهدى - عليهم السلام - في إمكانها لهم وجوازها، وان ما
يجري على أيدي غير المعصومين - عليهم السلام - انما هي معجزة لهم - عليهم
السلام - وتظهر على أيدي اولئك السفراء لبيان صدقهم، فراجع. (2) من
المصدر. (3) من البحار. [ * ]
[ 234 ]
(على) (1) الارض، فانشقت الارض وظهر لحد وتابوت، فقام من التابوت شيخ
يتلالا [ نور ] (2) وجهه مثل القمر ليلة البدر، وينفض التراب من رأسه، وله
لحية إلى سرته، وصلى على علي، وقال: أشهد أن لاإله إلا الله، وأن محمدا
رسول الله سيد المرسلين، وانك علي وصي محمد سيد الوصيين، أنا سام بن نوح
فنشروا اولئك صحفهم فوجدوه كما وصفوه في الصحف. ثم قالوا: نريد أن يقرأ من
صحفه سورة، فأخذ في قرائته حتى تمم السورة، ثم سلم على علي ونام كما كان،
فانضمت الارض، وقالوا بأسرهم: { إن الدين عند الله الاسلام } (3) وأمنوا
وآنزل الله { أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي وهو يحي الموتى -
إلى قوله - انيب } (4). (5)
الخامس والخمسون كلامه - عليه السلام - مع وصي
موسى - عليه السلام - 148 - محمد بن الحسن الصفار: عن محمد بن عيسى، عن
عثمان ابن عيسى، عمن أخبره، عن عباية الاسدي، قال: دخلت على أمير المؤمنين
- عليه السلام - وعنده رجل رث (6) الهيئة [ وأمير المؤمنين ] (7) مقبل
عليه يكلمه. (قال:) (8) فلما قام الرجل قلت: يا أمير المؤمنين من هذا الذي
أشغلك
* (هامش) (1) ليس في المصدر والبحار. (2) من نسخة " خ ". (3) آل عمران:
19. (4) الشورى: 9 و 10. (5) مناقب ابن شهراشوب: 2 / 339، وعنه البحار: 41
/ 212 ح 25. وأورده المؤلف أيضا في تفسير البرهان: 4 / 118 ح 1. (6) يقال:
فلان رث الهيئة: أي باذها وخلقها. " أقرب الموارد ". (7) من المصدر
والبحار. (8) ليس في المصدر والبحار. [ * ]
[ 235 ]
عنا ؟ قال: هذا وصي موسى - عليه السلام -. ورواه ابن شهر اشوب، عن عباية
بن ربعي الاسدي، قال: دخلت على أمير المومنين - عليه السلام - وعنده رجل
رث الهيئة - وذكر الحديث بعينه -. (1)
السادس والخمسون كلامه - عليه
السلام - مع شمعون وصي عيسى - عليه السلام - 149 - ثاقب المناقب: عن عبد
الرحمان بن كثير الهاشمي، مولى أبي جعفر، عن أبي عبد الله - عليه السلام
-، قال: خرج أمير المؤمنين - عليه السلام - بالناس يريد صفين حين عبر
الفرات، وكان قريبا من الجبل بصفين، إذ حضرت صلاة المغرب، فأمر [ بالنزول
] (2) فنزلوا، ثم توضأ وأذن (للمغرب) (3)، لما فرغ من الاذان انفلق الجبل
عن هامة بيضاء، بلحية بيضاء، ووجه (4) أبيض، وقال: السلام عليك يا أمير
المؤمنين ورحمة الله وبركاته، مرحبا بوصي خاتم النبيين، وقائد الغر
المحجلين، والعالم المؤمن الفاضل، والفائق ميراث الصديقين، وسيد الوصيين.
فقال: وعليك السلام، يا أخي شمعون بن حمون، وصي عيسى
ابن مريم روح الله، كيف حالك ؟ ! قال: بخير رحمك الله، (وأنا منتظر) (5)
روح الله ينزل، ولا أعلم أحدا أعظم بلاء في الله، ولا أحسن غدا ثوابا، [
ولا أرفع مكانا ] (6) منك، اصبر
(1) بصائر الدرجات: 282 ح 19 ومناقب ابن شهر اشوب: 246 وعنهما البحار: 39
/ 134 ح 6، وفي ج: 6 / 231 ح 43 وج 27 / 305 ح 9 عن البصائر. (2) من
المصدر. (3) ليس في المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: ووجهه. (5) كذا
في المصدر، وفي الاصل: وأنتظر. (6) من المصدر. [ * ]
[ 236 ]
[ يا أخي على ما أنت فيه ] (1) حتى تلقى الحبيب غدا، وقد رأيت أصحابك
بالامس مالقوا من بني إسرائيل، نشروهم بالمناشير، وحملوهم على الخشب لو
تعلم هذه الوجوه الغير الساهمة، ما اعد لهم من عذاب ربك وسوء نكاله (لم
يقروا) (2) ولو تعلم هذه الوجوه فلم تعلم هذه الوجوه المبيضة ماذا اعد لهم
من الثواب الجزيل تمنت أنها قرضت بالمقاريض، والسلام عليك يا أمير
المؤمنين ورحمة الله وبركاته، ثم التأم الجبل، وخرج أمير المؤمنين إلى
قتال (القوم) (3). فسأله عمار بن ياسر، وابن عباس، ومالك الاشتر، وهاشم بن
عتبة، وأبو أيوب الانصاري، وقيس بن سعد (4)، وعمرو بن الحمق، وعبادة ابن
الصامت، وأبو الهيثم [ بن ] (5) التيهان - رضي الله عنهم - عن الرجل،
فأخبرهم أنه شمعون بن حمون وصي عيسى - عليه السلام -. وسمعوا منه كلامه
وازدادوا بصيرة. (6)
ورواه المفيد في أماليه: قال: حدثني أبو الحسن علي بن بلال المهلبي، قال:
حدثنا علي بن عبد الله بن أسد الاصفهاني، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد
الثقفي، قال: حدثنا إسماعيل بن يسار، قال: حدثنا عبد الله بن ملح، عن عبد
الوهاب ابن إبراهيم الازدي، عن أبي صادق، عن مزاحم بن عبد الوارث، عن محمد
ابن زكريا (7)، عن شعيب بن واقد المزني، عن محمد بن سهل مولى سليمان
(1) من المصدر. (2) في المصدر: لم يفروا. (3) ليس في المصدر. (4) كذا في
المصدر، وفي الاصل: سعيد. (5) من المصدر. (6) الثاقب في المناقب: 225 ح 1.
(7) في السند إعضال بلا ريب، وإن شئت التفصيل فراجع أمالي المفيد ذيل ص
104 بتحقيق العلامة الغفاري، فإن له تحقيقا عميقا في السند. [ * ]
[ 237 ]
ابن علي بن عبد الله بن العباس، عن أبيه، عن قيس مولى علي بن أبي طالب -
عليه السلام -، قال: إن أمير المؤمنين - عليه السلام - كان قريبا من الجبل
بصفين (1) فحضرت صلاة المغرب فأمعن بعيدا ثم أذن، فلما فرغ من أذانه إذا
رجل مقبل نحو الجبل، أبيض الرأس واللحية والوجه، فقال: السلام عليك يا
أمير المؤمنين - وساق الحديث -. (2) وروى هذا الحديث ابن شهر اشوب في
المناقب: عن عبد الرحمان (3) ابن كثير الهاشمي، عن الصادق - عليه السلام -
في خبر أن أمير المؤمنين - عليه السلام - توضأ وأذن (للمغرب) (4) في صفين
فانفلق الجبل عن هامة بيضاء، ولحية بيضاء، (ووجه أبيض) (5)، فقال: السلام
عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته،
مرحبا بوصي خاتم النبيين، وقائد الغر (6) المحجلين، والاغر (7) المأمون،
والعامل (8) الفائز بثواب الصديقين، وسيد الوصيين، فقال له: وعليك السلام
يا أخي شمعون
(1) هي تقع مابين أعالي العراق والشام، وفي تلك البلدة خرج معاوية بن حرب
- لعنه الله - على الامام أمير المؤمنين علي - عليه السلام - واستمرت
الحرب مائة يوم وعشرة أيام وبلغت الوقائع تسعين وقعة فيما يذكره المؤرخون.
(2) أمالي المفيد: 104 ح 5 وعنه إثبات الهداة: 2 / 146 ح 644، وفي البحار:
6 / 238 ح 58 وج 8 / 531 (ط حجر) عنه وعن الخرائج: 2 / 743 ح 62. وأخرجه
في الايقاظ من الهجعة: 182 ح 34 عن الخرائج مختصرا. (3) في الاصل: عبد
الله. (4) ليس في المصدر. (5) ليس في نسخة " خ ". (6) الغر جمع الاغر، من
الغرة: بياض الوجه، يريد بياض وجوههم بنور الوضوء يوم القيامة، ومنه
الحديث (غر محجلون من آثار الوضوء) (نهاية ابن الاثير). (7) في المصدر:
والاعز، وفي البحار: والاغر المأثور. قال في النهاية: (فيه المؤمن غر
كريم) أي ليس بذي نكر فهو ينخدع لانقياده ولينه، ويريد أنه المحمود من
طبعه الغرارة، وقلة الفطنة للشر و ترك البحث عنه، وليس ذلك منه جهلا ولكنه
كرم وحسن خلق. (8) من المصدر: الفاضل. [ * ]
[ 238 ]
ابن حمون وصي عيسى بن مريم روح القدس، كيف حالك ؟ قال: بخير رحمك الله،
أنا منتطر روح الله ينزل، ولا أعلم أحدا أعظم في الله بلاء، ولا أحسن غدا
ثوابا، [ ولا أرفع مكانا ] (1) منك، اصبر [ يا أخي ] (2) على (3) ما أنت
فيه حتى تلقى الحبيب غدا فقد رأيت أصحابك [ يعني الاوصياء ] (4) بالامس [
لقوا ] (5) مالقوا من
بني إسرائيل نشروا بالمناشير وحملوهم على الخشب - إلى آخر كلامه -. (6)
السابع والخمسون إحياء ميت 150 - محمد بن العباس: عن محمد بن سهل العطار،
قال: حدثنا أحمد ابن عمرو (7) الدهقان، عن محمد بن كثير الكوفي، عن محمد
بن السائب (8)، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: جاء قوم إلى النبي - صلى
الله عليه وآله - فقالوا: يا محمد إن عيسى بن مريم - عليه السلام - كان
يحيي الموتى ؟ فأحي لنا الموتى، فقال لهم: من تريدون ؟ قالوا: (نريد) (9)
فلانا وإنه قريب عهد بموت، فدعى علي ابن أبي طالب فأصغى إليه بشئ لا
نعرفه، ثم قال [ له ] (10): انطلق معهم إلى الميت فادعه باسمه واسم أبيه.
(1 و 2) من المصدر. (3) في المصدر: يا علي. (4 و 5) من المصدر. (6)
المناقب لابن شهر اشوب: 2 / 246 وعنه البحار 39 / 134 ح 7 وعن بصائر
الدرجات: 280 ح 16. وأخرج قطعة منه في إثبات الهداة: 3 / 439 ح 117 عن
البصائر. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: عمر. (8) هو محمد بن السائب بن
بشر بن عمرو الكلبي أبو النضر الكوفي النسابة، روى عن أبي صالح، توفي سنة
146. (تهذيب التهذيب). (9) ليس في المصدر والبحار. (10) من المصدر
والبحار. [ * ]
[ 239 ]
فمضى معهم حتى
وقف على قبر الرجل، ثم ناداه: يا فلان [ بن فلان ] (1)، فقام الميت،
فسألوه، ثم اضطجع في لحده، فانصرفوا وهم يقولون: إن هذا من
أعاجيب بني عبد المطلب أو نحوها، فأنزل الله عزوجل { ولما ضرب ابن مريم
مثلا إذا قومك منه يصدون - أي يضجون (2) - } (3). (4)
الثامن والخمسون
إحياء موتى 151 - السيد المرتضى في عيون المعجزات: حدثني أبو علي أحمد ابن
زيد بن دارا - رحمه الله - قال: حدثني بالبصرة أبو عبد الله الحسين بن
محمد ابن جمعة - رضي الله عنه -، قال: حدثني أبو عبد الله أحمد بن محمد بن
أيوب، بالاسناد إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله -. ورواه البرسي قال:
روي أن جماعة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله - أتوه وقالوا:
يارسول الله عليك السلام، إن الله اتخذ إبراهيم خليلا، وكلم موسى تكليما،
وكان عيسى يحيي الموتى، فما صنع بك ربك ؟ فقال النبي - صلى الله عليه وآله
-: إن كان الله سبحانه وتعالى اتخذ (5) ابراهيم خليلا فقد اتخذني حبيبا،
وإن كان كلم موسى من وراء حجاب فقد رأيت جلال ربي وكلمني مشافهة - أي بغير
واسطة -، وإن كان عيسى يحيي الموتى بإذن الله تعالى، فإن شئتم أحييت لكم
موتاكم بإذن
(1) من المصدر والبحار. (2) في المصدر: يضحكون. (3) الزخرف: 57. (4) تأويل
الآيات: 2 / 568 ح 40 وعنه البحار: 35 / 314 ح 3. وأورد المؤلف في تفسير
البرهان أيضا: 4 / 151 ح 5. (5) في المصدر: إن الله سبحانه وتعالى إن كان
اتخذ. [ * ]
[ 240 ]
الله تعالى.
فقالوا: قد شئنا، فأرسل معهم أمير المؤمنين [ علي
ابن أبي طالب ] (1) - صلوات الله عليه - بعد أن رداه بردائه، وكان اسم
الرداء (المستجاب)، فأخذ (مطرقة فجعلها على كتفيه ورأسه) (2). وفي رواية
السيد المرتضى: فأرسل معهم أمير المؤمنين - عليه السلام - بعد أن رداه
ببرد يقال له (المستجاب)، وجعل طرفيه على كتفيه ورأسه، ثم أمرهم أن يسيروا
مع أمير المؤمنين علي - عليه السلام - إلى المقابر، (فسعوا) (3)، فلما
أتوا المقابر سلم على أهل القبور، ودعا (ربه) (4)، وتكلم بكلام لا
يفقهونه، فاضطربت [ الارض ] (5) وارتجت وقامت الموتى، وقالوا بأجمعهم: على
رسول الله - صلى الله عليه وآله - السلام، ثم على أمير المؤمنين [ علي بن
أبي طالب ] (6) السلام، فتداخلهم رعب شديد، وقالوا: حسبك يا أبا الحسن،
أقلنا أقالك الله، فامسك عن استمرار كلام ودعاء، فرجعوا إلى رسول الله -
صلى الله عليه وآله - وقالوا: يارسول الله أقلنا أقالك الله، فقال لهم:
إنما رددتم على الله، لاأقالكم الله يوم القيامة. (7)
التاسع والخمسون
إحياء ميت آخر 152 - البرسي: قال: روي عن الامام علي - عليه السلام - أنه
كان يطلب قوما
(1) من المصدر. (2) بدل مابين القوسين في المصدر هكذا: منطقته فشده بها
وسطه. (3 و 4) ليس في الفضائل. (5) من المصدر. (6) من المصدر، وليس فيه
(السلام). (7) عيون المعجزات: 9 والفضائل: 66 - 67 وعنهما البحار: 41 /
194 ذح 5 وعن الخرائج: 1 / 184 نحوه. ورواه في إثبات الوصية: 128 نحوه.
ويأتي في معجزة: 253 عن الثاقب في المناقب مختصرا. [ * ]
[ 241 ]
من الخوارج (1)، فلما بلغ
الموضع المعروف اليوم بساباط (2)، (وكان هو ومن تابعه من الخوارج منهم عبد
الله بن وهب وعمر بن حرموان) (3)، فلما (أن) (4) وصل إلى الموضع المعروف
بساباط (ثوران) (5) أتاه رجل من شيعتة، وقال: يا أمير المؤمنين أنا لك
شيعة ومحب، ولي (6) أخ وكنت شفيقا عليه، فبعثه عمر في جنود سعد بن أبي
وقاص إلى قتال أهل المدائن، فقتل هنالك (وكان من وقت مقتله إلى ذلك (7)
عدة سنين كثيرة، فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: وما لذي تريد منه ؟
فقال: اريد أن تحييه لي. قال علي - عليه السلام -: لا فائدة في حياته لك.
قال: لااريد غير (8) ذلك يا أمير المؤمنين. قال له: إذا أبيت [ إلا ] (9)
ذلك) (10) فأرني قبره ومقتله، فأراه إياه،
(1) هم من أقدم الفرق الاسلامية، خرج رجالها بادئ ذي بدء على أمير
المؤمنين - عليه السلام - لانه - عليه السلام - رضى بمبدأ التحكيم بينه
وبين معاوية - لعنه الله - مكرها، وأثر معركة صفين، عسكروا في (حروراء))
قرب الكوفة، ثم تتالت عليهم الشبهات وكفروا جميع المسلمين واستحلوا دمائهم
وأخذوا يعترضون الناس قتلا وترويعا، فأوقع بهم أمير المؤمنين - عليه
السلام - في (النهروان) قرب (بغداد) إلا بقايا منهم - لعنهم الله - تفرقت
في البلاد وظلوا في ثورات دائمة، ثم اغتال أحدهم عليا أمير المؤمنين -
عليه السلام - وهو ابن ملجم - عليه لعائن الله - وهم خارجون عن الاسلام
بحكم جميع علماء الاسلام قديما وحديثا، وأهم فرقهم: الاباضية - على جميعهم
لعنة الله إلى يوم القيامة -. (2) هي: ساباط كسرى قرية كانت قريبا من
المدائن، وعندها قنطرة على نهر الملك، وكانت القرية سميت بالقنطرة لانها
ساباط. وهي أيضا بليدة معروفة بما وراء النهر على عشرة فراسخ من خجند. (3)
مابين القوسين ليس في البحار. (4 و 5) ليس في البحار. (6) في البحار: أنا
من شيعتك وكان لي.
(7) في المصدر: اليوم. (8) في المصدر: لابد من. (9) من المصدر. (10) مابين
القوسين ليس في البحار. [ * ]
[ 242 ]
فمد الرمح وهو راكب بغلته الشهباء فوكز (1) القبر بأسفل الرمح فخرج رجل
أسمر طويل، (شيخ) (2) يتكلم بالعجمية، فقال له أمير المؤمنين - عليه
السلام -: لم تقول (3) بالعجمية وأنت رجل من العرب ؟ فال: (ولكن بلى بغضك
في قلبي ومحبة أعدائك) (4)، فانقلب لساني في النار، فقال الرجل: يا أمير
المؤمنين رده من حيث جاء فلا حاجة لنا فيه [ فقال ] (5) أمير المؤمنين -
عليه السلام -: ارجع، فرجع إلى القبر وانطبق عليه. (أعاذنا الله من ذلك
الحال، ولله الحمد على ولاية علي وأهل بيته - عليه السلام - (6). (7)
الستون إحياء ام فروة 153 - ثاقب المناقب: عن [ الاعمش، عن ] (8) شمر بن
عطية (9)، عن سلمان - رضي الله عنه - في حديث طويل الخص لك فائدته، قال:
إن امرأة من الانصار قتلت تجنيا بمحبة علي - عليه السلام - يقال لها (ام
فروة)، وكان علي - عليه السلام - غائبا، فلما وافى ذهب إلى قبرها ورفع
رأسه إلى السماء، وقال: اللهم يا محيي النفوس بعد الموت، ويا منشئ العظام
الدارسات بعد الفوت، أحي لنا ام فروة واجعلها
(1) في المصدر والبحار: فركز. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) في المصدر
والبحار: تتكلم. (4) في البحار (بدل مابين القوسين): إني كنت أبغضك واوالي
أعداءك.
(5) من المصدر والبحار. (6) مابين القوسين ليس في البحار، وقوله: (أهل
بيته) ليس في المصدر. (7) الفضائل: 67 وعنه البحار: 41 / 216 ح 29. (8) من
المصدر. (9) هو شمر بن عطية الاسدي الكاهلي الكوفي، روى عنه الاعمش.
(تهذيب الكمال). [ * ]
[ 243 ]
عبرة لمن عصاك، فإذا بهاتف قال: يا أمير المؤمنين امض لما سألت، فرفس
قبرها وقال: يا أمة الله قومي بإذن الله تعالى، فخرجت ام فروة من القبر
وبكت وقالت: أرادوا إطفاء نورك فأبى الله عزوجل لنورك إلا ضياء، ولذكرك
إلا ارتفاعا ولو كره الكافرون، فردها أمير المؤمنين - عليه السلام - إلى
زوجها، وولدت بعد ذلك ولدين غلامين، وعاشت بعد أمير المؤمنين ستة أشهر.
(1)
الحادي والستون إحياء ميت 154 - ثاقب المناقب: أنه حدث الاصبغ بن
نباته (2) قال: مر [ مولاي ] (3) أمير المؤمنين - صلوات الله عليه -
بمقبرة، ونظر إلى القبور، فقال: أتحب أن اريك آية بإذن الله تعالى ؟ قلت:
نعم يا مولاي. فأشار بيده إلى قبر، وقال: قم يا ميت، وقام شيخ وقال:
السلام عليك يا أمير المؤمنين، وخليفة رب العالمين، فقال - صلى الله عليه
وآله -: من أنت يا شيخ ؟ فقال: أنا عمرو بن دينار الهمداني، إني قتلت في
واقعة الانبار، قتلني أصحاب معاوية مع أمير الانبار. فقال: اذهب إلى أهلك
وأولادك وحدثهم بما رأيت، وقل لهم: إن علي بن أبي طالب [ قد ] (4) أحياني
بأمر الله تعالى وردني إليكم بإذن الله. (5)
(1) الثاقب في المناقب: 226 ح 2.
وأخرجه في الخرائج: 2 / 548 ح 9 مفصلا وعنه إثبات الهداة: 2 / 459 ح 199
والبحار: 41 / 199 ح 13. (2) الاصبغ بن نباتة المجاشعي: كان من خاصة أمير
المؤمنين - عليه السلام - وعمر بعده، روى عنه عهد الاشتر ووصيته إلى محمد
ابنه (رجال النجاشي). (3) من المصدر. (4) من نسخة " خ ". (5) الثاقب في
المناقب: 210 ح 14. [ * ]
[ 244 ]
الثاني والستون شأنه مع سليمان بن داود وكلامه معه 155 - روى صاحب منهج
التحقيق إلى سواء الطريق (1) عن سلمان - رضي الله عنه - قال: كنا جلوسا مع
أمير المؤمنين - عليهما السلام - بمنزله لما بويع عمر بن الخطاب قال: كنت
أنا والحسن والحسين - عليهما السلام - ومحمد بن الحنفية ومحمد بن أبي بكر
وعمار بن ياسر والمقداد بن الاسود الكندي - رضي الله عنهم - قال له ابنه
الحسن: يا أمير المؤمنين إن سليمان - عليه السلام - سأل ربه ملكا لا ينبغي
لاحد من بعده (2) فأعطاه ذلك، فهل ملكت مما ملك سليمان بن داود ؟ فقال -
عليه السلام -: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إن سليمان بن داود سأل الله
عزوجل الملك فأعطاه، وإن أباك ملك ما لم يملكه بعد جدك رسول الله قبله،
ولا يملكه أحد بعده. فقال الحسن - عليه السلام -: نريد ترينا مما فضلك
الله به من الكرامة. فقال - عليه السلام -: أفعل إن شاء الله تعالى. فقام
أمير المؤمنين علي - علي السلام - فتوضأ وصلى ركعتين ودعا الله - عزوجل -
بدعوات لم يفهمها أحد، ثم أومأ إلى جهة المغرب فما كان بأسرع من أن جاءت
سحابة اخرى.
فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: أيتها السحابة اهبطي بإذن الله
تعالى، فهبطت وهي تقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله،
وأنك خليفته
(1) منهج التحقيق قال في الذريعة: ينقل في (حديقة الشيعة) المنسوب إلى
المقدس الاردبيلي عن باب منه بيان أفضلية أمير المؤمنين - عليه السلام -
على سائر الانبياء والمرسلين، وينقل عنه الشيخ حسن بن سليمان تلميذ الشهيد
(الثاني) في كتاب المحتضر قائلا: روى بعض علماء الامامية في كتاب (منهج
التحقيق) عن كتاب (نوادر الحكمة).. وكذا ينقل عنه في (أنساب النواصب)
المؤلف سنة: 1067. (2) اقتباس من سورة ص: 35. [ * ]
[ 245 ]
ووصيه، من شك فيك فقد هلك سبيل النجاة. قال: ثم انبسطت السحابة إلى الارض
حتى كأنها بساط موضوع، فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: اجلسوا على
الغمامة، فجلسنا وأخذنا مواضعنا، فأشار إلى السحابة الاخرى فهبطت وهي تقول
كمقالة الاولى، وجلس أمير المؤمنين عليها، ثم تكلم بكلام وأشار إليها
بالمسير نحو المغرب، وإذا بالريح قد دخلت السحابتين فرفعتهما رفعا رفيقا،
فتمايلت نحو أمير المؤمنين - عليه السلام - وإذا به على كرسي والنور يسطع
من وجهه يكاد يخطف بالابصار. فقال الحسن: يا أمير المؤمنين إن سليمان بن
داود كان مطاعا بخاتمه، وأمير المؤمنين بماذا يطاع ؟ فقال - عليه السلام -
أنا عين الله الناظرة في أرضه، أنا لسانه الناطق في خلقه، أنا نور الله
الذي لا يطفى، أنا باب الله الذي يؤتى منه، وحجته على عباده. ثم قال:
أتحبون أن أريكم خاتم سليمان بن داود - عليه السلام - ؟ قلنا: نعم، فأدخل
يده إلى جيبه فأخرج خاتما من ذهب، فصه من ياقوتة حمراء، عليه
مكتوب: محمد وعلي. قال سلمان: فتعجبنا من ذلك، فقال: من أي شئ تعجبون ؟
وما العجب من مثلي، أنا اريكم اليوم ما لم تروه أبدا - وساق الحديث إلى أن
قال - فقال - عليه السلام -: تريدون أن اريكم سليمان بن داود ؟ فقلنا:
نعم، فقام ونحن معه، فدخل بنا بستانا ما رأينا أحسن منه وفيه من جميع
الفواكه والاعناب وأنهاره تجري، والاطيار يتجاوبن على الاشجار، فحين رأته
الاطيار أتته ترفرف حوله حتى توسطنا البستان، وإذا سرير عليه شاب ملقى على
ظهره، واضع يده على صدره، فأخرج أمير المؤمنين - عليه السلام - الخاتم من
جيبه وجعله في أصبع سليمان - عليه السلام - فنهض قائما، وقال: السلام عليك
يا أمير المؤمنين، ووصي رب العالمين، أنت والله الصديق الاكبر، والفاروق
الاعظم، قد أفلح من تمسك بك، وقد
[ 246 ]
خاب وخسر من تخلف عنك، وإني سألت الله بكم أهل البيت فاعطيت ذلك الملك.
قال سلمان: فلما سمعنا كلام سليمان بن داود - عليه السلام - لم أتمالك
نفسي حتى وقعت على أقدام أمير المؤمنين - عليه السلام - اقبلها، وحمدت
الله تعالى على جزيل عطائه بهدايته إلى ولاية أهل البيت - عليهم السلام -
الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وفعل أصحابي كما فعلت. (1)
الثالث والستون شأنه - عليه السلام - مع صالح النبي - عليه السلام - 156 -
في الحديث الذي قبل عن سلمان، وساق الحديث إلى أن قال سلمان: ثم قام -
عليه السلام - وإذا نحن بشاب في الجبل يصلي بين قبرين، فقلنا يا أمير
المؤمنين من هذا الشاب ؟ فقال - عليه السلام -: صالح النبي - عليه السلام
- وهذان القبران لامه وأبيه، وأنه يعبد الله بينهما، فلما نظر إليه صالح
لم يتمالك نفسه حتى بكى، وأومأ بيده إلى أمير المؤمنين - عليه السلام - ثم
عاد إلى صدره وهو يبكي،
فوقف أمير المؤمنين - عليه السلام - عنده حتى فرغ من صلاته، فقلنا له: ما
بكاؤك ؟ فقال صالح: إن أمير المؤمنين - عليه السلام - كان يمر بي عند كل
غداة فيجلس فتزداد عبادتي بنظره فقطع ذلك مذ عشرة أيام فأقلقني ذلك،
فتعجبنا من ذلك. (2)
(1) المحتضر: 71 - 74 وعنه البحار: 27 / 33 - 38 ح 5. ويأتي بتمامه في
المعجزة: 230. والحديث: مجهول من حيث السند، وفي المتن: ان خاتم سليمان -
عليه السلام - كان من ذهب إلم يكن الذهب حراما على الرجال في الشرائع
السالفة أو في شريعته الخاصة ؟ (2) المحتضر: 74 وعنه البحار: 27 / 37 قطعة
من ح 5. والحديث من حيث السند أيضا مجهول ومع هذا لاغرابة في محتواه
ومعناه، ولا يخالفه الكتاب والسنة المتواترة المحمدية وأمثال ذلك أيسر شئ
عند ولي من أولياء الله - سلام الله عليهم - لان لهم من الولاية الكبرى ما
لم يكن لاحد من الاولياء قبلهم حتى الانبياء - عليهم السلام - بشهادة
الدلائل الوافرة له في ثقافة المسلمين. [ * ]
[ 247 ]
الرابع والستون إحياء مدركة 157 - السيد المرتضى في عيون المعجزات: قال:
حدثني أبو التحف علي بن محمد بن إبراهيم المصري - رحمه الله - قال: حدثني
الاشعث بن مرة، عن المثنى بن سعيد، عن هلال بن كيسان الكوفي الجزار، عن
الطيب الغراجري (1)، عن عبد الله بن سلمة المفنجي (2)، عن شقادة بن الاصيد
العطار البغدادي، قال: حدثني عبد المنعم بن الطيب القدوري، قال: حدثني
العلاء بن وهب، عن (3) قيس، عن الوزير أبي محمد بن سايلويه - رضي الله عنه
- فإنه كان من أصحاب أمير المؤمنين العارفين، وروى جماعتهم، عن أبي جرير
(4)، عن أبي الفتح المغازلي - رحمه الله -، عن أبي جعفر ميثم التمار - آنس
الله به قلوب العارفين - قال: كنت بين يدي مولاي أمير النحل جلت معالمه،
وثبتت كلمته بالكوفة وجماعة من
وجوه العرب حافون به كأنهم الكواكب اللامعة في السماء الصاحية، إذ دخل
علينا من الباب رجل عليه قباء خز أدكن، قد اعتم بعمامة اتحمية صفراء، وقد
تقلد بسيفين، فنزل من غير سلام، ولم ينطق بكلام، فتطاول إليه الناس
بالاعناق، ونظروا إليه بالامآق (5)، ووقفت إليه الناس من جميع الآفاق
ومولانا أمير المؤمنين - عليه السلام - لم يرفع رأسه إليه، فلما هدأت من
الناس الحواس، فصح عن لسان كأنه حسام صيقل (6) جذب من غمده وقال أيكم
المجتبى في
(1) في المصدر: الطلب الفواجري، وفي النوادر: الفواخري. (2) في المصدر:
القبحي، وفي النوادر: الفتحي. (3) في النوادر: بن. (4) في النوادر: ابن
حريز. (5) جمع المأق: مجرى الدمع من العين أي من طرفها مما يلي الانف. (6)
في المصدر: صيقل. [ * ]
[ 248 ]
الشجاعة، والمعمم بالبراعة (1)، والمدرع بالقناعة ؟ (أيكم) (2) المولود في
الحرم، والعالي في الشيم، والموصوف بالكرم ؟ أيكم أصلع الرأس، والثابت
بالاساس، والبطل الدعاس، والمضيق الانفاس، والآخذ بالقصاص ؟ أيكم غصن أبي
طالب الرطيب، وبطله المهيب، والسهم المصيب، والقاسم المجيب ؟ أيكم الذي
نصر به محمد في زمانه، واعتز به سلطانه، وعظم به شأنه ؟ أيكم قاتل
العمروين وأسر العمروين، العمروان اللذان قتلهما عمرو ابن عبد ود وعمرو بن
الاشعث المخزومي، والعمروان اللذان أسرهما فأبو ثور
عمرو بن معدي كرب وعمرو بن سعيد الغساني أسره في يوم بدر. قال أبو جعفر
ميثم التمار - أسعده الله برضوانه - (3): قال أمير المؤمنين - عليه السلام
-: أنا يا سعيد بن الفضل بن الربيع بن مدركة بن الصليب بن الاشعث بن (أبي
السمعمع ابن الاحيل بن فزارة بن دهيل بن عمرو الدويني) (4)، قال: لبيك يا
علي. فقال - عليه السلام -: سل عما بدالك فأنا كنز الملهوف، وأنا الموصوف
بالمعروف. أنا الذي قرعتني الصم الصلاب، وهلل بأمري صوت السحاب (5)، وأنا
المنعوت في الكتاب. أنا الطود ذو الاسباب، أنا ق والقرآن المجيد، أنا
النبأ العظيم، أنا الصراط
(1) برع براعة: علما أو فضيلة أو جمالا. (2 و 3) ليس في المصدر. (4) كذا
في المصدر. وفي الاصل: السمعمع بن الاخيل بن مرارة بن عمر الدوي. (5) في
المصدر: وهطل بأمري صوت السحاب. [ * ]
[ 249 ]
المستقيم، أنا البارع، أنا العشوش (1)، أنا القلمس، أنا العفوس، أنا
المداعس، أنا ذو النبوة والسطوة، أنا العليم، أنا الحكيم، أنا الحفيظ، أنا
[ أنا ] (2) الرفيع، بفضلي نطق كل كتاب، وبعلمي شهد ذو الالباب، أنا علي
أخو رسول الله - صلى الله عليه وآله - وزوج ابنته. فقال الاعرابي: لا
بتسميتك ولارمزك. فقال - صلوات الله عليه وآله -: اقرأ يا أخا العرب { لا
يسئل عما يفعل وهم يسئلون } (3). ثم قال الاعرابي: بلغنا عنك أنك تحيي
الموتى، وتميت الاحياء، وتفقر وتغني وتقضي في الارض وتمضي، وليس لك مطاول
يطاولك، ولا مصاول فيصاولك،
أفهو كما بلغنا يافتى قومه ؟ فقال - عليه السلام -: قل ما بدالك. فقال:
إني رسول إليك من ستين ألف رجل يقال لهم (العقيمة) وقد حملوا معي ميتا قد
مات منذ مدة، وقد اختلفوا في سبب موته، وهو على باب المسجد، فإن أحييته
علمنا أنك صادق نجيب الاصل، وتحققنا أنك حجة الله في أرضه، وإن لم تقدر
على ذلك رددته إلى قومه، وعلمنا أنك [ تدعي ] (4) غير الصواب، وتظهر من
نفسك مالاتقدر عليه. فقال - صلوات الله عليه وآله -: يا أبا جعفر ميثم،
اركب بعيرا وطف في شوارع الكوفة ومحالها، وناد: من أراد أن ينظر إلى ما
أعطى الله عليا أخا رسول الله - صلى الله عليه وآله -، وبعل فاطمة [ وابن
فاطمة ] (5) من الفضل وما أودعه رسول الله
(1) في المصدر: العسوس، وفي نسخة " خ ": البشوش. (2) من المصدر. (3) الانبياء: 21. (4 و 5) من المصدر. [ * ]
[ 250 ]
- صلى الله عليه وآله - من العلم فليخرج إلى النجف غدا، فلما رجع ميثم -
قدس الله سره - فقال له أمير المؤمنين: يا أبا جعفر خذ الاعرابي إلى
ضيافتك فغداة غد سيأتيك الله بالفرج. فقال أبو جعفر ميثم: فأخذت الاعرابي
ومعه محمل فيه الميت، وأنزلته منزلي، وأخدمته أهلي، فلما صلى أمير
المؤمنين - عليه السلام - صلاة الفجر خرج وخرجت معه، ولم يبق في الكوفة بر
ولافاجر إلا وقد خرج إلى النجف. ثم قال الامام - عليه السلام -: ائت يا
أبا جعفر بالاعرابي وصاحبه الميت، وهو راجل بجنب (1) القبة التي فيها
الميت، فأتيت (2) به النجف، ثم قال أمير المؤمنين - عليه السلام - جلت
نعمته يا أهل الكوفة قولوا فينا ما ترونه منا وارووا عنا ما تسمعونه
منا، ثم قال - عليه السلام -: أبرك يا أعرابي جملك (3)، ثم قال: لتخرج
صاحبك أنت وجماعة من المسلمين. فقال ميثم - رضي الله عنه -: فاخرج من
التابوت عصب ديباج أصفر، فأحل فإذا تحته عصب ديباج أخضر، فأحل فإذا تحته
بدنة (4) من اللؤلؤ فيها غلام تم إعذاره بذوائب كذوائب المرأة الحسناء.
فقال - عليه السلام -: كم لميتك هذا ؟ فقال: أحد وأربعين يوما. قال: فما
كانت ميتته ؟ فقال [ الاعرابي ] (5): إن أهله يريدون أن تحييه ليعلموا من
قتله لانه بات سالما وأصبح مذبوحا من اذنه إلى اذنه. فقال - عليه السلام
-: ومن يطلب بدمه ؟ فقال: خمسون رجلا من قومه يقصد بعضهم بعضا في طلب دمه،
فاكشف الشك والريب يا أخا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب.
(1) كذا في المصدر ونسخة " خ "، وفي الاصل: تحت. (2) في المصدر: فأت. (3)
كذا في المصدر، وفي الاصل: انزل يا اعرابي عن جملك. (4) كذا في المصدر،
وفي الاصل: ندية. (5) من المصدر ونسخة " خ ". [ * ]
[ 251 ]
فقال - عليه السلام -: قتله عمه لانه زوجه بابنته فخلاها وتزوج غيرها
فقتله حنقا عليه. فقال: لسنا نرضى بقولك فإنما نريد أن يشهد الغلام بنفسه
عند أهله من قتله فيرتفع من بينهم السيف والفتنة، فقام - عليه السلام -
فحمد الله تعالى وأثنى عليه وصلى على النبي - صلى الله عليه وآله -. ثم
قال: يا أهل الكوفة ما بقرة بني إسرائيل [ عند الله ] (1)، بأجل من علي
أخى رسول الله - صلى الله عليه وآله - وانها أحيت ميتا بعد سبعة أيام، ثم
دنا - عليه السلام - من الميت وقال: (إن بقرة بني اسرائيل ضرب بعضها
الميت فعاش، وإني لاضربه ببعضي لان بعضي عند الله خير من البقرة، ثم هزه
برجله وقال: قم بإذن الله) (2) يا مدركة بن حنظلة بن غسان ابن بحير بن قهر
بن سلامة بن طيب بن الاشعث بن الاحوص بن ذاهلة ابن عمرو بن الفضل بن حباب،
قم فقد أحياك علي بإذن الله تعالى. فقال أبو جعفر ميثم - رفع الله درجته
-: فنهض غلام أحسن من الشمس ومن القمر أوصافا، وقال: لبيك يا محيي العظام
وحجة الله في الانام، والمتفرد (3) بالفضل والانعام، لبيك يا علي يا علام.
فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: من قتلك يا غلام ؟ فقال: عمي حريث بن
زمعة ابن شكال بن الاصم (4)، ثم قال - عليه السلام - للغلام: أتمضي إلى
أهلك ؟ فقال: لا حاجة لي في القوم، فقال - عليه السلام -: ولم ؟ قال أخاف
أن يقتلني ثانيا ولا تكون أنت فمن يحييني، فالتفت - عليه السلام - إلى
الاعرابي [ صاحبه ] (5) فقال:
(1) من المصدر. (2) مابين القوسين ليس في نسخة " خ ". (3) كذا في المصدر،
وفي الاصل: المنفرد. (4) في البحار عن الفضائل والروضة: قتلني عمي الحارث
بن غسان، ولعله هو الصحيح. (5) من المصدر. [ * ]
[ 252 ]
امض أنت إلى أهلك واخبرهم بما رأيت. فقال: معك ومعه إلى أن يأتي اليقين،
لعن الله من اتجه له الحق ووضح وجعل بينه وبينه سترا، وكانا مع أمير
المؤمنين إلى أن قتلا بصفين - رحمهما الله -، فصار أهل الكوفة إلى
أماكنهم، واختلفوا في أمير المؤمنين - عليه االسلام -، واختلفت أقاويلهم
فيه - عليه السلام -. (1) وروى هذا الحديث البرسي: قال: حدثني الفقيه أبو
الفضل شاذان
ابن جبرئيل بن إسماعيل القمي، قال: حدثني الشيخ محمد بن أبي مسلم ابن أبي
الفوارس الداري قد رواه كثير من الاصحاب حتى انتهى إلى أبي جعفر ميثم
التمار - رضي الله عنه - قال: بينما نحن بين يدي مولانا علي بن أبي طالب -
عليه السلام - بالكوفة وجماعة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله -
محدقين به كأنه البدر [ في تمامه ] (2) بين الكواكب (في السماء الصاحية)
(3) إذ دخل عليه من الباب رجل عليه قباء خز أدكن، متعمم بعمامة صفراء
(اتحمية) (4) - وساق الحديث بعينه ببعض التغير -. (5)
الخامس والستون
إحياء الجلندي 158 - البرسي: بالاسناد يرفعه عن عمار بن ياسر - رضي الله
عنه - أنه قال: لما سار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام -
إلى صفين وقف
(1) عيون المعجزات: 24. ورواه الطبري في نوادر المعجزات: 31 ح 12 بإسناده
إلى أبي جعفر ميثم التمار مثله باختلاف. وأخرجه في إحقاق الحق: 8 / 726 عن
در بحر المناقب للموصلي: 101 (مخطوط). (2) من المصدر. (3 و 4) ليس في
البحار. (5) فضائل شاذان: 2 والروضة له: 26 وعنهما البحار: 40 / 274 ح 40.
[ * ]
[ 253 ]
بالفرات، وقال لاصحابه:
أين المخاض ؟ (قالوا: يا مولانا ما نعلم أين المخاض) (1)، فقال لبعض
أصحابه: امض إلى هذا التل وناد: ياجلندي أين المخاض. قال: فسار حتى وصل
إلى التل. ونادى: ياجلندي (أين المخاض، قال) (2): فأجابه من تحت الارض خلق
كثير، قال: فبهت ولم يعلم مايصنع، فأتى إلى الامام وقال (له) (3): يا
مولاي جاوبني خلق
كثير. فقال - عليه السلام -: يا قنبر امض وناد: ياجلندي بن كركر أين
المخاض، قال: [ فمضى قنبر، وقال: ياجلندي بن كركر أين المخاض ؟ ] (4)
فكلمه واحد وقال: ويلكم، من [ قد ] (5) عرف اسمي واسم (امي) (6) وأبي وأنا
في هذا المكان، قد صرت (7) ترابا وقد بقى قحف رأسي عظما [ نخرة رميما ]
(8) ولي ثلاثة آلاف سنة وما يعلم (أين) (9) المخاض، فهو والله (تعالى أعلم
بالمخاض مني) (10) ويلكم ما أعمى قلوبكم، وأضعف يقينكم، ويلكم امضوا [
إليه ] (11) واتبعوه، فأين خاض خوضوا معه، فإنه أشرف الخلق على الله تعالى
[ بعد رسول الله ] (12). (13)
(1) في البحار: فقالوا: أنت أعلم يا أمير المؤمنين. (2) ليس في البحار.
(3) ليس في البحار والفضائل. (4 و 5) من الفضائل. (6) ليس في الفضائل
والبحار. (7) كذا في الفضائل، وفي الاصل: بقيت. (8) من البحار والفضائل.
(9 و 10) ليس في البحار. (11 و 12) من الفضائل والبحار. (13) لم نجده في
مشارق أنوار اليقين للبرسي، وكل ما نقل عنه المؤلف في هذا الكتاب فمن
فضائل شاذان وهو فيه: 140 وعنه وعن الروضة، البحار: 33 / 45 ح 388. [ * ]
[ 254 ]
159 - البرسي: قال: النصيرية (1) هم أصحاب محمد بن نصير النميري،
وسبب كفره أن أمير المؤمنين - عليه السلام - لما أراد عبور الفرات قال له:
ناد ياجلندي يقول لك أمير المؤمنين أين المخاض (2). فأجابه من في القبور
ستمائة كلهم جلندي فرجع هاربا، فقال له: ناد ياجلندي بن كركر، فناداه
فأجابه، وقال له: قل لمولاك إني دفنت هنا منذ ثلاثة الاف سنة، ولا يعلم
أحد في الدنيا أن هنا مقبرة، فمن يعلم حالنا ونحيى له بعد البلاء أصابنا
فيعزب عنه المخاض. فقال محمد ابن نصير هناك يا مولاي أنت الله الواحد
القهار. (3) 160 - ابن شهر اشوب في المناقب: قالت الغلاة (4) نادى [ علي ]
(5) - عليه السلام - الجمجمة: [ ثم قال: ] (6) (قم) (7) ياجلندي بن كركر
أين الشريعة ؟ فقال: ها هنا، فبنى هناك مسجدا وسمي مسجد الجمجمة، وجلندي
هذا ملك الحبشة صاحب الفيل الهادم للبيت [ ابرهة ]. (8)
(1) قال سعد بن عبد الله في المقالات والفرق: 100: وقد شذت فرقة من
القائلين بإمامة علي ابن محمد في حياته، فقالت بنبوة رجل يقال له محمد بن
نصير النميري كان يدعي انه نبي رسول، وان علي بن محمد العسكري - عليه
السلام - أرسله، وكان يقول بالتناسخ، ويغلو في أبي الحسن ويقول فيه
بالربوبية. (2) المخاض: ج (المخاضة) وهي الخوض في الماء، وما جاز فيه
الناس مشاة وركبانا. (أقرب الموارد). (3) الحديث مجهول من حيث السند،
ومتنه غير مستقيم، ولم نعثر عليه في كتاب. (4) سموا الغلاة، لانهم غلوا في
علي - عليه السلام - وفي أئمتهم، وقالوا فيهم قولا عظيما، وقالت طائفة
منهم: إن محمدا - صلى الله عليه وآله - هو الله تعالى، وهذه الغلاة ينسبون
أنفسهم إلى الشيعة ولكن الشيعة الامامية ينكرونهم ويلعنونهم. (المقالات
والفرق لسعد بن عبد الله الاشعري). (5) من المصدر. (6) من المصدر والبحار.
(7) ليس في المصدر والبحار. (8) من المصدر. [ * ]
[ 255 ]
وقالت أيضا: إنه - عليه السلام - نادى لسمكة: يا ميمونة أين الشريعة ؟
فأطلعت رأسها من الفرات وقالت: من عرف اسمي في الماء لاتخفى عليه الشريعة.
(1)
السادس والستون إحياء الاسرائيليين الحوتتين 161 - السيد المرتضى في
عيون المعجزات: قال: حدث جعفر بن محمد البجلي الكوفي، قال: حدثني علي بن
عمر الصيقل، قال: حدثني عمر بن توبة، عن أبيه، عن جده العرني، عن الحارث
بن عبد الله الهمداني - رضي الله عنه -، قال: كنا مع أمير المؤمنين - عليه
السلام - ذات يوم على باب الرحبة (2) التي كان أمير المؤمنين - عليه
السلام - ينزلها نتحدث إذ اجتاز بنا يهودي من الحيرة ومعه حوتتان، فناداه
أمير المؤمنين - عليه السلام - فقال لليهودي: بكم اشتريت أبويك من بني
إسرائيل ؟ فصاح اليهودي صيحة عظيمة، وقال: أما تسمعون كلام علي ابن أبي
طالب، يذكر أنه يعلم الغيب وإني قد اشتريت أبي وامي من بني إسرائيل،
فاجتمع عليه خلق كثير من الناس وقد سمعوا كلام أمير المؤمنين - عليه
السلام - وكلام اليهودي، فكأني أنظر إلى أمير المؤمنين - عليه السلام -
وقد تكلم بكلام لم أفهمه، فأقبل على إحدى الحوتتين، وقال: أقسمت عليك
تتكلمين من أنا ومن أنت. فنطقت السمكة بلسان فصيح، وقالت: أنت أمير
المؤمنين علي ابن أبي طالب، وقال: يا فلان، أنا أبوك فلان بن فلان، مت في
سنة كذا وكذا، وخلفت لك من المال كذا وكذا، والعلامة في يدك كذا وكذا.
وأقبل - عليه السلام - على الاخرى، وقال لها: أقسمت عليك تتكلمين من أنا
ومن أنت.
(1) المناقب لابن شهر اشوب: 2 / 336،
وعنه البحار: 41 / 211. (2) الرحبة: بالفتح: هو الموضع المتسع بين أفنية
البيوت، والرحاب كثيرة. (مراصد الاطلاع). والرحبة: محلة بالكوفة. (مجمع
البحرين). [ * ]
[ 256 ]
فنطقت بلسان
فصيح، وقالت: أنت أمير المؤمنين، ثم قالت: يا فلان، وأنا امك فلانة بنت
فلان، مت سنة كذا وكذا، والعلامة في يدك كذا وكذا. فقال القوم: نشهد أن لا
إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأنك أمير المؤمنين حقا حقا، وعادت
الحوتتان إلى ما كانتا عليه وآمن اليهودي، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله.
وأن محمدا رسول الله، وأنك أمير المؤمنين، وانصرف القوم وقد ازدادوا معرفة
لامير المؤمنين - عليه السلام -. (1)
السابع والستون إحياء إسرائيلي آخر
162 - عن الباقر - عليه السلام - حدث عنه، أن علي - عليه السلام - مر يوما
في أزقة الكوفة فانتهى إلى رجل قد حمل جريثا (2) فقال: انظروا إلى هذا قد
حمل إسرائيليا. فأنكر الرجل، فقال: متى كان الاسرائيلي جريثا ؟ فقال -
صلوات الله عليه -: أما إذا كان اليوم الخامس ارتفع لهذا الرجل من صدغه
دخان فيموت مكانه. فأصابه في اليوم الخامس، ذلك اليوم، فمات فحمل إلى
قبره. فلما دفن جاء أمير المؤمنين [ مع جماعة ] (3) إلى قبره، فدعا الله،
ثم رفسه برجله، فإذا الرجل قائما بين يديه، وهو يقول: الراد على علي
كالراد على الله تعالى وعلى رسوله - صلى الله عليه وآله -.
(1) هذا الحديث غريب جدا لانه لا يوافق العقل، ولا يساعدنا عليه الشرع
للزوم التناسخ من الالتزام به، وهو غير مقبول عند المسلمين، مضافا على أن
سنده مجهول، ولم نعثر على ترجمتهم. وهو في عيون المعجزات: 20، وعنه إثبات
الهداة: 2 / 491 ح 321 والبحار: 39 / 146 ح 11.
ورواه الطبري في نوادر المعجزات: 24 ح 9 بإسناده إلى الحارث بن عبد الله
الهمداني باختلاف. (2) هذا أيضا كسابقه يفيد التناسخ في الارواح، وقد مضى
كلامنا فيه والله أعلم. والجريث: ضرب من السمك، ومنه حديث (جميع السمك
حلال غير الجريث). وهو يشبه الحيات، ويسمى أيضا: الجري، ويقال له
بالفارسية (مار ماهي) أي حية السمك. (3) من المصدر والبحار. [ * ]
[ 257 ]
فقال - صلوات الله عليه -: عد إلى قبرك [ فعاد فيه ] (1) فانطبق القبر
عليه. (2)
الثامن والستون تبسم سلمان الفارسي له - عليه السلام - بعد موته
163 - الشيخ رجب البرسي في كتابه: قال: روى زاذان خادم سلمان قال: لما جاء
أمير المؤمنين - عليه السلام - ليغسل سلمان ووجده قد مات فدفع الشملة عن
وجهه فتبسم وهم أن يقعد، فقال له أمير المؤمنين - عليه السلام -: عد إلى
موتك فعاد. (3)
التاسع والستون الطيور الاربعة التي أحياها - عليه السلام
- 164 - سلمان الفارسي - رضي الله عنه - قال: كنت يوما جالسا عند مولانا
أمير المؤمنين - عليه السلام - بأرض قفراء فرأى درجا فكلمه - عليه السلام
- فقال له: مذ كنت أنت في هذه البرية، ومن أين مطعمك ومشربك ؟ فقال: يا
أمير المؤمنين من أربعمائة سنة أنا في هذه البرية، ومطعمي مشربي إذا جعت
فاصلي عليكم فأشبع، وإذا عطشت فأدعو على ظالميكم فأروى. قلت: يا أمير
المؤمنين - صلوات الله وسلامه عليك - هذا شئ عجيب ما أعطي منطق الطير إلا
سليمان بن داود - عليه السلام - ! قال: يا سلمان أنا أعطيت سليمان ذلك، يا
سلمان أتريد أن اريك شيئا أعجب من هذا ؟ قلت: بلى يا أمير المؤمنين،
(1) من الخرائج والبحار.
(2) الخرائج للراوندي: 1 / 174 ح 6 وعنه البحار: 41 / 192 ح 3. وأورده في
ثاقب المناقب: 161 ح 12، والشيخ محمد بن علي العاملي في تحفة الطالب عن
الباقر - عليه السلام - وعنه إثبات الهداة: 3 / 493 ح 335. (3) ما عثرنا
عليه في مشارق الانوار. وعنه البحار: 22 / 384 ح 21. وهو كما ترى مجهول من
حيث السند، ولولا ذلك فهو حديث حسن معقول، ممكن وقوعه لولي من أولياء الله
تعالى. [ * ]
[ 258 ]
ويا خليفة رسول رب العالمين. قال: فرفع رأسه إلى الهواء وقال: يا طاووس
اهبط، ثم قال: يا صقر اهبط، فهبط ثم قال: ياباز اهبط، فهبط، ثم قال: يا
غراب اهبط، فهبط ثم قال: يا سلمان اذبحهم وانتف ريشهم وقطعهم إربا إربا
واخلط لحومهم، ففعلت كما أمرني مولاي وتحيرت في أمره، ثم التفت إلي وقال:
ما تقول ؟ فقلت: يا مولاي أطيار تطير في الهواء لم أعرف لهم ذنبا أمرتني
بذبحها قال: يا سلمان أتريد أن احييها الساعة ؟ قلت: نعم يا أمير
المؤمنين. فنظر إليها شزرا وقال: طيري بقدرة الله، فطارت الطيور جميعا
بإذن الله تعالى. قال: فتعجبت من ذلك، وقلت: يا مولاي هذا أمر عظيم. قال:
يا سلمان لا تعجب من أمر الله فإنه قادر على ما يشاء، فعال لما يريد، يا
سلمان إياك أن تحول بوهمك شيئا، أنا عبد الله وخليفته، أمري أمره، ونهيي
نهيه، وقدرتي قدرته، وقوتي قوته. (1)
السبعون المحب الذي لم تحرقه النار
165 - السيد المرتضى في عيون المعجزات: قال: حدثني أبو التحف، قال: حدثني
سعيد بن مرة يرفعه برجاله إلى عمار بن ياسر - رفع الله درجته - أنه قال:
كان أمير المؤمنين - عليه السلام - جالسا في دار القضاء، فنهض إليه رجل
يقال له
صفوان بن الاكحل، وقال: أنا رجل من شيعتك وعلي ذنوب، واريد أن تطهرني منها
في الدنيا لارتحل إلى الآخرة وما علي ذنب - فقال عليه السلام -: قل لي
بأعظم
(1) لم نجده في مشارق أنوار اليقين الموجود بأيدينا. ويأتي أيضا في
المعجزة (85) عنه بلا اختلاف بينهما، فأورده ثانيا باعتبار كلام الدراج،
وهاهنا من حيث أنه - عليه السلام - أحيى الطيور الاربعة. [ * ]
[ 259 ]
ذنوبك ماهي ؟ فقال: أنا ألوط الصبيان. فقال: أيما أحب إليك ضربة بذي
الفقار، أو أقلب عليك جدارا، أو أضرم لك نارا ؟ فإن ذلك جزاء من ارتكب ما
ارتكبته. فقال: يا مولاي احرقني بالنار. فقال - صلى الله عليه وآله -: يا
عمار اجمع له ألف حزمة من قصب، فأنا أضرمه غدا بالنار، وقال للرجل: امض
وأوص. قال: فمضى الرجل وأوصى بما له وعليه، وقسم أمواله بين أولاده، وأعطى
كل ذي حق حقه، ثم أتى باب حجرة أمير المؤمنين - عليه السلام - بيت نوح -
عليه السلام - شرقي [ جامع ] (1) الكوفة، فلما صلى أمير المؤمنين - عليه
السلام - وأنجانا به الله من الهلكة. قال: يا عمار ناد في الكوفة: اخرجوا
وانظروا كيف يحرق علي رجلا من شيعته بالنار. فقال أهل الكوفة: [ أليس ]
(2) قالوا: إن شيعة علي ومحبيه لا تأكلهم النار ؟ ! وهذا رجل من شيعته
يحرقه بالنار، بطلت إمامته، فسمع ذلك أمير المؤمنين - عليه السلام -. قال
عمار: فأخرج الامام الرجل وبنى عليه ألف حزمة من القصب، وأعطاه مقدحة من
الكبريت، وقال له: اقدح واحرق نفسك، فإن كنت من شيعة علي وعارفيه ما تمسك
النار وإن كنت من المخالفين المكذبين فالنار تأكل لحمك، وتكسر عظمك. قال:
فقدح النار على نفسه واحترق القصب وكان على الرجل
ثياب كتان أبيض لم تعلقها النار ولم يقربها الدخان، فاستفتح الامام وقال:
كذب العادلون [ بالله ] (3) وضلوا ضلالا بعيدا، وخسروا خسرانا مبينا. ثم
قال: أنا قسيم الجنة والنار، شهد لي بذلك رسول الله - صلى الله عليه وآله
- في مواطن كثيرة.
(1 - 3) من المصدر. [ * ]
وفيه قال عمار (1) بن تغلبة: علي حبه جنة * قسيم النار والجنة وصي المصطفى حقا *
إمام الانس والجنة (2)
|