(
إن مذهباً يثبت نفسه من
كتب خصمه أحق أن يتبع ، وإن مذهبا يحتج عليه بما في كتبه فيلجأ للتأويل
والتحوير أحق أن يتجنب عنه )
- خصائص أمير المؤمنين ( ع )- النسائي ص 149 |
تكملة لصفحة 149
الاخبار المؤيدة لما تقدم وصفه
( قال ) : أخبرني معاوية بن صالح ، قال :
حدثنا عبد الرحمان ابن صالح ، قال : حدثنا عمرو بن هاشم الحسني ، عن محمد
بن اسحاق عن محمد بن كعب القرظي ، عن علقمة بن قيس ، قال : قلت لعلي رضي
الله عنه : تجعل
بينك وبين ابن آكلة الاكباد ؟ قال : اني كنت كاتب رسول
الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية
( 2 )
فكتب : هذا ما صالح عليه محمد رسول الله ، قالوا : لو نعلم انه رسول الله
ما قاتلناه امحها ، قلت : هو والله رسول الله صلى الله
عليه وسلم وان رغم أنفك ولا والله لا امحوها ، فقال لي رسول الله صلى الله
عليه وسلم : أرنيه فأريته فمحاها ، وقال : أما ان لك مثلها وستأتيها وانت
مضطر
( 3 )
.
|
* ( هامش ) *
( 2 ) كانت عمرة الحديبية سنة 6
في ذي القعدة ، فخرج النبي صلى الله عليه وآله معتمرا لا يريد حربا ،
الكامل 2 : 135 ، المناقب لابن شهر اشوب 1 : 22 .
( 3 )
الكامل 2 : 138 ،
البداية والنهاية 4 : 164 . ( * ) |
|
- خصائص أمير المؤمنين ( ع )- النسائي ص
150 |
( أخبرنا ) محمد بن شعيب قال : اخبرنا شعبة ،
عن ابي اسحاق قال : سمعت البراء قال : لما صالح رسول الله صلى الله عليه
وسلم اهل مدينة مكة وقال ابن بشار : اهل مكة كتب علي كتابا لهم قال : فكتب
محمد رسول الله ، فقال المشركون : لا تكتب
محمد رسول الله لو كنت رسولا لم نقاتلك ، فقال لعلي رضي الله عنه ، امحه ،
فقال علي : ما أنا بالذي أمحاه ، فمحاه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده
وصالحهم على ان يدخل هو واصحابه ثلاثة ايام ولا يدخلوها إلا بجلبان السلاح
، قال ابن بشار : فسألوه ماجلبان السلاح ؟ قال : القراب بما فيه
( 1 )
.
( أخبرنا ) احمد بن سليمان الرهاوي ، قال عبد
الله بن موسى ، قال : حدثنا اسرائيل ، عن ابي اسحاق ، عن ابي البزار قال :
لما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة وأبى اهل مكة ان
يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على ان يقيم بها
ثلاثة ايام ، فلما كتب الكتاب كتبوا : هذا ما قضى عليه محمد رسول الله ،
قالوا : لا نقر لك بهذا لو نعلم انك رسول الله ما منعناك شيئا ولكن انت
محمد بن عبد الله ، قال : انا رسول الله ، وانا محمد بن عبد الله
( 2 ) ثم قال لعلي ( رض )
: امح
رسول الله ، فقال علي : لا والله لا أمحوه ابدا ، فأخذ رسول لله صلى الله
عليه وآله الكتاب فمحاه
( 3 )
، وليس يحسن ان يكتب فكتب مكان رسول الله
|
* ( هامش ) *
( 1 )
البداية والنهاية 4 : 168 ، سيرة ابن هشام
3 : 331 وفيه : ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وآله علي بن ابي طالب رضوان
الله عليه ، فقال : اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم الحديث .
( 2 ) في رواية : فقال :
انا والله محمد بن عبد الله ، وانا والله رسول الله .
( 3 ) في رواية البخاري
هكذا : قال صلى الله عليه وآله : فأرنيه ، قال : فأراه إياه فمحاه النبي
صلى الله عليه وآله بيده . ( * )
|
|
- خصائص أمير المؤمنين ( ع )- النسائي ص 151 |
محمد بن عبد الله ، وكتب هذا ما قضى عليه محمد بن عبد الله ان لا يدخل مكة
بالسلاح إلا بالسيف في القراب ، وان لا يخرج من اهلها بأحد إن اراد ان
يتبعه ، ولا يمنع احدا من اصحابه ان اراد أن يقيم بها فلما دخلها ومضى
الاجل اتوا عليا رضي الله
عنه فقالوا : قل لصاحبك اخرج عنا فقد مضى الاجل
( 1 )
، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبعته ابنة حمزة تنادي : يا عم يا عم
، فتناولها علي رضي الله عنه فأخذ بيدها فقال لفاطمة رضي الله عنها : دونك
ابنة عمك فحملتها ، فاختصم فيها
علي وزيد وجعفر ، فقال علي رضي الله عنه : انا اخذتها وهي ابنة عمي ، وقال
جعفر : هي ابنة عمي وخالتها تحتي ، وقال زيد : ابنة اخي ، فقضى بها رسول
الله صلى الله عليه وسلم لخالتها ، وقال : الخالة بمنزلة الام ، وقال لعلي
رضي الله
عنه : انت مني وانا منك ، وقال لجعفر : أشبهت خلقي وخلقي ، وقال لزيد : انت
اخونا ومولانا ، فقال علي رضي الله عنه : ألا تتزوج ابنة حمزة ؟ فقال :
انها ابنة أخي من الرضاعة
( 2 )
.
|
* ( هامش ) *
( 1 ) في رواية : فقالوا : مر صاحبك
فليرتحل ، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله فقال : نعم ثم ارتحل .
( 2 )
تاريخ بغداد 4 : 140 ،
سنن البيهقي 8 : 5 ، مسند احمد 1 : 98
، المستدرك 3 : 120 ،
مشكل الآثار 4 : 173 ،
الرياض النضرة 2 : 191 ، فضائل الخمسة
2 : 333 - 336 .
وقد رواه ايضا القاسم بن يزيد المخزومي ، عن اسرائيل ، عن
ابي اسحاق عن هبيرة بن مريم وهانئ بن هانئ ، عن علي ع قال : لما صدرنا من
مكة إذا ابنة حمزة تنادي الحديث ، وقد مرت الاشارة إليه ص 88 - 89 وترجمنا
رجاله وصححنا سنده على اختلاف الروايات . ( * )
|
|
- خصائص أمير المؤمنين ( ع )- النسائي ص 152 |
خالفه يحيى بن
آدم فروى آخر هذا عن اسرائيل ، عن ابي اسحاق عن هانئ بن هانئ ، انهم
اختصموا في بنت حمزة فقضى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالتها ، وقال
: الخالة ام ، قلت : يا رسول الله ألا تزوجها ،
قال : انها لا
تحل لي انها ابنة اخي من الرضاعة ، قال : وقال لي : انت مني وانا منك ،
وقال لزيد : انت اخونا ومولانا ، وقال لجعفر : أشبهت خلقي وخلقي
( 1 )
.
( هذا آخر الكتاب
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )
|
* ( هامش ) *
( 1 )
المستدرك 3 : 211 ، وذكره الذهبي في
التلخيص عن الدراوردي ، عن ابن الهاد ، عن محمد بن نافع بن عجير ، عن
ابيه ، عن علي الحديث ، وجاء ذكر الحديث ايضا في 3 : 120 من
المستدرك وفيه : هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه بهذا اللفظ
انما اتفقا على حديث ابي اسحاق عن البراء مختصرا . وقد اجمعت المصادر
على ان عليا " ع " كان كاتب الصحيفة يوم الحديبية
وفي
الرياض النضرة 2 : 191 ، قال معمر : سألت عنه الزهري فضحك أو
تبسم وقال : علي ، ولو سألت هؤلاء لقالوا : هو عثمان - يعني بني أمية -
مع العلم ان النبي صلى الله عليه وآله لم يشهده حتى على الصلح كما في
سيرة ابن هشام 3 : 333 . ( * ) |
|
|