دلت الروايات المتواترة في كتب التفسير والحديث والفقه والكلام لفظا ومعنى , على ان نزول الاية الـكـريـمة في حق الامام علي (ع ), ونص على صحة تلك المرويات الاعاظم من الجمهور, من اهل التفاسير وقادة السنن الشريفة , فمنهم :
1 - الواحدي :
وقـد روى هـذا الـمـفـسـر الكبير في تفسيره اسباب النزول [ص 148 ط . مصر سنة1315 ] ان عـبـداللّه بن سلام اقبل ومعه نفر من قومه وشكوا بعد المنزل عن المسجد, وقالوا: ان قومنالما راوا اسلمنا رفضونا ولا يكلمونا ولا يجالسونا ولا يناكحونا, فنزلت هذه الاية , فخرج النبي (ص ) الى المسجد فراى سائلا فقال : [هل اعطاك احد شيئا؟ قال : نعم خاتم فضة ].وفي رواية : قال (ص ):
[من اعطاكه ؟ قال : اعطانيه هذا الراكع ].
2 - الثعلبي :
فـقـد اخـرج في تفسيره السائر الدائر [ الكشف والبيان ] باسناده عن ابي ذر الغفاري , قال :اما اني صليت مع رسول اللّه (ص ) يوما من الايام الظهر, فسال سائل في المسجد فلم يعطه احد شيئا, فرفع السائل يديه الى السماء وقال : اللهم اشهد اني سالت في مسجد نبيك محمد(ص ) فلم يعطني احد شيئا, وكـان عـلـي (رض ) فـي الصلاة راكعا, فاوما اليه بخنصره اليمنى وفيه خاتم , فاقبل السائل فاخذ الـخـاتـم من خنصره , وذلك بمراى من النبي (ص )وهو في المسجد, فرفع رسول اللّه طرفه الى الـسماء وقال : اللهم ان اخي موسى سالك فقال :(رب اشرح لي صدري # ويسر لي امري # واحلل عقدة مـن لـسـانـي # يـفقهوا قولي #واجعل لي وزيرا من اهلي # هارون اخي # اشدد به ازري # واشركه في اءمـري ). فـانزلت عليه قرآنا: (سنشد عضدك باخيك ونجعل لكما سلطانا) اللهم اني نبيك وصفيك , اللهم اشرح لي صدري ويسر لي امري , واجعل لي وزيرا من اهلي عليا اشددبه ظهري .
قـال ابـو ذر (رض ): فما استتم دعاءه حتى نزل جبرئيل (ع ) من عند اللّه عزوجل وقال : يامحمد اقـرا: (انما وليكم اللّه ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ).
راجع : احقاق الحق [3: 504] عنه .
وروى فـيه ايضا عن ابي جعفر(ع ): ان رهطا من اليهود اسلموا, منهم : عبد اللّه بن سلام ,واسيد, وبنيامين , وسلام , وابن صوريا, فقالوا: يا رسول اللّه ان موسى اوصى الى يوشع بن نون , فمن وصيك يـا رسـول اللّه ؟ ومـن وليت بعدك ؟ فنزلت هذه الاية , ثم قال رسول اللّه (ص ): قوموا, فقاموا فاتوا الـمـسجد, فاذا السائل خارج , فقال (ص ): [يا سائل مااعطاك احد شيئا؟] قال : نعم هذا الخاتم , قال :
[من اعطاكه ؟] قال : اعطانيه ذلك الرجل الذي يصلي . قال (ص ), [على اي حال اعطاك ؟] قال : راكعا, فـكـبر النبي (ص ) وكبر اهل المسجد, فقال (ص ): [علي بن ابي طالب وليكم بعدي ] فقالوا: رضينا بـاللّه ربـا, وبـالاسـلام دينا, وبمحمد نبيا, وبعلي وليا, فانزل اللّه تعالى : (ومن يتول اللّه ورسوله والذين آمنوافان حزب اللّه هم الغالبون ) [المائدة : 56].
3 - الشيرازي :
فـقد روى في كتابه [ما نزل من القرآن في علي ] نقلا عن ابن شهرآشوب في مناقبه [3: 4 ط.دار الاضواء]: انه لما سال السائل وضعها على ظهره , اشارة اليه ان ينزعها, فمد السائل يده ونزع الخاتم مـن يده ودعا له , فباهى اللّه تعالى ملائكته بامير المؤمنين , وقال : ملائكتي اماترون عبدي ؟ جسده في عبادتي , وقلبه معلق عندي , وهو يتصدق بماله طلبا لرضاي .اشهدكم اني رضيت عنه وعن خلفه , يعني ذريته . ونزل جبرئيل بالاية .
قـال ابن شهرآشوب : وفي المصباح : تصدق به يوم الرابع والعشرين من ذي الحجة . وفي رواية ابي ذر: كان (ع ) في صلاة الظهر. وروي انه كان (ع ) في نافلة الظهر.
4 - ابن شهرآشوب :
وهـو الـحافظ الشهير محمد بن علي بن شهر آشوب المازندراني المتوفى سنة (588ه), قال في كتابه مناقب آل ابي طالب [3: 4 ط. دار الاضواء] نقلا عن امالي ابن بابويه انه قال عمر بن الخطاب :
لقد تصدقت باربعين خاتما وانا راكع لينزل في ما نزل في علي بن ابي طالب فمانزل .
وذكـر فـي كـتـابـه الـمـذكـور نـقـلا عن الواحدي في اسباب النزول قوله تعالى : (ومن يتول اللّه ورسـولـه ) يعني : يحب اللّه ورسوله (والذين آمنوا) يعني : عليا (فان حزب اللّه ) يعني :شيعة اللّه ورسـوله ووليه (هم الغالبون ) يعني : هم الغالبون على جميع العباد. فبداعزوجل في هذه الاية بنفسه , ثم بنبيه , ثم بوليه , وكذلك في قوله تعالى : (انما وليكم اللّه ورسوله والذين آمنوا) الاية .
وروى فـيـه نـقـلا عـن كـتـاب الـكـافي للكليني [1: 427 ح 77] عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جده (ع ) قال : لما نزلت : (انما وليكم اللّه ورسوله والذين آمنوا) اجتمع نفر من اصحاب رسول اللّه (ص ) فـي مـسجد المدينة , وقال بعضهم لبعض : ما تقولون في هذه الاية ؟ قال بعضهم : ان كفرنا بـهذه الاية نكفر بسائرها, وان آمنا فان هذه ذل حين يسلط علينا علي بن ابي طالب , فقالوا: قد علمنا ان مـحـمدا صادق فيما يقول , ولكنا نتولاه ولا نطيع عليا فيماامرنا, فنزل : (يعرفون نعمة اللّه ثم ينكرونها) يعني : ولاية محمد(ص ) (واكثرهم الكافرون ) بولاية علي (ع ).
وذكر فيه ايضا [3: 5 - 6] ما ورد عن علي بن جعفر عن ابي الحسن (ع ) في قوله تعالى :(واذ قلنا لـلـملائكة اسجدوا لا دم فسجدوا الا ابليس ابى ) اوحى اللّه اليه : يا محمد اني امرت فلم اطع فلا تجزع اذا امرت فلم تطع في وصيك .
فـقـوله تعالى : (والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) اثبت الولاية لمن جعله وليا لنا على وجه بالتخصيص (21), ونفى معناها عن غيره , ويعني بوليكم القائم باموركم ومن يلزمكم طاعته , واذا ثبت ذلك ثبتت امامته , لان لا احد يجب له التصرف في الامة وفرض الطاعة له بعد النبي الا من كان اماما لهم , وثبتت ايضا عصمته ,لانه سبحانه وتعالى اذا اوجب له فرض الطاعة مـثل ما اوجبه لنفسه ولنبيه (ص ) اقتضى ذلك طاعته في كل شي ء, وهذا برهان عصمته , لانه لو لم يـكـن كذلك لجاز منه الامربالقبيح , فيقبح طاعته , واذا قبحت كان تعالى قد اوجب فعل القبيح , وفي علمنا ان ذلك لايجوز عليه سبحانه وتعالى وذلك دليل على وجوب العصمة .
قال خزيمة بن ثابت (رض ):
فديت عليا امام الورى ----- سراج البرية ماوى التقى وصي الرسول وزوج البتول ----- امام البرية شمس الضحى تصدق خاتمه راكعا ----- فاحسن بفعل امام الورى ففضله اللّه رب العباد ----- وانزل في شانه هل اتى 5 - ابن كثير:
فـقد ذكر تلك الاثارة في تفسيره (22) بعد ما فر وكر, واثبت فيها اقوالا وانكر. واليك قوله :فقد تـوهم بعض الناس ان هذه الجملة في موضع الحال من قوله : (ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) اي : في حـال ركـوعهم , ولو كان هذا كذلك لكان دفع الزكاة في حال الركوع افضل من غيره لانه ممدوح , وليس الامر كذلك عند احد من العلماء ممن نعلمه من ائمة الفتوى , وحتى ان بعضهم ذكر في هذا اثرا عـن عـلـي بـن ابـي طالب وان هذه الاية نزلت فيه ,وذلك انه مر به سائل في حال ركوعه فاعطاه خـاتـمـه , وهـو راكع , فنزلت الاية : (انما وليكم اللّه ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ).
وقـال ابن جرير: حدثني الحارث , حدثنا عبد العزيز, حدثنا غالب بن عبداللّه , سمعت مجاهدا يقول في قوله تعالى : (انما وليكم اللّه ورسوله ): نزلت في علي بن ابي طالب ,تصدق وهو راكع .
وقـال ابن ابي حاتم : حدثنا الربيع بن سليمان المرادي , حدثنا ايوب بن سويد, عن عتبة بن ابي حكيم في قوله تعالى : (انما وليكم اللّه ورسوله والذين آمنوا) قال : هم المؤمنون وعلي بن ابي طالب .
وحـدثنا ابو سعيد الاشج , حدثنا الفضل بن دكين ابو نعيم الاحول , حدثنا موسى ابن قيس الحضرمي عن سلمة بن كهيل قال : تصدق علي بخاتمه وهو راكع فنزلت : (انماوليكم اللّه ورسوله ) الاية .
وقـال عبد الرزاق : حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد عن ابيه عن ابن عباس في قوله تعالى :(انما وليكم اللّه ورسوله ) الاية نزلت في علي بن ابي طالب .
وروى ابن مروديه من طريق سفيان الثوري عن ابي سنان عن الضحاك عن ابن عباس ,قال : كان علي بـن ابي طالب قائما يصلي فمر سائل وهو راكع , فاعطاه خاتمه , فنزلت (انماوليكم اللّه ورسوله ) الاية , قال : الضحاك لم يلق ابن عباس .
وروى ابـن مـردويـه ايـضا عن محمد بن السائب الكلبي , قال : وهو متروك , عن ابي صالح عن ابن عـبـاس , قال : خرج رسول اللّه (ص ) الى المسجد و الناس يصلون بين راكع وساجد وقائم وقاعد, واذا مسكين يسال , فدخل رسول اللّه (ص ) فقال : [اعطاك احدشيئا؟] قال : نعم , قال : [من ؟] قال : ذلك الـرجـل الـقـائم , قال : [على اي حال اعطاكه ؟] قال :وهو راكع , قال : وذلك علي بن ابي طالب , قال :
فـكبر رسول اللّه (ص ) عند ذلك وهويقول : (ومن يتول اللّه ورسوله والذين آمنوا فان حزب اللّه هم الغالبون ).
قال ابن كثير: وهذا اسناد لا يقدح به .
ثم ذكر ما رواه ابن مروديه من حديث علي بن ابي طالب (رض ) نفسه , وعمار بن ياسر,وابي رافع , وقال : وليس يصح منها شي ء بالكلية , لضعف اسانيدها وجهالة رجالها.
ثم روى باسناده عن ميمون بن مهران , عن ابن عباس في قوله : (انما وليكم اللّه ورسوله ) الاية , انها نزلت في المؤمنين , وعلي بن ابي طالب اولهم .
ثم اورد ما قاله ابن جرير: حدثنا هناد, حدثنا عبدة عن عبدالملك , عن ابي جعفر, قال :سالته عن هذه الايـة : (انما وليكم اللّه ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) قلنا: من الذين آمنوا؟ قال : الذين آمنوا, قلنا: بلغنا انهانزلت في علي بن ابي طالب . قال : علي من الذين آمنوا.
وقـال اسـباط عن السدي : نزلت هذه الاية في جميع المؤمنين , ولكن علي بن ابي طالب مربه سائل وهو راكع في المسجد فاعطاه خاتمه .
ثـم قـال فـي الاخـير: وقد تقدم في الاحاديث التي اوردناها ان هذه الايات كلها نزلت في عبادة بن الصامت حين تبرا من حلف اليهود. الى آخر كلامه .
اقـول : مـا احـسـب الـنابه البصير فيما اعترض به ابن كثير, ومن قوله باختصاص الاية بعبادة بن الصامت او ببعض المؤمنين . الا استنكره من وجوه , وذلك كما قاله ابن شهرآشوب في مناقبه [3: 5 ط. دار الاضواء]:
1 - واختصاص الاية ببعض المؤمنين حيث وصفهم بايتاء الزكاة يوجب خروج من لم يؤتها.
2 - ومن حيث خص ايتاؤهم بحال الركوع , ولم يحصل ذلك لجميع المؤمنين .
3 - ومـن حيث نفي الولاية عن غير المذكورين في الاية بادخال لفظة [انما] وايتاء الزكاة في حال الركوع لم يدع لاحد غير علي .
ولا مـندوحة لابن كثير في صرف معنى الاية ا لى غير علي (ع ) الا باستفظاعه عمل المتصدق في حال الركوع حتى رمى من قال : ان جملة الاية في موضع الحال بالوهم . كمامرت عبارته . واللّه اعلم .
6 - الزمخشري :
وهو ابو القاسم جار اللّه محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي , المولود سنة (467)والمتوفى سـنـة (538) قال في تفسيره الكشاف [1: 648 - 649 ط. قم ] في قوله تعالى : (انماوليكم اللّه ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) :ومعنى (انما): وجوب اختصاصهم بالموالاة (والذين يقيمون ) محله على البدل من الذين آمنوا, او على (هم الذين يقيمون ) وقـال فـي (وهـم راكـعـون ): الـواو فيه للحال , اي :يعملون ذلك في حال الركوع , وهو الخشوع والاخبات والتواضع للّه اذا صلوا واذا زكوا.
وقـيل : هو حال من يؤتون الزكاة , بمعنى : يؤتونها في حال ركوعهم في الصلاة , وانها نزلت في علي كـرم اللّه وجـهـه , حـيـن سـاله سائل وهو راكع في صلاته , فطرح له خاتمه كانه كان مرجا في خنصره , فلم يتكلف لخلعه كثير عمل تفسد بمثله صلاته .
فان قلت : كيف صح ان يكون لعلي (رض ) واللفظ لفظ جماعة ؟ قلت : جي ء به على لفظالجمع وان كان الـسبب رجلا واحدا, ليرغب الناس في مثل فعله , فينالوا مثل ثوابه , ولينبه على ان سجية المؤمنين يـجب ان تكون على هذه الغاية من الحرص على البر والاحسان وتفقد الفقراء, حتى ان لزمهم امر لا يقبل التاخير وهم في الصلاة لم يؤخروه الى الفراغ منها.
7 - الشوكاني :
وهـو الـشـيـخ الكبير محمد بن علي بن محمد الشوكاني , المتوفى بصنعاء سنة (1250ه)صاحب الـتـفسير المسمى ب [فتح القدير] وقد ذكر هذه الاثارة عن الخطيب في المتفق والمفترق عن ابن عـبـاس , قـال : تـصدق علي وهو راكع , فقال النبي (ص ) للسائل : [من اعطاك هذا الخاتم ؟] قال : ذلك الراكع , فانزل اللّه فيه : (انما وليكم اللّه ورسوله ) الاية .
قـال : واخرج عبد الرزاق , وعبد بن حميد, وابن جرير, وابو الشيخ , وابن مردويه عن ابن عباس , قال : نزلت في علي بن ابي طالب .
قال : واخرج ابو الشيخ , وابن مردويه , وابن عساكر عن علي بن ابي طالب نحوه .
قال : واخرج الطبراني بسند فيه مجاهيل عنه نحوه (23).
8 - الشبلنجي :
وهـو الـشيخ مؤمن بن حسن مؤمن الشبلنجي من علماء القرن الثالث عشر, وقد ذكر هذه الاثارة في كتابه (نور الابصار في مناقب آل بيت النبى المختار) [ص 86 ط. دار الفكر].
قال : وقد ورد في فضله آيات واحاديث جمة , نقل الواحدي في كتابه المسمى ب[اسباب النزول ], عن ابـي ذر الغفاري رضي اللّه عنه قال : صليت مع رسول اللّه (ص ) يوما من الايام الظهر, فسال سائل في الـمـسـجد فلم يعطه احد شيئا فرفع السائل يديه الى السماءوقال : اللهم اني سالت في مسجد نبيك مـحـمد(ص ) فلم يعطني احد شيئا وكان علي (رض )في الصلاة راكعا. فاوما اليه بخنصره اليمنى وفـيها خاتم , فاقبل السائل فاخذ الخاتم من خنصره , وذلك بمراى من النبي (ص ) وهو في المسجد, فـرفـع رسـول اللّه (ص ) طرفه الى السماء وقال : [اللهم ان اخي موسى سالك فقال : (رب اشرح لي صـدري # ويـسر لي امري# واحلل عقدة من لساني # يفقهوا قولي # واجعل لي وزيرا من اهلي # هارون اخـي #اشدد به ازري # واشركه في امري ). فانزلت عليه قرآنا: (سنشد عضدك باخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون اليكما).
اللهم واني محمد نبيك وصفيك , اللهم فاشرح لي صدري , ويسر لي امري , واجعل لي وزيرا من اهلي عليا اشدد به ظهري . قال ابو ذر(ره ): فما استتم دعاءه حتى نزل جبرئيل (ع ) من عند اللّه عزوجل وقـال : يا محمد اقرا: (انما وليكم اللّه ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون ا لصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ).
9 - النيسابوري :
وهـو الـعـلامـة نـظام الدين الحسن بن محمد بن حسين القمي صاحب التفسير المسمى ب [غرائب القرآن ورغائب الفرقان ] المطبوع في هامش تفسير الطبري عند قوله : القول الثاني : يعني : من معنى (وهـم راكـعون ) ان المراد شخص معين , وجي ء على لفظ الجمع ليرغب الناس في مثل فعله , ثم ان ذلك الشخص الذي روي عن عكرمة هو: ابوبكر.
وروى عطاء عن ابن عباس عن علي (ع ) ان عبداللّه بن سلام قال : لما نزلت هذه الاية ,قلت : يا رسول اللّه انا رايت عليا تصدق بخاتمه على محتاج وهو راكع فنحن نتولاه .
وروى عـن ابـي ذر انـه قال : صليت مع رسول اللّه (ص ) يوما صلاة الظهر, الى آخرالحديث الذي ذكرناه فيما رواه الثعلبي والشبلنجي .
10 - الطبري :
ذكـر الاثـارة فـي تـفـسـيـره الـكبير الشهير المسمى ب [جامع البيان ] [4: 628 ط. دار الكتب العلمية ]عند تفسير قوله تعالى : (انما وليكم اللّه ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الـزكاة وهم راكعون ): قال : ان اهل التاويل اختلفوا في المعني به , فقال بعضهم :عني به علي بن ابي طالب , وقال بعضهم : عني به جميع المؤمنين .
ثـم اخـرج حـديثا باسناده عن السدي قال : ثم اخبرهم بمن يتولاه , فقال : (انما وليكم اللّه ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) هؤلاء جميع المؤمنين , ولكن علي بن ابي طالب مر به سائل وهو راكع في المسجد فاعطاه خاتمه .
واخرج ايضا با سناده عن عبدة عن عبد الملك عن ابي جعفر, قال : سالته عن هذه الاية :(انما وليكم اللّه ورسوله والذين آمنوا الذين يقمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) قلت : من الذين آمنوا؟ قال : الذين آمنوا, قلت : بلغنا انها نزلت في علي بن ابي طالب ؟ قال : علي من الذين آمنوا.
واخـرج ايـضا باسناده عن غالب بن عبيد اللّه , قال : سمعت مجاهدا يقول في قوله تعالى :(انما وليكم اللّه ورسوله ) الاية , قال : نزلت في علي بن ابي طالب تصدق وهو راكع .
11 - الامام شرف الدين الموسوي :
قـال فـي التعليقات من كتابه المراجعات [ص 41] في المراجعة الثانية عشرة التي جرت بينه وبين شـيـخ الازهر يومئذ وهو الشيخ سليم البشري : اجمع المفسرون - كما اعترف القوشجي وهو من ائمة الاشاعرة في مبحث الامامة من كتابه (شرح التجريد) - على ان هذه الاية نزلت في علي حين تـصـدق راكـعا في الصلاة . واخرج النسائي في صحيحه عن عبد اللّه بن سلام ان نزولها في علي , واخـرج نزولها فيه ايضا صاحب الجمع بين صحاح الستة في تفسير سورة المائدة . واخرج الثعلبي في تفسيره الكبير نزولها في امير المؤمنين .
وقـال فـي [ص 156 مـن الـمـراجـعـة - 40 -] من نفس المصدر: وحسبك مما جاء نصا في هذا من غيرهم - يعني غير العترة الطاهرة - فذكر طرق الحديث الى ان قال : وان شئت فراجعه في كنز الـعـمـال [6:405] على ان نزولها في علي مما اجمع عليه المفسرون , وقد نقل اجماعهم هذا غير واحد من اعلام اهل السنة .
وقال اخيرا: ومع ذلك فانا لا ندع مراجعتنا خالية مما جاء فيها من حديث الجمهور,مقتصرين على ما فـي تـفـسـير الامام ابي اسحاق احمد بن محمد بن ابراهيم النيسابوري الثعلبي , فنقول : اخرج عند بلوغه هذه الاية في تفسيره الكبير بالاسناد الى ابي ذرالغفاري , قال : سمعت رسول اللّه (ص ) بهاتين والا صـمـتـا, ورايـتـه بهاتين والاعميتا, يقول :علي قائد البررة , قاتل الكفرة , منصور من نصره , مـخـذول مـن خـذلـه , اما اني صليت مع رسول اللّه (ص ) يوما من الايام , فساق الحديث الذي مر عن الثعلبي .
وذكرها جمع من اعلام الامة غيرهم , كالالوسي في تفسيره روح المعاني [6: 167 ط. دارالاحياء - بيروت ] اوردها باسناد متصل .
والاردبـيـلـي الـشـهير بابن حيان وهو ابو عبد اللّه محمد بن يوسف الجياني الغرناطي الاندلسي الـنـحوي المتوفى سنة (754) ذكرها في تفسيره البحر المحيط [3: 513 وفي ط . الحلبي2 :
53 وفي ط. دار الفكر 4: 300].
وذكـرهـا الامـام جلال الدين السيوطي المتوفى سنة (911) في كتاب لباب النقول , الطبعة الثانية بمطبعة مصطفى الحلبي , وفي تفسيره الدر المنثور [2: 293].
والـمـحدث الكبير محب الدين الطبري المتوفى سنة (693) في كتاب ذخائر العقبى [ص 88 ط .مكتبة القدسي بالقاهرة ] وفي كتابه الرياض النضرة [2: 227].
والـعـلا مـة الـمـحـدث الـشهير بالگنجي الشافعي المتوفى سنة (658) ذكر الاثارة في كتابه كفاية الطالب في الباب الحادي والستين [ص 106 ط . النجف وص : 229 ط. قم .].
والخطيب البغدادي المتوفى سنة (463) كما ذكر في تفسير الخازن [1: 475 ط.مصر].
والـرازي الحنفي وهو الشيخ ابو بكر احمد بن علي المتوفى سنة (370) في تفسيره [2: 543 ط. القاهرة بالمطبعة البهية ].
والقرطبي وهو العلامة الشيخ محمد بن احمد الانصاري ذكرها في كتابه الجامع لاحكام القرآن [6:
221 ط . مصر].
والبيضاوي صاحب التفسير الدائر, ذكرها فيه [1: 345 , او 2: 156].
والامام ابن حجر ذكرها في كتابه الصواعق [ص 24].
والطبرسي رواها في تفسيره مجمع البيان في سبب النزول , ثم فسرها وبينها بيانا شافياوافيا.
12 - الطبرسي :
قـال فـي تـفسيره مجمع البيان [2: 211 ط . ايران و 264 ط . مؤسسة التاريخ العربي بيروت ]:
وهذه الاية من اوضح الدلائل على صحة امامة علي بعد النبي (ص ) بلا فصل , والوجه فيه انه اذاثبت ان لـفـظـة [ولـيكم ] تفيد من هو اولى بتدبير اموركم ويجب طاعته عليكم , وثبت ان المراد بالذين آمنوا: علي , ثبت النص عليه بالامامة ووضح , والذي يدل على الاول هوالرجوع الى اللغة , فمن تاملها علم ان القوم نصوا على ذلك , وقد ذكرنا قول اهل اللغة فيه قبل , فلا وجه لاعادته .
ثـم الـذي يـدل عـلـى انـهـا في الاية تفيد ذلك دون غيره ان لفظة [انما] على ما تقدم ذكره تقتضي التخصيص ونفي الحكم عمن عدا المذكور, كما يقولون : انما الفصاحة للجاهلية ,يعنون نفي الفصاحة عـن غـيـرهـم . واذا تـقرر هذا لم يجز حمل لفظة الولي على الموالاة في الدين والمحبة , لانه لا تخصيص في هذا المعنى لمؤمن دون مؤمن آخر, والمؤمنون كلهم مشتركون في هذا المعنى كما قال سـبـحـانـه : (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اءولياء بعض )واذا لم يجز حمله على ذلك , لم يبق الا الـوجه الاخر وهو التحقق بالامور وما يقتضي فرض الطاعة على الجمهور, لانه لا محتمل للفظه الا الوجهان , فاذا بطل احدهما ثبت الاخر.
والـذي يـدل عـلـى ان الـمعني ب [الذين آمنوا] هو علي , الرواية الواردة من طريق العامة والخاصة بـنـزول الايـة فـيه لما تصدق بخاتمه في حال الركوع . وقد تقدم ذكرها. وايضا فان كل من قال ان المراد بلفظة [ولي ] ما يرجع الى فرض الطاعة والامامة , ذهب الى انه هوالمقصود بالاية والمتفرد بمعناها, ولا احد من الامة يذهب الى ان هذه اللفظة تقتضي ماذكرناه ويذهب الى ان المعني بها سواه .
وليس لاحد ان يقول ان لفظ [الذين آمنوا], لفظ جمع , فلا يجوز ان يتوجه اليه على الانفراد, وذلك ان اهـل الـلـغـة قـد يعبرون بلفظ الجمع عن الواحد على سبيل التفخيم والتعظيم , وذلك اشهر في كلامهم من ان يحتاج الى الاستدلال عليه , وليس لهم ان يقولوا:ان المراد بقوله : (وهم راكعون ) ان هـذه شيمتهم وعادتهم ولا يكون حالا لايتاء الزكاة ,وذلك لان قوله : (يقيمون الصلاة ) قد دخل فيه الركوع , فلو لم يحمل قوله : (وهم راكعون ) على انه حال من يؤتون الزكاة , وحملناه على من صفتهم الركوع كان ذلك كالتكرار غير المفيد, والتاويل المفيد اولى من البعيد الذي لا يفيد.
ووجه آخر في الدلالة على ان الولاية في الاية مختصة , انه سبحانه قال : (انما وليكم اللّه )فخاطب جـميع المؤمنين , ودخل في الخطاب النبي (ص ) وغيره , ثم قال : (ورسوله )فاخرج النبي (ص ) من جملتهم لكونهم مضافين الى ولايته , ثم قال : (والذين آمنوا)فوجب ان يكون الذي خوطب بالاية غير الـذي جـعـلـت له الولاية , والا ادى الى ان يكون المضاف هو المضاف اليه بعينه , والى ان يكون كل واحد من المؤمنين ولي نفسه , وذلك محال .
واستيفاء الكلام في هذه الباب يطول به الكتاب , فمن اراده فليطلبه من مظانه .
قال الواحدي : واستدل اهل العلم بهذه الاية على ان العمل القليل لا يقطع الصلاة , وان دفع الزكاة الى الـسـائل فـي الـصـلاة جائز مع نية الزكاة (ومن يتول اللّه ) بالقيام بطاعته (ورسوله ) باتباع امره (والـذيـن آمنوا) بالموالاة والنصر ة (فان حزب اللّه ) اي جنداللّه , عن الحسن . وقيل انصار اللّه (هم الغالبون ) الظاهرون على اعدائهم الظافرون بهم .
والى ذلك اشار العبدي بقوله من قصيدته الكبيرة :
وقال لاحمد بلغ قريشا ----- اكن لك عاصما ان تستكينا فان لم تبلغ الانباء عني ----- فما انت المبلغ والامينا فانزل بالحجيج [غدير خم ] ----- وجاء به ونادى المسلمينا فابرز كفه للناس حتى ----- تبينها جميع الحاضرينا فاكرم بالذي رفعت يداه ----- واكرم بالذي رفع اليمينا فقال لهم وكل القوم مصغ ----- لمنطقه وكل يسمعونا الا هذا اخي ووصي حق ----- وموفي العهد والقاضي الديونا الا من كنت مولاه فهذا ----- له مولى فكونوا شاهدينا تولى اللّه من والى عليا ----- وعادى مبغضيه الشانئينا ومن قصيدة له :
يوم [الغدير] لاشرف الايام ----- واجلها قدرا على الاسلام يوم اقام اللّه فيه امامنا ----- اعني الوصي امام كل امام قال (24) النبي بدوح خم رافعا ----- كف الوصي يقول للاقوام من كنت مولاه فذا مولى له ----- بالوحي من ذي العزة العلام هذا وزيري في الحياة عليكم ----- فاذا قضيت فذا يقوم مقامي يا رب وال من اقر له الولا ----- وانزل بمن عاداه سوء حمام فتهافتت ايدي الرجال لبيعة ----- فيها كمال الدين والانعام ومن قصيدة له :
تروم فساد دليل النصوص ----- ونصرا لاجماع ما قد جمع الم تستمع قوله صادقا ----- غداة [الغدير] بماذا صدع الا ان هذا ولي لكم ----- اطيعوا فويل لمن لم يطع وقال له انت مني اخي ----- كهارون من صنوه فاقتنع وقال له انت باب الى ----- مدينة علمي لمن ينتجع وقال لكم هو اقضاكم ----- وكل لمن قد مضى متبع ويوم براءة نص الاله ----- جل عليه فلا تختدع وسماه في الذكر نفس الرسول ----- يوم التباهل لما خشع الى آخر الابيات (25).

المبحث الرابع

في قوله تعالى : (سال سائل بعذاب واقع # للكافرين ليس له دافع ) [المعارج : آية1 - 2].
روى جـمـع من المفسرين في تفاسيرهم والمحدثين في تاليفهم مجمعين على نزول هذه الاية فيمن جـحـد ولاية امير المؤمنين علي بعد ان نصبه رسول اللّه (ص ) وليا للامة بعده , في يوم غدير خم , بقوله : [من كنت مولاه فعلي مولاه ], كما بسطنا القول في ما مر من هذا الكتاب .
غـير انهم اختلفوا في اسم الجاحد, فمنهم من قال : انه جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري , وهـذا مـما لا يستبعد في صحته , لان النضر قد قتله امير المؤمنين صبرا يوم بدرالكبرى بامر من الـنـبـي , كـما ذكره الاميني في التعليقات من غديره [1: 241] نقلا عن سيرة ابن هشام , وتاريخي اليعقوبي والطبري . ولعل انكاره ذلك من الحقد بسبب تلك القضية التي جرت على ابيه . ومنهم من قال :
ان الـجاحد هو الحارث بن النعمان الفهري , ومنهم من روى باسم النضر بن الحارث , وتلك النصوص في ذلك عن الرواة الثقات . منهم :
1 - الهروي :
وهو الحافظ قاسم بن سلام ابو عبيد الهروي , المتوفى سنة (223) بمكة المكرمة , قال ابن خلكان فـي تـاريـخـه [4: 60 بـرقـم 534 ط. دار الـثـقـافة - بيروت ]: كان ربانيا متفننا في اصناف علوم الاسلام , حسن الرواية , صحيح النقل , لا اعلم احدا من الناس طعن عليه في شي ء من امر دينه .
روى في تفسيره غريب القرآن بقوله : لمابلغ رسول اللّه (ص ) غدير خم وبلغ ما بلغ وشاع ذلك في الـبلاد, اتى جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري , فقال : امرتنا من اللّه ان نشهد ان لا اله الا اللّه , وانـك رسـول اللّه , وبـالصلاة , والصوم , والحج , والزكاة , فقبلنا منك .ثم لم ترض بذلك حتى رفـعـت بضبع ابن عمك ففضلته علينا, وقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه . فهذا الشي ء منك ام من اللّه ؟ فـقـال رسول اللّه (ص ): والذي لا اله الا هو, ان هذامن اللّه . فولى جابر يريد راحلته وهو يقول :
الـلـهم ان كان ما يقول محمد حقا, فامطر عليناحجارة من السماء او ائتنا بعذاب اليم , فما وصل اليها حـتـى رمـاه اللّه بـحجر فسقط على هامته وخرج من دبره وقتله , وانزل اللّه تعالى : (ساءل سائل بعذاب واقع ) الاية .
2 - الحاكم النيسابوري :
قـال في كتابه المستدرك [2: 502]: اخبرنا محمد بن علي الشيباني بالكوفة , حدثنا احمد بن حازم الـغفاري , حدثنا عبيد اللّه بن موسى , عن سفيان الثوري عن الاعمش , عن سعيدبن جبير سال سائل هـو: الـنضر بن الحارث بن كلدة , قال : اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .
3 - النقاش :
وهـو الـعـلامة ابو بكر محمد بن الحسن بن محمد النقاش المفسر الموصلي البغدادي المتوفى سنة (351). قـال ابـن كـثـيـر في تاريخه [11: 276 ط. دار الاحياء - بيروت ]: كان رجلا صالحا فـي نـفسه عابدا ناسكا, له تفسير شفاء الصدور, روى هذه الواقعة في تفسيره المذكور ما رواه ابو عبيد, غير ان الرجل السائل هو: الحارث بن النعمان الفهري لا جابر ابن النضر. كماياتي في رواية الثعلبي .
4 - الثعلبي :
قال في تفسيره الكشف والبيان : ان سفيان بن عيينه سئل عن قوله عزوجل : (سال سائل بعذاب واقع ) فـيمن نزلت ؟ فقال للسائل : سالتني عن مسالة ما سالني احد قبلك , حدثني ابي عن جعفر بن محمد عن آبـائه صلوات اللّه عليهم , قال : لما كان رسول اللّه بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا, فاخذ بيد علي , فـقـال : من كنت مولاه فعلي مولاه , فشاع ذلك وطار في البلاد, فبلغ ذلك الحرث بن النعمان الفهري , فـاتى رسول اللّه (ص ) على ناقة له حتى اتى الابطح , فنزل عن ناقته فاناخها, فقال : يا محمد, امرتنا عـن اللّه ان نـشـهد ان لا اله الا اللّه وانك رسول اللّه فقبلناه , وامرتنا ان نصلي خمسا فقبلناه منك , وامـرتـنـا بـالزكاة فقبلناه , وامرتنا ان نصوم شهرا فقبلناه , وامرتنا بالحج فقبلناه , ثم لم ترض بهذا حـتـى رفعت بضبعي ابن عمك ففضلته علينا وقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه , فهذا منك ام من اللّه ؟ فـقال : والذي لا اله الا هو ان هذا من اللّه . فولى الحرث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول : اللهم ان كـان ما يقول محمد حقا, فامطر علينا حجارة من السماء او ائتنا بعذاب اليم . فما وصل اليها حتى رماه اللّه بـحـجـر فسقط على هامته , وخرج من دبره وقتله , وانزل اللّه عزوجل : (ساءل سائل بعذاب واقع ) الاية .
5 - الحاكم الحسكاني :
روى الـحـادثـة بـاسناده عن حذيفة بن اليمان في كتابه [دعاة الهداة الى اداء حق الموالاة ]قال : قال رسـول اللّه (ص ) لـعلى (ع ): [من كنت مولاه فعلي مولاه ]. قال النعمان ابن المنذرالفهري : هذا شي قـلـته من عندك او شي ء امرك به ربك ؟ قال : لا بل امرني به ربي , فقال :اللهم انزل علينا حجارة من السماء, فما بلغ راحلته [رحله ] حتى جاء حجر فادماه فخرميتا. فانزل اللّه تعالى : [سال سائل بعذاب واقع ].
قال الاميني في غديره [1: 241]: اسناد هذا الحديث صحيح رجاله كلهم ثقات , غير ان اسم الجاحد فيه تصحيف .
واورد فـيـه ايضا حديثا من طريق ابي عبد اللّه الشيرازي مسندا عن جعفر ابن محمدالصادق عن آبـائه (ع ): لما نصب رسول اللّه (ص ) عليا يوم غدير خم , وقال : [من كنت مولاه فعلي مولاه ]. طار ذلك في البلاد, فقدم على النبي (ص ) النعمان بن الحرث الفهري ,فقال : امرتنا عن اللّه ان نشهد ان لا اله الا اللّه وانك رسول اللّه , وامرتنا بالجهاد والحج والصوم والصلاة والزكاة فقبلناها, ثم لم ترض حـتـى نـصبت هذا الغلام , فقلت : [من كنت مولاه فعلي مولاه ]. فهذا شي ء منك , او امر من عند اللّه ؟ فقال (ص ): والذي لا اله الا هو ان هذا من اللّه , فولى النعمان بن الحرث وهو يقول : اللهم ان كان هذا هـو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء, فرماه اللّه بحجر على راسه فقتله , وانزل اللّه تعالى : (سال سائل بعذاب واقع ).
6 - القرطبي :
وهـو الـشيخ ابو بكر يحيى بن سعدون بن تمام الازدي القرطبي الملقب بسابق الدين ,المولود سنة (486) الـمتوفى سنة (567) صاحب التفسير الكبير. قال ابن الاثير في كامله [11: 252]: كان امـاما في القراءة والنحو وغيره من العلوم , زاهدا عابدا انتفع به الناس في كثير من البلاد ولا سيما اهل الموصل , فانه اقام بها وفيها توفي .
وقـال يـاقـوت فـي مـعـجـم الـبـلدان [4: 324 ط. دار الاحياء - بيروت ]: قرا عليه كثير من شيوخنا,وكان اديبا فاضلا مقرئا عارفا بالنحو واللغة , سمع كثيرا من كتب الادب .
وقـال في كتابه معجم الادباء [20: 14 - 15 , ط. دار الفكر - بيروت ]: شيخ فاضل عارف بالنحو ووجوه القراءات , وكان ثقة صدوقا ثبتا دينا كثير الخير.
قـال فـي تفسيره في سورة المعارج : لما قال النبي (ص ): [من كنت مولاه فعلي مولاه ], قال النضر بن الـحـارث لرسول اللّه (ص ): امرتنا بالشهادتين عن اللّه فقبلنا منك , وامرتنابالصلاة والزكاة , ثم لم ترض حتى فضلت علينا ابن عمك , آللّه امرك ؟ ام من عندك ؟قال (ص ): [والذي لا اله الا هو, انه من عـند اللّه ], فولى وهو يقول : ان كان هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء, فوقع عليه حجر من السماء فقتله (26).
7 - سبط ابن الجوزي :
وهو الشيخ شمس الدين ابو المظفر الحنفي , المتوفى سنة (654) رواه في كتابه [تذكرة خواص الامـة ] [ص 30 ط. طهران ] قال : ذكر ابو اسحاق الثعلبي في تفسيره باسناده ان النبي (ص ) لما قال ذلـك - يـعـني : حديث الولاية - طار في الاقطار وشاع في البلادوالامصار, فبلغ ذلك الحرث بن الـنعمان الفهري فاتاه على ناقة له , فاناخها على باب المسجد, ثم عقلها وجاء فدخل في المسجد فجثا بـيـن يـدي رسـول اللّه (ص ) فقال : يا محمد,انك امرتنا ان نشهد ان لا اله الا اللّه وانك رسول اللّه فـقبلنا منك ذلك , وانك امرتنا ان نصلي خمس صلوات في اليوم والليلة , ونصوم رمضان , ونحج البيت فـقـبـلنا منك ذلك , ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك وفضلته على الناس وقلت : من كنت مـولاه فـعلي مولاه , فهذا شي ء منك او من اللّه ؟ فقال رسول اللّه وقد احمرت عيناه : [واللّه الذي لا الـه الا هـو, انه من اللّه وليس مني ] -قالها ثلاثا- فقام الحرث وهو يقول : اللهم ان كان مايقول محمد حـقـا فارسل من السماء علينا حجارة او ائتنا بعذاب اليم , قال : فو اللّه ما بلغ ‌ناقته حتى رماه اللّه من الـسماء بحجر فوقع على هامته , فخرج من دبره ومات , وانزل اللّه تعالى : (ساءل سائل بعذاب واقع ) الايات .
8 - الحموئي :
روى فـي كـتـابـه فـرائد الـسـمـطـيـن فـي الـبـاب الـخـامـس عـشـر [1: 82 - 83 ط.
المحمودي -بيروت ]:اخبرني الشيخ عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بمدينة نابلس , فيما اجاز لي ان ارويـه عـن الـقاضي جمال الدين ابي القاسم بن عبد الصمد الانصاري , اجازة عن عبد الجبار بن مـحمدالحواري البيهقي , اجازة عن الامام ابي الحسن علي بن احمد الواحدي (ره ), قال : قرات على شيخنا الاستاذ ابي اسحاق الثعلبي في تفسيره ان سفيان بن عيينة سئل عن قوله اللّه عزوجل : (سال سائل بعذاب واقع ) فيمن نزلت ؟ فقال للسائل : سالتني عن مسالة ...الحديث الى آخر لفظ الثعلبي .
9 - ابو السعود العمادي :
وهـو كما ترجمه الاميني في التعليقات من غديره [1 : 243] نقلا عن شذرات الذهب [8:398]:
الـمولى محمد بن محمد بن مصطفى الحنفي , ولد سنة (898) بقرية قريبة من قسطنطينية , واخذ العلم وقلد القضاء والفتيا, وتوفي بقسطنطينية مفتيا سنة (982).
قال في تفسيره [9: 29 ط. دار الاحياء]: قيل : هو - اي : سائل العذاب -الحرث بن النعمان الفهري , وذلك لما بلغه قول رسول اللّه (ص ) في على (رض ): [من كنت مولاه فعلى مولاه ],قال : اللهم ان كان مـا يـقـول محمد حقا فامطر علينا حجارة من السماء, فما لبث حتى رماه اللّه تعالى بحجر فوقع على دماغه , فخرج من اسفله فهلك من ساعته .
10 - الشربيني :
وهو الشيخ شمس الدين محمد بن احمد الشربيني القاهري الشافعي , المتوفى سنة (977)صاحب تفسير [السراج المنير] وكتاب [الاقناع في الفاظ ابي شجاع ].
قـال فـي تفسيره السراج المنير [4: 364]: اختلف في هذا الداعي , فقال ابن عباس : هو النضربن الـحـرث , وقـيـل : هو الحرث بن النعمان , وذلك انه : لما بلغه قول النبي (ص ) [من كنت مولاه فعلي مولاه ], ركب ناقته فجاء حتى اناخ راحلته الابطح , ثم قال : يا محمد, امرتناعن اللّه ان نشهد ان لا اله الا اللّه وانـك رسـول اللّه فقبلنا منك , وان نصلي خمسا ونزكي اموالنا فقبلنا منك , وان نصوم شهر رمـضـان في كل عام فقبلنا منك , وان نحج فقبلنا منك ,ثم لم ترض حتى فضلت ابن عمك علينا, افهذا شي ء منك ام من اللّه تعالى ؟ فقال النبي (ص ) : [والذي لا اله الا هو, ما هو الا من اللّه ], فولى الحرث وهو يقول : اللهم ان كان ما يقول محمد حقا فامطر عينا حجارة من السماء او ائتنا بعذاب اليم , فواللّه ماوصل الى ناقته حتى رماه اللّه بحجر, فوقع على دماغه فخرج من دبره فقتله , فنزلت :(سال سائل بعذاب واقع ) الايات .
11 - الحفني :
وهو العلامة الشيخ محمد بن سالم بن احمد المصري الشافعي , المولود سنة (1101)والمتوفى سنة (1181) صاحب [شرح الجامع الصغير] للسيوطي .
قـال فـي الكتاب المذكور [2: 387] عند شرح قوله (ص ): [من كنت مولاه فعلي مولاه ]: لماسمع ذلـك بعض الصحابة قال : اما يكفي رسول اللّه ان ناتي بالشهادة واقام الصلاة وايتاءالزكاة [الخ ] حتى يرفع علينا ابن ابي طالب ؟ فهل هذا من عندك ام من عند اللّه ؟ فهو دليل على فضل علي (ع ) . وقد روى ذلك غير هؤلاء كثير مثل :