قـال فـي مـنـاقـبـه [3: 197 ط . دار الاضواء - بيروت ] عن الثعلبي , والسدي عن ابي مالك عن ابـن عباس في قوله تعالى : (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) قال : المودة لال محمد(ع ).وعن الحسن بن علي (ع ) قال : [الحسنة حب اهل البيت ].
وروى ابـو تـراب فـي [الـحـدائق ] والخوارزمي في [الاربعين ] باسنادهما عن انس والديلمي في [الـفـردوس ] عن معاذ وجماعة عن ابن عمر قال : قال النبي (ص ): [حب علي بن ابي طالب حسنة لا تضر معه سيئة , وبغضه سيئة لا تنفع معها حسنة ].
قال الشاعر:
وقد اتت الرواية في حديث ----- صحيح عن ثقات محدثينا بان محبة الهادي علي ----- اجل تجارة للتاجرينا وليس تضر سيئة بخلق ----- يكون بها من المتخلقينا وروى ابـن مـردويـه بالاسناد عن زيد بن علي عن ابيه عن جده عن النبي (ص ) قال : [ياعلي لو ان عـبـدا عبد اللّه مثل ما دام نوح في قومه , وكان له مثل جبل احد ذهبا فانفقه في سبيل اللّه , ومد في عـمره حتى حج الف عام على قدميه , ثم قتل بين الصفا والمروة مظلوما, ثم لم يوالك يا علي , لم يشم رائحة الجنة ولم يدخلها].
وفـي تاريخ النسائي و شرف المصطفى واللفظ له , قال النبي (ص ): [لو ان عبدا عبد اللّه بين الركن والمقام الف عام , ثم الف عام ولم يكن يحبنا اهل البيت لاكبه اللّه على منخره في النار].
وعـن حـذيـفـة بن اليمان عن النبي (ص ) في خبر: ان اللّه فرض على الخلق خمسة فاخذوااربعة وتـركـوا واحدا, فسئل عن ذلك . قال : الصلاة , والصوم , والزكاة , والحج . وقالوا: فماالواحد الذي تركوا؟ قال : ولاية علي بن ابي طالب : قالوا: هي واجبة من اللّه ؟ قال : نعم .
وفـي [فرودس الاخبار] للديلمي قال ابو صالح : لما حضرت عبد اللّه بن عباس الوفاة قال : اللهم اني اتقرب اليك بولاية علي بن ابي طالب .
وفـي الابـانة لابن بطة : روى ابو صالح عن ابي هريرة قال : رايت معاذا يديم النظر الى وجه علي , فقلت له : انك تديم النظر اليه كانك لم تره , فقال : سمعت رسول اللّه (ص ) يقول : النظرالى وجه علي بن ابي طالب عبادة , وهو اكثر في الروايات .
وفـي روايـة عـمـار ومعاذ وعائشة عن النبي (ص ): [النظر الى علي بن ابي طالب عبادة ,وذكره عبادة , ولا يقبل ايمان الا بولايته , والبراءة من اعدائه ].
وفي [الفردوس ] للديلمي قالت عائشة : قال النبي (ص ): [ذكر علي عبادة ].
وفي [شرف النبي ] للخركوشي : انه كان الناس يصلون وابوذر ينظر الى امير المؤمنين (ع )فقيل له فـي ذلـك , فـقـال : سـمعت رسول اللّه (ص ) يقول : [النظر الى علي بن ابي طالب عبادة ,والنظر الى الوالدين برافة ورحمة عبادة , والنظر في المصحف عبادة , والنظر الى الكعبة عبادة ].

المبحث العشرون

في قوله تعالى : (وآت ذا القربى حقه ) [الاسراء: 26].
ذكر المفسرون في تفاسيرهم ما ورد من الخبر والاثر المعربة عن معناها المراد به عندتفسيرهم هذه الاية الشريفة , من بعد ذكرهم معناها اللغوي باستنباطهم المحض . وممن ذكر ذلك :
1 - الطبرسي :
قـال فـي تـفـسـيـره [مـجمع البيان ] [3: 531 ط . مؤسسة التاريخ العربي - بيروت ] (وآت ذا القربى حقه ) معناه : واعط القرابات حقوقهم التي اوجبها اللّه لهم في اموالكم , عن ابن عباس والحسن .
وقيل : ان المراد قرابة الرسول , عن السدي .
وقال : ان علي بن الحسين (ع ) قال لرجل من اهل الشام حين بعث به (ع ) عبيد اللّه ابن زياد الى يزيد بن معاوية : [اقرات القرآن ؟] قال : نعم , قال (ع ): [اما قرات : (وآت ذاالقربى حقه )] قال : وانكم ذو القربى الذي امر اللّه ان يؤتى حقه ؟ قال : [نعم ]. انتهى .
قال الطبرسي : وهو الذي رواه اصحابنا عن الصادقين (ع ).
واخبرنا السيد ابو الحمد مهدي بن نزار الحسيني قراءة , قال : حدثنا ابو القاسم عبيد اللّه بن عبداللّه الـحـسكاني , قال : حدثنا الحاكم الواحد ابو محمد, قال : حدثنا عبداللّه ابن عمربن احمد بن عثمان بـبـغداد شفاها, قال اخبرني عمر بن الحسن بن علي بن مالك , قال :حدثنا جعفر بن محمد الاحمسي , قـال : حدثنا حسن بن حسين , قال : حدثنا ابو معمر سعيدبن خثيم وعلي بن القاسم الكندي ويحيى بن يعلى وعلي بن مسهر, عن فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي , عن ابي سعيد الخدري , قال : لما نزل قوله تعالى : (وآت ذا القربى حقه )اعطى رسول اللّه فاطمة فدكا. وقال عبد الرحمن بن صالح : كتب الـمـامـون الى عبداللّه بن موسى يساله عن قصة فدك , فكتب عبداللّه بهذا الحديث . رواه فضيل عن عطية . فردالمامون فدكا الى ولد فاطمة (س ).
2 - ابن كثير:
قـال فـي تـفسيره [3: 36]: وقال الحافظ ابو بكر البزار, حدثنا عباد بن يعقوب , حدثنا ابويحيى التيمي , حدثنا فضيل بن مرزوق , عن عطية , عن ابي سعيد الخدري , قال : لما نزلت :(وآت ذا القربى حقه ) دعا رسول اللّه (ص ) فاطمة فاعطاها فدكا, ثم قال : لا نعلم حدث به عن فضيل بن مرزوق الا ابـو يـحيى التيمي وحميد بن حماد بن الخوار. وهذاالحديث مشكل لو صح اسناده , لان الاية مكية , وفـدك انـمـا فـتحت مع خيبر سنة سبع من الهجرة , فكيف يلتئم هذا مع هذا؟ فهو اذا حديث منكر, والاشبه انه من وضع الرافضة .واللّه اعلم (56).
اقـول : الا ترى هذا الرجل كيف قال ما قال ؟ كانه غفل او تغافل عما هناك من رجال كانوايقولون بان السورة مكية الا خمس آيات , ومنهم من قال : الا ثمان آيات , كالحسن وقتادة والمعدل عن ابن عباس .
كـمـا ذكره الامام الطبرسي في [مجمع البيان ] وهن : (ولا تقتلواالنفس ) الاية . (ولا تقربوا الزنا) الاية . (اولئك الذين يدعون ) الاية , (اقم الصلاة )ومنها التي نحن بصددها, وهي (وآت ذا القربى ) فـهـذه الـخـمس آيات , ومع قوله تعالى :(وان كادوا ليفتنونك - الى قوله - وقل رب ادخلني مدخل صدق ) [الاسراء: 80] تكون ثمان آيات .
وامـا قـوله : لا نعلم حدث به عن فضيل بن مرزوق الا ابو يحيى التيمي , وحميد بن حماد.فكما قد عـلمنا قريبا انه قد روى عن فضيل بن مرزوق : ابو معمر سعيد بن خثيم , وعلي بن القاسم الكندي , ويـحـيى بن يعلى , وعلي بن مسهر كما في رواية الطبرسي , بخلاف ما لوان الرجل كان ممن صمم بزعمه ان الاية كلها مكية , كما قال ذلك بعضهم .
ولـو لم يكن الامر كذلك , فلا اعتبار اذن بقوله : وهذا الحديث مشكل او منكر او اشبه انه من وضع الرافضة .
3 - الشوكاني :
قـال في تفسيره [فتح القدير] [3: 224]: اخرج ابن جرير عن علي بن الحسين (ع ) انه قال لرجل مـن اهل الشام : اقرات القرآن ؟ قال : نعم , قال : افما قرات في بني اسرائيل (وآت ذاالقربى )؟ قال :
وانـكم للقرابة التي امر اللّه ان يؤتى حقهم ؟ قال : نعم . ثم قال : واخرج البزار, وابو يعلي , وابن ابي حـاتـم وابـن مـردويه عن ابي سعيد الخدري قال : لما نزلت هذه الاية : (وآت ذا القربى حقه ) دعا رسول اللّه (ص ) فاطمة فاعطاها فدكا.
واخـرج ابن مردويه عن ابن عباس , قال : لما نزلت : (وآت ذا القربى حقه ) اقطع رسول اللّه (ص ) فاطمة فدكا.
4 - الزمخشري :
قـال فـي تفسيره الكشاف [2: 661] بعد ما فسر الاية بما ارتاى له : وقيل : اراد بذي القربى اقرباء رسول اللّه (ص ).
5 - الطبري :
قـال في تفسيره جامع البيان [8: 67]: بعد ما اورد اقوال اهل التاويل المختلفة في تفاسيرهم ,قوله تـعالى : (وآت ذا القربى حقه ): وقال آخرون : بل عنى به قرابة رسول اللّه (ص ) ذكرمن قال ذلك :
حـدثـني محمد بن عمارة الاسدي , قال : حدثنا اسماعيل بن ابان قال : حدثناالصباح بن يحيى المزني , عن السدي عن ابي الديلم , قال : قال علي بن الحسين (ع ) لرجل من اهل الشام : [اقرا ت القرآن ؟] قال :
نـعـم , قال : [افما قرات في بني اسرائيل (وآت ذاالقربى حقه )]؟ قال : وانكم للقرابة التي امر اللّه جل ثناؤه ان يؤتى حقه ؟ قال : نعم .

المبحث الحادي والعشرون

في قوله تعالى : (هل اتى على الانسان حين من الدهر) [الانسان : 1].
ذكـر بعض اهل التاويل في تفاسيرهم والحفاظ في مسانيدهم بان هذه السورة قد نزلت في اهل بيت الوحي , وهم : ابو العترة الطاهرة الامام علي , والسيدة الزهراء ام الاطهار,والحسنان الشهيدان سيدا شباب اهل الجنة (ع ).
وقال بعض : لا السورة كاملة ولكن جزء منها, ومنهم من قال غير ذلك , وممن ذكر نزول السورة فيهم ومن قال ببعضها:
1 - النيسابوري :
قـال فـي تـفـسـيـره غـرائب القرآن [29: 112] المطبوع بهامش [جامع البيان ]: ذكر الواحدي فـي [الـبسيط] والزمخشري في [الكشاف ] وكذا الامامية اطبقوا على ان السورة نزلت في اهل بيت النبي (ص ) ولا سيما في هذه الاية . يعني (يوفون بالنذر) وما يليها من الايات .
ويـروى عـن ابـن عـباس ان الحسن والحسين (ع ) مرضا, فعادهما رسول اللّه (ص ) في ناس معه , فقال (ص ): يا ابا الحسن لو نذرت على ولدك , فنذر علي وفاطمة وفضة جارية لهماان ابراهما اللّه ان يـصـوموا ثلاثة ايام , فشفيا وما معهما شي ء, فاستقرض علي من شمعون الخيبري اليهودي ثلاثة اصوع من شعير, فطحنت فاطمة منها صاعا واختبزت خمسة اقراص على عددهم , فوضعوا ايديهم لـيـفـطـروا, فـوقـف عليهم سائل فقال : السلام عليكم يا اهل محمد, مسكين من مساكين المسلمين , اطـعموني اطعمكم اللّه من موائد الجنة ,فاثروه وباتوا ولم يذوقوا الا الماء, واصبحوا صياما. فلما امـسـوا ووضعوا الطعام بين ايديهم وقف عليهم يتيم فاثروه , ووقف عليهم الثالثة اسير, ففعلوا مثل ذلك , فلما اصبحوا اخذعلي بيد الحسن والحسين الى رسول اللّه (ص ) فلما ابصرهم وهم يرتعشون كـالـفـراخ مـن شـدة الـجوع , قال (ص ): ما اشد ما يسوؤني ما ارى بكم , وقام وانطلق معهم . فراى فـاطمة في محرابها قد لصق ظهرها ببطنها وغارت عيناها فساءه ذلك , فنزل جبرئيل وقال :خذها يا محمد, هناك اللّه في اهل بيتك , فاقراه السورة .
2 - الطبرسي :
قـال فـي تـفسيره مجمع البيان [5: 516 ط . مؤسسة التاريخ العربي - بيروت ] في سبب النزول :
قدروى الخاص والعام ان الايات من هذه السورة وهي قوله : (ان الابرار يشربون ) الى قوله : (وكان سـعـيـكـم مـشكورا) نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين (ع ). وجارية تسمى فضة , وهو المروي عن ابن عباس ومجاهد وابي صالح .
والـقـصة طويلة , وجملتها انهم قالوا: مرض الحسن والحسين (ع ) فعادهما جدهما(ص ) الى آخر القصة المذكورة .
وفـي رواية عطاء عن ابن عباس ان علي بن ابي طالب (ع ) آجر نفسه ليستقي نخلا بشي ءمن شعير لـيـلة حتى اصبح , فلما اصبح وقبض الشعير, طحن ثلثه فجعلوا منه شيئا لياكلوه يقال له [الحريرة ] فلما تم انضاجه اتى مسكين فاخرجوا اليه الطعام , ثم عمل الثلث الثاني , فلما تم انضاجه اتى يتيم فسال فـاطـعـموه . ثم عمل الثلث الثالث , فلما تم انضاجه اتى اسير من المشركين فسال فاطعموه , وطووا يومهم ذلك . ذكره الواحدي في تفسيره .
وذكـر عـلـي بـن ابراهيم ان اباه حدثه عن عبد اللّه بن ميمون عن ابي عبداللّه (ع ) قال : كان عند فـاطـمـة شـعـير فجعلوه عصيدة , فلما انضجوها ووضعوها بين ايديهم جاء مسكين فقال المسكين :
رحـمـكـم اللّه , فقام علي (ع ) فاعطاه ثلثها, فلم يلبث ان جاء يتيم فقال اليتيم : رحمكم اللّه , فقام علي فـاعـطـاه الثلث , ثم جاء اسير فقال الاسير: رحمكم اللّه ,فاعطاه علي (ع ) الثلث الباقي وما ذاقوها فانزل اللّه سبحانه الايات فيهم .
ثم ذكر الشيخ المؤلف ترتيب نزول سور القرآن ما ورد عن النبي (ص ) لما ساله علي (ع ) الى ان قال اخيرا:
اقـول : قـد اتسع نطاق الكلام في هذا الباب حتى كاد يخرج عن اسلوب الكتاب , وربمانسبنا به الى الاطـنـاب , ولـكن الغرض فيه ان بعض اهل العصبية قد طعن في هذه القصة ,بان قال : هذه السورة مـكـية , فكيف يتعلق بها ما كان بالمدينة . وقد استدل بذلك على انهامخترعة جراة على اللّه سبحانه , وعـداوة لاهل بيت رسوله , فاحببت ايضاح الحق في ذلك وايراد البرهان في معناه , وكشف القناع عن عناد هذا المعاند في دعواه , على انه كما ترى يحتوي على السر المخزون , والدر المكنون من هذا العلم الذي يستضاء بنوره , ويتلالابزهوره , وهو معرفة ترتيب السور في التنزيل , وحصر عددها في الجملة والتفصيل . اللهم امددنا بتاييدك , وايدنا بتوفيقك , فانت الرجاء والامل , وعلى فضلك المعول والمتكل .
3 - الزمخشري :
قـال فـي تـفـسـيـره الـكـشاف [4: 670 ط . قم منشورات البلاغة ]: عن ابن عباس (رض ): ان الـحـسـن والـحـسـيـن مـرضـا فـعـادهـما رسول اللّه (ص ) في ناس معه . الى آخر القصة التي رواهاالنيسابوري في تفسيره .
4 - الشوكاني :
قال في تفسيره فتح القدير [5: 348 - 349] عند تفسيره (ويطعمون الطعام على حبه ) :واخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت هذه الاية في علي بن ابي طالب وفاطمة بنت رسول اللّه (ص ).
5 - ابن شهرآشوب :
قال في كتابه مناقب آل ابي طالب [3: 103 ط . دار الاضواء - بيروت و 2: 298 مطبعة الحيدرية -الـنجف الاشرف ]: جاء في تفسير اهل البيت (ع ) ان قوله : (هل اتى على الانسان حين من الدهر), يـعـنـي به عليا, وتقدير الكلام : ما اتى على الانسان زمان من الدهر الاوكان فيه (ع ) شيئا مذكورا, وكيف لم يكن مذكورا, وان اسمه مكتوب على ساق العرش وعلى باب الجنة , والدليل على هذا القول قوله : (انا خلقنا الانسان من نطفة ), ومعلوم ان آدم لم يخلق من النطفة .
واورد في [ص 104] قول ابي فراس :
اقراوا عن القرآن ما في فضله ----- وتاملوه واعرفوا فحواه لو لم ينزل فيه الا هل اتى ----- من دون كل منزل لكفاه من كان اول من حوى القرآن من ----- نطق النبي ولفظه وحكاه من بات فوق فراشه متنكرا ----- لما اظل فراشه اعداه من ذا اراد الهنا بمقاله ----- الصادقون والقانتون سواه من خصه جبريل من رب العلى ----- بتحية من جنة وحباه انسيتم يوم الكساء وانه ----- ممن حواه مع النبي كساه اذ قال جبريل بهم متشرفا ----- انا منكم قال النبي كذاه 6 - الموسوي :
قال في التعليقات من مراجعته الثانية عشرة [ص 38 ط. المجمع العالمي لاهل البيت [ع ]]:
هل اتى هل اتى بمدح سواهم ----- لا ومولى بذكرهم جلاها ثـم عـلق بقوله : - هذه - اشارة الى نزول سورة الدهر فيهم وفي اعدائهم , ومن اراد الوقوف على جـلية الامر في كل آية من آية التطهير وآية المباهلة وآية المودة في القربى وسورة الدهر فعليه [بـكلمتنا الغراء] فانها الشفاء من كل داء, وبها رد جماح الاعداء, وزجرغراب الجهلاء والحمد للّه رب العالمين .
7 - ابن عبد ربه المالكي :
ذكـر فـي كتابه العقد الفريد حديث احتجاج المامون العباسي على اربعين فقيها وفيه , قال :يا اسحاق هـل تقرا القرآن ؟ قلت : نعم . وقال المامون : اقرا علي : (هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شـيـئا مـذكـورا), فـقـرات مـنها حتى بلغت : (يشربون من كاس كان مزاجها كافورا), الى قوله :
(ويـطـعـمـون الطعام عى حبه مسكينا ويتيما واسيرا), قال المامون : على رسلك , فيمن انزلت هذه الايـات ؟ قـلـت : فـي عـلـي . قال : فهل بلغك ان علياحين اطعم المسكين واليتيم والاسير, قال : انما نـطـعـمكم لوجه اللّه ؟ وهل سمعت اللّه وصف في كتابه احدا بمثل ما وصف به عليا؟ قلت : لا. قال :
صـدقـت لان اللّه جل ثناؤه عرف سيرته , يا اسحاق , الست تشهد ان العشرة في الجنة ؟ قلت : بلى يا امـيـر المؤمنين , قال :ارايت لو ان رجلا قال : واللّه ما ادري هذا الحديث صحيح ام لا؟ ولا ادري ان كـان رسـول اللّه قـالـه ام لـم يـقله , اكان عندك كافرا؟ قلت : اعوذ باللّه , قال : ارايت لو انه قال : ما ادري هذه السورة من كتاب اللّه ام لا, كان كافرا؟ قلت : نعم , قال : يا اسحاق ارى بينهمافرقا(57).
8 - سبط ابن الجوزي :
قـد روى قصة سبب نزول هل اتى في كتابه تذكرة خواص الامة [ص 316 ط. طهران ] من طريق الـبـغوي والثعلبي . ثم قال بعد تنزيه سنده ردا على جده ابن الجوزي في اخراجه في الموضوعات :
والعجب من قول جدي وانكاره , وقد قال في كتابه [المنتخب ]: يا علماءالشرع , اعلمتم لم آثرا [علي وفاطمة ] وتركا الطفلين [الحسنين ] عليهما اثر الجوع ؟اتراهما خفي عنهما سر: [ابدا بمن تعول ]؟ مـا ذاك الا لانهما علما قوة صبر الطفلين وانهماغصنان من شجرة اظل عند ربي , وبعض من جملة :
[فاطمة بضعة مني ]. وفرخ البطسابح .
9 - الحافظ ابو عبداللّه الكنجي الشافعي :
قـال فـي كـتـابـه كـفـايـة الـطـالـب [ص 348 ط. طـهران ] بعد ذكر الحديث في سبب نزول الـسـورة الـكـريـمـة : هـكذا رواه الحافظ ابو عبداللّه الحميدي في [فوائده ] ورواه ابن جرير الـطـبـري اطـول من هذا في سبب نزول هل اتى . وقد سمعت الحافظ العلامة ابا عمرو عثمان ابن عبدالرحمن المعروف بابن الصلاح في درس التفسير في سورة هل اتى وذكر الحديث وقال فيه :ان الـسـؤال كـانـوا مـلائكـة مـن عـنـد رب العالمين , وكان ذلك امتحانا من اللّه عزوجل لاهل بيت الـرسول (ص ). وسمعت بمكة حرسها اللّه تعالى من شيخ الحرم بشير التبريزي في درس التفسير:
ان السائل الاول كان جبرئيل , والثاني ميكائيل , والثالث كان اسرافيل (ع ).
10 - الخازن :
وهو علاء الدين علي بن محمد الخازن البغدادي , المتوفى سنة (741) قال في تفسيره [4:358] : بان نزولها في علي (ع ) ثم قال : وقيل : ان الاية عامة في كل من اطعم .
11 - ابو جعفر الاسكافي :
قـال فـي رسـالـته التي رد بها على الجاحظ: لسنا كالامامية الذين يحملهم الهوى على جحدالامور المعلومة , ولكننا ننكر تفضيل احد من الصحابة على علي بن ابي طالب , ولسناننكر غير ذلك [الى ان قـال ]: وامـا انفاقه فقد كان على حسب حاله وفقره , وهو الذي اطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا, وانزلت فيه وفي زوجته وابنيه سورة كاملة من القرآن .
12 - الاميني :
قـال فـي كـتـابـه الـغـديـر [3: 106] ردا عـلى ابن حزم في افتراءاته على الشيعة الامامية في قوله :[ولسنا من كذبهم - الرافضة - في تاويلهم : ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيماواسيرا, وان الـمـراد بـذلـك عـلـي (رض ), بـل هذا لا يصح , بل الاية على عمومها وظاهرهالكل من فعل ذلك ](58) واليك لفظه :
ان الـواقـف عـلى هذه الاضحوكة يعرف موقع الرجل من التدجيل لحسبانه ان في مجرد عزوهذا الـتـاويـل الـى الرافضة فحسب , وقذفهم بالكذب , واتباع ذلك بعدم الصحة حطا في كرامة الحديث الـوارد في الاية الشريفة , وهو يعلم ان امة كبيرة من ائمة التفسير والحديث يروون ذلك ويثبتونه مسندا في مدوناتهم , وان كان لا يدري فتلك مصيبة .
وهـذا الحافظ ابو محمد العاصمي افرد في ذلك كتابا في مجلدين اسماه [زين الفتى في تفسيرسورة هل اتى ] وهو كتاب ضخم فخم ممتع ينم عن فضل مؤلفه وسعة احاطته بالحديث ,وتعالي مقدرته في الـكلام والتنقيب , مع ان في غضونه سقطات تلائم مذهبه وخطة قومه ,ثم يذكر في كتابه المذكور جـمعا من رواة الحديث في هذا المقام بلغ عددهم الى اربعة وثلاثين راويا, ومنهم ابو سالم محمد بن طلحة الشافعي القائل :
هم العروة الوثقى لمعتصم بها ----- مناقبهم جاءت بوحي وانزال مناقب في الشورى وسورة هل اتى ----- وفي سورة الاحزاب يعرفها التالي وهم اهل بيت المصطفى فودادهم ----- على الناس مفروض بحكم واسجال

المبحث الثاني والعشرون

في قوله تعالى : (وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم )[الاعراف :46].
ان لاهل التاويل والمفسرين في تفاسيرهم عن ((اصحاب الاعراف )) اقوالا مختلفة المعاني ,لتباين نظرهم وآرائهم في المراد بالرجال من هذه الاية الشريفة , ولعل اقربها الى مدارك الفهم من بين تلك الاقـوال الـمتضاربة , قول من قال : ان المراد بالرجال هم : حمزة , والعباس ,وعلي , وجعفر الطيار.
واللّه اعلم . فممن ذكر ذلك في تفاسيرهم ومدوناتهم :
1 - الطبرسي :
قـال فـي تـفسيره ((مجمع البيان )) [4: 423 ط. دار احياء التراث العربي - بيروت ]: وقيل : ان الاعـراف مـوضـع عـال عـلـى الـصراط, عليه حمزة , والعباس , وعلي , وجعفر, يعرفون محبيهم بـبـياض الوجوه , ومبغضيهم بسواد الوجوه . عن الضحاك عن ابن عباس , ورواه الثعلبي بالاسنادفي تفسيره .
ثـم اورد اقـوالا غير ذلك , الى ان قال فيه : وقال ابو جعفر الباقر(ع ): هم آل محمد(ع ), لايدخل الجنة الا من عرفهم وعرفوه , ولا يدخل النار الا من انكرهم وانكروه . وقال ابوعبداللّه جعفر بن مـحمد(ع ): الاعراف كثبان بين الجنة والنار, فيقف عليها كل نبي وخليفة نبي , مع المذنبين من اهل زمـانـه , كـمـا يقف صاحب الجيش مع الضعفاء من جنده , وقدسيق المحسنون الى الجنة , فيقول ذلك الخليفة للمذنبين الواقفين معه : انظروا الى اخوانكم المحسنين قد سيقوا الى الجنة , فيسلم المذنبون عليهم , وذلك قوله : (ونادوا اصحاب الجنة ان سلام عليكم ).
ثـم اخـبـر سبحانه انهم (لم يدخلوها وهم يطمعون ), يعني : هؤلاء المذنبين , لم يدخلوا الجنة وهم يـطمعون ان يدخلهم اللّه اياها بشفاعة النبي والامام , وينظر هؤلاء المذنبون الى اهل النار فيقولون :
(ربـنـا لا تـجـعلنا مع القوم الظالمين ). ثم ينادي اصحاب الاعراف , وهم الانبياء والخلفاء اهل النار مـقـرعـيـن لهم : (ما اغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون #اهؤلاء الذين اقسمتم )(59) يعني :
اهـؤلاء الـمستضعفين الذين كنتم تحقرونهم وتستطيلون بدنياكم عليهم ؟ ثم يقولون : ((اي الانبياء والـخـلـفاء)) لهؤلاء المستضعفين عن امر من اللّه لهم بذلك : (ادخلو الجنة لاخوف عليكم ولا انتم تحزنون ).
ويـؤيـده مـا رواه عـمر بن شيبة وغيره : ان عليا(ع ) قسيم النار والجنة . ورواه ايضا باسناده عن الـنـبـي (ص ) انـه قـال : ((يـا علي كاني بك يوم القيامة وبيدك عصا عوسج , تسوق قوما الى الجنة .
وآخرين الى النار)).
وروى ابـو القاسم الحسكاني باسناده , رفعه الى الاصبغ بن نباتة قال : كنت جالسا عندعلي (ع ) فاتاه ابـن الـكـوا فساله عن هذه الاية , فقال (ع ): ويحك يابن الكوا نحن نقف يوم القيامة بين الجنة والنار, فمن ينصرنا عرفناه بسيماه فادخلناه الجنة , ومن ابغضنا عرفناه بسيماه فادخلناه النار.
وقوله : (يعرفون كلا بسيماهم ) يعني : هؤلاء الرجال الذين هم على الاعراف , يعرفون جميع الخلق بسيماهم , يعرفون اهل الجنة بسيماء المطيعين , واهل النار بسيماء العصاة .
2 - الشوكاني :
قـال فـي تـفـسـيره فتح القدير [2: 208 ط . الحلبي واولاده بمصر] بعد ان ذكر اقوالا, وقيل :
هـم :العباس , وحمزة , وعلي , وجعفر الطيار, يعرفون محبيهم ببياض الوجوه , ومبغضيهم بسوادها, حكي ذلك عن ابن عباس .
ثـم ذكـر اقـوالا غـير ذلك . الى ان قال في تفسيره : وجملة (يعرفون كلا بسيماهم ) صفة لرجال .
والـسـيـما: العلامة , اي يعرفون كلا من اهل الجنة والنار بعلاماتهم , كبياض الوجوه وسوادها, او مواضع الوضوء من المؤمنين , او علامة يجعلها اللّه لكل فرق في ذلك الموقف ,يعرف رجال الاعراف بها السعداء من الاشقياء.
3 - شرف الدين الموسوي :
قال في المراجعة الثانية عشرة من مراجعاته [ص 93 ط. بيروت ]: وهم رجال الاعراف الذين قال :
(وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ).
اخـرج الـثعلبي في معنى هذه الاية من تفسيره عن ابن عباس قال : الاعراف موضع عال من الصراط, عليه العباس وحمزة وعلي وجعفر ذوالجناحين , يعرفون محبيهم ببياض الوجوه , ومبغضيهم بسواد الوجوه . انتهى .
واخـرج الـحـاكم بسنده الى علي قال : نقف يوم القيامة بين الجنة والنار, فمن نصرنا عرفناه بسيماه فادخلناه الجنة , ومن ابغضنا عرفناه بسيماه .
وعن سلمان الفارسي : سمعت رسول اللّه يقول : ((يا علي انك والاوصياء من ولدك على الاعراف )).
((الحديث )) ويـؤيـده حديث اخرجه الدارقطني كما في اواخر الفصل الثاني من الباب التاسع من الصواعق [ص 195: ط . دار الـكـتـب - بـيروت ]: ان عليا قال للستة الذين جعل عمر الامرشورى بينهم كلاما طويلا ومن جملته : انشدكم باللّه , هل فيكم احد قال له رسول اللّه :((يا علي انت قسيم الجنة والنار يـوم الـقـيـامـة غـيـري ))؟ قالوا: اللهم لا. قال ابن حجر معناه :ما رواه عنترة عن علي الرضا ان النبي (ص ) قال له : ((يا علي انت قسيم الجنة والنار, فيوم القيامة تقول للنار: هذا لي وهذا لك )). قال ابـن حـجـر: وروى ابـن السماك ان ابا بكر قال لعلي (رض ): سمعت رسول اللّه (ص ) يقول : ((لا يجوز احد الصراط الا من كتب له علي الجواز)).
4 - ابن شهر آشوب :
روى فـي كتابه مناقب آل ابي طالب [3: 233 ط. دار الاضواء]: عن الاصبغ بن نباتة وزيد بن علي انـه سئل امير المؤمنين (ع ) عن قوله : (وعلى الاعراف رجال ) وسئل الصادق (ع )واللفظ له , فقال :
نـحـن اولـئك الـرجال على الصراط ما بين الجنة والنار, فمن عرفنا وعرفناه دخل الجنة , ومن لم يعرفنا ولم نعرفه ادخل النار.
ابـانـة العكبري وكشف الثعلبي وتفسير الفلكي , بالاسناد عن ابي اسحاق عاصم ابن سليمان المفسر, عـن جوير بن سعيد, عن الضحاك عن ابن عباس قال : الاعراف موضع عال من الصراط عليه : العباس وحمزة وعلي بن ابي طالب وجعفر ذو الجناحين , يعرفون محبيهم ببياض الوجوه , ومبغضيهم بسواد الوجوه .
ورويـنا عن رسول اللّه (ص ) انه قال لعلي (ع ): ((انت يا علي والاوصياء من ولدك اعراف اللّه بين الـجـنـة والـنـار, لا يـدخـل الـجـنـة الا من عرفكم وعرفتموه , ولا يدخل النار الامن انكركم وانكرتموه )).
وسـال سـفـيان بن مصعب الصادق (ع ) عنها, فقال (ع ): ((هم الاوصياء من آل محمد الاثناعشر, لا يـعـرف اللّه الا مـن عرفهم )), قال : فما الاعراف ؟ جعلت فداك . قال (ع ): ((كتائب من مسك عليها رسول اللّه والاوصياء, يعرفون كلا بسيماهم )).
فانشا سفيان يقول :
وانتم ولاة الحشر والنشر والجزا ----- وانتم ليوم المفزع الهول مفزع وانتم على الاعراف وهي كتائب ----- من المسك رياها بكم يتضوع ثمانية بالعرش اذ يحملونه ----- ومن بعدهم في الارض هادون اربع وامـا قول العامة : ان اصحاب الاعراف من لا يستحق الجنة ولا النار محال , وما جعل اللّه في الاخرة غير منزلتين , اما للثواب واما للعقاب , فكيف يكون اصحاب الاعراف بهذه الحالة ؟ وقد اخبر اللّه انهم يـعـرفـون الـنـاس يومئذ بسيماهم , وانهم يوقفون اهل النار على ذنوبهم ويقولون : (ما اغنى عنكم جمعكم ) الاية . وينادون اهل الجنة (ان سلام عليكم )الاية .
قال ابن حماد:
وانك صادق الاعراف تدعو ----- رجالا فائزين وهالكينا فتقسم منهم قسمين بعضا ----- شمالا ثم بعضهم يمينا 5 - الاميني :
روى فـي غـديـره [2: 325]: ما اخرجه الحاكم الحسكاني باسناده عن الاصبغ بن نباتة قال :كنت جـالـسـا عـند علي فاتاه ابن الكوا فساله عن قوله تعالى : (وعلى الاعراف رجال )الاية . فقال (ع ):
((ويـحـك يـابن الكوا, نحن نوقف يوم القيامة بين الجنة والنار فمن نصرناعرفناه بسيماه فادخلناه الجنة , ومن ابغضنا عرفناه بسيماه فادخلناه النار)).
واخـرج ابـو اسـحـاق الـثـعـلـبـي في ((الكشف والبيان )) في الاية الشريفة عن ابن عباس انه قال :الاعراف موضع عال من الصراط, عليه العباس وحمزة وعلي بن ابي طالب وجعفر ذوالجناحين , يعرفون محبيهم ببياض الوجوه , ومبغضيهم بسواد الوجوه .
ورواه ابـن طـلـحـة الـشافعي في ((مطالب السؤول )) [ص 17] وابن حجر في ((الصواعق )) [ص 101] والشوكاني في ((فتح القدير)) [2: 198].
والى ذلك اوما العبدي بشعره :
لانتم على الاعراف اعرف عارف ----- بسيما الذي يهواكم والذي يشنا ائمتنا انتم سندعى بكم غدا ----- اذا ما الى رب العباد معا قمنا بجدكم خير الورى وابيكم ----- هدينا الى سبل النجاة وانقذنا ولولاكم لم يخلق اللّه خلقه ----- ولا لقب الدنيا الغرور ولا كنا ومن اجلكم انشا الاله لخلقه ----- سماء وارضا وابتلى الانس والجنا تجلون عن شبه من الناس كلهم ----- فشانكم اعلى وقدركم اسنا اذا مسنا ضر دعونا الهنا ----- بموضعكم منه فيكشفه عنا وان دهمتنا غمة او ملمة ----- جلعناكم منها ومن غيرنا(60) حصنا وان ضامنا دهر فعذنا بعزكم ----- فيبعد عنا الضيم لما بكم عذنا وان عارضتنا خفية من ذنوبنا ----- براة لنا عنها شفاعتكم امنا

المبحث الثالث والعشرون

في قوله تعالى : (براءة من اللّه ورسوله الى الذين عاهدتم من المشركين ) [التوبة :1].
ان مـن اظـهـر مـا خص اللّه سبحانه وتعالى ابا الحسنين من الفضل دون غيره من الامة ,اخذه هذه الـسـورة الـشريفة من يد ابي بكر, بعد ما سار بها ليؤذن في الناس من اهل مكة ,فلحقه علي بامر من رسول اللّه (ص ) عن جبرئيل عن اللّه عزوجل , كما روى ذلك جمع كثيرون من اعلام الامة , منهم :
1 - الزمخشري :
قال في تفسيره الكشاف [2: 243 ط . منشورات البلاغة - قم ]: وكان نزولها سنة تسع من الهجرة , وفـتح مكة سنة ثمان , وكان الامير فيها عتاب بن اسيد. فامر رسول اللّه (ص ) ابابكر على الموسم سـنة تسع . ثم اتبعه عليا(رض ) راكب العضباء ليقراها على اهل الموسم ,فقيل له (ص ): لو بعثت بها الى ابي بكر فقال (ص ): ((لا يؤدي عني الا رجل مني )), فلما دناعلي , سمع ابو بكر الرغاء فوقف وقال : ((هذا رغاء ناقة رسول اللّه (ص ))), فلما لحقه قال :امير او مامور؟ قال : ((مامور)).
وروي ان ابـا بكر لما كان ببعض الطريق هبط جبرئيل (ع ) فقال : ((يا محمد, لا يبلغن رسالتك الا رجل منك )). فارسل (ص ) عليا, فرجع ابو بكر الى رسول اللّه (ص ) فقال : يارسول اللّه اشي ء نزل مـن الـسماء؟ قال : نعم , فسر وانت على الموسم وعلي ينادي بالاي .فلما كان قبل التروية خطب ابو بـكر وحدثهم عن مناسكهم . وقام علي (رض ) يوم النحرعند جمرة العقبة فقال : ((يا ايها الناس اني رسـول رسـول اللّه الـيكم )), فقالوا: بماذا؟ فقراعليهم ثلاثين او اربعين آية . وعن مجاهد ثلاث عشرة آية ثم قال : ((امرت باربع : ان لايقرب البيت بعد هذا العام مشرك , ولا يطوف بالبيت عريان , ولا يـدخـل الجنة الانفس مؤمنة , وان يتم الى كل ذي عهد عهده )). فقالوا عند ذلك : يا علي ابلغ ابن عمك انا قد نبذناالعهد وراء ظهورنا, وان ليس بيننا وبينه عهد الا طعن بالرماح وضرب بالسيوف .
2 - الطبري :
قـال فـي تـفـسـيره جامع البيان [6: 306 - 307 ط. دار الكتب العلمية - بيروت ]: حدثنا احمد بـن اسـحاق , قال : حدثنا ابو احمد, قال : حدثنا اسرائيل عن ابي اسحاق , عن زيد بن يثيع ,قال : نزلت براءة فبعث بها رسول اللّه (ص ) ابا بكر, ثم ارسل عليا فاخذها منه , فلما رجع ابو بكر قال : هل نزل في شي ء؟ قال :(ص ) ((لا, ولكني امرت ان ابلغها انا او رجل من اهل بيتي .)).
وقـال : حدثنا ابن حميد, قال : حدثنا سلمة , قال : حدثنا محمد بن اسحاق , عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف , عن ابي جعفر محمد بن علي بن حسين بن علي , قال : لما نزلت براءة على رسول اللّه (ص ) وقد كان بعث ابا بكر الصديق ليقيم الحج للناس , قيل : يارسول اللّه لو بعثت الى ابي بكر؟ فقال : ((لا يؤدي عني الا رجل من اهل بيتي )), ثم دعاعلي بن ابي طالب (رض ) فقال : ((اخرج بهذه القصة من صـدر بـراءة , واذن في الناس يوم النحر اذا اجتمعوا بمنى , انه لا يدخل الجنة كافر, ولا يحج بعد العام مشرك , ولا يطف بالبيت عريان , ومن كان له عند رسول اللّه عهد فهو الى مدته )), فخرج علي بـن ابي طالب (رض ) على ناقة رسول اللّه (ص ) العضباء, حتى ادرك ابا بكر الصديق بالطريق ,فلما رآه ابو بكر قال : امير او مامور؟ قال (ع ): ((مامور)). الخ .
وقال : حدثني الحسين , قال حدثنا احمد بن المفضل , قال : حدثنا اسباط, عن السدي , قال :لما نزلت هذه الايات الى راس اربعين آية , بعث بهن رسول اللّه (ص ) مع ابي بكر وامره على الحج , فلما سار فبلغ الـشـجرة من ذي الحليفة اتبعه بعلي فاخذها منه . فرجع ابو بكرالى النبي (ص ) فقال : يا رسول اللّه بابي انت وامي , انزل في شاني شي ء؟ قال (ص ): ((لا,ولكن لا يبلغ عني غيري او رجل مني )). الخ .
3 - النيسابوري :
قـال فـي تفسيره غرائب القرآن [10: 36] المطبوع بهامش ((جامع البيان )): ونزلت هذه السورة سـنـة تـسـع , وكـان قد امر فيها ابا بكر على الموسم , فلما نزلت السورة اتبعه علياراكب العضباء لـيقراها على اهل الموسم . فقيل له : لو بعثت بها الى ابي بكر؟ فقال (ص ): ((لايؤدي عني الا رجل مـنـي )), فلما دنا علي سمع ابو بكر الرغاء, فوقف وقال : هذا رغاءناقة رسول اللّه (ص ) فلما لحقه قال : امير او مامور؟ قال (ع ) : ((مامور)).
وروي ان ابـا بـكر لما كان ببعض الطريق هبط جبرئيل (ع ) وقال : ((يا محمد لا يبلغن رسالتك الا رجـل مـنـك )), فارسل عليا فرجع ابو بكر الى رسول اللّه (ص ) فقال : يا رسول اللّه اشي ء نزل من السماء؟ قال : ((نعم , فسر انت على الموسم وعلي ينادي بالاي )), فلماكان قبل التروية , خطب ابو بـكـر وحـدثهم عن مناسكهم , وقام علي يوم النحر عند جمرة العقبة فقال : ((ايها الناس اني رسول رسول اللّه اليكم )) الخ .
4 - الشوكاني :
قـال فـي تفسيره فتح القدير [2: 333]: وقد اختلف العلماء في تعيين هذا اليوم المذكور في الاية , فذهب جمع منهم : علي بن ابي طالب , وابن مسعود, وابن ابي اوفى , والمغيرة بن شعبة , ومجاهد, انه يوم النحر. ورجحه ابن جرير. وذهب آخرون منهم : عمر, وابن عباس , وطاووس انه يوم عرفة , والاول ارجح , لان النبي (ص ) امر من بعثه لابلاغ هذاالى المشركين ان يبلغهم يوم النحر.
ثـم قـال فـي [ص 334]: واخـرج عـبـداللّه بـن احـمد بن حنبل في ((زوائد المسند)) وابو الـشـيـخ ,وابـن مردويه عن علي قال : لما نزلت عشر آيات من براءة عن (61) النبي (ص ) دعا ابا بكرليقراها على اهل مكة , ثم دعاني فقال لي : ادرك ابابكر, فحيثما لقيته فخذ الكتاب منه فاقراه على اهـل مـكة , فلحقته فاخذت الكتاب منه , ورجع ابو بكر وقال : يا رسول اللّه ,نزل في شي ء؟ قال : لا, ولكن جبرئيل جاءني فقال (ص ): لن يؤدي عنك الا انت او رجل منك .
واخرج : ابن ابي شيبة , واحمد, والترمذي وحسنه , وابو الشيخ , وابن مردويه من حديث انس نحوه .
5 - الطبرسي :
قـال فـي تـفسيره مجمع البيان [5: 3 ط . دار احياء التراث العربي - بيروت ]: اجمع المفسرون ونـقلة الاخبار انه لما نزلت براءة دفعها رسول اللّه (ص ) الى ابي بكر. ثم اخذهامنه ودفعها الى علي بـن ابـي طالب (ع ) واختلفوا في تفصيل ذلك , فقيل : انه بعثه وامره ان يقرا عشر آيات من اول هذه السورة , وان ينبذ الى كل ذي عهده , ثم بعث عليا خلفه لياخذها ويقراهاعلى الناس , فخرج على ناقة رسـول اللّه (ص ) العضباء حتى ادرك ابا بكر بذي الحليفة فاخذها منه , وقيل : ان ابا بكر رجع فقال :
هل نزل فى شي ء؟ فقال (ص ): ((لا, الاخيرا,ولكن لا يؤدي عني الا انا او رجل مني )). وقيل : انه قـرا عـلي براءة على الناس , وكان ابوبكر اميرا على الموسم , عن الحسن وقتادة وقيل : انه (ص ) اخـذهـا مـن ابي بكر قبل الخروج ودفعها الى علي (ع ) وقال (ص ): ((لا يبلغ عني الا انا او رجل مني )).
ثـم قـال : وروى اصحابنا ان النبي (ص ) ولاه ايضا الموسم , وانه حين اخذ البراءة من ابي بكر رجع ابو بكر.
وروى الـحـاكـم ابـو الـقـاسم الحسكاني باسناده عن سماك بن حرب عن انس بن مالك : ان رسول اللّه (ص ) بعث ببراءة مع ابي بكر الى اهل مكة , فلما بلغ ذا الحليفة بعث اليه فرده ,وقال (ص ): ((لا يذهب بهذا الا رجل من اهل بيتي )), فبعث عليا(ع ).
6 - شرف الدين الموسوي :