وقـد نـقل ابن الجوزي عن الدارقطني كما صرح بذلك الامام المظفر في دلائل الصدق [2: 88ط.
بـصيرتي - قم ] قال الدارقطني : حدثنا ابو ذر احمد بن ابي بكر الواسطي , حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار حدثنا حسين الاشقر, حدثنا عمرو بن ثابت , عن ابيه , عن سعيدبن جبير, عن ابن عباس قال : سالت النبي (ص ). الحديث .
وذكـره ايضا الطباطبائي في تفسيره القيم [1: 149], عن الكليني في الكافي بعد ان اوردكثيرا من الـروايات تتضمن فيها التوحيد والتسبيح والتمجيد والاستغفار: وفي رواية اخرى في قوله تعالى :
(فتلقى آدم من ربه كلمات ) قال (ص ): ساله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين .
قال الطباطبائي : وروى هذا المعنى الصدوق والعياشي والقمي وغيرهم . وروى ما يقرب من ذلك من طـرق اهل السنة والجماعة ايضا كما رواه في الدر المنثور [1: 58] ان النبي (ص )قال : لما اذنب آدم الـذنب الذي اذنبه رفع راسه الى السماء فقال : اسالك بحق محمد الاغفرت لي . فاوحى اللّه اليه :
ومـن محمد؟ قال : تبارك اسمك لما خلقتني رفعت راسي الى عرشك فاذا فيه مكتوب : لا اله الا اللّه مـحـمد رسول اللّه , فعلمت انه ليس احد اعظم عندك قدرا ممن جعلت اسمه مع اسمك . فاوحى اللّه اليه : يا آدم انه آخر النبيين من ذريتك ولولاهو ما خلقتك .

المبحث السابع والثلاثون

في قوله تعالى : (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة اللّه )[البقرة :207].
نزلت هذه الاية في امير المؤمنين علي (ع ) كما نقل بعض المفسرين واعلام المحدثين والمؤرخين .
وقال البعض منهم انها نزلت في صهيب , وقال الاخرون انها نزلت في الزبيروالمقداد, ولا يهمنا هذا الاختلاف بعد ان اورد الثعلبي في تفسيره [الكشف والبيان ]وغيره من اعيان الامة عن ابن عباس انها نـزلـت لما هرب النبي (ص ) من المشركين الى الغار خلفه لقضاء دينه ورد ودائعه , فبات علي على فـراش الـنـبي واحاط المشركون بالدار,فاوحى اللّه الى جبرئيل وميكائيل : اني قد آخيت بينكما, وجعلت عمر احدكما اطول من الاخر, فايكما يؤثر صاحبه بالحياة , فاختار كل منهما الحياة . فاوحى اللّه الـيهما: الا كنتمامثل علي بن ابي طالب ؟ آخيت بينه وبين محمد فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة . اهبطا الى الارض فاحفظاه من عدوه , فنزلا فكان جبرئيل عند راسه وميكائيل عند رجله , فقال جبرئيل : بخ بخ من مثلك يابن ابي طالب يباهي اللّه بك الملائكة .
وروى الحاكم ايضا ما يدل على ذلك في مستدركه [3: 4], وصححه الذهبي في تلخيصه من طريق ابـي بـكر احمد بن اسحاق عن ابن عباس قال : شرى علي نفسه ولبس ثوب النبي (ص ) ثم نام مكانه وكـان الـمـشركون يرمون رسول اللّه (ص ) وقد كان رسول اللّه (ص )البسه بردة وكانت قريش تريد ان تقتل النبي (ص ) فجعلوا يرمون عليا ويرونه النبي (ص ) وقد لبس بردة , وجعل علي رضي اللّه عنه يتضور فاذا هو علي , فقالوا انك للئيم ا نك لتتضور وكان صاحبك لا يتضور ولقد استنكرناه منك . قال الحاكم : هذاحديث صحيح ولم يخرجاه .
وفـيـه ايضا عن علي بن الحسين (ع ) انه قال : ان اول من شرى نفسه ابتغاء رضوان اللّه علي بن ابي طالب . وقال علي عند مبيته على فراش رسول اللّه (ص ):
وقيت بنفسي خير من وطى الحصى ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر رسول اله خاف ان يمكروا به فنجاه ذو الطول الاله من المكر ----- وبات رسول اللّه في الغار آمنا موقى وفي حفظ الاله وفي ستر ----- وبت اراعيهم ولم يتهمونني وقد وطنت نفسي على القتل والاسر ----- وقد اخرجه ايضا القندوزى الحنفي في كتابه [ينابيع المودة [ ]ص 92] .
وقـال : اخـرجـه الحموئي بعينه , وابو نعيم الحافظ بسنده عن ابن عباس قال : بات علي على فراش رسـول اللّه (ص ) لـيـلة خروجه من مكة , ونزلت : (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة اللّه ) الاية .
وذكـر الـقـندوزي ايضا ما اخرجه الثعلبي في تفسيره , وابن عقبة في ملحمته , وابوالسعادات في [الـعـترة الطاهرة ] والغزالي في [احياء علوم الدين ] باسانيدهم عن ابن عباس , وعن ابي رافع , وعن هـنـد بـن ابـي هـالة ربيب النبي (ص ) امه خديجة ام المؤمنين (س ) قالوا: اوحى اللّه الى جبرئيل ومـيكائيل : اني آخيت بينكما وجعلت عمراحدكما اطول من عمر صاحبه فايكما يؤثر اخاه عمره ؟ فكلاهما كرها الموت .
فـاوحـى اللّه الـيـهما اني آخيت بين علي وليي وبين محمد نبيي فاثر علي حياته للنبي , فرقدعلى فـراش النبي يقيه بمهجته , اهبطا الى الارض واحفظاه من عدوه , فهبطا, فجلس جبرئيل عند راسه ومـيكائيل عند رجليه , وجعل جبرئيل يقول : بخ بخ من مثلك يابن ابي طالب واللّه عزوجل يباهي بك الملائكة , فانزل اللّه : (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة اللّه ).
قـال الـشـيخ المؤلف : فمن شجاعته نومه على فراش النبي (ص ) لما امره النبي بذلك , وقداجتمعت قريش على قتل النبي (ص ) ولم يكترث علي (رض ) بهم . قال بعض اصحاب الحديث : اوحى اللّه الى جبرئيل وميكائيل (ع ) ان انزلا الى علي واحرساه الى الصباح فنزلا اليه وهم يقولون بخ بخ من مثلك يا علي قد باهى اللّه بك الملائكة .
واخرجه عنه من اعلام القوم مع اختلاف مذاهبهم - كما ذكره الفاضل حسين الراضي صاحب [تتمة الـمـراجـعـات ] - الحسكاني الحنفي في تفسيره [1: 96 و133 الى 142]: والكنجي الشافعي في كـفـايته [ص 239] والغزالي في احياء علوم الدين [3:238], والاميني في الغدير[2: 47] وابن الـصـبـاغ الـمـالـكي في [الفصول المهمة ] [ص 31 ط. الحيدرية وص 114 ط. الغري ]وسبط ابن الـجـوزي في [تذكرة الخواص ] [ص 35 وص 20 ط. الحيدرية ], والرازي في تفسيره [5: 223 ط. البهية ] و [2: 283 ط. الطباعة بمصر]. وابن ابي الحديد المعتزلي في [شرح النهج [ ]ط.مصر بـتـحقيق محمد ابو الفضل ] - وزيني دحلان في [السيرة النبوية ] بهامش السيرة الحلبية [1:306] وفي [نور الابصار[ ]ص 96 ط. دار الفكر].
وقـد اورد الـغـزالـي الحديث الانف ذكره في كتابه [احياء علوم الدين ] واردفه بقوله : فانزل اللّه عـزوجـل : (ومـن الـناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة اللّه واللّه رؤوف بالعباد).وقال ابو جعفر الاسـكافي كما في [شرح النهج ] [3: 270]: حديث الفراش قد ثبت بالتواترفلا يجحده الا مجنون او غـيـر مـخالط لاهل الملة . وقد روى المفسرون كلهم ان قول اللّه تعالى : (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة اللّه ) نزلت في علي ليلة المبيت على الفراش .
وقـد انـكـر بـعض المتقدمين على من قال بان نزول الاية المذكورة في الزبير والمقداد, وذلك لما بـعـثهما النبي (ص ) لانزال خبيب بن عدي من خشبة صلب عليها في مكة . منهم الامام المظفر الشيخ مـحـمد حسن (ره ), كما في كتابه [دلائل الصدق ](85). وقد قال فيه بان هذا الخبركذب صريح .
قـال ذلـك لـعدم تعرض الرازي لذكره في تفسيره الكبير الجامع لاقوالهم ,وكذا الزمخشري , ولا ذكـره الـسيوطي ايضا مع انه قد جمع في تفسيره [الدر المنثور] عامة اخبارهم . ومع ذلك كله فان هـذا الخبر مخالف لما هو المذكور في [الاستيعاب ] بترجمة خبيب . فان الذي نقله ابن عبد البر في اسـتيعابه ان الذي امره النبي (ص ) بانزال خبيب هوعمرو بن امية الضمري , وما ذكر فيه الزبير, واللّه اعلم .

المبحث الثامن والثلاثون

في قوله تعالى : ( ولتعرفنهم في لحن القول ) [ محمد: 30 ].
اخـرج ابن المغازلي الشافعي في مناقبه [ص 315] قال : اخبرنا احمد بن محمد بن عبد الوهاب اذنا, اخـبـرنـا ابو احمد عمر بن عبداللّه بن شوذب , حدثنا جعفر بن محمد بن نصير- وهوالخلدي - حدثنا عبداللّه بن ايوب بن زادان الخزاز , حدثنا زكريا بن يحيى . حدثنا علي بن قادم , عن رجل عن ابي هارون العبدي عن ابي سعيد الخدري في قوله عزوجل :(لتعرفنهم في لحن القول ) قال : ببغضهم علي بن ابي طالب .وقد اورده السيوطي في [الدر المنثور] [7: 504], واورد ايضا ما اخرجه ابن مـردويـه عن ابن مسعود(رض ) قال : ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول اللّه (ص ) الاببغضهم عـلـي بن ابي طالب .وروى الترمذي في فضائل على (ع ) عن ابي سعيد قال : انا كنا لنعرف المنافقين نـحـن مـعـاشـرالانـصـار ببغضهم علي بن ابي طالب , وروى ايضا عن ام سلمة قالت : كان رسول اللّه (ص )يقول : [لا يحب عليا منافق ولا يبغضه مؤمن ].وروى مسلم عن علي قال : والذي فلق الحبة وبـرا الـنـسمة لعهد النبي الامي الى انه لا يحبني الا مؤمن ولا يبغضني الا منافق . ونحوه في سنن الـنـسائي في علامة الايمان من [كتاب الايمان ] ورواه بسند آخر في علامة النفاق . وكذا في كنز الـعـمـال فـي فـضائل علي [6:294].واما الحاكم فقد روى في [المستدرك ] [3: 129]: عن ابي ذر(رض ) قـال : ما كنا نعرف المنافقين الا بتكذيبهم اللّه ورسوله , والتخلف عن الصلوات , والبغض لـعلي بن ابي طالب (رض ). ثم قال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه .ونقل ابن حجر في صواعقه [ص 177 في المقصد الثالث ] عن احمد والترمذي عن جابر: ما كنانعرف المنافقين الا بـبغضهم عليا.قال الامام المظفر في دلائله [2: 276 ط. بصيرتي - قم ]: بعد ايراده هذه الاحاديث ونـحـوهـا:والـحـصـر فـي هـذا الـحديث ونحوه بلحاظ ان المنافق يتستر بجميع علائم النفاق الاببغض علي (ع ) لكثرة مبغضيه , حتى ان النبي (ص ) كان يعرفه منهم بلحن القول .

المبحث التاسع والثلاثون

في قوله تعالى : ( واعتصموا بحبل اللّه جميعا ولا تفرقوا ) [ آل عمران : 103 ].
ان لاعاظم الامة واعيان المفسرين والمحدثين في تفسير معنى الحبل في هذه الاية الشريفة اقوالا مختلفة , وآراء متباينة . فمنهم من ذهب الى ان معناه هم اهل البيت (ع ) متمسكا بماورد من الاخبار في ذلـك , كما رواه القندوزي في كتابه [ينابيع المودة [ ]ص 118] قال : اخرج الثعلبي بسنده عن ابان بن تـغلب عن جعفر الصادق (رض ) قال : نحن حبل اللّه الذي قال اللّه عزوجل : (واعتصموا بحبل اللّه جـمـيـعـا ولا تـفـرقوا).ونقل ايضا عن [المناقب ] عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كنا عند النبي (ص ) اذجاء اعرابي فقال : يا رسول اللّه , سمعتك تقول : [واعتصموا بحبل اللّه ], فما حبل اللّه الـذي نـعـتـصـم بـه ؟ فـضـرب الـنبي (ص ) يده في يد علي , وقال : [تمسكوا بهذا, هو حبل اللّه الـمـتـيـن ].وقـال الـشـبـلـنـجـي فـي كـتابه [نور الابصار[ ]ص 124] فيما يتعلق بفضائل اهل الـبـيـت النبوي (ع ): وقد جاء في فضلهم وشرفهم آيات واحاديث , فمن الايات زيادة على ماسبق ما اخـرجـه الثعلبي في تفسير قوله تعالى : (واعتصموا بحبل اللّه جميعا) عن جعفرالصادق انه قال :
نحن حبل اللّه .واورد نحوه ايضا الصبان في كتابه [اسعاف الراغبين ] بهامش نور الابصار. [ص 118 ط. دارالـفـكـر].وقد اورد ابن حجر الهيثمي في كتابه [الصواعق ] [ص 90 ط. الميمنية في الاية الـخـامسة ], مااخرجه الثعلبي عن جعفر الصادق (ع ) في قوله تعالى : (واعتصموا بحبل اللّه ) وقد ذكـره ايـضـا مـن الـمفسرين : الحاكم الحسكاني في تفسيره [شواهد التنزيل ] [1: 130 و177 - 180],والالـوسـي فـي تـفسيره [روح المعاني ] [4: 16]. ويؤيد ذلك ما اخرجه الامام احمد كما فـي [اسـعـاف الـراغـبـيـن ] بـهـامش نور الابصار [ص 119] وذلك في قوله (ص ) اني اوشك ان ادعـى فـاجـيب واني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه حبل ممدود من الارض الى السماء, وعترتي اهل بـيتي , وان اللطيف الخبير اخبرني انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة ,فانظروا بما تخلفوني فيهما.

المبحث الاربعون

فـي قـولـه عـزوجل : ( ان اللّه وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين آمنواصلوا عليه وسلموا تسليما ) [ الاحزاب : 56 ].
لقد عد العلماء المحققون والائمة المجتهدون بان هذه الاية الكريمة من الايات الواردة في فضل النبي واهـل بـيـتـه الميامين , بما دلت على ذلك اخبار كثيرة فوق حد الحصر بصياغات مختلفة واساليب بـديعة , توجد في طيات كتب الفقه والتفسير والحديث , وغير ذلك ممانقلها المؤرخون والمصنفون فـي كتبهم وزبرهم , منها كتاب الصواعق لابن حجر الهيثمي في [ص 87 ط. الميمنية ] عند ذكره هـذه الايـة , فانه قد روى جملة من الاخبار الصحيحة المشيرة الى ان الصلاة على آله ايضا مامور بـها, منها قوله (ص ): لا تصلوا علي صلاة البتراء فقالوا:وما الصلاة البتراء؟ قال : تقولون اللهم صل على محمد وتمسكون , بل قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد.
وقـولـه (ص ) داعـيـا حـينما دخل مع من دخل في الكساء: اللهم انهم مني وانا منهم فاجعل صلاتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك علي وعليهم . وصرح فيه ايضا بقوله : ان النبي (ص ) قد قرن الصلاة عـلـى آلـه بالصلاة عليه لما سئل عن كيفية الصلاة والسلام عليه .وهذا دليل ظاهر على ان الامر بالصلاة عليه وعلى بقية آله مراد في هذه الاية , والا لم يسالوا عن الصلاة على اهل بيته وآله عقب نزولها, ولم يجابوا بما ذكر, فلما اجيبوا به دل على ان الصلاة عليهم من جملة المامور به .
وانه (ص ) اقامهم في ذلك مقام نفسه لان القصد من الصلاة عليه مزيد تعظيمه ومنه تعظيمهم .
ثم نقل عن الشافعي قوله :
يا اهل بيت رسول اللّه حبكم ----- فرض من اللّه في القرآن انزله كفاكم من عظيم القدر انكم ----- من لم يصل عليكم لا صلاة له فقال : فيحتمل لا صلاة له صحيحة , فيكون موافقا لقوله بوجوب الصلاة على الال ,ويحتمل لا صلاة كاملة فيوافق اظهر قوليه .
واورد فيه ايضا ما اخرجه الدارقطني والبيهقي حديث : من صلى صلاة ولم يصل فيها علي وعلى اهل بيتي لم تقبل منه . وكان هذا الحديث هو مستند قول الشافعي (رض ): ان الصلاة على الال من واجبات الصلاة , كالصلاة عليه (ص ). لكنه ضعيف .
فمستنده الامر المتفق عليه [وهو قوله (ص )]: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد,والامر للوجوب حقيقة على الاصح - انتهى -.
وقـال صـاحب التفسير الكبير الفخر الرازي في تفسيره [7: 391]: ان الدعاء للال منصب عظيم , ولـذلـك جـعـل هذا الدعاء خاتمة التشهد وهو قوله : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد, وارحم مـحـمـدا وآل محمد. وهذا التعظيم لا يوجد في حق غير الال , فكل ذلك يدل على ان حب آل محمد واجب .
ولـلفخر الرازي ايضا كلام يناسب ذكره في المقام , كما ذكره ابن حجر في صواعقه [ص 147ط.
الـمـحمدية ]: ان اهل بيته (ص ) يساوونه في خمسة : في السلام قال : السلام عليك ايها النبي ,وقال :
(سـلام على آل ياسين ). وفي الصلاة عليه وعليهم في التشهد. وفي الطهارة قال تعالى : (طه ) اي يا طـاهر. وقال : (ويطهركم تطهيرا) وفي تحريم الصدقة وفي المحبة قال تعالى : (فاتبعوني يحببكم اللّه ), وقال : (قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى ).
وفـي سـنـن البيهقي [2: ص 379], روى بسنده عن ابي مسعود الانصاري قال : لو صليت صلاة لا اصـلـي فـيـهـا عـلى آل محمد لرايت ان صلاتي لا تتم . وفي رواية : ما رايت انها تتم . ورواه ايضا الدارقطني .
وفـي سنن الدارقطني [ص 136] روى بسنده عن ابي مسعود الانصاري قال : قال رسول اللّه (ص ):
[من صلى صلاة لم يصل فيها علي وعلى اهل بيتي لم تقبل منه ]. وفي ذخائرالعقبى للطبري [ص 19] قـال عـن جـابر انه كان يقول : [لو صليت صلاة لم اصل فيها على محمد وعلى آل محمد ما رايت انها تقبل ].
وفـي صـحـيـح البخاري في كتاب الدعوات في باب الصلاة على النبي (ص ) روى بسنده عن عبد الـرحمن بن ابي ليلى قال : لقيني كعب بن عجرة فقال : الا اهدي لك هدية ؟ ان النبي (ص ) خرج علينا فقلنا: يا رسول اللّه , قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك ؟ قال (ص ): فقولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد.
ورواه ايـضا في كتاب [بدء الخلق ] في التفسير. ورواه مسلم في صحيحه في كتاب الصلاة في باب الصلاة على النبي (ص ) بعد التشهد, بطرق متعددة . ورواه النسائي ايضا في صحيحه , وابن ماجة في صـحـيحه , وابو داود في صحيحه , والحاكم في مستدرك الصحيحين , واحمد بن حنبل في مسنده , وابـو داود الـطياليسي في مسنده , والدارمي في سننه , والبيهقي في سننه , وابو ابراهيم في حليته , والـطـحاوي في مشكل الاثار, والخطيب البغدادي في تاريخه , وجمع آخرون من ائمة الحديث كل بطرق عديدة عن كعب بن عجرة .
وفـي صحيح البخاري في كتاب التفسير في باب قوله تعالى : (ان اللّه وملائكته يصلون على النبي ) روى بـسـنـده عـن ابي سعيد الخدري قال : قلنا يا رسول اللّه هذا التسليم فكيف نصلي عليك ؟ قال :
[قـولوا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على آل ابراهيم , وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم ].
ورواه الـنـسـائي ايـضـا فـي صـحـيـحه [1: 190]: ورواه احمد بن حنبل في مسنده [2:47].
ورواه الطحاوي في مشكل الاثار [3: 73].
وفي صحيح مسلم في كتاب الصلاة في باب الصلاة على النبي (ص ) بعد التشهد, رواه بسنده الى ابي مسعود الانصاري قال : اتانا رسول اللّه (ص ) ونحن في مجلس سعد بن عبادة , فقال له بشير بن سعد:
امـرنـا اللّه عزوجل ان نصلي عليك يا رسول اللّه فكيف نصلي عليك ؟ قال : فسكت رسول اللّه (ص ) حـتـى تمنينا انه لم يساله . ثم قال رسول اللّه (ص ): قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صـليت على آل ابراهيم , وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد, والسلام كما قد علمتم .
[ورواه الـتـرمـذي ايضا في صحيحه [2: 212], ورواه النسائي ايضا في صحيحه , وابو داودفي صحيحه , والامام مالك في موطئه , واحمد بن حنبل في مسنده , والحاكم في مستدركه ,والدارمي في سننه , والبيهقي في سننه , والطحاوي في مشكل الاثار, وجملة منهم بطرق متعددة .
وفـي صـحيح النسائي [1: 190]: روى بسنده عن موسى بن طلحة عن ابيه قال : قلنا يارسول اللّه كـيـف الصلاة عليك ؟ قال : [اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابـراهـيـم انـك حميد مجيد, وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد].
وفـيـه ايضا في نفس الصفحة المذكورة روى عن موسى بن طلحة قال : سالت زيد ابن خارجة , قال :
انـي سـالـت رسول اللّه (ص ) فقال : [صلوا علي واجتهدوا في الدعاء, وقولوا:اللهم صل على محمد وعلى آل محمد. ورواه احمد بن حنبل , وابو نعيم في حليته ,والطحاوي في مشكل الاثار والمناوي في فيض القدير, وابن الاثير في اسد الغابة .
وفـي المستدرك للحاكم [1: 269]: روى بسنده عن ابن مسعود عن رسول اللّه (ص ) انه قال :[اذا تـشهد احدكم في الصلاة فليقل : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد, وبارك على محمدوعلى آل محمد, وارحم محمدا وآل محمد, كما صليت وباركت وترحمت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد].
وفـي تـفـسـيـر ابـن جـرير الطبري [22: 31]: روى بمسنده عن ابراهيم في قوله تعالى (ان اللّه ومـلائكـتـه ) الايـة , قـالوا: يا رسول اللّه , هذا السلام قد عرفناه , فكيف الصلاة عليك ؟فقال :
[قولوا: اللهم صل على محمد عبدك ورسولك واهل بيته كما صليت على ابراهيم انك حميد مجيد].
وفي مسند الامام ابن حنبل [5: 353]: روى بسنده عن بريدة الخزاعي قال : قلنا يا رسول اللّه , قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك ؟ قال : [قولوا اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد كما جعلتها على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد]. ورواه الخطيب البغدادي في تاريخه [8: 142].
وفـي سـنـن البيهقي [2: 147]: روى بسنده عن عبد الرحمن بن ابي ليلى عن كعب بن عجرة عن النبي (ص ) انه كان يقول في الصلاة : [اللهم صل على محمد وآل محمد, كما صليت على ابراهيم وآل ابـراهـيـم , وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد].
رواه ايضا الشافعي في مسنده ص 23.
وفـي مسند الامام الشافعي [ص 23] روى بسنده عن ابي هريرة انه قال : يا رسول اللّه ,كيف نصلي عـليك ؟ [يعني في الصلاة ] فقال : [تقولون : اللهم صل على محمد وآل محمد كماصليت على ابراهيم , وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على ابراهيم , ثم تسلمون علي ], وذكره المتقي الهندي في كنز العمال [4: 103]: نقلا عن الشافعي . وفي مشكل الاثار[3:75] عن ابي هريرة .
وفـي تفسير فتح القدير للشوكاني اخبار في هذا الموضوع اخرجها الحفاظ وائمة المحدثين مما لا يستهان بعددها, ثم قال بعد ان اوردها: وجميع التعليمات الواردة عنه (ص ) للصلاة عليه مشتملة على الـصـلاة عـلـى آله معه , الا النادر اليسير من الاحاديث , فينبغي للمصلي عليه ان يضم آله اليه في الـصلاة عليه . وقد قال بذلك جماعة , ونقله الشافعي وامام الحرمين والغزالي عن الشافعي كما رواه عنهما ابن كثير في تفسيره .
وفي دلائل الصدق [2: 131 - 132 ط. بصيرتي - قم ] قال مؤلفه الامام الشيخ محمد حسن المظفر مـصـرحا بعبارته على افضلية الال لا على فضلهم كما سيستبين لنا: وانت تعلم دلالة هذه الاية على افـضـلـية آل محمد, لانها اوجبت الصلاة على النبي (ص ) وارادت بهاالصلاة عليه وعلى آله معا, مشيرة بالاكتفاء بذكره الى انه واياهم كنفس واحدة , وانه منهم وهم منه , فلا بد ان يكونوا افضل من سـائر الامـة , عـلـى ان مـجرد وجوب الصلاة عليهم كالنبي (ص ) دليل على ان لهم فضلا ومنزلة يـستحقون بها الصلاة وايجابها على الامة كالنبي (ص ) وكفى بذلك فضلا باذخا, والمراد بال محمد:
[علي وفاطمة والحسن والحسين ] كما نطقت به الاخبار المتواترة كحديث الكساء وغيره , ولا شك ان عـلـيـاافـضـلـهـم فـيـكـون هو الامام , وانما قلنا ان الاية ارادت الصلاة عليه وعلى آله معا, لـتـصـريـح الاخـبـار المفسرة لكيفية الصلاة على النبي (ص ) بذلك . كالرواية التي نقلها المصنف عـن مـسـلـم . [الـى ان اتـم تـعـبـيـره بقوله ]: والقوم كما ترى قد اجتهدوا في انكارهم مراغمة للادلة الواضحة , بل اجتهدوا في درس فضائلهم بكل ما تناله اوهامهم , وجدوا في الازراء بهم والغض مـن شـانهم . كما يشهد له انهم مع وجود هذه الاية الشريفة وتلك الاخبارالمستفيضة , وهي بمراى مـنهم ومسمع , تراهم اذا ذكروا رسول اللّه (ص ) افردوه عن آله بالصلاة , واذا ذكروا واحدا من آله الطاهرين لم يصلوا او يسلموا عليه كما امر اللّه ورسوله , بل يترضون عليه كسائر المسلمين , مـع انـه قد ورد ان النبي (ص ) نهى عن الصلاة البتراء فقيل له : وما الصلاة البتراء؟ قال : [تقولون :
الـلهم صل على محمد وتمسكون ,بل قولوا: اللهم صل على محمد وآل محمد], كما ذكره ابن حجر فـي [الـصواعق ] في الاية الثانية من الايات الواردة في اهل البيت . نعم ربما يصلون على آله معه في اوائل مـصـنـفـاتهم واواخرها, لكن يضيفون اليه صحبه , كراهة لافرادهم وتمييزهم على صحبه بالاقتران مع النبي (ص ) كما ميزهم اللّه ورسوله .
ثم قال (ره ) منكرا على الزمخشري فيما ذكره في تفسيره كما سيظهر لنا في اجوبته ورده :
اولا: انـه اذا لـم يـكـن لـهـم كـلام فـي الـصـلاة عـلـيهم على سبيل التبع , فلم التزموا بتركها اذاذكروه (ص ) كما سبق ؟ فهل المنشا غير الانحراف عن آل محمد(ص )؟ ثانيا: لا تصح كراهتها عند انفرادهم بالذكر, وما ذكره من صيرورتها شعارا لذكر رسول اللّه (ص ) فـهـو لا يـوجـب الـكـراهـة , لانـهم منه وهو منهم , وتعظيمهم تعظيمه , وما بالهم جعلوها شعارا لذكره (ص ) دونهم ؟ وهم شركاؤه في امر اللّه بالصلاة عليهم . واما الاتهام بالرفض , فهو لو اقتضى كـراهـة الـصلاة على آل محمد, وتغيير حكم اللّه تعالى , لادى الى كراهة حبهم , ولعله لهذا تظهر مـنـهـم آثار العداوة لال محمد. على ان الاتهام انما يقتضي الكراهة في مقام التهمة , فما بالهم تركوا الصلاة على آل محمد في كل مقام ؟ واما الحديث فلوصح لم يكن ان يفهم منه مسلم ارادة النبي (ص ), النهي عن تعظيم آله الطاهرين الذي هومن علائم الايمان ومامور به في الكتاب العزيز.
[وفـي كـتاب القول القيم ] قال شيخ الاسلام ابن القيم [ص 40]: فان الصلاة على النبي (ص )حق له ولاله دون سائر الامة , ولهذا تجب عليه وعلى آله عند الشافعي وغيره . فمن قال ان آله في الصلاة هم الامة فقد ابعد غاية الابعاد. وايضا: فان النبي (ص ) شرع في التشهدالسلام والصلاة , فشرع في الـسـلام تسليم المصلي على الرسول (ص ) اولا, وعلى نفسه ثانيا, وعلى سائر عباد اللّه الصالحين ثـالـثـا, وقـد ثـبت عن النبي (ص ) انه قال : [اذا قلتم ذلك فقد سلمتم على كل عبد صالح في السماء والارض ].
واما الصلاة فلم يشرعها الا عليه وعلى آله فقط, فدل ان آله هم اهله واقاربه .

المبحث الحادي والاربعون

في قوله تعالى : (ااشفقتم ان تقدموا بين يدي نجواكم صدقات )[المجادلة :13].
لقد فضل الكتاب المجيد عليا(ع ) بشتى وجوه التفضيل , حتى عجزت الالسن عن الاحاطة بها, وكلت الـعـقول وحارت عن ادراك مراميها, فياحبذا له وما احقه بذلك , فانه اوحد الناس الذي يحارب على تـاويله , واحرصهم على العمل بما فيه واسرعهم على اتباع اوامره , حتى انه (ع ) قد تفرد بفعل آية فـي كـتـاب اللّه تعالى ما لم يعمل بها احد من الاولين قبله , ولا احد من الاخرين بعده , الا وهي آية النجوى .
قـال ابـن عـمر: كانت لعلي ثلاثة لو كانت لي واحدة منها احب الي من حمر النعم : تزويجه بفاطمة , واعطاؤه الراية يوم خيبر, وآية النجوى .
وروى الـحـاكـم في [المستدرك ] [2: 482]: في تفسير سورة المجادلة عن علي (86) قال : ان في كتاب اللّه لاية ما عمل بها احد قبلي ولا يعمل بها احد بعدي , آية النجوى : (يا ايها الذين آمنوا اذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقات ) الاية .
قال : كان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم , فناجيت النبي (ص ) وكنت كلما ناجيت النبي (ص ) قدمت بـيـن نـجـواي درهـما, ثم نسخت فلم يعمل بها احد. فنزلت : (ااشفقتم ان تقدموا بين يدي نجواكم صدقات ) الاية .
قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .
وروى الـسـيـوطي في [الدر المنثور] [3: 185 ط. قم منشورات مرعشي نجفي ]: عن عبد ابن حـمـيد,وابن المنذر, وابن ابي حاتم عن مجاهد قال : نهوا عن مناجاة النبي (ص ) حتى يقدمواصدقة , فلم يناجه الا علي بن ابي طالب , فانه قد قدم دينارا فتصدق به , ثم ناجى النبي (ص ) فساله عن عشر خصال , ثم نزلت رخصة .
وروى ايضا في [ص 83] ما اخرجه ابن ابي شيبة , وعبد بن حميد, والترمذي وحسنه , وابويعلى , وابـن جـريـر, وابن المنذر, وابن مردويه , والنحاس عن علي بن ابي طالب قال : لمانزلت : (يا ايها الـذين آمنوا اذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقات ) الاية .قال لي النبي (ص ) ما ترى , ديـنـارا؟ قـلت : لا يطيقونه . قال : فنصف دينار؟ قلت : لايطيقونه . قال : فكم ؟ قلت : شعيرة . قال : انك لزهيد. قال : فنزلت : (ااشفقتم ان تقدموا بين يدي نجواكم صدقات ) قال علي (ع ): فبي خفف اللّه عن هذه الامة .
وفـي [ص 85] روى ايـضـا مـا اخـرجه عبد بن حميد عن سلمة بن كهيل : (يا ايها الذين آمنوااذا ناجيتم ) الاية . قال : اول من عمل بها علي (رض ) ثم نسخت , واللّه اعلم .
وقد روى ايضا هذه الاخبار ابن كثير في تفسيره [4: 326]: ثم صرح بقوله : وقد قيل انه لم يعمل بهذه الاية قبل نسخها سوى علي بن ابي طالب (رض ).
وقـد اخرج ابن المغازلي في [المناقب ] [ص 326] مسندا. قال : اخبرنا احمد بن محمد اذنا,اخبرنا عمر بن عبداللّه بن شوذب , حدثنا احمد بن اسحاق الطيبي , حدثنا محمد بن عبدالعوام . حدثنا سعيد بن سليمان , حدثنا ابو شهاب , عن ليث , عن مجاهد قال : قال علي ابن ابي طالب (ع ): آية في كتاب اللّه مـا عمل بها احد من الناس غيري [النجوى ] كان لي ديناربعته بعشرة دراهم , فكلما اردت ان اناجي النبي (ص ) تصدقت بدرهم , ما عمل بها احدقبلي ولا بعدي .
وفـي [دلائل الصدق ] للشيخ حسن المظفر [2: 104 ط. بصيرتي - قم ]. روى عن [منهاج الكرامة ] لـلحلي عن ابي نعيم , عن ابن عباس قال : ان اللّه حرم كلام رسول اللّه الابتقديم الصدقة , وبخلوا ان يتصدقوا قبل كلامه , وتصدق علي ولم يفعل ذلك احد من المسلمين غيره .
وفـي تـفـسـيـر الـميزان للسيد الطباطبائي [19: 317 ط. دار الكتب الاسلامية - طهران ] في قـوله تعالى : (ااشفقتم ان تقدموا بين يدي نجواكم صدقات ), الاية ناسخة لحكم الصدقة المذكور في الايـة الـسـابـقة , وفيه عتاب شديد لصحابة النبي (ص ) والمؤمنين . حيث انهم تركوا مناجاته (ص ) خـوفـا من بذل المال بالصدقة , فلم يناجه احد منهم الا علي (ع ) فانه ناجاه عشر نجوات , كلما ناجاه قدم بين يدي نجواه صدقة , ثم نزلت الاية ونسخت الحكم .
وفـي تـفـسير [مجمع البيان ] للطبرسي [9 - 10: 252 ط. دار احياء التراث العربي - بيروت ]:
قال مجاهد وقتادة : لما نهوا عن مناجاته صلوات الرحمن عليه حتى يتصدقوا, لم يناجه الاعلي بن ابي طالب عليه افضل الصلوات , قدم دينارا فتصدق به . ثم نزلت الرخصة .

المبحث الثاني والاربعون

في قوله تعالى : ( فاما نذهبن بك فانا منهم منتقمون ) [ الزخرف : 41 ].
قد اورد جمع من اعلام المفسرين واساطين المحدثين من جملة الاخبار والاثار في كتبهم روايات مـصرحة بان انتقام اللّه عزوجل من الكفار والمنافقين بعلي (ع ), وما ينتقم به الااكراما لنبيه (ص ) فـانـه جـل وعز لم ير حبيبه تلك النقمة . ولم ير في امته الا ما قرت به عينه ,وقد كان بعده (ص ) نـقـمة شديدة كما قال بذلك الحسن وقتادة فيما رواه الطبرسي في تفسيره [مجمع البيان ] [5: 64] وغيره من اعلام الامة .
وقـال فيه ايضا: وقد روي انه (ص ) اري ما تلقى امته بعده فما زال منقبضا ولم ينبسطضاحكا حتى لقي اللّه تعالى . ثم روى عن جابر بن عبداللّه الانصاري انه قال : اني لادناهم من رسول اللّه (ص ) في حجة الوداع بمنى حتى قال (ص ): [لالفينكم ترجعون بعدي كفارايضرب بعضكم رقاب بعض , وايم اللّه لـئن فـعـلـمتوها لتعرفنني في الكتيبة التي تضاربكم ],ثم التفت الى خلفه فقال : [او علي ] ثلاث مرات , فراينا ان جبرئيل غمزه فانزل اللّه على اثرذلك : (فاما نذهبن بك فانا منهم منتقمون ) بعلي بن ابي طالب (ع ).
وقد روى ذيل الحديث المذكور امام الحنابلة في مسنده [3: 8 و87 و104]: عن عبداللّه بن عمر عن النبي (ص ) انه قال في حجة الوداع : [ويحكم - او قال ويلكم - لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بـعـضـكـم رقاب بعض ], وفي [5: 37 و 39]: فعن ابي بكرة , وروى في [5:59]عن ربيعة بن كلثوم عن ابي غادية .
وفـي [الـدر الـمنثور] [7: 379] روى السيوطي عن ابن مردويه , والبيهقي في [شعب الايمان ] مـن طـريـق حميد عن انس بن مالك (رض ) في قوله تعالى : (فاما نذهبن بك فانا منهم منتقمون ) قال :
اكرم اللّه نبيه ان يريه في امته ما يكره فرفعه اليه , وبقيت النقمة .
وروى ايضا ما رواه ابن جرير, وابن المنذر عن الحسن (رض ) في قوله تعالى : (فامانذهبن بك فانا منهم منتقمون ) قال : لقد كانت نقمة شديدة , اكرم اللّه نبيه ان يريه في امته ما كان من النقمة بعده .
وروى ايضا ما اخرجه ابن مردويه من طريق محمد بن مروان , عن الكلبي , عن ابي صالح , عن جابر بن عبداللّه , عن النبي (ص ) في قوله تعالى : (فاما نذهبن بك فانا منهم منتقمون ) نزلت في علي بن ابي طالب , انه ينتقم من الناكثين والقاسطين بعدي .
وفي [المستدرك ] [3: 126]: روى الحاكم عن ابن عباس (رض ) قال : كان علي يقول في حياة رسول اللّه (ص ): ان اللّه يـقول : (افئن مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ) واللّه لا ننقلب على اعقابنا بعد اذ هدانا اللّه . واللّه لئن مات او قتل لاقاتلن على ما قاتل عليه حتى اموت ,واللّه اني لاخوه ووليه وابن عمه ووارث علمه , فمن احق به مني ؟ وفـيـه ايضا عن مجاهد عن ابن عباس ان النبي (ص ) قال في خطبة خطبها في حجة الوداع :لاقتلن العمالقة في كتيبة , فقال له جبرئيل (ع ): او علي , قال (ص ): او على بن ابي طالب .
وفـي [فـضـائل الـخـمـسـة ] [2: 359] لـلـسـيـد مرتضى الحسيني الفيروزآبادي عن تاريخ الـخـطـيـب الـبـغـدادي [8: 340] روى بـسـنـده عن خليد العصري قال : سمعت امير المؤمنين عليا(ع )يقول يوم النهروان : امرني رسول اللّه (ص ) بقتال الناكثين والمارقين والقاسطين .
وفي تاريخ بغداد ايضا [13: 186 - 187]: روى الخطيب بسنده عن علقمة والاسود قالا:اتينا ابا ايـوب الانـصـاري عـند منصرفه من صفين فقلنا له : يا ابا ايوب ان اللّه اكرمك بنزول محمد(ص ) وبمجي ء ناقته تفضلا من اللّه واكراما لك , حتى اناخت ببابك دون الناس , ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب به اهل لا اله الا اللّه ؟ فقال : يا هذا ان الرائدلا يكذب اهله , وان رسول اللّه (ص ) امرنا بقتال ثلاثة مع علي (ع ): بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين , فاما الناكثون فقد قتلناهم (87), اهل الجمل طـلحة والزبير, واماالقاسطون فهذا منصرفنا من عندهم , - يعني معاوية وعمرا - واما المارقون فـهـم اهـل الـطرقات (88) واهل السعيفات واهل النخيلات واهل النهروانات , واللّه ما ادري اين هم ,ولكن لا بد من قتالهم ان شاء اللّه .
قال : وسمعت رسول اللّه (ص ) يقول لعمار: [تقتلك (89) الفئة الباغية , وانت اذ ذاك مع الحق والحق معك , يا عمار بن ياسر, ان رايت عليا قد سلك واديا وسلك الناس غيره , فاسلك مع علي , فانه لن يدليك فـي ردى , ولن يخرجك من هدى , يا عمار من تقلد سيفا اعان به عليا على عدوه قلده اللّه يوم القيامة وشاحين من در, ومن تقلد سيفا اعان به عدو علي عليه , قلده اللّه يوم القيامة وشاحين من نار], قلنا:
يا هذا حسبك رحمك اللّه , حسبك رحمك اللّه .
وفـي [اسد الغابة ] لابن الاثير [4: 32]: روى بسنده عن ابي سعيد الخدري قال : امرنا رسول اللّه بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين , فقلنا: يا رسول اللّه امرتنا بقتال هؤلاء فمع من ؟فقال : [مع علي بن ابي طالب , معه يقتل عمار بن ياسر].
وفي [اسد الغابة ايضا] [4: 33]: روى بسنده عن مخنف بن سليم قال : اتينا ابا ايوب الانصاري فقلنا:
قـاتـلـت بـسـيفك مع رسول اللّه (ص ) ثم جئت تقاتل المسلمين ؟ قال : امرني رسول اللّه (ص ) بقتل الناكثين والقاسطين والمارقين .
وفـيـه ايـضـا روى بسنده عن علي بن ربيعة قال : سمعت عليا(ع ) على منبركم هذا يقول :عهد الي رسول اللّه (ص ) ان اقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين .
وفـي [كـنـز العمال ] [6: 82] قال : عن علي بن ربيعة قال : سمعت عليا(ع ) يقول على المنبرواتاه رجـل فـقـال : يـا امـير المؤمنين , ما لي اراك تستحل الناس استحلال الرجل ابله ؟ ابعهدمن رسول اللّه (ص ) او شـيئا رايته ؟ قال : واللّه ما كذبت ولا كذبت ولا ضللت ولا ضل بي , بل عهد من رسول اللّه (ص ) عـهـده الـي . وقـد خـاب مـن افـترى , عهد الي النبي (ص ) ان اقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين . قال : احرجه البزار, وابو يعلى .
وفـيـه ايضا [6: 319]: قال : عن ابي مسعود قال : خرج رسول اللّه (ص ) فاتى منزل ام سلمة ,فجاء علي (ع ) فقال رسول اللّه (ص ): [يا ام سلمة , هذا واللّه قاتل القاسطين والناكثين والمارقين بعدي ], قال : اخرجه الحاكم في [الاربعين ] وابن عساكر, وذكره الطبري ايضا في [الرياض النضرة ] [2:
240]:
وفـي [مـجمع الزوائد] للهيثمي [9: 235]: عن مخنف بن سليم قال : اتينا ابا ايوب الانصاري وهو يـعـلف خيلا له بصنعاء, فقلنا عنده , فقلت : يا ابا ايوب قاتلت المشركين مع رسول اللّه (ص ) ثم جئت تـقاتل المسلمين ؟ قال : كان رسول اللّه (ص ) امرني بقتال ثلاثة : الناكثين والقاسطين والمارقين , فقد قاتلت الناكثين وقاتلت القاسطين , وانا مقاتل ان شاء اللّه المارقين بالسعفات , بالطرقات , بالنهروان , وما ادري اين هم . قال : رواه الطبراني .
وفـي تـفـسـيـر الـمـيـزان [18: 107]: قال : وفي تفسير القمي باسناده عن يحيى بن سعيد عن ابـي عبداللّه (ع ) قال : (فاما نذهبن بك ) يا محمد من مكة الى المدينة , فانا رادوك اليهاومنتقمون منهم بعلي بن ابي طالب (ع ).
واخرج ابن المغازلي في [المناقب ] برقم 366 ص 320 قال : اخبرنا احمد بن محمد اجازة ,اخبرنا عمر بن عبداللّه بن شوذب , حدثنا محمد بن حسن بن زياد, حدثنا يوسف ابن عاصم , حدثنا احمد بن صـبـيـح , حدثنا يحيى بن يعلى , عن عمر بن عيسى , عن جابر قال :لما نزلت على رسول اللّه (ص ):
(فاما نذهبن بك فانا منهم منتقمون ) قال (ص ): بعلي بن ابي طالب .
وفـي [ينابيع المودة ] [ص 98] في الباب السادس والعشرين روى الشيخ المؤلف الحافظسليمان بن ابـراهـيـم الـقـنـدوزي الحنفي ما اخرجه ابو نعيم الحافظ بسنده عن زر بن حبيش عن حذيفة بن اليمان (رض ) قال : قوله تعالى : (فانا منهم منتقمون ) بعلي .