وروى الـحـاكـم فـي [الـمـسـتـدرك ] [3: 123] عـن ربيعة بن ناجد عن علي (ع ) قال : دعاني رسـول اللّه (ص ) فـقـال : يـا عـلـي : ان فيك من عيسى عليه الصلاة والسلام مثلا, ابغضته اليهود حتى بهتوا امه , واحبته النصارى حتى انزلوه بالمنزلة التي ليس بها, قال : وقال علي : الا وانه يهلك في مـحـب مطرى يفرطني بما ليس في , ومبغض مفتر يحمله شناني على ان يبهتني , الاواني لست بنبي ولا يـوحى الي , ولكني اعمل بكتاب اللّه وسنة نبيه (ص ) ما استطعت , فماامرتكم به من طاعة اللّه تـعالى فحق عليكم طاعتي فيما احببتم او كرهتم , وما امرتكم بمعصية انا وغيري فلا طاعة لاحد في معصية اللّه عزوجل , انما الطاعة في المعروف . - [قال الحاكم : صحيح الاسناد ولم يخرجاه ].
اقول : واخرجه الامام احمد في مسنده [1: 160], وابن حجر الهيثمي في [الصواعق ][ص 121] في الـحديث العشرين . والشبلنجي في كتابه [نور الابصار] [ص 89] عن البزار,وابي يعلى , والحاكم .
والذهبي في [ميزان الاعتدال ] [4: 99] عن ابن بطة .
وفي [فضائل الخمسة ] [2: 129]: عن [الرياض النضرة ] [2: 202]: قال الطبري : اخرج الملافي سـيـرته , قيل : يا رسول اللّه , كيف يستطيع علي (ع ) ان يحمل لواء الحمد؟ فقال رسول اللّه (ص ):
وكـيف لا يستطيع ذلك وقد اعطي خصالا شتى , صبرا كصبري وحسنا كحسن يوسف , وقوة كقوة جبرئيل (ع ).
وفـي [يـنـابـيـع الـمـودة ] لـلـقـنـدوزي الـحنفي [ص 109] في الباب 35 قال : اخرج موفق بن احـمـدالـخـوارزمـي الـمـكـي عن زادان عن علي (ع ) قال : تفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة ,اثنتان وسبعون في النار, وواحدة في الجنة , وهي الذين قال عزوجل في حقهم : (وممن خلقنا اءمـة يـهـدون بالحق وبه يعدلون )(118) وهم اءنا ومحبي واءتباعي . اءيضا اءخرج موفق بن احمد الخوارزمي عن عمر بن اذينة عن جعفر الصادق عن آبائه عن علي رضي اللّه عنهم ,قال : قال رسول اللّه (ص ): يـا علي مثلك في امتي مثل عيسى بن مريم , افترق قومه ثلاث فرق : فرقة مؤمنون وهم الحواريون , وفرقة عادوه وهم اليهود, وفرقة غلوا فيه فخرجواعن دين اللّه وهم النصارى , وان امتي ستفترق فيك ثلاث فرق : فرقة اتبعوك واحبوك وهم المؤمنون , وفرقة عادوك وهم الناكثون والـمـارقون والقاسطون , وفرقة غلوا فيك وهم الضالون , يا علي انت واتباعك في الجنة , وعدوك والغالي فيك في النار.
وفـي [مشكاة المصابيح ] عن علي (رض ) قال : قال لي النبي (ص ): فيك مثل من عيسى ,ابغضته اليهود حتى بهتوا امه , واحبته النصارى حتى انزلوه بمنزلة ليست له , ثم قال : يهلك في رجلان محب مفرط يفرطني بما ليس في , ومبغض يحمله شناني على ان يبهتني .... الخ كمارواه احمد في مسنده .
وفـي [الـغـديـر] [3: 353] اورد الاميني قصيدة [الاشباه ] للمفجع (ره ) المتوفى [سنة327 ه] ماتناسب المقام الذي نحن فيه وذلك قوله :
ايها اللائمي لحبي عليا ----- قم ذميما الى الجحيم خزيا ابخير الانام عرضت ؟ لا زل ----- ت مذودا عن الهدى مزويا اشبه الانبياء كهلا وزولا(119) ----- وفطيما وراضعا وغذيا كان في علمه كادم اذ عل ----- م شرح الاسماء والمكيا وكنوح نجا من الهلك من س ----- ير في الفلك اذ علا الجوديا ثم قال الاميني (ره ): وهذه القصيدة تسمى به [الاشباه ], قال الحموي [في معجم الادباء][17: 191] فـي اول تـرجمة المترجم : ان له قصيدة يسميها بالاشباه , يمدح فيها عليا. ثم قال في [ص 200]: له قصيدته ذات الاشباه , وسميت بذات الاشباه لقصده فيما ذكره من الخبرالذي رواه عبد الرزاق عن مـعمر عن الزهري , عن سعيد بن المسيب عن ابي هريرة قال :قال رسول اللّه (ص ) وهو في محفل من اصحابه : ان تنظروا الى آدم في علمه , ونوح في فهمه , وابراهيم في خلقه , وموسى في مناجاته , وعيسى في سنته , ومحمد في هديه وحلمه ,فانظروا الى هذا المقبل , فتطاول الناس فاذا هو علي بن ابي طالب (ع ) فاورد المفجع ذلك في قصيدته .
قـال الامـيني : هذا الحديث الذي رواه الحموي في معجمه نقلا عن تاريخ ابن بشران , قداصفق على روايته الفريقان , غير ان له الفاظا مختلفة واليك نصوصها:
1 - اخـرج امام الحنابلة احمد عن عبد الرزاق باسناده المذكور بلفظ: من اراد ان ينظر الى آدم في عـلمه , والى نوح في فهمه , والى ابراهيم في خلقه , والى موسى في مناجاته , والى عيسى في سنته , والـى مـحـمد في تمامه وكماله , فلينظر الى هذا الرجل المقبل . فتطاول الناس فاذا هم بعلي بن ابي طالب , كانما ينقلع من صبب , وينحط من جبل .
2 - اخـرج ابو بكر احمد بن حسين البيهقي المتوفى [سنة 458] في [فضائل الصحابة ] بلفظ:من اراد ان ينظر الى آدم في علمه , والى نوح في تقواه , والى ابراهيم في حلمه , والى موسى في هيبته , والى عيسى في عبادته , فلينظر الى علي بن ابي طالب .
3 - اخـرج الـحـافـظ احمد بن محمد العاصمي في كتابه [زين الفتى في شرح هل اتى ] باسناده من طـريـق الحافظ عبيد اللّه بن موسى العبسي عن ابي الحمراء قال : قال رسول اللّه (ص ):من اراد ان يـنـظـر الـى آدم فـي علمه , والى نوح في فهمه , والى ابراهيم في حلمه , والى موسى في بطشه , فلينظر الى علي بن ابي طالب . واخرج باسناد ثالث بلفظ اقصر من المذكور.
ثم بسط القول في بيان وجوه المشابهة بين امير المؤمنين (ع ) وبين بعض الانبياء, منهم :آدم , ونوح , وابراهيم , ويونس , وموسى , وداود, وسليمان , وايوب , ويحيى , وعيسى .
4 - اخـرج اخـطـب الـخـطـبـاء الـخـوارزمـي الـمـالـكـي المتوفى [سنة 568] باسناده في [الـمـناقب ][ص 49] من طريق البيهقي عن ابي الحمراء بلفظ: من اراد ان ينظر الى آدم في علمه , والـى نـوح فـي فهمه , والى يحيى بن زكريا في زهده , والى موسى بن عمران في بطشه , فلينظر الى علي بن ابي طالب .
واخـرج فـي [ص 39] باسناده من طريق ابن مردويه عن الحارث الاعور صاحب راية علي بن ابي طالب قال : بلغنا ان النبي (ص ) كان في جمع من اصحابه فقال : اريكم آدم في علمه ,ونوحا في فهمه , وابـراهـيـم فـي حكمته ؟ فلم يكن باسرع من ان طلع علي (ع ) فقال ابو بكر:يا رسول اللّه رجـلا بـثـلاثـة من الرسل ؟ بخ بخ لهذا الرجل , من هو يا رسول اللّه ؟قال النبي : او لا تعرفه يا ابا بـكـر؟ قال : اللّه ورسوله اعلم . قال : هو ابو الحسن علي بن ابي طالب . فقال ابو بكر: بخ بخ لك يا ابا الحسن واين مثلك يا ابا الحسن ؟ 5 - اورد ابو سالم كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي المتوفى [سنة 652] في [مطالب السؤول ] نـقـلا عـن كتاب [فضائل الصحابة ] للبيهقي بلفظ: من اراد ان ينظر الى آدم في علمه , والى نوح في تـقواه , والى ابراهيم في حلمه , والى موسى في هيبته , والى عيسى في عبادته , فلينظر الى علي بن ابي طالب .
ثـم قال : فقد اثبت النبي (ص ) لعلي بهذا الحديث علما يشبه علم آدم , وتقوى تشبه تقوى نوح , وحلما يـشـبـه حلم ابراهيم , وهيبة تشبه هيبة موسى , وعبادة تشبه عبادة عيسى .وفي هذا تصريح لعلي بـعلمه وتقواه وحلمه وهيبته وعبادته , وتعلو هذه الصفات الى اوج العلا حيث شبهها بهؤلاء الانبياء المرسلين من الصفات المذكورة , والمناقب المعدودة .
6 - قـال عـز الـديـن بـن ابـي الـحديد المتوفى [سنة 655] في [شرح النهج ] [2: 36]: روى الـمـحدثون عنه (ص ) انه قال : من اراد ان ينظر الى نوح في عزته , وموسى في علمه , وعيسى في ورعه ,فلينظر الى علي بن ابي طالب .
ورواه فـي [2: 449]: من طريق احمد البيهقي نقلا عن مسند الاول وصحيح الثاني بلفظ: من اراد ان يـنـظر الى نوح في عزمه , والى آدم في علمه , والى ابراهيم في حلمه , والى موسى في فطنته , والى عيسى في زهده , فلينظر الى علي بن ابي طالب .
7 - الـحـافـظ ابـو عـبـداللّه الـكـنـجـي الـشـافـعي المتوفى [سنة 658] اخرجه في [كفاية الـطـالب ][ص 45] باسناده عن ابن عباس قال : بينما رسول اللّه (ص ) جالس في جماعة من اصحابه اذاقـبل علي (ع ), فلما بصر به النبي (ص ) قال : من اراد منكم ان ينظر الى آدم في علمه , والى نوح في حكمته , والى ابراهيم في حلمه , فلينظر الى علي بن ابي طالب .
ثـم قال : قلت : تشبيهه لعلي بادم في علمه , لان اللّه علم آدم صفة كل شي ء, كما قال عزوجل : (وعلم آدم الاسـمـاء كلها)(120) فما من شي ء ولا حادثة الا وعند علي فيها علم ,وله في استنباط معناها فـهـم . وشـبـهـه بـنوح في حكمته , وفي رواية : في حكمه , وكانه اصح ,لان عليا كان شديدا على الـكافرين , رؤوفا بالمؤمنين , كما وصفه اللّه تعالى في القرآن بقوله : (والذين معه اشداء على الكفار رحـمـاء بـينهم )(121) واخبر اللّه عزوجل عن شدة نوح على الكافرين بقوله : (رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا)(122).
وشبهه في الحلم بابراهيم خليل الرحمن . كما وصفه اللّه عزوجل بقوله : (ان ابراهيم لاواه حليم ) فكان متخلقا باخلاق الانبياء, متصفا بصفات الاصفياء.
8 - الـحافظ ابو العباس محب الدين الطبري المتوفى [سنة 694] رواه في [الرياض النضرة ][2:
218] كما قد مر حديثه . الرواية الاولى عن ابي الحمراء, والثانية عن ابن عباس .
9 - شـيـخ الاسـلام الـحـموئي المتوفى [سنة 722] اخرجه في [فرائد السمطين ] بعدة اسانيد من طرق الحاكم النيسابوري , وابي بكر البيهقي , بلفظ محب الدين الطبري المذكور وما يقرب منه .
10 - الـقـاضـي عـضـد الـديـن الايـجي الشافعي المتوفى [سنة 756] رواه في [المواقف ] [3:
276]بـلـفـظ: مـن اراد ان يـنظر الى آدم في علمه , والى نوح في تقواه , والى ابراهيم في حلمه , والى موسى في هيبته , والى عيسى في عبادته , فلينظر الى علي بن ابي طالب .
11 - ابـن الـصـبـاغ الـمـالـكـي المتوفى [سنة 855] روى في [الفصول المهمة ] [ص 21] نقلا عن [فضائل الصحابة ] للبيهقي باللفظ المذكور.
12 - التفتازاني الشافعي المتوفى [سنة 792] في [شرح المقاصد] [2: 299] بلفظ القاضي الايجي المذكور.
13 - الـسـيـد مـحـمـود الالـوسـي الـمـتوفى [سنة 1270] رواه في شرح عينية عبد الباقي العمري [ص 27] بلفظ البيهقي .
14 - الصفوري قال في [نزهة المجالس ] [2: 240]: قال النبي (ص ): من اراد ان ينظر الى آدم في عـلـمـه , والى نوح في فهمه , والى ابراهيم في حلمه , والى موسى في زهده , والى محمد في بهائه , فلينظر الى علي بن ابي طالب (رض ). ذكره ابن الجوزي .
وفـي حـديـث آخـر ذكره الرازي في تفسيره : من اراد ان يرى آدم في علمه , ونوحا في طاعته , وابراهيم في خلقه , وموسى في قربه , وعيسى في صفوته , فلينظر الى علي بن ابي طالب .
15 - السيد احمد القادين خاني في [هداية المرتاب ] [ص 146] بلفظ البيهقي .

المبحث السابع والخمسون

في قوله تعالى : (اءم يحسدون الناس على ما آتاهم اللّه من فضله ) [النساء: 54].
اخرج ابن المغازلي الشافعي في [المناقب ] [ص 267] قال : اخبرنا ابو الحسن علي ابن الحسين الطيب الـواسطي اذنا, حدثنا ابو القاسم الصفار, حدثنا عمر بن احمد بن هارون , حدثنااحمد بن محمد بن سـعـيـد الكوفي , حدثنا يعقوب بن يوسف , حدثنا ابو غسان , حدثنامسعود بن سعد عن جابر عن ابي جـعـفـر, يعني محمد بن علي الباقر(ع ) في قوله تعالى : (اءم يحسدون الناس على ما آتاهم اللّه من فضله ) قال : نحن الناس .
وقد ذكره ابن حجر الهيثمي في [الصواعق ] [ص 150] واعترف بان هذه الاية من الايات النازلة في اهل بيت النبوة (ع ) وقال : اخرج ابو الحسن ابن المغازلي , عن الباقر(ع ) انه قال في هذه الاية : نحن الناس واللّه , [اي المحسودون ].
وفي [اسعاف الراغبين ] [ص 118] بهامش [نور الابصار] قال الصبان : واخرج بعضهم عن الباقر في قوله تعالى : (اءم يحسدون الناس على ما آتاهم اللّه من فضله ) اءنه قال : اهل البيت هم الناس .
وذكـره ايضا القندوزي الحنفي في كتابه [ينابيع المودة ] [ص 131] قال في تفسير قوله تعالى :(اءم يـحـسـدون الناس على ما آتاهم اللّه من فضله ): اءخرج ابن المغازلي , عن ابي صالح ,عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال : هذه الاية نزلت في النبي (ص ), وفي علي (ع ). ايضا:اخرج ابن المغازلي , عن جابر الجعفي , عن محمد الباقر(ع ) في هذه الاية , قال : نحن الناس المحسودون .
وفي الغدير [3 ص 61] قال الاميني عند شرحه بعض شعر الحماني في قوله :
محسدون ومن يعقد بحبهم ----- حبل المودة يضحي وهو محسود ولـعل قوله : محسدون , اشارة الى قوله تعالى : (ام يحسدون الناس على ما آتاهم اللّه من فضله ) وقد ورد فـيها انهم الائمة من آل محمد. قال ابن ابي الحديد في [شرح النهج ] [2:236]: انها نزلت في علي (ع ) وما خص به من العلم .
وفـي تـفـسـيـر [مـجمع البيان ] [3 - 4 : 79 ط. دار احياء التراث العربي ]: قال الطبرسي عند تـفسيره قوله تعالى : (ام يحسدون الناس ) معناه : بل يحسدون الناس , واختلف في معنى الناس هنا على اقوال :
وقـال فـي القول الثاني : ان المراد بالناس النبي (ص ) وآله , عن ابي جعفر(ع ) والمراد بالفضل فيه النبوة , وفي آله الامامة .
وفي تفسير العياشي باسناده عن ابي الصباح الكناني قال : قال ابو عبداللّه (ع ): يا اباالصباح فـرض اللّه طـاعـتنا, لنا الانفال , ولنا صفوة المال , ونحن الراسخون في العلم , ونحن المحسودون , الـذين قال اللّه في كتابه : (ام يحسدون الناس ) الاية , قال : والمرادبالكتاب : النبوة , وبالحكمة : الفهم والقضاء, وبالملك العظيم : افتراض الطاعة .
وفي تفسير [الميزان ] [4: 400] قال الطباطبائي في تفسير الاية : والمراد بالناس على ما يدل على هذا السياق هم : الذين آمنوا, وبما آتاهم اللّه من فضله هو: النبوة والكتاب والمعارف الدينية , غير ان ذيـل الايـة : (فـقـد آتـينا آل ابراهيم ) الخ يدل على ان هذا الذي اطلق عليه الناس من آل ابراهيم , فالمراد بالناس حينئذ هو: النبي (ص ) ولما انبسط على غيره من هذاالفضل المذكور في الاية , فهو مـن طـريـقـه وببركاته العالية , وقد تقدم في تفسير قوله تعالى :(ان اللّه اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم ) الاية [آل عمران : 23] ان آل ابراهيم هو النبي وآله .
وفي بحثه الروائي [ص 408] قال : وفي تفسير [البرهان ] في قوله تعالى : (اءم يحسدون الناس على مـا آتـاهـم اللّه مـن فـضـله ): الاية . عن الشيخ في اماليه باسناده عن جابر عن ابي جعفر(ع ): (ام يحسدون الناس على ما آتاهم اللّه من فضله ) قال : نحن الناس .
قـال : اقـول : وهذا المعنى مروي عن ائمة اهل البيت (ع ) مستفيضا بطرق كثيرة , مودعة في جوامع الشيعة , كالكافي , والتهذيب , والمعاني , والبصائر, وتفسير القمي , وتفسير العياشي وغيرها.
وفـي معناها من طرق اهل السنة ما عن ابن المغازلي ... [وقد مر ذكره ].. وما في [الدر المنثور]عن ابـن الـمـنـذر, والطبراني من طريق عطاء عن ابن عباس في قوله : (ام يحسدون الناس )قال : نحن الـنـاس , دون الـنـاس , وقد روى فيه ايضا تفسير [الناس ] برسول اللّه (ص ) عن عكرمة ومجاهد ومـقـاتـل وابي مالك , وقد مر فيما قدمناه من البيان : ان الظاهر كون المرادبالناس رسول اللّه (ص ) واهل بيته ملحقون به .
وفي [دلائل الصدق ] [ص 201] قال الامام المظفر بعد ان ذكر ما اورده ابن المغازلي عن الباقر(ع ):
فـان الـمـراد بـ (مـا آتاهم اللّه من فضله ) هو: العلم والهدى والفهم والحكمة ونحوها من الصفات والفضائل التي هي شان محمد(ص ) وعلي (ع ) لا امور الدنيا الدنية .
ومن المعلوم ان ايتاء هذا الفضل لعلي (ع ) الذي حسده الناس عليه , يستدعي الافضلية والامامة , والا لـمـا حـسدوه عليه , كما ان مشاركته (ع ) للنبي (ص ) في الفضل على الرواية الثانية , دليل على ان فضله من نوع فضل النبي (ص ) فيكون الافضل والاحق بخلافته .
[والـمـراد بـالـروايـة الثانية هي : ما اخرجها ابن المغازلي عن ابن عباس قال : هذه الاية نزلت في النبي (ص ) وفي علي (ع )].

المبحث الثامن والخمسون

في قوله تعالى : ( اهدنا الصراط المستقيم ) [ الفاتحة : 6 ].
ان لاهـل الـتـفـسير في تفسير معنى [الصراط] اقوالا, منهم من قال بان (الصراطالمستقيم ) هو:
الاسلام . ومنهم من قال هو: القرآن . ومنهم من قال هو : رسول اللّه (ص )وصاحباه من بعده .
لفت نظر في هذا القول ان الـمتبادر الى عقل كل قارى بان مراد القائل في قوله : [وصاحباه من بعده ] هما: الشيخان ابو بكر وعـمـر بـلا نـزاع . واما كونهما احد معاني [الصراط المستقيم ] فلعل من القراء من لم يجد سبيلا يهتدي به الى معرفة مصداق هذا القول , لتجرده عن البيان والتبيين . ولما كانت الحالة هذه , فكان لزاما على القارى اذا شك في صحة هذا القول , ان يحسن ظنه بقائله ,كان يعتقد بانه من ذوي مسكة بدقائق الـعـلوم , بحيث انه يعلم مثلا باعلمية الشيخين بمعاني كتاب اللّه عزوجل وجميع اسرار ما تضمنته آيـاتـه وغاية مغزاها, وكعلمه بشدة تمسك الشيخين بسنة اللّه ورسوله , وحرصهما على العمل بما اوصـاهـمـا به , وتمام وفائهمابعهده , وفيما اشار اليه من بعده , وحسن موافقتهما له (ص ) في جميع مـبـادئه , او لـسـبـب آخـركان معلوما لديه مهما قد خفي على اكثر الناس , حتى صارا به من جملة المفسرين بمعاني [الصراط المستقيم ].
وهـذا الـقول لابي العالية كما في [الدر المنثور] [1: 40]: وصدقه الحسن . ومهما كان فان الظن لا يغني من الحق شيئا, واللّه اعلم .
وهـنـاك اقوال مسطورة في كتب القوم وتفاسيرهم مسندة بالاخبار والاثار والروايات بغير المعنى الـمذكور, كما سنوردها فيما يلي تيمنا, نقلا عن تفسير الثعلبي [الكشف والبيان ]وتفسير وكيع بن الـجراح , وكتاب ابن شاهين , وتفسير [الميزان ] للعلامة محمد حسين الطباطبائي . وتفسير [مجمع الـبـيـان ] للشيخ ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي , من اكابرالعلماء في القرن السادس . فعسى ان يكون ايرادها في هذه العجالة من المتممات للفائدة .
منها ما ذكره الحافظ الشهير محمد بن علي بن شهر آشوب المازندراني في مناقبه [3: 73 ط.دار الاضـواء]: ومـن تفسير وكيع ابن الجراح عن سفيان الثوري , عن السدى , عن اسباطومجاهد, عن عـبـداللّه بن عباس في قوله تعالى : (اهدنا الصراط المستقيم ) قال : قولوامعاشر العباد: ارشدنا الى حب النبي واهل بيته .
وفـيه عن تفسير الثعلبي وكتاب ابن شاهين عن رجاله , عن مسلم بن حيان , عن بريدة ,في قول اللّه :
(اهدنا الصراط المستقيم ) قال : صراط محمد وآله .
واخـرج عـن الـباقرين (ع ) في قوله تعالى : (اهدنا الصراط المستقيم ) قالا: دين اللّه الذي نزل به جـبـرائيـل عـلـى مـحـمد: (صراط الذين انعمت عليهم ), فهديتهم بالاسلام وبولاية علي بن ابي طـالـب (ع ) ولم تغضب عليهم ولم يضلوا, (المغضوب عليهم ) اليهودوالنصارى , والشكاك الذين لا يعرفون امامة امير المؤمنين . و(الضالين ) عن امامة علي بن ابي طالب .
وفي مسند الامام احمد بن حنبل ايضا [6: 97 ط. مؤسسة التاريخ العربي ] روى بسنده عن جابربن سـمـرة قال : سمعت رسول اللّه (ص ) [او قال ]: قال رسول اللّه (ص ): يكون بعدي اثنا عشرخليفة كلهم من قريش . قال : ثم رجع الى منزله فاتته قريش فقالوا: ثم يكون ماذا؟ قال :ثم يكون الهرج .
وروى فـي [6: 119] بسنده عن جابر بن سمرة قال : سمعت النبي (ص ) يقول : يكون لهذه الامة اثنا عشر خليفة .
وفي [كنز العمال ] للمتقي [12: 33 ط. مؤسسة الرسالة ] ولفظه : يكون لهذه الامة اثنا عشر قيما,لا يضرهم من خذلهم , كلهم من قريش , قال : اخرجه الطبراني عن جابر بن سمرة .
قال المؤلف : وذكره الهيثمي ايضا في مجمعه [5: 191] وقال : لا يضرهم عداوة من عاداهم ,فالتفت خلفي فاذا انا بعمر بن الخطاب في اناس , فاثبتوا لي الحديث كما سمعت . انتهى .
وقـال ابو جعفر الهاروني في قوله تعالى : (وانه في اءم الكتاب لدينا لعلي حكيم )(123). وام الكتاب [الفاتحة ], يعني ان فيها قوله : (اهدنا الصراط المستقيم ).
وعـن الاعـمـش عـن ابـي صـالح عن ابن عباس في قوله تعالى : (فستعلمون من اءصحاب الصراط السوي )(124) هو واللّه محمد واءهل بيته . (ومن اهتدى ) فهم : اءصحاب محمد.
وفي [الخصائص ] بالاسناد عن الاصبغ بن نباتة عن علي (ع ) وفي كتبنا عن جابر, عن ابي جعفر في قوله تعالى : (وان الذين لا يؤمنون بالاخرة عن الصراط لناكبون )(125) قال : عن ولايتنا.
وقـال ابو عبداللّه (ع ) في قوله تعالى : (اءفمن يمشي مكبا على وجهه اءهدى ) اءي : اعداؤهم (ام من يـمـشي سويا على صراط مستقيم )(126) قال : سلمان الفارسي , والمقداد, وعمارواصحابه , وفي التفسير: (وان هذا صراطي مستقيما)(127): يعني القرآن وآل محمد.
عـن علي بن عبداللّه بن عباس عن ابيه , وزيد بن علي بن الحسين (ع ) في قوله تعالى :(واللّه يدعو الـى دار السلام )(128) يعني به : الجنة (ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم )يعني به : ولاية علي بن ابي طالب .
وعـن جـابر بن عبداللّه : ان النبي (ص ) هيا اصحابه عنده , اذ قال واشار بيده الى علي : هذاصراط مستقيم فاتبعوه .
قـال ابـن عباس : كان رسول اللّه يحكم وعلي بين يديه ومقابلته , ورجل عن يمينه ورجل عن شماله فـقـال : الـيـمين والشمال مضلة , والطريق المستوي الجادة , ثم اشار بيده , وان هذاصراط مستقيم فاتبعوه .
قـال الـثـمـالـي عـن ابي جعفر(ع ) في قوله تعالى : (فاستمسك بالذي اوحي اليك انك على صراط مستقيم )(129) قال : انك على ولاية علي (ع ) وهو الصراط المستقيم .
ومعنى ذلك : ان علي بن ابي طالب الصراط الى اللّه . كما يقال : فلان باب السلطان اذا كان يوصل به , ثم ان الصراط الذي هو عليه علي , يدلك وضوحا على ذلك قوله : (صراطالذين انعمت عليهم )(130) يعني : نعمة الاسلام , لقوله : (واسبغ عليكم نعمه )(131) والعلم :(وعلمك ما لم تكن تعلم )(132).
والـذريـة الـطيبة , لقوله : (ان اللّه اصطفى آدم )(133) واصلاح الزوجات , لقوله : (فاستجبنا له ووهبنا له يحيى واصلحنا له زوجه )(134) فكان علي في هذه النعم في اعلى ذراها.
قال الحميري :
سماه جبار السما ----- صراط حق فسما فقال في الذكر وما ----- كان حديثا يفترى هذا صراطي فاتبعوا ----- وعنهم لا تخدعوا فخالفوا ما سمعوا ----- والخلف ممن شرعوا واجتمعوا واتفقوا ----- وعاهدوا ثم التقوا ان مات عنهم وبقوا ----- ان يهدموا ما قد بنى وقال ايضا:
وله صراط اللّه دون عباده ----- من يهده يرزق تقى ووقارا في الكتب مسطور مجلى باسمه ----- وبنعته فاسال به الاحبارا قـال الطباطبائي في تفسير [الميزان ] [1: 39]: في [الفقيه ] وتفسير العياشي عن الصادق (ع )قال :
الصراط المستقيم : امير المؤمنين علي (ع ).
وفـي [الـمـعاني ] ايضا عن السجاد(ع ) قال : ليس بين اللّه وبين حجته حجاب , ولا للّه دون حجته سـتر, نحن ابواب اللّه , ونحن الصراط المستقيم , ونحن عيبة علمه , ونحن تراجمة وحيه , ونحن اركان توحيده , ونحن موضع سره .
وفي تفسير العياشي عن الفضيل بن يسار قال : سالت ابا جعفر عن هذه الرواية : ما في القرآن آية الا ولـهـا ظهر وبطن , وما فيها حرف الا وله حد, ولكل حد مطلع , ما يعني بقوله : [ظهر وبطن ]؟ قال :
ظـهـره تنزيله , وبطنه تاويله , منه ما مضى ومنه ما لم يكن بعد,يجري كما يجري الشمس والقمر, كلما جاء منه شي ء وقع . الحديث .
قال الطباطبائي : وفي هذا المعنى روايات اخر, وهذه سليقة ائمة اهل البيت , فانهم (ع )يطبقون الاية مـن الـقـرآن على ما يقبل ان ينطبق عليه من الموارد, وان كان خارجا عن مورد النزول , والاعتبار يساعده , فان القرآن نزل هدى للعالمين , يهديهم الى واجب الاعتقاد وواجب الخلق وواجب العمل , وما بينه من المعارف النظرية حقائق لا تختص بحال دون حال , ولا زمان دون زمان , وما ذكره من فضيلة او رذيـلة او شرعه من حكم عملي لا يتقيد بفرد دون فرد, ولا عصر دون عصر لعموم التشريع .
انتهى .
وفـي [الـغـدير[ ]2: 311] قال الاميني بعد ما روى ما اخرجه الثعلبي ووكيع بن الجراح :واخرج الخوارزمي في [المناقب ]: الصراط صراطان : صراط الدنيا, وصراط في الاخرة .فاما صراط الدنيا فـهـو عـلـي بن ابي طالب , واما صراط الاخرة فهو: جسر جهنم . من عرف صراط الدنيا جاز على صـراط الاخـرة . ويـوضـح مـعنى هذا الحديث ما اخرجه ابن عدي والديلمي , كما في [الصواعق ] [ص 111] عن رسول اللّه (ص ) قال : اثبتكم على الصراط اشدكم حبا لاهل بيتي ولاصحابي .
واخـرج شـيـخ الاسلام الحموئي باسناده في [فرائد السمطين ] في حديث عن الامام جعفرالصادق قوله : نحن خيرة اللّه , ونحن الطريق الواضح والصراط المستقيم الى اللّه .
فهم الصراط الى اللّه , فمن تمسك بهم فقد اتخذ الى ربه سبيلا, كما ورد فيما اخرجه ابو سعيدفي [شرف النبوة ] باسناده عن رسول اللّه (ص ) قال : انا واهل بيتي شجرة في الجنة واغصانها في الدنيا, فمن تمسك بنا اتخذ الى ربه سبيلا. [ذخائر العقبى ] [ص 16].
اقـول : وهـناك اخبار كثيرة في حديث الشجرة , قد اوردها جمع من حملة الاخبار والسنة ,فمنهم :
ابـن الـمـغـازلـي في مناقبه [ص 90]: اخبرنا ابو نصر احمد بن موسى بن عبد الوهاب بن عبداللّه الطحان اجازة , عن ابي الفرج احمد بن علي الخيوطي القاضي , حدثنا عبد الحميد,حدثنا عبداللّه بن مـحـمـد بـن نـاجية . اخبرنا عثمان بن عبداللّه القرشي بالبصرة , حدثناعبداللّه بن لهيعة , عن ابي الزبير, واسمه محمد بن مسلم بن تدرس , عن جابر بن عبداللّه قال : بينما رسول اللّه (ص ) ذات يوم بعرفات , وعلي تجاهه , اذ قال له رسول اللّه (ص ): ادن مني يا علي , خلقت انا وانت من شجرة , صنع جـسمك من جسمي . خلقت انا وانت من شجرة , فانا اصلها وانت فرعها, والحسن والحسين اغصانها, فمن تعلق بغصن منها,ادخله اللّه الجنة .
واخـرجه الذهبي في [ميزان الاعتدال ] [3: 41] برقم 5523 من طريق يحيى البختري بلفظ: يا عـلـى ادن مـنـي , خمسك في خمسي , يا علي , انا وانت من شجرة , انا اصلها وانت فرعها, والحسن والحسين اغصانها, فمن تعلق بغصن منها ادخله اللّه الجنة .
وروى الـحـاكـم في [المستدرك ] [2: 241] من كتاب التفسير, مسندا عن جابر بن عبداللّه ,قال :
سـمعت رسول اللّه (ص ) يقول لعلي (ع ): يا على , الناس من شجر شتى , وانا وانت من شجرة واحدة , ثـم قـرا رسـول اللّه (ص ): (وجـنـات مـن اعناب وزرع ونخيل صنوان وغيرصنوان يسقى بماء واحد)(135) ثم قال الحاكم : هذا حديث صحيح الاسناد.
وفـي [3: 160] روى ايـضـا حديثا بسنده عن مولى عبد الرحمن بن عوف قال : خذوا عني قبل ان تشاب الاحاديث بالاباطيل , سمعت رسول اللّه (ص ) يقول : انا الشجرة وفاطمة فرعها, وعلي لقاحها, والـحـسـن والحسين ثمرتها, وشيعتنا ورقها, واصل الشجرة في جنة عدن , وسائر ذلك في سائر الجنة .
وفـي [كـنـوز الـحـقـائق ] [ص 155] كما في [فضائل الخمسة ] [1: 172] قال (ص ): الناس من شجرشتى , وانا وعلي من شجرة واحدة . [قال ]: اخرجه الطبراني .
وفـيـه ايضا عن [كنز العمال [ ]6: 154] قال (ص ): انا وعلي من شجرة واحدة , والناس من اشجار شتى . [قال ]: اخرجه الديلمي عن جابر.
وروى الـسيوطي في [الدر المنثور] [4: 44] في ذيل قوله تعالى : (وفي الارض قطع متجاورات وجنات من اعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحدونفضل بعضها على بعض في الاكـل ان فـي ذلـك لايـات لقوم يعقلون ): عن ابن مردويه عن جابر(رض ) قال : سمعت النبي (ص ) يقول : يا علي ورواه ايـضـا صـاحـب [مـجمع البيان ] [5 - 6: 276 ط. دار احياء التراث العربي ] عند تفسيره (وفي الارض قطع متجاورات ) في الاية الرابعة من سورة الرعد.
وايـضا صاحب تفسير [الميزان ] في [11: 142] في بحثه الروائي نقلا عن تفسير [البرهان ]وعن الـخـركوشي في كتابه [شرف المصطفى ] وعن الثعلبي في [الكشف والبيان ] وعن الفضيل بن شاذان فـي [الامالي ] واللفظ له , باسناده عن جابر بن عبداللّه , قال : سمعت رسول اللّه (ص ) يقول لعلي (ع ):
الـنـاس من شجر شتى , وانا وانت من شجرة واحدة , ثم قرا: (جنات من اعناب وزرع ونخيل ) الى قـولـه تعالى : (يسقى بماء واحد) قال (ص ):بالنبي وبك . قال : ورواه النطنزي في [الخصائص ] عن سلمان , وفي رواية : انا وعلي من شجرة , والناس من اشجار شتى .
واخرج ابن المغازلي ايضا في [المناقب ] [ص 297 برقم 340] من طريق احمد بن المظفرالعطار, عـن ابـي الـزبير قال : سمعت جابر بن عبداللّه يقول : كان رسول اللّه (ص ) بعرفات وعلي تجاهه , فاوما الي والى علي فاقبلنا نحوه , وهو يقول : ادن مني يا علي , فدنا منه , فقال :ضع خمسك في خمسي , فجعل كفه في كفه فقال : يا على , خلقت انا وانت من شجرة , انااصلها وانت فرعها, والحسن والحسين اغـصـانـها, فمن تعلق بغصن منها ادخله اللّه الجنة , ياعلي , لو ان امتي صاموا حتى يكونوا كالحنايا, وصلوا حتى يكونوا كالاوتار وبغضوك لاكبهم اللّه في النار. انتهى .
قال الفاضل المحقق محمد باقر البهبودي في ذيل الكتاب : اخرجه ايضا العلامة الحموئي في [فرائد الـسمطين ] والحافظ الكنجي في [كفاية الطالب [ ]ص 318]: كلاهما بالاسناد الى ابن زنجويه بعين السند واللفظ. واخرجه السيوطي في ذيل [اللالي ] [ص 63ط. لكهنو]بالاسنادالى عثمان بن عبداللّه القرشي .

المبحث التاسع والخمسون

في قوله تعالى : ( هو الذي ايدك بنصره وبالمؤمنين ) [ الانفال : 62 ].
قال القندوزي الحنفي في كتابه [ينابيع المودة ] [ص 94] اخرج ابو نعيم بسنده عن ابي هريرة ,ايضا عن ابي صالح عن ابن عباس , ايضا عن جعفر الصادق رضي اللّه عنهم في قوله تعالى : (هو الذي ايدك بـنـصره وبالمؤمنين ) قالوا: نزلت في علي , وان رسول اللّه (ص )قال : رايت مكتوبا على العرش : لا اله الا اللّه وحده لا شريك له , محمد عبدي ورسولي ,ايدته ونصرته بعلي بن ابي طالب . وروى عن انس بن مالك نحوه .
وفي كتاب [الشفاء] روى ابن قانع القاضي , عن ابي الحمراء قال : قال رسول اللّه (ص ): لمااسرى بي الى السماء اذا على العرش مكتوب : لا اله الا اللّه محمد رسول اللّه , ايدته بعلي .قال القندوزي : وفي الـمـنـاقب عن حذيفة (رض ) قال النبي (ص ): ضربة علي يوم الخندق افضل من اعمال امتي الى يوم القيامة .
وفـي [الـدر الـمـنـثـور] [3: 199] قال السيوطي : واخرج ابن عساكر عن ابي هريرة (رض ) قال :مكتوب على العرش : لا اله الا اللّه انا وحدي لا شريك لي , محمد عبدي ورسولي ايدته بعلي .
وروى السيد مرتضى الحسيني في كتابه [فضائل الخمسة ] [1: 175] ما اخرجه الخطيب البغدادي فـي [تاريخ بغداد] [11: 173] بسنده عن انس بن مالك قال : قال النبي (ص ): لماعرج بي رايت على ساق العرش مكتوبا: لا اله الا اللّه , محمد رسول اللّه ايدته بعلي .
واورد ايضا عن [ذخائر العقبى ] [ص 69] عن ابي الخميس قال : قال رسول اللّه (ص ):اسري بي الى الـسـمـاء, فـنـظـرت الى ساق العرش الايمن , فرايت كتابا فهمته : محمد(ص )رسول اللّه , ايدته بعلي (ع ) ونصرته به .
واورد عـن [كنز العمال ] [6: 158] قال (ص ): رايت ليلة اسري بي مثبتا على ساق العرش :اني انا اللّه لا الـه غـيري , خلقت جنة عدن بيدي , محمد صفوتي من خلقي , ايدته بعلي ونصرته بعلي . قال :
اخرجه ابن عساكر وابن الجوزي من طريقين عن ابي الحمراء.
وفـي [كـنـز العمال ] ايضا [6: 158] قال : مكتوب في باب الجنة , قبل ان يخلق السموات والارض بالفي سنة , لا اله الا اللّه محمد رسول اللّه , ايدته بعلي . قال : اخرجه العقيلي عن جابر.
وفـي [الـمـنـاقـب ] لابن المغازلي [ص 91 برقم 134] قال : اخبرنا ابو الحسن احمد بن المظفر الـفـقـيـه الـشـافـعي (ره ) بقراءتي عليه فاقره , فقلت له : اخبركم ابو محمد عبداللّه بن محمد ابن عـثـمـان الـمـزنـي الـمـلقب بابن السقاء الحافظ الواسطي (ره ), حدثنا ابو يعلى احمد بن علي بن الـمثنى الموصلي , حدثنا زكريا بن يحيى الكسائي , حدثنا يحيى بن سالم , حدثنا اشعث ابن عم الحسن بـن صـالـح , وكان يفضل على الحسن بن صالح قال : حدثني مسعر بن كدام , عن عطية بن سعيد, عن جـابـر بـن عـبـداللّه قال : سمعت رسول اللّه (ص ) يقول : مكتوب على باب الجنة قبل ان يخلق اللّه السموات والارض بالفي عام : محمد رسول اللّه وعلي اخوه .
وفـي [مـيـزان الاعـتـدال ] للذهبي [2: 76 برقم 2890]: حدثنا محمد بن عثمان , حدثنا زكريا بـن يـحـيـى الكسائي , حدثنا يحيى بن سالم , حدثنا اشعث ابن عم الحسن بن صالح , حدثنامسعر, عن عطية العوفي عن جابر مرفوعا: مكتوب على باب الجنة : محمد رسول اللّه ,ايدته بعلي . قال ابو نعيم الحافظ: اخبرنا ابو علي بن الصواف , ومحمد بن علي بن سهل ,وسليمان الطبراني , والحسن بن علي بـن خطاب , قالوا: حدثنا محمد بن عثمان بن ابي شيبة ,فساقه بنحوه , لكن لفظه : على باب الجنة : لا اله الا اللّه محمد رسول اللّه , علي اخو رسول اللّه , قبل ان يخلق اللّه السموات بالفي عام .
وفي [ميزان الاعتدال ] ايضا [1: 269 برقم 1006] بالسند المذكور: مكتوب على باب الجنة :لا اله الا اللّه , محمد رسول اللّه , ايدته بعلي , قبل خلق السموات بالفي سنة .

المبحث الستون

في قوله تعالى : ( واسال من اءرسلنا من قبلك من رسلنا ) [ الزخرف : 45 ].
قـال الحلي وهو الحسن بن يوسف المطهر من كبار العلماء الامامية في القرن الثامن الهجري كما في [دلائل الـصدق ] [2: 108]: روى ابن عبد البر وغيره من السنة في قوله تعالى :(واسال من ارسلنا مـن قـبـلـك من رسلنا) قال : ان النبي ليلة اسري به , جمع اللّه بينه وبين الانبياء, ثم قال له : سلهم يا مـحـمد لـعلي بن ابي طالب . قال الامام المظفر: نقل المصنف [اي الحلي ] في [منهاج الكرامة ] هذا الحديث عن ابـن عبد البر, وعن ابي نعيم , ونقل جماعة نحوه عن الثعلبي [اي صاحب تفسير الكشف والبيان ] عن ابـن مسعود قال : قال رسول اللّه (ص ): اتاني ملك فقال : يا محمد على ما بعثوا؟قلت : على ما بعثوا؟ قال : على ولايتك وولاية علي بن ابي طالب .
وفي [ينابيع المودة ] للقندوزي الحنفي [ص 82] عن ابي نعيم , الحافظ والحموئي , وموفق بن احمد الـخـوارزمي باسانيدهم عن ابن مسعود قال : قال رسول اللّه (ص ): لما عرج بي الى السماء انتهى بي الـسـيـر مـع جـبـرائيل الى السماء الرابعة فرايت بيتا من ياقوت احمر, فقال جبرائيل : هذا البيت الـمعمور, قم يا محمد فصل اليه , قال النبي (ص ): جمع اللّه النبيين فصفواورائي صفا, فصليت بهم , فـلما سلمت اتاني آت من عند ربي فقال : يا محمد, ربك يقرئك السلام ويقول لك : سل الرسل على ما ارسلتم من قبلك ؟ فقلت : معاشر الرسل , على ماذابعثكم ربي قبلي ؟ فقالت الرسل : على نبوتك وولاية علي بن ابي طالب . وهو قوله تعالى :(واسال من ارسلنا من قبلك من رسلنا) الاية ايضا رواه الديليمي عن ابن عباس .
ثـم قـال : عن طلحة بن زيد عن جعفر الصادق عن آبائه عن امير المؤمنين علي (ع ) قال :قال رسول اللّه (ص ): مـا قـبـض اللّه نبيا حتى امره اللّه ان يوصي الى افضل عشيرته من عصبته , وامرني ان اوص الـى ابـن عـمك علي , اثبته في الكتب السالفة , وكتبت فيها انه وصيك , وعلى ذلك اخذت ميثاق الـخلائق , وميثاق انبيائي ورسلي , واخذت ميثاقهم لي بالربوبية , ولك يا محمد بالنبوة , ولعلي بن ابي طالب بالولاية والوصية . انتهى .
قـال الامام المظفر: فان قلت : لم تذكر الاية الكريمة النبوة والامامة , بل ولا الارسال بالشهادة ان لا الـه الا اللّه , فـانـها قالت : اجعلنا؟ ولم يقل : اارسلناهم بالشهادة ؟ بمعنى تقرير الرسل عن امر استقر عندهم نفيه , وهو: جعل آلهة من دون الرحمن يعبدون .
لـكن لما كان المناسب لتقرير الرسل بما هم رسل , هو تقريرهم عما ارسلوا به , كان الظاهرارادة تـقـريرهم عن ذلك بما هم رسل بنفيه , وهو راجع الى الارسال بالشهادة بالوحدانية ,فصح ما افادته الروايات من ان المراد بالاية السؤال عما بعث به الرسل من الشهادة بالوحدانية .
ولـمـا كان بعثهم بهذا معلوما للنبي (ص ) البتة , لم يحسن ان يراد ان يقررهم به خاصة , بل ينبغي ان يـراد تقريرهم به بضميمة ما لا يعلم النبي (ص ) اقرارهم به , لعدم علمه بارسالهم عليه , وهو الذي ذكـرتـه الـروايـات , اعـني : ارسالهم على نبوته وامامة امير المؤمنين (ع ),وانما لم تذكره الاية الـشـريـفـة , لـلاكـتفاء بذكر الاصل , وهو البعث على الشهادة بالوحدانية ,كما ان بعض الروايات المذكورة اكتفت بذكر نبوة نبينا وامامة ولينا, لانهما الداعي الى السؤال والتقرير, مع وضوح بعثهم على الشهادة بالوحدانية , لكونه الاصل , ولذكر الاية له .
فـمـا اعـظـم قدر نبينا الاطيب , واخيه الاطهر, عند اللّه تبارك وتعالى ؟ حتى ميزهما على جميع عـباده , واكرمهما ببعث الرسل الاكرمين على الاقرار بفضلهما, ورسالة محمد, وامامة علي , واخذ الميثاق عليهم بهما مع الشهادة بالوحدانية , فحق لذريتهما ان يفتخروا بماافتخر الشريف الرضي به , وهو قول الفرزدق :
اولئك آبائي فجئني بمثلهم ----- اذا جمعتنا يا جرير المجامع