وفـي [تـاريخ ابن جرير الطبري ] [2: 368]: روى بسنده عن ابن اسحاق في حديث غزوة تبوك , قـال فـيـه : فلما سار رسول اللّه (ص ), تخلف عنه عبداللّه بن اءبي في من تخلف من المنافقين واهل الريب , وكان عبداللّه بن اءبي اءخا بني عوف من بني الخزرج , وعبداللّه بن النبيل اخا بني عمرو بن عـوف , ورفـاعة بن يزيد بن التابوت اخا بني قينقاع , وكانوا من عظماء المنافقين , وكانوا ممن يكيد الاسلام واهله , وفيهم انزل اللّه عزوجل : (لقد ابتغواالفتنة من قبل وقلبوا لك الامور)(148) قال :
وقال ابن اسحاق : وخلف رسول اللّه (ص ) علي ابن ابي طالب (ع ) وامره بالاقامة فيهم . [الى ان قال ]:
فـارجـف الـمنافقون بعلي بن ابي طالب (ع ) وقالوا: ما خلفه الا استثقالا له وتخففا منه , فلما قال ذلك المنافقون اخذ علي (ع )سلاحه ثم خرج حتى اتى رسول اللّه (ص ) وهو بالجرف , فقال : يا نبي اللّه زعـم الـمنافقون انك انما خلفتني انك استثقلتني وتخففت مني فقال (ص ): [كذبوا ولكني انما خلفتك لـمـاورائي , فـارجـع فاخلفني في اهلي واهلك , افلا ترضى يا على ان تكون مني بمنزلة هارون من مـوسـى ؟ الا انـه لا نـبي بعدي ]. فرجع علي (ع ) الى المدينة ومضى رسول اللّه (ص ) على سفره .
[الحديث ].
وفـي [اسـد الـغـابـة ] لابـن الاثـيـر [5: 8] قـال فـي ترجمة نافع بن الحارث بن كلدة : وروى عن النبي (ص ) انه قال لعلي (ع ): [انت مني بمنزلة هارون من موسى ].
وفي كنز العمال للمتقي [6: 395] قال : عن ابن عباس قال عمر بن الخطاب : كفوا عن ذكرعلي بن ابي طالب , فاني سمعت رسول اللّه (ص ) يقول : في علي ثلاث خصال , لان يكون لي واحدة منهن احب الـي مـمـا طـلعت عليه الشمس , كنت انا وابو بكر وابو عبيدة ابن الجراح ونفر من اصحاب رسول اللّه (ص ) والنبي متكى على علي بن ابي طالب , حتى ضرب بيده على منكبيه ثم قال : [انت يا علي اول المؤمنين ايمانا, واولهم اسلاما, - ثم قال -: [انت مني بمنزلة هارون من موسى , وكذب علي من زعم انه يحبني ويبغضك ].
وذكـر فـيـه ايـضـا فـي [3: 154] حديثا نظيره في الباب الذي نحن فيه عن ابي ذر, وفي [6:
154]عن اسماء بنت عميس , وفي [6: 405] عن سعد وعن عامر بن سعد.
وفـي [كـنـز الـعمال ] ايضا [16: 183 ط. مؤسسة الرسالة ] قال : عن يحيى بن عبداللّه بن الحسن عـن ابيه قال : كان علي (ع ) يخطب فقام اليه رجل فقال : يا امير المؤمنين اخبرني , من اهل الجماعة ؟ ومـن اهـل الفرقة ؟ ومن اهل السنة ؟ ومن اهل البدعة ؟ فقال (ع ): ويحك , اما اذسالتني فافهم عني , ولا عليك ان لا تسال عنها احدا بعدي [فساق الحديث ] الى ان قال :وتنادى الناس من كل جانب : اصبت يا امير المؤمنين , اصاب اللّه بك الرشاد والسداد.فقام عمار فقال يا ايها الناس , انكم واللّه ان تبعتموه واطـعـتـموه لم يضل بكم عن منهاج نبيكم قيد شعرة , وكيف يكون ذلك ؟ وقد استودعه رسول اللّه الـمـنايا والوصايا وفصل الخطاب , على منهاج هارون بن عمران , اذ قال رسول اللّه (ص ): [انت مني بـمـنـزلـة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي ]. فضلا خصه اللّه به اكراما منه لنبيه (ص ) حيث اعطاه ما لم يعطه احدا من خلقه . [الحديث ].
وفـي [مجمع الزوائد] للهيثمي [9: 109] قال : عن ابي سعيد الخدري قال : ان رسول اللّه (ص )قال لـعـلي (ع ) في غزوة تبوك : خلفتك في اهلي , قال علي (ع ): يا رسول اللّه اني اكره ان تقول العرب :
خـذل ابـن عـمه وتخلف عنه , قال : اما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ الا انه لا نبي بعدي .
وذكر ايضا في الصفحة المذكورة نحوه عن ام سلمة , وعن ابن عباس , وفي [ص 110] روى عن ابن عمر, وعن جابر بن سمرة , وفي [ص 111] روى عن ابي ايوب .
وفـيـه ايـضـا [9: 111] روى عن ابن عباس قال : لما آخى النبي (ص ) بين اصحابه من المهاجرين والانـصـار فـلـم يؤاخ بين علي بن ابي طالب وبين احد منهم , خرج مغضبا حتى اتى جدولا فتوسد ذراعـه . [الـى ان قال ]: فقال له [اي النبي (ص )]: قم فما صلحت ان تكون الا ابا تراب , اغضبت علي حين آخيت بين المهاجرين والانصار ولم اواخ بينك وبين احدمنهم ؟ اما ترضى ان تكون مني بمنزلة هـارون من موسى ؟ الا انه ليس بعدي نبي , الا من احبك حف بالامن والايمان , ومن ابغضك اماته اللّه ميتة جاهلية , وحوسب بعمله في الاسلام . قال : رواه الطبراني في الكبير والاوسط. وذكره المتقي الهندي في [كنزالعمال ][6:154].
وفيه ايضا [9: 111] روى عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه (ص ) لام سلمة : هذا علي بن ابي طالب لحمه لحمي , ودمه دمي , فهو مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي .
وفـي الـريـاض الـنـضـرة لـلـمـحـب الـطـبري [2: 162] قال : وعنه [اي سعد] قال : لما نزل رسـول اللّه (ص ) الـجـرف طـعـن رجـال مـن الـمـنـافـقين في امرة علي (ع ) وقالوا: انما خلفه اسـتـثـقـالا,فخرج علي (ع ) فحمل سلاحه حتى اتى النبي (ص ) بالجرف , فقال : يا رسول اللّه تـخلفت عنك في غزاة قط قبل هذه , قد زعم المنافقون انك خلفتني استثقالا, فقال (ص ): كذبواولكن خلفتك لما ورائي فارجع فاخلفني في اهلي , افلا ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ الا انه لا نبي بعدي .
وفـي [الـرياض النضرة ] ايضا [2: 164] قال : عن اسماء بنت عميس قالت : هبطجبرئيل (ع ): على النبي (ص ) فقال : يا محمد لا نبي بعدك . قال : اخرجه الامام علي بن موسى (ع ).
وفيه ايضا [2: 195] قال : وعن ابي حازم قال : جاء رجل الى معاوية فساله عن مسالة فقال : سل عنها عـلي بن ابي طالب فهو اعلم , قال : يا امير المؤمنين : جوابك فيها احب الي من جواب علي , قال : بئسما قـلـت , لـقـد كرهت رجلا كان رسول اللّه (ص ) يغرزه بالعلم غرزا, ولقد قال له : انت مني بمنزلة هـارون من موسى الا انه لا نبي بعدي . وكان عمر اذااشكل عليه شي ء اخذ منه . قال : اخرجه احمد في [المناقب ].
وفـي ذخـائر الـعـقـبـى لـلـمـحـب الـطـبـري [ص 120]: وعن اسماء بنت عميس قالت : اقبلت فـاطـمـة بـالـحـسـن (ع ), فـجـاء الـنبي (ص ) فقال : يا اسماء هلمي ابني , فدفعته اليه في خرقة صـفـراء,فـالـقـاهـا عـنه قائلا: الم اعهد اليكن ان لا تلفوا مولودا بخرقة صفراء؟ فلفيته بخرقة بـيضاءفاخذه واذن في اذنه اليمنى واقام في اليسرى , ثم قال لعلي (ع ): اي شي ء سميت ابني ؟ قال :ما كـنـت لاسبقك منك بذلك , فقال : ولا انا اسابق ربي , فهبط جبرئيل (ع ) فقال : يا محمد ان ربك يقرئك الـسـلام ويـقـول لك : علي منك بمنزلة هارون من موسى لكن لا نبي بعدك , فسم ابنك هذا باسم ولد هارون , فقال : وما كان اسم ابن هارون يا جبرئيل ؟ قال : شبرفقال (ص ): ان لساني عربي , فقال : سمه حـسـنـا. ففعل (ص ). فلما كان بعد حول ولدالحسين (ع ) فجاء نبي اللّه (ص ) وذكرت مثل الاول , وسـاقـت قـصة التسمية مثل الاول ,وان جبرئيل (ع ) امره ان يسميه باسم ولد هارون شبير, فقال النبي (ص ): مثل الاول ,فقال : سمه حسينا, انتهى .
اقول : واخرجه الفقيه الحافظ الشهير بابن المغازلي في مناقبه [ص 27] من عدة طرق .
وفـي تـفسير الميزان [14: 159] للطباطبائي قال في ذيل تلكم الايات الشريفة بعد ان نقل الحديث الـمـذكـور عن [الدر المنثور] وذلك في قوله مجيبا لقول الالوسي في تفسيره [روح المعاني ] [8:
186 ط. دار احـيـاء الـتراث العربي ] ما مفهومه بان هذا الحديث لا يصلح ان يكون دليلا بان خلافة امير المؤمنين علي بلا فصل .
قـلـت : امـا الاستدلال بالحديث او حديث المنزلة على خلافته (ع ) بلا فصل فالبحث فيه خارج عن غـرض الكتاب , وانما نبحث عن المراد بقوله (ص ) في دعائه لعلي (ع ): [واشركه في امري ] طبقا لـدعاء موسى (ع ) المحكي في الكتاب العزيز, فان له مساسا بما فهمه (ص )من لفظ الاية , والحديث مـؤيـد بحديث المنزلة المتواتر(149). فمراده (ص ) بالامر في قوله :[واشركه في امري ] ليس هـي النبوة قطعا, لنص حديث المنزلة باستثناء النبوة , وهو الدليل القاطع على ان مراد موسى بالامر في قوله : [واشركه في امري ] ليس هو النبوة , والا بقي قول النبي (ص ): [امري ] بلا معنى يفيده .
ولـيـس الـمراد بالامر هو مطلق الارشاد والدعوة الى الحق قطعا [كما ذكره ] لانه تكليف ,يقوم به جـمـيـع الامـة ويشاركه فيه غيره , وحجة الكتاب والسنة قائمة فيه , كمثل قوله تعالى : (قل هذه سـبيلي ادعو الى اللّه على بصيرة انا ومن اتبعني )(150) وقوله (ص ) الذي رواه العامة والخاصة :
[فـلـيبلغ الشاهد منكم الغائب ] واذا كان امرا مشتركا بين الجميع فلامعنى لاشتراك علي (ع ) فيه , عـلـى ان الاضـافة في قوله : [امري ] تفيد الاختصاص , فلايصدق على ما هو مشترك بين الجميع , ونظير الكلام يجري في قول موسى المحكي في الاية .

المبحث التاسع والستون

في قوله تعالى : ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) [ الانفال :29 ].
نـقـل الـسيد المرتضى الحسيني الفيروز آبادي في كتابه القيم [فضائل الخمسة [ ]2:364]حديثا يـنـاسـب ذكره تجاه هذه الاية النازلة في معرض التنبيه والانذار, لما يتضمن من توضيح الصحابي الكبير الزبير بن العوام , وتعبيره عن معنى هذه الفتنة المحذور منها, وقدكان مقرا ومعترفا بانها قد وقعت فيه وفي قومه , وذلك حينما تظاهروا بالمطالبة بدم عثمان من امير المؤمنين (ع ) وهو بري ء منه حتى حاربوه , فكان ما كان مما لست اذكره فظن خيرا ولا تسال عن الخبر.
فبذلك فقد ظهر لنا ايضا مصداق ما اخبر به النبي (ص ) بانه (ع ) قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين , وهـم اهـل الـجـمل , واهل صفين , والخوارج , ويتحقق ايضا مصداق ما اخبر به الزبير بانه سيقاتل عليا(ع ) وهو له ظالم . كما سنذكر هنا كل رواية من الاخبار, في مواردها المناسبة لها.
في اخبار النبي (ص ) زبيرا انه سيقاتل عليا وهو ظالم له ذكر الهيثمي في مجمع الزوائد [ج7 ص 27] قال : عن مطرف قلنا للزبير: يا ابا عبداللّه ما جاءبكم ؟ ضيعتم الخليفة حتى قتل , ثم جئتم تطلبون بدمه , فقال الزبير: انا قراناها على عهدرسول اللّه (ص ) وابي بكر وعمر وعثمان : (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) لم نكن نحسب انا اهلها حتى وقعت فينا.
وفـي مـسـتـدرك الـصحيحين للحاكم [3: 366] روى بسنده عن ابي الاسود الدؤلي قال :شهدت الزبير خرج يريد عليا فقال له علي (ع ): انشدك اللّه , هل سمعت رسول اللّه (ص )يقول : تقاتله وانت له ظالم ؟ فقال : لم اذكر, [يعني انه نسي ] ثم مضى الزبير منصرفا. قال :هذا حديث صحيح .
وفيه ايضا [3: 366] روى عن قيس بن ابي حازم قال : قال علي (ع ) للزبير: اما تذكر يوم انا وانت في سقيفة قوم من الانصار؟ فقال لك رسول اللّه (ص ): اتحبه ؟ فقلت : وما يمنعني ؟قال (ص ): اما انك ستخرج عليه وتقاتله وانت ظالم له , قال : فرجع الزبير.
وفـي نـفـس الـجـزء والـصفحة منه ايضا روى بسند عن ابي الاسود الدؤلي قال : شهدت عليا(ع ) والزبير, لما رجع الزبير على دابته يشق الصفوف , فعرض له ابنه عبداللّه فقال :مالك ؟ قال : ذكر لي عـلي حديثا سمعته من رسول اللّه (ص ) يقول : لتقاتلنه وانت ظالم له ,فلا اقاتله , قال : وللقتال جئت ؟ انما جئت لتصلح بين الناس , ويصلح اللّه هذا الامر بك ,قال : لقد حلفت ان لا اقاتل , قال : فاعتق غلامك جـرجس , وقف حتى تصلح بين الناس ,قال فاعتق غلامه جرجس ووقف , فاختلف امر الناس , فذهب على فرسه . قال الحاكم :وقد روي اقرار الزبير لعلي بذلك من غير هذه الوجوه والروايات .
وفي اسد الغابة لابن الاثير [2: 199] في ترجمة الزبير بن العوام قال : وشهد الزبير الجمل مقاتلا لـعـلي (ع ), فناداه علي (ع ) ودعاه فانفرد به , وقال له : اتذكر اذ كنت انا وانت مع رسول اللّه (ص ) فنظر الي وضحك وضحكت , فقلت انت : لا يدع ابن ابي طالب زهوه ,فقال (ص ): ليس بمزه , ولتقاتلنه وانت له ظالم , فذكر الزبير ذلك فانصرف عن القتال .
وفـي الاصـابة لابن حجر العسقلاني [3: 6] قال : روى ابو يعلى من طريق ابي جرو المازني قال :
شهدت عليا(ع ) والزبير توافيا يوم الجمل , فقال له علي (ع ) انشدك , اسمعت رسول اللّه (ص ) يقول :
انك تقاتل عليا وانت ظالم له ؟ فقال : نعم , ولم اذكر ذلك الى الان ,فانصرف .
وفي تهذيب التهذيب [6: 325]: في ترجمة عبد السلام الكوفي قال : قال اسماعيل بن خالدعن عبد السلام [رجل من حية ]: خلا علي (ع ) بالزبير يوم الجمل , فذكر حديث : لتقاتلنه وانت ظالم له .
قـال الـسـيـد الـحـسـيـنـي : وذكـره المتقي الهندي ايضا في [كنز العمال ] [6: 85] وقال : خلا علي (ع )بالزبير يوم الجمل فقال : انشدك اللّه كيف سمعت رسول اللّه (ص ) يقول وانت لاوي يدي في سـقـيفة بني فلان : لتقاتلنه وانت له ظالم , لينصرن عليك ؟ فقال : قد سمعت لاجرم لااقاتلك . وذكره العسقلاني ايضا في فتح الباري [16: 165].
وفـي كـنز العمال للمتقي [6: 83] قال : عن نذير الضبي : ان عليا(ع ) دعا الزبير وهو بين الصفين فقال : انت آمن , تعال حتى اعلمك , فاتاه , فقال علي (ع ) انشدك باللّه الذي بعث محمدا(ص ) بالحق نبيا, اخرج النبي (ص ) يمشي وانا وانت معه , فضرب كتفك ثم قال لك :يا زبير كانك قد قاتلت هذا؟, قال :
اللهم نعم , فرجع .
وفـي الامـامة والسياسة لابن قتيبة [ص 63] في قصة اهل الجمل قال : ثم خرج علي (ع ) على بغلة رسـول اللّه (ص ) الـشـهباء بين الصفين وهو حاسر فقال : اين الزبير؟ فخرج اليه حتى اذا كان بين الـصـفين اعتنق كل واحد منهما صاحبه وبكيا, ثم قال علي (ع ): يا ابا عبداللّه ماجاء بك ها هنا؟ قال جـئت اطـلب دم عثمان , قال علي (ع ): تطلب دم عثمان ؟ قتل اللّه من قتل عثمان , انشدك اللّه يا زبير هل تعلم انك مررت بي وانت مع رسول اللّه (ص ) وهومتكى على يدك , فسلم علي رسول اللّه (ص ) وضـحـك الـي , ثـم الـتـفت اليك فقال لك : يا زبيرانك تقاتل عليا وانت له ظالم ؟ قال : اللهم نعم , قال علي (ع ): فعلى م تقاتلني ؟ قال الزبير:نسيتها واللّه لو ذكرت ما خرجت اليك ولاقاتلتك [الخ ].
وذكر ابن عبد البر في [الاستيعاب ] [1: 207] في ترجمة طلحة بن عبيد اللّه قال : ثم شهدطلحة بـن عـبيد اللّه يوم الجمل محاربا لعلي (ع ) فزعم بعض اهل العلم ان عليا(ع ) دعاه فذكره اشياء من سوابقه وفضله , فرجع طلحة عن قتاله على نحوما صنع الزبير, واعتزل في بعض الصفوف , فرمي بسهم فقطع من رجله عرق النساء, فلم يزل ينزف حتى مات .
ونـقل السيد الحسيني في فضائل الخمسة [2: 408] ما ذكره السيوطي في [الدر المنثور] في ذيل تـفسير قوله تعالى : (شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن ) [البقرة : 158] قال : واخرج البيهقي عن ابـي هـريـرة قـال : قـال رسـول اللّه (ص ) الصلاة المكتوبة الى الصلاة التي تليهاكفارة ما بينهما, والـجـمـعة الى الجمعة التي تليها كفارة ما بينهما, والشهر الى الشهر [يعني شهر رمضان ] كفارة ما بـينهما, الا من ثلاث : الاشراك باللّه , وترك السنة , ونكث الصفقة فقلت : يا رسول اللّه , اما الاشراك بـاللّه فـقـد عرفناه , فما نكث الصفقة وترك السنة ؟ قال : امانكث الصفقة فان تبايع رجلا بيمينك ثم تخالف اليه فتقاتله بسيفك , واما ترك السنة فالخروج من الجماعة .
وفي الغدير [3: 188] قال ردا على مخاريق ابن تيمية في حكم قتال يومي الجمل وصفين المسجلة فـي كـتـابه المسمى ب [منهاج السنة ]: اني لاعجب من جهل هذا الانسان [الذي خلق جهولا] بشؤون الامامة , وان حامل اعبائها كيف يجب ان يكون في ورده وصدره , فانه في منتاى عن معنى الامامة التي نـرتـئيـهـا, ولا اعجب من جهله بموقف مولانا امير المؤمنين (ع )وانه كيف كان قيد الامر ورهن الاشـارة مـن مخلفه النبي الاعظم , فانه لم تتح له الحيطة بمكانته وفواضله ومجاري علمه وعمله , فان النصب المردي قد اعشى بصره , ورماه عن الحق في مرمى سحيق , وانما كل عجبي من جهله بما اخـرجه الحفاظ والائمة في ذلك , ولكنه من قوم [لهم اعين لا يبصرون بها], ونحن نعلم ما يوسوس بـه صـدره . غـايـة الـرجـل مـن هذاالحكم البات , تغرير الامة والتمويه على الحقيقة , وجعل تلك الـحروب الدامية نتيجة راي واجتهاد من الطرفين , حتى يسع له القول بالتساوي بين امير المؤمنين ومـقـاتـلـيـه في الراي والاجتهاد, وان كلا منهما مجتهد, وله رايه مصيبا كان او مخطئا, غير ان لـلـمـصـيب اجرين ,وللمخطى اجر واحد, ذاهلا على ان المنقب لا يخفى عليه هذا التدجيل , ويد التحقيق توقظ نائمة الاثكل , وقلم الحق لا يترك الامة سدى , وينبئهم عن ان اجتهاد القوم [ان صحت الاحلام ] اجتهاد في مقابلة النص النبوي الاغر.
ولـيـت شـعـري كيف يخفى الامر على اي احد؟ او كيف يسع ان يتجاهل اي احد؟ وبين يدي الملا الـعـلمي قول رسول اللّه (ص ) لزوجاته : ايتكن صاحبة الجمل الادبب [وهو الكثيرالشعر] تخرج فينبحها كلاب الحواب ؟ يقتل حولها قتلى كثير وتنجو بعد ما كادت تقتل .
وقوله (ص ) لهن : كيف باحداكن اذا نبح عليها كلاب الحواب ؟ وقوله (ص ) لهن : ليت شعري ايتكن تنبحها كلاب الحواب , سائرة الى الشرق في كتيبة ؟ وقوله (ص ) لهن : ايتكن التي تنبح عليها [تنبحها] كلاب الحواب ؟ وفي لفظ الخفاجي في شرح الشفا [3: 166]: ليت شعري ايتكن صاحبة الجمل الازب ,تنبحها كلاب الحواب ؟ وقوله (ص ) لعائشة : كاني باحداكن قد تنبحها كلاب الحواب , واياك ان تكوني انت ياحميراء.
وقوله (ص ) لها: يا حميراء كاني بك تنبحك كلاب الحواب , تقاتلين عليا وانت له ظالمة .
وقوله (ص ) لها: انظري يا حميراء, ان لا تكوني انت .
وقوله (ص ) لعلي (ع ): ان وليت من امرها شيئا فارفق بها.
وقـولـه (ص ): سـيكون بعدي قوم يقاتلون عليا(ع ) على اللّه جهادهم , فمن لم يستطع جهادهم بيده فـبلسانه , فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه , وليس وراء ذلك شي ء. قال : اخرجه الطبراني كما في مجمع الـزوائد [9: 134]: وكـنز العمال [6: 155] وفي [7:305] نقلا عن الطبراني ,وابن مردويه , وابي نعيم .
وقـيل لحذيفة اليماني : حدثنا ما سمعت عن رسول اللّه (ص ) قال : لو فعلت لرجمتموني , قلنا:سبحان اللّه , قـال : لـو حـدثتكم ان بعض امهاتكم تغزوكم في كتيبة , تضربكم بالسيف ماصدقتموني , قالوا:
سـبـحـان اللّه , ومن يصدقك بهذا؟ قال : اتتكم الحميراء في كتيبة تسوق بها اعلاجها(151), حيث تـسـوء وجـوهـكـم , ثم قام فدخل مخدعا. قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه (152).
وقال العرني صاحب جمل عائشة : لما طرقنا ماء الحواب فنبحتنا كلابها, قالوا: اي ماءهذا؟ قلت : ماء الـحواب , فصرخت عائشة باعلى صوتها, ثم ضربت عضد بعيرهافاناخته ثم قالت : انا واللّه صاحبة كـلاب الـحواب طروقا, ردوني . تقول ذلك ثلاثا,فاناخت واناخوا حولها, وهم على ذلك وهي تابى حـتى كانت الساعة التي اناخوا فيها من الغد, قال : فجاءها ابن الزبير فقال : النجاء النجاء فقد ادرككم واللّه علي بن ابي طالب .قال : فارتحلوا وشتموني . تاريخ الطبري [5: 171].
وفـي مـسـتـدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري [3: 120] في حديث قيس بن حازم قال : لمابلغت عائشة بعض ديار بني عامر نبحت عليها الكلاب , فقالت : اي ماء هذا؟ قالوا:الحواب , قالت : ما اظنني الا راجـعـة , فـقـال الزبير: لا, بعد تقدمي ويراك الناس ويصلح اللّه ذات بينهم , قالت : ما اظنني الا راجعة , سمعت رسول اللّه (ص ) يقول : كيف باحداكن اذانبحتها كلاب الحواب ؟ ### في امر النبي (ص ) عليا(ع ) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وامـا مـا جـاء عـن الـنـبـي (ص ) مـن الروايات في امره (ص ) عليا(ع ) بقتال الناكثين والقاسطين والـمـارقـيـن , فـقـد تـواردت فـي كتب المسانيد والمعاجم وغيرها, غير انها مدفونة بين اطباق الـصـفـحـات : لا يلوي عليها احد ممن له مسكة من نور العلم , لامر ما, مع انهاتدعوهم بلسان حالها:
[هلموا الينا نهدكم سبيل الرشاد] ولكن يا اسفا وهل ينفع الصم الدعاء اذا ما ولوا مدبرين الى حيث ما قادهم تعصبهم لابائهم او لكبرائهم ؟ اما من دنياتصيبهم , واما من احقاد ما يتوارثونها ابا عن اب وجدا عـن جد من لدن اهل الطبقة الاولى او من يوم بدر. فلنذكر في هذه الاسطر مما رواه حفظة السنن الـموثوقون , عسى ان يكون بذكرها تطمئن قلوب ذوي الانصاف , ومما تتم به الفائدة للنشاة الحديثة مـن ابـنـاءالـثـقـافـة الاسـلامـيـة , خـصوصا لطلبة العلم الديني الذين تحرروا من قيد العصبية المضنية ,لتقوية وحدة الاخوة الاسلامية .
فـي مـسـتـدرك الـصحيحين للحاكم [3: 139] روى بسنده عن عقاب بن ثعلبة : حدثني ابوايوب الانـصـاري فـي خـلافة عمر بن الخطاب , قال : امر رسول اللّه (ص ) علي بن ابي طالب (ع ) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين .
وفـي الـصفحة المذكورة روى ايضا بسند عن الاصبغ بن نباتة عن ابي ايوب الانصاري قال : سمعت الـنـبـي (ص ) يـقـول لـعـلـي بن ابي طالب (ع ): تقاتل الناكثين والقاسطين بالطرقات والنهروانات وبالسعفات , قال ابو ايوب : قلت يا رسول اللّه , مع من نقاتل هؤلاء القوم ؟قال : مع علي بن ابي طالب .
وفـي تـاريـخ بغداد للخطيب [8: 340] روى بسنده عن خليد العصري قال : سمعت اميرالمؤمنين عليا(ع ) يقول يوم النهروان : امرني رسول اللّه (ص ) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين .
وفـي تاريخ بغداد ايضا [13: 186] روى بسنده عن علقمة والاسود قالا: اتينا ابا ايوب الانصاري عند منصرفه من صفين فقلنا له : يا ابا ايوب , ان اللّه اكرمك بنزول محمد(ص )وبمجي ء ناقته تفضلا من اللّه واكراما لك , حتى اناخت ببابك , دون الناس , ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب به اهل لا اله الا اللّه , فـقال : يا هذا ان الرائد لا يكذب اهله ,وان رسول اللّه (ص ) امرنا بقتال ثلاثة مع على (ع ):
بـقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ,فاما الناكثون فقد قاتلناهم , [اهل الجمل طلحة والزبير] واما القاسطون فهذا منصرفنا من عندهم : [يعني معاوية وعمرا], واما المارقون فهم اهل الطرقات واهل الـسـعـيفات واهل النخيلات واهل النهروانات , واللّه ما ادري اين هم , ولكن لا بد من قتلهم ان شاء اللّه .وسـمعت رسول اللّه (ص ) يقول لعمار: تقتلك الفئة الباغية . وانت اذ ذاك مع الحق والحق معك . يا عمار بن ياسر, ان رايت عليا قد سلك واديا, وسلك الناس واديا غيره , فاسلك مع علي , فانه لن يدليك في ردى , ولن يخرجك من هدى . يا عمار, من تقلد سيفا اعان به عليا على عدوه , قلده اللّه يوم القيامة وشـاحـين من در, ومن تقلد سيفا اعان به عدوعلي (ع ) قلده اللّه يوم القيامة وشاحين من نار. قلنا يا هذا حسبك رحمك اللّه , حسبك رحمك اللّه . [قال السيد الحسيني في فضائل الخمسة ] [2: 359]:
وذكـره الـمـتـقي الهندي في كنزالعمال [6: 155] وقال فيه : لن يدلك على ردى ولن يخرجك من الهدى . قال : اخرجه الديلمي عن عمار بن ياسر وعن ابي ايوب .
وفـي اءسـد الـغـابـة لابـن الاثـيـر [4: 32] روى بـسـنده عن اءبي سعيد الخدري قال : اءمرنا رسـول اللّه (ص ) بـقـتـال الـناكثين والقاسطين والمارقين , فقلنا: يا رسول اللّه , امرتنا بقتال هؤلاء فمع من ؟ فقال : مع علي بن ابي طالب , معه يقتل عمار بن ياسر.
وفـي اسد الغابة [4: 33] روى بسنده عن مخنف بن سليم قال : اتينا ابا ايوب الانصاري فقلنا: قاتلت بـسـيفك المشركين مع رسول اللّه (ص ) ثم جئت تقاتل المسلمين قال : امرني رسول اللّه (ص ) بقتل الـنـاكـثـين والقاسطين والمارقين . وفي [كنز العمال ] [6:88] وقال في آخره : فقد قاتلت الناكثين والقاسطين وانا مقاتل ان شاء اللّه المارقين . قال : اخرجه ابن جرير.
وفـي [اسد الغابة ايضا] [4: 33] روى بسنده عن علي بن ربيعة قال : سمعت عليا(ع ) على منبركم هذا يقول : عهد الي رسول اللّه (ص ) ان اقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين .
وفـي الـدر الـمـنـثـور لـلسيوطي في ذيل تفسير قوله تعالى : (فاما نذهبن بك فانا منهم منتقمون ) [الـزخرف : 41] قال : اخرجه ابن مردويه من طريق محمد بن مروان عن الكلبي عن ابي صالح عن جـابـر بـن عـبـداللّه عن النبي (ص ) في قوله تعالى : (فاما نذهبن بك فانامنهم منتقمون ) نزلت في علي (ع ) انه ينتقم من الناكثين والقاسطين بعدي .
وفـي [كـنـز الـعـمـال ] [11: 327 ط. مؤسسة الرسالة - بيروت ]: قال : عن علي بن ربيعة قال :
سـمـعـت عليا(ع ) على المنبر واتاه رجل فقال : يا امير المؤمنين , مالي اراك تستحل الناس استحلال الـرجـل ابله ؟ ابعهد من رسول اللّه (ص ) او شيئا رايته ؟ قال : واللّه ما كذبت ولاكذبت , ولا ضللت ولا ضـل بـي , بل عهد من رسول اللّه (ص ) عهده الي , وقد خاب من افترى , عهد الي النبي (ص ) ان اقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين : [قال : اخرجه البزاروابو يعلى ].
وفـي [كنز العمال ] [11: 352]: قال : عن الثوري ومعمر عن ابي اسحاق عن عاصم ابن ضمرة عن ابـي صـادق : قال : قدم علينا ابو ايوب الانصاري العراق فقلت له : يا ابا ايوب , قدكرمك اللّه بصحبة نـبـيه محمد(ص ) وبنزوله عليك , فما لي اراك تستقبل الناس تقاتلهم ؟تستقبل هؤلاء مرة , وهؤلاء مـرة , فـقال : ان رسول اللّه (ص ) عهد الينا ان نقاتل مع علي (ع ) الناكثين فقد قاتلناهم , وعهد الينا ان نـقـاتـل مـعـه القاسطين فهذا وجهنا اليهم [يعني معاوية واصحابه ] وعهد الينا ان نقاتل مع علي (ع ) المارقين فلم ارهم بعد. [قال اخرجه ابن عساكر].
وفـي [كـنـز الـعـمـال ] [11: 327]: قال : عن ابن مسعود قال : خرج رسول اللّه (ص ) فاتى منزل ام سلمة , فجاء علي فقال رسول اللّه (ص ): يا ام سلمة , هذا واللّه قاتل القاسطين والناكثين والمارقين من بعدي . قال : اخرجه الحاكم في [الاربعين ] وابن عساكر والمحب الطبري في [الرياض النضرة ] [2: 240].
وفي [كنز العمال ] [16: 194 - ح44216 ] قال : عن يحيى بن عبداللّه بن الحسن عن ابيه قال :كان علي (ع ) يخطب , فقام اليه رجل فقال : يا امير المؤمنين [الى ان قال ]: اخبرنا عن الفتنة هل سالت عنها رسـول اللّه (ص )؟ قـال : نعم , انه لما نزلت هذه الاية من قول اللّه عزوجل :(الم اءحسب الناس اءن يتركوا اءن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ) [العنكبوت :2] علمت ان الفتنة لا تنزل بنا ورسول اللّه (ص ) حـي بين اظهرنا, فقلت : ما هذه الفتنة التي اخبرك اللّه بها؟ فقال : يا علي [الـى ان قـال ]: فقلت : بابي انت وامي بين لي ما هذه الفتنة التي يبتلون بها؟ وعلى ما اجاهدهم بعدك ؟ فقال : انك ستقاتل بعدي الناكثة والقاسطة والمارقة , وجلاهم وسماهم رجلا رجلا.
وفـي [مـجمع الزوائد للهيثمي ] [9: 235] قال : وعن عبداللّه [يعني ابن مسعود] قال : امرنارسول اللّه (ص ) بـقـتـال الناكثين والقاسطين والمارقين . وذكره في [7: 238] وقال : امرعلي (ع ) بقتال الناكثين والقاسطين والماراقين . ثم قال : رواه الطبراني في الاوسط(153).
وروى الذهبي في [ميزان الاعتدال ] [1: 271] قال : وعن علي بن الحزور, عن الاصبغ بن نباتة عن ابي ايوب عن النبي (ص ): انه امرنا بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين . قلت : يارسول اللّه مع من ؟ قال : مع علي بن ابي طالب .
وفي [1: 584] روى عن عبيد اللّه بن موسى عن فطر عن حكيم بن جبير عن ابراهيم عن علقمة عن علي قال : امرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين .
وفي منتخب كنز العمال بهامش مسند الامام احمد بن حنبل [5: 437] قال : عن علي (ع )قال : امرت بقتال ثلاثة : الناكثين والقاسطين والمارقين , فاما القاسطون فاهل الشام , فاماالناكثون فذكرهم .... واما الـمارقون فاهل النهروان [يعني الحرورية ]. وفي [ص 451] منه روى ايضا عن الثوري عن عاصم بـن ضمرة عن ابي صادق قال : قدم علينا ابو ايوب الانصاري العراق . الى آخر الحديث المذكور في كنز العمال , وقد مر ذكره .
وفي [الاستيعاب في معرفة الاصحاب ] بهامش الاصابة للعسقلاني [3:53]. في ترجمة علي بن ابي طـالـب قال : وروى من حديث علي , ومن حديث ابن مسعود ومن حديث ابي ايوب الانصاري انه امر بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين .
وفـي [مـنـاقـب مـحـمـد بـن عـلـي بن شهر آشوب [3: 147 ط. دار الاضواء] قال : قرا امير الـمـؤمـنين (ع )يوم البصرة [اي في وقعة الجمل ]: (وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في ديـنـكـم فـقـاتـلـوا ائمـة الكفر انهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون ) [التوبة : 12] ثم قال : لقد عهد الي رسـول اللّه (ص ) وقـال : يـا عـلـي , لتقاتلن الفئة الناكثة , والفئة الباغية , والفرقة المارقة , انهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون .
قـال ابن عباس : لما علم اللّه انه ستجري حرب الجمل , قال لازواج النبي (ص ): (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى ) وقال تعالى : (يا نساء النبي من يات منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ) [الاحزاب : 30 و 33] في حربها مع علي .
وعـن شعبة , والشعبي , والاعثم , وابن مردويه , والخطيب في كتبهم , بالاسانيد عن ابن عباس وابن مسعود, وحذيفة , وقتادة , وقيس بن ابي حازم , وام سلمة , وميمونة , وسالم بن ابي الجعد واللفظ له :
انه ذكر النبي (ص ) خروج بعض نسائه فضحكت عائشة , فقال :انظري يا حميراء لا تكونين هي , ثم التفت الى علي فقال : يا ابا الحسن ان وليت من امرهاشيئا فارفق بها.
قال الزاهي :
كم نهيت عن تبرج فعصت ----- واصبحت للخلاف متبعه قال لها في البيوت قري ----- وخالفته العفيفة الورعه وقال السوسي :
وما للنساء وحرب الرجال ----- فهل غلبت قط انثى ذكر ولو انها لزمت بيتها ----- ومغزلها لم ينلها ضرر وقال الحميري :
جاءت مع الاشقين في هودج ----- تزجي الى البصرة اجنادها كانها في فعلها هرة ----- تريد ان تاكل اولادها وقال الحميري :
اعائش ما دعاك الى قتال ----- الوصي وما عليه تنقمينا الم يعهد اليك اللّه الا ----- تري ابدا من المتبرجينا وان ترخي الحجاب وان تقري ----- ولا تتبرجي للناظرينا وقال لك النبي ايا حميرا ----- سيبدي منك فعل الحاسدينا وقال ستنبحين كلاب قوم ----- من الاعراب والمتعربينا وقال ستركبين على خدب ----- يسمى عسكرا فتقاتلينا فخنت محمدا في اقربيه ----- ولم ترعي له القول الوضينا وفي [3: 153](154) منه قال : وسال ابن الكواء وقيس بن عباد امير المؤمنين (ع ) عن قتال طلحة والزبير, فقال : انهما بايعاني بالحجاز وخلعاني بالعراق فاستحللت قتالهما لنكثهمابيعتي .
وفيه عن تاريخ الطبري : قال يونس النحوي : فكرت في امر علي وطلحة والزبير, ان كاناصادقين ان عليا قتل عثمان فعثمان هالك , وان كذبا عليه فهما هالكان .
قال رجل من بني سعد:
صنتم حلائلكم وقدتم امكم ----- هذا لعمرك قلة الانصاف امرت بجر ذيولها في بيتها ----- فهوت تشق البيد بالايجاف عرضا يقاتل دونها ابناؤها ----- بالنبل والخطي والاسياف وقال الناشي :
الا يا خليفة خير الورى ----- لقد كفر القوم اذ خالفوكا ادل دليل على انهم ----- اتوك وقد سمعوا النص فيكا خلافهم بعد دعوتهم ----- ونكثهم بعد ما بايعوكا طغوا بالخريبة واستنجدوا ----- بصفين والنهر اذ صالتوكا اناس هم حاصروا نعثلا ----- ونالوه بالقتل ما استاذنوكا فيا عجبا منهم اذ جنوا ----- دما وبثاراته طالبوكا

المبحث السبعون

فـي قوله تعالى : ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر اللّه اءلا بذكر اللّه تطمئن القلوب ) [ الرعد:
28 ].
قـال الـسـيـوطي فـي [الـدر الـمـنثور] [4: 642 ط. دار الفكر - لبنان ]: واخرج ابن مردويه عن علي (رض ) ان رسول اللّه (ص ) لما نزلت هذه الاية : (الا بذكر اللّه تطمئن القلوب ) قال :ذاك من احب اللّه ورسوله , واحب اهل بيتي صادقا غير كاذب , واحب المؤمنين شاهداوغائبا, الا بذكر اللّه يتحابون .
وذكره الشوكاني في تفسيره فتح القدير في [3: 82]. والطباطبائي في تفسيره [الميزان ] في [11:
367] ونـقل فيه عن تفسير العياشي عن ابن عباس انه قال رسول اللّه (ص ): (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر اللّه الا بذكر اللّه تطمئن القلوب ) ثم قال لي : اتدري يابن ام سليم من هم ؟ قلت : من هم يا رسول اللّه ؟ قال : نحن اهل البيت وشيعتنا.
وفـي الدر المنثور في الصفحة المذكورة قال : اخرج ابو الشيخ عن انس قال : قال رسول اللّه (ص ) لاصـحـابـه لما نزلت هذه الاية : (الا بذكر اللّه تطمئن القلوب ): اتدرون ما معنى ذلك ؟ قالوا: اللّه ورسوله اعلم , قال : من احب اللّه ورسوله , واحب اصحابي .
واخـرج ابن مردويه عن علي (ع ) ان رسول اللّه (ص ) لما نزلت هذه الاية : (الا بذكر اللّه تطمئن القلوب ) قال : ذاك من احب اللّه ورسوله , واحب اهل بيتي صادقا غير كاذب ,واحب المؤمنين شاهدا وغائبا, الا بذكر اللّه يتحابون .
يـفـيد مفهوم هذه الاية بان القلوب لا تطمئن بشي ء عن ذكر اللّه عزوجل , واستبان لناايضا من بيان الـنـبـي (ص ) في قوله : [ذاك من احب اللّه ] فلا ضير ان يكون ذلك كما قيل من احب شيئا اكثر من ذكره .
ثـم عـطف النبي (ص ) بقوله : [واحب رسوله ] فبطبع الحال بان من احب اللّه عزوجل لا محالة احب رسوله . وقد ورد عنه (ص ) لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من نفسه [الحديث ] ثم عطف (ص ) محبة اهل بيته على محبته بقوله : [واحب اهل بيتي صادقا غيركاذب ] ثم ختم حديثه بقوله : [واحب المؤمنين شاهدا وغائبا].
قـال الطباطبائي في تفسير الحديث : فان النبي (ص ) والمطهرين من اهل بيته , والخيار من الصحابة والمؤمنين من مصاديق ذكر اللّه لان اللّه يذكر بهم .
واقـول وباللّه التوفيق للصواب : ولعل من الممكن من اهم ما يعتبر بما في ضمن هذاالحديث , ويعتني بـتـحـقيقه , قوله عليه وعلى آله الصلاة والسلام : [واحب اهل بيته صادقاغير كاذب ] لان ذلك من المحتمل لمن امعن النظر فيه من مغزاه ومفهومه , ان يكون من الناس من لم يكن صادقا في حبهم , فلعل من اجل ذلك قد ورد عنه (ص ) احاديث كثيرة في التحريض على حبهم , وبشر من احبهم بما بشر, وحذر من بغضهم وانذر من ابغضهم بما انذر. كما سنذكر بعون اللّه عزوجل في هذه العجالة بعض الاحاديث المحرضة على حبهم , والمحذرة من بغضهم . راجيا من المولى ان ينتفع بها كل قارى منصف لـبـيـب , وكـل ذي قـلب سليم وراي اريب , من الذين لا ينتزع احدهم باي نزعة من النزعات , ولا ممن يتكدر صفاء ذهنه بهوى العصبيات .
في ما جاء في حب اهل البيت (ع ) روى الـتـرمذي في [صحيحه ] [2: 308] عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه (ص ): احبوا اللّه لما يغذوكم من نعمه , واحبوني لحب اللّه , واحبوا اهل بيتي لحبي .
قال السيد الحسيني في [فضائل الخمسة ] [2: 75]: ورواه الحاكم ايضا في [مستدرك الصحيحين ] [3: 149] بطريقين وقال : هذا حديث صحيح الاسناد. ورواه ابو نعيم ايضا في [حلية الاولياء] [3:
211] والـخـطيب البغدادي ايضا في [تاريخ بغداد] [4:159] وابن الاثيرالجزري ايضا في [اسد الـغـابـة ] [2: 12] والسيوطي ايضا في تفسيره [الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : (قل لا اسـالـكم عليه اجرا) الاية [الشورى : 23] وقال : اخرجه الترمذي وحسنه , والطبراني والحاكم , والبيهقي في [شعب الايمان ].
وفـي [تاريخ بغداد للخطيب ] [2: 146] روى بسنده عن علي بن ابي طالب (ع ) قال : قال : قال رسول اللّه (ص ): شفاعتي لامتي من احب اهل بيتي , وهم شيعتي .
وفي [الدر المنثور] للسيوطي [7: 349] في ذيل تفسير قوله تعالى : (قل لا اسالكم عليه اجرا الا الـمـودة في القربى ) قال : واخرج احمد, والترمذي وصححه , والنسائي , والحاكم ,عن المطلب بن ربـيـعـة قـال : دخل العباس على رسول اللّه (ص ) فقال : انا لنخرج فنرى قريشا تحدث , فاذا راونا سـكتوا, فغضب رسول اللّه (ص ) ودرعرق بين عينيه ثم قال : واللّه لا يدخل قلب امرى مسلم ايمان حتى يحبكم للّه ولقرابتي . وذكره المحب الطبري ايضا في ذخائر العقبى [ص 9] لكن عن ابن عباس وقال : اخرجه احمد.
وقال فيه ايضا: اخرجه الطبراني والخطيب من طريق ابي الضحى عن ابن عباس قال :جاء العباس الى رسـول اللّه (ص ) فقال : انك قد تركت فينا ضغائن منذ صنعت الذي صنعت , فقال النبي (ص ) لا يبلغوا الخير والايمان حتى يحبوكم .
وقال فيه ايضا: واخرج الخطيب من طريق ابي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت :اتى العباس بن عـبد المطلب الى رسول اللّه (ص ) فقال : يا رسول اللّه , انا لنعرف الضعائن في اناس من قومنا لوقائع اوقـعـنـاهـا, فـقال : اما واللّه انهم لم يبلغوا خيرا حتى يحبوكم لقرابتي ,ترجو سليم شفاعتي ولا يرجوها بنو عبد المطلب .
وفـي [كـنـز الـعـمال ] [1: 41 ط. مؤسسة الرسالة ] ولفظه : لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه مـن نـفسه , واهلي احب اليه من اهله , وعترتي احب اليه من عترته , وذريتي احب اليه من ذريته . قال اخـرجه الطبراني في [المعجم الكبير] والبيهقي في [شعب الايمان ]. وقال السيدالحسيني : وذكره الـهـيـثمي ايضا في [مجمع الزوائد] [1: 88] وقال : رواه الطبراني في [الاوسطوالكبير] انتهى .
وذكره الشبلنجي في نور الابصار [ص 103] وقال : رواه الطبراني والديلمي , وابو الشيخ ابن حبان , والبيهقي مرفوعا.
وفـي [كـنـز الـعـمـال ] ايـضـا [6: 218] وفي [7: 103] قال (ص ): يا علي ان الاسلام عريان , لباسه التقوى , ورياشه الهدى , وزينته الحياء, وعماره الورع , وملاكه العمل الصالح , واساس الاسلام حبي وحب اهل بيتي . قال : اخرجه ابن عساكر عن علي (ع ).
وفـي [كـنز العمال ] ايضا [7: 213] ولفظه : لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسال عن اربع :عن عمره فيما افناه , وعن جسده فيما ابلاه , وعن ماله فيما انفقه ومن اين اكتسبه , وعن حبنااهل البيت , قال : اخرجه الطبراني عن ابن عباس .
وذكره الهيثمي في [مجمع الزوائد] [10: 346] وقال : رواه الطبراني في الكبير والاوسط.