وذكـره ثـانيا بلا فصل وقال : عن ابي برزة قال : قال رسول اللّه (ص ) لا تزول قدما عبد يوم القيامة [وسـاق الحديث كما تقدم ] وقال في آخره : قيل : يا رسول اللّه , فما علامة حبكم ؟فضرب بيده على منكب علي (ع ).
قال : اخرجه الطبراني في [المعجم الاوسط].
وفي [كنز العمال ] ايضا [6: 217] وفي [8: 151] قال (ص ): اربعة انا لهم شفيع يوم القيامة :المكرم لـذريـتي , والقاضي لهم حوائجهم , والساعي لهم في امورهم عندما اضطروا اليه ,والمحب لهم بقلبه ولـسـانه ... [قال : اخرجه الديلمي ]. وقال السيد الحسيني : وذكره المحب الطبري في ذخائر العقبى [ص 18].
وفي [كنز العمال ] ايضا [8: 278] ولفظه : ادبوا اولادكم على ثلاث خصال : حب نبيكم ,وحب اهل بـيـتـه , وقراءة القرآن , فان حملة القرآن في ظل اللّه يوم لا ظل الا ظله مع انبيائه واصفائه . قال :
اخـرجـه ابـو نصر عبد الكريم الشيرازي في [الفوائد] والديلمي في الفردوس , وابن النجار عن علي (ع ). وقال السيد الحسيني : وذكره المناوي في [فيض القدير] في المتن [1: 225] وذكره ابن حجر ايضا في [الصواعق ] [ص 103].
وفـي [كـنز العمال ] ايضا [6: 216]ولفظه : ان لكل بني اب عصبة ينتمون اليها, الا ولد فاطمة فانا وليهم وانا عصبتهم , وهم عترتي خلقوا من طينتي , ويل للمكذبين بفضلهم , من احبهم احبه اللّه , ومن ابـغـضهم ابغضه اللّه . قال : اخرجه ابن عساكر عن جابر. اقول : واماحديث كون النبي (ص ) عصبة اولاد فـاطـمـة فـقـد رواه ابـن حجر في صواعقه [ص 234]وقال : جاء من طرق , بعضها رجاله موثوقون .
وفـي تـفـسير الكشاف للزمخشري [4: 220 ط. منشورات البلاغة ] في تفسير قوله تعالى : (قل لااسـالـكـم عـلـيـه اجرا الا المودة في القربى ) [الشورى : 23]. قال : رسول اللّه (ص ): من مات على حب آل محمد مات شهيدا, الا ومن مات على حب آل محمد مات مغفورا له , الا ومن مات على حب آل مـحـمد مات تائبا, الا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنامستكمل الايمان , الا ومن مات على حـب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة , ثم منكرونكير, الا ومن مات على حب آل محمد يزف الى الـجنة كما تزف العروس الى بيت زوجها, الا ومن مات على حب آل محمد فتح له في قبره بابان الى الـجـنة , الا ومن مات على حب آل محمد جعل اللّه قبره مزارا لملائكة الرحمن , الا ومن مات على حـب آل مـحمدمات على السنة والجماعة , الا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة اللّه , الا ومن مات على بغض آل محمد مات كافرا, الا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة . انتهى .
قال الفخر الرازي في تفسيره الكبير في ذيل تفسير اية المودة [بعد نقل ما تقدم من الزمخشري في الـكـشـاف ] ما لفظه : اقول : آل محمد(ص ) هم الذين يؤول امرهم اليه , فكل من كان امرهم اليه اشد واكمل كانوا هم الال , ولا شك ان فاطمة وعليا والحسن والحسين (ع ) كان التعلق بينهم وبين رسول اللّه (ص ) اشد التعلقات , وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر, فوجب ان يكونوا هم الال . وذكره الشبلنجي ايضا في نور الابصار [ص 127 ط. دارالفكر].
وفي [مجمع الزوائد] للهيثمي [9: 172]: قال : وعن الحسن بن علي (ع ), ان رسول اللّه (ص )قال :
الـزمـوا مودتنا اهل البيت , فانه من لقي اللّه عزوجل وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا,والذي نفسي بيده لا ينفع عبدا عمله الا بمعرفة حقنا. [قال : ورواه الطبراني في الاوسط].
وفـي [كـنوز الحقائق ] للمناوي [ص 5] ولفظه : اثبتكم على الصراط اشدكم حبا لاهل بيتي .وقال :
اخرجه الديلمي .
وفـي [ذخـائر الـعـقـبـى ] لـلـمـحـب الـطـبـري [ص 18] قال : وعن جابر بن عبداللّه قال : قال رسـول اللّه (ص ): لا يـحـبـنـا اهل البيت الا مؤمن تقي , ولا يبغضنا الا منافق شقي . [قال : اخرجه الملا.يعني في سيرته ].
وفي [ذخائر العقبى ] ايضا [ص 18] قال : وعن علي (ع ) قال : قال رسول اللّه (ص ): يردالحوض اهل بيتي ومن احبهم كهاتين السبابتين . [قال : اخرجه الملا. يعني في سيرته ].
وفـي [نـور الابـصار] للشبلنجي [ص 103] قال : وروي عن علي (ع ) قال : خرج رسول اللّه (ص ) مـغـضـبا حتى استوى على المنبر, فحمد اللّه واثنى عليه ثم قال : ما بال قوم يؤذونني في اهل بيتي , والذي نفسي بيده , لا يؤمن عبد حتى يحبني , ولا يحبني حتى يحب ذريتي .
وفـي [حـلـية الاولياء] لابي نعيم [9: 652] قال : حدثنا عبداللّه بن محمد, حدثني ابو بكرالسبئي قـال : سـمـعـت بعض مشائخنا يحكي : ان الشافعي عابه بعض الناس لفرط ميله الى اهل البيت ولشدة محبته لهم , الى ان نسبه بعض الى الرفض , فانشا الشافعي في ذلك يقول :
يا راكبا قف بالمحصب من منى ----- واهتف بقاعد خيفها والناهض ان كان رفضا حب آل محمد ----- فليشهد الثقلان اني رافضي قـال الـسـيد مرتضى الحسيني : وذكرها ايضا ابن حجر في صواعقه [ص 131] وفي طبعة اخرى [ص 79] باختلاف وزيادة , فقال : وقال ايضا [يعني الشافعي ]:
يا راكبا قف بالمحصب من منى ----- واهتف بساكن خيفها والناهض سحرا اذا فاض الحجيج الى منى ----- فيضا كملتطم الفرات الفائض ان كان رفضا حب آل محمد ----- فليشهد الثقلان اني رافضي ثم قال : [يعني ابن حجر] [ص 178] وفي طبعة اخرى [ص 108]:
واخـرج الـخطيب ان احمد بن حنبل كان اذا جاءه شيخ او حدث من قريش او الاشراف ,قدمهم بين يـديـه , وخـرج وراءهم . وكان ابو حنيفة يعظم اهل البيت كثيرا, ويتقرب بالانفاق على المتسترين والـظـاهـرين , حتى قيل انه بعث الى متستر منهم باثني عشر الف درهم , وكان يحض اصحابه على ذلك , ولمبالغة الشافعي فيهم صرح بانه من شيعتهم حتى قيل : كيت كيت .
فاجاب عن ذلك بما قدمنا عنه من النظم البديع . وله ايضا:
آل النبي ذريعتي ----- وهم اليه وسيلتي ارجو بهم اعطى غدا ----- بيدي اليمين صحيفتي وذكرها الشلنجي في نور الابصار [ص 127].
وقـال ابـن حـجـر فـي صـواعـقـه [ص 131] والـشـبـلـنجي في نور الابصار [ص 127]: قال [يعني الشافعي ]:
قالوا ترفضت قلت كلا ----- ما الرفض ديني ولا اعتقادي لكن توليت غير شك ----- خير امام وخير هادي ان كان حب الولي رفضا ----- فانني ارفض العباد وفـي الصواعق ايضا [ص 131] قال : قيل للمزني [اي الشافعي ]: انك توالي اهل البيت , فلوعملت في هذا الباب ابياتا, فقال :
وما زال كتما منك حتى كانني ----- برد جواب السائلين لاعجم واكتم ودي مع صفاء مودتي ----- لتسلم من قول الوشاة واسلم وفي نور الابصار [ص 127] قال الشبلنجي : ولابي الحسن بن جبير(ره ):
احب النبي المصطفى وابن عمه ----- عليا وسبطيه وفاطمة الزهرا همو اهل بيت اذهب الرجس عنهمو ----- واطلعهم افق الهدى انجما زهرا موالاتهم فرض على كل مسلم ----- وحبهمو اسنى الذخائر للاخرى ولا انا للصحب الكرام بمبغض ----- فاني رايت البغض في حقهم كفرا همو جاهدوا في اللّه حق جهاده ----- وهم نصروا دين الهدى بالظبا نصرا عليهم سلام اللّه ما دام ذكرهم ----- لدى الملا الاعلى واكرم به ذكرا وقال بعضهم :
هم العروة الوثقى لمعتصم بها ----- مناقبهم جاءت بوحي وانزل مناقب في الشورى وفي هل اتى اتت ----- وفي سورة الاحزاب يعرفها التالي وهم آل بيت المصطفى فودادهم ----- على الناس مفروض بحكم واسجال في تحذيره (ص ) من بغض اهل بيته (ع ) وامـا مـا جـاء مـن الروايات عن النبي (ص ) في التحذير من بغض اهل بيته (ع ), فقد رواهاعدة من الـمحدثين والمفسرين وغيرهم , وقد ذكرنا شطرا من ذلك في باب [حثه (ص ) على حب اهل بيته ] وسـنذكر ما بقي مما جمعه السيد الحسيني في كتابه [فضائل الخمسة ] [2: 91]فيكون متمما للباب الذي نحن بصددة .
روى الحاكم في [المستدرك ] [3: 148] بسنده عن ابن عباس ان رسول اللّه (ص ) قال : يا بني عبد الـمطلب ان يـجعلكم جوداء نجداء رحماء, فلو ان رجلا صفن فصلى وصام ثم لقي اللّه وهو مبغض لاهل بيت محمد دخل النار. قال الحاكم : هذا حديث حسن صحيح على شرط مسلم .
وقـال الـسـيـد الـحـسـيني : وذكره المتقي ايضا في كنز العمال [6: 203] وقال فيه : [صفن بين الركن والمقام ] ثم قال : اخرجه الطبراني والحاكم عن ابن عباس .
وفـي [الـمـستدرك ] ايضا [3: 150] روى بسند الى ابي سعيد الخدري قال : قال رسول اللّه (ص ):
والذي نفسي بيده , لا يبغضنا اهل البيت احد الا ادخله اللّه النار. [قال الحاكم :هذا حديث صحيح على شرط مسلم ].
وقال السيد الحسيني : وذكره ابن حجر في صواعقه [ص 143] وقال : انه صحيح . وذكره السيوطي ايضا في الدر المنثور في ذيل تفسير آية المودة في سورة الشورى , وقال : اخرجه احمد وابن حبان والحاكم عن ابي سعيد.
وفي تاريخ بغداد للخطيب البغدادي [3: 122] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه (ص ):
ليس في القيامة راكب غيرنا, ونحن اربعة [وساق الحديث ] فذكر النبي (ص )وصالح وحمزة وعلي بـن ابي طالب (ع ) الى ان قال (ص ): لو ان عابدا عبد اللّه بين الركن والمقام الف عام والف عام , حتى يكون كالشن البالي , ولقي اللّه مبغضا لال محمد, اكبه اللّه على منخره في نار جهنم .
وفـي الـدر المنثور للسيوطي في ذيل تفسير آية المودة في سورة الشورى قال : واخرج ابن عدي عن ابي سعيد قال : قال رسول اللّه (ص ): من ابغضنا اهل البيت فهو منافق .
قـال الـسـيـد الـحـسـيني : وذكره الطبري ايضا في ذخائر العقبى [ص 18] وقال : اخرجه احمد فـي الـمـنـاقـب . وذكـره الـمـنـاوي ايـضا في كنوز الحقائق [ص 134] وقال : اخرجه الديلمي .
وقال السيوطي ايضا: واخرج الطبراني عن الحسن بن علي (ع ) قال : قال رسول اللّه (ص ): لايبغضنا احد ولا يحسدنا احد الا ذيد يوم القيامة بسياط من نار.
وفـي [مـجمع الزوائد] للهيثمي [4: 278] قال : وعن معاوية بن خديج قال : ارسلني معاوية بن ابي سـفـيـان الـى الحسن بن علي (ع ) اخطب على يزيد بنتا له - او اختا له - فاتيته فذكرت له يزيد, فـقـال (ع ): انا قوم لا نزوج نساءنا حتى نستامرهن , فاتيتها فذكرت لها يزيد,فقالت : واللّه لا يكون ذلـك حـتـى يسير فينا صاحبك كما سار فرعون في بني اسرائيل ,يذبح ابناءهم ويستحيي نساءهم , فـرجـعـت الـى الـحسن (ع ) فقلت : ارسلتني الى فلقة تسمي امير المؤمنين [يعني معاوية ] فرعون , قـال (ع ): يـا معاوية [يعني ابن خديج ] اياك وبغضنا فان رسول اللّه (ص ) قال : لا يبغضنا ولا يحسدنا احد الا ذيد يوم القيامة بسياطمن النار.
وفـي [تفسير الكشاف ] للزمخشري في تفسير قوله تعالى : (قل لا اسالكم عليه اجرا الاالمودة في الـقـربـى ) [الشورى : 23] قال : وعن النبي (ص ): حرمت الجنة على من ظلم اهل بيتي وآذاني في عـتـرتي , ومن اصطنع صنيعة الى احد من ولد عبد المطلب , ولم يجازه عليها, فانااجازيه عليها غدا اذا لـقـيـنـي يـوم الـقيامة , قال السيد الحسيني : وذكره المحب الطبري في ذخائر العقبى [ص 20] بـاخـتـلاف في اللفظ. عن علي (ع ) قال : قال رسول اللّه (ص ): ان اللّه حرم الجنة على من ظلم اهل بيتي او قاتلهم او اغار عليهم او سبهم . قال : اخرجه الامام علي بن موسى الرضا(ع ).
وفـي كنوز الحقائق للمناوي [ص 134] ولفظه : من آذاني في اهل بيتي فقد آذى اللّه . قال :اخرجه الديلمي , وقال السيد الحسيني , وذكره المتقي ايضا في كنز العمال [6: 217] ولفظه :من آذاني في اهل بيتي فقد آذى اللّه , قال : اخرجه ابو نعيم عن علي (ع ).
وفـي ذخـائر الـعـقـبـى للطبري [ص 7] قال : وعن ابي هريرة قال : جاءت سبيعة بنت ابي لهب الى النبي (ص ) فقالت : يا رسول اللّه مغضب فقال : ما بال اقوام يؤذونني في قرابتي , من آذى قرابتي فقد آذاني ,ومن آذاني فقد آذى اللّه .
قال : اخرجه الملا في سيرته .
وفي الصواعق لابن حجر [ص 177] في [المقصد الثالث ] قال : صح انه (ص ) قال : والذي نفسي بيده , لا يبغضنا اهل البيت احد الا ادخله اللّه النار.
وقـال : واخرج احمد مرفوعا: من ابغض اهل البيت فهو منافق . واخرج هو والترمذي عن جابر: ما كنا نعرف المنافقين الا ببغضهم عليا.
وقـال ايـضـا: وصـحـحـه الحاكم غير انه (ص ) قال : يا بني عبد المطلب [الحديث ].
فـهـذه بـحـمد اللّه جملة مما اطلعنا عليه بمنه وفضله , مع قلة ما عندنا من الكتب التي نعتمدعليها, وضـعف باعنا وقصور معرفتنا في هذا الفن , غير ان الدافع الى ذكر تلكم الاخباروالروايات , طول غربتها عن مسامع آذان الامة , لعدم من يذكرها, مع كثرة خطبهم في مجالس العلم , والمبلغين في كل مـحـفل . وليت شعري ايرون بان العلم بهاتيك الاخبارالنبوية ليس من الضروري للملاء الديني ؟ او لـيست من احدى المهمات الدينية في حقهم ؟او لم يكن مفاد تلكم الاخبار يعرب بكل وضوح بان حب اهـل بيته (ص ) علامة لايمان المؤمن , وانتفاء البغض لاهل بيته عن قلوب المتعبدين شرط في قبول عباداتهم , وبغضهم من امارات النقاق ومن مقتضيات الدخول في النار؟ فـمـن اجـل ذلـك وعظيم ضروريتها للكثيرين من العامة , قال ابن حجر في صواعقه [ص 173ط.
مصر]: تنبيه ذريته (ص ) ولم تقم قرينة على اخراجه (ص ) قتل , وقال : وعلم من الاحاديث السابقة , وجوب محبة اهل البيت , وتحريم بغضهم التحريم الغليظ. وبلزوم محبتهم صرح البيهقي والبغوي وغيره , انها من فرائض الدين , بل نص عليه الشافعي فيماحكي عنه في قوله :
يا اهل بيت رسول اللّه حبكم ----- فرض من اللّه في القرآن انزله يكفيكم من عظيم الفخر انكم ----- من لا يصلي عليكم لا صلاة له وقال في [ص 168]: وللشيخ الجليل شمس الدين ابن عربي :
رايت ولائي آل طه فريضة ----- على رغم اهل البعد يورثني القربا فما طلب المبعوث اجرا على الهدى ----- بتبليغه الا المودة في القربى

المبحث الحادي والسبعون

في قوله تعالى : (وممن خلقنا اءمة يهدون بالحق وبه يعدلون )[الاعراف :181].
قال الحلي وهو الحسن بن يوسف بن المطهر من كبار علماء الامامية في القرن الثامن الهجري كما في [دلائل الصدق [2: 186 ط. بصيرتي ] في قوله تعالى : (وممن خلقنا اءمة يهدون بالحق وبه يعدلون ):
قال علي (ع ): انا وشيعتي .
وقال الامام المظفر في كتابه دلائل الصدق [في الصفحة والجزء المذكورين ]: لا يخفى انه وردفي كثير من اخبار القوم ان المراد بالامة في الاية امة محمد, وليس المراد هو الامة باطلاقها,كما في تفسير الرازي قال : قرا النبي (ص ) الاية وقال : ان من امتي قوم على الحق حتى ينزل ابن مريم .
ولـمـا استفاض في الاخبار من ان امة محمد(ص ) تفترق الى ثلاث وسبعين فرقة , فرقة ناجية وما سـواهـا هالكة في النار, فلا يمكن ان تكون كلها هادية بالحق , بل بعضها, وهي الفرقة الناجية , وقد فـسـرتـها الرواية التي اشار اليها المصنف [يعني الحلي ] بعلي وشيعته , كمايشهد لها حديث الثقلين وغيره .
في الدر المنثور [3: 149] قال السيوطي : واخرج ابن ابي حاتم عن الربيع في قوله تعالى :(وممن خـلقنا امة يهدون بالحق ) قال : قال رسول اللّه (ص ): ان من امتي قوما على الحق حتى ينزل عيسى بن مريم متى ما نزل .
وقال : اخرج ابو الشيخ عن علي بن ابي طالب قال : لتفترقن هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة , كلها فـي الـنار الا فرقة . يقول اللّه : (وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون ) فهذه هي التي تنجو من هذه الامة .
والطبرسي ايضا في تفسيره مجمع البيان [2: 123 ط. مؤسسة التاريخ العربي ] قال : وروى العياشي بـاسـنـاده عـن امـيـر المؤمنين علي (ع ) انه قال : والذي نفسي بيده , لتفترقن هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة , كلها في النار الا فرقة واحدة (وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون ) فهذه التي تنجو. وروى فيه ايضا عن ابي جعفر وابي عبداللّه (ع ),قالا: نحن هم .
وفـي يـنابيع المودة للقندوزي الحنفي في الباب الخامس والثلاثين [ص 109] قال : واخرج موفق بن احـمـد الـخـوارزمي عن عمر بن اذينة عن جعفر الصادق عن آبائه عن علي (ع ),قال : قال رسول اللّه (ص ): يـا علي مثلك في امتي مثل عيسى ابن مريم , افترق قومه ثلاث فرق : فرقة مؤمنون وهم الحواريون , وفرقة عادوه وهم اليهود, وفرقة غلوا فيه فخرجواعن دين اللّه وهم النصارى , وان امتي ستفترق فيك ثلاث فرق : فرقة اتبعوك واحبوك وهم المؤمنون , وفرقة عادوك وهم الناكثون والـمـارقون والقاسطون , وفرقة غلوا فيك وهم الضالون , يا علي , انت واتباعك في الجنة , وعدوك والغالي فيك في النار.
وفـي يـنابيع المودة ايضا [في الباب المذكور] قال : واخرج موفق بن احمد الخوارزمي المكي ,عن زادان عـن عـلـي (ع ) قـال : تـفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة : اثنتان وسبعون في النار, وواحـدة فـي الـجـنة , وهي الذين قال اللّه عزوجل في حقهم : (وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون ) وهم انا ومحبى واتباعي .
وفـي دلائل الـصـدق لـلامام المظفر [2: 187 ط. بصيرتي ] قال : قال علي (ع ): في هذه الرواية كمافي [كشف الغمة ] عن ابن مردويه : وتفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة : اثنتان وسبعون في النار, وواحدة في الجنة , وهم الذين قال اللّه تعالى : (وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون ) وهم انا وشيعتي .
اقـول : وامـا الاحـاديـث الواردة في كون شيعة امير المؤمنين علي (ع ) واتباعه هم الفرقة الناجية الفائزة , والراضية المرضية الواردون على الحوض مع العترة النبوية , فقد رواهاجمع كثيرون من اعلام الامة , واعاظم الائمة , وقد مضى ذكر شطر منها في [المبحث السادس ] في تفسير معنى قوله تعالى : (اولئك هم خير البرية ).
وقـد نقل السيد الحسيني الفيروز آبادي في كتابه النفيس [فضائل الخمسة ] [3:98 ط. دارالكتب الاسـلامية ] باب [ان عليا(ع ) وشيعته يردون على الحوض ] عن الهيثمي في [مجمع الزوائد] [9:
131] قـال : وبـسنده [يعني الطبراني ] ان رسول اللّه (ص ) قال لعلي (ع ): انت وشيعتك تردون على الحوض رواة مرويين , مبيضة وجوهكم , وان اعداءك يردون على الحوض ظماء مقمحين .
وفي كنوز الحقائق للمناوي [ص 189] ولفظه : يا علي انت وشيعتك تردون على الحوض ورودا.
وفـي مـستدرك الصحيحين [3: 151] روى الحاكم بسنده عن عاصم بن ضمرة عن علي (ع )قال :
اخـبـرنـي رسول اللّه (ص ) ان اول من يدخل الجنة انا وفاطمة والحسن والحسين ,قلت : يا رسول اللّه , فـمـحبونا, قال : من ورائكم . [قال الحاكم : صحيح الاسناد] وقال الحسيني في فضائل الخمسة [3: 133]: وذكره المحب الطبري في ذخائر العقبى [ص 27] وقال :اخرجه ابو سعيد.
وفـي كـنـز الـعمال [12: 104 ط. مؤسسة الرسالة ] ولفظه : يا علي ان اول اربعة يدخلون الجنة :
انـاوانـت والـحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا, وازواجنا خلف ذرارينا, وشيعتنا عن ايماننا وعن شمائلنا. قال : اخرجه ابن عساكر عن علي (ع ) واخرجه الطبراني عن ابي رافع .
وفـي حـلـيـة الاولـيـاء لابـي نـعـيم [4: 329] روى بسنده عن الشعبي عن علي (ع ), قال : قال لي النبي (ص ): انك وشيعتك في الجنة [الحديث ] ورواه الخطيب البغدادي ايضا في تاريخ بغداد[12:
289].
وفـي تاريخ بغداد للخطيب [12: 358] روى بسنده عن ابي سعيد الخدري عن ام سلمة قالت : كانت لـيلتي من رسول اللّه (ص ) فاتته فاطمة (س ) ومعها علي (ع ) فقال له النبي (ص ): انت واصحابك في الجنة , انت وشيعتك في الجنة . الحديث .
قـال الـحـسـيـنـي فـي فـضائل الخمسة [3: 119 ط. بصيرتي ]: وذكره الهيثمي ايضا في مجمع الزوائد[10: 21] وقال : رواه الطبراني في الاوسط.
وفـي مـجمع الزوائد للهيثمي [9: 173] قال : وعن ابي هريرة ان علي بن ابي طالب قال : يارسول اللّه وانـت عـلى حوضي تذود عنه الناس , وان عليه لاباريق مثل عدد نجوم السماء, واني وانت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنة , اخوانا على سررمتقابلين , انت معي وشيعتك في الجنة , ثـم قـرا رسـول اللّه (ص ): (اخـوانا على سررمتقابلين ) لا ينظر احد في قفا صاحبه . قال : رواه الطبراني .
وفـي الـمـنـاقـب لابـن الـمغازلي الشافعي [ص 339 برقم 296] قال : اخبرنا ابو الحسن احمد ابن المظفر العطار الفقيه الشافعي (ره ), اخبرنا عبداللّه بن محمد بن عثمان المزني الملقب بابن السقاء الـحـافـظ, حدثنا عبداللّه بن زيدان , حدثنا علي بن يونس بن علي بن يونس العطار,حدثنا محمد بن علي الكندي , حدثني محمد بن سالم , حدثنا جعفر بن محمد, قال : حدثني محمد بن علي , حدثني علي بن الحسين , حدثني الحسين بن علي , حدثني علي بن ابي طالب (ع ) عن رسول اللّه (ص ): قال : يا علي ان شـيـعتنا يخرجون من قبورهم يوم القيامة على ما بهم من العيوب والذنوب , وجوههم كالقمر ليلة الـبـدر. وقـد فـرجت عنهم الشدائد,وسهلت لهم الموارد, واعطوا الامن والامان , وارتفعت عنهم الاحزان , يخاف الناس ولايخافون , ويحزن الناس ولا يحزنون , شرك نعالهم تلالا نورا, على نوق بـيـض لها اجنحة , قدذللت من غير مهانة , ونجبت من غير رياضة , اعناقها من ذهب احمر, الين من الحرير,لكرامتهم على اللّه عزوجل .
ونذكر ما رواه ابن حجر في صواعقه , والذي نقله عن الامام احمد بن حنبل , والطبراني ,والديلمي ولا نـرى بـايـراده بـاسا لو تكرر بما سبق في المبحث السادس مما رواه غيره عن اولئك الحفاظ الثلاثة , ورب تكرار يجدي نفعا, ويزيد بيانا واعتبارا.
قال في [ص 140 ط. الميمنية ]: وفي حديث ضعيف عن علي : شكوت الى رسول اللّه (ص )حسدا في الـنـاس , فقال لي : اما ترضى ان تكون رابع اربعة ؟ اول من يدخل الجنة انا وانت والحسن والحسين , وازواجنا عن ايماننا وشمائلنا, وذريتنا خلف ازواجنا.
وقـال في [ص 96 ط. الميمنية ] ايضا: اخرج الطبراني انه (ص ) قال لعلي : اول اربعة يدخلون الجنة انـا وانـت والـحـسن والحسين , وذريتنا خلف ظهورنا, وازواجنا خلف ذريتنا,وشيعتنا عن ايماننا وشمائلنا.
وقال فيه ايضا: اخرج احمد في [المناقب ] انه (ص ) قال لعلي : اما ترضى انك معي في الجنة والحسن والحسين , وذريتنا خلف ظهورنا, وازواجنا خلف ذريتنا, وشيعتنا عن ايمانناوشمائلنا.
وقـال فـي [ص 151]: واخـرج الـطبراني بسند ضعيف ان عليا اتى يوما البصرة بذهب وفضة ,فقال ابـيضي واصفري غري غيري , غري اهل الشام غدا اذا ظهروا عليك , فشق قوله ذلك على الناس :
فـذكـر له ذلك , فاذن في الناس فدخلوا عليه , فقال : ان خليلي (ص ) قال :يا علي انك ستقدم على اللّه وشـيـعـتك راضين مرضيين , ويقدم عدوك غضابا مقمحين , ثم جمع علي (ص ) يده الى عنقه يريهم الاقماح . ثم قال الشيخ : وشيعته هم اهل السنة .
ان مـن الغريب عن مستوى الافهام , ويتعجب منه بسطاء الامة من العوام , فضلا عن ذوي الاعتبار من الاعـلام , تـعـبيره عن معنى الشيعة في الحديث المذكور باهل السنة , مع ان لفظة الشيعة منذ اوائل نشاتها ما كانت تطلق الا على محبي امير المؤمنين وابنائه من اهل بيت الوحي . ومنذ مقتل سيد الشهداء الحسين السبط(ع ) اتسع معنى الشيعة حتى اطلقت غالبا على مواليهم ومناصريهم ومؤازريهم وعلى الـمعادي لمن عاداهم , والمحاربين لمن حاربهم , الى يوم الناس هذا. وقد شاع ذلك وذاع بين الخاص والـعـام , شـرقا وغربا, كالنارعلى المنار, والنور على الطور, فاي جدوى يا هل ترى بالتاويلات الباردة , والاحتمالات البعيدة ؟ وحاشا ان يلتبس على الامة معناها الحقيقي .
وامـا مـا نقله في [ص 96] عن الديلمي فلفظه : يا علي ان اللّه قد غفر لك ولذريتك ولولدك ولاهلك ولـشـيـعـتك ولمحبي شعيتك , فابشر فانت الانزع البطين . وفي [ص 139 ط. الميمنية ]قال : وفي روايـة : ان اللّه قـد غـفـر لشيعتك ولمحبي شيعتك . كذا رواه السيد الحسيني في فضائل الخمسة [2:95].
وذكر الزمخشري في الكشاف [4: 220] في تفسير قوله تعالى : (قل لا اسالكم عليه اجرا)الاية , قـال : روي عـن علي بن ابي طالب (ع ): شكوت الى رسول اللّه (ص ) حسد الناس لي ,فقال (ص ): اما ترضى ان تكون رابع اربعة ؟ اول من يدخل الجنة انا وانت والحسن والحسين , وازواجنا عن ايماننا وشمائلنا وذريتنا خلف ازواجنا.
وفي المناقب لابن المغازلي الشافعي [ص 293 برقم 335] قال : اخبرنا القاضي ابو جعفر محمدبن اسـمـاعيل العلوي , حدثنا ابو محمد عبداللّه بن عثمان المزني الحافظ الملقب بابن السقاء,حدثنا ابو عـبـداللّه احـمـد بـن علي الرازي , حدثنا علي بن حسين بن عبيد الرازي , حدثنااسماعيل بن ابان الازدي , عن عمرو بن حريث , عن داود بن سليك عن انس بن مالك قال : قال رسول اللّه (ص ): يدخل من امتي الجنة سبعون الفا لاحساب عليهم , ثم التفت الى علي (ص ) فقال : هم من شيعتك وانت امامهم .

المبحث الثاني والسبعون

في قوله تعالى : ( والنجم اذا هوى # ما ضل صاحبكم وما غوى # وماينطق عن الهوى # ان هو الا وحي يوحى ) [ النجم : 1 - 4 ].
قال ابن المغازلي الشافعي في مناقبه [ص 226 برقم 313]: اخبرنا ابو البركات ابراهيم ابن محمد بـن خلف الجماري السقطي , اخبرنا ابو عبداللّه الحسين بن احمد, حدثنا ابو الفتح احمد بن الحسن بـن سـهـل المالكي المصري الواعظ بواسط في القراطيسيين , حدثنا سليمان ابن احمد المالكي قال :
حـدثـنـا ابـو قضاعة ربيعة بن محمد الطائي , حدثنا ثوبان ذو النون ,حدثنا مالك بن غسان النهشلي , حدثنا ثابت عن انس قال : انقض كوكب على عهدرسول اللّه (ص ) فقال رسول اللّه (ص ): انظروا الى هـذا الكوكب , فمن انقض في داره فهوالخليفة من بعدي , فنظروا فاذا هو قد انقض في منزل علي , فانزل اللّه تعالى : (والنجم اذاهوى # ما ضل صاحبكم وما غوى # وما ينطق عن الهوى # ان هو الا وحي يوحى ).
قـال الـمحقق والمعلق على الكتاب الفاضل محمد باقر البهبودي : اخرجه العلامة الذهبي في [ميزان الاعـتـدال ](155) [2: 45 بـرقم 2756] من طريق الجوزجاني بهذا السند. واورده ابن حجر العسقلاني في [لسان الميزان ] [2: 449].
واورده ايـضـا ابـن الـمـغـازلـي في [المناقب [ ]ص 310 برقم 353] بغير السند المذكور, قال :
اخـبـرنـاابو طالب محمد بن احمد بن عثمان , اخبرنا ابو عمر محمد بن العباس بن حيويه الخراز اذنـا,حـدثـنـا ابـو عـبداللّه الحسين بن علي الدهان , المعروف باخي حماد, حدثنا علي ابن محمد بن الخليل بن هارون البصري , حدثنا محمد بن الخليل الجهني , حدثنا هشيم عن ابي بشر عن سعيد بن جـبـيـر عـن ابـن عـباس قال : كنت جالسا مع فتية من بني هاشم عند النبي (ص ) اذانقض كوكب , فـقـال (ص ): من انقض هذا النجم في منزله فهو الوصي من بعدي , فقام فتية من بني هاشم فنظروا, فـاذا الكوكب قد انقض في منزل علي (ع ). قالوا: يا رسول اللّه , قداغويت في حب علي , فانزل اللّه تعالى : (والنجم اذا هوى ) الى قوله تعالى : (وهو بالافق الاعلى ).
قـال الفاضل محمد باقر البهبودي : اخرجه من طريق مؤلفنا ابن المغازلي عبداللّه الشافعي في مناقبه [ص 76], واخرجه الكنجي الشافعي في [كفاية الطالب ] [ص 260] بالاسناد الى ابي عمر محمد بن العباس بن حيويه بعين السند واللفظ, ثم قال : هكذا ذكره محدث الشام في ترجمة علي (ع ).
وفي المناقب [3: 10 ط. دار الاضواء] للحافظ محمد بن علي بن شهر آشوب قال : اخرج ابوجعفر بـن بابويه في [الامالي ] بطرق كثيرة , عن جويبر, عن الضحاك , عن ابي هارون العبدي , عن ربيعة السعدي , وعن ابي اسحاق الفزاري , عن جعفر بن محمد عن آبائه (ع )كلهم عن ابن عباس .
وروي عن منصور بن الاسود عن الصادق عن آبائه (ع ) واللفظ له قال : لما مرض النبي (ص ) مرضه الـذي تـوفـي فيه , اجتمع اليه اهل بيته واصحابه , فقالوا: يا رسول اللّه , ان حدث بك حدث فمن لنا بـعـدك ؟ ومـن القائم فينا بامرك ؟ فلم يجبهم جوابا وسكت عنهم ,فلما كان اليوم الثاني اعادوا عليه الـقـول فلم يجبهم عن شي ء مما سالوه , فلما كان اليوم الثالث قالوا: يا رسول اللّه , ان حدث بك حادث فـمـن لـنا بعدك ؟ ومن القائم لنا بامرك ؟ فقال لهم : اذا كان غدا هبط نجم من السماء في دار رجل من اصـحـابـي فانظروا من هو, فهوخليفتي فيكم من بعدي والقائم بامري , ولم يكن فيهم احد الا وهو يـطمع ان يقول له انت القائم من بعدي , فلما كان اليوم الرابع جلس كل واحد منهم في حجرته ينتظر هبوطالنجم , اذ انقض نجم من السماء قد علا ضوؤه على ضوء الدنيا حتى وقع في حجرة علي ,فماج الـقـوم وقـالـوا: ضـل هـذا الرجل وغوى , وما ينطق في ابن عمه الا بالهوى , فانزل اللّه في ذلك :
(والنجم اذا هوى ) الايات .
ويقال ونزل : (افكلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم ). وفي رواية نوف البكالي انه سقط في منزل علي نجم اضاءت له المدينة وما حولها, والنجم كانت الزهرة , وقيل بل الثريا.
قال ابن حماد:
قال الامام هو الذي في داره ----- ينقض نجم الليل ساعة يطلع فانقض في دار الوصي فغاضهم ----- وغدت له الوانهم تتمقع قالوا امال به الهوى في صنوه ----- وتوازروا البا عليه وشنعوا وله ايضا:
نص عليه احمد ----- في خبر لا يجحد والقوم كل يشهد ----- قال لهم وما افترى من ذا هوى نجم الافق ----- في داره عند الغسق فهو الامام المستحق ----- لا تقعدوا عنه بطا قالوا بدا في حكمه ----- هوى لابن عمه يجعلها بزعمه ----- فقال والنجم اذا في تلكم الدار هوى ----- ما ضل ذا ولا غوى صاحبكم كما ادعى ----- بل هو حق قد اتى وقال خطيب منيح :
ويوم النجم حين هوى فقاموا ----- على اقدامهم متالمينا فقالوا ضل هذا في علي ----- وصار له من المتعصبينا وانزل ذو العلى في ذاك وحيا ----- تعالى اللّه خير المنزلينا بان محمدا ما ضل فيه ----- ولكن اظهر الحق المبينا وقال ابن علوية :
هل تعلمون حديث النجم اذا هوى ----- في داره من دون كل مكان (156) قالوا اشر نحو النبي بنعمة ----- نسمع له ونطعه بالاذعان قال النبي ستكفرون ان انتم ----- ملتم عليه بخاطر العصيان وستعلمون من المزن بفضله ----- ومن المشار اليه بالازمان قالوا ابنه فلم نخالف امره ----- فيما يجي ء به من البرهان فاليه اوم فقال ان علامة ----- فيها الدليل على مراد العاني فابغوا الثريا في السطوح فانها ----- من سطح صاحبكم كلمع يمان سكنت رواعده وقل وميضه ----- فتبينته حسائر العوران فضلا عن العين البصير بقلبه ----- والمبصر الاشياء بالاعيان حتى اذا صعدت حقائق امره ----- نفروا نفور طرائد البهزان زعموا بان نبينا اتبع الهوى ----- واتاهم بالافك والعدوان كذبوا ورب محمد وتبدلوا ----- وجروا الى عمه وضد بيان وهـنـاك احاديث وروايات كثيرة , فلعل من الخير ان نذكر شطرا منها لمناسبة في المقام الذي نحن بـصـدده , لـمـا انـضم مدلولاتها بعضها الى بعض لمن تدبر مرماها ومغزاها,ولاتفاق معانيها باعتبار مـفـهـومـهـا وفحواها, وان كانت الفاظها قد اختلفت , وعباراتها قدتباينت , فلتطور اطوار الاحوال والمواقع والمقامات . كما اخرجه نقلة الاخبار والاثار,ونقلها عنهم ابن شهر آشوب في مناقبه [3:
53 ط. دار الاضواء]. منها ما نقله المنقري باسناده الى عمران بن ابي بريدة الاسلمي . وروى يوسف بـن كـليب المسعودي باسناده عن داودعن بريدة . وروى عباد بن يعقوب الاسدي باسناده عن داود الـسـبـيـعـي عـن ابـي بريدة انه دخل ابو بكر على رسول اللّه (ص ) فقال : اذهب وسلم على امير المؤمنين , فقال : يا رسول اللّه وانت حي ؟ قال : وانا حي . ثم جاء عمر فقال له : مثل ذلك .
وفـي روايـة السبيعي انه قال عمر: ومن امير المؤمنين ؟ قال (ص ): علي بن ابي طالب , قال عن امر اللّه وامر رسوله ؟ قال : نعم .
ومـنـهـا ما رواه في نفس المصدر [3: 53] عن ابراهيم السقفي , عن عبداللّه بن جبلة الكناني ,عن ذريح المحاربي عن الثمالي عن الصادق (ع ): ان بريدة كان غائبا بالشام فقدم وقد بايع الناس ابا بكر, فاتاه في مجلسه فقال : يا ابا بكر هل نسيت تسليمنا على علي بامرة المؤمنين واجبة من اللّه ورسوله ؟ قال : يا بريدة انك غبت وشهدنا, وان اللّه يحدث الامر بعد الامر,ولم يكن اللّه يجمع لاهل هذا البيت النبوة والملك .
وفي رواية الثقفي والسري بن عبداللّه باسنادهما: ان عمران بن الحصين وابا بريدة قالالابي بكر:
قـد كـنـت انـت يـومئذ فيمن سلم على علي بامرة المؤمنين . فهل تذكر ذلك اليوم ام نسيته ؟ قال : بل اذكره , فقال بريدة : فهل ينبغي لاحد من المسلمين ان يتامر على اميرالمؤمنين ؟ فقال عمر: ان النبوة والامامة لا تجتمع في بيت واحد, فقال له بريدة : (ام يحسدون الناس على ما آتاهم اللّه من فضله فقد آتـيـنـا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) [النساء: 54], فقد جمع اللّه لهم النبوة والملك . قال : فغضب عمر ومازلنا نعرف في وجهه الغضب , حتى مات .
وانشد بريدة الاسلمي :
امر النبي معاشرا هم اسوة ----- ولازم ان يدخلوا فيسلموا تسليم من هو عالم مستيقن ----- ان الوصي هو الامام القائم وفـي نفس المصدر [3: 63] ما رواه عن ابن مردويه وعن السمعاني في [فضائل الصحابة ]عن ابن مـسـعـود انه قال : كنت مع النبي (ص ) وقد تنفس الصعداء, فقلت ما لك يا رسول اللّه ؟ قال : نعيت الي نـفسي يابن مسعود, قلت استخلف , قال : من ؟ قلت : ابا بكر, فسكت .ثم مضى ساعة ثم تنفس , فقلت : ما شـانـك يـا رسول اللّه ؟ قال : نعيت الي نفسي , فقلت :استخلف , قال : من ؟ قلت : عمر, فسكت ثم مضى سـاعـة ثم تنفس , فقلت : ما شانك يارسول اللّه ؟ قال : نعيت الي نفسي , قلت : استخلف , قال : من ؟ قلت :
علي بن ابي طالب ,فسكت ثم قال : والذي نفسي بيده , لئن اطاعوه ليدخلن الجنة اجمعين اكتعين .
وروى في نفس المصدر [3: 48] نقلا عن [حلية الاولياء] لابي نعيم , وكتاب الولاية للطبري , قال الـنبي (ص ): يا انس يدخل عليك من هذا الباب امير المؤمنين , وسيدالمرسلين (157), وقائد الغر الـمـحـجـلين , وخاتم الوصيين , قال انس : قلت اللهم اجعله رجلا من الانصار, وكتمته , اذ جاء علي فـقـال (ص ): من هذا يا انس ؟ قلت : علي , فقام مستبشراواعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه , فـقـال عـلي : يا رسول اللّه تؤدي عني , وتسمعهم صوتي , وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي .
وفي [ص 249] روى المؤلف عن [العقد الفريد] لابن عبد البر وقال : بل روته الامة باجمعهاعن ابي رافع وغيره : ان عليا نازع العباس الى ابي بكر في برد النبي وسيفه وفرسه , فقال ابو بكر: اين كنت يـا عـبـاس حين جمع النبي (ص ) بني عبد المطلب وانت احدهم فقال :ايكم يؤازرني فيكون وصيي وخـلـيـفتي في اهلي , وينجز موعدي ويقضي ديني ؟ فقال له العباس : فما اقعدك مجلسك هذا تقدمته وتامرت عليه ؟ فقال ابو بكر: اغدرا يا بني عبدالمطلب ؟ وفـي [ص 260] روى عـن مسند ابي يعلى عن عبد الرحمن بن ابي سعيد الخدري عن ابيه ,وذلك :
سـئل ابـو ذر عن اختلاف الناس عنه فقال : عليك بكتاب اللّه والشيخ علي بن ابي طالب , فاني سمعت رسول اللّه (ص ) يقول : علي مع الحق , والحق معه وعلى لسانه , والحق يدور حيثما دار علي . ورواه صاحب اعتقاد اهل السنة عن سعد بن ابي وقاص عن النبي (ص ).
وفـي [ص 47] روى عـن الـطـبري باسناد له عن سلمان الفارسي قال : قلت لرسول اللّه (ص ) :يا رسـول اللّه انـه لـم يكن نبي الا وله وصي , فمن وصيك ؟ قال : وصيي وخليفتي في اهلي وخير من اترك بعدي مؤدي ديني , ومنجز عداتي علي بن ابي طالب .
وفيها ايضا عن ابي رافع قال : لما كان في اليوم الذي توفي فيه رسول اللّه (ص ) غشي عليه ,فاخذت بـقـدمـيه اقبلهما وابكي , فافاق وانا اقول : من لي ولولدي يا رسول اللّه ؟ فرفع الي راسه وقال : اللّه بعدي ووصيي صالح المؤمنين .
وفـي روايـة عـن زيـد بـن علي عن ابيه (ع ) ان ابا ذر لقيه علي (ع ) فقال ابو ذر: اشهد لك بالولاء والاخاء والوصية . وروى مثل ذلك ابن مردويه عن سلمان والمقداد وعمار.