بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

 

الفصل الأول

مَن هو الإمام المدعوّ كل أناسٍٍ به يوم القيامة؟

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

 

[يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَءونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً * وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآْخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً] [الإسراء/71-72].

 

مقدمة تمهيدية

تشتمل هاتان الآيتان على بحوث تحتاج إلى شيءٍ من التفصيل والتحقيق نذكرهما – بعون الله - بعد ذكر مقدمة تمهيدية حول الآيتين ومفادهما.

استعرض الله تبارك وتعالى في هاتين الآيتين من سورة الإسراء منظراً ومشهداً من مشاهد يوم القيامة العامة ومناظرِها، فصوّر لنا جلّ وعلا الخلائق وكأنّها محشورة على صعيدٍ واحدٍ المهتدي منها والضال والبر والفاجر والراعي والرعية والإمام والمأموم وصارت كل جماعة منها تنادى وتدعى بالإمام الذي ائتمّت به وبمنهجه الذي كان عليه في الحياة الدنيا من أئمة الهدى والعدل المتبعة لنهج الحق والسعادة وأئمة الضلال والجور المتبعة لنهج الباطل والشقاء.

تُدعى كلّ جماعةٍ بإمامها – أي تدعى باسمه أو معه – ليُسلَّم لها كتاب عملها وفيه بيان جزائها في الدار الآخرة لكل فردٍ منها قال تعالى: [وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسـِيبًا] [الإسراء/14-15].

وإنما تدعى كل جماعةٍ بإمامها لأن الإمام – لغةً – هو المقتدى الذي يُقْتدى به ويُتّبع في أوامره ونواهيه، فقد يكون لاناسٍ إمام هدى وقد يكون لاناسٍ آخرين إمام ضلالة، وقد سمّى الله سبحانه وتعالى في القرآن باسم إمام وأئمة أفراداً من البشر وجماعات يهدون الناس بأمره تعالى كما في قوله مخاطباً خليله إبراهيم(عليه السلام): [إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ] [البقرة/125]، وقال تعالى في مدح جملةٍ من الأنبياء: [وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ] [الأنبياء/74]، وقال تعالى: [وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ] [السجدة/25].

كما سمّى جل وعلا جماعةً آخرين – أيضاً – أئمة ولكن يُقْتدى بهم في الضلال، وإنهم يدعون إلى النار، وأضافهم إلى الكفر، وأمر بقتالهم لعدم وفائهم بأيمانهم كما في قوله تعالى: [فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ] [التوبة/12]، وقال تعالى: [وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يُنصَرُونَ] [القصص/42].

أما المراد من أئمة الهدى، وأئمة الضلال فمعلوم أن أئمة الهدى والحق هم الذين يجتبيهم الله ويختارهم في كلّ زمان لهداية أهله، أنبياء كانوا كإبراهيم الخليل ومحمد الحبيب(صلى الله عليه و آله) أو غير أنبياء كأوصياء الأنبياء السابقين، وكأئمة الهدى من آل محمّد(صلى الله عليه و آله) وهم جميعاً يدعون الناس إلى الهدى بأمر الله لا بأمرهم ويقدّمون أمر الله قبل أمرهم وحكم الله قبل حكمهم، ويؤيدهم الله سبحانه بالمعجزات وخوارق العادات التي يجريها على أيديهم لتكون دليلاً على صدقهم، وأئمة الضلال والباطل هم الذين تسلّطوا على الناس بالقوة، أو اتخذهم بعض الناس أئمة واختاروهم واقتدوا بهم في الدنيا بدون تشريع وإذنٍ خاصٍ من الله ورسوله، وهؤلاء يدعون إلى النار لأنهم يقدمون أمر قبل أمرهم الله وحكمهم قبل حكم الله، ويأخذون بأهوائهم وأهواء اتّباعهم خلاف ما في كتاب الله، والله تعالى يقول: [وَلَوْ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتْ السَّمَاوَاتُ وَالأْرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ] [المؤمنون/72].

ومن المعلوم أن الله سبحانه قادر على عدم تمكينهم من السلطة والحكم ولكن قد يمكّن ويبقي أناساً على ذلك، وقد يحول بين بعضهم وبين ما يريدون، وذلك كله اختباراً لعباده وامتحاناً لهم ليرى ويشاهد مَن يتبع الحق وأهله ومَن يتبع الباطل وأهله(1).

قال تعالى: [وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِْنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ * وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآْخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ * أ فَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ] [الأنعام/113-115].

 

تفسير الآيتين من سورة الإسراء

والآن وبعد هذا البيان الضافي نعود إلى بحوث الآيتين بشيء من التفصيل والتحقيق يقول تعالى: [يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ].

أولاً:- المراد من اليوم هو يوم القيامة بإجماع المفسرين وبلا خلافٍ بينهم، يُدعون فيه للحساب.

ثانياً:- الظاهر من الآية الكريمة أن هذه الدعوة تعّم الناس جميعاً جيلاً فجيلاً من الأمم الماضية ومن هذهِ الأمة إلى يوم القيامة، يُدعَون في ذلك اليوم إلى الحساب والجزاء، قال تعالى: [هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالأْوَّلِينَ] [المرسلات/39].

ثالثاً:-[يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ] (معنى الباء) المعنى: يدعى كل أناسٍ باسم إمامهم – على حذف مضاف – فيقال مثلاً: يا شيعة فلان، ويا شيعة فلان، أو يا اتّباع فلان ويا اتّباع فلان، كقوله تعالى: [وَاسْأَلْ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ] [يوسف/ 83]، والمعنى: وأسال أهل القرية، وأهل العِير، ويقول آخرون من المفسرين المراد أن يدعى كلّ أناس مع إمامهم، أي مصاحبين له ومختلطين معه، كما يقال مثلاً: ركب الأمير بجيشه، أي مع جيشه، والظاهر لنا احتمال كلا المعنيين وصحتهما معاً، وذلك بان يدعى كلّ أناس باسم إمامهم ومعه، ولعل إلى ذلك أشار سفيان بن مصعب العبدي الكوفي شاعر أهل البيت وأحد تلامذة الإمام الصادق(عليه السلام) يقول مخاطباً أئمة الهدى:

أئمــــــــتنا أنـــتم سندعى بكم غداً*** إذا ما إلى ربّ العــــــباد مـــعاً قمنا

وانتم على الأعراف أعرف عارفٍ*** بسيما الذي يهواكم والذي يشنا(2)

رابعاً:- مَن هو الإمام في الآية الكريمة الذي يدعى كل أناسٍ به؟ الجواب نقول: للمفسرين في المراد من الإمام أقوال عديدة، ومذاهب شتّى.

أقوال المفسرين في المراد من الإمام وهي ستة

1- إن المراد من الإمام مطلق مَن اتخذ إماماً من أئمة هدىً أو ضلال.

2- إنه هو إمام الحق المنصوب من قبل الله نبياً كان أو وصياً.

3- إنه هو إمام الحق مع الكتاب الذي أنزله الله على أحد رسله كالتوراة لموسى والإنجيل لعيسى والقرآن لمحمّد(صلى الله عليه و آله) ومع سنة ذلك الرسول من أقواله وأفعاله وإقراره، وهذهِ الأقوال الثلاثة لها قسط من الحق، وهناك أقوال أخرى بعيدة عن الحقيقة والواقع وهي:

4- إن المراد من الإمام كتاب أعمال الخلائق لأن لكل إنسانٍ كتاباً يخصه وقد سُجّل فيه عمله فيُدعى به.

5- إنه اللوح المحفوظ الذي سجّل الله فيه كل ما سيكون قبل أن يكون.

6- وشذَّ بعضهم ففسر الإمام بالأمّهات، وانّ قوله تعالى: [يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ] أي بإمهاتهم، كل ذلك محاولة من بعضهم تضييع الحقيقة أو جهلاً بها(3).

 

أصح الأقوال ثلاثة:

ولكن الحقيقة التي تتلاءم مع الآيتين والآيات الأُخر من القرآن، وتتلاءم مع الأخبار المروية عن النبي(صلى الله عليه و آله) وأهل بيته الأطهار من طرق الفريقين هي أحد القولين الأولين أو كلاهما مع القول الثالث وهذا هو الأظهر.  

أمّا الأقوال الثلاثة الأُخرى فمعلومة البطلان لمخالفتها لنص الآية الكريمة، فإن الآية تقول: [يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ] فلو كان المراد من الإمام الكتاب الذي فيه تسجيل عمل كل إنسان فرداً فرداً لقال: (يوم ندعو كل إنسان بإمامه)، ولو كان المراد من الإمام اللوح المحفوظ الذي فيه تسجيل كل ما قدّر لبني الإنسان من أول إيجاده إلى آخر الدنيا لقال: (يوم ندعو الناس جميعاً بإمامهم)، ولو كان المراد من الإمام الأمهات لقال: (يوم ندعو كل إنسان بإمامه)، أو: (ندعو كل الناس بامهاتهم).

هذا مع العلم أيضاً أن كتاب تسجيل العمل لا يقال له إمام، لأن الإمام هو المقتدى المتبع كالرسل والأنبياء والأوصياء وما انزل الله عليهم من كتب وما شرّع لهم ولأممهم من نظم.

وكذلك الأمهات لا تطلق عليها لفظة إمام، وعليه نعود إلى الأقوال الثلاثة الأولى وبيان الحقيقة فيها فنقول:

 

القول الأول وأدلته:

أما القول الأول وهو أن المراد من الإمام مطلق مَن اتخِذ إماماً وعلى هذا يكون معنى الآيتين، إن كل طائفة من الناس أو فرقةٍ منهم اتخذت إماماً لها فبايعته أو اقتدت به في الحياة الدنيا واتبعته تدعى به يوم القيامة سواءً كان ذلك الإمام إمام هدىً أو إمام ضلالة، واتّباعها له في سبيل الحق كان أو في سبيل الباطل، فتدعى تلك الفرقة بإمامها الذي ائتمت به في الحياة الدنيا، وإذا دعيَ كل اناس بإمامهم فحينئذٍ مِن اقتدى منهم بإمام الحق والهدى وقد دعي بأسمه ومعه فأولئك يأخذون كتابهم بأيمانهم ويقروؤنه فرحين مستبشرين بالسعادة والنعيم [وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً] والفتيل هو الحبل الذي يكون في شق النواة، والمعنى لا يظلمون مقدار فتيل بل يُوَفّون أجورهم تامة غير منقوصة، ثم يكونون أخيراً معهم في الجنة.

وأمّا مَن اقتدى بغير إمام الحق والهدى فيظهر حينئذٍ فيه العمى وهو عمى البصيرة الذي كان عليه في الدنيا، قال تعالى: [فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأْبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ] [الحج/47]، وظهر عليه في الآخرة، بل يظهر من الآية الكريمة أن عماه في الآخرة يكون أشد من عماه في الدنيا لذا قال: [وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآْخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً] أي أكثر عمىً وضلالاً.

والمعنى ومن كان في هذهِ الحياة الدنيا لا يعرف إمام الحق ولا يسلك سبيله فهو في الآخرة لا يجد السعادة والفلاح ولا يهتدي إلى المغفرة والرحمة، ويكون أخيراً مع إمام الضلال والباطل في النار.

ويؤيد ذلك قول النبي(صلى الله عليه و آله) في آخر خطبةٍ خطبها في مسجده وهي خطبة طويلة منها قال: »أيها الناس هذا علي بن أبي طالب كنز الله اليوم وما بعد اليوم فمن أحبه ووالاه اليوم وما بعد اليوم فقد أوفى بما عاهد عليه الله، وأدّى ما وجب عليه من الله، ومن عاداه اليوم وما بعد اليوم جاءَ يوم القيامة أعمى وأصم لا حجة له عند الله…« الخ(4).

وربما يضاف – لهذا الإنسان – الى عمى البصيرة، ويؤيد ذلك قول الله عز وجل: [وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى] فقوله تعالى:[قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا] المراد من العمى في هذه الآية الكريمة عمى البصر لا البصيرة.

وعلى كلٍ المراد من الإمام – في هذا القول الأول – مطلق مَن أتّخذ إماماً من إمام هدى أو ضلالة، وهذا المعنى يلائم ظاهر الآية ولا يخالفها بشيء وتذكره بعض الأخبار المروية عن النبي(صلى الله عليه و آله) وأهل بيته وصحبه ومنها ما ورد عن علي أمير المؤمنين(عليه السلام) إنه قال: سمعت رسول الله(صلى الله عليه و آله) يقول: إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ ليأتِ كل قومٍ بمن يأتمون به في الحياة الدنيا وذلك قول الله عزّ وجَلّ: [يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ].

 

قصة جماعة يُدعَون يوم القيامة وإمامهم الضب:

ولهذا الحديث قصة ذكرها المؤرخون والمحدثون منهم الشيخ سليمان الحنفي في (ينابيع المودة)، والصدوق في (الأمالي)، والمفيد في (الاختصاص)، والسيد هاشم البحراني في (مدينة المعاجز) وغيرهم، ومجملها أن أمير المؤمنين(عليه السلام) لما أراد المسير إلى النهروان لقتال الخوارج، وكان(عليه السلام) قد أمر جيشه أن يعسكر بالمدائن قرب بغداد تّخلف عن الخروج معه نفر من المنافقين الذين كانوا قد بايعوه، وكانوا يتظاهرون بحبه ونصرته، وهم – على ما في مدينة المعاجز – شبث بن ربعي،  والأشعث بن قيس الكندي، وجرير بن عبد الله البجلي، وعمرو بن حريث مع مواليهم.

أمّا رواية شيخنا الصدوق في (الخصال) بسنده عن الاصبغ بن نباتة يقول: تخلف عمرو ابن حريث في سبعة نفر، ولم يذكر أسماؤهم فسألهم أمير المؤمنين(عليه السلام) لِمَ تتخلفون؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين ان لنا حوائج نقضيها ثم نلحق بك، فقال(عليه السلام) لهم: والله مالكم من حاجةٍ تتخلفون عليها ولكنكم تتخلفون لتخلفوا بيعة أخي رسول الله وابن عمه وصهره وتنقضوا ميثاقه الذي أخذه الله ورسوله عليكم، فقالوا: والله يا أمير المؤمنين ما نريد إلاّ قضاء حوائجنا ونلحق بك، ثم مضى أمير المؤمنين إلى معسكره، وخرج هؤلاء النفر في اليوم التالي إلى الخورنق في الحيرة للنزهة وهيأوا طعامهم وشرابهم وجلسوا يأكلون ويشربون الخمر وبينما هم كذلك إذ مرّ بهم ضب (وهو حيوان بري كما في حياة الحيوان)(5).

فأمروا غلمانهم فصادوه وجاءوا به إليهم، فقالوا: يا ضب أنت والله أحب إلينا من علي بن أبي طالب، وفي (الخصال) قال عمرو بن حريث: بايعوا هذا الضب فهذا أمير المؤمنين وبسط لهم كفه فبايعه السبعة وعمروٌ ثامنهم، ثم ارتحلوا متوجهين إلى المدائن، وقدِموها يوم الجمعة وأمير المؤمنين(عليه السلام) يخطب في المسجد فدخلوا إليه، فلما نظر إليهم أمير المؤمنين قال أثناء خطابه: أيها الناس سمعت رسول الله(صلى الله عليه و آله) يقول: إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ ليأتي كل قومٍ بمن يأتمون به في الحياة الدنيا، وذلك قول الله عزَ وجَلّ: [يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ] وكأني انظر يوم القيامة إلى قوم يحشرون وإمامهم الضب يسوقهم إلى النار.

وفي (الخصال): إن أمير المؤمنين قال حين دخلوا باب المسجد وهو يخطب: يا أيها الناس إن رسول الله(صلى الله عليه و آله) أسرّ إليَّ ألف حديث في كل حديث ألف باب لكلِ باب ألف مفتاح، وإني سمعت الله عزَ وجَلّ يقول: [يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ] وإني أقسم لكم بالله لَيُبعثنّ يوم القيامة ثمانية نفر يدعون بإمامهم وهو ضب، ولو شئت أن أسميهم لفعلت.

قال الراوي فلقد رأيت عمرو بن حريث قد سقط كما تسقط السعفة حياءً ولؤماً.

وفي (مدينة المعاجز): أنّ أمير المؤمنين(عليه السلام) قال لهم: فبعداً لكم وسحقاً لِئَن كان مع رسول الله منافقون فإن معي أيضاً منافقون، أما والله يا شبث بن ربعي وأنت يا عمرو بن حريث ومحمد ابنك يا أشعث لتقتلن ابني الحسين هكذا حدثني حبيبي، فالويل لمن كان خصمه رسول الله يوم القيامة(6).

ومن الأحاديث التي تصرح من أن المراد من الإمام إمام هدى وإمام ضلالة ما ورد من طرق أهل السُنّة والشيعة مسنداً عن الإمام الصادق عن أبيه عن جده زين العابدين أن بشر بن غالب الأسدي سأل الحسين – حين صادفه في طريقه إلى كربلاء – قال:

يا بن رسول الله أخبرني عن قول الله تعالى: [يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ] فقال له الحسين(عليه السلام) نعم يا أخا بني أسد هما إمامان، إمام هدى دعا إلى هدى وإمام ضلالة دعا إلى ضلالة، فهذا ومَن أجابه إلى الهدى في الجنة، وهذا ومَن أجابه إلى الضلالة في النار، وهو قوله تعالى: [فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ] [الشورى/8](7).

وروى المفسرون أيضاً عن الإمام الصادق(عليه السلام) انه قال لبعض أصحابه: ألا تحمدون الله تعالى انه إذا كان يوم القيامة يدعى كل قومٍ إلى من يتولونه، وفزعنا إلى رسول الله(صلى الله عليه و آله) وفزعتم أنتم إلينا فإلى أين ترون يذهب بكم؟ إلى الجنة وربّ الكعبة قالها ثلاثاً(8).

إلى غير ذلك من الأخبار المؤيدة لهذا المعنى، وهو مروي أيضاً من طرق أهل السُنّة، فقد روى السيوطي في تفسيره (الدر المنثور) قال:- أخرج أبن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عبّاس في قوله تعالى: [يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِم] قال: إمام هدى وإمام ضلالة(9).

 

القول الثاني وأدلته

وهناك أخبار أُخرى واردة عن النبي وأهل بيته الأطهار تدل على القول الثاني وهو أن المراد من قوله تعالى: [يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ] أي بإمام زمانهم الذي جعله الله - بتشريعه - إماماً عليهم من نبي أو وصي.

فقد روى العياشي في تفسيره، وعلي بن إبراهيم في تفسيره، وغيرهما عن الفضيل بن يسار قال:- سألتُ أبا جعفر (أي الإمام الباقر) عن قول الله تعالى: [يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ] قال يجيء رسول الله في قومه، وفي نصٍ في قرنه، وعلي في قومه، والحسن في قومه، والحسين في قومه، وكل مَن مات بين ظهراني إمام جاء معه(10).

وقريب من هذا الحديث ما رواه البرقي في (المحاسن) بسنده عن يعقوب بن شعيب قال:- قلت لأبي عبد الله(عليه السلام): [يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ] فقال: يُدعى كل قرنٍ من هذهِ الأمة بإمامهم، قلت: فيجيء رسول الله في قرنه، والحسن في قرنه، والحسين في قرنه، وكل إمام في قرنه الذي هلك بين أظهرهم؟ قال: نعم(11).

وروى العياشي في تفسـيره عن أبي بصير عن أبي عبد الله(عليه السلام) انه قال: إذا كان يوم القيامة يُدعى كلٌّ بإمامه الذي مات في عصره، فإن أثبته "أي أقرَّ بإمامته" أُعطي كتابه بيمينه لقوله تعالى: [يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِـتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَءُونَ كِـتَابَهُمْ] إلى أن قال(عليه السلام): ومن نـبذه وراء ظـهره كما قـال تعالى:[فنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظـُهُورِهمْ] [آل عمران/178].

ومَن أنكره كان من أصحاب الشمال الذين قال الله تعالى فيهم: [وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ* فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ] [الواقعة/42-44](12).

وفي تفسير العياشي عن عمار الساباطي عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: "لا تُترك الأرض بغير إمام يحلّ حلال الله ويُحرّم حرامه وهو قول الله: [يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ]، ثم قال رسول الله(صلى الله عليه و آله) من مات بغير إمام مات ميتةً جاهلية(13)، ونقله عنه السيد الطباطبائي في (الميزان).

 

القول الثالث وأدلته

أمّا القول الثالث وهو أن المراد من الإمام في الآية إمام الحق مع الكتاب والسُنّة، فقد روى شيخنا الصدوق في (عيون أخبار الرضا)، والطبرسي في (مجمع البيان) قال بما نصه: ويجمع هذه الأقوال ما رواه الخاص والعام عن الرضا علي بن موسى(عليه السلام) بالأسانيد الصحيحة أنه(عليه السلام) روى عن آبائه عن النبي(صلى الله عليه و آله) انه قال فيه: »يُدعى كل أُناسٍ بإمام زمانهم، وكتاب ربّهم وسُنّةَ نبيهم«(14).

وهذا الحديث الشريف ممّن رواه من العامة السيوطي في (الدر المنثور) قال: وأخرج ابن مردويه عن علي قال: قال رسول الله(صلى الله عليه و آله): [يوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ] قال يُدعى كل قومٍ بإمام زمانهم وكتاب ربّهم وسُنّة نبيهم(15).

 

الجمع بين هذه الأقوال وأدلته

وهذه الأحاديث لا تنافي الآية الكريمة، ولا الأحاديث السابقة، بل يستفاد من مجموع هذه الأحاديث، ومن الآية الكريمة، ومن آيات قرآنية اُخرى معنى أجمع وأشمل وهو:

ان الله تعالى يدعو يوم القيامة كل أناس بإمام زمانهم الذي جعله الله إماماً عليهم المهتدي منهم والضال، فمن كان من اتباع إمام الحق وشيعته اُوتيَ كتابه بيمينه وصار إلى النعيم المقيم، ومَن لم يكن من اتباعه واتبع رؤساء الضلال وأئمة الجور مع وجود إمام الحق فيأتون مع إمامهم الحق ليشهد عليهم، ويكون خصماً لهم(16).

ولكن معهم الذين اقتدوا بهم واتّبعوهم من أئمة الجور والضلال فينادّون باسمهم ويحاسبون ثم يُعطون كتبهم بشمائلهم ويكون مصيرهم إلى النار والعذاب المقيم مع رؤسائهم وأئمتهم.

وكيف ما كان هو أن الذي لا ريب فيه أن المهتدين يحشرون ويصيرون مع الهادين إلى الجنة، والضالين يحشرون ويصيرون مع المضلين إلى النار، وهذا المعنى تصرّح به آيات كثيرة وأحاديث متواترة، ومن الآيات قوله تعالى: [وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلاَ أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنْ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنتُمْ مُجْرِمِينَ * وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ(17) إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوْا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الأْغْلاَلَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ] [سبأ/32-34].

وإذا صار المستكبرون والمستضعَفُون إلى العذاب والنار فحينئذٍ يطلب المستضعفون من الله تعالى أن يضاعف العذاب على رؤسائهم كما في قوله تعالى حاكياً عنهم وهو في النار [وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ(67)رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنْ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا] [الأحزاب/68-69]، وهذا دعاءٌ مستجاب منهم.

وكان النبي(صلى الله عليه و آله) يصرح به في كتبه ورسائله إلى ملوك ورؤساء العالم من الأكاسرة والقياصرة والأقابطة والاساقفة وغيرهم فمثلاً يكتب إلى كسرى ملك الفرس: أسلمْ تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإنما عليك إثم المجوس، ويكتب إلى قيصر ملك الروم: اسلمْ تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإنما عليك إثم الإريسيين، ويكتب إلى المقوقس ملك القبط في مصر: أسلمْ تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإنما عليك إثم القبط، وهكذا في سائر رسائله وكتبه(18).

وإذا كان الضالون يحشرون مع رؤسائهم المضلين، ويصيرون معهم إلى العذاب المقيم حسب نصوص تلك الآيات البينات، فالمهتدون يحشرون أيضاً مع رؤسائهم الهادين ويصيرون أخيراً معهم إلى النعيم المقيم، وقد نصّت على ذلك بعض الآيات الواضحات ومنها قوله تعالى: [وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنْ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا] [النساء/70-71].

وإلى كلِّ ما ذكرناه يشير قوله تعالى: [وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ * وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ] [الجاثية/29-32].

وأما الأخبار فقد تواترت تواتراً قطعياً عند جميع فرق المسلمين في أنّ الإنسان يحشر ويصير يوم القيامة مع مَن تولاه وأحبه من رؤساء الهدى أو الضلال، فقد روى الإمام أحمد بن حنبل، والبخاري، وأبو داوُد، والترمذي، والنسائي، وغيرهم من أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد رووا عن انس بن مالك، وابن مسعود عن النبي(صلى الله عليه و آله) أنه قال: المرء مع مَن أحَب، وقال(صلى الله عليه و آله): مَن أحب قوماً حشر معهم، وفي نقلٍ: مَن أحب قوماً حشره الله في زمرتهم(19).

وجاء في حديث جابر بن عبد الله الأنصاري حينما زار الإمام الحسين في زيارة الأربعين وزار أهل بيته وأصحابه، فكان فيما قال في زيارتهم: والذي بعث محمداً(صلى الله عليه و آله) بالحق نبياً لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه، قال عطية: فقلت: يا جابر كيف نشاركهم فيما دخلوا فيه؟ ولم نهبط وادياً وَلم نعلُ جبلاً ولم نضرب بسيف؟ فقال يا عطية: سمعت رسول الله حبيبي يقول: مَن أحب قوماً حشر معهم،  ومَن أحب عمل قومٍ اُشرك في عملهم، والذي بعث محمداً نبياً أن نيّتي ونية أصحابي على ما مضى عليه الحسين (عليه السلام) وأصحابه..الخ(20).

والمراد من الحب في هذه الأحاديث الشريفة هو الحب المقرون بالأتّباع لأِئمة الهدى أو لأِئمة الضلال، ويؤيده ما رواه العياشي في تفسيره، والكليني في (أصول الكافي) في باب: أن الأئمة في كتاب الله إمامان إمام يدعو إلى الله وإمام يدعو إلى النار، ووراه المولى محسن الفيض في تفسيره الصافي مسنداً عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام) انه قال: لما نزلت هذه الآية: [يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِم] قال المسلمون: يا رسول الله ألست إمام الناس كلهم أجمعين؟ فقال(صلى الله عليه و آله): أنا رسول الله إلى الناس أجمعين، ولكن سيكون من بعدي أئمة على الناس من الله من أهل بيتي يقومون في الناس فيُكَذّبون ويظلمهم أئمة الكفر وأشياع الضلالة – فمن والاهم – أي الأئمة من الله واتّبعهم فهو مني وسيلقاني، ألا ومَن ظلمهم وكذّبهم فليس مني ولا معي وأنا منه بريء(21).

ولنختم هذا الفصل بقوله تعالى يخاطب نبيه(صلى الله عليه و آله) يأمره أن يقول لأمته: [قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ] [آل عمران/32].

 

1- راجع موضوع -الاختبار والامتحان- مفصلاً في (الحقائق الكونية) ج2 من أوله إلى ص133.

2- البيتان من قصيدة عصماء لسفيان بن مصعب العبدي ذكر بعضها الشيخ الأميني في الغدير ج2 ص292 وذكر ترجمة الشاعر وشرح بعض أبياتها.

3- راجع الأقوال في تفسير (الكشاف) للزمخشري ج2 ص682 و(مفاتيح الغيب) للرازي ج5 ص417-418، و(مجمع البيان) للطبرسي م3 ص429-430 وغيرها.

4- راجع الخطبة في (البحار) ج22 ص487.

5- (حياة الحيوان) ج2 ص135.

6- (ينابيع المودة) ص71 بسنده عن الأصبغ نقلاً عن كتاب المناقب، ونقلها عنه المرعشي في (احقاق الحق) ج7 ص598، والصدوق في (الخصال) ج2 ص644، والمفيد في (الاختصاص) ص277، و(شجرة طوبى) ج2 ص149 نقلاً عن (مدينة المعاجز).

7- راجع (مقتل الحسين) للخوارزمي الحنفي ج1 ص221، و(الأمالي) للصدوق ص93، و(تفسير الصافي) نقلاً عن المجالس عن تفسير الآية، والمجلسي في (البحار) ج44 ص367 عن اللهوف لابن طاووس ص60 ومثير الأحزان لابن نما ص21، ونقله عنهما السيد بحر العلوم في نقتله ص224 مختصراً.

8- (مجمع البيان) ج3 ص430، و(الصافي)، و(الميزان) ج13 ص81، نقلاً عن تفسير البرهان، عن ابن شهر آشوب والبحار ج8 ص8.

9- (الدر المنثور) ج4 ص194.

10- راجع (تفسير العياشي) ج2 ص302، وعلي بن إبراهيم ج2 ص23، ونقله عنهما المجلسي في (البحار) ج8 ص6، وص11، و(الصافي) ج1 ص981، و(البرهان) ج2 ص340.

11- (المحاسن) ص109، ونقله عنه المجلسي في (البحار) ج8 ص11.

12- (تفسير العياشي) ج2 ص302، و(البحار) ج8 ص11، والصافي ج1 ص981، و(البرهان) ج2 ص430.

13- (تفسير العياشي) ج2 ص303، وفي الحاشية: (البرهان) ج2 ص430، (البحار) ج8 ص12 نقلاً عن العياشي، و(الصافي) ج1 ص981، و(الميزان) ج13 ص182.

14- (مجمع البيان) ج3 ص430، و(البحار) ص10، نقلاً عن (العيون) ص201.

15- (الدر المنثور) ج4 ص194.

16- سنذكر إن شاء الله شهادة النبي(صلى الله عليه و آله) والأئمة(عليهم السلام) في فصل مستقل في هذا الكتاب على الناس أجمعين فراجع.

17- في هذا النص "بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ" إشارة واضحة إلى وسائل الإعلام الحديثة التي بواسطتها استطاع الظالمون أنْ يواصلوا مكرهم وخداعهم للشعوب المستضعفة ليلاً ونهاراً وبلا انقطاعٍ "وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ" [البروج/21].

18- (مكاتيب الرسول لعلي بن حسين الأحمدي) ج1 ص90 وص105.

19- راجع كتاب (الغدير) ج2 ص292 في مصادر هذهِ الأحاديث.

20- راجع كتاب (بشارة المصطفى) ص90.

21- راجع (تفسير العياشي) ج2 ص304، و(الشافي في شرح أصول الكافي) مجلد3 ص146، و(البحار) ج8 ص13، و(تفسير البرهان) ج2 ص430، و(الصافي) و(المحاسن) للبرقي وغيرها.