عمدة عيون صحاح الاخبار في مناقب إمام الابرار

جبلا من مكانه لازاله ، فلا تبتهلوا . فتهلكوا ، ولا يبقى على وجه الارض نصرانى إلى
يوم القيامة .
قالوا : يا ابا القاسم ، قد رأينا ان لا نلاعنك ، وان نترك على دينك ، ونثبت على
ديننا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله فان ابيتم المباهلة فاسلموا ، يكن لكم ، ما للمسلمين ،
وعليكم ما عليهم ، فابوا ، فقال : فانى انابذكم ، فقالوا : ما لنا بحرب العرب طاقة ،
ولكنا نصالحك على ان لا تغزونا ولا تخيفنا ولا تردنا عن ديننا ، على ان نؤدى اليك
في كل عام الفى حلة : الف في صفر ، والف في رجب . فصالحهم النبى صلى الله عليه وآله على
ذلك ، وقال : والذى نفسى بيده ، ان العذاب قد تدلى على اهل نجران ولو لاعنوا
لمسخوا قردة وخنازير ، ولاضطرم عليهم الوادى نارا ، ولاستاصل الله نجران واهله
حتى الطير على الشجر ، ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى هلكوا ، فقال الله
تعالى : " ان هذا لهو القصص الحق وما من اله الا الله وان الله لهو العزيزالحكيم "

" فان تولوا(اعرضوا عن الايمان)فان الله عليم بالمفسدين "(1)(2).
291 - ومن مناقب ابن المغازلى ، الواسطى وبالاسناد المقدم قال : اخبرنا
محمد بن احمد بن عثمان ، قال : اخبرنا محمد بن اسماعيل الوراق ، قال : حدثنا
ابوبكر بن ابى داود ، قال : حدثنا يحيى بن حاتم العسكرى ، قال : حدثنا بشر بن
مهران قال . حدثنا محمد بن دينار ، عن داود بن ابى سعيد(3)، عن الشعبى ، عن
جابر بن عبدالله ، قال : قدم وفد نجران على النبى صلى الله عليه وآله : العاقب والطيب ، فدعاهما
إلى الاسلام ، فقالا . اسلمنا يا محمد قبلك ، قال : كذبتما ان شئتما اخبرتكما ما يمنعكما
من الاسلام ، قالا . فهات أنبئنا ، قال : حب الصليب وشرب الخمر ، وكل لحم
الخنزير ، فدعاهما إلى الملاعنة ، فوعدان ان يغادياه بالغداة ، فغدارسول الله صلى الله عليه وآله واخذ


(1)آل عمران : 62 - 63
(2)غاية المرام ص 300 نقلا عن الثعلبى في تفسيره
(3)في المصدر : عن داود بن ابى هند(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه