المنقبة الحادية والعشرون

حدثني الحسن بن حمزة بن عبدالله(1) (رضي الله عنه) قال: حدثني أحمد بن الحسن الخشاب قال: حدثني أيوب بن نوح(2) قال: حدثني العباس قال: حدثني عمرو بن أبان قال: حدثني أبان بن تغلب قال: حدثني عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله بعد منصرفه من حجة الوداع: أيها الناس إن جبرئيل الروح الامين نزل علي من عند ربي جل جلاله فقال:

يا محمد إن الله تعالى يقول " إني(3) اشتقت إلى لقائك فأوص بخير وتقدم في أمرك " أيها الناس (إني قد اقترب)(4) أجلي، وكأني بكم وقد فارقتموني وفارقتكم فاذا فارقتموني بأبدانكم فلا تفارقوني بقلوبكم. أيها الناس (إنه لم يكن)(5) الله نبي قبلي خلد في الدنيا فاخلد، فان الله تعالى *

___________________________________

(1) هو الحسن بن حمزة بن على بن عبدالله بن محمد بن الحسن بن الحسين بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب أبومحمد الطبرى يعرف بالمرعشى، من أجلاء هذه الطائفة وفقهائها، زاهد، عالم، أديب، فاضل، ورع، كثير المحاسن، توفى سنة 358 ه‍.تجد ترجمته في رجال النجاشى: 51، رجال الطوسى: 465، وفيه " الحسن بن محمد بن حمزة "، الفهرست: 52 رقم 184، خلاصة الاقوال: 39 رقم 8، جامع الرواة 1 / 195، وأعلام القرن الرابع ص 86.

(2) أيوب بن نوح بن دراج، ثقة، له كتب وروايات ومسائل عن الهادى عليه السلام وكان وكيلا له وللامام الحسن العسكرى عليهما السلام، روى عن عمرو بن سعيد المدائنى، عن أبى الحسن العسكرى عليه السلام أنه قال له: ان أحببت أن تنظر إلى رجل من أهل الجنة فانظر إلى هذا، يعنى أيوب بن نوح.

تجد ترجمته في جامع الرواة 1 / 112، لسان الميزان 1 / 490 رقم 1518 وغيرها.

(3) في نسخة " ب " والمطبوع: انى قد.

(4) في نسخة " أ ": انى قد قرب.وفى نسخة " ب ": أنه قد اقترب، وفى المطبوع، قد قرب.

(5) في نسخة " أ ": لم تكن، وفى خ ل والمطبوع: ان يكن. (*)

[45]

قال { وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفان مت فهم الخالدون، كل نفس ذائقة الموت }(1).

ألا وإن ربي أمرني بوصيتكم(2).

ألا إن ربي أمرني أن أدلكم على سفينة نجاتكم وباب حصتكم، فمن أراد منكم

النجاة بعدي والسلامة من الفتن المردية، فليتمسك بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام(3) فانه الصديق الاكبر، والفاروق الاعظم، وهو امام كل مسلم بعدي، من [أحبه و](4) اقتدى به في الدنيا ورد علي حوضي، ومن خالفه من أره(5) ولم يرني(6) واختلج(7) دوني فأخذبه ذات الشمال إلى النار.[ثم قال](8): أيها الناس اني قد نصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم [لي ولكم.ثم أخذ رأس علي وقبل ما بين عينيه وقال له: يا علي فضلك أكثر من أن يحصى(9) فو الذى فلق الحبة وبرء النسمة لو اجتمع الخلائق على محبتك وعرف

حقوقك منك ما يليق بك، ما خلق الله النار](10)(11).

___________________________________

(1) الانبياء: 34.

(2) خ ل: بوصيكم.

(3) في نسخة " أ " بعلى بن أبى طالب.

(4) ليس في نسخة " ب ".

(5) في نسخة " ب ": أراه، وفى (خ ل) والمطبوع: يرده.

(6) في نسخة " ب ": يرانى.

(7) في نسخة " ب " والمطبوع: واحتجب.واختلج دونى: أى اجتذب واقتطع.

(8) ليس في نسخة " ب " والمطبوع وغاية المرام.

(9) في نسخة " أ ": تحصى.

(10) ليس في المطبوع وغاية المرام، وفى نسخة " ب ": لى ولكم.

(11) عنه غاية المرام: 45 ح 48. وأخرجه قطعة منه في احقاق الحق: 4 / 331 عن أبى بكر بن مؤمن الشيرازي المتوفى سنة 388 ه‍ في رسالة الاعتقاد على ما في مناقب الكاشى. (*)