فهرس القسم الثاني

مقدمة

.. في هذا الجزء من دراستنا لحياة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ينصب البحث على دراسة أدق المراحل، التي عاشها الإمام (عليه السلام)، بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله):

وهي مرحلة اضطلاعه، بمسؤولية القيادة المباشرة للأمة الإسلامية، في جميع شؤونها الحياتية.

فقد اتسمت هذه المرحلة بأحداث غاية في الأهمية، على الصعيد الفكري، والاجتماعي، والسياسي، كما سنرى.

والتاريخ الإسلامي، قد شهد عبر السنوات الخمس التي قضاها علي (عليه السلام) حاكماً للمسلمين، لونين من الأحداث:

أحدهما: يتعلق بما سجله الإمام (عليه السلام) على صفحات التاريخ الإنساني، من القيم الرفيعة، التي اتسمت بها سياسته الفاضلة، التي تبناها من أجل وضع حدود الله تعالى، وشريعته العظيمة، موضع التنفيذ، كاملة لا نقص فيها، ولا تحايل عليها، ولا تفريط، ولا أنصاف حلول، وعلى شتى الأصعدة الحياتية..

وثانيهما: ما يتعلق بردود الفعل السياسية التي قام بها بعض الناس والتي سجلها التاريخ الإسلامي.

وفي هذه الدراسة التي بين يديك –أيها القارئ العزيز– ستقرأ شطراً من سيرة أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهو يعيد لجهاز الدولة مسؤولياته الحقيقية، في حماية رسالة الله تعالى، وإقامة حدودها في الحياة، والعمل على كل ما من شأنه توفير السعادة للإنسان، وبناء شخصيته وتحصينها..

وتقرأ عن علي (عليه السلام) كذلك، دوره في التصدي، سواء للذين نكثوا أو مرقوا أو قسطوا..

ومن خلال هذا الشطر من حياة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، ستقرأ شواهد من بنود عدالته الاجتماعية، التي جسدها في الواقع الاجتماعي، ومواقفه الإنسانية وشدة تمسكه بشريعة الله تبارك وتعالى.

والأمر الذي نسأل الله تعالى أن يوفق أمتنا الإسلامية للأخذ به، في حياتها العملية، هو الالتزام الكامل بكتاب الله تعالى وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، كما جسدهما عملاً الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).