فهرس القسم الثالث

شخصية علي (عليه السلام) من خلال عناصرها الأساسية

إذا كانت حصيلة الإعداد الإلهي المباشر لرسول الله (صلى الله عليه وآله) إن صار خلقه (صلى الله عليه وآله) القرآن بكل ما فيه من فضائل وقيم روحية رفيعة مجسداً حياً في دنيا الواقع(1)، فإن حصيلة الإعداد الرسالي من لدن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) أن صار علي (عليه السلام) صورة للرسول (صلى الله عليه وآله) فكراً وهدياً ومواقف..

ولقد قرأنا بين ثنايا النصوص الكريمة التي مرت بنا خلال هذه الدراسة(2): تلك النصوص التي تكشف بقوة عما لعلي (عليه السلام) من مكانة في دنيا الإسلام.

فهو: المطهر من الرجس، وهارون الأمة، والذي كفه ككف النبي المصطفى، في العدل، وهو رفيق الحق لا ينفك أحدهما من الآخر وهو باب العلم الإلهي، وفاروق الأمة(3) و...و.. الخ.

وكل هذه الأوسمة التي زين بها الإسلام صدر علي (عليه السلام) كانت ذات مداليل عملية في دنيا الواقع في حياة علي (عليه السلام).

فهذه الصفات السامية جاءت ترجمة لواقع صار إليه الإمام (عليه السلام) كثمرة للإعداد الرسولي له منذ نعومة أظفاره حتى آخر يوم من أيام المصطفى (صلى الله عليه وآله).

ولعلنا لا ندرك أهمية تلك الأوسمة التي زين بها صدر الإمام (عليه السلام) ما لم نسلط بعضاً من الضوء على المقومات العامة لشخصيته سلام الله عليه في هذه الصفحات:

 

1 - يراجع القسم الثالث من سيرة المصطفى (صلى الله عليه وآله) للمؤلف. 

2 - راجع القسم الأول من هذه الدراسة التي بين يديك. 

3 - فاروق الأمة رواه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) الطبراني والبيهقي وكنز العمال وسواهم نقلاً عن المراجعات ص170.