![]() | ![]() | ![]() |
وهوى إليك العذقُ ثمَّ رددتَهُ في نخلة تزهى به وتزانُ
والدوحتانِ وقد دعوتَ فأقبلا حتى تلاقت منهما الأغصانُ
وشكا إليك الجيشُ من ظمأ به فتفجّرت بالماءِ منك بنانُ
ورددتَ عينَ قتادة من بعدِما ذهبتْ فلم ينظرْ بها إنسانُ
وحكى ذراعُ الشاةِ مودعَ سمِّه حتى كأنَّ العضوَ منه لسانُ
وعرجت في ظهرِ البُراقِ مجاوز السّـ ـبعِ الطباقِ كما يشَا الرحمنُ
والبدرُ شُقَّ وأشرقت شمسُ الضحى بعدَ الغروب وما بها نقصانُ
وفضيلةٌ شهدَ الأنامُ بحقِّها لا يستطيعُ جحودَها الإنسانُ
في الأرض ظلُّ الله كنتَ ولم يلُحْ في الشمسِ ظلُّكَ إن حواك مكانُ
نُسختْ بمظهرِك المظاهرُ بعدما نُسختْ بملِّةِ دينِك الأديانُ
وعلى نبوّتِكَ المعظَّمِ قدرُها قامَ الدليلُ وأوضح البرهانُ
وبك استغاثَ الأنبياءُ جميعُهم عند الشدائدِ ربَّهم ليُعانوا
أخذ الإله لك العهودَ عليهمُ من قبل ما سمحتْ بك الأزمانُ
وبك استغاثَ اللهَ آدمُ عندما نُسب الخلافُ إليه والعصيانُ
وبك التجا نوحٌ وقد ماجت به دُسُرُ السفينةِ إذ طغى الطوفان
وبك اغتدى أيّوبُ يسأل ربَّه كشفَ البلاءِ فزالتِ الأحزانُ
وبك الخليلُ دعا الإلهَ فلم يخف نمرودَ إذ شبّت له النيرانُ
وبك اغتدى في السجنِ يوسفُ سائلاً ربَّ العباد وقلبه حيرانُ
وبك الكليمُ غداةَ خاطبَ ربَّهُ سأل القبولَ فعمّه الإحسانُ
وبك المسيحُ دعا فأحيا ربُّهُ ميتاً وقد بُليت به الأكفانُ
وبك استبانَ الحقُّ بعد خفائِهِ حتى أطاعَكَ إنسُها والجانُ
ولو انَّني وفَّيتُ وصفَكَ حقَّه فَنيَ الكلامُ وضاقتِ الأوزانُ
فعليك من ربِّ السلامِ سلامُهُ والفضلُ والبركاتُ والرضوانُ
وعلى صراطِ الحقِّ آلُكَ كلّما هبَّ النسيمُ ومالتِ الأغصانُ
وعلى ابنِ عمِّك وارثِ العلمِ الذي ذلَّت لسطوةِ بأسِه الشجعانُ
وأخيكَ في يوم الغديرِ وقد بدا نورُ الهدى وتآختِ الأقرانُ
وعلى صحابتِكَ الذين تتبّعوا طرقَ الهدى فهداهم الرحمنُ
وشروا بسعيِهمُ الجنانَ وقد دروا أنَّ النفوسَ لبيعِها أثمانُ
يا خاتمَ الرسلِ الكرامِ وفاتح الـ ـنّعم الجسامِ ومن له الإحسانُ
أشكو إليك ذنوبَ نفس هفوها طبعٌ عليهِ رُكّبَ الإنسانُ
فاشفع لعبد شانَهُ عصيانُه إنَّ العبيدَ يشينها العصيانُ
فلك الشفاعةُ في محبِّكمُ إذا نُصبَ الصراطُ وعُلّقَ الميزانُ
فلقد تعرّضَ للإجازةِ طامعاً في أن يكون جزاءه الغفرانُ
39
شمس الدين المالكي
وإنّ عليّاً كان سيفَ رسوله وصاحبه السامي لمجد مشيّدِ
وصهر النبيِّ المجتبى وابن عمِّه أبو الحسنين المحتوي كلَّ سوددِ
وزوَّجه ربُّ السما من سمائه وناهيك تزويجاً من العرش قد بُدي
بخيرِ نساءِ الجنّة الغرِّ سؤدداً وحسبُك هذا سؤدداً لمسوّدِ
فباتا وجلُّ الزهدِ خيرُ حلاهما وقد آثرا بالزاد من كان يجتدي
فآثرت الجنّات من حلل ومن حليٍّ لها رعياً لذاك التزهّدِ
وما ضرّ من قد بات والصوفُ لبسُهُ وفي السندسِ الغالي غداً سوف يغتدي
وقال رسول الله إنّي مدينةٌ من العلمِ وهو البابُ والبابَ فاقصدِ
ومن كنتُ مولاه عليٌّ وليُّهُ ومولاكَ فاقصد حبَّ مولاك ترشُدِ
وإنّك منّي خالياً من نبوّة كهارون من موسى وحسبُكَ فاحمدِ
وكان من الصبيان أوّل سابق (173)إلى الدين لم يسبق بطائع مرشدِ
وجاء رسولُ الله مرتضياً له وكان عن الزهراء بالمتشرِّدِ
فمسّحَ عنه التربَ إذ مسَّ جلدَهُ وقد قام منها آلفاً للتفرّدِ
وقال له قولَ التلطّف قم أبا تراب كلام المخلص المتودّدِ
وفي ابنيه قال المصطفى ذانِ سيِّدا شبابِكمُ في دارِ عزٍّ وسوددِ
وأرسله عنه الرسولُ مبلّغاً وخص بهذا الأمرِ تخصيصَ مفردِ
وقال هل التبليغ عنّيَ ينبغي لمن ليسَ من بيتي من القوم فاقتدِ
وقد قال عبدُ اللهِ للسائلِ الذي أتى سائلا عنهم سؤالَ مشدّدِ
وأمّا عليٌّ فالتفت أين بيتُه وبيتُ رسولِ الله فاعرفه تشهدِ
وما زال صوّاماً منيباً لربِّهِ على الحقِّ قوّاماً كثيرَ التعبّدِ
قنوعاً من الدنيا بما نالَ معرضاً عن المالِ مهما جاءه المالُ يزهدِ
لقد طلَّقَ الدنيا ثلاثاً وكلّما رآها وقد جاءت يقول لها ابعدي
وأقربهم للحقِّ فيها وكلّهم أولو الحقِّ لكن كان أقرب مهتدي
40
علاء الدين الحلي
يا روحَ قدس من اللهِ البديء بدا وروحَ اُنس على العرش العليِّ بدا
يا علّةَ الخلقِ يا من لا يُقاربُ خيـ ـر المرسلين سواه مشبهٌ أبدا
يا سرَّ موسى كليمِ اللهِ حين رأى ناراً فآنس منها للظلامِ هدى
ويا وسيلةَ إبراهيمَ حين خبتْ نارُ ابنِ كنعانَ برداً والضرامُ هدا
أنت الذي قسماً لولا علاك لما كلّت لدى النحرِ عن نحر الذبيح مُدى
ولا غدا شملُ يعقوب النبيّ مع الـ ـصــدّيق مشتملا من بعد طول مَدى
أليِّةً بك لولا أنت ما كشفت مسرّة الأمنِ عن قلب النبيِّ صدى
ولا غدت عرصاتُ الكفر موحشةً يبكي عليهنَّ من بعد الأنيسِ صدى
يا من به كَمُلَ الدينُ الحنيفُ وللـ ـإسلامِ من بعدِ وهن ميلَهُ عضدا
وصاحبَ النصِّ في خمٍّ وقد رفع الـ ـنبيّ منه على رغم العدا عَضُدا
أنت الذي اختارك الهادي البشيرُ أخاً وما سواك ارتضى من بينهم أحدا
أنت الذي عجبتْ منه الملائكُ في بدر ومن بعدِها إذ شاهدوا أُحدا
وحقِّ نصرك للإسلامِ تكلؤه حياطةً بعد خطب فادح ورَدى
ما فصّلَ المجدُ جلباباً لذي شرف إلاّ وكان لمعناك البهيجِ رِدا