![]() | ![]() | ![]() |
عليٌّ أميرُ المؤمنينَ وحقُّهُ من اللهِ مفروضٌ على كلِّ مسلمِ
وأنَّ رسول اللهِ أوصى بحقِّهِ وأشركه في كلِّ حقٍّ مقسَّمِ
وزوّجهُ صدّيقةً لم يكنْ لها مُعادلةٌ غيرُ البتولة مريمِ
وردّم أبوابَ الذين بنى لهمْ بيوتاً سوى أبوابه لم يُرَدِّمِ
وأوجبَ يوماً بالغدير ولايةً على كلِّبرٍّ منفصيح وأعجمِ
وله قوله:
لقد سمعوا مقالتهُ بخُمٍّ غداةَ يضمُّهمْ وهو الغديرُ
فمن أولى بكمْ منكمْ فقالوا مقالةَ واحد وهُمُ الكثيرُ
جميعاً أنت مولانا وأولى بنا منّا وأنت لنا نذيرُ
فإنَّ وليّكم بعدي عليٌّ ومولاكم هو الهادي الوزيرُ
وزيري في الحياة وعند موتي ومن بعدي الخليفةُ والأميرُ
فوالى اللهُ من والاهُ منكمْ وقابله لدى الموتِ السرورُ
وعادى اللهُ من عاداهُ منكم وحلَّ به الموت الثبورُ
وله أيضاً:
ألا الحمد للهِ حمداً كثيراً وليِّ الَمحامِد ربّاً غفورا
هداني إليه فوحّدتُهُ وأخلصتُ توحيدَهُ المستنيرا
إلى أن يقول:
لذلك ما اختاره ربُّهُ لخير الأنامَ وَصيّاً ظهيرا
فقام بخُمٍّ بحيثُ الغديرُ وحطَّ الرحالَ وعافَ المسيرا
وقُمَّ له الدوحُ ثمَّ ارتقى على منبر كان رحلا وكورا
ونادى ضحىًباجتماع الحجيجِ فجاءوا إليه صغيراً كبيرا
فقال وفي كفِّه حيدرٌ يُليحُ إليه مُبيناً مُشيرا
ألا إنَّ من أنا مولىً لهُ فمولاه هذا قَضاً لن يجورا
فهل أنا بلّغتُ قالوا نعم فقال اشهدوا غُيَّباً أو حضورا
يبلّغ حاضرُكمْ غائباً وأُشهد ربِّي السميعَ البصيرا
فقوموا بأمر مَليكِ السما يبايعْهُ كلٌّ عليه أميرا
فقاموا لبيعته صافقينَ أكفّاً فأوجس منهم نكيرا
فقال إلهيَ والِ الوليَّ وعادِ العدوَّ له والكفورا
وكنّ خاذلا للأُلى يخذلون وكن للأُلى ينصرون نصيرا
فكيف ترى دعوة المصطفى مجاباً بها أو هباءً نثيرا
أُحبّك يا ثانيَ المصطفى ومن أشهدَ الناسَ فيه الغديرا
وأشْهدُ أنَّ النبيَّ الأميـ ـن بلّغ فيك نداءً جهيرا
وأنَّ الذين تعادَوا عليك سيُصلَون ناراً وساءت مصيرا
صفحه سفيد
من أشعار الغدير
في
القرن الثالث
صفحه سفيد
7
أبو تَمّام الطائي
أظبيةُ حيث استنّتِ الكُثُب العُفرُ رُوَيدَكِ لا يغتالكِ اللومُ والزجرُ
أسرّي حِذاراً لم تُقيِّدْك رِدّةٌ فيحسِرُ ماءً من محاسِنكِ الهذرُ
أراكِ خلالَ الأمر والنهي بوّةً (31)عَداكِ الردى ما أنتِ والنهيُ والأمرُ
أتُشْغلُني عمّا هُرِعتُ لمثلِهِ حوادثُ أشجان لصاحِبها نُكْرُ
ودهرٌ أساءَ الصُّنْعَ حتى كأنّما يُقَضِّي نذوراً في مساءتيَ الدهرُ
له شجراتٌ خَيّمَ المجدُ بينها فلا ثَمَرٌ جان ولا ورقٌ نَضْرُ
وما زِلتُ ألقى ذاك بالصبرِ لابساً رداءَيهِ حتّى خِفْتُ أن يَجزَعَ الصبرُ
وإنَّ نكيراً أن يضِيقَ بمن لهُ عشيرةُ مِثلي أو وسيلتُهُ مِصْرُ
وما لامرى من قائل يومَ عثْرة لعاً(32) وَخَدِيناهُ الحداثةُ والفقرُ
وإن كانتِ الأيّامُ آضَتْ وما بها لذي غُلَّة وِردٌ ولا سائل خُبْرُ
همُ الناسُ سارَ الذمُّ والحربُ بينهمْ وحمّرَ أن يغشاهُمُ الحمدُ والأجرُ
صَفِيُّكِ منهمْ مُضمِرٌ عُنجهيّةً (33)فقائدهُ تِيْهٌ وسائِقُهُ كِبْرُ
إذا شام برقَ اليُسرِ فالقُربُ شأنُهُ وأنأى من العَيّوقِ إن نالَهُ عُسْرُ
أريني فتىً لم يَقْلِهِ الناسُ أو فتىً يصحُّ له عَزْمٌ وليس له وَقْرُ
تَرَى كلَّ ذى فضل يطولُ بفضلِهِ على مُعتفيهِ والذي عنده نَزْرُ
وإنَّ الّذي أحذانيَ الشيبَ لَلَّذي رأيتِ ولم تَكْمُلْ له السبعُ والعشرُ