![]() | ![]() | ![]() |
قالقومٌقُصرى الجميع التلاشي فئةٌ منتهاهمُ التعطيلُ
وأدّعى الآخرون نسخاً وفسخاً ولهم غيرُ ذاك حشوٌ طويلُ
وأبوا بعد هذه الدارِ داراً نحوها كلُّ من يؤولُ يَؤولُ
لم يروا بعدها مَقامَ ثواب وعقاب لهم إليه وُصولُ
فالمثابون عندهم مُترفوهمْ ولذي الفاقة العذابُ الوبيلُ
قال قومٌ وهم ذوو العدد الجـ ـمِّ لنا الزنجبيل والسلسبيلُ
ولنا بعد هذه الدارِ دارٌ طابَفيها المشروب والمأكولُ
ولكلٍّ من المقالاتِ سوقٌ وإمامٌ روايةٌ ورَعيلُ
ما لهم في قَبيل عقل كلامٌ لا ولا في حِمَى الرشاد قَبولُ
أمّةٌ ضيّع الأمانةَ فيها شيخُها الخاملُ الظلومُ الجهولُ
بئسذاكالإنسانُفيزُمرِ الإنسِ وشيطانُه الخَدوعُ الخذولُ
فهم التائهون في الأرضِ هُلْكاً عقدُ دينِ الهُدى بهم محلولُ
نكسوا ويلَهمْ ببابلَ جهراً جُملٌ ذا وراءها تفصيلُ
مَنعوا صفوَ شربة من زُلال ليس إلاّ بذاك يشفى الغليلُ
ملّكوا الدين كلّ أُنثى وخُنثى وضعيف بغير بأس يصولُ
إلى أن قال:
لو أرادوا حقيقةَ الدينِ كانوا تبعاً للذي أقامَ الرسولُ
وأتت فيه آيةٌ النصِّ بلِّغْ يوم خمٍّ لمّا أتى جبريلُ
ذاكمُ المرتضى عليٌّ بحقٍّ فبعلياهُ ينطقُ التنزيلُ
ذاك برهان ربِّه في البرايا ذاكَ في الأرضِ سيفُهُ المسلولُ
فأطيعواجحداً أُولي الأمر منهم فلهم في الخلائق التفضيلُ
أهل بيت عليهمُ نزل الذكـ ـرُ وفيه التحريمُ والتّحليلُ
همْ أمانٌ من العمى وصراطٌ مستقيمٌ لنا وظِلٌّ ظليلُ
صفحه سفيد
من أشعار الغدير
في
القرن السادس
صفحه سفيد
30
أبو الحسن الفنجكردي
لا تُنكرَنَّ غديرَ خمٍّ إنّه كالشمسِ في إشراقِها بل أظهرُ
ما كان معروفاً بإسناد إلى خيرِ البرايا أحمد لا يُنكَرُ
فيهِ إمامةُ حيدر وكمالهُ وجلالُهُ حتى القيامةِ يُذكَرُ
أولى الأنامِ بأن يوالي المرتضى من يأخذُ الأحكامَ منه ويأثرُ
31
ابن العودي النيلي
بفنا الغريّ وفي عراصِ العلقمِ تُمحى الذنوب عن المسيءِ المجرمِ
قبران قبرٌ للوصيّ وآخرٌ فيه الحسين فعُجْ عليه وسلّمِ
هذا قتيلٌ بالطفوفِ على ظماً وأبوه في كوفانَ ضُرِّجَ بالدمِ
وإذا دعا داعي الحجيجِ بمكّة فإليهما قصدُ التقيِّ المسلمِ
فاقصدْهما وقلِ السلامُ عليكما وعلى الأئمّةِ والنبيِّ الأكرمِ
أنتمْ بنو طه وقاف والضحى وبنو تباركَ والكتابِ المحكَمِ
وبنو الأباطحِ والمسلخِ والصفا والركنِ والبيتِ العتيقِ وزمزمِ
بكمُ النجاةُ من الجحيم وأنتمُ خيرُ البريّة من سلالةِ آدمِ
أنتم مصابيحُ الدجى لمن اهتدى والعروةُ الوثقى التي لم تُفصمِ
وإليكمُ قصدُ الوليِّ وأنتمُ أنصارُهُ في كلِّ خطب مولمِ
وبكم يفوزُ غداً إذا ما أُضرِمتْ في الحشرِ للعاصين نارُ جهنّم
مَن مثلُكْم في العالمينَ وعندكمْ علمُ الكتابِ وعلمُ ما لم يُعلَمِ
جبريلُ خادمُكمْ وخادمُ جدِّكمْ ولغيرِكمْ فيما مضى لم يخدمِ
أبني رسولِ اللهِ إنّ أباكمُ من دوحة فيها النبوّةُ ينتمي
آخاه من دونِ البريّةِ أحمدٌ واختصّه بالأمرِ لو لم يُظلَمِ
نصَّ الولايةَ والخلافةَ بعدَهُ يومَ الغدير له برغمِ اللوّمِ
ودعا له الهادي وقال ملبّياً يا ربِّ قد بلّغتُ فاشهد واعلمِ
حتى إذا قُبِضَ النبيُّ وأصبحوا مثلَ الذباب تلوحُ حول المطعمِ
نكثتْ ببيعته رجالٌ أسلمتْ أفواهُهمْ وقلوبُهم لم تُسلمِ
وتداولوها بينهم فكأنّها كأسٌ تدور على عطاش حُوّمِ