back page fehrest page next page

واجتمعَ المدرِّسون الأربعه في خلوة آراؤهم مجتمعه

حضرتُ في مجلسِهمْ فقالوا أنت فقيهٌ وهنا سؤالُ

من ذا تُرى أحقُّ بالتقدُّمِ بعد رسولِ اللهِ هادي الأُممِ

فقلت فيه نظرٌ يحتاجُ أن يُترك العنادُ واللجاجُ

وكلّنا ذوو عقول ونظرْ وفِكَر صالحة ومعتبرْ

فلنفرض الآن قضى النبيُّ واجتمع الدنيُّ والقصيُّ

وأنتمُ مكانَ أهلِ العقدِ والحلِّ بل فوقهمُ في النقدِ

فالتزموا قواعد الإنصافِ فإنَّها من شِيَم الأشرافِ

لمّا قضى النبيُّ قال الأكثرُ إنَّ أبا بكر هو المؤمَّرُ

وقال قومٌ ذاك للعبّاسِ وانقرضوا وقال باقي الناسِ

ذاك عليٌّ والجميع مدّعي أنَّ سواه للمحال يدَّعي

فهل ترون أنَّه لمّا قضى نصَّ على خليفة أم فوّضا

ترتيبه بعدُ إلى الرعايا ليجمعوا على الإمام رايا

فقال منهم واحدٌ بل نصّا على أبي بكر بها وخصّا

قال له الباقون هذا يشكلُ بما عن الفاروق نحن ننقلُ

من أنَّهُ قال إن استخلفتُ فلأبي بكر قد اتّبعتُ

وإن تركتُ فالنبيُّ قد ترك والحقُّ بين الرجلين مشترك

وقال كانت فلتةً بيعتهُ فمن يعد حلّت لكم قتلتهُ

وقول سلمان لهم فعلتم وما فعلتم إذ له عزلتم

وقالت الأنصار نستخيرُ منّا أميراً ولكم أميرُ

فلو يكون نصّ في عتيقِ للزمَ الطعنُ على الفاروقِ

ثمَّ على سلمانَ والأنصارِ وليس ذا بالمذهبِ المختارِ

معْ أنَّه استقال واستقالتُهْ دلّت على أن باختيار بيعتُهْ

لو أنَّها نصٌّ من الرسولِ لم يك في العالم من مقيلِ

فاجتمعَ القومُ على الإنكارِ للنصِّ والقولِ بالاختيار

فقلت لمّا فوّضت إلينا أيلزم الأمّة أن يكونا

أفضلَهم أم ناقصاً مفضولا لا يستحقُّ الحكم والتأهيلا

فاجتمعوا أن ليس للرعيّه إلاّ اختيار أفضلِ البقيّه

قلت لهم يا قوم خبّروني أعلى صفات الفضلِ بالتعيينِ

فقدّموا السبقَ إلى الإيمانِ وهجرةَ القوم عن الأوطانِ

إلى أن يقول فيها:

قلت دعوني من صفات الفضلِ فأنتمُ من كلّها في حلِّ

نفرضُها كأمة بين نفرْ قد أحدقوا من حولها وهم زُمَرْ

وافترق الناسُ فقال الأكثرُ لواحد خذها فأنت أجدرُ

وقال باقيهم لشخص ثاني ليس لها مولىً سواك قاني

ثمَّ رأينا الأوّل المولّى ينكر فيها الملك مستقلاّ

يقول ليس لي بها من حقِّ وذا يقول أمتي ورقّي

ويستغيث وله تألّمُ على الذي يغصبُه ويظلمُ

وكلُّ شخص منهما صدِّيقُ ليس إلى تكذيبه طريقُ

فما يقول الفقهاء فيها شرعاً أنعطيها لمدّعيها

أم من يقول ليس لي بحقِّ بالله أفتونا بمحض الحقِّ

بُعيد هذا قالت الجماعه سمعاً لما ذكرتمُ وطاعه

ما عندنا في فضله تردّدُ وأنَّه المكمّل المؤيَّدُ

لكنّنا لا نترك الإجماعا ولا نرى الشقاق والنزاعا

والمسلمون قطُّ لم يجتمعوا على ضلال فلهم نتّبعُ

ثمَّ الأحاديثُ عن النبيِّ ناطقةٌ بنصِّهِ الجليِّ

قلت لهم دعواكمُ الإجماعا ممنوعة إذ ضدُّها قد شاعا

وأيُّ إجماع هنالك انعقدْ والصفوةُ الأبرارُ ما منهم أحدْ

مثل عليّ الصنو والعبّاسِ ثمَّ الزبير هم سراة الناسِ

ولم يكن سعدُ فتى عباده ولا لقيس ابنهِ إراده

ولا أبو ذرٍّ ولا سلمانُ ولا أبو سفيانَ والنعمانُ

أعني ابنَ زيد لا ولا المقدادُ بل نقضوا عليهمُ ما شادوا

وغيرهم ممَّن له اعتبارُ لم يقنعوا بها ولم يختاروا

فلا يقال إنّه إجماعٌ بل أكثرُ الناسِ له أطاعوا

لكنّما الكثرة ليست حجّه بل ربما في العكس كان أوجه

فاللهُ قد أثنى على القليلِ في غيرِ موضع من التنزيلِ

فسقطَ الإجماعُ باليقينِ إلاّ إذا كابرتمُ في الدينِ

ونصّكمْ كيف ادّعيتموهُ وعن قليل قد منعتموهُ

أليس قد قرّرتمُ أنَّ النبي مات بلا نصّ وليس مذهبي

لكنّني وافقتكم إلزاما ولم أقل بذلك التزاما

لأنَّني أعلمُ مثلَ الشمسِ نصَّ الغدير واضحاً عن لبسِ

وأنتمُ أيضاً نقلتموهُ كنقلنا لكن رفضتموهُ

الى آخر الارجوزة

37

جمال الدين الخلعي

فاح أريجُ الرياضِ والشجرِ ونبّه الورقُ راقدَ السحرِ

واقتدحَ الصبحُ زندَ بهجتهِ فأشعلت في محاجر الزهرِ

وافترَّ ثغرُ النوار مبتسماً لمّا بكته مدامعُ المطرِ

واختالتِ الأرضُ في غلائلِها فعطّرتنا بنشرِها العطرِ

وقامت الورقُ في الغصونِ فلم يبق لنا حاجةٌ إلى الوترِ

ونبّهتنا إلى مساحبِ أذ يالِ الصبا بالأصيلِ والبُكرِ

يا طيبَ أوقاتِنا ونحن على مستشرف شاهق نَد نضرِ

تطلُّ منه على بقاع أنيقا ت كساها الربيعُ بالحُبرِ

في فتية ينثرُ البليغُ لهم وتراً فيهدي تمراً إلى هجرِ

من كلِّ من يشرفُ الجليسُ له معطّر الذكر طيِّب الخبرِ