back page fehrest page next page

ألا إنّه نفسي ونفسيَ نفسُه به النصُّ أنبا وهو وحيٌ منزّلُ

ألا إنّني للعلمِ فيكمْ مدينةٌ عليٌّ لها بابٌ لمن رام يدخلُ

ألا إنّه مولاكمُ ووليّكمْ وأقضاكمُ بالحقِّ يقضي ويعدلُ

فقالوا جميعاً قد رضيناه حاكماً ويقطعُ فينا ما يشاءُ ويوصلُ

من أشعار الغدير

في

القرن الخامس

صفحه سفيد

26

الشريف الرضي

نطقَ اللسانُ عن الضميرِ والبشرُ عنوانُ البشيرِ

ألآن أعْفَيْتَ القلو بَ من التقلقلِ والنفورِ

وانجابتِ الظلماءُ عن وضَحِ الصباح المستنيرِ

إلى أن قال:

غدرَ السروُ بنا وكا ن وفاؤه يومَ الغديرِ

يومٌ أطافَ به الوصـ ـيُّ وقد تلقّبَ بالأميرِ

فتسلَّ فيه ورُدَّ عا ريةَ الغرامِ إلى المعيرِ

وابتزّ أعمارَ الهمومِ بطولِ أعمارِ السرورِ

فلِغَيرِ قلبِكَ من يعلّلُ همَّهُ نُطَفُ الخمورِ

لا تقنعَنْ عندَ المطا لب بالقليلِ من الكثيرِ

فتبرّضُ الأطماعِ مثل تبرّض(119) الثَّمَدِ الجرورِ

هل بعدَ مُفترَقِ الأظعانِ مجتمعُ أم هل زمانٌ بهم قد فاتَ يُرتجَعُ

تحمّلوا تَسَعُ البيداءُ ركبَهمُ ويحملُ القلبُ فيهم فوقَ ما يَسعُ

مغرِّبين همُ والشمسَ قد ألفوا ألاَ تغيبَ مغيباً حيثما طلعوا

شاكين للبَيْنِ أجفاناً وأفئدةً مفجّعين به أمثالَ ما فجعوا

تخطو بهم فاتراتٌ في أزمّتِها أعناقُها تحت إكراهِ النوى خُضُعُ

تشتاق نعمانَ لا ترضى بروضتِهِ داراً ولو طابَ مصطافٌ ومرتبَعُ

فداء وافين تمشي الوافياتُ بهمْ دمعٌ دمٌ وحَشَاً في إثرِهم قِطَعُ

الليلُ بعدهُمُ كالفجرِ متّصلٌ ما شاء والنومُ مثلُ الوصلِ منقطِعُ

ليت الذين أصاخوا يومَ صاحَ بهمْ داعي النوى ثوِّروا صمّوا كما سمِعوا

أوليتَ ما أخذَ التوديعُ من جسدي قضى عليَّ فللتعذيبِ ما يدعُ

وعاذل لجَّ أعصيه ويأمُرني فيه وأهربُ منه وهو يتّبعُ

يقول: نفسَك فاحفظها فإنّ لها حقّاً وإنّ علاقاتِ الهوى خدَعُ

روِّح حشاك بِبَردِ اليأس تسلُ به ما قيل في الحبِّ إلاّ أنّه طمعُ

والدهرُ لونانِ والدنيا مقلّبةٌ الآنَ يعلمُ قلبٌ كيف يرتدعُ

هذي قضايا رسولِ اللهِ مهملةٌ غدراً وشملُ رسولِ الله منصدعُ

والناسُ للعهدِ ما لاقوا وما قربوا وللخيانة ما غابوا وما شَسَعوا

وآلُهُ وهمُ آلُ الإلهِ وهمْ رُعاةُ ذا الدينِ ضِيموا بعده ورُعُوا

ميثاقُهُ فيهمُ ملقىً وأمّتُهُ معْ من بغاهم وعاداهم له شِيَعُ

تُضاعُ بيعتُهُ يومَ الغديرِ لهمْ بعد الرضا وتُحاطُ الرومُ والبِيَعُ

مقسّمين بأيمان همُ جذبوا ببوعها وبأسياف همُ طبعوا

ما بين ناشرِ حبل أمسِ أبرمه تُعَدُّ مسنونةً من بعدِهِ البِدَعُ

وبين مُقتنص بالمكرِ يخدعُهُ عن آجل عاجلٌ حلوٌ فينخدعُ

وقائل لي عليٌّ كان وارثَهُ بالنصِّ منه فهل أَعَطَوه أم منعوا

فقلت كانت هَناتٌ لستُ أذكرُها يجزي بها الله أقواماً بما صنعوا

أبلغْ رجالاً إذا سمّيتُهمْ عُرِفوا لهم وجوهٌ من الشحناءِ تُمتقعُ

توافقوا وقناةُ الدين مائلةٌ فحين قامتْ تلاحَوا فيه واقترعوا

أطاع أوّلُهم في الغَدرِ ثانيَهمْ وجاءَ ثالثُهم يقفو ويتّبعُ

قفوا على نظر في الحقِّ نفرضُهُ والعقلُ يفصلُ والمحجوجُ ينقطعُ

بأيّ حكم بنوه يتبعونكمُ وفخرُكمْ أنّكمْ صحبٌ له تَبَعُ

وكيف ضاقتْ على الأهلينَ تربتُهُ وللأجانبِ من جنبيهِ مضطجَعُ

وفيم صيّرتمُ الإجماعَ حجّتَكمْ والناسُ ما اتّفقوا طوعاً ولا اجتمعوا

أَمْرٌ «عليٌّ» بعيد من مشورتِهِ مستكرَهٌ فيه والعبّاس يَمتنعُ

وتدّعيه قريشٌ بالقرابة والـ أنصار لا رُفُعٌ فيه ولا وُضُعُ

فأيّ خُلف كخُلْف كان بينكُمُ لولا تُلفَّقُ أخبارٌ وتصطَنَعُ

واسألهمُ يوم خُمٍّ بعدما عقدوا له الولايةَ لِمْ خانوا ولِمْ خَلَعوا

قولُ صحيحٌ ونيّاتٌ بها نَغَلٌ لا ينفع السيفَ صَقلٌ تحته طَبَعُ