![]() | ![]() | ![]() |
فمن جليلِ صدر ومن شادن شاد فصيح كطلعة القمرِ
يورد ما جاء في الغديرِ وما حدّث فيه عن خاتمِ النذرِ
ممّا روته الثقاتُ في صحّة النقلِ وما أسندوا إلى عمرِ
قد رقى المصطفى بخمّ علىالـ ـأقتابِ لا بالونْيِ ولا الحصرِ
إذ عاد من حجّةِ الوداعِ إلى منزلة وهي آخرُ السفرِ
وقال يا قوم إنَّ ربِّيَ قد عاودني وحيُه على خطرِ
إن لم أُبلّغ ما قد أُمرِتُ به وكنتُ من خلقكم على حذرِ
وقال إن لم تفعلْ محوتُكَ من حكمِ النبيِّين فاخشَ واعتبرِ
إن خفت من كيدِهم عصمتُكَ فاسـ ـتبشر فإنّي لَخيرُ منتصرِ
أقمْ عليّاً عليهمُ علماً فقد تخيّرتُه من البشرِ
ثمَّ تلا آيةَ البلاغ لهم والسمع يعنو لها مع البصرِ
وقال قد آن أن أُجيب إلى داعي المنايا وقد مضى عمري
ألستُ أولى منكم بأنفسكم قلنا بلى فاقضِ حاكماً ومُرِ
فقالَ والناسُ محدقون به ما بين مصغ وبين منتظرِ
من كنتُ مولىً له فحيدرةٌ مولاه يقفو به على أثري
يا ربّ فانصر من كان ناصرَهُ واخذل عداه كخذلِ مقتدرِ
فقمت لمّا عرفتُ موضعَهُ من ربِّه وهو خيرةُ الخيرِ
فقلت يا خيرةَ الأنامِ بخ جاءتك منقادةً على قدرِ
أصبحتَ مولىً لنا وكنتَ أخاً فافخر فقد حزتَ خيرَ مفتخرِ
ويقول فيها:
تالله ما ذنبُ من يقيسُ إلى نعلك من قدّموا بمغتفرِ
أنكر قومٌ عيد الغدير وما فيه على المؤمنين من نكرِ
حكّمك اللهُ في العبادِ به وسرتَ فيهم بأحسنِ السِّيرِ
وأكملَ اللهُ فيه دينَهمُ كما أتانا في محكمِ السُّورِ
نعتُكَ في محكمِ الكتابِ وفي التوراةِ باد والسّفر والزُّبُرِ
عليكعرضُالعباد تقضي على من شئت منهم بالنفع والضررِ
تُظمئ قوماً عند الورود كما تروي أُناساً بالوِردِ والصَدرِ
يا ملجأ الخائف اللهيفِ ويا كنزَ الموالي وخير مدّخرِ
لقّبتُ بالرفضِ وهو أشرفُ لي من ناصبيٍّ بالكفر مشتهرِ
نعم رفضتُ الطاغوتَ والجبتَ واستخلصتُودّيللأنجم الزُّهرِ
وله قوله:
حبّذا يومُ الغديرِ يومُ عيد وسرورِ
إذ أقامَ المصطفى من بعده خيرَ أميرِ
قائلا هذا وصيِّي في مغيبي وحضوري
وظهيري ونصيري ووزيري ونظيري
وهو الحاكمُ بعدي بالكتابِ المستنيرِ
والذي أظهرَهُ اللهُ على علمِ الدهورِ
والذي طاعتُهُ فر ضٌ على أهلِ العصورِ
فأطيعوه تنالوا الـ ـقصدَ من خيرِ ذخيرِ
فأجابوه وقد أخـ ـفَوا له غلَّ الصدورِ
بقبولِ القولِ منه والتهاني والحبورِ
يا أمير النحلِ يا من حبُّه عقدُ ضميري
والذي ينقذني من حرِّ نيرانِ السعيرِ
والذي مِدحتُهُ ما عشت أُنسي وسميري
والذي يجعلُ في الحشر إلى الخلدِ مصيري
لكَ أخلصتُ الولا يا صاحبَ العلمِ الغزيرِ
ولمن عاداكَ منّي كلُّ لعن ودحورِ
نال مولاك «الخليعيُّ» الـ ـهَنا يوم النشورِ
بتبرِّيه إلى الرحـ ـمن من كلِّ كفورِ
38
صفيّ الدين الحلّي
خمدتْ لفضلِ ولادِكَ النيرانُ وانشقَّ من فرَح بك الإيوانُ
وتزلزلَ النادي وأوجسَ خيفةً من هولِ رؤياه أنوشروانُ
فتأوّلَ الرؤيا سطيحُ(162) وبشّرتْ بظهورِك الرهبانُ والكهّانُ
وعليك أرميّا وشعيا أثنَيا وهما وحزقيلٌ لفضلِكَ دانوا
بفضائلشهدتبهنَّالصحفُ والـ ـتوراة والإنجيلُ والفرقانُ
فوُضِعتَ للهِ المهيمنِ ساجداً واستبشرتْ بظهورِكَ الأكوانُ
متكمِّلاً لم تنقطعْ لك سرّةٌ شرفاً ولم يطلق عليك ختانُ
فرأت قصورَ الشامِ آمنةٌ وقد وضعتكَ لا تخفى لها أركانُ
وأتتحليمةُ وهي تنظر في ابنِها (166)سرّاً تحارُ لوصفِهِ الأذهانُ
وغدا ابنُ ذي يزن ببعثِكَ مؤمناً (167)سرّاً ليشهد جدّك الديّانُ
شرح الإلهُ الصدرَ منك لأربع (168)فرأى الملائكَ حولَكَ الأخوانُ
وحييتَ في خمس بظلّ غمامة لك في الهواجِر جرمها صيوانُ
ومررتَ في سبع بدير فانحنى منه الجدارُ وأسلمَ المطرانُ
وكذاك في خمس وعشرين انثنى نسطورُ منك وقلبُه ملآنُ
حتى كملتَ الأربعينَ وأشرقتْ شمسُ النبوّة وانجلى التبيانُ
فرمت رجومُ النيِّراتِ رجيمَها وتساقطتْ من خوفِكَ الأوثانُ
والأرض فاحت بالسلام عليك والـ ـأشجارُ والأحجارُ والكثبانُ
وأتت مفاتيحُ الكنوزِ بأسرِها فنهاكَ عنها الزهدُ والعرفانُ
ونظرتَ خلفَك كالأمام بِخاتم أضحى لديه الشكُّ وهو عيانُ
وغدتلكالأرضُ البسيطةُ مسجداً فالكلُّ منها للصلاةِ مكانُ
ونُصِرتَبالرعبِالشديدِعلىالعدى ولك الملائكُ في الوغى أعوانُ
وسعى إليك فتى(169) سلام مسلماً طوعاً وجاء مسلِّماً سلمانُ
وغدت تكلِّمكَ الأباعر والظبا والضبُّ والثعبانُ والسرحانُ
والجذع حنَّ إلى علاك مسلِّماً وببطن كفِّكَ سبَّح الصوَّانُ