![]() | ![]() | ![]() |
وإنّك الآيةُ الكبرى التي ظهرتْ للعارفين بأنواع من الطرفِ
هذي ملائكةُ الرحمنِ دائمةً يهبطنَ نحوكَ بالألطافِ والتحفِ
كالسطلِ والجامِ والمنديلِ جاء به جبريلُ لا أحدٌ فيه بمختلفِ
كان النبيُّ إذا استكفاك معضلةً من الأمور وقد أعيت لديه كُفي
وقصّةُ الطائر المشويِّ عن أنس تخبر بما نصّهُ المختارُ من شرفِ
والحَبُّ والقضبُ والزيتونُ حين أتوا تكرُّماً من إله العرش ذي اللطفِ
والخيلُ راكعةٌ في النقعِ ساجدةٌ والمشرفيّاتُ قد ضجّت على الحَجَفِ (110)بعثتَ أغصانَ بان في جموعِهمُ
فأصبحوا كرماد غير منتسفِ لو شئتَ مسخَهمُ في دورِهمْ مُسِخوا أو شئتَ قلتَ لهم يا أرض إنخسفي
والموتُ طوعُكَ والأرواحُ تملكُها وقد حكمتَ فلم تظلِمْ ولم تحفِ
لا قدَّس اللهُ قوماً قال قائلُهمْ بخ بخ لك من فضل ومن شرفِ
وبايعوك بخمٍّ ثمَّ أكّدَها محمّدٌ بمقال منه غيرِ خفي
عاقوك واطّرحوا قولَ النبيِّ ولم يمنعهمُ قولُه هذا أخي خلَفي
هذا وليُّكُمُ بعدي فمن علِقَتْ به يداهُ فلن يخشى ولم يخفِ
23
أبو العلاء السرَوي
عليٌّ إماميَ بعدَ الرسولِ سيشفعُ في عَرصةِ الحقِّ لي
ولا أدّعي لعليٍّ سوى فضائلَ في العقلِ لم يشكلِ
ولا أدّعي أنّه مرسَلٌ ولكن إمامٌ بنصٍّ جلي
وقول الرسول له إذا أتى له شبهُ الفاضل المفضلِ
ألا إنّ من كنتُ مولىً له فمولاه من غيرِ شكٍّ علي
24
أبو محمد العوني
إمامي له يومَ الغديرِ أقامَهُ نبيُّ الهدى ما بين من أنكرَ الأمرا
وقامَ خطيباً فيهمُ إذا أقامَهُ ومن بعد حمدِ اللهِ قالَ لهم جهرا
ألا إنّ هذا المرتضى بعلُ فاطم عليُّ الرضا صهري فأَكرمْ به صهرا
ووارثُ علمي والخليفةُ فيكمُ إلى الله من أعدائِه كلّهم أبرا
سمعتم؟ أطعتم؟ هل وعيتم مقالتي؟ فقالوا جميعاً ليس نعدوا له أمرا
سمعنا أطعنا أيّها المرتضى فكن على ثقة منّا وقد حاولوا غدرا
ومنها قوله:
وفي خبر صحّتْ روايتُهُ لهم عن المصطفى لا شكَّ فيه فيستبرا
بأن قال لمّا أن عرجتُ إلى السما رأيتُ بها الأملاكَ ناظرةً شزرا
إلى نحوِ شخص حِيلَ بيني وبينه لعُظمِ الذي عاينتُه منه لي خيرا
فقلت حبيبي جبرئيل من الذي تلاحظه الأملاكُ قال لك البشرى
فقلت ومن ذا قال عليُّ الرضا (114)وما خصّه الرحمنُ من نِعَم فخرا
تشوّقتِ الأملاكُ إذ ذاك شخصَهُ فصوّره الباري على صورة اُخرى
فمال إلى نحو ابن عمٍّ ووارث على جذل منه بتحقيقِهِ خُبْرا
25
ابن حمّاد العبدي
ألا قُل لسلطانِ الهوى كيف أعملُ لقد جار من أهوى وأنتَ المؤمّلُ
أاُبدي إليك اليوم ما أنا مضمرٌ من الوجدِ في الأحشاءِ أم أتحمّلُ
وما أنا إلاّ هالكٌ إن كتمتُهُ ولا شكّ كتمانُ الهوى سوف يقتلُ
فخذ بعضَ ما عندي وبعضٌ أصونُهُ فإن رمتُ صونَ الكلّ فالحالُ مشكلُ
لقد كنتُ خلواً من غرام وصبوة أبِيتُ ومالي في الهوى قطُّ مدخلُ
إلى أن دعاني للصبابةِ شادنٌ تحيّرُ فيه الواصفون وتذهلُ
بديعُ جمال لو يَرى الحسنُ حسنَه لقرَّ اختياراً أنّه منه أجملُ
فسبحانَ من أنشاه فرداً بحسنِهِ فلا تعجبوا فاللهُ ما شاء يفعلُ
دعاني فلم ألبث ولبّيتُ عاجلا وما كنت لولا ذلك الحسنُ أعجلُ
بذلتُ له روحي وما أنا مالكٌ وفي مثله الأرواحُ والمالُ تُبذَلُ
وصرتُ له خِدناً ثلاثينَ حجّةً أُعانق منه الشمسَ والليلُ أليلُ
بسمعيَ وَقرٌ إن لحا فيهِ كاشحٌ كذاك به عن عذلِ من راح يعذلُ
إلى أن بدا شيبي ولاحَ بياضُهُ كما لاح قرنٌ من سنا الشمس مسدلُ
وبدّل وصلي بالجفا متعمِّداً وما خلتُه للهجرِ والصدّ يفعلُ
فحاولته وصلا فقال ليَ ابتدئ وإلاّ يميناً إنّه ليس يقبلُ
وفرَّ كما من حيدر فرَّ قرنُهُ وقد ثار من نقعِ السنابكِ قسطَلُ
غداةَ رأتهُ المشركون وسيفُهُ بكفّيه منه الموتُ يجري ويهطلُ
حسامٌ كصلّ الريمِ في جنباتِهِ دبيبٌ كما دبّت على الصخرِ أنملُ
إذا ما انتضاه واعتزى وسطَ مأزق تزلزل خوفاً منه رضوى ويذبلُ
به مرحبٌ عضّ الترابَ معفّراً وعمرو بن ودٍّ راح وهو مجدّلُ
وقام به الإسلامُ بعد اعوجاجه وجاء به الدين الحنيف يُكمّلُ
إلى أن يقول فيها:
هو الضاربُ الهاماتِ والبطلُ الذي بضربتِهِ قد ماتَ في الحالِ نوفلُ
وعرّجَ جبريلُ الأمينُ مصرِّحاً يكبِّرُ في أُفق السما ويهلّلُ
أخو المصطفى يومَ الغديرِ وصنوُهُ ومُضجِعُهُ في لحدِه والمغسِّلُ
له الشمس رُدّت حين فاتتْ صلاتُهُ وقد فاته الوقتُ الذي هو أفضلُ
فصلّى فعادتْ وهي تهوي كأنّها إلى الغربِ نجمٌ للشياطين مُرسَلُ
أما قال فيهِ أحمدٌ وهو قائمٌ على منبرِ الأكوار والناسُ نُزّلُ
عليٌّ أخي دون الصحابةِ كلِّهم به جاءني جبريلُ إن كنتَ تسألُ
عليِّ بأمرِ الله بعدي خليفةٌ وصيّي عليكم كيفما شاء يفعلُ
ألا إنّ عاصيهِ كعاصي محمد وعاصيه عاصي اللهِ والحقُّ أجملُ