back page fehrest page next page

من أشعار الغدير

في

القرن الثاني

5

الكميت بن زيد

نفى عن عينكَ الأرقُ الهجوعا وهمٌّ يمتري منها الدموعا

دخيلٌ في الفؤادِ يهيجُ سُقماً وحزناً كان من جَذَل(20) منوعا

وتوكافُ(21)الدموع علىاكتئاب أحلَّ الدهر موجَعَهُ الضلوعا

ترقرق أسحماً دَرَراً وسكباً يشبّه سحّها غرباً هَموعا

لفقدانِ الخضارِم من قريش وخيرِ الشافعين معاً شفيعا

لدى الرحمن يصدعُ بالمثاني وكان له أبو حسن قَريعا

حَطوطاً في مسرّته ومولى إلى مرضاة خالقِهِ سريعا

وأصفاه النبيُّ على اختيار بما أعيا الرفوض له المذيعا

ويوم الدوحِ دَوحِ غديرِ خمٍّ أبان له الولايةَ لو أُطيعا

ولكنَّ الرجالَ تبايعوها فلم أَرَ مثلها خَطَراً مبيعا

فلم أبلغْ بها لعناً ولكنْ أساءَ بذاك أوّلُهم صنيعا

فصار بذاك أقربَهم لعدل إلى جور وأحفظهم مضيعا

أضاعوا أمرَ قائدِهم فضلّوا وأقومهم لدى الحدثانِ ريعا

تناسَوا حقّه وبَغَوا عليه بلا تِرة وكان لهم قريعا

فقل لبني أميّة حيثُ حَلُّوا وإن خفتَ المُهنّد والقطيعا

ألا أُفٍّ لدهر كنتُ فيه هدانا طائعاً لكمُ مُطيعا

أجاع الله من أشبعتموهُ وأشبع من بجوركُمُ أُجيعا

ويلعنُ فَذَّ أمّته جهاراً إذا ساسَ البريّة والخليعا

بمرضيِّ السياسةِ هاشميٍّ يكون حَياً(24) لأمّته ربيعا

وليثاً في المشاهد غير نكْس لتقويمِ البريّةِ مستطيعا

يُقيم أمورها ويذبُّ عنها ويترك جدبَها أبداً مَريعا

6

السيّد الحميري

القصيدة المذهّبة

هلاّ وقفتَ على المكانِ المُعشِبِ بين الطُّوَيْلعِ فاللّوى من كَبْكَبِ

ويقول فيها:

وبخُمٍّ إذ قال الإله بعزمِهِ قم يا محمّدُ في البريّةِ فاخطُبِ

وانصبْ أبا حسن لقومك إنّه هاد وما بلّغتَ إنْ لم تَنْصِبِ

فدعاهُ ثمَّ دعاهُمُ فأقامَهُ لَهُمُ فبينَ مصدِّق ومُكذِّبِ

جعل الولايةَ بعده لمُهذَّب ما كان يجعلُها لغيرِ مهذَّبِ

وله مناقبُ لا تُرامُ متى يُرِدْ ساع تناول بعضها بتذبذبِ

إنّا نَدين بحبِّ آلِ محمّد ديناً ومن يُحبِبهمُ يستوجبِ

منّا المودّة والولاء ومن يُرِدْ بدلاً بآل محمّد لا يُحببِ

ومتى يَمُت يَرِدِ الجحيمَ ولا يَرِدْ حوضَالرسولِوإنيَرِدْهُيُضرَبِ

ضربَ المُحاذِرِ أنْ تعرَّ رِكابهُ بالسوط سالفة البعير الأجربِ

وكأنَّ قلبي حين يَذكرُ أحمداً ووصيَّ أحمدَ نيطَ من ذي مخلبِ

بذُرى القوادم من جَناح مصعّد في الجوِّ أو بذُرى جناح مصوبِ

حتى يكادَ من النزاع إليهما يَفري الحجابَ عن الضلوع القُلَّبِ

هبةٌ وما يهبِ الإله لعبده يزدد ومهما لا يَهبْ لا يُوهَبِ

يمحو ويُثبتُ ما يشاءُ وعنده علمُ الكتابِ وعلمُ ما لم يُكتبِ

وله أيضاً:

يا بائعَ الدين بدنياهُ ليس بهذا أَمَرَ اللهُ

من أين أبغضتَ عليَّ الوصيَّ وأحمدٌ قد كان يرضاهُ

من الذي أحمدُ من بينهم يوم غدير الخُمِّ ناداهُ

أقامَهُ من بين أصحابهِ وهم حوالَيهِ فسمّاهُ

هذا عليُّ بن أبي طالب مولىً لمن قد كنتُ مولاهُ

فوالِ من والاهُ ياذا العلا وعادِ من قد كان عاداهُ

وله أيضاً: