back page fehrest page next page

وأخرى إذا استودعتُها السرَّ بيّنَتْ به كَرَهاً ينهاض من دونها الصدرُ

طغى من عليها واستبدَّ برأيهمْ وقولِهمُ إلاّ أقلَّهمُ الكفرُ

وقاسَوا دُجى أمْرَيْهِمُ وكلاهما دليلٌ لهمْ أولى به الشمسُ والبدرُ

سَيَحْدوكُمُ استسقاؤكمْ حَلَبَ الردى إلى هُوّة لا الماءُ فيها ولا الخمرُ

سَئِمتم عبورَ الضحل خوضاً فأيَّةً تعدّونها لو قد طغى بكمُ البحرُ

وكنتم دماءً تحتَ قِدر مفارة على جهلِ ما أمست تفورُ به القِدرُ

فهلاّ زجرتمْ طائرَ الجهل قبل أن يجيءَ بما لا تبسؤون(34) به الزجرُ

طَوَيْتُمْ ثنايا تخبؤون عُوارَها فأين لكمْ خِبءٌ وقد ظهر النشرُ

فعلتمْ بأبناءِ النبيِّ ورهطِهِ أفاعيلَ أدناها الخيانةُ والغَدرُ

ومن قبله أخلفتمُ لوصيِّهِ بداهية دهياءَ ليس لها قَدرُ

فجئتم بها بِكراً عَواناً ولم يَكُنْ لها قبلَها مِثْلٌ عَوانٌ ولا بِكرُ

أخوه إذا عُدَّ الفَخارُ وصِهْرُهُ فلا مثلُهُ أخٌ ولا مثلُهُ صِهْرُ

وشُدَّ به أزْرُ النبيِّ محمّد كما شُدَّ من موسى بهارونِهِ الأزْرُ

وما زال كشّافاً دياجيرَ غَمْرَة يُمزِّقُها عن وجهِهِ الفتحُ والنصرُ

هو السيفُ سيفُ اللهِ في كلِّ مشهد وسيفُ الرسولِ لا ددانٌ ولا دثرُ

فأيُّ يد للذمِّ لم يَبْرِ زَنْدَها ووجهِ ضلال ليس فيه له أثرُ

ثوى ولأهلِ الدينِ أمنٌ بحدّهِ وللواصمين الدينَ في حدِّه ذُعْرُ

يسدُّ به الثغرَ المخوفَ من الردى ويعتاضُ من أرض العدوِّ به الثغرُ

بأُحْد وبدر حين ماجَ بِرَجْلِهِ وفرسانه أُحدٌ وماجَ بهم بدرُ

ويوم حُنين والنضيرِ وخيبر وبالخندق الثاوي بعقوتِهِ عمرو

سما للمنايا الحُمْر حتى تكشّفتْ وأسيافُه حمرٌ وأرماحُهُ حُمْرُ

مشاهدُ كان الله كاشفَ كَرْبِها وفارجَه والأمرُ ملتبسٌ إمْرُ

ويوم الغدير استوضح الحقَّ أهلُهُ بضحياء(37) لا فيها حجابٌ ولا سترُ

أقام رسول الله يدعوهمُ بها ليقربَهمْ عُرْفٌ وينآهمُ نُكْرُ

يَمُدُّ بضبعيه ويُعلِمُ(38) أنّهُ وليٌّ ومولاكمْ فهل لكُمُ خُبْرُ

يروحُ ويغدو بالبيانِ لِمَعْشَر يروح بهم غَمْرٌ ويغدو بهمْ غَمْرُ

فكان لهم جَهْرٌ بإثباتِ حقِّهِ وكان لهم في بَزِّهِمْ حقَّهُ جَهْرُ

أثَمَّ جعلتمْ حظَّهُ حدَّ مُرْهَف من البيضِ يوماً حظُّ صاحبهِ القبرُ

بكفَّيْ شقيٍّ وجَّهَتْهُ ذنوبُهُ إلى مرتع يُرعَى به الغَيُّ والوِزرُ

8

دعبل الخزاعي

تجاوبنَ بالإرنانِ وَالزَّفراتِ نوائحُ عُجْمُ اللَّفظِ والنّطقاتِ

يُخَبِّرن بالأنفاسِ عن سِرِّ أنفس أُسارى هوىً ماض وآخرَ آتِ

فأسعدنَ أو أَسعفنَ حتى تقوّضت (42)صُفوفُ الدُّجى بالفَجرِ مُنهزِماتِ

على العرصاتِ الخالياتِ من المَها سلامُ شج صبٍّ على العَرَصاتِ

فعهدي بها خُضْر المعاهد مأْلفاً من العَطِرات البيضِ والخفِراتِ

لياليَّ يُعدينَ الوصال على القِلى ويُعدي تدانينا على الغُرُباتِ

وإذ هُنَّ يَلْحَظنَ العُيون سوافراً ويَستُرْنَ بالأيدي على الوَجناتِ

وإذ كلَّ يوم لي بلحظيَ نشوةٌ يَيبتُ لها قلبي على نشواتِ

فكم حسرات هاجها بمُحَسِّر (45)وقُوفيَ يوم الجمعِ من عَرَفاتِ

أَلَم ترَ للأيّامِ ما جَرَّ جَوْرُها على الناسِ من نقص وطُولِ شَتَاتِ

ومن دُوَلِ المستَهزئينَ، ومَنْ غَدا بهم طالباً للنورِ في الظلماتِ

فكيفَ ومن أَنَّى بطالبِ زُلفَة إلى الله بَعدَ الصومِ والصلواتِ

سوى حُبِّ أبناء النَّبيّ ورهطِهِ وبُغضِ بني الزَّرقاءِ والعَبَلاتِ

وهِند وما أدَّتْ سُميَّةُ وابنُها أُولو الكفرِ في الإسلامِ والفَجَراتِ

هُمُ نقضوا عهدَ الكتابِ وفَرضَهُ وَمُحْكَمَهُ بالزُّورِ والشُّبُهاتِ

وَلَم تَكُ إلاَّ مِحْنَةٌ كَشَفتْهُمُ بدعوى ضلال من هَن وَهَنَاتِ

تُراثٌ بِلا قُرْبى، ومِلْكٌ بِلا هُدى وحكمٌ بِلا شُورى بِغيرِ هُداةِ

رزايا أَرَتنا خُضرَةَ الاُفقِ حُمْرَةً وردَّتْ اُجاجاً طَعمَ كلِّ فُراتِ

ومَا سَهَّلَتْ تلك المذاهبَ فيهمُ على النَّاسِ إلاّ بيعةُ الفَلَتاتِ

وما قيل أصحاب السقيفة جهرةً بدعوى تُراث في الضلال نتاتِ

ولو قلَّدُوا المُوصى إليه أمورَها لَزَمَّتْ بمأمون عن العثَراتِ

أخي خاتَمِ الرُّسْلِ المصفّى من القَذَى ومُفتَرِسِ الأبطالِ في الغَمَراتِ

فإنْ جَحَدوا كان الغديرُ شهيدَهُ وبدرٌ وأُحدٌ شامخُ الهَضَباتِ

وآيٌ من القرآنِ تُتْلى بِفضلهِ وإيثارُهُ بالقُوتِ في اللّزَبَاتِ

وغُرُّ خِلاَل أدركتْهُ بِسبِقها مناقبُ كانتْ فيهِ مُؤْتنفاتِ

فصلّى عليه اللهُ ما ذرّ شارقٌ وأوفتْ حجورَ البيت أركُبُ مُحرِمِ

10

الوامق النصراني

أليس بخمٍّ قد أقام محمدٌ عليّاً بإحضار الملا في المواسمِ

فقال لهم من كنتُ مولاه منكُمُ فمولاكمُ بعدي عليُّ بنُ فاطمِ

فقال إلهي كن وليّ وليّهِ وعادِ أعاديه على رغم راغمِ

ويقول فيها:

أما رَدَّ عمراً يوم سَلع بباتر كأنّ على جنبيهِ لطخَ العنادمِ

وعاد ابن معدي نحو أحمدَ خاضعاً كشاربِ أثل في خطامِ الغمائمِ

وعاديتَ في اللهِ القبائل كلّها ولم تخشَ في الرحمن لومةَ لائمِ

وكنتَ أحقّ الناس بعد محمد وليس جهول القوم في حكم عالمِ

من أشعار الغدير