back page fehrest page next page

إنكارُهمْ يا أميرَ المؤمنينَ لها بعد اعترافِهمُ عارٌ به ادّرعوا

ونكثُهمْ بكَ مَيْلاً عن وصيّتهمْ شرعٌ لَعمرُكَ ثان بعده شرعوا

تركتَ أمراً ولو طالبتَهُ لدرتْ معاطسٌ راغمته كيف تُجتدَعُ

صبرت تحفظُ أمرَ اللهِ ما اطّرحوا ذبّاً عن الدينِ فاستيقظتَ إذ هجعوا

ليشرقنَّ بحلوِ اليومِ مُرُّ غد إذا حصدتَ لهم في الحشرِ ما زرعوا

جاهدتُ فيك بقولي يومَ تختصمُ الـ أبطالُ إذ فات سيفي يومَ تمتصِعُ

إنّ اللسانَ لوصّالٌ إلى طُرُق في القلبِ لا تهتديها الذُبّلُ الشُّرُعُ

آباي في فارس والدينُ دينكمُ حقّاً لقد طاب لي أُسٌّ ومرتبعُ

ما زلتُ مذ يفعتْ سنّي ألوذُ بكمْ حتى محا حقُّكمْ شكّي وأنتجعُ

وقد مضتْ فُرُطاتٌ إن كفلتُ بها فرّقتُ عن صُحفي البأسَ الذي جمعوا

سلمان فيها شفيعي وهو منك إذا الـ آباءُ عندَكَ في أبنائِهم شفعوا

فكن بها منقذاً من هول مُطّلعي غداً وأنت من الأعرافِ مطّلِعُ

سوّلتُ نفسي غروراً إن ضمنتُ لها أنّى بذخر سوى حبَّيك أنتفعُ

28

سيّدنا الشريف المرتضى

لو لم يُعاجله النوى لتحيّرا وقَصارُه وقد انتأوا أن يُقصِرا

أفكلّما راع الخليطُ تصوّبتْ عبراتُ عين لم تقلّ فتكثرا

قد أوقدتْ حرّى(129) الفراقِ صبابةً لم تستعرْ ومَرَيْنَ دمعاً ما جرى

وتنكّبوا وَعْرَ الطريقِ وخلّفوا ما في الجوانحِ من هواهمْ أوعرا

أمّا السلوُّ فإنّه لا يهتدي قصدَ القلوبِ وقد حُشِينَ تذكّرا

قد رمتُ ذاكَ فلم أجدْهُ وحقُّ مَن فقدَ السبيلَ إلى الهدى أن يُعذَرا

أهلاً بطَيْفِ خيالِ مانعة لنا يقظى ومُفضلة علينا في الكرى

ما كان أنعَمَنا بها من زورة لو باعدتْ وقتَ الورودِ المصدرا

جزعت لِوَخْطاتِ المشيبِ وإنّما بلغَ الشبابُ مدى الكمالِ فنوّرا

والشيب إن أنكرتَ فيهِ مورِدٌ لابدّ يوردُه الفتى إن عُمِّرا

يَبْيَضُّ بعد سواده الشّعرُ الذي إن لمْ يزرْهُ الشيبُ واراه الثرى

زمنَ الشبيبةِ لا عدَتْكَ تحيّةٌ وسقاك منهمرُ الحيا ما استغزرا

فلطالما أضحى ردائي ساحباً في ظلِّك الوافي وعوديَ أخضرا

أيّامَ يرمقُني الغزالُ إذا رنا شَغَفاً ويطرقُني الخيالُ إذا سرى

ومرنّح في الكورِ تحسبُ أنّه اصـ ـطبحَ العُقار وإنّما اغتبق السُّرى

بطلٌ صَفاهُ للخداعِ مزلّةٌ فإذا مشى فيه الزماع تغشمرا

إمّا سألتَ به فلا تسألْ به ناياً يناغي في البطالة مِزمَرا

واسأل به الجُردَ العِتاقَ مُغِيرةً يخبطن هاماً أو يطأنَ سَنَوَّرا

يحملن كلَّ مدجّج يقري الظبا عَلَقاً وأنفاسَ السوافي عِثيرا

قَوميالذينوقددجتْسبلُ الهدى تركوا طريقَ الدينِ فينا مُقمرا

غلبوا على الشرفِ التليدِ وجاوزوا ذاك التليدَ تطرّفاً وتخيّرا

كم فيهمُ من قسوَر متخمّط يُردي إذا شاء الهزبرَ القسوَرا

متنمِّر والحربُ إن هتفتْ به أدّتهُ بسّامَ المحيّا مُسفرا

وملوَّم في بذلِهِ ولطالما أضحى جديراً في العلى أن يُشكرا

ومرفَّع فوقَ الرجالِ تخالُهُ يومَ الخطابةِ قد تسنّم مِنبرا

جمعوا الجميلَ إلى الجمالِ وإنّما ضمّوا إلى المرأى المُمدَّحِ مَخْبرا

سائلْ بهم بدراً وأُحداً والتي ردّتْ جبينَ بني الضلالِ مُعفّرا

للهِ درُّ فوارس في خيبر حملوا عن الإسلامِ يوماً مُنكرا

عصفوا بسلطانِ اليهودِ وأولجوا تلك الجوانحَ لوعةً وتحسّرا

واستلحموا أبطالَهم واستخرجوا الـ أزلامَ من أيديهمُ والميسِرا

وبمرحب ألوى فتىً ذو جمرة لا تُصطلى وبسالة لا تُقترى

إن حزَّ حزَّ مطبّقاً أو قالَ قا ل مصدَّقاً أو رام رام مطهّرا

فثناه مصفّرَ البَنانِ كأنّما لطخَ الحِمامُ عليه صِبغاً أصفرا

شهقَ العُقابُ بشلوِهِ ولقد هَفَتْ زمناً به شُمُّ الذوائِب والذرى

أمّا الرسولُ فقد أبانَ ولاءَهُ لو كان ينفعُ جائراً أن يُنذَرا

أمضى مقالاً لم يَقُلْهُ معرِّضاً وأشادَ ذكراً لم يُشِدْهُ معذّرا

وثنى إليه رقابَهمْ وأقامه عَلَماً على بابِ النجاة مُشَهَّرا

ولقد شفى يومُ الغديرِ معاشراً ثَلِجَتْ نفوسُهُمُ وأودى معشرا

قلقت به أحقادُهمْ فمرجِّعٌ نفساً ومانعُ أنّة أن تجهرا

يا راكباً رقصتْ به مَهْرِيّةٌ أَشِبَتْ بساحته الهمومُ فأصحرا

عُجْ بالغريِّ فإنّ فيهِ ثاوياً جبلاً تطأطأ فاطمأنَّ به الثرى

واقرا السلامَ عليهِ من كَلِف بهِ كُشفتْ له حُجبُ الصباحِ فأبصرا

ولو استطعتُ جعلتُ دارَ إقامتي تلك القبورَ الزُّهرَ حتى أُقبرا

29

المؤيّد في الدين

قال والرحل للسرى محمولُ حُقَّ منك النوى وجدَّ الرحيلُ

وعدا الهزلُ في القطيعة جِدّاً ما كذا كان منك لي المأمولُ

قلتُ والقلبُ حسرةً يتقلّى وعلى الخدِّ دمعُ عيني يسيلُ

بأبي أنت ما اقتضى البينُ إلاّ قدرٌ ثمّ عهدُك المستحيلُ

كمْ وكمْ قلت خلِّني يا خليلي من جفاء منه الجبال تزولُ

إنّما أمرُه لديك خفيفٌ وهو ثقلٌ على فؤادي ثقيلُ

إنّك السالمُ الصحيحُ وإنّي من غرام بك الوقيذُ العليلُ

قال قد مرَّ ذا فهل من مُقام عندنا قلتُ ما إليه سبيلُ

قال إنّي لدى مُرادِكَ باق قلت ما إن تفي بما قد تقولُ

قالأضرمتَ فيالحشا نارَ شوق حرُّ أنفاسِها عليها دليلُ

قلتُ حسبي الذي لقيتُ هواناً فلقاءُ الهوانِ عندي يهولُ

فقبيحٌ بيَ التصابي وهذا عسكرُالشيب فوقَرأسي نزولُ

إنّ أمرَ المعاد أكبرُ همّي فاهتمامي بما عداهُ فضولُ

كثر الخائضون بحرَ ظلام فيه والمؤنسو الضياءِ قليلُ