![]() | ![]() | ![]() |
32
الخطيب الخوارزمي
ألا هل من فتىً كأبي ترابِ إمامٌ طاهرٌ فوقَ الترابِ
إذا ما مقلتي رمدتْ فكُحلي ترابٌ مسَّ نعل أبي ترابِ
محمّدٌ النبيُّ كمصرِ علم أميرُ المؤمنين له كبابِ
هو البكّاءُ في المحراب لكن هو الضحّاكُ في يوم الحرابِ
وعن حمراءِ بيتِ المالِ أمسى وعن صفرائه صفرَ الوطابِ
شياطينُ الوغى دُحروا دحوراً به إذ سلَّ سيفاً كالشهابِ
عليٌّ بالهداية قد تحلّى ولمّا يدّرع بُردَ الشبابِ
عليٌّ كاسرُ الأصنامِ لمّا علا كتفَ النبيِّ بلا احتجابِ
عليٌّ في النساء(148) له وصيُّ أمينٌ لم يمانعْ بالحجابِ
عليٌّ قاتلٌ عمرَو بنَ ودٍّ بضرب عامر البلدِ الخرابِ
حديث براءة وغديرُ خمٍّ ورايةُ خيبر فصلُ الخطابِ
هما مَثَلا كهارون وموسى بتمثيلِ النبيِّ بلا ارتيابِ
بنى في المسجد المخصوص باباً له إذ سدَّ أبوابَ الصحابِ
كأنّ الناسَ كلَّهم قشورٌ ومولانا عليٌّ كاللبابِ
ولايتُه بلا ريب كطوق على رغمِ المعاطسِ في الرقابِ
إذا عُمَرٌ تخبّطَ في جواب ونبّهه عليٌّ بالصوابِ
يقول بعدله لولا عليٌّ هلكتُ هلكتُ في ذاك الجوابِ
ففاطمةٌ ومولانا عليٌّ ونجلاه سروري في الكتابِ
ومن يك دأبُه تشييدَ بيت فها أنا مدحُ أهلِ البيتِ دأبي
وإن يك حبّهمْ هيهات عاباً فها أنا مذ عقلتُ قرين عابِ
لقد قتلوا عليّاً مذ تجلّى لأهلِ الحقِّ فحلا في الضرابِ
وقد قتلوا الرضا الحسنَ المرجّى جوادَ العربِ بالسمِّ المذابِ
وقد منعوا الحسينَ الماءَ ظلماً وجُدِّل بالطعانِ وبالضرابِ
ولولا زينبٌ قتلوا عليّاً (149)صغيراً قتلَ بقٍّ أو ذُبابِ
وقد صلبوا إمام الحقِّ زيداً فياللهِ من ظلم عجابِ
بنات محمد في الشمس عطشى وآلُ يزيد في ظلِّ القبابِ
لآل يزيد من أدم خيامٌ وأصحابُ الكساءِ بلا ثيابِ
33
كمال الدين الشافعي
أصخ واستمع آياتِ وحي تنزّلتْ بمدح إمام بالهدى خصّه اللهُ
ففي آلِ عمرانَ المباهلةُ التي بإنزالها أولاه بعضَ مزاياهُ
وأحزابُ حاميم وتحريمُ هل أتى شهودٌ بها أثنى عليه فزكّاهُ
وإحسانُه لمّا تصدّق راكعاً بخاتمه يكفيه في نيل حسناهُ
وفي آيةِ النجوى التي لم يفُز بها سواه سنا رشد به تمَّ معناهُ
وأزلفَهُ حتى تبوَّأ منزلا من الشرفِ الأعلى وآتاهُ تقواهُ
وأكنفَهُ لطفاً به من رسولِهِ بوارقَ إشفاق عليه فربّاهُ
وأرضعه أخلافَ أخلاقِهِ التي هداه بها نهجَ الهدى فتوخّاهُ
وأنكحه الطهرَ البتول وزاده بأنّك منّي يا عليُّ وآخاهُ
وشرّفه يومَ الغدير فخصَّه بأنّك مولى كلّ من كنت مولاهُ
ولو لم يكن إلاّ قضيّةُ خيبر كفت شرفاً في مأثراتِ سجاياهُ
34
القاضي نظام الدين
لله درُّكمُ يا آلَ ياسينا يا أنجم الحقِّ أعلام الهدى فينا
لا يقبلُ الله إلاّ في محبّتكِمْ أعمالَ عبد ولا يرضى له دينا
أرجو النجاةَ بكم يومَ المعادِ وإن جنت يداي من الذنبِ الأفانينا
بلى أُخفِّفُ أعباءَ الذنوبِ بكمْ بلى أثقِّل في الحشرِ الموازينا
من لا يواليكمُ في الله لم يرَ من قيح اللظى وعذابِ القبر تسكينا
لأجل جدِّكمُ الأفلاكُ قد خُلقِت لولاه ما اقتضت الأقدار تكوينا
من ذا كمثل عليٍّ في ولايتِهِ ما مبغضيه أرى إلاّ مجانينا
إسمٌ على العرشِ مكتوبٌ كما نقلوا من يستطيعُ له محواً وترقينا
من حجّةُ اللهِ والحبلُ المتينُ ومن خيرُ الورى وولاهُ الحشرَ يغنينا
من المبارزُ في وصفِ الجلالِ ومن أقامَ حقّاً على القطع البراهينا
من مثلُه كان ذا جفر وجامعة له يُدوَّنُ سرُّ الغيبِ تدوينا
ومن كهارونَ من موسى أخوّته للخلق بيَّن خير الرسلِ تبيينا
مهما تمسّك بالأخبارِ طائفةٌ فقولهُ والِ من والاه يكفينا
يومَ الغديرِ جرى الوادي فطمّ على قويّ قوم همُ كانوا المعادينا
شبلاه ريحانتا روضِ الجنانِ فقل في طيبِ أرض نمت تلك الرياحينا
صفحه سفيد
من أشعار الغدير