back page fehrest page next page

في

القرن السابع

صفحه سفيد

35

شمس الدين محفوظ

راق الصبوحُ ورقّتِ الصهباءُ وسرى النسيمُ وغنّتِ الورقاءُ

وكسا الربيعُ الأرضَ كلَّ مدبّج ليست تجيدُ مثالَه صنعاءُ

فالأرضُ بعد العريِ إمّا روضةٌ غنّاءُ أو ديباجةٌ خضراءُ

والطيرُ مختلف اللحان فنائحٌ ومطرّبٌ مالت به الأهواءُ

والماءُ بين مدرّج ومُجدولِ ومسلسل جادت به الأنواءُ

وسرى النسيمُ على الرياضِ فضمّختْ أثوابَهُ عطريّةٌ نكباءُ

كمديحِ آلِ محمد سفنِ النجا فبنظمهِ تتعطّرُ الشعراءُ

الطيّبون الطاهرون الراكعو ن الساجدون السادةُ النجباءُ

منهم عليُّ الأبطحيُّ الهاشميُّ اللوذعيُّ إذا بدت ضوضاءُ

ذاك الأمير لدى الغدير أخو البشيـ ـرِالمستنيرِ ومن له الأنباءُ

أفهل يحيطُ الواصفون بمدحِهِ والذكرُ فيه مدائحٌ وثناءُ

ذو زوجة قد أزهرتْ أنوارُها فلأجل ذلكمُ اسمُها الزهراءُ

وأئمةٌ من ولدها سادت بها الـ ـمتأخِّرون وشرّف القدماءُ

مبداهمُ الحسن الزكيُّ ومن إلى أنسابهِ تتفاخر الكرماءُ

والطاهر المولى الحسين ومن له رفعت إلى درجاتها الشهداءُ

والندبُ زين العابدين الماجد النـ ـدب الأمين الساجد البكّاءُ

والباقر العلَمُ الشريفُ محمدٌ مولىً جميعُ فعالِهِ آلاءُ

والصادق المولى المعظّمُ جعفرٌ حبرٌ مواليه هم السعداءُ

وإمامنا موسى بنُ جعفر سيّدٌ بضريحِه تتشرّفُ الزوراءُ

ثمّ الرضا علَمُ الهدى كنزُ التقى باب الرجا محيي الدجى الجلاّءُ

ثمّ الجوادُ مع ابنهِ الهادي الذي تهدي الورى آياته الغرّاءُ

والعسكريُّ إمامنا الحسنُ الذي يغشاه من نورِ الجلالِ ضياءُ

والطاهرُ ابن الطاهرين ومن له في الخافقين من البهاء لواءُ

من يُصلح الأرضين بعد فسادها حتى يُصاحب ذئبهنَّ الشاءُ

أنا ياابن عمِّ محمد أهواكمُ وتطيب منّي فيكم الأهواءُ

وأكفّر الغالينَ فيك وألعنُ الـ ـقالينَ إنّهمُ لديَّ سواءُ

من أشعار الغدير

في

القرن الثامن

صفحه سفيد

36

أبو محمد بن داود الحلّي

وإذا نظرتَ إلى خطاب محمد يوم الغدير إذ استقرَّ المنزلُ

من كنتُ مولاه فهذا حيدرٌ مولاه لا يرتابُ فيه محصِّلُ

لعرفتَ نصَّ المصطفى بخلافة من بعدِه غرّاءَ لا يُتأوَّلُ

وله من أُرجوزة في الإمامة طويلة:

وقد جرتْ لي قصّةٌ غريبه قد نتجت قضيّةً عجيبه

فاعتبروا فيها ففيها معتبرْ يغني عن الإغراق في قوسِ النظرْ

حضرتُ في بغدادَ دارَ علمِ فيها رجال نظر وفهمِ

في كلِّ يوم لهمُ مجالُ تدنو به الأوجالُ والآجالُ

لابدَّ أن يسفرَ عن جريحِ بصارمِ الحجّة أو طريحِ

لمّا اطمأنّت بهمُ المجالسُ ووضعتْ لاماتِها الفوارسُ