back page fehrest page next page

17

أبو الفتح كشاجم

له شغُلٌ عن سؤالِ الطللْ أقام الخليطُ به أم رحلْ

فما ضَمِنته لحاظُ الظّبا تطالعُه من سجوفِ الكِلَلْ

ولا تستفزُّ حجاهُ الخدودُ بمصفرّة واحمرار الخجلْ

كفاهُ كفاهُ فلا تعذلا هُ كرُّ الجديدين كرُّ العذلْ

طوى الغيّ مشتعلا في ذراه فتطفى الصبابةُ لمّا اشتعلْ

له في البكاءِ على الطاهريـ ـن مندوحةٌ عن بكاءِ الغزلْ

فكم فيهمُ من هلال هوى قُبيل التمامِ وبدر أفلْ

همُ حُجَجُ اللهِ في خلقِهِ ويومَ المعادِ على من خَذَلْ

ومن أنزلَ اللهُ تفضيلَهمْ فردّ على الله ما قد نَزَلْ

فجدُّهمُ خاتمُ الأنبياءِ ويعرِفُ ذاكَ جميعُ المِلَلْ

ووالدُهمْ سيّدُ الأوصياءِ ومُعطي الفقيرِ ومُردي البطلْ

ومن علّم السُّمرَ طعن الحليّ لدى الروعِ والبيضَ ضربَ القللْ

ولو زالتِ الأرضُ يوم الهيا جِ من تحت أخمُصه لم يزُلْ

ومن صدّ عن وجهِ دنياهمُ وقد لبست حُلْيَها والحُلَلْ

وكان إذا ما أُضيفوا إليه فأرفعُهم رتبةً في المَثَلْ

سماءٌ أُضيف إليها الحضيضُ وبحرٌ قَرَنْتَ إليه الوَشَلْ

بجود تعلّمَ منه السحابُ وحِلم تولّد منه الجبلْ

وكم شبهة بهُداه جلا وكم خطّة بحِجاه فَصَلْ

وكم أطفأ اللهُ نار الضلالِ به وهي ترمي الهدى بالشُّعَلْ

ومن ردَّ خالقُنا شمسَهُ عليه وقد جَنَحَتْ للطَفَلْ

ولو لم تعُدْ الناسَ بالمُرهفاتِ على الدينِ ضربَ عِرابِ الإبلْ

وقد علموا أنّ يومَ الغديرِ بغدرهمُ جرَّ يومَ الجَمَلْ

فيا معشرَ الظالمين الذينَ أذاقوا النبيّ مضيضَ الثكلْ

إلى أن قال:

يُخالفكمْ فيه نصُّ الكتابِ وما نصّ في ذاك خير الرسُلْ

نبذتمْ وصيّتَهُ بالعراءِ وقلتمْ عليه الذي لم يَقُل

18

الناشي الصغير:

بآلِ محمد عُرِف الصوابُ وفي أبياتِهم نَزَل الكتابُ

همُ الكلماتُ والأسماءُ لاحتْ لآدمَ حين عزَّ لهُ المتابُ

وهم حُجج الإلهِ على البرايا بهمْ وبحكمهم لا يُسترابُ

بقيّةُ ذي العُلى وفروعُ أصل بحُسْنِ بيانهمْ وضحَ الخِطابُ

وأنوارٌ تُرى في كلِّ عصر لإرشادِ الورى فَهُمُ شِهابُ

ذراري أحمد وبنو عليٍّ خليفتِه فهم لبٌّ لبابُ

تناهَوا في نهايةِ كلّ مجد فطهَّر خَلْقهمْ وزكوا وطابوا

إذا ما أعوز الطلاّبَ علمٌ ولم يوجدْ فعندهمُ يُصابُ

محبّتهم صراطٌ مستقيمٌ ولكنْ في مسالِكِهِ عِقابُ

ولا سيما أبو حسن عليّ له في الحربِ مرتبةٌ تُهابُ

كأنّ سِنانَ ذابلِهِ ضميرٌ فليس عن القلوبِ له ذِهابُ

وصارمهُ كبيعتِهِ بخمٍّ معاقدُها من القومِ الرقابُ

عليُّ الدرُّ والذهبُ المصفّى وباقي الناس كلِّهمُ تُرابُ

إذا لم تَبرَ من أعدا عليٍّ فما لك في محبّتِهِ ثوابُ

إذا نادتْ صوارمُهُ نفوساً فليس لها سوى نَعَم جوابُ

فبينَ سِنانِهِ والدرعِ سِلْمٌ وبينالبيضوالبيض اصطحابُ

هو البكّاءُ في المحرابِ ليلا هو الضحّاكُ إن جدَّ الضرابُ

ومن في خُفِّه طرحَ الأعادي حُباباً كي يلسِّبَهُ الحُبابُ

فحين أرادَ لُبسَ الخُفِّ وافى يُمانعُهُ عن الخُفِّ الغُرابُ

وطار به فأكفأهُ وفيهِ حُبابٌ في الصعيد له انسيابُ

ومن ناجاهُ ثعبانٌ عظيمٌ ببابِ الطهر ألقتهُ السحابُ

رآه الناس فانجفلوا برعب وأُغلِقتِ المسالكُ والرحابُ

فلمّا أن دنا منهُ عليٌّ تدانى الناسُ واستولى العُجابُ

فكلّمه عليٌّ مُستطيلا وأقبلَ لا يخافُ ولا يَهابُ

ودنَّ لحاجر وانساب فيه وقال وقد تغيّبه الترابُ

أنا مَلَكٌ مُسِختُ وأنت مولىً دُعاؤك إن مَننتَ به يُجابُ

أتيتُكَ تائباً فاشفعْ إلى مَن إليه في مهاجرتي الإيابُ

فأقبلَ داعياً وأتى أخوهُ يؤمِّنُ والعيونُ لها انسكابُ

فلمّا أن اُجيبا ظلَّ يعلو كما يعلو لدى الجدّ العقابُ

وأنبتَ ريشَ طاووس عليهِ جواهرُ زانها التِّبرُ المُذابُ

يقولُ لقد نجوتُ بأهلِ بيت بهم يُصلى لظىً وَبِهمْ يُثابُ

همُ النبأُ العظيمُ وفُلْكُ نوح وبابُ الله وانقطع الخطابُ

19

البشنوي الكردي

وقد شهدوا عيدَ الغديرِ وأسمعوا مقالَ رسولِ اللهِ من غير كتمانِ

ألستُ بكم أولى من الناسِ كلّهم فقالوا: بلى يا أفضل الإنس والجانِ

فقام خطيباً بين أعوادِ منبر ونادى بأعلى الصوتِ جهراً بإعلانِ

بحيدرة والقومُ خرشٌ أذلّةٌ قلوبُهمُ ما بين خلف وعينانِ

فلبّى مُجيباً ثمّ أسرع مقبلا بوجه كمثل البدرِ في غُصُنِ البانِ

فلاقاه بالترحيب ثمّ ارتقى به إليه وصار الطهر للمصطفى ثاني

وشال بِعَضْديه وقال وقد صغى إلى القولِ أقصى القوم تالله والداني

عليٌّ أخي لا فرقَ بيني وبينه كهارونَ من موسى الكليمِ ابنِ عمرانِ