الحمد الله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين
وأصحابه المنتجبين.
إن الله سبحانه وتعالى خلق
الإنسان من روح وجسد وكما يحتاج هذا الجسد
للغذاء فإن روحه
تحتاج أيضاً لذلك وإلا يختل التوازن عند الإنسان فيصبح
جسداً بلا روح، لذلك لا بد من الرجوع
إلى مدرسة أهل البيت (ع) لنزود
هذه الروح بما
تحتاج من الزاد حتى تتلاءم في نشأتها مع الجسد المودعة
فيه، فكان اختيار خطبة المتقين لسيد الموحدين وإمام المتقين علي بن أبي
طالب (ع) الذي تكلم عن صفات المتقين والسالكين
إلى الله تعالى مبيناً
صفاتهم وتفانيهم وشوقهم
إلى المحبوب الأوحد، الذي ينعكس ذلك على
تصرفاتهم بل وسكناتهم فتصبح ساعاتهم
وأيامهم كلها لله تعالى فيجدهم
الله حيث يحب ويفتقدهم حيث يكره، فكان لهذه الخطبة الجليلة أثرها على
أصحابها هادية لهم ومحددة طريقهم وخياراتهم.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتقين والمستمعين للموعظة والمتبعين
لها إنه نعم المولى ونعم النصير.
جمعية المعارف الإسلامية الثقافية |