الدرس
الحادي عشر : أحوال المتقين |
![]() |
آثار الإيمان على الحياة آثار مشرقة تنعكس على تصورات الأفراد وسلوكهم
في الحياة حتى إنك لترى القرآن يمشي على الأرض في أشخاص بعض الإفراد
فإليكم بعض هذه الآثار. الابتلاء سنة جارية إن الابتلاء سنة جارية وقدر نافذ، يبتلي الله عباده بالسراء والضراء والخير والشر، فتنة واختباراً. إن الابتلاء بالسراء والرخاء قد يكون أصعب من الابتلاء بالشدة والضراء ، وإن اليقظة للنفس في الابتلاء بالخير ، أولى من اليقظة لها في الابتلاء بالشر . إن الشدة بعد الرخاء , والرخاء بعد الشدة هما اللذان يكشفان عن معادن النفوس وطبائع القلوب ودرجة الغبش فيها والصفاء ودرجة الهلع فيها والصبر ودرجة الثقة فيها بالله أو القنوط. نتاج التربية القرآنية للمؤمنين المتقين , فالواحد منهم : في الزّلازل وقور فهو في النوازل و الشّدائد و الحوادث العظيمة الموجبة لاضطراب النّاس متّصف بشدّة الوقار و الرّزانة و السّكينة و الثّبات كالجبل لا تحرّكه العواصف وفي المكاره صبور فإنه لا غنى عن الصبر في هذه الحياة، وإذا كانت مرارة الدواء يعقبها الشفاء، فقد رتب الله على الصبر المحتسب عظيم الجزاء. وفي الرّخاء شكور إن خير العيش أدركه السعداء بصبرهم، وترقوا إلى أعالي المنازل بشكرهم، فساروا بين جناحي الصبر والشكر إلى جنات النعيم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. الإنسان ضعيف فلابد له من معين يأخذ بيده درب الأمان والراحة والدعة، والله تبارك و تعالى هو القادر على ذلك ولا قادر سواه وقد حثنا الله على دعائه وطلب الحاجات منه وضمن لنا الإجابة لدعوتنا وما أعظمه من ضمان إنه من الله تعالى، الذي بيده أسباب كل شيء. |
![]() |
1ـ ما الذي يميز المؤمن الصادق عن غيره؟ 2ـ متى يظهر معدن الإنسان, وما هو دور الابتلاء؟ 3ـ بيّن أحوال الناس في الابتلاء من خلال معركة أحد . 4ـ ما هو حال المتقين في الزلازل والمكاره والرخاء ؟ 5ـ كيف السبيل إلى تحقيق حالة التوازن , وعدم الجنوح إلى حالتي الإفراط أو التفريط في حالات الشدة والرخاء؟ |
![]() |
عن الإمام علي (ع) : «فِي الزَّلاَزِلِ وَقُورٌ، وَفِي المكاره صَبُورٌ، وَفِي الرَّخَاءِ شَكُورٌ. نزلت أنفسهم منهم في البلاء كالتي نزلت في الرّخاء ». |
![]() |
باتوا على قلل الأجبال تحرسهم غلب الرجال فما أغنتهم القللُ واستنزلوا بعد عز عن معاقلهم فأودعوا حفراً يا بئس ما نزلوا ناداهم صارخ من بعد ما قبروا أين الأسرة والتيجان والحللُ ؟ أين الوجوه التي كانت منعمةً ؟ من دونها تضرب الأستار والكلل فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم تلك الوجوه عليها الدود يقتتل قد طالما أكلوا دهراً وما شربوا فأصبحوا بعد طول الأكل قد أُكلوا وطالما عمروا دوراً لتحصنهم ففارقوا الدور والأهلين وانتقلوا وطالما كنزوا الأموال وادخروا فخلفوها على الأعداء وارتحلوا أضحت منازلهم قفرا معطَّلةً وساكنوها إلى الأجداث قد رحلوا |
![]() |
نقل السيد ( آقا معين الشيرازي ) من سكان مدينة طهران فقال: خرجت يوماً
مع أحد أبناء عمي في شارع طهران ووقفنا ننتظر سيارة أجرة لتقلنا إلى
مكان بعيد نبتغيه، وقفنا نصف ساعة كلما مرت سيارة أجرة كانت إما مملوءة
بالركاب أو خالية لكن لم تتوقف، وعندما تعبنا أتت سيارة أجرة وتوقف بها
سائقها وقال لنا: تفضلوا أيها السادة لأنقلكم حيث تشاؤون. ركبنا
السيارة وأخبرناه بمقصدنا.
|
![]() |
1) الأنبياء: من الآية35 2) العنكبوت 1-2 3) آل عمران 140- 141 4) الشيخ الكليني-الكافي- دار الكتب الإسلامية ,آخوندي-الطبعة الثالثة - ج 2 ص 181 5) الشيخ الكليني-الكافي- دار الكتب الإسلامية ,آخوندي-الطبعة الثالثة - ج2 ص 60 6) الزمر: من الآية10 . 7) القصص: من الآية80. 8) العصر:1-3. 9) ابراهيم:7 10) غافر:60. |