دعاؤه في يوم الجمعة

اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي لا مِنْ شَيْ ءٍ كانَ، وَ لا مِنْ شَيْ ءٍ كَوَّنَ ما قَدْ كانَ، مُسْتَشْهِدٌ بِحُدُوثِ الْاَشْياءِ عَلى اَزَلِيَّتِهِ، وَ بِما وَسَمَها بِهِ مِنَ الْعَجْزِ عَلى قُدْرَتِهِ، وَ بِمَا اضْطَرَّها اِلَيْهِ مِنَ الْفَناءِ عَلى دَوامِهِ.

لَمْ يَخْلُ مِنْهُ مَكانٌ فَيُدْرَكَ بِاَيْنِيَّتِهِ، وَ لا لَهُ شِبْهٌ وَ لا مِثالٌ فَيُوصَفَ بِكَيْفِيَّتِهِ، وَ لَمْ يَغِبْ عَنْ شَيْ ءٍ فَيُعْلَمَ بِحَيْثِيَّتِهِ، مُبائِنٌ لِجَميعِ ما اَحْدَثَ فِي الصِّفاتِ، وَ مُمْتَنِعٌ عَنِ الْاِدْراكِ بِمَا ابْتَدَعَ مِنْ تَصَرُّفِ الذَّواتِ، وَ خارِجٌ بِالْكِبْرِياءِ وَ الْعَظَمَةِ مِنْ جَميعِ تَصَرُّفِ الْحالاتِ.

مُحَرَّمٌ عَلى بَوارِعِ ثاقِباتِ
___________________________________
نابقات "خ ل".
الْفِطَنِ تَحْديدُهُ، وَ عَلى عَوامِقِ ثاقِباتِ الْفِكَرِ تَكْييفُهُ، وَ عَلى غَوامِضِ سابِقاتِ
___________________________________
غوائص سابحات "خ ل".
الْفِطَرِ تَصْويرُهُ، وَ لاتَحْويهِ الْاَماكِنُ لِعَظَمَتِهِ، وَ لاتَذْرَعُهُ، الْمَقاديرُ لِجَلالِهِ، وَ لاتَقْطَعُهُ الْمَقاييسُ لِكِبْرِيائِهِ.

مُمْتَنِعٌ عَنِ الْاَوْهامِ اَنْ تَكْتَنِهَهُ، وَ عَنِ الْاَفْهامِ اَنْ تَسْتَغْرِقَهُ، وَ عَنِ الْاَذْهانِ اَنْ تُمَثِّلَهُ، قَدْ يَئِسَتْ عَنِ اسْتِنْباطِ الْاِحاطَةِ بِهِ طَوامِحُ الْعُقُولِ، وَ نَضَبَتْ عَنِ الْاِشارَةِ اِلَيْهِ بِالْاِكْتِناهِ بِحارُ الْعُلُومِ، وَ رَجَعَتْ عَنِ الْاِهْواءِ اِلى وَصْفِ
___________________________________
و رجعت بالصغر من السمو الى وصف "خ ل".
قُدْرَتِهِ لَطائِفُ الْخُصُومِ، واحِدٌ لا مِنْ عَدَدٍ، وَ دائِمٌ لا بِاَمَدٍ، وَ قائِمٌ لا بِعَمَدٍ، لَيْسَ بِجِنْسٍ فَتُعادِلَهُ الْاَجْناسُ، وَ لا بِشَبَحٍ فَتُضارِعَهُ الْاَشْباحُ، وَ لا كَالْاَشْياءِ فَتَقَعَ عَلَيْهِ الصِّفاتُ.

قَدْ ضَلَّتِ الْعُقُولُ في اَمْواجِ تَيَّارِ اِدْراكِهِ، وَ تَحَيَّرَتِ الْاَوْهامُ عَنْ اِحاطَةِ ذِكْرِ اَزَلِيَّتِهِ، وَ حَصَرَتِ الْاَفْهامُ عَنِ اسْتِشْعارِ وَصْفِ قُدْرَتِهِ، وَ غَرَقَتِ الْاَذْهانُ في لُجَجِ بِحارِ اَفْلاكِ مَلَكُوتِهِ، مُقْتَدِرٌ بِالْالاءِ، وَ مُمْتَنِعٌ بِالْكِبْرِياءِ، وَ مُتَمَلِّكٌ عَلَى الْاَشْياءِ، فَلا دَهْرٌ يُخْلِقُهُ، وَ لا وَصْفٌ يُحيطُ بِهِ، قَدْ خَضَعَتْ لَهُ رِقابُ الصِّعابِ في مَحَلِّ تُخُومِ قَرارِها، وَ اَذْعَنَتْ لَهُ رَواصِنُ الْاَسْبابِ في مُنْتَهى شَواهِقِ اَقْطارِها.

مُسْتَشْهِدٌ بِكُلِّيَةِ الْاَجْناسِ عَلى رُبُوبِيَّتِهِ، وَ بِعَجْزِها عَلى قُدْرَتِهِ، وَ بِفُطُورِها عَلى قِدْمَتِهِ، وَ بِزَوالِها عَلى بَقائِهِ، فَلا لَها مَحيصٌ عَنْ اِدْراكِهِ اِيَّاها، وَ لا خُرُوجٌ عَنْ اِحاطَتِهِ بِها، وَ لاَ احْتِجابٌ عَنْ اِحْصائِهِ لَها، وَ لاَ امْتِناعٌ مِنْ قُدْرَتِهِ عَلَيْها.

كَفى بِاِتْقانِ الصُّنْعِ لَهُ ايَةً، وَ بِتَرْكيبِ الطَّبْعِ عَلَيْهِ دَلالَةً، وَ بِحُدُوثِ الْفِطَرِ عَلَيْهِ قِدْمَةً، وَ بِاِحْكامِ الصَّنْعَةِ عَلَيْهِ عِبْرَةً، فَلا اِلَيْهِ حَدٌّ مَنْسُوبٌ، وَ لا لَهُ مَثَلٌ مَضْرُوبٌ، وَ لا شَيْ ءٌ عَنْهُ بِمَحْجُوبٍ، تَعالى عَنْ ضَرْبِ الْاَمْثالِ لَهُ وَ الصِّفاتِ الْمَخْلُوقَةِ عُلُوّاً كَبيراً.

وَ سُبْحانَ اللَّهِ الَّذي خَلَقَ الدُّنْيا لِلْفَناءِ وَ الْبُيُودِ، وَ الْاخِرَةَ لِلْبَقاءِ وَ الْخُلُودِ، وَ سُبْحانَ اللَّهِ الَّذي لايَنْقُصُهُ ما اَعْطى فَاَسْنى، وَ اِنْ جازَ الْمَدى فِي الْمُنى وَ بَلَغَ الْغايَةَ الْقُصْوى، وَ لايَجُورُ في حُكْمِهِ اِذا قَضى.

وَ سُبْحانَ اللَّهِ الَّذي لايُرَدُّ ما قَضى، وَ لايُصْرَفُ ما اَمْضى، وَ لايُمْنَعُ ما اَعْطى، وَ لايَهْفُو وَ لايَنْسى وَ لايَعْجَلُ، بَلْ يُمَهِّلُ وَ يَعْفُو وَ يَغْفِرُ وَ يَرْحَمُ وَ يَصْبِرُ، وَ لايُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْأَلُونَ.

وَ لا اِلهَ اِلاَّ اللَّهُ الشَّاكِرُ لِلْمُطيعِ لَهُ، اَلْمُمْلي لِلْمُشْرِكِ بِهِ، اَلْقَريبُ مِمَّنْ دَعاهُ عَلى حالِ بُعْدِهِ، وَ الْبَرُّ الرَّحيمُ لِمَنْ لَجَأَ اِلى ظِلِّهِ وَ اعْتَصَمَ بِحَبْلِهِ.

وَ لا اِلهَ اِلاَّ اللَّهُ الْمُجيبُ لِمَنْ ناداهُ بِاَخْفَضِ صَوْتِهِ، السَّميعُ لِمَنْ ناجاهُ لِاَغْمَضِ سِرِّهِ، الرَّؤُوفُ بِمَنْ رَجاهُ لِتَفْريجِ هَمِّهِ، اَلْقَريبُ مِمَّنْ دَعاهُ لِتَنْفيسِ كَرْبِهِ وَ غَمِّهِ، وَ لا اِلهَ اِلاَّ اللَّهُ الْحَليمُ عَمَّنْ اَلْحَدَ في اياتِهِ، وَ انْحَرَفَ عَنْ بَيِّناتِهِ، وَ دانَ بِالْجُحُودِ في كُلِّ حالاتِهِ.

وَ اللَّهُ اَكْبَرُ الْقاهِرُ لِلْاَضْدادِ، الْمُتَعالي عَنِ الْاَنْدادِ، الْمُتَفَرِّدُ بِالْمَنِيَّةِ عَلى جَميعِ الْعِبادِ، وَ اللَّهُ اَكْبَرُ الْمُحْتَجِبُ بِالْمَلَكُوتِ وَ الْعِزَّةِ، الْمُتَوَحِّدُ بِالْجَبَرُوتِ وَ الْقُدْرَةِ، الْمُتَرَدّي بِالْكِبْرِياءِ وَ الْعَظَمَةِ، وَ اللَّهُ اَكْبَرُ الْمُتَقَدِّسُ بِدَوامِ السُّلْطانِ، وَ الْغالِبُ بِالْحُجَّةِ وَ الْبُرْهانِ، وَ نَفاذِ الْمَشِيَّةِ في كُلِّ حينٍ وَ أَوانٍ.

اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ، وَ اَعْطِهِ الْيَوْمَ اَفْضَلَ الْوَسائِلِ وَ اَشْرَفَ الْعَطاءِ، وَ اَعْظَمَ الْحِباءِ، وَ اَقْرَبَ الْمَنازِلِ، وَ اَسْعَدَ الْحُدُودِ، وَ اَقَرَّ الْاءَعْيُنِ.

اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ وَ اَعْطِهِ الْوَسيلَةَ وَ الْفَضيلَةَ وَ الْمَكانَ الرَّفيعَ وَ الْغِبْطَةَ، وَ شَرَفَ الْمُنْتَهى وَ النَّصيبَ الْاَوْفى، وَ الْغايَةَ الْقُصْوى، وَ الرَّفيعَ الْاَعْلى حَتّى يَرْضى وَ زِدْهُ بَعْدَ الرِّضا، اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ الَّذينَ اَمَرْتَ بِطاعَتِهِمْ وَ اَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرْتَهُمْ تَطْهيراً، اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ الَّذينَ اَلْهَمْتَهُمْ عِلْمَكَ، وَ اسْتَحْفَظْتَهُمْ كُتُبَكَ،
___________________________________
كتابك "خ ل".
وَ اسْتَرْعَيْتَهُمْ عِبادَكَ.

اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ، وَ نَبِيِّكَ وَ حَبيبِكَ وَ خَليلِكَ، وَ سَيِّدِ الْاَوَّلينَ وَ الْاَخِرينَ، مِنَ الْاَنْبِياءِ وَ الْمُرْسَلينَ وَ الْخَلْقِ اَجْمَعينَ وَ عَلى الِهِ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ، الَّذينَ اَمَرْتَ بِطاعَتِهِمْ، وَ اَوْجَبْتَ عَلَيْنا حَقَّهُمْ وَ مَوَدَّتَهُمْ.

اَللَّهُمَّ اُقَدِّمُهُمْ بَيْنَ يَدَىْ مَسْأَلَتي وَ حاجَتي، وَ اَسْتَشْفِعُ بِهِمْ عِنْدَكَ اَمامَ طَلِبَتي، وَ اَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ سُؤالَ وَجِلٍ مِنْ عِقابِكَ،
___________________________________
انتقامك "خ ل".
حاذِرٍ مِنْ نِقْمَتِكَ، فَزِعٍ اِلَيْكَ مِنْكَ لَمْ يَجِدْ لِفاقَتِهِ مُجيراً غَيْرَكَ، وَ لا لِخَوْفِهِ امِناً غَيْرَ فِنائِكَ.

وَ تَطَوُّلُكَ يا سَيِّدي وَ مَوْلايَ عَلَيَّ مَعَ طُولِ مَعْصِيَتي لَكَ اَقْصَدَني
___________________________________
اقصد اليك "خ ل".
اِلَيْكَ وَ اِنْ كانَتْ سَبَقَتْنِي الذُّنُوبُ وَ حالَتْ بَيْني وَ بَيْنَكَ، لِاَنَّكَ عِمادُ الْمُعْتَمِدَ وَ رَصَدُ الْمُرْتَصِدِ، لاتَنْقُصُكَ الْمَواهِبُ، وَ لاتُغيضُكَ الْمَطالِبُ، فَلَكَ الْمِنَنُ الْعِظامُ وَ النِّعَمُ الْجِسامُ يا كَثيرَ الْخَيْرِ يا دائِمَ الْمَعْرُوفِ، يا مَنْ لاتَنْقُصُ خَزائِنُهُ وَ لايَبيدُ مُلْكُهُ وَ لاتَراهُ الْعُيُونُ، وَ لاتَعْزُبُ مِنْهُ حَرَكَةٌ وَ لا سَكُونٌ.

لَمْ تَزَلْ سَيِّدي وَ لاتَزالُ، وَ لايَتَوارى عَنْكَ مُتَوارٍ في كَنينِ اَرْضٍ وَ لا سَماءٍ، وَ لا تُخُومٍ وَ لا قَرارٍ، تَكَفَّلْتَ بِالْاَرْزاقِ يا رازِقُ، وَ تَقَدَّسْتَ عَنْ اَنْ تَتَناوَلَكَ الصِّفاتُ، وَ تَعَزَّزْتَ عَنْ اَنْ تُحيطَ بِكَ تَصاريفُ اللُّغاتِ، وَ لَمْ تَكُنْ مُسْتَحْدَثاً فَتُوجَدَ مُنْتَقِلاً عَنْ حالَةٍ اِلى حالَةٍ.

بَلْ اَنْتَ الْفَرْدُ الْاَوَّلُ وَ الْاَخِرُ، وَ الْباطِنُ وَ الظَّاهِرُ، ذُوالْعِزِّ الْقاهِرِ، جَزيلُ الْعَطاءِ جَليلُ الثَّناءِ، سابِغُ النَّعْماءِ، دائِمُ الْبَقاءِ، اَحَقُّ مَنْ تَجاوَزَ وَ عَفى عَمَّنْ ظَلَمَ وَ اَساءَ بِكُلِّ لِسانٍ.

اِلهي عَبْدُكَ يَحْمَدُ، وَ في كُلِّ الشَّدائِدِ عَلَيْكَ يَعْتَمِدُ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَ الْمَجْدُ لِاَنَّكَ الْمالِكُ الْاَبَدُ وَ الرَّبُّ السَّرْمَدُ، اَتْقَنْتَ اِنْشاءَ الْبَرايا فَاَحْكَمْتَها بِلُطْفِ التَّقْديرِ، وَ تَعالَيْتَ فِي ارْتِفاعِ شَأْنِكَ عَنْ اَنْ يُنْفَذَ فيكَ حُكْمُ التَّغْييرِ، اَوْ يُحْتالَ مِنْكَ بِحالٍ يَصِفُكَ بِهِ الْمُلْحِدُ اِلى تَبْديلٍ، اَوْ يُوجَدَ فِي الزِّيادَةِ وَ النُّقْصانِ، مَساغٌ فِي اخْتِلافِ التَّحْويلِ، اَوْ تَلْتَثِقَ سَحائِبُ الْاِحاطَةِ بِكَ في بُحُورِ هِمَمِ الْاَحْلامِ، اَوْ تُمَثَّلَ لَكَ مِنْها جِبِلَّةٌ، تَضِلُّ اِلَيْكَ فيها رَوِيَّاتُ الْاَوْهامِ.

فَلَكَ مَوْلايَ انْقادَ الْخَلْقُ مُسْتَخْذِئينَ بِاِقْرارِ الرُّبُوبِيَّةِ، وَ مُعْتَرِفينَ خاضِعينَ لَكَ بِالْعُبُودِيَّةِ، سُبْحانَكَ ما اَعْظَمَ شَأْنَكَ، وَ اَعْلى مَكانَكَ، وَ اَنْطَقَ بِالصِّدْقِ بُرْهانَكَ، وَ اَنْفَذَ اَمْرَكَ، وَ اَحْسَنَ تَقْديرَكَ، سَمَكْتَ السَّماءَ فَرَفَعْتَها، وَ مَهَّدْتَ الْاَرْضَ فَفَرَشْتَها، وَ اَخْرَجْتَ مِنْها ماءً ثَجَّاجاً وَ نَباتاً رَجْراجاً، فَسَبَّحَكَ نَباتُها، وَ جَرَتْ بِاَمْرِكَ مِياهُها، وَ قامَتْ عَلى مُسْتَقَرِّ الْمَشِيَّةِ كَما اَمَرْتَهُما.

فَيا مَنْ تَعَزَّزَ بِالْبَقاءِ، وَ قَهَرَ عِبادَهُ بِالْفَناءِ، اَكْرِمْ مَثْواىَ فَاِنَّكَ خَيْرُ مُنْتَجَعٍ لِكَشْفِ الضُّرِّ، يا مَنْ هُوَ مَأْمُولٌ في كُلِّ عُسْرٍ وَ مُرْتَجىً لِكُلِّ يُسْرٍ، بِكَ اَنْزَلْتُ الْيَوْمَ حاجَتي، وَ اِلَيْكَ اَبْتَهِلُ فَلاتَرُدَّني خائِباً مِمَّا رَجَوْتُ، وَ لاتَحْجُبْ دُعائي عَنْكَ اِذْ فَتَحْتَهُ لي، قَدْ دَعَوْتُ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحمَّدٍ، وَ سَكِّنْ رَوْعَتي، وَ اسْتُرْ عَوْرَتي، وَ ارْزُقْني مِنْ فِضْلِكَ الْواسِعِ رِزْقاً واسِعاً، سائِغاً هَنيئاً مَريئاً لَذيذاً في عافِيَةٍ.

اَللَّهُمَّ اجْعَلْ خَيْرَ اَيَّامي يَوْمَ اَلْقاكَ، وَ اغْفِرْلي خَطاياىَ فَقَدْ اَوْحَشَتْني، وَ تَجاوَزْ عَنْ ذُنُوبي فَقَدْ اَوْبَقَتْني، فَاِنَّكَ مُجيبٌ مُثيبٌ، رَقيبٌ قَريبٌ، قادِرٌ غافِرٌ قاهِرٌ، رَحيمٌ كَريمٌ قَيُّومٌ، وَ ذلِكَ عَلَيْكَ يَسيرٌ وَ اَنْتَ اَحْسَنُ الْخالِقينَ.

اَللَّهُمَّ اِنَّكَ افْتَرَضْتَ عَلَيَّ لِلْاباءِ وَ الْاُمَّهاتِ حُقُوقاً فَعَظَّمْتَهُنَّ، وَ اَنْتَ اَوْلى مَنْ حَطَّ الْاَوْزارِ، وَ خَفِّفْها وَ اَدِّى الْحُقُوقَ عَنْ عَبيدِهِ فَاحْتَمِلْهُنَّ عَنّي اِلَيْهِما، وَ اغْفِرْلَهُما كَما رَجاكَ كُلُّ مُوَحِّدٍ مَعَ الْمُؤْمِنينَ وَ الْمُؤْمِناتِ، وَ الْاِخْوَةِ وَ الْاَخَواتِ، وَ اَلْحِقْنا وَ اِيَّاهُمْ بِالْاَبْرارِ، وَ اَبِحْ لَنا وَ لَهُمْ جَنَّاتِكَ مَعَ النُّجَباءِ الْاَخْيارِ، اِنَّكَ سَميعُ الدُّعاءِ، قَريبٌ مُجيبٌ لِما تَشاءُ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَ الِهِ وَ سَلَّمَ تَسْليماً.

دعاى آن حضرت در روز جمعه

سپاس خدائى را سزاست كه از چيزى بوجود نيامده و موجودات را از چيز ديگرى خلق نكرده، به ايجاد اشياء به ازلتيش استشهاد نموده، و به عاجز بودنشان بر قدرتش، و به فنا يافتنشان بر جاودانگى اش دلالت فرموده است.

مكانى از او خالى نيست تا بدينوسيله درك شود، و شبه و همانندى ندارد تا كيفيتش توصيف گردد، و از چيزى غائب نيست تا حيثيتش دانسته شود، در صفات با تمامى آنچه خلق فرموده مبائنت دارد، و درك وى با تغييراتى كه در پديد آوردن اشياء بكار برده محال گرديده، و به سبب عظمت و بزرگيش از تمامى تصرفات مبرى است.

دركهاى تيز و قوى قدرت درك او را نداشته، و انديشه هاى ژرف نگر چگونگى او را نمى دانند، و غواصان شناور درياى تفكر و دقت قادر به صورتگرى او نيستند، به جهت عظمتش هيچ مكانى او را احاطه نكرده، و به جهت شكوهش بوسائل اندازه گيرى قابل سنجش نيست، عظمت مقامش آنگونه است كه با هيچ مقياسى اندازه گيرى نگردد.

پندارها به درك كنه او نرسيده، و هيچ انديشه اى او را فرا نگيرد، و هيچ ذهنى قادر نيست نمونه و همانندى براى او تصور كند، و انديشه هاى سركش از احاطه اش مأيوس بوده، و درياى دانش از اشاره به حقيقتش خشك گرديده، و جانهاى دشمنان از دست اندازى به توصيف قدرتش با خوارى و سرافكندگى باز گشته اند، يكتائيش از روى شماره و عدد نبوده، و جاودانگيش به حساب زمان و مدت نيست، و پابرجائيش به داشتن تكيه گاه نمى باشد، جنس نيست تا اجناس برابر او بوده، و شبح نيست تا اشباح ديگر شبيه او باشند، و مانند اشياء نيست تا متصف به اوصاف گردد.

انديشه ها در امواج خروشان ادراكش گم گشته، و پندارها از احاطه ذكر ازليتش سرگردان گرديده، و فهمها از پى بردن به وصف قدرتش باز مانده، و ذهنها در ميان اقيانوسهاى چرخ ملكوتش غرق شده اند، به نعمتهايش مقتدر و به عظمتش نگاهدار خود، و فرمانرواى بر هر چيز است، گردش روزگار او را كهنه نسازد، و وصفى او را احاطه ننمايد، گردنهاى سركش در آخرين سرحد قرار گاه اصلى خود براى وى خاضع گشته، و كوههاى محكم در منتهى درجه بلنديش به عظمت وى اعتراف كرده است.

با خلقت همه موجودات به پروردگارى خود گواه آورده، به ناتوانى آنان به قدرت خوش دلالت كرده، و با خلقت آنها بر ديرينه بودنش، و به نابود شدنشان بر جاودانگى اش شاهد آورده است، آنها را گريزى از ادراك حق نبوده، و قدرت بيرون رفتن از احاطه او را ندارند، و از شمارش او در حجاب و پرده قرار نگيرند، و قدرت سرپيچى از شمول قدرتش را ندارند.

ساختمان محكم اشياء براى راهنمايى به او، و تركيبات سرشتهاى مختلف براى نشان دادن او، و پيدايش مخلوقات براى دلالت به ديرينه بودنش كافى است، و محكم بودن كارها براى يافتن اعتبارش كفايت مى كند، حد و اندازه اى در او راه نداشته تا بدان منسوب باشد، و نه نمونه اى براى او متصور است كه بدان او را مثل زنند، بلكه او در كمال برترى از مثل و نمونه و صفاتى كه آفريده قرار دارد.

و پاك و منزه است خدائى كه دنيا را براى فنا و نابودى، و آخرت را براى جاودانگى آفريد، و پاك و منزه است خدائى كه هر چه عطا كند از خزانه اش كاسته نشود، اگر چه عطايش سنگين و بيش از آرزوهاى خلق او باشد و به حد نهائى رسد، و در احكامش ظلم و ستم نيست.

و پاك و منزه است خدائى كه احكامش را باز گرداننده، و براى آنچه را امضا فرموده جلوگيرى كننده، و براى آنچه عطا كرده مانعى نمى باشد، در دستورش لغزش و نسيانى نبوده و شتاب نكرده بلكه مهلت دهد و درميگذرد، و آمرزيده و رحم نمايد، و شكيبائى ورزد، و هر كار كه انجام دهد مورد باز خواست واقع نشده بلكه بندگانش در كارهايشان مورد بازخواست قرار ميگيرند.

و معبودى نيست جز خدائى كه فرمانبردارش را تشويق و آنكه به او شرك ورزد را مهلت دهد، و در عين دورى به دعا كننده اش نزديك، و به آنكه به سايه رحمتش پناه برده و به ريسمان او چنگ زند مهربان است، و معبودى نيست جز خدائى كه خواننده اى كه با آهسته ترين صدا او را بخواند را اجابت كند، و هر كه با پيچيده ترين سخنان سرى با او راز گويد صدايش را بشنود، نسبت به آنكه براى زوال اندوهش به او اميدوار باشد مهربان بوده، و به آنكه براى برطرف گشتن غمش او را خوانده نزديك است.

و معبودى نيست جز خدائى كه نسبت به آنكه به آياتش ايمان نياورده، و از دلائل روشنش منحرف گشته، و راه انكار را در هر حالى بپيمايد بردبار است، و خدا بزرگتر است، آنكه بر مخالفين خود چيره گشته، و از اشياء برتر است، و بوسيله نعمت بخشى بر بندگان يكتاست.

و خدا بزرگتر است، آنكه بوسيله سلطنت و عزتش در پرده است، و آنكه به قدرتش يگانه بوده و بزرگى و عظمت بر او پوشيده شده، و خدا بزرگتر است، آنكه به جاودانگى سلطنتش منزه گشته، و به دليل و برهان و انجام خواسته اش در هر زمان غالب گرديده است.

خدايا! بر محمد بنده و فرستاده ات درود فرست، و بهترين وسيله و ارزشمندترين عطاها، و بزرگترين جايزه ها، و نزديكترين جايگاهها، و سعادتمندترين بهره ها، و بهترين چشم روشنيها را به وى عطا نما.

خدايا! بر محمد و خاندانش درود فرست، و مقام شفاعت و برترى و جايگاه والا و حال خوش، و سرمنزلى با شرافت، و كاملترين بهره ها، و آخرين حد آن، و والاترين مقام را به وى عطا فرما، تا آنجا كه خشنود گردد و پس از خشنودى نيز بر برترى او بيفزا، خدايا بر محمد و خاندانش درود فرست، آنانكه به پيرويشان امر فرموده و زشتى را از آنان دور ساختى، و به خوبى پاكيزه شان كردى.

خدايا! بر محمد و خاندانش درود فرست، آنانكه علم و دانش خود را در سينه آنان افكنده، و نگاهدارى كتابهايت را از آنان خواستى، و رعايت حال بندگانت را به ايشان واگذاردى، خدايا درود فرست بر محمد بنده و رسول و دوست و خليلت، و آقاى پيشينيان و آيندگان، از پيامبران و رسولان و تمامى آفريدگان، و نيز درود فرست بر خاندان پاك و پاكيزه اش، آنانكه به پيرويشان امر فرمود، و حق آنان و دوستيشان را بر ما واجب كردى.

خدايا! آنان را در آغاز خواسته ها و حاجتهايم آورده، و قبل از ذكر آنها آنان را شفيع قرار مى دهم،و از تو درخواست مى كنم، در خواست آنكه از عقابت بيمناك و از خشم و انتقامت ترسان است، از هراس به درگاهت پناه آورده، و براى درماندگيش پناه دهنده اى جز تو نيافته، و به غير از سايه اميد و نعمت بخشى تو جاى امنى پيدا نكرده است.

اى آقا و اى مولايم با فضل و انعامت بر من و طولانى شدن نافرمانيم نسبت بتو ناچار شده ام تا به درگاهت آيم، اگر چه گناهان بر من پيشى جسته و ميان من و تو حائل گرديده اند، زيرا تو تكيه گاه هر تكيه كننده، و اميد هر اميدوارى، بخششهاى بسيار از تو چيزى نكاهد، و كثرت درخواستها از تو كم نكند، تو راست منتهاى بزرگ و نعمتهاى ارزشمند، اى آنكه خزينه هايش كم نگرديده، و پادشاهيش زوال نپذيرد، و ديدگان او را نديده و هيچ حركت و سكونى از علم او خارج نباشد.

اى آقايم پيوسته بوده و هميشه خواهى بود، هيچكس نتواند نه در مخفيگاههاى زمينى و نه در آسمان و در طبقات آن خود را از تو پنهان سازد، اى روزى دهنده تو روزى دادن به بندگان را به عهده گرفته اى، و منزهى از اينكه صفات بتواند تو را فرا گيرد، و شكوهمندترى از اينكه نعمتهاى مختلف بتو احاطه يابد، و حادث نيستى تا از انتقال حالى به حال ديگر تو را دريابند.

بلكه توئى يكتاى نخست و پايان، داراى عزت بسيار و عطاى فراوان، و نعمتهاى كامل، از هر كس كه به گذشت از كسى كه ستم نموده سزوارترى.

بارالها! بنده ات به هر زبان تو را مدح كرده و در سختيها بر تو اعتماد نمايد، ستايش و بزرگوارى شايسته توست كه فرمانرواى هميشگى و پروردگار جاودانه اى، آفرينش موجودات را محكم كرده و با مقدراتت استوارشان ساخته اى، و در بلندى شأن خود والا و برتر گشتى از اينكه تغيير در تو راه يابد، يا منكرت حالتى در تو بيايد و آنرا راهى براى توصيفت قرار دهد، يا در اثر عروض كاستى و افزايش راهى براى بحث از اختلاف حالات تو پيش آيد، يا ابرهائى كه از درياهاى افكار انديشه ها براى احاطه بتو برخيزند بتوانند قطراتى بر تو ببارند، يا به حقيقتى از تو پى ببرند كه پندارها با مجسم ساختن آن حقيقت بتوانند به معرفت تو راه يابند.

پس اى مولايم سپاس تو را سزاست، مخلوقات فرمانبردار تو گشتند در حاليكه با اقرار به ربوبيتت خوار گشته و بدان اعتراف نموده، و به بندگى در برابرت خاضعند، پاك و منزهى چه بزرگ است مقامت، و والا است جايگاهت، و به صدق و راستى گوياست برهان و حجتت، و نافذ است دستورت، و نيكوست تقديرت، آسمان را بخوبى بالا برده، و زمين را بخوبى گسترانيدى، و از آن آبى فراوان و گياهى ارزان بيرون آوردى، كه گياهش تسبيح تو را گويد، و آبش به فرمان تو جارى گشته، و همانطور كه مأمورشان ساخته اى بر طبق اراده ات عمل نموده اند.

اى آنكه بوسيله بقاء جاودانه ات عزيز گشته، و بندگانت را به فناء و نيستى مقهور ساخته اى، جايگاهم را گرامى دار، بدرستيكه تو بهترين مرجع براى رفع سختى مى باشى، اى آنكه در هر سختى تو را آرزو كرده و در هر آسانى روى اميد به تو آورند، در اينروز حاجتم را بدرگاهت فرو آورده و بسويت تضرع مى كنم، مرا از درگاهت نااميد باز مگردان، و پس از آنكه درگاه دعا را برويم گشودى و من تو را خواندم مانع اجابت دعايم نشو، بر محمد و خاندانش درود فرست و به هراسم آسايش بخش، و عيبم را بپوشان، و از روزى گسترده ات روزى وسيع و فراوان و گوارا و لذيذ در حال تندرستى روزيم فرما.

خدايا! بهترين روزهايم را روز ديدارت قرار ده، و خطاهايم را ببخش كه مرا به وحشت انداخته، و از گناهانم در گذر كه مرا به هلاكت كشانده، و تو براستى اجابت كننده و پاداش نيك دهنده، مراقب و نزديك بوده، و به هر چيز قادر و توانائى، و آمرزنده و نيرومند و مهربان و بزرگوار و پاينده اى، و اين كار بر تو آسان است، و تو بهترين آفريدگارانى.

خدايا! تو براى پدران و مادران حقوقى را بر من واجب فرمودى و آن حقوق را بزرگ كردى، و براى ريختن گناهان و از بين بردن آنها و اداى حقوق از بندگان از هر كس سزاوارترى، پس آن حقوقى كه از طرف پدر و مادر بعهده من است اداى آنها را بعهده گير، و چنانچه هر يكتاپرستى اميد دارد كه آمرزشت شامل حالش گردد آندو را بيامرز، و نيز هر مرد و زن با ايمان و همچنين برادران و خواهران ما را بيامرز، و ما و آنانرا به نيكان ملحق فرما، و باغهاى بهشت خود را براى ما و ايشان به همراه بندگان برگزيده ات عطا فرما، كه براستى تو براى هر كس كه بخواهى شنونده دعاها و نزديك و پاسخ دهنده مى باشى، و درود و سلام كامل خدا بر آقاى ما محمد و خاندانش.