قتال عليّ على تأويل القرآن كما قاتل رسول اللَّه على تنزيله
ورد في الأخبار من العامّة والخاصّة: أنّ عليّاً عليه السلام يقاتل على تأويل القرآن كما قاتل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله على تنزيله، وفيما يلي نذكر بعضها:
1- روى ابن عساكر: بسنده عن أبي سعيد الخدري، قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: 'إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلتُ على تنزيله'، فقال أبو بكر: أنا يا رسول اللَّه؟ قال: 'لا'، قال عمر: أنا؟ قال رسول اللَّه: 'لا، ولكنّه خاصف النعل'، وكان أعطى عليّاً نعله يخصفها'.
[تاريخ دمشق - ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام 128:3، ح 1170].
2- و رواه أيضاً: عن عبدالرحمن بن بشير، قال: كنّا جلوساً عند رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إذ قال: 'ليضربنّكم رجل على تأويل القرآن كما ضربتكم على تنزيله'، فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول اللَّه؟ قال: 'لا'، قال عمر: أنا هو يا رسول اللَّه؟ قال: 'لا، ولكن صاحب النعل'. قال الراوي: فانطلقنا فإذا عليّ عليه السلام يخصف نعل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في حجرة عائشة فبشّرناه.
[المصدر المتقدّم: 136، ح 1179].
3- و رواه ايضاً: بسنده عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، قال: سمعت أبا سعيد الخدري، قال: كنّا جلوساً ننتظر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فخرج علينا من بعض بيوت نسائه، فقمنا معه نتمشّى، فانقطع شسع نعله، فأخذها عليّ عليه السلام فتخلّف عليها ليصلحها، فقام رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فقمنا معه ننتظره ونحن قيام، وفي القوم يومئذٍ أبو بكر وعمر، فقال صلى الله عليه و آله: 'إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله'، فاستشرف لها أبوبكر وعمر، فقال: 'لا، ولكنّه صاحب النعل'. قال أبو سعيد: وأتيته لاُبشّره بها، فكأنّه لم يرفع به رأساً، كأنّه شي ء قد سمعه قبل.
علم عليّ بالقرآن
قال الشارح المعتزلي: اتّفق الكلّ على أنّ عليّاً عليه السلام كان يحفظ القرآن على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ولم يكن غيره يحفظه. [شرح ابن أبي الحديد 27:1].
1- و في "تفسير البرهان والعيّاشي": عن سليم بن قيس، قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: 'ما نزلت آية على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إلا أقرأنيها وأملاها علَيّ فأكتبها بخطّي، وعلّمني تأويلها وتفسيرها، وناسخها ومنسوخها، ومحكمها ومتشابهها، ودعا اللَّه لي أن يعلّمني فهمها وحفظها، فما نسيت آية من كتاب اللَّه، ولا علماً أملاه علَيّ، فكتبته منذ دعا لي ما دعا، وما ترك شيئاً علّمه اللَّه من حلال ولا حرام ولا أمر ولا نهي كان أو لا يكون من طاعة أو معصية إلا علّمنيه وحفظته، فلم أنس منه حرفاً واحداً، ثمّ وضع يده على صدري ودعا اللَّه أن يملأ قلبي علماً وفهماً وحكمة ونوراً، لم أنس شيئاً، ولم يفتني شي ء لم أكتبه، فقلتُ: يا رسول اللَّه، أوَتخوّفتَ علَيّ النسيان فيما بعد؟ فقال: لستُ أتخوّف عليك نسياناً وجهلاً، وقد أخبرني ربّي أنّه قد استجاب لي فيك وفي شركائك الذين يكونون من بعدك، فقلت: يا رسول اللَّه، ومن شركائي من بعدي؟ قال: الذين قرنهم اللَّه بنفسه وبي، فقال: الأوصياء منّي إلى أن يردوا علَيّ الحوض كلّهم هادٍ مهتدٍ، لا يضرّهم من خذلهم، هم مع القرآن والقرآن معهم، لا يفارقهم ولا يفارقونه، بهم تنصر اُمّتي، وبهم يمطرون، وبهم يدفع عنهم، وبهم استجاب دعاءهم، فقلت: يا رسول اللَّه، سمّهم لي؟ فقال: ابني هذا - ووضع يده على رأس الحسن -، ثمّ ابني هذا - ووضع يده على رأس الحسين -،...' - الحديث.
[تفسير البرهان 16:1، وتفسير العيّاشي 14:1].
2- وروى القندوزي الحنفي، بسنده، قال: قال عليّ عليه السلام: 'لو شئت لأوقرت من تفسير الفاتحة سبعين بعيراً'.
[ينابيع المودّة: 65].
3- ورواه أيضاً عن "المناقب"، قال: ولمّا أراد أهل الشام أن يجعلوا القرآن حكماً بصفّين، قال الإمام عليّ عليه السلام: 'أنا القرآن الناطق'.
[المصدر المتقدّم: 69].
4- ورواه أيضاً عن أبي الطفيل، قال: قال عليّ عليه السلام: 'سلوني عن كتاب اللَّه، فإنّه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم نهار، أم في سهل أم في جبل'.
[المصدر المتقدّم: 70].
5- وقال ابن مسعود: نزل القرآن على سبعة أحرف له ظهر وبطن، وعند عليّ عليه السلام علم القرآن ظاهره وباطنه.
[المصدر المتقدّم: 70].
6- وفي "تفسير العيّاشي" و "بصائر الدرجات" للصفّار: عن الأصبغ بن نباتة، قال: لمّا قدم أمير المؤمنين عليه السلام الكوفة، صلّى بهم أربعين صباحاً يقرأ بهم 'سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى'، فقال المنافقون: لا واللَّه ما يحسن ابن أبي طالب أن يقرأ القرآن، ولو أحسن أن يقرأ القرآن لقرأ بنا غير هذه السورة.
قال: فبلغ ذلك عليّاً عليه السلام، فقال: 'ويل لهم إنّي لأعرف ناسخه من منسوخه، ومحكمه من متشابهه، وفصله من فصاله، وحروفه من معانيه، واللَّه ما من حرف نزل على محمّد صلى الله عليه و آله إلا إنّي أعرف فيمن اُنزل؟ وفي أيّ يوم؟ وفي أيّ موضع؟ ويل لهم أما يقرؤون: 'إِنَّ هذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى'
[سورة الأعلى: 18 و 19].
و اللَّه عندي ورثتهما من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وورثها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله من إبراهيم وموسى عليهماالسلام، ويل لهم. واللَّه أنا الّذي أنزل اللَّه فيّ: 'وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ'
[سورة الحاقّة: 12].
فإنّما كنّا عند رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فيخبرنا بالوحي فأعيه أنا ومن يعيه، فإذا خرجنا قالوا: ماذا قال آنفاً'.
[تفسير العيّاشي 14:1، بصائر الدرجات: 155، ح 3].
اوصى رسول اللَّه عليّاً بجمع القرآن
يستفاد من النصوص المأثورة أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أوصى عليّاً عليه السلام بجمع القرآن حتّى لا تمسّه يد الدسّ والتضييع ويبقى بين الدفّتين، كما نزل بلا زيادة ولا نقيصة، ولا يبتلى بالتحريف كما ابتُليت التوراة والإنجيل، وفي ذلك أخبار نتعرّض لبعض منها:
1- روى عليّ بن إبراهيم القمّي عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، قال: 'إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال لعليّ عليه السلام: يا عليّ، القرآن خلف فراشي في الصحف والحرير والقراطيس فخذوه واجمعوه ولا تضيّعوه كما ضيّعت اليهود التوراة، فانطلق عليّ عليه السلام فجمعه في ثوب أصفر، ثمّ ختم عليه في بيته، وقال: لا أرتدي حتّى أجمعه، فإنّه كان الرجل ليأتيه فيخرج إليه بغير رداء حتّى جمعه. قال: وقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لو أنّ النّاس قرأوا القرآن كما أنزل اللَّه ما اختلف اثنان'.
[تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي 451:2، والبحار 48:92].
2- وروى ابن شهرآشوب عن أبي رافع: أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال في مرضه الّذي توفّي فيه لعليّ عليه السلام: 'يا عليّ، هذا كتاب اللَّه خذه إليك'، فجمعه عليّ عليه السلام في ثوب، فمضى إلى منزله، فلمّا قبض النبيّ صلى الله عليه و آله جلس عليّ عليه السلام فألّفه كما أنزله اللَّه وكان به عالماً.
[المناقب لابن شهرآشوب 41:2، والبحار 51:92].
3- و رواه أيضاً عن أبي العلاء العطّار، والموفّق خطيب خوارزم في كتابيهما، بالإسناد عن عليّ بن رباح: أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله أمر عليّاً عليه السلام بتأليف القرآن، فألّفه وكتبه. [المناقب لابن شهرآشوب 41:2، والبحار 51:92].
ان عليّاً أوّل من جمع القرآن بعد وفاة رسول اللَّه
إنّ أوّل مَن تصدّى لجمع القرآن بعد وفاة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله هو عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فإنّه قعد في بيته مشتغلاً بجمع القرآن وترتيبه على ما نزل مع شروح وتفاسير للمواضع المبهمة من الآيات، وبيان أسباب النزول، ومواقع النزول، وبيان الناسخ والمنسوخ، والمحكم والمتشابه، حتّى أكمله على هذا النمط البديع.
قال الشارح المعتزلي: هو "عليٌّ عليه السلام" أوّل من جمع القرآن، نقلوا كلّهم أنّه تأخّر عن بيعة أبي بكر، فأهل الحديث لا يقولون ما تقوله الشيعة من أنّه تأخّر مخالفة للبيعة
[والحقّ عندنا أنّه تأخّر مخالفة للبيعة، وفي فترة تأخّره - الّتي طالت ستّة أشهر - جمع القرآن].
بل يقولون: تشاغل بجمع القرآن، فهذا يدلّ على أنّه أوّل من جمع القرآن؛ لأنّه لو كان مجموعاً في حياة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لما احتاج إلى أن يتشاغل بجمعه بعد وفاته صلى الله عليه و آله.
وإذا رجعت إلى كتب القراءات وجدت أئمّة القرّاء كلّهم يرجعون إليه عليه السلام، كأبى عمرو بن العلاء، وعاصم بن أبي النجود، وغيرهما؛ لأنّهم يرجعون إلى أبي عبدالرحمن السلمي القاري، وأبو عبدالرحمن كان تلميذ عليّ عليه السلام، وعنه عليه السلام أخذ القرآن، فقد صار هذا الفنّ من الفنون الّتي تنتهي إليه أيضاً.
[شرح ابن أبي الحديد 27:1].
قال سليم بن قيس: فلمّا رأى غدرهم وقلّة وفائهم له لزم بيته، وأقبل على القرآن أن يؤلّفه ويجمعه، فلم يخرج من بيته حتّى جمعه، وكان في الصحف والشظاظ والأسيار والرقاع. فلمّا جمعه كلّه وكتبه بيده، تنزيله وتأويله، والناسخ منه والمنسوخ، بعث إليه أبوبكر أن اخرج فبايع، فبعث إليه عليّ عليه السلام: 'إنّي لمشغول، وقد آليت على نفسي يميناً أن لا أرتدي رداءً إلا للصلاة حتّى اُؤلّف القرآن وأجمعه'.
فسكتوا عنه أيّاماً، فجمعه في ثوب واحد وختمه، ثمّ خرج إلى النّاس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فنادى عليّ عليه السلام بأعلى صوته: 'أيّها النّاس، إنّي لم أزل منذ قُبض رسول اللَّه صلى الله عليه و آله مشغولاً بغسله، ثمّ بالقرآن حتّى جمعته كلّه في هذا الثوب الواحد، فلم ينزل اللَّه على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله آية إلا وقد جمعتها، وليست منه آية إلا وقد أقرأنيها رسولُ اللَّه وعلّمني تأويلها'، ثمّ قال لهم عليّ عليه السلام: 'لئلا تقولوا غداً: إنّا كنّا عن هذا غافلين'. ثمّ قال لهم عليّ عليه السلام: 'لا تقولوا يوم القيامة: إنّي لم أدعكم إلى نصرتي، ولم اُذكّركم حقّي، ولم أدعكم إلى كتاب اللَّه من فاتحته إلى خاتمته'.
فقال له عمر: ما أغنانا بما معنا من القرآن عمّا تدعونا إليه، ثمّ دخل عليّ عليه السلام بيته. [كتاب سليم بن قيس: 32، طبع مؤسّسة البعثة].
ان عليّاً يتولى جمع القرآن
1- في "المناقب" لابن شهرآشوب: عن أبي نعيم في الحلية، والخطيب في "الأربعين": بالإسناد عن السدّي، عن عبد خير، عن عليّ عليه السلام، قال: 'لمّا قبض رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أقسمت - أو حلفت - أن لا أضع ردائي عن ظهري حتّى أجمع ما بين اللوحين، فما وضعت رداي حتّى جمعت القرآن'.
[المصدر المتقدّم: 41، والبحار 52:92].
2- وروى السيوطي عن ابن سيرين، قال: قال عليّ عليه السلام: 'لمّا مات رسول اللَّه صلى الله عليه و آله آليت ألا آخُذَ علَيّ ردائي إلا لصلاة جمعة حتّى أجمع القرآن'، فجمعه.
[الاتقان في علوم القرآن 183:1].
3- و قال ابن شهر آشوب و في أخبار أهل البيت عليهم السلام: أنّ عليّاً عليه السلام آلى أن لا يضع رداءه على عاتقه إلا للصلاة حتّى يؤلّف القرآن ويجمعه، فانقطع عنهم مدّة إلى أن جمعه، ثمّ خرج إليهم به في إزار يحمله، وهم مجتمعون في المسجد، فأنكروا مصيره بعد انقطاع مع إلبته، فقالوا: الأمر ما جاء به أبو الحسن، فلمّا توسّطهم وضع الكتاب بينهم، ثمّ قال: 'إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا: كتاب اللَّه، وعترتي أهل بيتي، وهذا الكتاب، وأنا العترة'، فقام إليه الثاني فقال له: إن يكن عندك قرآن فعندنا مثله فلا حاجة لنا فيكما، فحمل عليه السلام الكتاب وعاد به بعد أن ألزمهم الحجّة.
[المناقب لابن شهرآشوب 41:2، والبحار 52:92].
4- وفي خبر طويل عن الصادق عليه السلام: 'أنّه حمله وولّى راجعاً نحو حجرته، وهو يقول: 'فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ'، ولهذا قال ابن مسعود: إنّ عليّاً عليه السلام جمعه وقرأ به، فإذا قرأ فاتّبعوا قراءته.
[المصدر المتقدّم بعينه، والآية من سورة آل عمران: 187].
5- وروى ابن عبدالبرّ المالكي عن محمّد بن سيرين، قال: نبّئت أنّ عليّاً عليه السلام أبطأ عن بيعة أبي بكر، فقال: أكرهت إمارتي؟ فقال: 'آليت بيميني أن لا أرتدي برداء إلا للصلاة حتّى أجمع القرآن'.
قال: فزعموا أنّه كتبه على تنزيله، قال محمّد: فلو أصبت ذلك الكتاب كان فيه علم.
[الاستيعاب بهامش الإصابة 253:2].
6- قال ابن جزي الكلبي: كان القرآن على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله مفرّقاً في الصحف وفي صدور الرجال، فلمّا توفّي صلى الله عليه و آله جمعه عليّ بن أبي طالب على ترتيب نزوله، ولو وجد مصحفه لكان فيه علم كبير، ولكنّه لم يوجد.
[التسهيل لعلوم التنزيل 4:1، نقلاً عن التمهيد 226:1].
7- و روى الكليني بسنده عن جابر، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: 'ما ادّعى أحد من النّاس أنّه جمع القرآن كلّه كما أنزل اللَّه إلا كذّاب، وماجمعه وحفظه كما نزّله اللَّه، إلا عليّ بن أبي طالب عليه السلام والأئمّة من بعده عليهم السلام.
[اُصول الكافي 228:1].
وبالجملة فكلّ من ادّعى غير عليّ بن أبي طالب عليه السلام أنّه جمع القرآن فهو كذّاب، وقوله زخرف وباطل.
ولا يخفى أنّه عليه السلام جمع القرآن في ستّة أشهر بعد وفاة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، كما جاء في بعض الروايات والأخبار.
اوصاف مصحف عليّ
لا شك انّ مصحف عليّ عليه السلام كان مشتملاً على جميع ما يحتاج اليه الاُمّة الى يوم القيامة. قال المحقّق الخبير الشيخ هادي معرفة امتاز مصحف عليّ عليه السلام بامور:
أوّلاً: بترتيبه الموضوع على ترتيب النزول، الأوّل فالأوّل، في دقّة فائقة.
ثانياً: إثبات نصوص الكتاب كم هي من غير تحوير أو تغيير أو أن تشذّ منه كلمة أو آية.
ثالثاً: إثبات قراءته كما قرأه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حرفاً بحرف.
رابعاً: اشتماله على توضيحات وبيان المناسبة الّتي استدعت نزول الآية، والمكان الّذي نزلت فيه، والساعة الّتي نزلت فيها، والأشخاص الذين نزلت فيهم.
خامساً: اشتماله على الجوانب العامّة من الآيات، بحيث لا تخصّ زماناً ولا مكاناً ولا شخصاً خاصّاً، فهي تجري كما تجري الشمس والقمر، وهذا هو المقصود من التأويل - في قوله عليه السلام -: 'ولقد جئتهم بالكتاب مشتملاً على التأويل والتنزيل'.
[تفسير آلاء الرحمن 257:1].
فالتنزيل هو المناسبة الّتي استدعت النزول، والتأويل هو بيان المجرى العامّ.
كان مصحف عليّ عليه السلام مشتملاً على كلّ هذه الدقائق الّتي أخذها عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله من غير أن ينسى منها شيئاً، أو يشتبه عليه شي ء.
[التمهيد 229:1].
و في "تفسير البرهان والعيّاشي": عن سليم بن قيس الهلالي، قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: 'ما نزلت آية على رسول اللَّه إلا أقرأنيها وأملاها علَيّ فأكتبها بخطّي، وعلّمني تأويلها وتفسيرها، وناسخها ومنسوخها، ومحكمها ومتشابهها، ودعا اللَّه لي أن يعلّمني فهمها وحفظها، فما نسيت آية من كتاب اللَّه، ولا علماً أملاه علَيّ فكتبته منذ دعا لي ما دعا' - الحديث. [تفسير البرهان 16:1، وتفسير العيّاشي 14:1].
مصحف عليّ يتوارثه أوصياؤه الأئمّة من بعده
لا يخفى أنّ مصحف عليّ بن أبي طالب عليه السلام مع تلك الخصوصيات من ذكر كلّ ما تحتاج إليه الاُمّة إلى يوم القيامة، وكونه مكتوباً بإملاء رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وخطّ عليّ عليه السلام، وأنّ فيه كلّ حدّ حتّى أرش الخدش، وفيه بيان الناسخ والمنسوخ، والمحكم والمتشابه، وأسباب النزول، لا يكون في أيدينا، بل يكون عند الأئمّة عليهم السلام من بعده عليه السلام، حتّى قيام قائمهم عجّل اللَّه فرجه، وسهّل اللَّه مخرجه، وفي الباب روايات نذكر بعضها:
1- ففي زمن عثمان، حيث اختلفت المصاحف، واُثيرت ضجّة بين المسلمين سأل طلحة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أن يخرج للنّاس مصحفه الّذي جمعه بعد وفاة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وأتى به إلى القوم فرفضوه، ثمّ قال طلحة: فأخبرني عمّا في يديك من القرآن، وتأويله، وعلم الحلال والحرام إلى من تدفعه ومن صاحبه بعدك؟
قال: 'إلى الّذي أمرني رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أن أدفعه إليه، وصيّي وأولى النّاس بعدي بالنّاس، ابني الحسن، ثمّ يدفعه ابني الحسن إلى ابني الحسين، ثمّ يصير إلى واحد بعد واحد من ولد الحسين حتّى يرد آخرهم على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حوضه، هم مع القرآن لا يفارقونه، والقرآن معهم لا يفارقهم' - الحديث.
[بحار الأنوار 42:92].
2- و في "البحار": عن أبي ذرّ الغفاري رضى الله عنه، قال: إنّه لمّا توفّي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله جمع عليّ عليه السلام القرآن، وجاء به إلى المهاجرين والأنصار، وعرضه عليهم، كما قد أوصاه بذلك رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فلمّا فتحه أبو بكر خرج في أوّل صفحة فتحها فضائح القول [هذا من تفسير القرآن وتأويله].
فوثب عمر وقال: يا عليّ، أردده فلا حاجة لنا فيه، فأخذه عليّ عليه السلام وانصرف، ثمّ أحضروا زيد بن ثابت - وكان قارئاً للقرآن - فقال له عمر: إنّ عليّاً جاء بالقرآن وفيه فضائح... وقد رأينا أن نؤلّف القرآن... فأجابه زيد إلى ذلك، وساق الكلام إلى قوله: فلمّا استخلف عمر، سأل عليّاً عليه السلام أن يدفع إليهم القرآن... فقال: يا أبا الحسن، إن جئت بالقرآن الّذي كنت جئت به إلى أبي بكر حتّى نجمع عليه؟! فقال عليّ عليه السلام: 'هيهات، إنّما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجّة عليكم ولا تقولوا يوم القيامة إنّا كنا عن هذا غافلين، أو تقولوا ما جئتنا به، إنّ القرآن الّذي عندي لا يمسّه إلا المطهّرون، والأوصياء من ولدي'، فقال عمر: فهل وقت لإظهاره معلوم؟ قال عليّ عليه السلام: 'نعم، إذا قام القائم من ولدي يُظهره ويحمل النّاس عليه فتجري السنّة عليه'.
المصاحف المكتوبة بعد مصحف عليّ وأمدها
اعلم أنّ القرآن لم يُجمع في عهد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في مصحف واحدٍ مع أنّه كان موضع اهتمامه وعنايته المباشرة، لِما كان يترقّبه من ورود ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته أو لغير ذلك من المصالح، فكان القرآن في رقاع متفرّقة وفي صدور الرجال.
في "الاتقان في علوم القرآن": بسنده عن زيد بن ثابت، قال: قُبض النبيّ ولم يكن القرآن جمع في شي ء.
[الاتقان في علوم القرآن 181:1].
فلمّا انقضى نزوله بوفاة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قام جمع من كبار الأصحاب على تأليف القرآن وجمع سُوَرِه بين دفّتين، كلٌّ بنظم وترتيب خاصّ، وكان يُسمّى مصحفاً.
وفيه أيضاً عن ابن بريدة أنّه قال: أوّل من جمع القرآن
[قد مرّ آنفاً أنّ عليّ بن أبى طالب آلى على نفسه ألا يرتدي رداءهُ حتّى يجمع القرآن، وجمعه ولكنّ السلطة رفضت مصحف عليّ عليه السلام، فمصحف سالم كان بعد رفض مصحف عليّ عليه السلام وقد جاء في ذيل الرواية: إسناده منقطع، وهو محمول على أنّه كان أحد الجامعين "راجع: الاتقان 184:1"].
في مصحف سالم مولى أبي حذيفة... ثمّ ائتمروا
[أي تشاوروا].
ما يسُمّونه؟ فقال بعضهم: سمّوه السِّفر، قال: ذلك اسم تسمّيه اليهود، فكرهوا، فقال: رأيت مثله بالحبشة يُسمّى المصحف، فاجتمع رأيهم على أنّ يُسمّوه المصحف.
[المصدر المتقدّم: 184].
وهكذا قام بجمع القرآن على ما قالوا: ابن مسعود، واُبيّ بن كعب، وأبو موسى الأشعري، والمقداد بن الأسود، ومعاذ بن جبل.
وحاز بعض هذه المصاحف مقاماً رفيعاً في المجتمع الإسلامي آنذاك، فكان أهل الكوفة يقرؤون على مصحف عبداللَّه بن مسعود
[الآيات موجودة فيها بلا نقيصة ولا زيادة، بل الاختلاف في ترتيب السور أو الآيات والقراءة وغيرهما].
وأهل البصرة يقرؤون على مصحف أبي موسى الأشعري، وأهل الشام على مصحف اُبيّ بن كعب، وأهل دمشق على مصحف المقداد.
[الكامل في التاريخ 250:2].
ولمّاكان جامعو المصاحف متعدّدين ومتباعدين، ومختلفين في الكفاءة والمقدرة والاستعداد، ولم يكن ما جمعه أحدهم يتّفق تماماً مع ما جمعه آخرون... كانت طبيعة الحال تقتضي اختلاف تلكم المصاحف اُسلوباً وترتيباً وقراءةً وغيرها. وهذا الاختلاف كان بلا شكّ يستدعي اختلافاً بين النّاس، فربّما كان المسلمون يجتمعون في غزوة أو احتفال وهم من أقطار متباعدة، فيقع بينهم نزاع وجدال وإنكار أحدهم على الآخر، فيما يتعصّبون له من مذهب أو عقيدة أو رأي.
[ذكر في التمهيد 277:1: نماذج من اختلاف العامّة على المصاحف فيما تعصّبوا له من قراءات أصحابها].
وعندما رجع حذيفة بن اليمان من غزوة أرمينية، ناقماً اختلاف النّاس في القرآن، استشار من كان بالكوفة من صحابة الرسول صلى الله عليه و آله بشأن معالجة القضيّة قبل تفاهم الأمر، فكان رأيه حمل عثمان على أن يقوم بتوحيد نسخ المصاحف وإلجاء النّاس على قراءة واحدة، فاتّفقت كلمة الصحابة على صواب هذا الرأي.
[انظر الكامل في التاريخ 251:2، ط. دار إحياء التراث العربي - بيروت].
ومن ثمّ أزمع في الأمر وسار إلى المدينة يستحثّ عثمان على إدراك اُمّة محمّد صلى الله عليه و آله قبل تفرّقها. فقال عثمان: وما ذاك؟ قال: غزوت مرج أرمينية، فإذا أهل الشام يقرؤون بقراءة اُبيّ بن كعب، ويأتون بما لم يسمع أهل العراق، وإذا أهل العراق يقرؤون بقراءة ابن مسعود، ويأتون بما لم يسمع أهل الشام، فيكفّر بعضهم بعضاً؟
ومن ثمّ جمع عثمان أصحاب الرسول من كان حاضراً بالمدينة واستشارهم في الأمر، فلم يكن منهم سوى اتّفاقهم على ضرورة القيام به مهما كلّف الأمر، قال ابن الأثير: فجمع عثمان الصحابة وأخبرهم الخبر، فأعظموه ورأوا جميعاً ما رأى حذيفة.
[انظر في هذا المجال: الاتقان في علوم القرآن 187:1، وصحيح البخاري 581:6، باب جمع القرآن "572"، والكامل في التاريخ 250:2، والمصاحف: 91، والتمهيد 280:1].
لجنة توحيد المصاحف
وأخيراً أسّس لجنة من أربعة من الصحابة: زيد بن ثابت، وسعيد بن العاص، وعبداللَّه بن الزبير، وعبدالرحمن بن هشام، وكانت لزيد بن ثابت رئاستهم، لكن هؤلاء الأربعة لم يستطيعوا القيام بصميم الأمر، ومن ثمّ استعانوا باُبيّ بن كعب، ومالك بن أبي عامر، وكثير بن أفلج، وأنس بن مالك، وعبداللَّه بن عبّاس، ومصعب بن سعد، وعبداللَّه بن فطيمة إلى تمام الاثني عشر، وفي هذا الدور كانت رئاسة القوم مع اُبيّ بن كعب، فكان هو يملي عليهم ويكتب الآخرون.
قال أبو العالية: إنّهم جمعوا القرآن من مصحف اُبيّ بن كعب، فكان رجال يكتبون، ويملي عليهم اُبيّ بن كعب.
[انظر: المصاحف: 30، والاتقان في علوم القرآن 187:1، والتمهيد في علوم القرآن 282:1].
وفي "فتح الباري" لابن حجر قال: وكأنّ ابتداء الأمر كان لزيد وسعيد حيث سأل عثمان: مَن أكتَبُ النّاس؟ قالوا: زيد، ثمّ قال: فأيّ النّاس أفصح؟ قالوا: سعيد، فقال: فليمل سعيد، وليكتب زيد.
[فتح الباري 17:9، وقال المحقّق الشيخ هادي معرفة "في هامش التمهيد 282:1": جاء ذلك في رواية مصعب بن سعد، لكن في صحّة ما تضمّنته الرواية من فحوى، كلام ونقاش].
قال ابن حجر: ثمّ احتاجوا إلى من يساعدهم في الكتابة بحسب الحاجة إلى عدد المصاحف الّتي ترسل إلى الآفاق، فأضافوا إلى زيد من ذكر، ثمّ استظهروا باُبيّ بن كعب في الإملاء.
[المصدر المتقدّم، وراجع: الطبقات 62:3، وتهذيب التهذيب 187:1].
عدد المصاحف الموحّدة الّتي اُرسلت إلى البلاد في عهد عثمان
اختلف المؤرّخون في عدد المصاحف الموحّدة الّتي اُرسلت إلى الآفاق. قال أبو داود: كانت ستّة حسب الأمصار المهمّة ذوات المركزيّة الخاصّة: مكّة، والكوفة، والبصرة، والشام، والبحرين، واليمن، وحبس السابعة - وكانت تسمّى الاُمّ أو الإمام - بالمدينة.
[المصاحف: 34].
وزاد اليعقوبي: مصر والجزيرة، وصار عددها تسعة، واحدة بالمدينة، وهي الاُمّ أو الإمام، والبقيّة اُرسلت إلى مراكز البلاد الإسلاميّة.
[تاريخ اليعقوبي 160:2].
وكان المصحف المبعوث إلى كلّ قطر يحتفظ به في مركز القطر ويستنسخ عليه، ويرجع إليه عند اختلاف القراءة، ويكون هو الحجّة، والقراءة الّتي توافقها تكون هي الرسميّة، وكلّ نسخة أو قراءة تخالفها تعدّ غير رسميّة وممنوعة، يعاقب عليها، أمّا مصحف المدينة "الاُمّ أو الإمام" فكان مرجعاً للجميع بصورة عامّة حتّى إذا كان اختلاف بين مصاحف الأمصار، فإنّ الحجّة هو المصحف الإمام بالمدينة فيجب أن يصحّح عليه.
[التمهيد 298:1].
في مرحلة جمع المصاحف وإمحائها، أرسل عثمان إلى كلّ اُفق بمصحف ممّا نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كلّ صحيفةٍ أو مُصحفٍ أن يُحرق.
[صحيح البخاري 581:6، باب جمع القرآن "572"].
جمع القرآن في عهد عثمان بمعنى جمع المسلمين على قراءة واحدة
لا شكّ أنّ عثمان قد جمع القرآن في زمانه لا بمعنى أنّه جمع الآيات والسور في مصحف، بل بمعنى أنّه جمع المسلمين على قراءة إمام واحد وأحرق المصاحف الاُخرى الّتي تخالف ذلك المصحف، وكتب إلى البلدان أن يحرقوا ما عندهم منها، ونهى المسلمين عن الاختلاف في القراءة، وقد صرّح بهذا كثير من أعلام أهل السنّة.
وفي "الاتّقان" أنّه قال: المشهور عند النّاس أنّ جامع القرآن عثمان، وليس كذلك، إنّما حمل عثمان النّاس على القراءة بوجه واحد على اختيار وقع بينه وبين من شهده من المهاجرين والأنصار، لمّا خشي الفتنة عند اختلاف أهل العراق والشام في حروف القراءات، فأمّا قبل ذلك فقد كانت المصاحف بوجوه من القراءات المطلقات على الحروف السبعة الّتي اُنزل بها القرآن.
[الاتقان في علوم القرآن 189:1].
موقف عليّ من فكرة توحيد المصاحف والالتزام بمرسوم التوحيد
جمع عثمان من كان بالمدينة من الصحابة فأتمرهم في ذلك، فهبّوا جميعاً يوافقون على فكرة توحيد المصاحف، وهكذا الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أبدى رأيه موافقاً للمشروع ذاتيّاً. و إليك بعض ما ورد في ذلك:
أخرج ابن أبي داود، عن سويد بن غفلة، قال: قال عليّ عليه السلام: 'فواللَّه، ما فعل عثمان في المصاحف إلا عن ملاً منّا، قال: ما تقولون في هذه القراءة؟ فقد بلغني أنّ بعضهم يقول: إنّ قراءتي خير من قراءتك، وهذا يكاد أن يكون كفراً، قلنا: فماذا ترى؟ قال: أرى أن يجمع النّاس على مصحف واحد، فلا تكون فرقة ولا اختلاف، قلنا: نِعْم ما رأيت'.
[الاتقان في علوم القرآن 188:1].
وفي رواية اُخرى: قال عليه السلام: 'لو وُلِّيتُ في المصاحف ما ولّى عثمان لفعلت كما فعل'.
[النشر في القراءات العشر 8:1، وقد مرّ آنفاً ما روي نحوه في الاتقان عن الحارث المحاسبي].
وكان عليّ عليه السلام - بعد ما تولّى الخلافة - أحرص النّاس على الالتزام بالمرسوم المصحفي حفظاً على كتاب اللَّه من أن تمسّه يد التحريف فيما بعد باسم الإصلاح. قال عليه السلام في هذا الصدد: 'لا يهاج القرآن بعد اليوم'.
[راجع: تفسير الطبري 93:17، ومجمع البيان 218:9، والتمهيد في علوم القرآن 289:1].
اتّباع الأئمّة منهج أمير المؤمنين
في "الوسائل": قرأ رجل عند الإمام أبي عبداللَّه الصادق عليه السلام حروفاً من القرآن ليس على ما يقرؤه النّاس، فقال له الإمام عليه السلام: 'مه مه، كفّ عن هذه القراءة، واقرأ كما يقرأ النّاس'.
[وسائل الشيعة 821:4، والأخبار في ذلك متعدّدة ذكرها الحرّ العاملي في وسائل الشيعة 821:4، فراجعه].
وقال عليه السلام - في جواب من سأله عن الترتيل في القرآن -: 'اقرؤوا كما علمتم'. [المصدر المتقدّم].
نستلخص ممّا مرّ آنفاً أنّ معنى قول رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: 'عليّ مع القرآن، والقرآن مع عليّ' أنّه عليه السلام كان حافظاً لآيات القرآن، وعالماً بناسخه ومنسوخه، وعامّه وخاصّه، وظاهره ومتشابهه، وأسباب نزوله وأحكامه... إلى غير ذلك من علوم القرآن الكريم.
ولهذا فإنّه عليه السلام تولّى جمعه بنفسه، متجشّماً أعباء هذه المهمّة الخطيرة الّتي لا يمكن لأحد أن يضطلع بها لوحده، ومن خلال هذه يتبيّن لنا أنّه لا يمكن فهم متشابهات القرآن ولا تفسير ظواهره بالشكل المطلوب دون عليّ عليه السلام وأبنائه المعصومين عليهم السلام، فهو و اولاده المعصومون عليهم السلام هم اهل الذكر، كما نطق به القرآن الكريم: 'فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون' و هم القرآن الناطق الذين تُفصح عن كلّ ما في الكتاب الكريم بنحو جليّ و تمام.
عليّ مع الحقّ، والحقّ مع عليّ
قال النبيّ صلى الله عليه و آله: 'عليّ مع الحقّ، والحقّ مع عليّ، والحقّ يدور حيثما دار عليّ'. المناقب لابن شهرآشوب 62:3
نظرة في الحديث
إنّ أحد الأحاديث المتواترة عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله من طريق الفريقين هو حديث: 'عليّ مع الحقّ، والحقّ مع عليّ'، ولا شكّ في صدور هذا الحديث عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ونحن بذلك من الموقنين.
والنكتة الّتي ينبغي الالتفات إليها هي: ما هو وجه صدور الحديث؟ ولماذا تكلّم النبيّ صلى الله عليه و آله بهذه الكلمات في مواطن كثيرة ومناسبات مختلفة؟
لا شكّ أنّ النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله كان يرى بنور الوحي أنّ الفرقة ستقع بين المسلمين في المستقبل القريب، وسيتّبع كلّ رجل جماعة خاصّة ستقف بوجه عليّ عليه السلام، بل وسيسلّون السيوف بوجهه، ويظهرون أنفسهم من خلال الإعلام أنّهم يمثّلون الحقّ، وأنّ عليّاً على باطل، فأراد النبيّ صلى الله عليه و آله أن يحذّر المسلمين من مغبّة هذه الأحداث، فأطلق عبارات مختلفة، منها: 'عليّ مع الحقّ، والحقّ مع عليّ'؛ وذلك لئلا يقف أصحابه وبقيّة المسلمين في مواجهة عليّ - أي الحقّ - ولتكون الحجّة قد تمّت عليهم بذلك، ولئلا يسيروا في طريق الضلال بعد هذا البيان، وهم يظنّون أنّهم يسلكون سبيل الحقّ، ولئلا يظنّوا فيما بعد أنّ الحرب ضدّ عليّ عليه السلام جهاد في سبيل اللَّه، وليعلموا أنّ عليّاً أحقّ النّاس بالخلافة وليست الخلافة إلا له، وكلّ من يتّبع غير سبيل عليّ فقد ضلّ واتّبع الباطل، ولذلك فإنّ النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله، من أجل أن يقطع أعذارهم ويتمّ الحجّة عليهم، عبّر عن هذا الأمر بتعابير مختلفة:
1- ففي البحار عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: 'يا عليّ، إنّ الحقّ معك، والحقّ على لسانك وفي قلبك وبين عينيك'.
[البحار 34:38].
2- وفي "المناقب" لابن شهرآشوب عن "مسند أبي يعلى": عن أبي سعيد الخدري، قال: مرّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقال النبيّ صلى الله عليه و آله: 'الحقّ مع ذا، والحقّ مع ذا'.
[المناقب لابن شهرآشوب 61:3، والبحار 28:38].
وسئل أبو ذرّ عن اختلاف النّاس عنه، فقال: عليك بكتاب اللَّه والشيخ عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فإنّي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: 'عليّ مع الحقّ، والحقّ معه، وعلى لسانه، والحقّ يدور حيثما دار عليّ'.
[المصدر المتقدّم].
إنّ أحقّيّة عليّ عليه السلام تقوم على أساس اتّباع سبيل اللَّه، فكلّ من زاغ عن سبيل عليّ عليه السلام فقد ضلّ وغوى.
3- قال الفخر الرازي في تفسيره: أمّا أنّ عليّ بن أبي طالب كان يجهر بالتسمية فقد ثبت بالتواتر، ومن اقتدى في دينه بعليّ بن أبي طالب فقد اهتدى، والدليل عليه قوله صلى الله عليه و آله: 'اللّهمّ أدرِ الحقّ مع عليّ حيث دار'.
[التفسير الكبير 205:1].
4- و روى في الاحقاق عن "الأربعين" لأبي محمّد بن أبي الفوارس: بسنده عن سهل الساعدي، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: 'إنّ اللَّه يبغض من عباده الملتوون عن الحقّ، فلا تلووا عن الحقّ وأهل الحقّ، والحقّ مع عليّ، وعليّ مع الحقّ، فمن استبدل به هلك، وفاتته الدنيا والآخرة'.
[الإحقاق 630:5].
5- و رواه ايضاً عن "بحر المناقب": بسنده عن الحسين بن سعيد بن الساعدي، أنّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: 'إنّ اللَّه يبغض من عباده المايلين عن الحقّ، فالحقّ مع عليّ وعليّ مع الحقّ، فمن استبدل بعليّ غيره هلك، وفاتته الدنيا والآخرة'.
[المصدر السابق، ورواه أيضاً في البحار 36:38].
6- وفي "فرائد السمطين": عن حذيفة، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: 'عليّ طاعته طاعتي، ومعصيته معصيتي'.
[فرائد السمطين 178:1، ح142].
ولذا قال ابن شهرآشوب في "المناقب": واستدلّ المعتزلة بهذا الخبر في تفضيل عليّ عليه السلام، وقالت الإماميّة: ظاهر الخبر يقتضي عصمته ووجوب الاقتداء به؛ لأنّه صلى الله عليه و آله لا يجوز أن يخبر على الإطلاق بأنّ الحقّ معه والقبيح جائز وقوعه منه؛ لأنّه إذا وقع كان الخبر كذباً، وذلك لا يجوز عليه.
النبيّ يحدّث عمّاراً بهذا الحديث
في "فرائد السمطين": بسنده عن علقمة و الأسود، قالا: أتينا أبا أيّوب الأنصاري، فقلنا له: يا أبا أيّوب، إنّ اللَّه تعالى أكرمك بنبيّه صلى الله عليه و آله فيا لك من فضيلة من اللَّه فضّلك بها، أخبرنا بمخرجك مع عليّ عليه السلام تقاتل أهل 'لا إله إلا اللَّه'؟!
فقال أبو أيّوب: فإنّي اُقسم لكم باللَّه، لقد كان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله معي في هذا البيت الّذي أنتما فيه معي، وما في البيت غير رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وعليّ جالس عن يمينه، وأنا جالس عن يساره، وأنس قائم بين يديه إذ حرّك الباب، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: 'يا أنس، افتح لعمّار الطيّب المطيّب'، ففتح أنس الباب ودخل عمّار، فسلّم على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فرحّب به، ثمّ قال لعمّار: 'إنّه سيكون في اُمّتي من بعدي هنات حتّى يختلف السيف فيما بينهم، وحتّى يقتل بعضهم بعضاً، وحتّى يبرأ بعضهم من بعض، فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع الّذي عن يميني - يعني عليّ بن أبي طالب - فإن سلك النّاس كلّهم وادياً وسلك عليّ وادياً فاسلك وادي عليّ بن أبي طالب عليه السلام وخلّ عن النّاس. يا عمّار، إنّ عليّاً لا يردّك عن هدى، ولا يدلّك على ردى. يا عمّار، طاعة عليّ طاعتي، وطاعتي طاعة اللَّه عزّوجلّ'. [فرائد السمطين 178:1، ح141].
و روى العلامة الاربلي عن أبي أيّوب الأنصاري، قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول لعمّار بن ياسر: 'تقتلك الفئة الباغية، وأنت مع الحقّ والحقّ معك. يا عمّار، إذا رأيت عليّاً سلك وادياً وسلك النّاس وادياً غيره فاسلك مع عليّ ودع النّاس، إنّه لن يدليك في ردى ولن يخرجك من الهدى. يا عمّار، إنّه من تقلّد سيفاً أعان به عليّاً على عدوّه قلّده اللَّه تعالى يوم القيامة وشاحاً
[الوشاح: السيف، القوس].
من درّ، ومن تقلّد سيفاً أعان به عدوّ عليّ قلّده يوم القيامة وشاحاً من نار'.
[كشف الغمّة - باب المناقب 192:1].
النبيّ يحدّث أبا رافع بهذا الحديث
روى العلامة الاربلي عن أبي رافع: أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال: 'يا أبا رافع، كيف أنت وقوم يقاتلون عليّاً وهو على الحقّ وهم على الباطل، يكون حقّاً في اللَّه جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم بيده فيجاهدهم بلسانه، فمن لم يستطع بلسانه فيجاهدهم بقلبه، وليس وراء ذلك شي ء؟'.
قال: قلت: اُدع اللَّه لي إن أدركتهم أن يعينني ويقوّيني على قتالهم، فلمّا بايع النّاس عليّ بن أبي طالب، وخالفه معاوية وسار طلحة والزبير إلى البصرة، قلت: هؤلاء القوم الذين قال فيهم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ما قال. فباع أرضه بخيبر وداره بالمدينة ليقوى بها هو وولده، ثمّ خرج مع عليّ عليه السلام بجميع أهله وولده، وكان معه حتّى استشهد عليّ عليه السلام، فرجع إلى المدينة مع الحسن ولا أرض له بالمدينة ولا داراً، فأقطعه الحسن عليه السلام أرضاً بينبع من صدقة عليّ عليه السلام وأعطاه داراً'. [كشف الغمّة - باب المناقب 197:1].
معاوية يتثبّت من الحديث لكنّه يعاند الحقّ
لقد كان حديث: 'عليّ مع الحقّ، والحقّ مع عليّ' واضحاً مسلّماً لدى أصحاب النبيّ صلى الله عليه و آله إلى درجة بحيث إنّهم كانوا يواجهون به أعدى أعداء عليّ عليه السلام وهو معاوية، ويدافعون به عن حقّ عليّ عندما يواجهون معاوية ويعلنون هذه الحقيقة ولا يهابون بطش معاوية وفتكه.
عن العلامة عبيداللَّه الحنفي الأمرتسري والعلامة الإربلي، عن عبيداللَّه بن عبداللَّه الكندي، قال: حجّ معاوية فأتى المدينة، وأصحاب النبيّ صلى الله عليه و آله متوافرون، فجلس في حلقة بين عبداللَّه بن عبّاس وعبداللَّه بن عمر، فضرب بيده على فخذ ابن عبّاس، ثمّ قال: أما كنتُ أحقّ وأوْلى بالأمر من ابن عمّك؟ قال ابن عبّاس: وبم؟ قال: لأنّي ابن عمّ الخليفة المقتول ظلماً، قال: هذا - يعني ابن عمر - أوْلى بالأمر منك؛ لأنّه أبا هذا قُتل قبل ابن عمّك، قال: فانصاع [انصاع: أي انفتل وجهه].
عن ابن عبّاس وأقبل على سعد، قال: وأنت - يا سعد - الّذي لم تعرف حقّنا من باطل غيرنا، فتكون معنا أو علينا؟ قال سعد: إنّي لمّا رأيت الظلمة قد غشيت الأرض قلت لبعيري هخ، فأنخته حتّى إذا استقرّ مضيت. قال: واللَّه لقد قرأت المصحف يوماً بين الدفّتين ما وجدت فيه هخ
[هخ - بالكسر -: يقال عند إناخة البعير، وقوله: 'ما وجدت فيه هخ' يعني لا يظهر في القرآن التوقّف وترك القتال، ويحتمل أن يكون قال ذلك على سبيل الاستهزاء].
فقال: أمّا إذا أبيت فإنّي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول لعليّ عليه السلام: 'أنت مع الحقّ، والحقّ معك'. قال: لتجيئني بمن سمعه معك أو لأفعلنّ؟ قال: اُمّ سلمة. قال: فقام وقاموا معه حتّى دخل على اُمّ سلمة. قال: فبدأ معاوية فتكلّم، فقال: يا اُمّ المؤمنين، إنّ الكذّابة قد كثرت على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بعده، فلا يزال قائلٌ يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ما لم يقل، فإنّ سعداً روى حديثاً زعم أنّك سمعته منه. قالت: ما هو؟ قال: زعم أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال لعليّ: 'أنت مع الحقّ، والحقّ معك'. قالت: صدق، في بيتي قاله.
[أرجح المطالب: 600، نقلاً عن الإحقاق 631:5، وكشف الغمّة - باب المناقب 193:1، ونحوه في مجمع الزوائد 233:7، نقلاً عن الإحقاق 631:5].
نبذة من الأخبار الواردة من الفريقين في الباب
1- روى ابن عساكر الشافعي و ابن شهرآشوب: عن أبي ثابت مولى أبي ذرّ، قال: دخلت على اُمّ سلمة فرأيتها تبكي وتذكر عليّاً، وقالت: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: 'عليّ مع الحقّ، والحقّ مع عليّ، ولن يتفرّقا
[في المناقب: 'ولن يفترقا'].
حتّى يردا علَيّ الحوض يوم القيامة'.
[تاريخ دمشق - ترجمة الإمام عليّ عليه السلام 119:3، ح 1162، والمناقب لابن شهرآشوب 62:3].
2- و روى ابن عساكر أيضاً: عن سلمة بن كهيل، عن مالك بن جعونة، عن اُمّ سلمة، قالت: واللَّه إنّ عليّاً على الحقّ قبل اليوم وبعد اليوم عهداً معهوداً وقضاءً مقضيّاً. قلت: أنت سمعته من اُمّ المؤمنين؟ فقال: إي واللَّه الّذي لا إله إلا هو - ثلاث مرّات -.
[المصدر المتقدّم: 120، ح 1163].
3- و رواه أيضاً و القندوزي الحنفي عن أبي ليلى الغفاري، قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: 'ستكون من بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فالزموا عليّ بن أبي طالب، فإنّه أوّل من يراني، وأوّل من يصافحني يوم القيامة، وهو معي في السماء الأعلى، وهو الفاروق بين الحقّ والباطل'.
[المصدر المتقدّم: 122، ح 1164، وينابيع المودّة: 251].
4- وروى الترمذي في سننه و الجويني بالاسناد عن أبي حيّان التيمي، عن أبيه، عن عليّ عليه السلام، قال: 'قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: رحم اللَّه عليّاً، اللّهمّ أدر الحقّ معه حيث دار'.
[فرائد السمطين 176:1، ح 138، سنن الترمذي 591:5، ح 3714].
5- و عن الجويني بسنده عن عبداللَّه بن عبّاس، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: 'الحقّ مع عليّ بن أبي طالب حيث دار'.
[فرائد السمطين 176:1، ح 139].
6- و عنه أيضاً، وفي "كشف الغمّة": عن شهر بن حوشب، قال: كنت عند اُمّ سلمة إذ استأذن رجل فقالت له: مَن أنت؟ قال: أنا أبو ثابت، مولى عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقالت اُمّ سلمة: مرحباً بك - يا أبا ثابت - ادخل، فدخل فرحّبت به، ثمّ قالت: يا أبا ثابت، أين طار قلبك حين طارت القلوب مطائرها؟ فقال: مع عليّ عليه السلام. قلت: وفّقت والّذي نفسي بيده، لقد سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: 'عليّ مع الحقّ والقرآن، والحقّ والقرآن مع عليّ، ولن يفترقا حتّى يردا علَيّ الحوض'.
[المصدر المتقدّم: 177، ح 140، وكشف الغمّة 199:1، والبحار35:38].
7- و في "البحار": عن اُمّ سلمة، قالت: 'عليّ مع الحقّ، من اتّبعه اتّبع الحقّ، ومن تركه ترك الحقّ، عهد معهود قبل موته'.
[البحار 33:38].
8- وفيه أيضاً: عن ابن مردويه، عن أبي موسى الأشعري، قال: اشهد أنّ الحقّ مع عليّ، ولكن مالت الدنيا بأهلها، ولقد سمعت النبيّ صلى الله عليه و آله يقول له: 'يا عليّ، أنت مع الحقّ، والحقّ بعدي معك'.
[المصدر المتقدّم: 34].
9- و عن ابن شهر آشوب عن الأصبغ، قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: 'ويل لمن جهل معرفتي ولم يعرف حقّي، ألا إنّ حقّي هو حقّ اللَّه، ألا إنّ حقّ اللَّه هو حقّي'.
[المناقب لابن شهرآشوب 62:3].
10- و عنه أيضاً: سلّم محمّد بن أبي بكر يوم الجمل على عائشة، فلم تكلّمه، فقال: أسألك باللَّه الّذي لا إله إلا هو سمعتك تقولين: الزم عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فإنّي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: 'الحقّ مع عليّ، وعليّ مع الحقّ، لا يفترقان حتّى يردا علَيّ الحوض'.
قالت: بلى، قد سمعت ذلك منه، وأتى عبداللَّه ومحمّد ابنا بديل إلى عائشة وناشداها بذلك، فاعترفت.
[المصدر المتقدّم].
11- وفي "البحار": عن عليّ عليه السلام، قال: 'إنّ عائشة لما عُقر جملها ودخلت داراً بالبصرة، فقال لها أخوها محمّد بن أبي بكر: اُنشدك باللَّه، أتذكرين يوم حدّثتني عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال: 'الحقّ لن يزال مع عليّ، وعليّ مع الحقّ، لن يختلفا ولن يفترقا'؟ فقالت: نعم.
[البحار 35:38، وللمزيد راجع: كشف الغمّة 199:1، والمناقب ابن مردويه و الفردوس للديلمي على ما نقله عنهما في الغدير 178: 3].
ايراد واهٍ من ابن تيميّة و جوابه
عن ابن تيميه في كتابه المسمّى "منهاج السنّة" - والأوْلى أن يسمّى منهاج البدعة والضلالة -، قال: إنّ حديث رسول اللَّه صلى الله عليه و آله 'عليّ مع الحقّ والحقّ يدور معه حيث دار، ولن يفترقا حتّى يردا علَيّ الحوض' من أعظم الكلام كذباً وجهلاً، فإنّ هذا الحديث لم يروه أحد عن النبيّ صلى الله عليه و آله لا بإسناد صحيح ولا ضعيف، وهل يكون أكذب ممّن يروي - يعني العلامة الحلّي - عن الصحابة والعلماء أنّهم رووا حديثاً، والحديث لا يُعرف عن أحد منهم أصلاً؟ بل هذا من أظهر الكذب، ولو قيل: رواه بعضهم وكان يمكن صحّته لكان ممكناً، وهو كذب قطعاً على النبيّ صلى الله عليه و آله، فإنّه كلام ينزّه عنه رسول اللَّه.
[راجع الغدير 176:3].
قال العلامة الأميني في جوابه ما ملخّصه: أمّا الحديث فأخرجه جمعٌ من الحفّاظ والأعلام منهم: الخطيب في التاريخ "321:14" بالإسناد عن أبي ثابت مولى أبي ذرّ، قال: دخلت على اُمّ سلمة فرأيتها تبكي - الحديث.
[مرّ منّا الحديث عن تاريخ دمشق، فراجعه].
هذه اُمّ المؤمنين اُمّ سلمة سيّدة صحابيّة، وقد نفى ابن تيميّة أن يكون أحد الصحابة قد رواه، كما نفى أن يكون أحد من العلماء يرويه إلا أن يقول: إنّ الخطيب ليس هو من العلماء، أو لم يعتبر اُمّ المؤمنين صحابيّة، وهذا أقرب إلى مبدأ ابن تيميّة؛ لأنّها علويّة النزعة، علويّة الروح، علويّة المذهب.
وكيف يقول: إنّ هذا الحديث لم يروه أحدٌ من الصحابة والعلماء والرواة؟! وهذا الحافظ ابن مردويه في "المناقب" والسمعاني في "فضائل الصحابة" أخرجا بالإسناد عن محمّد بن أبي بكر عن عائشة، أنّها قالت: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: 'عليّ مع الحقّ، والحقّ مع عليّ، لن يفترقا حتّى يردا علَيّ الحوض'.
وأخرج ابن مردويه في "المناقب"، والديلمي في "الفردوس": أنّه لمّا عُقر جمل عائشة ودخلت داراً بالبصرة، الى آخر الحديث.
[قد ذكرنا كل الحديث في صفحات القبل].
وروى ابن قتيبة في "الإمامة والسياسة" عن محمّد بن أبي بكر، أنّه دخل على اُخته عائشة قال لها: أما سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: 'عليّ مع الحقّ، والحقّ مع عليّ'، ثمّ خرجت تقاتلينه؟!
[الإمامة والسياسة 68:1].
وغير ذلك من الصحابة والعلماء الذين رووا الحديث في موارد مختلفة حتّى احتجّ أمير المؤمنين عليه السلام به يوم الشورى بقوله: 'اُنشدكم باللَّه، أتعلمون أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: الحقّ مع عليّ، وعليّ مع الحقّ'؟ قالوا: اللّهمّ نعم.
ونسأل هذا الرجل المعاند عن أنّ هذا الكلام لماذا لا يمكن صحّته، أفيه شي ء من المستحيلات العقليّة كاجتماع النقيضين أو ارتفاعهما، او اجتماع الضدّين أو المثلين؟ وكأنّ الرجل يزعم أنّ الحقيقة العلويّة غير قابلة لأن تدور مع الحقّ، وأن يدور الحقّ معها! كبرت كلمة تخرج من أفواههم، وليت شعري، هذا الكلام لماذا يُنزّه عنه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله؟ ألاشتماله على كلمة إلحاديّة؟ أو إشراك باللَّه العظيم؟ أو أمر خارج عن نواميس الدين المبين؟!
أنا أقول لماذا؛ لأنّه في فضل مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، والرجل لا يروقه شي ء من ذلك، ونعم الحكم اللَّه، والخصيم محمّد صلى الله عليه و آله.
ولا يذهب على القارئ أنّ هذا الحديث: 'عليّ مع الحقّ، والحقّ مع عليّ' عبارة اُخرى لما ثبتت صحّته عن اُمّ سلمة من قوله صلى الله عليه و آله: 'عليّ مع القرآن، والقرآن معه لا يفترقان حتّى يردا علَيّ الحوض'.
وكلا الحديثين يرميان إلى المغزى الصحيح المتواتر الثابت عنه صلى الله عليه و آله من قوله صلى الله عليه و آله: 'إنّي تارك "أو مخلّف" فيكم الثقلين "أو الخليفتين": كتاب اللَّه، وعترتي أهل بيتي، لن يفترقا حتّى يردا علَيّ الحوض'.
فإذا كان ما يراه ابن تيميّة غير ممكن الصدور عن مبدأ الرسالة، فهذه الأحاديث كلّها ممّا يغزو مغزاه يجب أن ينزّه صلى الله عليه و آله عنها، ولا أحسب أنّ أحداً يقتحم ذلك الثغر المخوف إلا مَن هو كمثل ابن تيميّة لا يُبالي بما يتهوّر فيه فدعه وتركاضه، ولا تتّبع أهواء الذين لا يعلمون.
خمسون آية من القرآن الكريم نزلت في حقّ عليّ
مرّ في مقدّمة هذا الجزء من الكتاب بأنّ الآيات النازلة بشأن أمير المؤمنين عليّ عليه السلام هي أكثر من "300" آية.
[تاريخ بغداد 221: 6 عن ابن عباس، قال: 'نزلت في عليّ عليه السلام ثلاث مائة آية'].
وقد تناولنا بعض هذه الآيات مع الروايات الدالّة عليها بالشرح والتفصيل، ونودّ إعلام الإخوة القرّاء بأنّنا سنذكر "50" آية نزلت فيه عليه السلام مع أسباب نزولها دون شرح وتفصيل، ونتمنّى أن نكون مورد عنايته واهتمامه عليه السلام.
1- قوله تعالى: 'أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ' النساء: 59: عن أبي بصير، عن أبي عبداللَّه عليه السلام - في حديث - أنّه سأله عن قوله تعالى: 'أَطِيعُوا اللَّهَ' الآية، فقال: 'نزلت في عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم السلام'. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في عليّ: 'من كنتُ مولاه فعليّ مولاه' - إلى أن قال: - 'فلمّا قبض رسول اللَّه صلى الله عليه و آله كان عليّ عليه السلام أوْلى النّاس بالنّاس لكثرة ما بلغ فيه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وإقامته للنّاس وأخذه بيده عليه السلام - الحديث.
[اُصول الكافي 286:1].
2- قوله تعالى: 'إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّماوَاتِ وَالْأَرْضِ' الآية الأحزاب: 72: عن عمّار، عن رجل، عن أبي عبداللَّه عليه السلام في قول اللَّه عزّ وجلّ: 'إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ' الآية قال: 'هي ولاية أمير المؤمنين عليه السلام'.
[إثبات الهداة 293:3].
3- قوله تعالى: 'فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَب' الشرح: 7 و 8: عن عبدالحميد بن أبي الديلم، عن أبي عبداللَّه عليه السلام في حديث... قال: 'لمّا بعث اللَّه محمّداً صلى الله عليه و آله أسلم له العقب من المستحفظين وكذّبه بنو إسرائيل ودعا إلى اللَّه عزّ وجلّ وجاهد في سبيله، ثمّ أنزل اللَّه عليه أن أعلن فضل وصيّك... فذكر من فضل وصيّه ذكراً، فوقع النفاق في قلوبهم - إلى أن قال: - فقال اللَّه جلّ ذكره: 'فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ' الآية، يقول: 'فإذا فرغت فانصب علمك، وأعلن وصيّك، فأعلمهم فضله علانية'، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: 'مَن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه - ثلاث مرّات - ثمّ قال: لأبعثن رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله، ويحبّه اللَّه ورسوله، ليس بفرّار، يعرّض بمن رجع، يجبّن أصحابه ويجبّنونه، وقال: عليّ سيّد المسلمين، وقال: عليّ عمود الدين، وقال: هذا الّذي يضرب بالسيف على الحقّ بعدي، وقال: الحقّ مع عليّ أينما مال' - الحديث.
[الكافي 293:1].
4- قوله تعالى: 'إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ' النساء: 58: عن بريد العجلي، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول اللَّه عزّ وجلّ: 'إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا' الآية، قال: 'إيّانا عنى، أن يؤدّي الأوّل إلى الإمام الّذي بعده الكتب والعلم والسلاح' - الحديث.
[الكافي 276:1].
5- قوله تعالى: 'وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِن عَمَلِهِم مِن شَيْ ءٍ' سورة الطور: 21: عن عبدالرحمن بن كثير، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، قال: 'قال اللَّه تعالى: 'وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ' الآية، قال: 'قوله تعالى: 'وَالَّذِينَ آمَنُوا' النبيّ صلى الله عليه و آله وأمير المؤمنين عليه السلام وذرّيّته الأئمّة والأوصياء "صلوات اللَّه عليهم" ألحقنا بهم ولم ننقص ذرّيّتهم الحجّة الّتي جاء بها محمّد في عليّ عليهماالسلام، وحجّتهم واحدة، وطاعتهم واحدة'.
[الكافي 275:1].
6- قوله تعالى: 'أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ' سورة إبراهيم: 28: عن الأصبغ بن نباتة، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: 'ما بال أقوام غيّروا سنّة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وعدلوا عن وصيّه؟ لا يتخّوفون أن ينزل بهم العذاب، ثمّ تلا هذه الآية: 'أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا' الآية، ثمّ قال: نحن النعمة الّتي أنعم اللَّه بها على عباده، وبنا يفوز من فاز يوم القيامة'.
[الكافي 217:1].
7- قوله تعالى: 'إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمٍ' سورة الحجر: 75 و 76: عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: 'قال أمير المؤمنين عليه السلام في قوله تعالى: 'إِنَّ فِي ذلِكَ' الآية، قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله المتوسّم، وأنا من بعده، والأئمّة من ذرّيّتي المتوسّمون'.
[الكافي 217:1].
8- قوله تعالى: 'وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ' التوبة: 105: عن عبداللَّه بن أبان الزيّات - وكان مكيّاً عند الرضا عليه السلام - قال: قلت للرضا عليه السلام: 'اُدع اللَّه لي ولأهل بيتي، فقال: أوَلستُ أفعل؟ واللَّه إنّ أعمالكم لتعرض علَيّ في كلّ يوم وليلة، قال: فاستعظمت ذلك، فقال لي: أما تقرأ كتاب اللَّه عزّ وجلّ: 'وَقُلِ اعْمَلُوا' الآية؟ قال: هو واللَّه عليّ بن أبي طالب عليه السلام'.
[الكافي 219:1].
9- قوله تعالى: 'وَأَ لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَاءً غَدَقاً' سورة الجنّ: 16: عن يونس بن يعقوب، عمّن ذكره، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى: 'وَأَ لَّوِ اسْتَقَامُوا' الآية، قال: 'يعني لو استقاموا على ولاية عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين والأوصياء من ولده عليهم السلام، وقبلوا طاعتهم في أمرهم ونهيهم لأسقيناهم ماءً غدقاً يقول: لأشربنا قلوبهم الإيمان، والطريقة هي الإيمان بولاية عليّ والأوصياء'.
[الكافي 220:1].
10- قوله تعالى: 'وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ' سورة آل عمران: 7: عن عبدالرحمن بن كثير، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، قال: 'الراسخون في العلم أمير المؤمنين والأئمّة من بعده عليهم السلام'.
[الكافي 213:1].
11- قوله تعالى: 'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ' سورة التوبة: 119: عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: سألته عن قول اللَّه عزّ وجلّ: 'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ'، قال: 'الصادقون هم الأئمّة والصدّيقون بطاعتهم'.
[الكافي 208:1].
وعن ابن عبّاس في معنى قوله تعالى: 'كونوا مع الصادقين': أيّ كونوا مع عليّ وأصحابه.
[كشف الغمّة - باب المناقب 429:1].
12- قوله تعالى: 'عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ' سورة النبأ: 1 و 2: عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قلت له: جُعلتُ فداك، إنّ الشيعة يسألونك عن تفسير هذه الآية: 'عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ' الآية، قال: 'ذلك إليَّ إن شئتَ أخبرتُهم، وإن شئتَ لم اُخبرهم'، ثمّ قال: 'لكنّي اُخبرك بتفسيرها'، قلت: 'عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ'؟ قال: فقال: 'هي في أمير المؤمنين عليه السلام، كان أمير المؤمنين "صلوات اللَّه عليه" يقول: ما للَّهِ عزّ وجلّ آيةٌ هي أكبر منّي، ولا للَّهِ من نبّأٍ أعظم منّي'.
[الكافي 207:1].
عن عبدالرحمن بن كثير، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، في قوله تعالى: 'عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ'. قال: 'النبأ العظيم: الولاية'.
[الكافي 216:1].
13- قوله تعالى: 'وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ' يونس: 101: عن داود الرقّي، قال: سألت أبا عبداللَّه عليه السلام عن قول اللَّه تبارك وتعالى: 'وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ' الآية. قال: 'الآيات هم الأئمّة، والنذر هم الأنبياء'.
[الكافي 207:1].
14- قوله تعالى: 'أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ' النساء: 54: عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن عليه السلام، في قول اللَّه تبارك وتعالى: 'أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ' الآية. قال: 'نحن المحسودون'.
[الكافي 206:1، وتفسير نور الثقلين 491:1].
وعن عليّ بن إبراهيم، قوله تعالى: 'أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ' يعني بالنّاس هاهنا أمير المؤمنين والأئمّة عليهم السلام 'عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ' وهي الخلافة بعد النبوّة، وهم الأئمّة عليهم السلام.
[تفسير عليّ بن إبراهيم 140:1].
15- قوله تعالى: 'وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُوْلئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ' سورة الأعراف: 157: عن عليّ بن إبراهيم بإسناده عن أبي عبداللَّه عليه السلام، في قول اللَّه تعالى: 'وَاتَّبَعُوا النُّورَ' الآية، قال: 'النور في هذا الموضع أمير المؤمنين والأئمّة عليهم السلام'.
[الكافي 194:1].
16- قوله تعالى: 'إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ' سورة الرعد: 7: عن عبدالرحيم القصير، عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللَّه تبارك وتعالى: 'إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ' الآية، فقال: 'رسول اللَّه صلى الله عليه و آله المنذر، وعليّ الهادي أما واللَّه ما ذهبت منّا وما زالت فينا إلى الساعة'.
[الكافي 192:1].
و قال ابن عبّاس: لمّا نزلت هذه الآية وضع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يده على صدره، فقال: 'أنا المنذر'، وأومأ إلى منكب عليّ، وقال: 'أنتَ الهادي يا عليّ، يهتدى بِكَ المهتدون من بعدي'.
[كشف الغمّة 429:1].
17- قوله تعالى: 'إِنّا لننصر رسلنا و الّذينَ آمَنوا فى الحَياة الدُّنيا' سورة غافر: 51 عن ابن شهر آشوب بسنده عن الرضا عليه السلام قال: 'منهم 'عليّ بن أبي طالب عليه السلام'.
[المناقب: ص 67].
18- قوله تعالى: 'أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ' سورة هود: 17: عن أحمد بن عمر الحلال، قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قول اللَّه عزّ وجلّ: 'أَفَمَن كَانَ' فقال: 'أميرالمؤمنين عليه السلام الشاهد على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ورسول اللَّه صلى الله عليه و آله على بيّنة من ربّه'.
[الكافي 190:1].
19- قوله تعالى: 'إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيِّةِ' سورة البيّنة: 7: عن جابر بن عبداللَّه، قال: كنّا عند النبيّ صلى الله عليه و آله فأقبل عليّ عليه السلام فقال النبي صلى الله عليه و آله: 'والّذي نفسي بيده، إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة، ونزلت: 'إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا' الآية، فكان أصحاب النبيّ صلى الله عليه و آله إذا أقبل عليّ عليه السلام، قالوا: جاء خيرُ البريّة'.
[تفسير الدرّ المنثور 379:6].
20- قوله تعالى: 'وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا' سورة آل عمران: 103: عن محمّد بن عليّ العنبري بإسناده عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه سأل أعرابيّ عن هذه الآية: 'وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً' الآية، فأخذ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بيد عليّ عليه السلام وقال: 'يا أعرابيّ، هذا حبلُ اللَّه فاعتصم به'، فدار الأعرابي من خلف عليّ واحتضنه، وقال: اللّهمّ إنّي اُشهدك قد اعتصمتُ بحبلك، فقال رسول اللَّه: 'مَن سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة، فلينظر إلى هذا'.
[غاية المرام: 243، الباب 36 المقصد الأوّل، ح 4].
21- قوله تعالى: 'فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى' سورة البقرة: 256: عن أبي الحسن الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ عليه السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: 'من أحبّ أن يركب سفينة النجاة، ويستمسك بالعروة الوثقى، ويعتصم بحبل اللَّه المتين، فليوال عليّاً بعدي، وليعادِ عدوّه، وليأتمّ بالأئمّة الهداة من وُلده'.
[تفسير نور الثقلين 263:1].
22- قوله تعالى: 'نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ' سورة الشعراء: 194 - 193: عن عليّ بن إبراهيم، في قوله تعالى: 'نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ'، قال: 'الولاية نزلت لأمير المؤمنين عليه السلام يوم الغدير'.
[تفسير عليّ بن إبراهيم 124:2].
23- قوله تعالى: 'بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى إِنَّ هذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى' سورة الأعلى: 19 - 16: عن محمّد بن سليمان، عن المفضّل بن عمر، قال: قلت لأبي عبداللَّه عليه السلام: قوله: 'بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا'؟ قال: 'ولايتهم'. قلت: 'وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى'؟ قال: 'ولاية أمير المؤمنين، 'إِنَّ هذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى''.
[تفسير البرهان 451:4].
وعن محمّد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام، قال: 'ولاية عليّ مكتوبة في جميع صحف الأنبياء، ولن يبعث اللَّه رسولاً إلا بنبوّة محمّد صلى الله عليه و آله ووصيّة عليّ عليه السلام'.
[المصدر المتقدّم].
24- قوله تعالى: 'قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ' سورة سبأ: 46: عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله تعالى: 'قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ'، قال: 'إنّما أعظكم بولاية عليّ، هي الواحدة الّتي قال اللَّه تعالى: 'قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ''.
[تفسير عليّ بن إبراهيم 204:2].
25- قوله تعالى 'فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ' سورة الزخرف: 43: عن الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: 'أوحى اللَّه إلى نبيّه صلى الله عليه و آله: 'فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ'، قال: إنّك على ولاية عليّ، وعليٌّ هو الصراط المستقيم'.
[تفسير البرهان 145:4].
26- قوله تعالى: 'وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ' سورة يونس: 2: عن يونس، قال: أخبرني عمّن رفعه إلى أبي عبداللَّه عليه السلام في قوله تعالى: 'وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ'، قال: 'ولاية أمير المؤمنين'.
[تفسير البرهان 177:2].
27- قوله تعالى: 'هُنَالِكَ الْوَلاَيَةُ للَّهِِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً' سورة الكهف: 44: عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قلت له: قوله تعالى: 'هُنَالِكَ الْوَلاَيَةُ للَّهِِ الْحَقِّ'؟ قال: 'ولاية عليّ عليه السلام هو خير ثواباً وخير عقباً'.
[تفسير البرهان 469:2].
28- قوله تعالى: 'هذَانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِن نَّارٍ' سورة الحجّ: 19: عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام، في قوله تعالى: 'هذَانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا' بولاية عليّ عليه السلام، 'قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِن نَّارٍ''.
[تفسير البرهان 80:3].
29- قوله تعالى: 'يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا' سورة النحل: 83: عن أحمد بن عيسى، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليه السلام في قوله تعالى: 'يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا' - إلى أن قال: - 'يعني ولاية عليّ عليه السلام، وأكثرهم الكافرون بالولاية'.
[تفسير البرهان 378:2].
30- قوله تعالى: 'بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ' سورة البقرة: 81: عن أبي حمزة، عن أحدهما عليهماالسلام في قوله تعالى: 'بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ'؟ قال: 'إذا جحدوا إمامة أمير المؤمنين عليه السلام، 'فَأُولئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ''.
[تفسير البرهان 120:1].
31- قوله تعالى: 'وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ' سورة البقرة: 40: عن سماعة، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، في قول اللَّه عزّ وجلّ: 'وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ'، قال: 'بولاية أمير المؤمنين عليه السلام، 'أُوفِ بِعَهْدِكُمْ' اُوفِ لَكُم بالجنّة'.
[تفسير البرهان 90:1].
32- قوله تعالى: 'إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدّاً' سورة مريم: 96: عن أبي بصير، عن أبي عبداللَّه عليه السلام - في حديث - في قوله تعالى: 'إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدّاً'، قال: 'بولاية أمير المؤمنين، هي الودّ الّذي قال اللَّه تعالى' إلى آخره.
[تفسير البرهان 302:2].
وقال ابن عبّاس: هو عليّ بن أبي طالب.
[كشف الغمّة 424:1].
33- قوله تعالى: 'يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ' سورة الصفّ: 8: عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن الماضي عليه السلام، قال: سألته عن قول اللَّه عزّ وجلّ: 'يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ'؟ قال: 'يريدون ليُطفئوا ولاية أمير المؤمنين بأفواهم. قلت: 'وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ'؟ قال: 'واللَّه متمّ الإمامة - إلى أن قال: - 'وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ' بولاية عليّ عليه السلام'.
[تفسير البرهان 329:4].
34- قوله تعالى: 'وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى' سورة طه: 124: عن أبي بصير، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، في قوله عزّ وجلّ: 'وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً'؟ قال: 'يعني ولاية أمير المؤمنين'.
قلت: 'وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى'؟ قال: 'يعني أعمى البصر في الآخرة، أعمى القلب في الدنيا عن ولاية أمير المؤمنين'.
[تفسير البرهان 45:3].
35- قوله تعالى: 'وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِن عَذَابٍ أَلِيمٍ' سورة الحجّ: 25: عن أبي حمزة، قال: سألت أبا عبداللَّه عليه السلام عن قول اللَّه عزّ وجلّ: 'وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ'، قال: 'نزلت فيهم حيث دخلوا الكعبة فتعاهدوا على كفرهم وجحودهم بما نزل في أمير المؤمنين عليه السلام، فألحدوا في البيت بظلمهم الرسول صلى الله عليه و آله ووليّه عليه السلام، فبُعداً للقوم الظالمين'.
[تفسير البرهان 84:3].
36- قوله تعالى: 'وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْؤُولُونَ' سورة الصافّات: 24: روي في قوله تعالى: 'وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْؤُولُونَ' يعني عن ولاية عليّ عليه السلام.
[كشف الغمّة - باب المناقب 421:1].
37- قوله تعالى: 'إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ' سورة القمر: 55 - 54: روى السيّد أبو طالب، بإسناده عن جابر بن عبداللَّه، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لعليّ عليه السلام: 'من أحبّك وتولاك أسكنه اللَّه معنا'، ثمّ تلا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: 'إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ'.
[كشف الغمّة - باب المناقب 422:1].
38- قوله تعالى: 'السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ' سورة الواقعة: 12 - 10: عن ابن عبّاس، قال: سألت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عن قوله تعالى: 'السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ'، فقال: 'قال لي جبرئيل عليه السلام: ذاك عليّ، وشيعته هم السابقون إلى الجنّة، المقرّبون من اللَّه بكرامته لهم'.
[كشف الغمّة 422:1].
39- قوله تعالى: 'مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً' سورة الأحزاب: 23: قيل: نزل قوله تعالى: 'فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ' في عبيدة وحمزة وأصحابهم كانوا تعاهدوا لا يولّون الأدبار، فجاهدوا مقبلين حتّى قُتلوا، 'وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ' عليّ بن أبي طالب عليه السلام مضى على الجهاد ولم يبدّل ولم يغيّر.
[كشف الغمّة 425:1].
40- قوله تعالى: 'وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ' سورة البقرة: 43: هو عليّ بن أبي طالب عليه السلام.
[كشف الغمّة 427:1].
41- قوله تعالى: 'فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ' سورة النور: 37 - 36: عن أنس وبريدة: قالا: قرأ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله 'فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ' إلى قوله: 'الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ' فقام رجل فقال: أيّ بيوت هذه، يا رسول اللَّه؟ قال: 'بيوت الأنبياء'. فقال أبو بكر: يا رسول اللَّه، هذا البيت منها؟ يعني بيت عليّ عليه السلام وفاطمة عليهماالسلام؟ قال صلى الله عليه و آله: 'نعم، من أفاضلها'.
[كشف الغمّة 438:1].
42- قوله تعالى: 'وَاجْعَل لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ' سورة الشعراء: 84: عن أبي عبداللَّه جعفر بن محمّد عليهماالسلام، قال: 'هو عليّ بن أبي طالب، عرضت ولايته على إبراهيم عليه السلام، فقال: اللّهمّ اجعله من ذرّيّتي، ففعل اللَّه ذلك'.
[كشف الغمّة 438:3].
43- قوله تعالى: 'مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا' سورة الأنعام: 160: عن عليّ عليه السلام، قال: 'الحسنة حبّنا أهل البيت، والسيّئة بغضنا. من جاء بها أكبّه اللَّه على وجهه في النّار'.
[كشف الغمّة 440:1].
44- قوله تعالى: 'اسْتَجِيبُوا للَّهِِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ' سورة الأنفال: 24: عن أبي جعفر عليه السلام: 'دعاكم إلى ولاية عليّ بن أبي طالب عليه السلام'.
[كشف الغمّة 440:1].
45- قوله تعالى: 'فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُم سَيِّآتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَاباً مِن عِندِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ' سورة آل عمران: 195: عن عليّ بن إبراهيم، قوله تعالى: 'فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ' يعني أمير المؤمنين وسلمان وأبا ذرّ حين اُخرجوا، وعمّار الذين اُوذوا في اللَّه، الحديث.
[كشف الغمّة 440:1].
وعن الأصبغ بن نباتة عن عليّ عليه السلام، قال: قال: 'رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في قوله تعالى: 'ثَوَاباً مِن عِندِ اللَّهِ' 'وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ' قال: أنت الثواب، وأنصارك الأبرار'.
[تفسير نور الثقلين 425:1].
46- قوله تعالى: 'وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُوْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكُفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا' سورة الكهف: 29: عن عليّ بن إبراهيم، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، فقال: 'نزلت هذه الآية هكذا:
[يعنى تفسيره هكذا].
'وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَبِّكُمْ' يعني ولاية عليّ عليه السلام 'فَمَن شَاءَ فَلْيُوْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكُفُرْ' الآية.
[تفسير عليّ بن إبراهيم 35:2].
47- قوله تعالى: 'وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ' سورة يونس: 7: عن عليّ بن إبراهيم، قال: الآيات أمير المؤمنين والأئمّة عليهم السلام، والدليل على ذلك قول أمير المؤمنين عليه السلام: 'ما من آية أكبر منّي'.
[تفسير عليّ بن إبراهيم 309:1].
48- قوله تعالى: 'وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً' سورة النحل: 91: عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، رفعه، عن أبي عبداللَّه عليه السلام: 'لمّا نزلت الولاية وكان من قول رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بغدير خمّ: سلّموا على عليّ بإمرة المؤمنين، فقالوا: أمِن اللَّه ورسوله؟ فقال لهم: نعم حقّاً من اللَّه ورسوله، فقال: إنّه أمير المؤمنين، وإمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين، يقعده اللَّه يوم القيامة على الصراط فيدخل أولياءه الجنّة، ويدخل أعداءه النّار، وأنزل اللَّه عزّ وجلّ: 'وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا' الآية، يعني قول رسول اللَّه صلى الله عليه و آله من اللَّه ورسوله'.
[تفسير عليّ بن إبراهيم 389:2].
49- قوله تعالى: 'كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ' سورة الرعد: 43: قال محمّد بن الحنفيّة: هو عليّ بن أبي طالب.
[كشف الغمّة 429:1].
50- قوله تعالى: 'سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ' سورة الصافّات: 130: قال ابن السائب: آل ياسين: آل محمّد "صلوات اللَّه عليهم".
[كشف الغمّة 430:1].