ذكر فضائل ميثم التمّار ومقتله

نذكر هنا فضائل بعض أصحابه عليه السلام وخواصّه إظهاراً لمقام عليّ عليه السلام كما يصفه هؤلاء الصحابة وتكميلاً للفائدة والبحث، ومن الصحابة ميثم التمّار، وكان من خواصّ أصحابه عليه السلام وصاحب أسراره وما لا يحتمله إلا ملك مقرّب، أو نبيّ مرسل، أو مؤمن امتحن اللَّه قلبه للإيمان.

روى أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي الكوفيّ في "الغارات" عن أحمد بن الحسن الميثمي، قال: كان ميثم التمّار مولى عليّ عليه السلام عبداً لامرأة من بني أسد، فاشتراه عليّ عليه السلام وأعتقه، وقال له: 'ما اسمك؟'، قال: سالم، فقال: 'إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أخبرني أنّ اسمك الّذي سمّاك به أبوك في العجم ميثم'، فقال: صدق اللَّه ورسوله، وصدقت يا أمير المؤمنين، فهو واللَّه اسمي، قال: 'فارجع إلى اسمك ودع سالماً، فنحن نكنّيك به'، فكنّاه أبا سالم. [ روى الراوندي الحديث إلى هنا في الخرائج والجرائح 203:1].

قال: وقد كان أطلعه عليّ ءعليه السلام على علم كثير وأسرار خفيّة من أسرار الوصيّة، فكان ميثم يحدّث ببعض ذلك، فيشكّ فيه قوم من أهل الكوفة وينسبون عليّاً عليه السلام في ذلك إلى المخرفة والإيهام والتدليس حتّى قال له يوماً بمحضر من خلق كثير من أصحابه وفيهم الشاكّ والمخلص: 'يا ميثم، إنّك تؤخذ بعدي وتصلب، فإذا كان اليوم الثاني ابتدر منخراك وفمك دماً حتّى يخضب لحيتك، فإذا كان اليوم الثالث طعنت بحربةٍ تقضي عليك، فانتظر ذلك، والموضع الّذي تصلب فيه على باب دار عمرو بن حريث، إنّك لعاشر عشرة أنت أقصرهم خشبة، وأقربهم من المطهرة - يعني الأرض - ولأرينّك النخلة الّتي تصلب على جذعها'، ثمّ أراه إيّاها بعد ذلك بيومين، وكان ميثم التمّار يأتيها فيصلّي عندها ويقول: بوركت من نخلة لك خلقتُ ولي نبتِّ، فلم يزل يتعاهدها بعد قتل عليّ حتّى قطعت، فكان يرصد جذعها ويتعاهده ويتردّد إليه ويبصره، وكان يلقى عمرو بن حريث فيقول له: إنّي مجاورك فأحسن جواري، فلا يعلم عمرو ما يُريد، فيقول له: أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أم دار ابن حكيم؟ قال: وحجّ في السنة الّتي قتل فيها، فدخل على اُمّ سلمة "رضي اللَّه عنها" فقالت له: مَن أنت؟ قال: عراقي، فاستنسبته فذكر لها أنّه مولى عليّ بن أبي طالب، فقالت: أنت ميثم؟ قال: بلى أنا ميثم، فقالت: سبحان اللَّه، واللَّه لربّما سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يوصي بك عَليّاً في جوف الليل، فسألها عن الحسين بن عليّ عليه السلام، فقالت: هو في حائط له.

قال: أخبريه أنّي قد أحببت السلام عليه، ونحن ملتقون عند ربّ العالمين إن شاء اللَّه، ولا أقدر اليوم على لقائه واُريد الرجوع، فدعت بطيب فطيّب لحيته، فقال لها: أما إنّها ستخضب بدم، فقالت: من أنبأك هذا؟ قال: أنبأني سيّدي، فبكت اُمّ سلمة وقالت له: إنّه ليس بسيّدك وحدك، وهو سيّدي وسيّد المسلمين، ثمّ ودّعته، فقدم الكوفة فاُخذ واُدخل على عبيداللَّه بن زياد، وقيل له: هذا كان من آثر النّاس عند أبي تراب، قال: وَيْحكُم هذا الأعجمي؟ قالوا: نعم، فقال له عبيداللَّه: أين ربّك؟ قال: بالمرصاد "لكل ظالم و أنت أحد الظلمه"، قال: قد بلغني اختصاص أبي تراب لك؟ قال: قد كان بعض ذلك، فما تريد، قال: وإنّه ليقال: إنّه قد أخبرك بما سيلقاك؟ قال: نعم إنّه أخبرني، قال: ما الّذي أخبرك إنّي صانعٌ بك؟ قال: أخبرني إنّك تصلبني عاشر عشرة وأنا أقصرهم خشبةً، وأقربهم من المطهرة، قال: لاُخالفنّه، قال: ويحك كيف تخالفه، إنّما أخبر عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وأخبر رسول اللَّه عن جبرائيل، وأخبر جبرائيل عن اللَّه، فكيف تخالف هؤلاء؟ أما واللَّه لقد عرفتُ الموضع الّذي اُصلب فيه أين هو من الكوفة، وإنّي لأوّل خَلقِ اللَّه اُلجم في الإسلام بلجام كما تلجم الخيل، فحبسه وحبس معه المختار بن أبي عبيدٍ الثقفي.

فقال ميثم للمختار، وهما في حبس ابن زياد: إنّك تُفِلت وتخرج ثائراً بدم الحسين عليه السلام فتقتل هذا الجبّار الّذي نحن في حبسه، وتطأ بقدمك هذا على جبهته وخدّيه، فلمّا دعا عبيد اللَّه بن زياد بالمختار ليقتله طلع البريد بكتاب يزيد بن معاوية إلى عبيداللَّه بن زياد يأمره بتخلية سبيله، وذاك أنّ اُخته كانت تحت عبداللَّه بن عمر بن الخطّاب، فسألت بعلها أن يشفع فيه إلى يزيد، فشفع فأمضى شفاعته، وكتب بتخلية سبيل المختار على البريد، فوافى البريد وقد اُخرج ليضرب عنقه فاُطلق. وأمّا ميثم فاُخرج بعده ليصلب، وقال عبيداللَّه: لأمضين حكم أبي تراب فيه، فلقيه رجل فقال له: ما كان أغناك عن هذا يا ميثم، فتبسّم وقال "و هو يُؤمى إلى النخلة": لها خُلقت ولي غذّيت، فلمّا رفع الخشبة، اجتمع النّاس حوله على باب عمرو بن حريث، فقال عمرو: لقد كان يقول لي: إنّي مجاورك، فكان يأمر جاريته كلّ عشيّة أن تكنس تحت خشبته وترشّه، وتجمّر بالمجمر تحته، فجعل ميثم يحدّث بفضائل بني هاشم ومخازي بني اُميّة وهو مصلوبٌ على الخشبة، فقيل لابن زياد: قد فضحكم هذا العبد، فقال: ألجموه، فاُلجم فكان أوّل خلق اللَّه اُلجم في الإسلام، فلمّا كان في اليوم الثاني فاضت منخراه وفمه دماً، فلمّا كان في اليوم الثالث طُعن بحربة "فكبّر" فمات، وكان قتل ميثم قبل قدوم الحسين عليه السلام العراق بعشرة أيّام. [ الغارات 797:2، و ما بين المعقوفين من الإرشاد 323:1، راجع مستدرك سفينة البحار 326:9، مادة 'ميثم'، والبحار 124:42 و 343:41].

 

في بعض كراماة ميثم و اخباره بالمغيبات

قد صار ميثم التّمار ببركة ملاقاته لأميرالمؤمنين صاحب الكرامة و عالماً بالحوادث و المغيبات فنذكر هنا بعض ما هو مذكور فى التاريخ، و نحيل القرّاء الكرام في تفصيل شرح حاله و علمه بالمغيبات الى كتاب 'اصحاب الامام عليّ عليه السلام' احد مؤلفات المؤلف فراجعه.

و في "البحار": عن محمّد بن مسعود، بإسناده عن صالح بن ميثم، قال: أخبرني أبو خالد التمّار، قال: كنتُ مع ميثم التمّار بالفرات يوم الجمعة، فهبّت ريح وهو في سفينة من سفن الرمّان، قال: فخرج فنظر إلى الريح، فقال: شدّوا برأس سفينتكم إنّ هذا ريح عاصف، مات معاوية الساعة. قال: فلمّا كانت الجمعة المقبلة قدم بريد من الشام فلقيته فاستخبرته، فقلت له: يا عبد اللَّه، ما الخبر؟ قال: النّاس على أحسن حال، توفّي أمير المؤمنين "معاوية"، وبايع النّاس يزيد، قال: قلت: أي يوم توفّي؟ قال: يوم الجمعة. [ بحار الأنوار 127:42].

و في "رجال الكشي": عن فضيل بن الزبير، قال: مرّ ميثم التمّار على فرس له، فاستقبل حبيب بن مظاهر الأسدي عند مجلس بني أسد، فتحدّثا حتّى اختلفت أعناق فرسيهما، ثمّ قال حبيب: لكأنّي بشيخ أصلع ضخم البطن، يبيع البطيخ عند دار الرزق، قد صلب في حبّ أهل بيت نبيّه عليهم السلام ويبقر بطنه على الخشبة. فقال ميثم: وإنّي لأعرف رجلاً أحمر له ضفيرتان يخرج لينصر ابن بنت نبيّه، فيقتل ويجال برأسه بالكوفة، ثمّ افترقا. فقال أهل المجلس: ما رأينا أحداً أكذب من هذين.

قال فلم يفترق أهل المجلس حتّى أقبل رشيد الهجري فطلبهما، فسأل أهل المجلس عنهما، فقالوا: افترقا وسمعناهما يقولان كذا وكذا، فقال رشيد: رحم اللَّه ميثماً نسي 'ويزاد في عطاء الّذي يجي ء بالرأس مائة درهم'، ثمّ أدبر، فقال القوم: هذا واللَّه أكذبهم.

فقال القوم: واللَّه ما ذهبت الأيّام والليالي حتّى رأيناه مصلوباً على باب دار عمرو بن حريث، وجي ء برأس حبيب بن مظاهر وقد قُتل مع الحسين ورأينا كلّ ما قالوا. [ رجال كشى، ص 78، ح 133؛ بحار الأنوار 92:45].

وفي "البحار": عن يوسف بن عمران الميثمي، قال: سمعت ميثماً النهرواني يقول: دعاني أمير المؤمنين عليه السلام وقال: 'كيف أنت - يا ميثم - إذا دعاك دعيّ بني اُميّة عبيداللَّه بن زياد إلى البراءة منّي؟' فقلت: يا أمير المؤمنين، أنا واللَّه لا أبرأ منك، قال: 'إذن واللَّه يقتلك ويصلبك'، قلت: أصبر، فذاك في اللَّه قليل، فقال: 'يا ميثم، إذن تكون معي في درجتي'. قال: وكان ميثم يمرّ بعريف قومه [ العريف: من يعرف أصحابه، القيّم بأمر القوم والنقيب].

ويقول: يا فلان، كأنّي بك وقد دعاك دعيّ بني اُميّة ابن دعيّها فيطلب لي منك أيّاماً، فإذا قدمت عليك ذهبت بي إليه حتّى يقتلني على باب دار عمرو بن حريث، فإذا كان يوم الرابع ابتدر منخراي دماً عبيطاً.

وكان ميثم يمرّ بنخلة في سبخة فيضرب بيده عليها، ويقول: يا نخلة، ما غُذِّيتِ إلا لي، وما غُذّيتُ إلا لك، وكان يمرّ بعمرو بن حريث، ويقول: يا عمرو، إذا جاورتك فأحسن جواري، فكان عمرو يرى أنّه يشتري داراً أو ضيعة لزيق ضيعته، فكان يقول له عمرو: ليتك قد فعلت. ثمّ خرج ميثم النهرواني إلى مكّة، فأرسل الطاغية عدوّ اللَّه ابن زياد إلى عريف ميثم فطلبه منه، فأخبره أنّه بمكّة، فقال له: لئن لم تأتني به لأقتلنّك، فأجّله أجلاً، وخرج العريف إلى القادسيّة ينتظر ميثماً، فلمّا قدم ميثم، قال: أنت ميثم؟ قال: نعم أنا ميثم. قال: تبرأ من أبي تراب [ كأنّ في العبارة سقطاً، والظاهر أنّها هكذا: 'فجاء به العريف إلى ابن زياد، فقال له ابن زياد: تبرأ من أبي تراب...'].

قال: لا أعرف أبا تراب، قال: تبرأ من عليّ بن أبي طالب، فقال له: فإن أنا لم أفعل؟ قال: إذن - واللَّه - لأقتلك. قال: أما لقد كان يقول لي: إنّك ستقتلني وتصلبني على باب عمرو بن حريث، فإذا كان يوم الرابع ابتدر منخراي دماً عبيطاً، فأمر به فصلب على باب عمرو بن حريث، فقال للنّاس: سلوني - وهو مصلوب - قبل أن اُقتل، فواللَّه لأخبرتكم بعلم ما يكون إلى أن تقوم الساعة، وما يكون من الفتن، فلمّا سأله النّاس حدّثهم حديثاً واحداً إذ أتاه رسول من قبل ابن زياد، فألجمه بلجام من شريط، وهو أوّل مَن اُلجم بلجامٍ وهو مصلوب. [ بحار الأنوار 130:42].

ذكر فضائل كميل بن زياد النخعي

كان كميل من خواصّ مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ثقة جليل القدر، روى حديث فضل العلم وحامله عن أمير المؤمنين عليه السلام.

روى في "تعليقة الغارات" عن ابن كثير في "البداية والنهاية": كميل بن زياد شهد مع عليّ عليه السلام صفّين، وكان شجاعاً فاتكاً وزاهداً عابداً، قتله الحجّاج في هذه السنة "سنة 82"، وقد عاش مائة سنة، قتله صبراً بين يديه، وإنّما نقم عليه لأنّه طلب من عثمان بن عفّان القصاص من لطمة لطمها إيّاه، فلمّا أمكنه عثمان من نفسه عفا عنه، فقال له الحجّاج: أومثلك يسأل من أمير المؤمنين القصاص؟ ثمّ أمر فضربت عنقه. [ الغارات 944:2، وراجع: كتاب البداية والنهاية لابن كثير 50:9].

قال ابن أبي الحديد في وصف كميل: هو من صحابة عليّ عليه السلام وشيعته وخاصّته، وقتله الحجّاج على المذهب فيمن قتل من الشيعة، وكان كميل عامل عليّ عليه السلام على هيت [ هيت بلدة على الفرات فوق الأنبار، ذات نخل كثير وخيرات واسعة على جهة البريّة في غربي الفرات وبها قبر عبداللَّه بن المبارك].

الحديث. [ شرح ابن أبي الحديد 227:4، بحار الأنوار 163:42].

و لقد اوصاه اميرالمؤمنين عليه السلام بوصايا كثيره نذكر هنا بعضها:

'يا كميل، مر أهلك أن يروحوا في كسب المكارم، و يدلجوا في حاجة من هو نائم، فو الّذي وسع سمعه الأصوات ما من أجد أودع قلباً سروراً إلا و خلق اللَّه له من ذلك السرور لطفاً...'. [ نهج البلاغه، قصار الحكم: 257].

و قال عليه السلام له أيضاً في حديث: 'يا كميل، ليس شأن أن تصلّى و تصوم و تتصدّق، إنّما الشأن أن يكون الصلاة فعلت بقلب نقيّ، و عمل عند اللَّه مرضيّ، و خشوع سَويّ' الحديث. [ بحارالانوار 229 / 84؛ جامع السعادات 330: 3؛ مسند امام علي "ع" 196 / 3 ح 2317].

و قال عليه السلام له أيضاً: 'يا كميل، لا تطرق ابواب الظالمين للاختلاف بهم و الاكتساب معهم، و إيّاك أن تعظمّهم و تشهد في مجالسهم بما يسخط اللَّه عليك'. [ تحف العقول باب وصيته لكميل: 116، مسند امام علي "ع" 169 / 10 ح 10839].

و قال عليه السلام له ايضاً: 'يا كميل، إنّك لا تخلو من نعمة اللَّه عزّوجلّ عندك و عافيته، فلا تخلو من تحميده و تمجيده و تسبيحه و تقديسه و شكره و ذكره على كل حال'. [ البحار 273:77؛ مسند امام علي "ع" 260:10 ح 11112].

في حديث عن فضيل بن خديج عن كميل بن زياد، قال: كنت مع اميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في مسجد الكوفه و قد صلينا العشاء الآخرة، فأخذ بيدي حتى خرجنا من المسجد فمشى حتى خرج الى ظهر الكوفه و لا يكلّمني بكلمة، فلمّا أصحر تنفّس ثم قال: 'يا كميل، انّ هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها، احفظ منّي ما أقول لك: الناس ثلاثة: عالم ربّاني و متعلّم على سبيل نجاة، و همج رَعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم و لم يلجأوا إلى ركن وثيق، يا كميل العلم خير من المال، العلم يحرسك و أنت تحرس المال، و المال تنقصه النفقة و العلم يزكو على الإنفاق'، الحديث. [ انظر امالي طوسى، مجلس الاول، ح 23؛ مسند امام علي "ع" 55: 1، ح 173؛ البحار 188: 1].

 

مقتله بيد الحجاج

وروى الشيخ المفيد عن جرير، عن المغيرة، قال: لمّا ولي الحجّاج، طَلَب كميل بن زياد فهرب منه، فحرم قومه عطاءهم، فلمّا رأى كميل ذلك قال: أنا شيخ كبير وقد نفد عمري، لا ينبغي أن أحرم قومي عطيّاتهم، فخرج فدفع بيده إلى الحجّاج، فلمّا رآه قال له: لقد كنت اُحبُّ أن أجد عليك سبيلاً. فقال له كميل: لا تَصرِف [ الصريف: صوت الأنياب، و هو كناية عن التهديد].

علَيَّ أنيابك، ولا تهدّم [ تهدّم عليه اذا اشتد غضبه عليه].

علَيَّ، فواللَّه ما بقي من عمري إلا مثل كواسل الغبار [ كواسل كانها بقايا الغبار التي كسلت عن أوائله و فى البحار هكذا 'كواهل الغبار' أي أوائله: شبّه عمره في سرعة انقضائه بالغبار، وبقيّته بأوائله، فإنّ مقدّم الغبار يحدث بعد مؤخّره ويسكن بعده، أو شبّه بقيّة العمر في سرعة انقضائه بأوّل ما يحدث من الغبار، فإنّهنّ يسكن قبل ما يحدث آخراً، والأوّل أبلغ وأكمل "البحار 149:42، ذيل الحديث"].

فاقض ما أنت قاض، فإنّ الموعد اللَّه، وبعد القتل الحساب، ولقد خبّرني أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام أنّك قاتلي. فقال له الحجّاج: الحجّة عليك إذن. فقال له كميل: ذاك إن كان القضاء إليك. قال: بلى، قد كنت فيمن قتل عثمان بن عفّان، اضربوا عنقه، فضربت عنقه. [ الارشاد 327: 1؛ البحار 149:42، كشف الغمّة - باب المناقب 382:1].

روى المحقّق الخبير النمازي الشاهرودي عن "إرشاد القلوب": خرج مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ذات ليلة من مسجد الكوفة متوجّهاً إلى داره وقد مضى ربع من الليل ومعه كميل بن زياد، وكان من خيار شيعته ومحبّيه، فوصل في الطريق إلى باب رجل يتلو القرآن في ذلك الوقت ويقرأ: 'أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ' [ سورة الزُّمر: 9].

الآية، بصوت شجيّ حزين، فاستحسنه كميل في باطنه وأعجبه من غير أن يقول شيئاً، فالتفت عليه السلام إليه، وقال: 'يا كميل، لا يعجبك طنطنة الرجل، إنّه من أهل النّار، ساُنبئك فيما بعد'، فتحيّر كميل لمكاشفته له على ما في باطنه ولشهادته بدخول النّار مع كونه في هذا الأمر وتلك الحالة الحسنة.

ثمّ مضت مدّة طويلة إلى أن آل حال الخوارج إلى ما آل، وقاتلهم أمير المؤمنين عليه السلام، فالتفت أمير المؤمنين عليه السلام إلى كميل، وهو واقف بين يديه، والسيف في يده يقطر دماً، ورؤوس هؤلاء الكفرة الفجرة على الأرض، فوضع عليه السلام رأس السيف على رأس من تلك الرؤوس وقال: 'يا كميل، 'أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ' الآية، أي هذا رأس ذلك الشخص الّذي كان يقرأ هذه الآية فأعجبك حاله، فقبّل كميل قدميه واستغفر اللَّه. [ مستدرك سفينة البحار 186:9، مادة 'كمل'].

ذكر فضائل رشيد الهجري

كان رشيد الهجري من خواصّ أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، وكان يعلم علم المنايا والبلايا.

عن إسحاق [ هو اسحاق بن محمّد بن ابراهيم الحضينى من أصحاب الرضاعليه السلام "راجع معجم رجال الحديث 35:3 و 72"].

قال: كنت عند أبي الحسن عليه السلام ودخل عليه رجل فقال له أبو الحسن: 'يا فلان، إنّك تموت إلى شهر؟'، قال: فأضمرت في نفسي، كأنّه يعلم آجال شيعته! قال: فقال: 'يا إسحاق، وما تنكرون من ذلك؟ وقد كان رشيد الهجري مستضعفاً، وكان يعلم علم المنايا والبلايا؟ فالإمام أوْلى بذلك'. ثمّ قال: 'يا إسحاق، تموت إلى سنتين، ويتشتّت أهلك وولدك وعيالك وأهل بيتك، ويُفلسون إفلاساً شديداً'. [ بحار الأنوار 123:42].

وفي "الاختصاص": عن أبي حسّان العجلي، قال: لقيت أمة اللَّه بنت راشد الهجري، فقلت لها: أخبريني بما سمعت من أبيك. قالت: سمعته يقول: قال لي حبيبي أمير المؤمنين عليه السلام: 'يا راشد [ لفظ الحديث في البحار: 'راشد'، أمّا في الاختصاص: 'رشيد'].

كيف صبرك إذا أرسل إليك دعيّ بني اُميّة فقطع يديك ورجليك ولسانك؟ فقلتُ: يا أمير المؤمنين، أيكون آخر ذلك إلى الجنّة؟ قال: 'نعم، يا راشد، وأنت معي في الدنيا والآخرة'، قالت: فواللَّه ما ذهبت الأيّام حتّى أرسل إليه الدعيّ عبيداللَّه بن زياد فدعاه إلى البراءة منه، فقال له ابن زياد: فبأيّ ميتة قال لك صاحبك تموت؟ قال: خبّرني خليلي "صلوات اللَّه عليه" أنّك تدعوني إلى البراءة منه فلا أتبرّأ، فتقدّمني فتقطع يدي ورجلي ولساني. فقال: واللَّه لأكذّبن صاحبك، قدّموه واقطعوا يده ورجليه واتركوا لسانه، فقطعوه، ثمّ حملوه إلى منزلنا، فقلت له: يا أبت - جعلت فداك - هل تجد لما أصابك ألماً؟ قال: لا واللَّه يا بُنيّة إلا كالزحام بين النّاس، ثمّ دخل عليه جيرانه ومعارفه يتوجّعون له، فقال: آتوني بصحيفة ودواة أذكر لكم ما يكون ممّا أعلمنيه مولاي أمير المؤمنين عليه السلام، فأتوه بصحيفة ودواة، فجعل يذكر ويملي عليهم أخبار الملاحم والكائنات ويسندها إلى أمير المؤمنين ءعليه السلام، فبلغ ذلك ابن زياد، فأرسل إليه الحجّام حتّى قطع لسانه فمات من ليلته تلك.

وكان أمير المؤمنين عليه السلام يسمّيه راشداً المبتلى، وكان قد ألقى إليه علم البلايا والمنايا، فكان يلقى الرجل ويقول له: يا فلان ابن فلان، تموت ميتة كذا، وأنت - يا فلان - تقتل قتلة كذا، فيكون الأمر كما قاله راشد رحمه الله. [ الاختصاص: 77، والبحار 121:42، ولفظ الحديث من البحار].

 

رشيد بين يدى زياد

وروى قصّة قتله في "الغارات": عن زياد بن النضر الحارثي هكذا: قال: كنت عند زياد وقد اُتي برشيد الهجري، وكان من خواصّ أصحاب أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام فقال له زياد: ما قال خليلك لك إنّا فاعلون بك؟ قال: تقطعون يدي ورجلي وتصلبونني. فقال زياد: أما واللَّه لاُكذّبنّ حديثه، خلّوا سبيله، فلمّا أراد أن يخرج، قال: ردّوه، لا نجد شيئاً أصلح ممّا قال لك صاحبك، إنّك لا تزال تبغي لنا سوءاً إن بقيت، اقطعوا يديه ورجليه، فقطعوا يديه ورجليه وهو يتكلّم، فقال: اصلبوه خنقاً في عنقه. فقال رشيد: قد بقي لي عندكم شيء ما أراكم فعلتموه. فقال زياد: اقطعوا لسانه، فلمّا أخرجوا لسانه ليقطع، قال: نفّسوا عنّي أتكلّم كلمة واحدة، فنفّسوا عنه فقال: هذا واللَّه تصديق خبر أمير المؤمنين عليه السلام أخبرني بقطع لساني، فقطعوا لسانه وصلبوه. [ الغارات 799:2].

ذكر فضائل قنبر مولى عليّ

كان قنبر غلاماً لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وكان يُحبّ عليّاً حبّاً شديداً، وكان ملازماً له دائماً، استشهد على يد الحجّاج بن يوسف الثقفي شقي بني اُميّة.

ففي الحديث عن أبي عبداللَّه عليه السلام، قال: 'كان لعليّ عليه السلام غلام اسمه قنبر، وكان يحبّ عليّاً عليه السلام حبّاً شديداً، فإذا خرج عليّ عليه السلام خرج على أثره بالسيف، فرآه ذات ليلة، فقال عليه السلام: 'يا قنبر مالك؟!' قال: جئت لأمشي خلفك، فإنّ النّاس كما تراهم يا أمير المؤمنين، فخفت عليك، قال: 'ويحك أمِن أهل السماء تحرسني أم من أهل الأرض؟'، قال: لا، بل من أهل الأرض، قال:'إنّ أهل الأرض لا يستطيعون بي شيئاً إلا بإذن اللَّه عزّ وجلّ من السماء، فارجع'. [ بحار الأنوار 122:42، والاختصاص: 73].

في "رجال الكشيّ" وفي "الاختصاص": سئل قنبر: مولى مَن أنت؟ فقال: أنا مولى مَن ضرب بسيفين، وطعن برمحين، وصلّى القبلتين، وبايع البيعتين، وهاجر الهجرتين، ولم يكفر باللَّه طرفة عين، أنا مولى صالح المؤمنين، ووارث النبيّين، وخير الوصيّين، وأكبر المسلمين، ويعسوب المؤمنين، ونور المجاهدين، ورئيس البكّائين، وزين العابدين، وسراج الماضين، و ضوء القائمين، وأفضل القانتين، ولسان رسول ربّ العالمين، الحديث. [ رجال الكشيّ: 73، ح 129، الاختصاص: 73، البحار 133:42، مستدرك سفينة البحار 604:8].

وروى المجلسي عن "مجالس المفيد": عن جابر، قال: سمع أمير المؤمنين عليه السلام رجلاً يشتم قنبراً وقد رام قنبر أن يردّ عليه، فناداه أمير المؤمنين عليه السلام: 'مهلاً يا قنبر، دع شاتمك مهاناً ترضي الرحمن، وتسخط الشيطان، وتعاقب عدوّك. فوالّذي فلق الحبّة، وبرأ النسمة، ما أرضى المؤمن ربّه بمثل الحلم، ولا أسخط الشيطان بمثل الصمت، ولا عوقب الأحمق بمثل السكوت عنه'. [ بحار الأنوار 424:71].

 

قنبر بين يدي الحجّاج

روى العلامة المجلسي رحمه الله: عن الكشيّ، وفي "تفسير العيّاشي" عن أبي الحسن الهادي "عليّ بن محمّد عليهماالسلام" أنّ قنبراً مولى أمير المؤمنين عليه السلام اُدخل على الحجّاج بن يوسف، فقال له: ما الّذي كنت تلي من أمر عليّ بن أبي طالب؟ قال: كنت اُوضّيه، فقال له: ما كان يقول إذا فرغ من وضوئه؟ قال: كان يتلو هذه الآية: 'فَلَمَّا نَسُوا مَاذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شيء حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُبْلِسُونَ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ للَّهِِ رَبِّ الْعَالَمِينَ' [ سورة الأنعام: 44 و 45].

فقال الحجّاج: كان يتأوّلها علينا؟ فقال: نعم، فقال: ما أنت صانع إذا ضربت عِلاوتك [ العلاوة - بالكسر -: أعلى الرأس أو العنق].

قال: إذن أسعد وتشقى، فأمر به فقتله. [ تفسير العيّاشي 359:1، وبحار الأنوار 135:42].

روى عامّة أصحاب السير من طرق مختلفة: أنّ الحجّاج بن يوسف الثقفي قال ذات يوم: اُحبّ أن اُصيب رجلاً من أصحاب أبي تراب، فأتقرّب إلى اللَّه بدمه! فقيل له: ما نعلم أحداً كان أطول صحبة لأبي تراب من قنبر مولاه، فبعث في طلبه، فاُتي به، فقال له: أنت قنبر؟ قال: نعم، قال: أبو همدان؟ قال: نعم، قال: مولى عليّ بن أبي طالب؟ قال: اللَّه مولاي، وأمير المؤمنين عليّ عليه السلام وليّ نعمتي، قال: إبرأ من دينه، قال: فإذا برئتُ من دينه تدلّني على دين غيره أفضل منه؟ قال: إنّي قاتلك فاختر أيّ قتلة أحبُّ إليك؟ قال: قد صيّرت ذلك إليك، قال: ولِمَ؟ قال: لأنّك لا تقتلني قتلة إلا قتلك مثلها، وقد أخبرني أمير المؤمنين عليه السلام أنّ منيّتي تكون ذبحاً ظلماً بغير حقّ، قال: فأمر به فذبح. [ البحار 126:42، وكشف الغمّة - باب المناقب 383:1].

ذكر بعض ما جرى بين عقيل ومعاوية

وقد مرّت قصّة عقيل عليه السلام مع معاوية في فصل "عليّ عليه السلام والعدل" وغيره، ونذكر منها هنا محلّ الاستشهاد من قصّته:

قال في "الغارات": بسنده عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين: أنّ عقيلاً ارتحل عن عليّ عليه السلام إلى معاوية... فلمّا سمع به معاوية، نصب كراسيّه وأجلس جلساءه، فورد عقيل عليه، فأمر له بمائة ألف درهم فقبضها، فقال له معاوية: أخبرني عن العسكريّين؟ قال عقيل: مررت بعسكر أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فإذا ليلٌ كليل النبيّ صلى الله عليه و آله، ونهارٌ كنهار النبيّ صلى الله عليه و آله، إلا أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ليس في القوم، ومررتُ بعسكرك فاستقبلني قومٌ من المنافقين ممّن نفر برسول اللَّه صلى الله عليه و آله ليلة العقبة، ثمّ قال: من هذا الّذي عن يمينك، يا معاوية؟ قال معاوية: هذا عمرو بن العاص، قال عقيل: هذا الّذي اختصم فيه ستّة نفر فغلب عليه جزّارها، فمن الآخر؟ قال: الضحّاك بن قيس الفهري، قال: أما واللَّه لقد كان أبوه جيّد الأخذ لعسب التيس

[ التيس: الذكر من الظباء والمعز، وعسب الفحل: يعني ماؤه، فرساً كان أو بعيراً، فالمراد بجيّد الأخذ أي أنّه كان ماهراً في هذا الشغل الخسيس، وكان يبيع عسب الفحول في الجاهليّة].

فمن هذا الآخر؟ قال: أبو موسى الأشعري. قال: هذا ابنُ المراقة. [ المراقة: السراقة].

فلمّا رأى معاوية أنّه قد أغضب جلساءه قال: يا أبا يزيد، ما تقول فيَّ؟ قال: دع عنك، قال: لتقولنّ، قال: أتعرف حمامة؟ قال: ومَن حمامة؟ قال: أخبرتك، ومضى عقيل، فأرسل معاوية إلى النسّابة، قال: فدعاه، فقال: أخبرني من حمامة؟ قال: أعطني الأمان على نفسي وأهلي؟ فأعطاه، قال: حمامة جدّتك، وكانت بغيّة في الجاهليّة، لها راية تؤتى.

قال الشيخ: قال أبو بكر بن زبين: هي اُمّ اُمّ أبي سفيان. [ الغارات 64:1].

 

وفود دارميّة الحجونيّة على معاوية

في "العقد الفريد": عن سهل بن أبي سهل التميمى، عن أبيه، قال: حجّ معاوية، سأل عن امرأة من بني كنانة يقال لها دارميّة الحجونيّة، وكانت سوداء، كثيرة اللحم، فاُخبر بسلامتها، فبعث إليها فجي بها، فقال معاوية: ما حالكِ يا بنت حام؟ فقالت: لستُ لِحام إن عبتني، أنا امرأة من بني كنانة، قال: صدقت أتدرين لِمَ بعثتُ إليك؟ قالت: لا يَعلم الغيب إلا اللَّه، قال معاوية: بعثتُ إليك لأسألك عَلامَ أحببتِ عليّاً عليه السلام وأبغضتني، وواليته وعاديتني؟ قالت: أوتَعفيني؟ قال معاوية: لا أعفيك، قالت: أمّا إذ أبيت، فإنّي أحببتُ عليّاً على عدله في الرعيّة، وقسمه بالسويّة، وأبغضتك على قاتلك من هو أوْلى منك بالأمر، وطلبتك ما ليس لك بحقّ، وواليتُ عليّاً على ما عقد له رسول اللَّه صلى الله عليه و آله من الولاء، وحبّه المساكين، وإعظامه لأهل الدين، وعاديتك على سَفْكك الدماء، وجورك في القضاء، وحُكمك بالهوى، قال: فلذلك انتفخ بطنك، وعظم ثدياك، وربت عجيزتك، قالت: يا هذا، بهندٍ [ هي هند بنت عتبة اُمّ معاوية].

واللَّه كان يضرب المثل في ذلك لا بي، قال معاوية: يا هذه أربعي، فإنّا لم نقل إلا خيراً، إنّه إذا انتفخ بطن المرأة ثمّ خلق ولدها، وإذا عظم ثدياها تَرَوّى رضيعُها، وإذا عظمت عجيزتها رزن مجلسها، فرجعت وسكنت.

قال لها: يا هذه، هل رأيت عليّاً عليه السلام؟ قالت: أي واللَّه. قال: فكيف رأيته؟ قالت: رأيته واللَّه لم يفتنه المُلك الّذي فتنك، ولم تشغله النعمة الّتي شغلتك. قال: فهل سمعتِ كلامه؟ قالت: نعم - واللَّه - كان يجلو القلوب من العمى، كما يجلو الزيت صدأ الطست. قال: صدقت، فهل لك من حاجة؟ قالت: أوَ تفعل إذا سألتك؟ قال: نعم، قالت: تعطيني مائة ناقة حمراء فيها فحلها وراعيها.

قال: تصنعين بها ماذا؟ قالت: أغذو بألبانها الصغار، وأستحيي بها الكبار، واكتَسب بها المكارم، وأصلح بها بين العشائر.

قال: فإن أعطيتك ذلك، فهل أحلّ عندك محلّ عليّ بن أبي طالب؟ قالت: ماء ولا كصدّأء [ الصداء عين لم يكن عندهم أعذب منها].

ومرعى ولا كالسعدان [ السعدان نبت ذو شوك، وهو أفضل مراعي الإبل].

وفتى ولا كمالك [ ومالك: هو ابن نويرة، وهذه أمثلة ثلاثة تضرب للشي ء يفضل على أشباهه].

يا سبحان اللَّه، أوَ دُونه! [ استفهام إنكاري منها: أي أوْلى بك أن تطلب دون محلّه، لا أن تطلب مثل محلّه].

فأنشأ معاوية يقول:

إذ لم أعد بالحلم منّي عليكم*** فمن ذا الّذي بعدي يُؤمّلُ للحِلم

خذيها هنيئاً واذكري فعل ماجد*** جزاك على حرب العداوة بالسِّلم

ثمّ قال: أما واللَّه لو كان عليّ حيّاً ما أعطاك منها شيئاً، قالت: لا واللَّه ولا وبرة واحدة من مال المسلمين. [ العقد الفريد 113:2].

وفود سودة بنت عمارة على معاوية

قال عمر رضا كحالة: إنّ سودة كانت شاعرة من شاعرات العرب، ذات فصاحة وبيان، وفدت على معاوية بن أبي سفيان بعد موت عليّ عليه السلام، فاستأذنت عليه، فأذن لها، فلمّا دخلت عليه سلّمت فقال لها: كيف أنتِ يا ابنة الأشتر؟

قالت: بخير يا أمير المؤمنين، قال لها: أنتِ القائلة لأخيك:

شمّر [ في أعلام النساء: 'شهّر'].

كفعل أبيك يابن عُمارة*** يوم الطِّعان وملتقى الأقران

وانصر عليّاً والحسين ورهطه*** واقصد لهند وابنها بهوان

إنّ الإمام أخو النبيّ محمّد*** علم الهُدى ومنارة الإيمان

فقُد الجيوش وسر أمام لوائه*** قدماً بأبيض صارم وسنان

قالت سودة: إي واللَّه، ما مثلي مَن رغب عن الحقّ، أو اعتذر بالكذب، قال لها: فما حَملكِ على ذلك؟ قالت: حبّ عليّ واتّباع الحقّ، قال: فواللَّه ما أرى عليك من أثر علَيَّ شيئاً؟ قالت: يا أمير المؤمنين، مات الرأس وبُتِر الذنب، فدع عنك تَذْكار ما قد نُسي وإعادة ما مضى، قال: هيهات ليس مثل مقام أخيكِ يُنسى، وما لقيت من قومك وأخيك.

قالت: صدقت - واللَّه - يا أمير المؤمنين ما كان أخي خفيّ المقام، ذليل المكان، ولكن كما قالت الخنساء:

وإنّ صخراً لتأتمّ الهداة به*** كأنّه علم في رأسه نار

وباللَّه أسأل أمير المؤمنين إعفائي ممّا استعفيت منه. قال: قد فعلت: فقولي ما حاجتك؟ قالت: يا أمير المؤمنين، إنّك أصبحت للنّاس سيّداً، ولأمرهم متقلّداً، واللَّه سائلك من أمرنا وما افترض عليك من حقّنا، ولا يزال يقوم علينا من ينوء بعزّك، ويبطش بسلطانك، فيحصدنا حصد السنبل، ويدوسنا دوس البقر، ويسومنا الخسيسة، ويسلبنا الجليلة، هذا بسر بن أرطاة قدم علينا من قِبلك، فقتل رجالي، وأخذ مالي، ولولا الطاعة لكان فينا عزّ ومنعة، فإمّا عزلته عنّا فشكرناك، وإمّا لا فعرفناك، فقال معاوية: أتهدّديني بقومك؟ لقد هممت أن أحملك على قتب أشرس [ القتب: الاكاف الصغير على قدم سنام البعير، وأشرس صفة لموصوف محذوف وهو البعير، أو الأشرس، الخشن الغليظ، وتكون صفة للقتب].

فأردّك إليه يُنَفّذ فيك حكمه، فأطرقت تبكي، ثمّ أنشأت تقول:

صلّى الإله على جسمٍ تَضَمَّنه*** قبرٌ فأصبح فيه العدل مدفونا

قد حالفَ الحقّ لا يبغي به ثمناً*** فصار بالحقّ والإيمان مقرونا

فقال معاوية: مَن ذلك يا سودة؟ فقالت: واللَّه هُوَ عليّ بن أبي طالب عليه السلام. قال: وما صنع بك حتّى صار عندك كذلك؟ قالت: قدمتُ عليه في رجل وَلاه صَدَقاتنا، فكان بيني وبينه ما بين الغثّ [ الغثّ:الرديّ الفاسد].

والسمين، فأتيتُ عَليّاً عليه السلام لأشكو إليه، فوجدتُه قائماً يُصلّي، فلمّا نظر إلَيَّ، انفتل من الصلاة، ثمّ قال لي برأفةٍ وتعطّف: 'ألك حاجة؟'، فأخبرته الخبر، فبكى ثمّ قال: 'اللّهمّ إنّك أنتَ الشاهد علَيَّ وعليهم أنّي لم آمرهم بظلم خلقك، ولا بترك حقّك'، ثمّ أخرج من جيبه قطعةً كهيئة طرف الجراب فكتب فيها: بسم اللَّه الرحمن الرحيم 'قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِن رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثُوا فِي الْأَرْضِ مُفسدينَ بقيةُ اللَّه خيرٌ لكم إنْ كنُتمُ مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ' [ اقتباس من سورة الأعراف: 85 والشعراء: 183].

إذا أتاك كتابي هذا فاحتفظ بما في يدك من عملنا، حتّى يَقدم عليك من يقبضه منك، والسلام'، فعزله [ وفي العقد الفريد: 'فأخذته منه'].

يا أمير المؤمنين، ما حزمه بخزام ولا ختمه بختام.

فقال معاوية: اكتبوا لها بالإنصاف لها، والعدل عليها، فقالت: ألي خاصّة، أم لقومي عامّة؟ قال: وما أنتِ وغيرك؟ قالت: هي - واللَّه - إذن الفحشاء واللؤم إن لم يكن عدلاً شاملاً وإلا أنا كسائر قومي، قال: هيهات، لَمظَّكم [ التلمّظ: التذوّق، وتتبّع بقيّة الطعام في الفم باللسان. ولمظّكم: أي علّمكم وعوّدكم].

ابن أبي طالب الجرأة، وغرّكم قوله:

'فلو كنتَ بوّاباً على باب جنّة*** لقلت لهمدان ادخلوا بسلام'

ثمّ قال معاوية: اكتبوا لها ولقومها بحاجتها. [ أعلام النساء 270:2، العقد الفريد 102:2 و قد مرّ وفودها عند معاوية بلفظ آخر في فصل 'علي "ع" و اعانة المظلوم' و كذا في فضل "سيرته "ع" مع مخالفين من عمّاله"].

 

الخاتمة

وتتضمّن مائة عنوان مختلف لمعانٍ مختلفة تضمّنتها حكم ومواعظ وأقوال أميرالمؤمنين عليه السلام:

إلى هنا تمّ ما أردت إيراده من "الفصول المائة" و "التكملة" و "الخاتمة" في بلدة قم المقدّسة بتاريخ 1369/8/12 حامداً للَّه سبحانه على التوفيق لإتمامه، ولا أدّعي الإحاطة بكلّ أحوال أمير المؤمنين عليه السلام، فالجامع لها يقصر، وكلّما أراد إحصاها تكثر، وما علَيَّ إلا بذل الجهد وبلاغ الوسع، على أنّي تركت التعرّض لسائر ما قيل في عظمته وجلالته عليه السلام من الأقوال الكثيرة والروايات المستفيضة خوف الإطالة وملل القارئ، ونرجو من اللَّه تعالى القبول، ومن رسوله الأكرم وابن عمّه أمير المؤمنين العناية، ولولده الغائب الحجّة ابن الحسن المهدي عليه السلام الفرج، ومن القرّاء الكرام العذر والإرشاد.

وآخر دعواهم أن الحمد للَّه ربّ العالمين

قم المشرفة، الحوزة العلمية

السيّد أصغر ناظم زاده القمي

الاجل

'لكلّ حياة أجل'. دستور معالم الحكم: 14

'الأجل حصاد الأمل'. الغرر 167:1

الاخوّة

'شرّ الإخوان مَن تكلّف له'. نهج البلاغة 262:2

'خير إخوانك من واساك، وخير منه مَن كفاك'. شرح ابن أبي الحديد 302:20

'إخوان الدين أبقى مودّة'. الغرر 358:1

الادب

'الأدب صورة العقل'. أسرار البلاغة: 23

'ثمرة الأدب حسن الخُلق'. الغرر 325:3

'أدّب نفسك بما كرهته لغيرك'. دستور معالم الحكم: 68

الامل

'أطول النّاس أملاً أسوؤهم محملاً'. الغرر 409:2

'مَن جرى في عنان أمله عثر بأجله'. نهج البلاغة 152:2

الامانة

'أدّوا الأمانة ولو إلى قاتل ولد الأنبياء'. تحف العقول: 151

'أداء الأمانة مفتاح الرزق'. شرح ابن أبي الحديد 318:20.

الايمان

'الإيمان قول باللسان، وعمل بالأركان'. الغرر 40:2.

'إنّ بشر المؤمن في وجهه، وقوّته في دينه، وحزنه في قلبه'. الغرر 505:2

'المؤمن أخو المؤمن، فلا يغشّه، ولا يعيبه، ولا يدع نصرته'. دستور معالم الحكم: 19

البخل

'البخل يُكسب العار، ويُدخل النّار'. الغرر 31:2

'البخل جامع لمساوئ العيوب، وهو زمام يقاد به إلى كلّ سوء'. نهج البلاغة 241:2

البر

'بالبرّ يستعبد الحرّ'. الإعجاز والإيجاز: 28

'مَن بذل برّه انتشر ذكره'. الغرر 336:5

البغي

'البغي آخر مدّة الملوك'. شرح ابن أبي الحديد 334:20

'البغي سائق إلى الشرّ'. أسرار البلاغة: 23

الجدل

'الجدل في الدين يفسد اليقين'. الغرر 308:1

'كثرة الجدال تورث الشكّ'. شرح ابن أبي الحديد 272:20

الجزع

'الجزع أتعب من الصبر'. أسرار البلاغة: 345

'الجزع عند البلاء تمام المحنة'. عيون الأخبار "28" [ ونقصد به عيون الأخبار لابن قتيبة، وكذا في باقي الموارد].

'الجزع لا يدفع القدر، ولكن يحبط الأجر'. الغرر 69:2

الجهاد

'جاهدوا أهواءكم كما تجاهدوا أعداءكم'. شرح ابن أبي الحديد 314:20

'زكاة البدن الجهاد والصيام'. الغرر 106:4

الحرص

'الحرص علامة الفقر'. دستور معالم الحكم: 15

'الرزق مقسوم، والحريص محروم'. الغرر 34:1

الحسد

'صحّة الجسد من قلّة الحسد'. نهج البلاغة 206:2

'الحاسد ضاغن على مَن لا ذنب له'. عيون الأخبار: 69

الاحسان

'الإحسان يستعبدُ الإنسان'. الغرر 199:1

'عذّب حسّادك بالإحسان إليهم'. شرح ابن أبي الحديد 317:20

الحقد

'مَن كثر حقده قلّ عتابه'. شرح ابن أبي الحديد: 343

'رأس العيوب الحقد'. الغرر 51:4

الحقّ

'مَن عرف الحقّ لم يعتدّ بالخلق'. أسرار البلاغة: 345

'الحقّ ينجي، والباطل يردي'. دستور معالم الحكم: 16

الحكمة

'الحكمة ضالّة المؤمن، فخذ الحكمة ولو من أهل النفاق'. نهج البلاغة 165:2

'قوت الأجسام الغذاء، وقوت العقول الحكمة'. شرح بن أبي الحديد 319:20

الحلم

'الحلم عشيرة'. نهج البلاغة 249:2

'الحلم تمام العقل'. الغرر 264:1

الحياء

'مَن كسا الحياء ثوبه لم يرَ النّاس عيبه'. نهج البلاغة 200:2

'الحياء سبب إلى كلّ جميل'. دستور معالم الحكم: 20

الاخلاق

'حسن الخُلق خير قرين'. دستور معالم الحكم: 17

'بحسن الأخلاق تدرّ الأرزاق'. الغرر 223:3

الخير

'قولوا الخير تعرفوا به، واعملوا له تكونوا من أهله'. تحف العقول: 150

'الخير أسهل من فعل الشرّ'. الغرر 314:1

الاستخارة

'إذا أمضيت فاستخر'. الغرر 116:3

'ما حار من استخار، ولا ندم مَن استشار'. شرح ابن أبي الحديد 316:20

الدعاء

'الدعاء مفتاح الرحمة'. دستور معالم الحكم: 16

'الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر'. نهج البلاغة 230:2

الدنيا

'الدنيا بالأقوال، والآخرة بالأعمال'. التمثيل والمحاضرة: 30

'الدنيا ظلّ زائل'. الغرر 84:1

'الدنيا خُلقت لغيرها، ولم تخلق لنفسها'. نهج البلاغة 258:2

الدين

'الدَّين رقّ، فلا تبذل رقّك لمن لا يعرف حقّك'. شرح ابن أبي الحديد 306:20

'بئس القلادة قلادة الدَّين'. الغرر 256:3

الذمّ

'ذمّ الرجل نفسه في العلانية مدح لها في السرّ'. شرح ابن أبي الحديد 336:20

'ذمّ العقلاء أشدّ من عقوبة السلطان'. شرح ابن أبي الحديد 320:20

الراي

'شرّ الآراء ما خالف الشريعة'. الغرر 163:4

'رأي الشيخ أحبّ إليَّ من جَلَد الغلام'. نهج البلاغة 166:2

الرزق

'إرض من الرزق بما قسم لك تعش غنيّاً'. الغرر 189:2

'الرزق رزقان: رزق تطلبه، ورزق يطلبك'. نهج البلاغة 242:2

الرضا

'رضا النّاس غاية لا تدرك، فتحرّ الخير بجهدك، ولا تبال بسخط مَن يرضيه الباطل'. شرح ابن أبي الحديد 305:20

'الرضا ثمرة اليقين'. الغرر 190:1

الرفق

'بالرفق تنال الحاجة، وبحسن التأنّي تسهل المطالب'. شرح ابن أبي الحديد 263:20

'الرفق مفتاح النجاح'. الغرر 79:1

الراحة

'الراحة مع اليأس'. الإعجاز والإيجاز: 29

'راحة الإنسان في حفظ اللسان'. البيان والتبيين 65:3

الزمان

'لا ضمان على الزمان'. الغرر 379:6

'الزمان ذو ألوان، ومَن يصحب الزمان يرَ الهوان'. شرح ابن أبي الحديد 314:20

الزهد

'زهدك في راغبٍ فيك نقصان حظّ، ورغبتك في زاهدٍ فيك ذلّ نفس'. نهج البلاغة 256:2

'أعظم النّاس سعادة أكثرهم زهادة'. الغرر 418:2

السخاء

'السخاء قربة، واللؤم غربة'. دستور معالم الحكم: 15

'السخيّ شجاع القلب، والبخيل شجاع الوجه'. شرح ابن أبي الحديد 290:20

السر

'سرّك دمك، فلا تجرينّه إلا في أوداجك'. شرح ابن أبي الحديد 285:20

'ايّها الناس... ولا تهتكوا أستاركم عند مَن يَعلمُ أسرارَكم نهج البلاغة، الخطبة 203

السفر

'السفر ميزان الأخلاق'. شرح ابن أبي الحديد 294:20

'السفر قطعة من العذاب، والرفيق السوء قطعة من النّار'. شرح ابن أبي الحديد 338:20

السلامة

'السلامة مع الاستقامة'. دستور معالم الحكم: 16

'لا لباس أجمل من السلامة'. أسرار البلاغة: 345

'لا وقاية أمنع من السلامة'. الغرر 336:6

الشر

'فاعل الشرّ شرّ منه'. مجمع الأمثال 58:1

'الشرّ عنوان العطب'. الغرر 142:1

الشقاء

'أربعة من الشقاء: جار السوء، وولد السوء، والمرأة السوء، والمنزل الضيّق'.

شرح ابن أبي الحديد 276:20

'سبب الشقاء حبّ الدنيا'. الغرر 121:4

الشكر

'الشكر زينة الغني'. دستور معالم الحكم: 16

'استدم الشكر تدم عليك النعمة'. الغرر 177:2

المشاورة

'المشورة راحة لك، وتعب على غيرك'. شرح ابن أبي الحديد 354:20

'المشاورة تجلب لك صواب غيرك'. الغرر 390:1

الشيب

'الشيب إعذار الموت'. شرح ابن أبي الحديد 318:20

'وقار الشيب أحبّ إليَّ من نظارة الشباب'. الغرر 331:6

الصبر

'الصبر ينزل على قدر المصيبة'. الغرر 377:1

'الصبر صبران: صبر على ما تكره، وصبر عمّا تحبّ'. نهج البلاغة 161:2

الصدقة

'سوسوا إيمانكم بالصدقة'. منهاج البراعة 310:3

'الصدقة تستنزل الرحمة'. الغرر 152:2

 

الصديق

'الصديق مَن صدق غيبه'. دستور معالم الحكم: 15

'صديقك مَن نهاك، وعدوّك مَن أغراك'. شرح ابن أبي الحديد 302:20

'الصديق أقرب الأقارب'. الغرر 177:1

الصلف

'أدوء الداء الصلف'. الغرر 373:2

'ربّ صلف أدّى إلى تلف'. شرح ابن أبي الحديد 289:20

الصلاة

'الصلاة صابون الخطايا'. شرح ابن أبي الحديد 313:20

'الصلاة حصن من سطوات الشيطان'. الغرر 166:2

الصمت

'مَن طال صمته اجتلب من الهيبة ما ينفعه، ومن الوحشة ما لا يضرّه'.

شرح ابن أبي الحديد 308:20

'الصمت وقار، والهذر عار'. الغرر 31:1

الطمع

'لا تطمع في كلّ ما تسمع'. شرح ابن أبي الحديد 329:20

'الطامع في وثاق الذلّ'. الإعجاز والإيجاز: 30

الظلم

'العامل بالظلم، والمعين عليه، والراضي به شركاء ثلاثة'. تحف العقول: 151

'الظلم يطرد النِّعم'. الغرر 186:1

الاعتبار

'ما أكثر العبر، وأقلّ الاعتبار'. نهج البلاغة 222:2

'الاعتبار يثمر العصمة'. الغرر 221:1

العتاب

'كثرة العتاب تؤذن بالارتياب'. الغرر 593:4

'إذا عاتبت فاستبق'. الغرر 114:3

العجلة

'مَن ركب العجلة لم يأمن الكبوة'. شرح ابن أبي الحديد 211:20

'العجلة مذمومة في كلّ أمر إلا فيما يدفع الشرّ'. الغرر 89:2

العدل

'العدل أفضل من الشجاعة؛ لأنّ النّاس لو استعملوا العدل عموماً في جميعهم لاغتنوا عن الشجاعة'. شرح ابن أبي الحديد 333:20

'العدل مألوف، والجور عسوف'. الغرر 11:1

العدوان

'بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد'. شرح ابن أبي الحديد 340:20

'عادة الأشرار معاداة الأخيار'. الغرر 332:4

الاعتذار

'إيّاك وكثرة الاعتذار، فإنّ الكذب كثيراً ما يخالط المعاذير'. شرح ابن أبي الحديد 285:20

'ما أقبح العقوبة مع الاعتذار'. الغرر 68:6

المعروف

'المعروف أفضل الكنوز، وأحصن الحصون'. دستور معالم الحكم: 18

'المعروف كنز، فانظر عند مَن تودعه'. شرح ابن أبي الحديد 286:20

المعصية

'أفضل العبادة الإمساك عن المعصية، والوقوف عند الشبهة'. شرح ابن أبي الحديد 336:20

'إذا عصى الربّ مَن يعرفه سلّط عليه مَن لا يعرفه'. شرح ابن أبي الحديد 315:20

العافية

'العافية الملك الخفيّ'. شرح ابن أبي الحديد 287:20

'العافية أهنأ النعم'. الغرر 240:1

العقل

'لا غنى مثل العقل، ولا فقر أشدّ من الجهل'. تحف العقول: 138

'العقل رسول الحقّ'. الغرر 70:1

الغشّ

'مَن غشّ نفسه كان أغشّ لغيره'. الغرر 429:5

'إذا غشّك صديقك فاجعله مع عدوّك'. شرح ابن أبي الحديد 321:20

الغضب

'مَن لم يملك غضبه لم يكمل عقله'. دستور معالم الحكم: 28

'غضب العاقل في فعله، وغضب الجاهل في قوله'. شرح ابن أبي الحديد 285:20

غضّ الطرف

'ليس يزني فرجك إن غضضت طرفك'. شرح ابن أبي الحديد 423:20

'رأس الورع غضّ الطرف'. الغرر 50:4

الاستغفار

'الاستغفار يحتّ الذنوب حتّ الورق'. شرح ابن أبي الحديد 351:20

'الاستغفار دواء الذنوب'. الغرر 228:1

الغنى

'الغنى في الغربة وطن، والفقر في الوطن غربة'. نهج البلاغة 161:2

'الغنى والفقر بعد العرض على اللَّه'. نهج البلاغة 256:2

الغيبة

'الغيبة جهد العاجز'. نهج البلاغة 257:2

'الغيبة ربيع اللئام'. شرح ابن أبي الحديد 305:20

الفضل

'أحسن النّاس عيشاً مَن عاش النّاس من فضله'. الغرر 410:2

'أفضل على من شئت يكن أسيرك'. تحف العقول: 143

الفقر

'الفقر الموت الأكبر'. نهج البلاغة 190:2

'الفقر يُخرس الفطن عن حجّته'. دستور معالم الحكم: 20

الاقتصاد

'ما عال مَن اقتصد'. البيان والتبيين 74:4

'كلّ ما زاد على الاقتصاد إسراف'. الغرر 540:4

القصاص

'مَن خاف القصاص كفّ عن ظلم النّاس'. تحف العقول: 151

'القصاص حقّن للدماء'. الغرر 452:4

القلب

'قلب الأحمق وراء لسانه، ولسان العاقل وراء قلبه'. الإعجاز والإيجاز: 30

'القلب مصحف البصر'. نهج البلاغة 247:2

الكبر

'حصّن علمك من العُجب، ووقارك من الكبر'. شرح ابن أبي الحديد 318:20

'ليس لمتكبّر صديق'. الغرر 75:5

الكذب

'لا مروءة لكذوب'. الإعجاز والإيجاز: 29

'الكذّاب يخيف نفسه وهو آمن'. شرح ابن أبي الحديد 294:20

الكرم

'الكرم معدن الخير'. الغرر 152:1

'الكريم يلين إذا استعطف، واللئيم يقسو إذا الطف'. تحف العقول: 140

المكروه

'الوقوع في المكروه أسهل من توقّع المكروه'. شرح ابن أبي الحديد 331:20

'بالمكاره تنال الجنّة'. الغرر 202:3

الكسل

'مَن كسل لم يؤدِّ حقّاً'. شرح ابن أبي الحديد 272:20

'مَن دام كسله خاب أمله'. الغرر 187:5

اللجاج

'لا رأي للجوج'. الغرر 356:6

'اللجاجة تسلّ الرأي'. منهاج البراعة 330:3

الالحاح

'الإلحاح داعية الحرمان'. الغرر 106:1

'تجنّب الإلحاح يلزمك الصلاح'. الغرر 330:4

اللهو

'اللهو من ثمار الجهل'. الغرر 69:1

'اللهو قوت الحماقة'. الغرر 232:1

المروءة

'لا تتمّ مروءة الرجل حتّى يتفقّه في دينه، ويقتصد في معيشته، ويصبر على النائبة إذا نزلت به، ويستعذب مرارة إخوانه'. تحف العقول: 156

'أوّل المروءة طاعة اللَّه، وآخرها التنزّه عن الدنيا'. الغرر 437:2

الملق

'ليس من أخلاق المؤمن الملق ولا الحسد إلا في طلب العلم'. تحف العقول: 143

'إيّاك والملق، فإنّ الملق ليس من خلائق الإيمان'. الغرر 304:2

الموت

'لكلّ زمن قوت، وأنت قوت الموت'. دستور معالم الحكم: 14

'عجبت لمن نسي الموت وهو يرى الموتى!'. نهج البلاغة 178:2

المال

'المال مادّة الشهوات'. نهج البلاغة 161:2

'في المال ثلاث خصال مذمومة: إمّا أن يكتسب من غير حلّه، أو يمنع إنفاقه في حقّه، أو يستغل بإصلاحه عن عبادة اللَّه تعالى'. شرح ابن أبي الحديد 224:20

الندامة

'عند معاينة أهوال القيامة تكثر من المفرطين الندامة'. الغرر 325:4

'ثمرة التفريط الندامة'. منهاج البراعة 330:3

النميمة

'النمّام جِسْرُ الشرّ'. شرح ابن أبي الحديد 341:2

'أسوأ الصدق النميمة'. الغرر 388:2

الثقة

'مَن لم يثق لم يُوثق به'. شرح ابن أبي الحديد 311:20

'مَن وثق باللَّه صان يقينه'. الغرر 262:5

المودّة

'المودّة قرابة مستفادة'. دستور معالم الحكم: 15

'مودّة الآباء قرابة بين الأبناء'. نهج البلاغة 223:2

الوسط

'خير الاُمور أوساطها'. دستور معالم الحكم: 14

'عليكم بالنمط الأوسط'. التمثيل والمحاضرة: 30

التواضع

'التكبّر على المتكبّرين هو التواضع بعينه'. شرح ابن أبي الحديد 298:20

'التواضع نعمة لا يفطن لها الحاسد'. شرح ابن أبي الحديد 301:20

'التواضع يرشد إلى السلامة'. دستور معالم الحكم: 19

الموعظة

'أبلغ العظات الاعتبار بمصارع الأموات'. الغرر 423:2

'السعيد مَن وعظ بغيره، والشقيّ من اتّعظ به غيره'. شرح ابن أبي الحديد 289:20

التقى

'التُّقى رئيس الأخلاق'. نهج البلاغة 247:2

'الدنيا والآخرة في خصلتين: الغنى والتُّقى'. شرح ابن أبي الحديد 301:20

التواني

'التواني إضاعة'. دستور معالم الحكم: 14

'من سبب الحرمان التواني'. دستور معالم الحكم: 19

الهدية

'الهدية تفقأ عين الحكيم'. شرح ابن أبي الحديد 423:20

'الهدية تجلب المحبّة'. الغرر 89:1

الهداية

'مَن اهتدى نجا'. الغرر 152:5

'مَن علم اهتدى'. الغرر 153:5

الهوى

'الهوى شريك العمى'. دستور معالم الحكم: 15

'الهوى قرين مهلك'. الغرر 237:1

الهيبة

'مَن هاب خاب'. الغرر 147:5

'إذا هبت أمراً فقع فيه، فإنّ شدّة توقّيه أشدّ من الوقوع فيه'. الغرر 172:3

اليأس

في وصيّته عليه السلام لابنه الحسن عليه السلام: 'اليأس خيرٌ من طلب الناس، ما أقبح الخضوع عند الحاجة و الجفاء عند الغنى' نهج البلاغه: كتاب 31

'اليأس يريح النفس'. الغرر 167:1

اليمين

'دع اليمين للَّه إجلالاً، وللنّاس إجمالاً'. شرح ابن أبي الحديد 309:20

'للأحمق مع كلّ قول يمين'. الغرر 30:5

اليوم

'كلّ يوم يسوق إلى غده'. الغرر 533:4

'الأيّام توضّح السرائر الكامنة'. الغرر 345:1