ومن مكاتباته

أما بعد: من أدى الأمانة، ونزّه نفسه ودينه من الخيانة، وحفظ حق اللَّه في السر والعلانية، كان جديراً بأن يرفع اللَّه درجته في عليين، ويؤتيه ثواب المحسنين، ومن لم ينزّهها من ذلك، أحل بنفسه في الدنيا، وأوبقها في الأخرى، فخف اللَّه في سرّك وجهرك، ولا تغفل عن أمر معادك |فإنك من عشيرة صالحة ذات تقوى وعفة وأمانة، فكن عند صالح ظني بك والسلام|.
___________________________________
وهذا كتابه إلى النعمان بن عجلان الزرقي الأنصاري، أنظر: أنساب الأشراف: 159، نهج السعادة:

361 / 5، وما أثبتناه من المصادر.

|وقال عليه السلام|: 'واعلم أن خيانة المسلمين مما تبطل الأجر، وتوجب الوزر 'وابتغ في ما آتاك اللَّه الدار الآخرة'
___________________________________
سورة القصص: 77.
الآية، أتطمع وأنت تتقلب في النعيم بأجر المتصدقين، وتتكلم بكلام الأبرار وعملك عمل الفجّار، وحساب اللَّه أشدّ، فاذكر ربك في نفسك تضرعاً وخفية، ولا تكن من الغافلين'.
___________________________________
وهذا كتابه إلى يزيد بن قيس الأرحبي، أنظر: أنساب الأشراف: 160، نهج السعادة: 360 / 5، بتفاوت.

وكتب إليه معاوية كتاباً يتضمن مدحه لنفسه، فأجابه علي بفصاحة وبلاغة، لا يحتمله المختصر، وقال في ضمنه:

محمد النبي أخي وصنوي++

وحمزة سيد الشهداء عمي

وجعفر الذي يمسي ويضحى++

يطير مع الملائكة ابن أمي

وبنت محمد سكني وعرسي++

منوط لحمها بدمي ولحمي

وسبطا أحمد ولداي منها++

فأيكم له سهم كسهمي

سبقتكم إلى الإسلام طراً++

صبياً ما بلغت أوان حلمي

وأمّرني رسول اللَّه فيكم++

بلا ريب بيوم غدير خمّ

فويل ثم ويل ثم ويل لمن++

يلقى الإله غداً بظلمي

فأخفاه معاوية لئلا يفضلوه عليه.
___________________________________
ألف باء لابن الشيخ: 439 / 1، تاريخ دمشق: 521 / 42، شرح نهج البلاغة: 122 / 4، مطالب السؤول: 53 / 1، تاريخ أبي الفداء: 118 / 1، تذكرة الخواص: 102، الفصول المهمة: 32، معجم الأدباء: 48 / 14، الصواعق المحرقة: 204. والبيت السابع في بعض المصادر هكذا:

وأوجب لي ولايته عليكم++

رسول اللَّه يوم غدير خم

.

ومن كلام سيد الأصفياء وعلم الأتقياء علي الولي

'قيمة كل امرء ما يحسنه'.
___________________________________
شرح نهج البلاغة: 230 / 18 حكمة 78، تفسير القرطبي: 74 / 6، مناقب الخوارزمي: 385 / 368، جواهر المطالب: 142 / 2 ح 23.

'ومن أراد عزاً بلا عشيرة، وهيبة بلا سلطان، وغنى بلا مال، فليخرج من ذل معصيته إلى عز طاعته'.
___________________________________
شرح نهج البلاغة: 318 / 20 حكمة 654، عيون الحكم: 462، أنساب الأشراف: 113.

'يابن آدم ما كسبت فوق قوتك خلّفته لغيرك'.
___________________________________
شرح نهج البلاغة: 10 / 19 ح 188، أنساب الأشراف: 115، كنز العمال: 782 / 3 ح 8742.

'ألا وإنّ للقلوب شهوة، وإقبالاً وإدباراً، فأتوها إذا قهرتكم من قبل شهواتها فإنّ القلب إذا أكره عمي'.
___________________________________
أنساب الأشراف: 115، شرح نهج البلاغة: 11 / 19 ح 189.

ومرّ على مزبلة فقال: 'هذا مابخل به الباخلون، وتنافس فيه الغافلون'
___________________________________
أنساب الأشراف: 134، شرح نهج البلاغة: 13 / 19 ح 191.
ومدحه رجل فأفرط فقال: 'اللهم إني أعلم بنفسي، وأنت أعلم بي، فاغفر لي ما لا يعلمه الناس مني'.
___________________________________
أنساب الأشراف: 188.

وقال عليه السلام: 'أمرت بقتال الناكثين، والقاسطين، والمارقين'.
___________________________________
تاريخ دمشق: 468 / 42 و 469، المعجم الأوسط: 213 / 8، البداية والنهاية: 338 / 7، مناقب الخوارزمي: 194 / ح 233.

فقال أبو نعيم: الناكثون أهل الجمل، والقاسطون أصحاب صفين، والمارقون أصحاب النهر.
___________________________________
حلية الأولياء.

ومن قوله: 'لا راحة لحسود، ولا أخاً لملول، ولا محبة لسي ء الخلق'.
___________________________________
عيون الحكم: 531، الأنساب للسمعاني: 508 / 3، جواهر المطالب: 151 / 2.

و 'الموعظة إذا خرجت من القلب وقعت في القلب، وإذا خرجت من اللسان لم تتعد الأذان'.
___________________________________
شرح نهج البلاغة: 287 / 20 ح 279.

وقال النبي لعلي عليهما السلام: 'قل عند ختم القرآن: اللهم إني أسألك اخبات المخبتين، وإخلاص الموقنين، ومرافقة الأبرار، واستحقاق حقائق الإيمان، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، ووجوب رحمتك، وعزائم مغفرتك، والفوز بالجنة، والنجاة من النار يا كريم'.
___________________________________
الدر المنثور: 5 / 6، مناقب الخوارزمي: 76 / 86، شرح نهج البلاغة: 286 / 20 ح 275، لسان الميزان: 480 / 2 ح 1932.

وقال عليه السلام: 'واللَّه ما نزلت آية إلّا وأعلم فيما نزلت، وأين نزلت، وعلى من نزلت، إنّ ربي وهب لي لساناً طلقاً، وقلباً عقولاً'.
___________________________________
الطبقات الكبرى: 338 / 2، تاريخ دمشق: 398 / 42، شواهد التنزيل: 45 / 1 ح 38، نظم درر السمطين: 126.

وفي رواية: 'قلباً عقولاً، ولساناً سؤولاً'.
___________________________________
أنساب الأشراف: 99 / ح 27، شرح نهج البلاغة: 249 / 8، مناقب الخوارزمي: 81 / 90، كنز العمال: 128 / 13 ح 36404.

وله:

إذا لم يكن مر السنين مترجماً++

عن الفضل في الإنسان سمّيته طفلاً

ومن كلامه:

'الدنيا ظل إلى أجل معدود، والشرف بالأدب لا بالحسب، والجار قبل الدار، والإحسان يقطع اللسان، والأمانة أن لا تخالف سريرته علانيته، والحق أبلج، والباطل لجلج، والطريق منهج، والمرء منسوب إلى فعله، ومأخوذ بعمله، والبخيل مستعجل الفقر، والسامع للغيبة أحد المغتابين، واليأس أحد الراحتين، ومن الحزم العزم، ومن الكرم صلة الرحم والوفاء بالذمم، ومن طلب ما لا يعنيه فاته ما يعنيه، ومن أحبك نهاك ومن أبغضك أغراك، ومن استغنى بعقله زل، ومن تكبّر ذل، ومن رغب في المكارم عفّ عن المحارم، ومن أكثر هجر، ومن تفكر أبصر، ومن تعد الحق ضاق مذهبه، إياك والمجاهرة بالمهاجرة، ولا يسرك قول الصديق وإن خشن، ولا يسرك قول العدو وإن حسن، والفتى من جمع الفتوة إلى القنا وجافى عن المرؤة بترك المراء، والعاقل عارف بزمانه مالك للسانه مقبل على شأنه، والمزاح يورث الضغائن ويظهر الدفائن، ولا راحة لحسود، ولا مرؤة لكذوب، ولا ود لبخيل، ولا سؤدد لسي ء الخلق، من عرف نفسه فقد عرف ربه، من عذب لسانه كثر إخوانه، بالبر يُستعبد الحر'.
___________________________________
راجع: مناقب الخوارزمي: 395 / 275، عيون الحكم: 185 و 451، كشف المحجة: 173، شرح نهج البلاغة: 295 - 290 / 20، بحار الأنوار: 216 / 74.

وقال علي: 'سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول عن اليهود: لا تساووهم في المجلس، وإلجأهم إلى أضيق الطرق، وإن سبّوكم فاضربوهم، وإن ضربوكم فاقتلوهم'.
___________________________________
ميزان الاعتدال: 585 / 1، لسان الميزان: 343 / 2، كنز العمال: 26 / 7 ح 17795.
وقال: سمعته يقول: 'من السنّة تشييع الضيف إلى الباب'.
___________________________________
كنز العمال: 250 / 9 ح 25886، عن مكارم الأخلاق للخرائطي.

وقال مؤلف الكتاب: قال لي أمير المؤمنين علي عليه السلام في واقعة كنت فيها حرجاً: من صبر على بلاء اللَّه وشكر نعماه كان من أهل الجنة.