ذكر وفاته

قال علي عليه السلام: 'عهد النبي صلى الله عليه وآله أن لا أموت حتى أؤمّر، وتخضب هذه بهذه'.
___________________________________
مسند أحمد: 102 / 1، مسند أبي يعلى: 431 / 1 ح 569، تاريخ دمشق: 543 / 42، أخبار أصبهان: 212 / 2.
يعني بذلك كريمته.

وقال النبي صلى الله عليه وآله: 'أشقى الأولين عاقر الناقة، وأشقى الآخرين قاتلك يا علي'.
___________________________________
تاريخ دمشق: 550 / 42، شرح الأخبار: 444 / 2 ح 796، كنز العمال: 136 / 13 ح 36429.

وقال عبيد اللَّه بن أبي رافع: شهدت علياً عليه السلام وقد اجتمع الناس عليه حتى أدموا رجله.
___________________________________
الغارات: 459 / 2، مصنف بن أبي شيبة: 586 / 8، أنساب الأشراف: 488 / ح 521.

وقال ولده الإمام الحسن: 'أتيت أبي سحراً فسلمت عليه، فرد علي السلام وقال: إني بت أرقاً فرأيت - وقد ملكتني عيناي - حبيبي رسول اللَّه فشكوت إليه ما لقيت من أمته من الأود واللدد، فأمرني بالدعاء فقلت: اللهم أني قد كرهتهم وكرهوني فأرحني منهم وأرحهم مني. فاستجاب اللَّه دعاءه'.
___________________________________
تاريخ دمشق: 556 / 42، الطبقات الكبرى: 93 / 5، الإمامة والسياسة: 180 / 1، فيض القدير: 128 / 3.

وتفرق عبد الرحمن بن ملجم وشبيب، خلف سواري مسجد الكوفة، فلما نودي للصلاة خرج مسرعاً، فأصاب ابن ملجم جبهته ووصل إلى دماغه.

فقال: 'لا يفوتنكم'.

فوثبوا عليه من كل جانب، فلما مسكوه قال لهم: 'أكرموه، فإن عشت فأنا ولي دمي، إما أعفو وإما أقتص، وإن مت فألحقوه بي ولا تعتدوا، إن اللَّه لا يحب المعتدين'.

فقال: 'فزت ورب الكعبة، إن مع كل إنسان ملكين يحفظانه، فإذا جاء القدر خليا بينهما، وأن الأجل جنة حصينة'.
___________________________________
خصائص الأئمة: 114، شرح نهج البلاغة: 21 / 19 ح 197، تاريخ دمشق: 554 / 42، أنساب الأشراف: 500.

واستدعى بأولاده، ورغّبهم في الآخرة، وأرهبهم من الدنيا، وزهدهم فيها، وقرأ: 'لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم'
___________________________________
سورة الحديد: 23.
وأمرهم بتقوى اللَّه سراً وعلانية.

ثم قرأ: 'ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا اللَّه'
___________________________________
سورة النساء: 131.
وأشهدهم ومن حضر أنه قد أمر الحسن وعهد إليه ما كان عليه وقال: 'السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته'.

ولم يتكلم بعد ذلك بغير: لا إله إلّا اللَّه محمد رسول اللَّه، حتى قبضه اللَّه، ودفن في السحر صلوات اللَّه عليه، وقتل معه أبو فضاله.

ولسان حالي يقول: يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً.

وقيل: كان آخر كلامه: 'فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره'.
___________________________________
سورة الزلزلة: 8 - 7. أنظر: العدد القوية: 242 / ح 20، ونسبه للواقدي.

وأما شبيب، فوقع سيفه في الطاق فأفلت لذلك، وأرادوا بعبد الرحمن التنكيل بأنواع العذاب، فذكروا وصيته فاقتصوا.

ومكث الجمعة والسبت، وتوفى ليلة الأحد لإحدى عشر ليلة بقين، وقيل: خلت من رمضان سنة أربعين من الهجرة.

وقيل: قتل، وقيل: جرح لتسع عشر ليلة خلت من رمضان. وقيل: قتل لسبع عشر ليلة منه، ومات من ليلته. وقيل: في سابع عشرين منه،

وقيل: طعن لإحدى وعشرين ليلة خلت منه. وقيل: في الليلة التاسعة منه. وقيل: ليلة الثاني والعشرون منه. وقيل: قتل يوم الجمعة. وقيل: في ليلتها في إحدى وعشرين منه. وقيل: مات في يوم الأحد منه.
___________________________________
راجع: الطبقات الكبرى: 37 / 3، تاريخ دمشق: 12 / 42، المعجم الكبير: 95 / 1، صفوة الصفوة: 334 / 1، مروج الذهب: 349 / 2، مقتل أمير المؤمنين لابن أبي الدنيا: 41 / 60، تاريخ الطبري: 143 / 5.

ولبعضهم:

يذكرني ريب الزمان وفعله++

زمان علي في زمان معاوية

وصحب النبي صلى الله عليه وآله عشرين سنة وعاش بعده ثلاثين. ولما قتل كان مواصلاً لليلتين، والمواصلة على غير الأنبياء والأئمة محظورة، ولم يحج أيام خلافته |لانشغاله| بالحروب إلى حين وفاته، وكان يقول في أيام مرض موته:

أشدد حيازيمك للموت++

فإنّ الموت يأتيك

ولا تجزع من الموت++

إذا حلّ بواديك
___________________________________
هذه الأبيات تمثل بها الإمام عليه السلام وهي تنسب إلى عمرو بن معديكرب أنظر: شواهد التنزيل: 439 / 2 ح 1102، الطبقات الكبرى: 33 / 3، تاريخ دمشق: 545 / 42، مطالب السؤول: 203 / 1.

غسّله الحسن والحسين عليهما السلام وعبد اللَّه بن جعفر وابن الحنفية، وفيه خلاف.

وكفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص، وأنزلوه في قبره الحسن والحسين ومحمد بن علي وعبد اللَّه بن جعفر.
___________________________________
أنظر: الطبقات الكبرى: 37 / 3، تاريخ دمشق: 560 / 42، الإمامة والسياسة: 181 / 1، المعجم الكبير: 102 / 1.
وقيل: كان معهم عبد اللَّه بن العباس.

وكبّر عليه الحسن أربعاً، وقيل: تسعاً.
___________________________________
أنظر: الطبقات الكبرى: 38 / 3، تاريخ دمشق: 560 / 42، تاريخ الطبري: 148 / 5، معرفة الصحابة لأبي نعيم: 324 / 292 / 1، وقيل: إنه كبر خمساً، أنظر: الأخبار الطوال: 216، مقاتل الطالبيين: 41، تاريخ بغداد: 142 / 11، كفاية الطالب: 216.

واختلف في تربته؛ لأنّه مات في زمن الخوارج فعمّي لذلك.
___________________________________
الإمامة والسياسة: 181 / 1، أنساب الأشراف: 497 / ح 537.

فقيل: هو بالرحبة عند الجامع، وقيل: بقصر الإمارة، وقيل: دفن بالغري، وقيل: بالكناسة، وقيل: بالسدّة، وقيل: حمله الحسن ودفنه عند فاطمة.

والصحيح: أنه بالغري، في ظهر الكوفة بأرض النجف.
___________________________________
لمعرفة مصادر هذه الأقوال راجع: تاريخ بغداد: 137 / 1، مقتل أمير المؤمنين لابن أبي الدنيا: 68 / 79، شرح نهج البلاغة: 16 / 1 و 82 / 4، تهذيب التهذيب: 97 / 7، تذكرة الخواص: 179.

وممّا ندب به:

ألا أبلغ معاوية بن حرب++

فلا قرّت عيون الشامتينا

قتلتم خير من ركب المطايا++

وأكرمهم ومن ركب السفينا

وقد علمت قريش حيث كانت++

بأنك خيرها حسباً ودينا
___________________________________
تاريخ الطبري: 116 / 4، أنساب الأشراف: 508، المعجم الكبير: 103، مناقب آل أبي طالب: 98 / 3، والأبيات لأبي الأسود الدؤلي.

وعمره عليه السلام سبع، وقيل: ثمان وخمسون سنة، وقيل: ثلاث، وقيل: أربع، وقيل: ست وستون. والصحيح: خمس وستون سنة.
___________________________________
راجع: مقتل ابن أبي الدنيا: 47 / 63، تاريخ الطبري: 151 / 5، تاريخ دمشق: 550 / 42، تاريخ ابن الخشاب: 167، صفة الصفوة: 334 / 1.

ذكر أولاده

فمن فاطمة عليها السلام الحسن والحسين ومحسن درج صغيراً لرفسة، وقيل: لردّ باب على صدرها، وذلك مشهور، وبعض الناس ينكر وقوعه.
___________________________________
اختلفت المصادر بين مؤيد ومعارض ومحايد، أنظر: وفيات الأعيان: 17 / 6، الإمامة والسياسة: 13 - 12 / 1، شرح نهج البلاغة: 50 / 2 و 56 و 47 / 6، أعلام النساء: 115 - 114 / 4، المجدي: 12، إثبات الوصية للمسعودي: 124، أنساب الأشراف: 268 / 2 "دار الفكر"، العقد الفريد: 12 / 5، المختصر في أخبار البشر: 64 / 2، مقاتل الطالبيين: 315، سير أعلام النبلاء: 578 / 15، ميزان الاعتدال: 139 / 1 ترجمة 552، لسان الميزان: 168 / 1 ترجمة 824، الفرق بين الفرق: 148، الخطط للمقريزي: 346 / 2.

وزينب الصغرى تزوجها عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب. وأم كلثوم الكبرى تزوجها عمر بن الخطاب وأصدقها أربعين ألفاً، وقيل: مائة ألف.

فهؤلاء الخمسة منها.

وولد له من خولة الحنفية محمد الأكبر المعروف بابن الحنفية.

ومحمد الأصغر، وأم الحسن، ورملة، من بني الثقفية.

وعبد اللَّه، والعباس، وجعفر، وعثمان، أمهم أم البنين بنت خالد الكلابية. والعباس الأصغر، وعمرو، ورقية، أمهم أم حبيب التغلبية من بني خالد بن الوليد. وولد له من أمهات أخر أبو بكره وعبيد اللَّه بن النهشلية.

ويحيى بن أسماء بنت عميس الخثعمية، وأمامة، وفاطمة، وخديجة، وميمونة، وأم سلمة، وجمانة، وأمة اللَّه، وأم الكرام، ورقية الصغرى، وزينب الصغرى، وفاختة هي أم هاني، وأم كلثوم هي نفيسة.

وزاد في الذكور شيخ الشرف:
___________________________________
أبو الحسن محمد بن محمد بن علي بن الحسن العبيدلي العلوي الحسيني.
عبد الرحمن، عمر الأصغر، وعثمان الأصغر، وعون، وجعفر الأصغر.

ويجب أن يكون له رقية الكبرى، وزينب الكبرى، بنتا فاطمة.

والجملة خمسة وثلاثون نفساً: ثمانية عشر رجلاً، وسبع عشر امرأة.

ولم يحتسبوا بالمحسن فإنّه ولد ميتاً.
___________________________________
المجدي: 12.

وهذه أصح الروايات في أولاده عليهم السلام فالمعقب منهم: الحسن، والحسين، ومحمد بن الحنفية، والعباس، وعمر. ودرج منهم في حياته ستة نفر، وورثه منهم ثلاثة عشر، وقتل منهم في الطف ستة.

وقيل: كان أولاده أربعة عشر ذكراً وخمسة عشر أنثى. وقيل: أربعة عشر ذكراً وخمسة عشر أنثى. وقيل: جملتهم اثنى عشر ولداً. وقيل: عشرون ذكراً وتسعة عشر أنثى فذلك تسعة وثلاثون. وقيل: سبعة وعشرون. وقيل: ثمانية عشر
___________________________________
راجع: المعارف لابن قتيبة: 122، تاريخ الطبري: 154 - 153 / 5، الطبقات الكبرى: 20 / 2، معرفة الصحابة لأبي نعيم: 311 - 309 / 1، صفة الصفوة: 309 / 1، تاريخ ابن الخشاب: 172، مناقب آل أبي طالب: 351 / 3، مطالب السؤول: 262 - 261 / 1.
وعلى الأول أُعوّل.

وتوفى عن أربع زوجات، وهن: أمامة بنت |أبي| العاص، وليلى التميمية، وأسماء بنت عميس، وأم البنين الكلابية.
___________________________________
تاريخ ابن الخشاب: 172، مناقب آل أبي طالب: 351 / 3، مطالب السؤول: 262 / 1.
قال المصنف: رأيت سحراً في الواقعة قائلاً يقول لي: تريد أن تعلم سر الوجود بعد النبي عليه السلام. فقلت: نعم. فقال: هو الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.