في ولادته ووفاته

مولده بالمدينة يوم الإثنين سابع ربيع الأول، أيام عبد الملك في سنة ثمانين.
___________________________________
التاريخ الكبير: 199 / 2 ح 2183، تاريخ ابن الخشاب: 185، مطالب السؤول: 110 / 2.

وقيل: ثلاث وثمانين.
___________________________________
الأئمة الاثنا عشر: 85.

وقيل: سنة ست وثمانين وهو الأصح.
___________________________________
مناقب آل أبي طالب: 399 / 3.

أمه: أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر.
___________________________________
تاريخ ابن الخشاب: 186، المنتظم: 110 8، مرآة الجنان: 304 / 1، مطالب السؤول: 110 / 2، الوافي بالوفيات: 127 / 11.

وكان مقامه مع جده علي بن الحسين عليهما السلام اثني عشر سنة ويومان.

وقيل: خمسة عشر سنة، ومقامه مع أبيه بعد مضي جده أربع عشر سنة. وتوفى أبو جعفر ولأبي عبد اللَّه أربع وثلاثين سنة.

في كلامه

وأوصى لولده موسى فقال: 'يا بني: من قنع بما قسم له استغنى، ومن نظر إلى ما في أيدي الناس مات فقيراً، ومن لم يرض بما قسم اللَّه إتهمه في قضاه، ومن استصغر زلة نفسه استعظم زلة الناس، ومن كشف حجاب غيره انكشفت عورات بيته، ومن سلّ سيف البغي قتل به، ومن حضر لأخيه بئراً سقط فيها، ومن داخل السفهاء حقّر، ومن خالط العلماء وقّر، ومن دخل مداخل السوء أتهم.

يا بني: عليك بكتاب اللَّه وسيرة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واصبر على المصائب، وإياك والنميمة والغيبة والتعرض لعيوب الناس، وإذا أردت الجود فعليك بمعادنه، فإنّ للمعادن أصولاً وفروعاً فيه الثمر، ولا زاد أفضل من التقوى، ولا شي ء أحسن من الصمت، ولا عذر أضرّ من الجهل، ولا دواء أدوى من الكذب، وإذا جاءك من تحب فأكثر الحمد، وإذا رأيت من تكره فقل: لا حول ولا قوة إلّا باللَّه العلي العظيم، وإن أبطأ عنك الرزق فاستغفر اللَّه'.
___________________________________
حلية الأولياء: 195 / 3، صفة الصفوة: 170 / 2، مطالب السؤول: 113 / 2، سير أعلام النبلاء: 263 / 6.
'وقليل أربعة كثير: النار، والعداوة، والفقر، والمرض'.
___________________________________
نثر الدر: 351 / 1، نور الأبصار: 163، الاتحاف: 196.

'ومن عود إنساناً عادة وقطعها، قطع اللَّه عنه المال'.

ومن دعائه: 'اللهم اعزني بطاعتك، ولا تذلني بمعصيتك، وارزقني مواساة من قتّرت عليه رزقك، بما أوسعت علي من فضلك'

فقال العلماء: هذا دعاء الأشراف.
___________________________________
تهذيب الكمال: 91 / 5.

وشكى إليه بعض إخوانه فقال:

فلا تجزع وإن أعسرت يوماً++

فقد أيسرت في زمن طويل

ولا تيأس فإنّ اليأس كفر++

لعل اللَّه يغني عن قليل

ولا تظنن بربك ظن سوء++

فإن اللَّه أولى بالجميل
___________________________________
وقد اختلفت قائلها، أنظر: شرح نهج البلاغة: 159 / 3، البداية والنهاية: 11 / 8.

فخرج وهو أعلا الناس قدراً وأوسعهم صدراً.

ومن إسناده، قال عليه السلام: 'جعل المرارة في الأذنين حجاباً عن وصول الذباب إلى الدماغ؛ لأنها إذا ذاقته رجعت، وجعل الحرارة في المنخرين لاستنشاق الريح؛ ولولا ذلك لنتن الدماغ، وجعل العذوبة في الشفتين؛ ولولا ذلك لم يميز المطعوم بعضها عن بعض'.
___________________________________
علل الشرائع: 86 / 1، مناقب آل أبي طالب: 376 / 3.

وسأل أبو حنيفة عن كلمة أولها كفر وآخرها إيمان. فلم يتكلم.

فقال له: 'لا إله كفر وإلّا اللَّه إيمان'. ثم قال له: 'أيما أعظم القتل أو الزنا؟' |قال: القتل|.

فقال: 'الشهادة في القتل عدلان، وفي الزنا أربعة'.

ثم قال: 'أيما أنجس البول أو المني؟'

فقال: بل البول.

فقال: 'فما باله نجزي منه قليل الماء، وقليله لا يجزي في المني؟'

ثم قال: 'أيما أرجح الصلاة أو الصوم؟'

فقال: الصلاة.

فقال: 'ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟'.

فسكت ولم يتكلم.

فقال له: 'إن دين اللَّه لا يدخله القياس، وأول من قاس إبليس فهلك بقول اللَّه تعالى: 'أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين'
___________________________________
سورة الأعراف: 12.
وكيف يسجد الأعلى للأدنى'.
___________________________________
المجدي: 94.

وقال المنصور للحكماء: ما الحكمة في خلق الذباب؟ فقال كل منهم ما حضره، وهو لذلك منكر.

فسأل جعفراً فقال: 'ليذل به الجبابرة، ثم قرأ: 'وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب'.
___________________________________
سورة الحج: 73.

___________________________________
تهذيب الكمال: 93 / 5، سير أعلام النبلاء: 64 / 6.
فاستحسن المنصور قوله عليه السلام.

إن علياً وجعفراً ثقتي++

عند ملم الزمان والنوب
___________________________________
شرح نهج البلاغة: 76 / 14، والبيت لأبي طالب عليه السلام.

وأراد |المنصور| قتله مرة بعد مرة، فأمر بإحضاره، فلما دخل عليه أحسن إليه فأكرمه وبجّله. فقال له بعض أصحابه: رأيتك تحرك شفتيك عند الدخول فباللَّه عليك ماذا دعوت؟

فقال: 'قلت: اللهم احرسني بعينك التي لا تنام، واكنفني بركنك الذي لا يرام، واحفظني بقدرتك علي، لئلا أهلك وأنت ذخري ورجائي، وعليك اعتمادي، فنعمك قلّ لها شكري، وفضلك وكرمك لا يفي به ذكري، وكم من بلاء رددته عن ضعفي وفقري، يا من رآني على المخالفة فلم يفضحني، ياذا النعماء التي لا تحصى عدداً، وياذا المعروف الذي لا ينقطع أبداً أعني على ديني بدنياي وعلى أخراي بتقواي، يامن لا تضره الذنوب ولا تنفعه الطاعة، هبني ما لا ينفعك، واعطني ما لا يضرك، إنّك على كل شي ء قدير'.
___________________________________
تاريخ دمشق: 87 / 18.