في بيعته وتزويجه

وقال الطبري في تأريخه: إن المأمون جعله ولي عهده، وكان أسود اللون، وكتب اسمه على الدرهم؛ لأنه نظر في بني العباس وبني علي، فلم يجد أعلم وأورع وأكمل منه.

وللَّه القائل:

ستة أباهم وماهم هم++

خير من يشرب ما الغمام

وأمره بترك لبس السواد وأن يلبس الخضرة، وذلك في يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من رمضان من سنة إحدى ومائتين.

وأذن له في أن يأمر من شاء ويتصرّف كيف شاء، ووافقوا في لبسه العوام والخواص، حتى في القلانس والأعلام؛ وذلك لسرّ.

وزوّجه المأمون ابنته، وعقد بنفسه بينهما العقد، فقال:

الحمد للَّه الذي تصاغرت الأمور بمشيئته، ولا إله إلّا اللَّه إقراراً بربوبيته، والصلاة والسلام على محمد وآله وعترته.

أما بعد: فإن اللَّه تعالى جعل النكاح سبباً للتناسب، وسبيلاً للتعاقب، ألا وانّي قد زوجت ابنتي زينب من علي الرضا، وأمهرها أربعمائة درهم.
___________________________________
والثابت أن المأمون زوج ابنته لمحمد بن علي الجواد لا أبيه، أنظر: تاريخ الطبري: 150 / 7 "باختصار"، سر السلسلة العلوية: 38، المجدي: 128.
وذلك في سنة اثنين ومائتين.

في كلامه

ومن كلامه عليه السلام: 'من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر، ومن خاف أمن، ومن اعتبر أبصر، ومن أبصر فهم، ومن فهم علم، وصديق الجاهل في تعب، وأفضل المال ما وقى به العرض، وأكمل العقل معرفة النفس،
___________________________________
في المصادر: وأكمل العقل معرفة الإنسان نفسه.
والمؤمن إذا غضب لم يخرجه غضبه عن حق، وإذا رضى لم يدخله رضاه في باطل، وإذا قدر اقتصر على بعض حقه'.
___________________________________
العدد القوية: 292 / ح 18، ونسب إلى الإمام علي في شرح نهج البلاغة: 28 / 19.

'والعاقل لا يغتر بكرامة الأمير إذا غشه الوزير'.
___________________________________
ذيل تاريخ بغداد: 136 / 4.

ومن اسناده: قال النبي صلى الله عليه وسلم: 'الإيمان إقرار باللسان، وعمل بالأركان، ويقين بالقلب'.
___________________________________
تاريخ دمشق: 183 / 43، سنن ابن ماجة: 26 / 1 ح 65، المعجم الأوسط: 226 / 6، تاريخ بغداد: 393 / 9.

وقال: 'الغوغاء قتلة الأنبياء، والعامة اسم مشتق من العمى'.
___________________________________
ذيل تاريخ بغداد: 141 / 4.

وقال له المأمون: اسمعني في السكوت عن الجاهل.

فقال:

إني ليهجرني الصديق تجنباً++

فأريه أن لهجره أسبابا

وأراه أن عاتبته أغربته++

فأرى له ترك العتاب عتابا

وإذا ابتليت بجاهل متحامل++

يجد المحال من الأمور صوابا

أوليته مني السكوت وربما++

كان السكوت عن الجواب جوابا
___________________________________
تاريخ دمشق: 388 / 32، عيون أخبار الرضا: 187 / 1 ح 1.

وذكر رجل في مجلسه بأمر فقال:

اعذر أخاك على ذنوبه++

واستر وغط على عيوبه

واصبر على بهت السفيه++

وللزمان على خطوبه

ودع الجواب تفضّلا++

وكل الظلوم إلى حسيبه
___________________________________
ذيل تاريخ بغداد: 137 / 4.

ومن جوابه إلى المأمون: 'ما جعل اللَّه لإمام المسلمين، وخليفة رب العالمين، القائم بأمور الدنيا والدين، أن يولّي ثغراً من ثغور المؤمنين من كان من أهل ذلك الثغر؛ لأن النفس الأمارة تحنّ إلى أوطانها، وتألف سكانها، واللَّه الموفق وبه أستوثق'.
___________________________________
ذيل تاريخ بغداد: 136 / 4.
فأمر بنيه بحفظها، والعمل بها.

واستحسن أبو نؤاس شمائله وفضائله، فقال:

واللَّه لما برا خلقاً وأتقنه++

صفاكم واصطفاكم أيها البشر

من لم يكن علوياً حين تنسبه++

فما له في قديم الدهر مفتخر

فأنتم الملأ الأعلى وعندكم++

علم الكتاب وما جاءت به السور
___________________________________
وفيات الأعيان: 457 / 1، نظم درر السمطين: 20، الفصول المهمة: 248.