في نسبه الشريف و كرامات الولادة و اسم زوجته و نسبها

وقال ابن عباس وغيره: محمد رسول اللَّه بن عبد اللَّه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وإلى ها هنا نسب النبي صلى الله عليه وآله نفسه.
___________________________________
السيرة النبوية لابن هشام: 2 / 1، الطبقات الكبرى: 55 / 1، تاريخ الطبري: 271 / 2، جوامع السيرة النبوية لابن حزم: 4، دلائل النبوة للبيهقي: 179 / 1، مروج الذهب: 5 / 3، الاستيعاب: 13 / 1.

وأجمع النسابون أن عدنان بن أد بن أدد بن اليسع بن الهيسع بن سلامان بن نبت بن حمل بن قيدار.
___________________________________
تاريخ الطبري: 29 / 2، تاريخ دمشق: 60 / 3، المجدي: 6، سبل الهدى: 239 / 1.
وقيل: قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم بن تارخ.
___________________________________
تاريخ الطبري: 162 / 1، تاريخ دمشق: 62 / 3، التنبيه والاشراف: 70، المجدي: 6.

وهو في التوراة ابن ناحور بن ساروغ بن أرغوا بن فالغ بن عابر بن هوهود بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح وهو آدم الثاني بن لمك بن متسوشلخ بن أخنوخ وهو ادريس بن البارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السلام
___________________________________
تاريخ الطبري: 31 / 2، مروج الذهب:5 / 3.

نسب كأن عليه من شمس الضحى++

نوراً ومن فلق الصباح عموداً
___________________________________
تاريخ ابن خلدون: 423 / 7، مطالب السؤول: 6 / 2.

وبلغت ببركة كتابي هذا غاية المرام؛ وذلك أني رأيت في واقعتي بعض الأيام أن قل لإبراهيم: إن قدرت أن تزورنا في البيت العتيق الذي بنيته فافعل.

فقلت: وأنا أيضاً أزوركم.

فلما أديت الرسالة سمعته عليه السلام يقول: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.

فقلت: كذلك، وهي تلبية رسول اللَّه صلى الله عليه وآله.

وكان ابتدأت تأليفه غرة ذي القعدة الواقعة في سابعه.

وقال ابن عباس: ليس في العرب قبيلة غير بني تغلب مضرية وربيعية ويمانية إلّا وقد ولدت النبي عليه السلام؛
___________________________________
أنظر: تفسير القرطبي: 3018، الدر المنثور: 294 / 3، فتح القدير: 419 / 2، تاريخ دمشق: 95 / 3.
لقوله تعالى: 'لقد جاءكم رسول من أنفسكم'.
___________________________________
سورة التوبة: 128.

وكان قصي يسمى مجمِّعاً، وزيد هو قصي.

قصي أبوكم كان يدعى مجمِّعاً++

به جمع اللَّه القبائل من فهر

وأنتم بنو زيد وزيد أبوكم به++

زيدت البطحاء فخراً على فخر
___________________________________
هذه الأبيات للشاعر حذافة بن غانم بن عامر القريشي العدوي، أنظر: العقد الفريد: 313 - 312 / 3، تاريخ الطبري: 179 / 2، الكامل في التاريخ: 6 / 2.

وماتت أمه وله ست سنين، وهو اختيار العلماء.
___________________________________
أنظر: السيرة النبوية لابن هشام: 168، البداية والنهاية: 259 / 2.

وقيل: سنتان. واسمها: آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، ويلتحق النسب بالنبي عليه السلام.

ومات أبوه وهو حمل على المنصوص وله خمس وعشرون سنة.
___________________________________
البداية والنهاية: 323 / 2، تاريخ اليعقوبي: 10 / 2.

ومات عبد المطلب وللنبي عليه الصلاة والسلام ثمان سنين،
___________________________________
الطبقات الكبرى: 119 / 1، دلائل النبوة للأصبهاني: 103 / 209 / 1، تاريخ اليعقوبي: 13 / 2، مروج الذهب: 14 / 3 ح 1460، صفة الصفوة: 65 / 1، البداية والنهاية: 262 / 2.
ودفن في الجحون.
___________________________________
الجحون: جبل بأعلى مكة، عنده مدافن أهلها. معجم البلدان: 3528 و 260 / 2.

وأرى البلى ببلى الجديد++

وكل شي ء للبلاء

وأرى الفدا لا يستطاع++

فمن لنفسك بالفداء

قيل لأمّه في المنام: أنت حامل بسيد الأمة، وأنه سيلتقي عند ولادته الأرض بيده اليسرى، ثم ينضرك متبسماً، فقولي: أعيذك بالواحد من شر كل حاسد، فإنك عبد الملك الواحد، وسميه محمداً.
___________________________________
السيرة النبوية لابن هشام: 158 / 1، تاريخ الطبري: 573 / 1.

فلما وضعته كان كذلك، فجعلته تحت برمة فانفلقت عنه وقد شق بصره إلى السماء، وسمعت في الهواء: انقشعت الظلماء، وسطع الضياء، وبعث خاتم الأنبياء، وطهر الإسلام، ووصلت الأرحام، وكسرت الأصنام، وحج البيت الحرام، "فمن أجاب"
___________________________________
أثبتناه من هامش المخطوط.
فله الجنة، ومن عصى فله النار.

وقال العباس: ولد مختوناً، مسروراً، نظيفاً، في ظهره خاتم النبوة، أصابعه في آذانه كالمؤذن، وجميع الكواكب في شرفها ناظرة إليه بأمر ربها.

وكان طالعه صلوات اللَّه عليه: الميزان.

وأدخله جده عبد المطلب الكعبة، وشكر اللَّه وأثنا عليه، ورفعه إليه، ومما قال:

الحمد للَّه الذي أعطاني++

هذا الغلام الطيب الأردان
___________________________________
الطبقات الكبرى: 103 / 1، تاريخ دمشق: 83 / 3، البداية والنهاية: 324 / 2، السيرة النبوية لابن كثير: 208 / 1.

وذكرت أمه خفة حمله وسهولة ولادته. وكانت أم أيمن تحضنه والسعدية ترضعه، ولما توفت أمه ضمه جده وحنّ عليه. ومن شرفه أن تساقطت النجوم عند ولادته، ورجمت الشياطين عن ميقات رسالته، وتفجر الماء من بين اصبعيه، وحنّ الجذع اليابس عليه، فلم يسكن حتى ضمه إليه، وكان يسلم الحجر عليه والمدر والنبات والشجر، وكلمه الضب والظبية بالشهادتين.

وكان يحب صلوات اللَّه عليه صوم الإثنين، فقيل له في ذلك.

فقال: 'فيه ولدت، وفيه جاءني الوحي، وفيه هاجرت، وفيه رفعت الحجر الأسود، وفيه بعثت، وفيه دخلت المدينة، وفيه أقبض'.
___________________________________
تاريخ الطبري: 43 / 2، البداية والنهاية: 319 / 2 و 10 / 3.

واسمه عليه السلام في التوراة: محمد بن عبد اللَّه عبدي المختار.
___________________________________
دلائل النبوة للأصفهاني: 150، الطبقات الكبرى: 360 / 1، تاريخ دمشق: 186 / 1، تاريخ المدينة لابن شبة: 635 / 2.

مولده: بمكة، وهجرته إلى المدينة، وعمره عند الهجرة ثلاثة وخمسون سنة، وكان ذلك في يوم الإثنين من شهر ربيع الأول.
___________________________________
التنبيه والاشراف: 200، عيون الأثر: 40 / 1، المحبر: 11.

وكان خروجه من مكة يوم الخميس السابع والعشرون من ماه فروردين، ولما رجع من حراء بعد الحنث - أي التعبد - ورؤية الملك، وشق الصدر وغسله، والقراءة، قال لخديجة: 'زملوني، دثروني'.
___________________________________
تفسير القرطبي: 32 / 19، فتح القدير: 315 / 5.
فسمي بهما، فبشرته أن اللَّه لا يخزيك أبداً، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق.

وهي: خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة. وأمها: فاطمة بنت زائدة بن الأصم بن رواحة بن حجر بن معيص بن غانم.
___________________________________
وهذا هو المشهور، أنظر: السيرة النبوية لابن هشام: 89 / 1، تاريخ الطبري: 411 / 2.

وتزوجها النبي صلى الله عليه وآله قبل نسائه وهو ابن خمس وعشرين،
___________________________________
السيرة النبوية لابن هشام: 187 / 1، تاج المواليد: 81.
وماتت بمكة قبل الهجرة بثلاث سنين.
___________________________________
السيرة النبوية لابن إسحاق: 416 / 2، أسد الغابة: 85 / 7، الذرية الطاهرة: 37.

وقيل: بأربعة. وقيل: بخمسة. وقيل: توفت في سنة عشرة من المبعث، قبل موت أبي طالب بشهر وخمسة أيام، أول ذي القعدة.

فنزل النبي صلى الله عليه وآله قبرها، ولم تكن افترضت بعد صلاة الجنائز، وغسلتها أم أيمن وأم الفضل، ودفنت بالجحون.
___________________________________
تفسير القرطبي: 164 / 14، البداية والنهاية: 156 / 3، الأصابة: 605 / 7.

فاجتمع لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله حزنان بموتها وبموت أبي طالب.
___________________________________
وللَّه در البوصيري: إذ صور هذا المعنى فأعاد قائلاً:

وقضى عمه أبو طالب وال++

دهر فيه السراء والضراء

ثم ماتت خديجة ذلك العام++

ونالت من أحمد المناء

.

فأمر علياً عليه السلام بغسله ومواراته.

وقال: غفر اللَّه له ورحمه، واستغفر له أياماً، ولم يخرج من بيته عليه السلام حزناً عليه.
___________________________________
الطبقات الكبرى: 123 / 1، تاريخ دمشق: 336 / 66، الدر المنثور: 283 / 3، فتح القدير: 411 / 2.

وكان قد بُشر بنبوته أعيان ذلك الزمان من كل ملة، ومنهم: قيس بن ساعدة الأيادي، ومالك بن ذي يزن من الحبشة، وسرجيس الرومي، وبحيرا الراهب، وسطيح الكاهن، وورقة بن نوفل.

وقال له ورقة: أنت واللَّه صاحب الناموس الذي أنزل على موسى وعيسى، يا ليتني أدركت دعوتك لأومن برسالتك.
___________________________________
تاريخ الطبري: 47 / 2 و 49، البداية والنهاية: 6 / 3.

في معراجه و هجرته و نزول الوحي عليه

وأجمع العلماء: أن معراجه كان من مكة قبل الهجرة.

واختلفوا في المدة على أربعة أقوال: أحدها: سنة، قاله ابن العباس.

والثاني: ستة أشهر، قاله السدي.

والثالث: ثمانية عشر شهراً، قاله الواقدي.

والرابع: ثمانية أشهر.

والهجرة: يوم الإثنين ثاني عشر ربيع الأول، وعند ارتفاع الضحى قدم المدينة؛ فعلى هذا يكون معراجه في ربيع الأول.

وعلى القول الثاني: في شهر رمضان.

والقول الثالث والرابع: ليلة سابع عشرين من رجب. وهو المشهور المذكور. وانتهى به من بين زمزم والمقام، وهو ابن إحدى وخمسين سنة وتسعة أشهر وثمانية وعشرين يوماً.

ونزل عليه الوحي: وهو ابن أربعين سنة، لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان.

فأقام بمكة ثلاثة عشر سنة، وبالمدينة عشرة.