في فضل علي في السنة

|125| قال النبي صلى اللَّه عليه أناء الليل وأطراف النهار، وعلى آله المصطفين الأخيار: 'لا يحل لمسلم يرى مجردي أو عورتي إلّا علي'.
___________________________________
مناقب ابن المغازلي: 93 / ح 137، كنوز الحقائق للمناوي: 193.

وفي |معنى| الحديث فيها روايات كثيرة أضربت بما ذكرت.

|126| وقال صلى الله عليه وسلم: 'إن علياً كان على طاعتك وطاعة رسولك، فأردد عليه الشمس'.

قالت أسماء: رأيتها غربت ثم رأيتها طلعت، وكان يوحى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ورأسه في حجر علي عليه السلام.
___________________________________
تاريخ دمشق: 314 / 42، تفسير القرطبي: 197 / 15، مناقب الخوارزمي: 306 / ح 301، البداية والنهاية: 86 / 6.

|127| وفي رواية: فلما صلى غابت الشمس، فإذا النجوم مشتبكة.

|128|
___________________________________
مناقب ابن المغازلي: 98 / ح 141. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: 'يا علي إن اللَّه تعالى قد زيّنك بزينة لم يزين بها أحداً، زهّدك في الدنيا ورغّبك في الآخرة'.
___________________________________
حلية الأولياء: 71 / 1، شواهد التنزيل: 517 / 1 ح 549، تاريخ دمشق: 282 / 42، شرح نهج البلاغة: 166 / 9.

|129| وقال صلى الله عليه وسلم: 'مثل علي في هذه الأمة كمثل الكعبة المستورة - أو المشهورة - النظر إليها عبادة، والحج إليها فريضة'.
___________________________________
تاريخ دمشق: 356 / 42، مناقب ابن المغازلي: 107 / ح 149.

|130| وقال صلى الله عليه وسلم: 'خيركم خيركم لأهلي من بعدي'.
___________________________________
مسند أبي يعلى: 330 / 10 ح 5954، تاريخ بغداد: 286 / 7، المستدرك: 311 / 3، أخبار أصبهان: 294 / 2.

|131| وقال صلى الله عليه وسلم: 'إذا كان يوم القيامة أمر اللَّه تعالى جبريل أن يجلس على باب الجنة، فلا يدخلها إلّا من معه براءة من علي بن أبي طالب'.
___________________________________
مناقب ابن المغازلي: 131 / ح 172، مناقب الخوارزمي: 320 / ح 324، فرائد السمطين: 295 / 1 ح 230، ذخائر العقبى: 71.

|132| وقيل له: يا رسول اللَّه من صاحب لواءك في الآخرة؟

فقال: 'صاحب لوائي في الدنيا علي بن أبي طالب'.
___________________________________
تاريخ دمشق: 75 / 42، مناقب ابن المغازلي: 200 / ح 237.

|133| وقال صلى الله عليه وسلم: 'من أحب أن يستمسك بالقضيب الأحمر، الذي غرسه اللَّه تعالى بيده في جنة عدن، فليتمسك بحب علي بن أبي طالب'.
___________________________________
حلية الأولياء: 86 / 1، تاريخ دمشق: 243 / 42، المستدرك: 128 / 3، مناقب الخوارزمي: 76 / ح 58.

|134| وقال صلى الله عليه وسلم: 'أوشك أن أدعى فأجيب، وأني تارك فيكم الثقلين، كتاب اللَّه تعالى وعترتي أهل بيتي، فانظروا ماذا تخلفوني فيهم'.
___________________________________
الطبقات الكبرى: 194 / 2، مصنف ابن أبي شيبة: 506 / 10 ح 10130، مسند أحمد: 14 / 3 و 26 و 59، سنن الدارمي: 310 / 2 ح2319، خصائص علي للنسائي: 96 / ح 79.

|135 |- وقال صلى الله عليه وسلم: 'من اصطنع المعروف مع أحد من أهل بيتي يداً كافئته يوم القيامة'.
___________________________________
تاريخ دمشق: 303 / 45، الجامع الصغير: 619 / 2 ح 8821، المجدي: 293، نظم درر السمطين: 236.

|136| وقال صلى الله عليه وسلم: 'عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب'.

|137|
___________________________________
تاريخ بغداد: 177 / 5، تاريخ دمشق: 230 / 5، مناقب ابن المغازلي: 243 / ح 290، الجامع الصغير: 182 / 2 ح 5633. وقال ابن عباس: إن النبي صلى الله عليه وسلم سدّ أبواب المسجد غير باب علي.
___________________________________
مسند أحمد: 331 - 330 / 1، تاريخ دمشق: 99 / 42، حلية الأولياء: 153 / 4، مناقب ابن المغازلي: 258 / ح 307 و 308.

|138| وفي رواية قال العباس رضى الله عنه: يا رسول اللَّه سددت أبوابنا وتركت باب علي.
___________________________________
تاريخ دمشق: 137 / 42، كتاب السنة لابن أبي عاصم: 595 / ح 1384، مناقب ابن المغازلي: 258 / ح 306.

|140| وقال عليه السلام: 'ألا إني آخذ بطاعة ربي، وأهل بيتي آخذون بطاعتي، والمؤمنون آخذون بطاعة أهل بيتي، فمن صدق منهم نجا، ومن أنكر منهم مرق، ومن خالف منهم هلك'.
___________________________________
تاريخ دمشق: 137 / 42، كتاب السنة لابن أبي عاصم: 595 / ح 1384، مناقب ابن المغازلي: 258 / ح 306.

وللَّه در القائل:

طبت بيتاً وطاب أهلك أهلاً++

أهل بيت النبي والإسلام

رحمة اللَّه والسلام عليهم++

كلما قام قائم بسلام
___________________________________
الأبيات لعبيد اللَّه بن كثير السهمي، أنظر: تاريخ دمشق: 467 / 19، شرح نهج البلاغة: 356 / 15.

ومما أنشدني الأمير السيد، الأجل الأوحد، العالم ذو الشرفين، بقية النقباء، كمال الدولة، فخر الملك، مجد الدين أبو الفضل عبيد اللَّه ولد السعيد يمين الدين أبي القاسم قثم بن السعيد أبي أحمد طلحة الزيدي، أجل اللَّه قدره، وآلى ذكره، بداره على شاطى ء دجلة بغربي مدينة السلام، في ذي القعدة من سنة ست وأربعين وستمائة قال: أنشدني الشيخ الصالح محمد بن جعفر الأسماني لنفسه:

أنا عبد لآل طه ويس++

موال عبيدهم أحرار

سادة قادة دعاة++

هداة أمناء أئمة أطهار

من بهم نال آدم الفوز++

بالقرب وهم قبل خلقه أنوار

وكل تاريخ صحيح مضبوط، وهو مما أجازني السيد المذكور أعلاه، ويعرف بابن الأتقى، ولما تعيّن حقه وجب ذكره.

في توضيح حديث النبي

يا علي إنك لسيد المسلمين ويعسوب المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر الميامين المحجلين

|141| قال النبي صلى اللَّه عليه وعلى الأئمة بعده، صلاة ترفع منزلتهم وتزلفهم عنده: 'يا علي إنك لسيد المسلمين، ويعسوب المؤمنين، وإمام المتقين، وقائد الغر الميامين المحجلين'.
___________________________________
حلية الأولياء: 63 / 1، أحبار أصبهان: 299 / 2، المستدرك: 137 / 3، مناقب ابن المغازلي: 65 / ح 93.

والسيد: هو الرفيع المنزلة على من يسوده. وساد قومه: يسودهم سيادة سودداً وسيدودة، فهو سيد. وفلان سوّده قومه، أي جعلوه سيدهم. وفلان أسود من فلان: أي أجلّ منه.

وقال الفرّاء: يقال لمن حصلت له السيادة هو سيد قومه، فإذا أريد به السيادة بعد قليل قلت: هو سائد قومه.
___________________________________
أنظر: لسان العرب: 230 / 3.

وهذا يتضمن علو منزلته ورفعته عليهم، وهذا مناسب لقوله صلى الله عليه وسلم: 'من كنت مولاه فعلي مولاه' أي: جعل له عليهم ما لنفسه.

والإمام: هو الذي يقتدى به. وجمعه: أئمة، وأصله: أأممه، على وزن أفعلة كآلة وآلهة.
___________________________________
أنظر: لسان العرب: 25 / 12.

والمتقون: الذي يخشون اللَّه تعالى في أوامره ونواهيه. يقال منه: أتقى. وأصله أوتقى على افتعل، فقلبت الواو |ياء| بالانكسار بحرف قبلها وأبدلت منها التاء وأدغمت التاء في التاء.
___________________________________
أنظر: الصحاح: 2526 / 6، وما بين المعقوفتين أثبتناه من المصادر.

وهو إمام المتقين الذين يقتدون بأفعاله ويتأسون بأعماله.

وقوله: 'وقائد الغر المحجلين' أي: متقدمهم وجاذبهم إلى الأعمال الصالحة.

من قولك: قدت الفرس وغيره، أقوده ومقاده وقيدودة. وفرس قوداني: سلس منقاد، واقتاده وقاده بمعنى واحد. والانقياد: الخضوع. يقول: قدته فانقاد، أي اتبعك طوعاً.
___________________________________
أنظر: لسان العرب: 37 / 3، تاج العروس: 477 / 2.

والغرّ: جمع أغر، أي: جليل شريف. وفلان غرّة قومه أي سيّدهم، وغرّة كل شي ء: أكرمه.
___________________________________
أنظر: الصحاح: 768 - 767 / 2، لسان العرب: 16 - 15 / 5.

والمحجلون: جمع محجل، وهو الذي به التحجيل وهو البياض في القوائم.
___________________________________
أنظر: النهاية لابن الأثير: 333 / 1، لسان العرب: 144 / 11.

والمراد بذلك: أشياعه وأتباعه في الآخرة. غرّ محجلون: أي بيض الوجوه والأطراف من أثر الوضوء للصلاة؛
___________________________________
غريب الحديث لابن قتيبة: 74 / 2، لسان العرب: 15 / 5. وذلك أمارة لهم ليعرفوا بها.

وقوله صلى الله عليه وسلم: 'ويعسوب المؤمنين' أي: أميرهم. تشبيه بيعسوب النحل وهو ملكها الذي يتقدمها.

واليعسوب: هو الذكر من النحل.
___________________________________
غريب الحديث لابن سلام: 439 / 3، النهاية لابن الأثير: 234 / 3.

|142| وقال صلى الله عليه وسلم: 'أتاني ملك لم يهبط إلى الأرض فسلم علي وبشرني أن ابنتي فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة'.
___________________________________
مسند أحمد: 391 / 5، سنن الترمذي: 326 / 5 ح 3870، سنن النسائي: 81 / 5، تاريخ دمشق: 269 / 12.

ولا خلاف أنه لم يأت إلّا بأمر اللَّه وذلك فيما اختصهم اللَّه به، وسيادة الجنة أعلى السيادات وأشرفها وأعلاها؛ لأنها دار حق ومقام صدق 'وأن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون'.
___________________________________
سورة العنكبوت: 64.

ساد يسود سيادة، والجمع: سادة.
___________________________________
أنظر مجمع البحرين: 449 / 2.

|143| وقال صلى الله عليه وسلم: 'إن اللَّه تعالى يغضب لغضبها ويرضى لرضاها'.
___________________________________
تاريخ دمشق: 156 / 3، المستدرك: 154 / 3، المعجم الكبير: 108 / 1 ح 182، أسد الغابة: 522 / 5.

وهذا أعلى من سيادة الجنة وأعلاها. ومن الأخبار المرفوعة المؤكدة كثيرة العدد، متصل مع المدد، والألفاظ مختلفة، والمعاني متقاربة، وطريق العقل فيها واحد، والسعيد من تلمّح أحسن المقاصد، فيجب أن يقصد بمحبة هذا البيت وجه اللَّه العظيم، ونبيه الكريم، ليصح له صحيح الابتاع، ويندرج في سلك من سمع وأطاع، وهو قوله تعالى: 'قل إن كنتم تحبون اللَّه فاتبعوني يحببكم اللَّه'.
___________________________________
سورة آل عمران: 31.

صلى اللَّه عليه وسلم وعلى آله الخيرة الكرام صلاة موصلة بلا انفصال ولا انصرام.