تنبيه

قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي عليه السلام في غزاة أحد: 'ألا تخبرني بما كان من عمي حمزة؟'

فغاب هنيئة ثم عاد باكياً قائلاً: 'إنا للَّه وإنا إليه راجعون'.

فنزل قوله تعالى: 'أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون'.
___________________________________
سورة البقرة: 157.

وللفقهاء في وجوب الصلاة على الآل خلاف، واختلفوا في محلها فقيل: بعد التشهد الأول، وقيل: بل في الثاني، وهو الأصح.
___________________________________
ليس الخلاف في الصلاة على الآل فقط، بل الخلاف في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وحده فيها خلاف بين أئمة المذاهب، راجع ذلك مفصلاً في أضواء على السنة المحمدية للشيخ محمود أبو رية ص 85 - 80.

والصلاة عليه وعلى ذويه جائزة، وهي لنا أعظم جائزة.

واقعة:

كنت في مدة مجاورتي إذا وقفت عند مولد النبي صلى الله عليه وسلم لحاجة بعد الزيارة أجد في باطني كأن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول لي: عليك بمولد الإمام علي، فكنت أتيه فأعطي ما أبتغيه، فلما طالت حوالتي عليه مرّغت خدي بين يديه وقلت: إلى متى تبعدني من خدمتك، فوقع لي أن المراد بذلك أن تعرف بذلك منزلته وفضيلته، فتحققت أن كل من لا ينتسب إليه وينظر بعد اللَّه ورسوله إليه فليس من حاله على شي ء، وأن الخرقة والفتوة والأحاديث ترفع إليه، والوسائط هي الروابط والضوابط، وأردت لهذا تأليف رسالة أسميتها ب "نقل القلوب إلى الإمام اليعسوب" فضمنت خلاصتها هذه المناقب العطرة، وضمنت لمعتقدهم مقام البررة، ولولا الأمر بكتمان السر لشاهدت مني الغرائب وسمعت عني العجائب.

من أودعوا عنده سراً فباح به++

لم يأمنوه على الأسرار ما عاشا
___________________________________
ذكره ابن كثير في البداية والنهاية: 104 / 12 ونسبه إلى أبي علي الشرمقاني، وذكره العجلوني في كشف الخفاء: 451 / 1 ونسبه لبعض المشايخ.

لكن رأيت من الواجب أن أعرض ببعض وقائعي، لا بل من الفرض أن أكشف في محبتهم براقعي. ولقوله تعالى: 'يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى بعضهم أولياء بعض'
___________________________________
سورة المائدة: 51.
الآية، فإذا كان هذا الاتحاد لبغض الاجتماع بهم والاعتماد، فكيف إلى من ندب اللَّه ورسوله إليهم وأحالا عليهم؟ كان ذلك المقصد الأسنى والغاية القصوى، وقد صححت بوقائعي نسبي لقول النبي صلى الله عليه وسلم: 'العبد من طينة مولاه'.
___________________________________
كشف الخفاء: 48 / 2 ح 1678 وح 1702.
وما أحراه بذلك وما أولاه.

وصية

قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم وعلى آله الركّع السجود والموفين بالعهود: 'صلاة الجماعة تفضل صلاة الواحد بسبع وعشرين صلاة'.
___________________________________
مسند أحمد: 65 / 2، صحيح البخاري: 158 / 1، سنن الترمذي: 138 / 1 ح 215، سنن النسائي: 103 / 2، بتفاوت يسير عن المصادر.
وقال صلى الله عليه وسلم: 'نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه'.
___________________________________
سنن الترمذي: 270 / 2 ح 1084، مسند أبي داود الطيالسي: 315، مسند أبي يعلى: 416 / 10 ح 6026، سنن البيهقي: 49 / 6.
وقال صلى الله عليه وسلم: '|أربع| من سنن الأنبياء الحياء والتعطّر والسواك والنكاح'.
___________________________________
مسند أحمد: 421 / 5، سنن الترمذي: 272 / 2 ح 1086، المعجم الكبير: 184 / 4، كنز العمال: 655 / 6 ح 17236، وما بين المعقوفتين أثبتناه من المصادر.
وقال عليه الصلاة والسلام: 'خمّروا الأواني وأوكوا الأسقية واطفئوا المصابيح فإن الفويسقة تجرّ الفتيلة فتحرق بها البيت'.
___________________________________
مسند أحمد: 386 / 3، صحيح البخاري: 99 / 4 و143 / 7، صحيح مسلم: 105 / 6، كنز العمال: 335 / 15 ح 41283، بتفاوت في بعض الألفاظ.
وقال صلى الله عليه وسلم: 'من علامة إعراض اللَّه عن العبد اشتغاله بما لا يعنيه'.
___________________________________
لم نجد حديثاً بهذا النص أو قريباً منه في المصادر الحديثية وغيرها، وروي كقول عن سيف اليماني، أنظر: طبقات المحدثين بأصبهان: 292 / 3، إكمال الكمال: 171 / 6، وفي المصدرين: "بما لا ينفعه" بدل "بما لا يعنيه".
وقال صلى الله عليه وسلم: 'عدل ساعة في الحكومة أفضل من عبادة سبعين سنة'.
___________________________________
سنن البيهقي: 162 / 8، المعجم الكبير: 267 / 11، المعجم الأوسط: 92 / 5، مجمع الزوائد: 197 / 5، باختلاف في المصادر.
وقال صلى الله عليه وسلم: 'لا غيبة لثلاث: فاسق مجاهر، وإمام جائر، وصاحب بدعة'. وقال صلى الله عليه وسلم: 'لا يرجوا أحدكم إلّا ربه، ولا يخاف إلّا ذنبه'.
___________________________________
نسب إلى الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، أنظر: تاريخ دمشق: 511 / 42، شرح نهج البلاغة: 324 / 1 و 232 / 18، مناقب الخوارزمي: 374 / ح 393.
وقال حواري لعيسى عليه السلام: أتأذن لي في دفن والدي؟ فقال: 'دع الموتى تدفن الموتى وألحقني'.
___________________________________
سعد السعود: 56 عن الكراس الثاني من الإنجيل الأول.
وقال بعض العارفين: 'آخر نهايات الصديقين أول أحوال المرسلين، وليس لأحد علم بنهاياتهم، وكلما شغلك عن اللَّه فهو مذموم مشؤم، ومن عرف اللَّه لم يشتغل بغيره'.

وإن أنا حدثت الركاب وحدّثوا++

فأنت الذي حدثته وسمعته

'ومن كان الغالب عليه أمر معاده ظهر في توحيده وانفراده، وأوثق الحصون الطاعة، ممن تهاون بالدين هان،
___________________________________
نسب هذا المقطع إلى الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، أنظر: عيون الحكم: 426.
وقلوب المؤمنين معلقة بالسوابق وقلوب الأبرار معلقة بالخواتم،
___________________________________
هذا المقطع نسب إلى السري السقطي، أنظر: تاريخ دمشق: 191 / 20.
والمؤمن بشره في وجهه وحزنه في قلبه،
___________________________________
هذا المقطع نسب في تاريخ دمشق: 419 / 17 إلى ذي النون المصري، وفي شرح نهج البلاغة: 245 / 19 إلى الإمام علي عليه السلام.
ومن علت همّته عن الأكوان وصل إلى مكوّنها، وما أثر الدنيا على الآخرة حكيم ولا عصى اللَّه تعالى كريم،
___________________________________
هذا المقطع نسب إلى الإمام علي عليه السلام، أنظر: جواهر المطالب: 162 / 2 ح 144.
وأشبه شي ء بالدنيا ظل الغمام وحلم المنام،
___________________________________
هذا المقطع نسب إلى الإمام علي عليه السلام أنظر: عيون الحكم: 21 و 144.
وتورع عما ليس لك ثم أزهد فيما هو لك،
___________________________________
هذا المقطع نسب إلى يحيى بن معاذ الرازي، أنظر: فيض القدير: 770 / 3.
وأخرج الناس من عقلك وقلبك يسلم لك دينك فالآخرة كريمة والدنيا لئيمة،
___________________________________
نسب في تاريخ دمشق: 136 / 34 إلى أبي سليمان الدارني، وسماه ابن أبي الحديد في شرح النهج: 292 / 19 بأبي سليمان الرازي.
ومن تواضع لصاحب الدنيا خرج من الأخرى، وافضلنا من عصى هواه وأفضل منه من رفض دنياه، وحق التقوى أن يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى ويشكر ولا يكفر'.
___________________________________
نسب في تاريخ دمشق: 136 / 34 إلى أبي سليمان الدارني، وسماه ابن أبي الحديد في شرح النهج: 292 / 19 بأبي سليمان الرازي.

إذا كان شكري نعمة اللَّه++

نعمة علي له في مثلها يجب الشكر

فكيف بلوغ الشكر إلّا بفضله++

وإن طالت الأيام واتصل العمر

وقال بعض الحكماء: 'من لا يعرف قدر النعم سلبها من حيث لا يعلم،
___________________________________
نسب إلى السري، أنظر: حلية الأولياء: 124 / 10، تاريخ دمشق: 192 / 20.
ولا يفلح "بعيش"،
___________________________________
هكذا في المخطوط.
ومن صبر علينا وصل إلينا،
___________________________________
قريب منه نسب إلى أبي سعيد الخزاز، أنظر: تاريخ دمشق: 138 / 5.
ومن تمام العلم استعماله،
___________________________________
نسب إلى الإمام علي عليه السلام، أنظر: عيون الحكم: 201، ونسب إلى بعض الحكماء في فيض القدير: 686 / 2.
ولقاء العالم زيارة، ومن ترك العلم عقم عقله، والزهد في الرئاسة أشد من الزهد في الدنيا،
___________________________________
نسب هذا المقطع إلى سفيان الثوري، أنظر: الجرح والتعديل للرازي: 89 / 1، ونسبه الذهبي في سير أعلام النبلاء: 17 / 9 إلى يوسف بن أسباط.
ومن المرؤة التغافل عن زلل الأخوان'.
___________________________________
نسبه البغدادي إلى عمرو بن عثمان المكي، أنظر: تاريخ بغداد: 218 / 12.

ليس الغني بسيد في قومه++

لكن سيد قومه المتغاني
___________________________________
الشاهد لأبي تمام، أنظر: ديوان أبي تمام: 93 / 1، شرح نهج البلاغة: 44 / 19، وفيهما "الغبي" بدل "الغني"، ونسبه العجلوني في كشف الخفاء: 60 / 2 إلى المتنبي.

'والشهوة زمام الشيطان، والعين للعبرة والقلب للفكر، والعقل أمان واللسان ترجمان فاحفظه من المدح كما تحفظه من الذم'.

عقال الفتى عند الرذائل عقله++

وأكثر ما يجني على المر جهله

فلا خير في من ليس يختار غرضه++

على غرض تهدى له الصوم بذله

'لنا من كل ميت عظة وفي كل شي ء موعظة، ومن كثر مزاحه لم يسلم ومن كثر مقامه سأم ومن أكثر سؤاله حُرم، والنفس صنم، والنظر إليها عبادة، ومن عرف بالحكمة لاحظته العيون بالوقار،
___________________________________
نسب هذا المقطع إلى الإمام علي عليه السلام، أنظر: دستور معالم الحكم لابن سلامة: 29، شرح نهج البلاغة: 323 / 20.
والنطق بالخير أفضل من السكوت عنه'. وقال أمير المؤمنين علي عليه السلام: 'احتج إلى من شئت تكن أسيره واستغن عمن شئت فأنت نظيره ومر من سألك فأنت أميره،
___________________________________
ورد هذا المقطع في شرح نهج البلاغة: 255 / 20 ح 4، جواهر المطالب: 145 / 2 ح 37، وفي المصادر: "أحسن إلى من شئت" بدل: "ومر من سألك".
صحبة الأشرار توجب سوء الظن بالأخيار،
___________________________________
أنظر: عيون الحكم: 302.
ومن صحت مودته احتملت جفوته،
___________________________________
فيض القدير: 5 / 4.
والمقبل كصاعد الدرج والمدبر كالمقذوف منها'.
___________________________________
شرح نهج البلاغة: 363 / 18، بتفاوت في بعض الألفاظ.
وكتب يوسف الصديق عليه السلام على باب السجن: هذه منازل أهل البلوى وقبور الأحياء وشماتة الأعداء وتجربة الأصدقاء.
___________________________________
تفسير مجمع البيان: 416 / 5.
وللَّه در القائل:

أجارني اللَّه ما لي والوقوف على++

مواطن الذل والعياء تدعوني

إن أشرف الكلام وأحسن النظام قول الملك العلاّم: 'واعبد ربك حتى يأتيك اليقين'.
___________________________________
سورة الحجر: 99.