[ 477 ]
الخاتمة
في شئ من كلامه عليه السلام
وهي فصول: منها
فصل في بعض الخطب المروية عنه " ع " نقلناها من (نهج البلاغة) من خطبة له عليه السلام:
أحمده شكرا لأنعامه، واستعينه على وظائف حقوقه، عزيز الجند، عظيم المجد، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، دعا الى طاعته، وقاهر أعدائه جهادا عن دينه، لا يثنيه عن ذلك اجتماع على تكذيبه، والتماس لاطفاء نوره، فاعتصموا بتقوى الله فان لها حبلا وثيقا عروته، ومعقلا منيعا ذروته، وبادروا الموت في غمراته، واعظا لمن عقل، ومعتبرا لمن جهل، وقبل بلوغ الغاية ما تعلمون من ضيق الارماس، وشدة الابلاس، وهو ل المطلع، وروعات الفزع، واختلاف الاضلاع، واستكاك الاسماع، وظلمة اللحد، وخيفة الوعد، وغم الضريح، وردم الصفيح، فالله الله عباد الله، فان الدنيا ماضية بكم على سنن، وانتم الساعة في قرن، وكأنها قد جاءت بأشراطها، وأزفت باطرافها، ووقفت بكم على صراطها، وكأنها قد أشرقت بزلازلها، واناخت بكلاكلها، وانصرمت الدنيا بأهلها، واخرجتهم من حضنها، فكانت كيوم مضى، أو كشهر انقضى، وصار جديدها رثا، وسمينها غثا، في موقف ضنك المقام، وامور مشتبهة عظام، ونار شديد كلبها، عال لهبها، متغيظ زفيرها، متأجج سعيرها، بعيد خمودها، ذاك وقودها، مخوف وعيدها، غم قرارها، مظلمة اقطارها، حامية قدورها، فظيعة امورها، وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمراء قد امن العذاب، وانقطع العتاب، وزحزحوا عن النار، واطمأنت بهم الدار، ورضوا المثوى والقرار، الذين كانت اعمالهم في الدنيا زاكية، وأعينهم باكية، وكان ليلهم في دنياهم نهارا تخشعا واستغفارا، وكان نهارهم ليلا توحشا وانقطاعا، فجعل الله لهم
[ 478 ]
الجنة مآبا، والجزاء ثوابا، وكانوا أحق بها وأهلها، في ملك دائم، ونعيم قائم، فادعوا عباد الله ما برعايته يفوز فائزكم، وبأضاعته يخسر مبطلكم، وبادروا آجالكم بأعمالكم، فانكم مرتهنون بما اسلفتم، ومدينون بما قدمتم، وكان قد نزل بكم المخوف، فلا رجعة تنالون، ولا عثرة تقالون، واستعملنا الله وإياكم بطاعته وطاعة رسوله، وعفى عنا وعنكم بفضل رحمته، الزموا الأرض، واصبروا على البلاء، ولا تحركوا بأيديكم وسيوفكم في هوى ألسنتكم، ولا تستعجلوا بما لم يعجله الله لكم فانه من مات منكم على فراشه وهو على معرفة حق ربه وحق رسوله وأهل بيته مات شهيدا، ووقع أجره على الله واستوجب ثواب ما نوى من صالح عمله، وقامت النية مقام صلاته بسيفه، وان لكل شئ مدة وأجلا. ومن خطبة له عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى أنزل كتابا هاديا، بين فيه نهج الخير والشر، فخذوا نهج الخير واصدفوا عن سمت الشر، تقصدوا الفرائض ادوها الى الله تؤدكم الى الجنة، ان الله حرم حراما غير مجهول، وأحل حلالا غير مدخول، وفضل حرمة المسلم على الحرم كلها، شد بالاخلاص والتوحيد حقوق المسلمين في معاقدها، فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده الا بالحق، ولا يحل أذى المسلم إلا بما يجب، بادروا أمر العامة والخاصة أحدكم وهو الموت، فان الناس أمامكم وان الساعة تحدوكم من خلفكم، تخففوا تلحقوا، فانما ينتظر أولكم آخر كم، واتقوا الله في عباده وبلاده، فانكم مسؤلون حتى عن البقاع والبهائم، أطيعوا الله ولا تعصوا، وإذا رأيتم الخير فخذوا به، وإذا رأيتم الشر فاعرضوا عنه. ومن خطبة له عليه السلام: أما بعد فاني احذركم الدنيا فانها حلوة خضرة، حفت بالشهوات، وتحببت بالعاجلة، وراقت بالقليل وتحلت بالآمال، وتزينت بالغرور، لا يدوم جبرتها ولا
[ 479 ]
تؤمن فجعتها، غرارة ضرارة، حائلة زائلة، نافذة بائدة، اكالة عوالة، لا تعدوا إذا تناهت الى امنية أهل الرغبة فيها، والرضا بها أن يكون كما قال الله تعالى: (كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شئ مقتدرا) لم يكن امرئ منها في حيرة إلا أعقبته عبرة، ولم يلق من سرائها بطنا إلا منحته من ضراتها ظهرا، ولم تطله فيها ديمة رخاء إلا هتنت عليه مزنة بلاء، وحرئ إذا أصبحت له منتصرة أن تمسي له متنكرة، وإن جانب منها اعذوذب واحلولى أمر منها جانب فأوبى، لا ينال امرئ من غضارتها رغبا إلا أرهقته من نوائبها تعبا، ولا يمسي منها في جناح أمن إلا أصبح عن قوادم خوف، غرارة غرور ما فيها فانية، فان من عليها لا خير في شئ من أزوادها إلا التقوى، من أقل منها مستكثر مما يؤمنه ومن استكثر منها استكثر مما يوبقه، وزال عما قليل عنه، كم من واثق بها قد فجعته، وذي طمأنينة قد صرعته، وذى ابهة قد جعلته حقيرا، وذي نخوة قد ردته ذليلا، سلطانها دول، وعيشها رتق، وعذبها اجاج، وحلوها صبر، وغذائها سمام، واسبابها رمام، حيها بعرض موت، وصحيحها بعرض سقم، ملكها مسلوب، وعزيزها مغلوب، وموفورها منكوب، وجارها مخروب،. ألستم في مساكن من كان قبلكم أطول أعمارا وأبقى آثارا وأبعد آمالا وأعد عديدا واكثف جنودا تعبدوا للدنيا أي تعبد، وآثروها أي ايثار، ثم ظعنوا عنها بغير زاد ولا ظهير قاطع فهل بلغكم ان الدنيا سخت لهم نفسا بفدية أو أعانتهم بمعونة أو احسنت لهم صحبة، بل أرهقهم بالفوادح واوهنتهم بالقوارع وضعضعتهم بالنوائب وعقرتهم للمناخر ووطئتهم بالمناسم وأعانت عليهم ريب المنون، فقد رأيتم تنكرها لمن دان لها وآثرها واخلد إليها حتى ظعنوا عنها لفراق الأبد هل زودتهم إلا السغب واحلتهم إلا الضنك أو نورت لهم إلا الظلمة أو اعقبتهم إلا الندامة، فهذه تؤثرون أم إليها تطمئنون أم عليها تحرصون فبئست الدار لم يتهمها ولم يكن فيها على وجل منها، فاعلموا وأنتم تعلمون بأنكم تاركوها وظاعنون عنها، واتعظوا فيها بالذين قالوا من أشد منا قوة حملوا الى قبورهم لا يدعون ركبانا وانزلوا الاحداث
[ 480 ]
فلا يدعون ضيفانا، وجعل لهم من الصفح أجنان ومن الترب اكفان ومن الرفات جيران، فهم جيرة لا يجيبون داعيا ولا يمنعون ضيما، إن جيدوا لم يفرحوا وإن قحطوا لم يقنطوا، جميع وهم آحاد وجيرة وهم أبعاد، متدانون لا يتزاورون وقريبون لا يتقاربون، حلماء قد ذهبت أضغانهم وجهلاء قد ماتت أحقادهم، لا يخشى فجعهم ولا يرجى دفعهم، استبدلوا بظهر الارض بطنا وبالسعة ضيقا وبالأهل غربة وبالنور ظلمة فجاؤها كما فارقوها حفاة عراة قد ظعنوا عنها بأعمالهم الى الحياة الدائمة والدار الباقية كما قال سبحانه: (كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين) ومن خطبة له عليه السلام: الحمد لله الواصل الحمد بالنعم بالشكر، نحمده على آلائه كما نحمده على بلائه، ونستعينه على هذه النفوس البطاء عما امرت به السراع الى ما نهيت عنه، ونستغفره مما أحاط به علمه وأحصاه كتابه، علم غير قاصر وكتاب غير مغادر، ونؤمن به ايمان من عاين الغيوب ووقف على الوعود ايمانا تفي اخلاصه الشرك ويقيه الشك، ونشهد أن لا إله إلا وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم شهادتين تصعدان القول وترفعان العمل لا يخف ميزان توضعان فيه ولا يثقل ميزان ترفعان عنه. اوصيكم عباد الله بتقوى الله التي هي الزاد وبها المعاد، زاد مبلغ ومعاد منجح، دعى إليها اسمع داع ووعاها خير واع فاسمع داعيها وفاز واعيها. عباد الله ان تقوى الله حمت أولياء الله محارمه وألزمت قلوبهم مخافته، حتى اسهرت لياليهم واظمأت هواجرهم واخذوا الراحة بالنصيب والرأي واستغربوا الاجل فبادروا العمل وكذبوا الأمل فلاحظوا الاجل، ثم ان الدنيا دار فناء وعناء وغبر وعبر، فمن الفناء ان الدهر موتر قوسه لا تخطى سهامه ولا توسى جراحه، يرمي الحي بالموت والصحيح بالسقم والناجي بالعطب، آكل لا يشبع وشارب لا ينقع ومن العناء
[ 481 ]
أن المرء يجمع مالا يأكل ويبني مالا يسكن ثم يخرج الى الله لا مالا حمل ولا بناء نقل، ومن غيرها انك ترى المرحوم مغبوطا والمغبوط مرحوما، ليس ذلك إلا نعيما زل وبؤسا نزل، ومن عبرها ان المرء يشرف على أمله فيقتطعه حضور أجله فلا أمل يدرك ولا مؤمل يترك، فسبحان الله ما أغر سرورها واظمأ ريها واضحى فيئها، لا جاء يرد ولا ماض يرتد، فسبحان الله ما أقرب الحي من الميت للحاقه به وأبعد الميت من الحي لانقطاعه عنه، انه ليس شئ بشر من الشر إلا حقا به وليس شئ بخير من الخير إلا ثوابه، وكل شئ من الدنيا سماعه أعظم من عيانه وكل شئ من الآخرة عيانة أعظم من سماعه فليكفكم من العيان السماع ومن الغيب الخبر واعلموا ان ما نقص من الدنيا وزاد في الآخرة خير مما نقص من الآخرة وزاد في الدنيا فكم من منقوص رائح ومزيد خاسر، ان الذي امرتم به اوسع من الذي نهيتم عنه، وما أحل لكم اكثر مما حرم عليكم فذروا ما قل لما كثر وما ضاق لما اتسع، قد تكفل لكم بالرزق وامرتم بالعمل فلا يكونن المضمون لكم طلبه اولى بكم من المفروض عليكم عمله، مع انه والله لقد اعترض الشك ودخل اليقين حتى كأن الذي ضمن لكم قد فرض عليكم وكأن الذي قد فرض عليكم قد وضع عنكم فبادروا العمل وخافوا بغتة الأجل فانه لا يرجي من رجعة العمر ما يرجى من رجعة الرزق، ما فات اليوم من الرزق يرجى غدا زيادته وما فات امس من العمر لم يرج اليوم رجعته، الرجاء مع الجائي واليأس مع الماضي (فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون). ومن خطبة له عليه السلام: وروي أن صاحبا لأمير المؤمنين عليه السلام يقال له همام كان رجلا عابدا فقال يا أمير المؤمنين صف لي المتقين حتى كأني انظر إليهم، فتثاقل عن جوابه ثم قال: يا همام اتق الله واحسن فان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. فلم يقنع همام بذلك حتى عزم عليه، فحمد الله واثنى عليه وذكر النبي (ص) وصلى عليه ثم قال: أما بعد فان الله سبحانه خلق الخلق حين خلقهم غنيا عن طاعتهم آمنا من معصيتهم، لأنه
[ 482 ]
لا تضره معصية من عصاه ولا تنفعه طاعة من أطاعه فقسم بينهم معيشتهم ووضعهم من الدنيا مواضعهم، فالمتقون فيها هم أهل الفضائل منطقهم الصواب وملبسهم الاقتصاد ومشيتهم التواضع، غضوا أبصارهم عما حرم الله عليهم ووقفوا اسماعهم على العلم النافع، نزلت انفسهم منهم في البلاء كالذي نزلت في الرخاء، ولولا الأجل الذي كتب الله عليهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين شوقا الى الثواب وخوفا من العقاب، عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم، فهم والجنة كمن قد رآها فهم فيها منعمون وهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذبون، قلوبهم محزونة وشرورهم مأمونة واجسادهم نحيفة وحاجاتهم خفيفة وأنفسهم عفيفة، صبروا أياما قصيرة اعقبتهم راحة طويلة تجارة مربحة يسرها لهم ربهم، ارادتهم الدنيا فلم يريدوها وأسرتهم ففدوا أنفسهم منها، أما الليل فصافون أقدامهم تالين لأجزاء القرآن يرتلونه ترتيلا يحزنون به انفسهم ويستشيرون به دواء دائهم فإذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طعما وتطلعت نفوسهم إليها شوقا وظنوا انها نصب أعينهم، وإذا مروا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم وظنوا ان زفير جهنم وشهيقها في اصول آذانهم، فهم حانون على أوساطهم مفترشون لجباههم واكفهم وركبهم واطراف اقدامهم يطلبون الى الله تعالى في فكاك رقابهم، وأما النهار فحلماء علماء أبرار أتقياء قد براهم الخوف بري القدح، ينظر إليهم الناظر فيحسبهم مرضى وما بالقوم من مرض ويقول قد خولطوا ولقد خالطهم أمر عظيم لا يرضون من أعمالهم القليل ولا يستكثرون الكثير وهم لأنفسهم متهمون ومن أعمالهم مشفقون إذا زكى أحدهم خاف مما يقال له فيقول انا اعلم بنفسي من غيري وربي أعلم بي من نفسي اللهم لا تؤاخذني بما يقولون واجعلني أفضل مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون، فمن علامة أحدهم انك ترى له قوة في دين وحزما وإيمانا في لين وحرصا في علم وحلما في حلم وقصدا في غنى وخشوعا في عبادة وتجملا في فاقة وصبرا في شدة وطلبا في حلال ونشاطا في هدى وتحرجا عن طمع يعمل الاعمال الصالحة وهو على وجل يمسي وهمه الشكر ويصبح وهمه الذكر يبيت حذرا ويصبح فرحا حذرا لما حذر من الغفلة وفرحا لما اصاب من الفضل والرحمة،
[ 483 ]
إن استصعب عليه نفسه فيما تكره لم يعطها سؤلها فيما تحب، قرة عينه فيما لا يزول وزهادته فيما لا يبقى يمزج الحلم بالعلم والقول بالعمل، تراه قريبا أمله قليلا زلله خاشعا قلبه قانعة نفسه منزورا أكله سهلا أمره حريزا دينه ميتة شهوته مكظوما غيظه، الخير منه مأمول والشر منه مأمون، إن كان في الغافلين كتب في الذاكرين وإن كان في الذاكرين لم يكتب من الغافلين، يعفو عمن ظلمه ويعطي من حرمه ويصل من قطعه، بعيدا فحشه لينا قوله غائبا منكره حاضرا معروفه مقبلا خيره مدبرا شره في الزلازل وقور وفي المكاره صبور وفي الرخاء شكور، لا يحيف على ما يبغض ولا يأثم فيمن يحب، يعترف بالحق قبل أن يشهد عليه لا يضيع ما استحفظ ولا ينسى ما ذكر ولا ينابر بالألقاب ولا يضار بالجار ولا يشمت بالمصائب ولا يدخل في الباطل ولا يخرج من الحق، إن صمت لم يغمه صمته وإن ضحك لم يعل صوته وإن بغي عليه صبر حتى يكون الله هو الذي ينتقم له، نفسه منه في عناء والناس منه في راحة، أتعب نفسه لآخرته وأراح الناس من نفسه بعده عمن تباعد عنه زهد ونزاهة، دنوه ممن دنى منه لين ورحمة ليس تباعده بكبر وعظمة ولا دنوه بمكر وخديعة قال فصعق همام صعقة كانت نفسه فيها، فقال أمير المؤمنين " ع ": أما والله لقد كنت اخافها عليه، ثم قال " ع ": هكذا تصنع المواعظ البالغة بأهلها، فقال له قائل فمالك يا أمير المؤمنين ؟ فقال: ويلك ان لكل أجل وقتا لا يعدوه وسببا لا يتجاوزه فمهلا لا تعد لمثلها نفث الشيطان على لسانك.
[ 484 ]
فصل في شئ من الكلام المنظوم (المنسوب إليه عليه السلام) :
منه قوله:
ان الذين بنوا فطال بناؤهم * * واستمتعوا بالمال والأولاد
جرت الرياح على محل ديارهم * * فكأنهم كانوا على ميعاد
ومنه قوله عليه السلام:
أبني ان من الرجال بهيمة * * في صورة الرجل السميع المبصر
فطن بكل رزية في ماله * * وإذا اصيب بدينه لم يشعر
ومنه:
أأنعم عيشا بعد ما شاب عارضي * * طلايع شيب ليس يغني خضابها
أيا بومة قد عششت فوق هامتي * * على الرغم مني حين طار غرابها
رأيت خراب العمر مني فزرتني * * ومأواك في كل الديار خرابها
إذا اصفر لون المرء وابيض رأسه * * تنغص من أيامه مستطابها
فدع عنك فضلات الأمور فانها * * حرام على نفس التقي إرتكابها
وما هي إلا جيفة مستحيلة * * عليها كلاب همهن اجتذابها
فان تجتنبها كنت سلما لأهلها * * وإن تجتذبها نازعتك كلابها
فطوبى لنفس اوطت قعر دارها * * مغلقة الابواب مرخي حجابها
ومنه:
أعاذلتي على اتعاب نفسي * * ورعيي في السرى روض الشهاد
إذا شام الفتى برق المعالي * * فأهون فائت طيب الرقاد
ومنه قوله (عليه السلام):
حلاوة دنياك مسمومة * * فما تأكل الشهد إلا بسم
[ 485 ]
فكن موسرا شئت أو معسرا * * فبما تقطع الدهر إلا بهم
إذا تم أمر بدى نقصه * * توقع زوالا إذا قيل تم
ومنه:
إذا النائبات بلغن المدى * * وكادت لهن تذوب المهج
وحل البلاء وقل العزاء * * فعند التناهي يكون الفرج
ومنه:
كد كد العبد إن أحـ * * ـببت أن تصبح حرا
واقطع الآمال عن مال * * بني آدم طرا
لا تقل ذا مكسب يز * * ري فقصد الناس أزرى
أنت ما استغنيت عن غيرك * * اعلى الناس قدرا
ومنه:
بمثل ذو اللب في نفسه * * مصائبه قبل أن تنزلا
فان نزلت بغتة لم ترعه * * لما كان في نفسه مثلا
رأى الأمر يفضي الى آخر * * فصير آخره أولا
وذو الجهل يأمن أيامه * * وينسى مصارع من قد خلا
فان دهمته صروف الزمان * * ببعض مصائبه أعولا
ولو قدم الحزن في نفسه * * لعلمه الصبر عند البلا
ومنه قوله عليه السلام:
هون الأمر تعش في راحة * * قل ما هونته إلا يهون
ليس أمر المرء سهلا كله * * انما الأمر سهول وحزون
تطلب الراحة في دور العنا * * خاب من يطلب شيئا لا يكون
ومنه:
ألا لن تنال العلم إلا بستة * * سأنبيك عن مجموعها ببيان
ذكاء وحرص واصطبار وبلغة * * وارشاد استاذ وطول زمان
[ 486 ]
ومنه:
فارق تجد عوضا عمن تفارقه * * وانصب فان لذيذ العيش في النصب
فالأسد لولا فراق الغاب ما اقتنصت * * والسهم لولا فراق القوس لم يصب
ومنه:
احمد ربي على خصال * * خص بها سادة الرجال
لزوم صبر وخلع كبر * * وصون عرض وبذل مال
ومنه قوله:
فان تعط نفسك آمالها * * فعند مناها يحل الندم
فكم آمن عاش نعمة * * فما حس بالفقر حتى هجم
إذا كنت في نعمة فارعها * * فان المعاصي تزيل النعم
وداوم عليها يشكر الاله * * فان الاله سريع النقم
إذا تم أمر بدا نقصه * * توقع زوالا إذا قيل تم
ومنه عليه السلام:
إذا ما المرء لم يحفظ ثلاثا * * فبعه ولو بكف من رماد
وفاء للصديق وبذل مال * * وكتمان السرائر في الفؤاد
ومنه:
صن النفس واحملها على ما يزينها * * تعش سالما والقول فيك جميل
وإن ضاق رزق اليوم فاصبر الى غد * * عسى نكبات الدهر عنك تزول
وما أكثر الاخوان حين تعدهم * * ولكنهم في النائبات قليل
ومنه:
إذا عقد الفضاء عليك أمرا * * فليس يحله غير القضاء
فما لك قد أقمت بدار ذل * * وأرض الله واسعة الفضاء
ومنه قوله:
وكن معدنا للحلم واصفح عن الاذى * * فانك لاق ما علمت وسامع
[ 487 ]
واحبب إذا احببت حيا مقاربا * * فانك لا تدري متى الحب راجع
وابغض إذا أبغضت بغضا مقاربا * * فانك لا تدري متى البغض رافع
ومنه:
تغرب عن الأوطان في طلب العلى * * وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفرج هم واكتساب معيشة * * وعلم وآداب وصحبة ماجد
وإن قيل في الاسفار ذل ومحنة * * وقطع الفيافي واكتساب الشدائد
فموت الفتى خير له من قيامه * * بدار هوان بين واش وحاسد
ومنه:
شيئان لو بكت الدماء عليهما * * عيناي حتى تؤذنا بذهاب
لم تبلغ المعشار من حقيهما * * فقد الشباب وفرقة الاحباب
ومنه:
اغتنم ركعتين زلفى الى الله * * إذا كنت فارغا مستريحا
وإذا ما هممت باللغو في البـ * * طل فاجعل مكانه تسبيحا
ومنه قوله:
غر جهولا أمله * * يموت من جا أجله
ومن دنى من حتفه * * لم تف عنه حيله
وما بقاء آخر * * قد غاب عنه أوله
والمرء لا يصحبه * * في القبر إلا عمله
ومنه:
ولو انا إذا متنا تركنا * * لكان الموت راحة كل حي
ولكنا إذا متنا بعثنا * * ونسأل بعد ذا عن كل شئ
ومنه:
صن السر عن كل مستخبر * * وحاذر فيما الحزم إلا الحذر
أسيرك سرك إن صنته * * وأنت أسير له إن ظهر
[ 488 ]
ومنه قوله (عليه السلام):
اني رأيت وفي الايام تجربة * * للصبر عاقبة محمودة الأثر
لا تضجرن ولا يدخلك معجزة * * فالنجع يهلك بين العجز والضجر
ومنه:
هي حالان شدة ورخاء * * وسجالان نعمة وبلاء
والفتى الحاذق الاريب إذا ما * * خانه الدهر لم يخنه العزاء
إن ألمت ملمة بي فاني * * في الملمات صخرة صماء
حائر في البلاد علما بأن لي * * س يدوم النعيم والبلواء
ومنه:
من جاوز النعمة بالشكر لم * * يخش على النعمة مقتالها
لو شكروا النعمة زادتهم * * مقالة الله التي قالها
لئن شكرتم لأزيدنكم * * لكنما كفرانكم غالها
والكفر بالنعمة يدعو الى * * زوالها والشكر ابقى لها
ومنه:
اقبل معاذير من يأتيك معتذرا * * إن بر عندك فيما قال أو فجرا
فقد أطاعك من أرضاك ظاهره * * وقد أجلك من يعصيك مستترا
ومنه:
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت * * أن السلامة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها * * إلا التي كان بعد الموت بانيها
ومنه عليه السلام:
دواؤك فيه وما تشعر * * وداؤك منك وما تبصر
وتحسب انك جرم صغير * * وفيك انطوى العالم الأكبر
وانت الكتاب المبين الذي * * بأحرفه يظهر المضمر
[ 489 ]
ومنه (عليه السلام):
الى م تجر أذيال التصابى * * وعمرك قد نضى برد الشباب
بلال الشيب في فوديك نادى * * بأعلى الصوت حي على الذهاب
فصل في شئ من غرر الحكم وقصار الكلم (المنسوبة إليه عليه السلام) :
قال صلوات الله عليه: خير الكلام ما دل وجل وقل ولم يمل.
أقل الناس قيمة أقلهم علما إذ قيمة كل امري ما يحسنه.
وكفى بالعلم شرفا أن يدعيه ما لا يحسنه وكفى بالجهل ذما أن يتبرأ منه من هو فيه ويغضب إذا نسب إليه.
الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا.
من عرف نفسه فقد عرف ربه.
الناس بزمانهم أشبه منهم بآبائهم، المرء مخبوه تحت لسانه من طلب ما لا يعنيه فانه ما يعنيه، من كثر فكره في العواقب لم يشجع، من جرى في ميدان أمله عثر في عنان أجله.
من لا نت أسافله صلبت أعاليه.
من أتى اجانه قل حياؤه وبذء لسانه.
من لان عوده كثرت اغصانه.
من أبدى صفحته للخلق هلك من كثرت عوارفه كثرت معارفه.
من أجمل في الطلب أتاه رزقه من حيث لا يحتسب.
من كثر دينه لم تقر عينه، من فعل ما شاء لقى ما ساء.
من استعان بالرأي ملك.
ومن كابد الامور هلك.
أمسك عن الفضول عد من أرباب العقول.
من لم يكتسب بالأدب مالا اكتسب به جمالا.
من كسى من الغنى ثوبه حجب من العيون عيبه، من كساه الغني ثوبا حجبت من العيون عيوبه من حسنت سياسته دامت رياسته من ركب العجلة لم يأمن الكبوة.
من تقدم بحسن النية نصره التوفيق من أحب الدنيا جمع لغيره، من تجنب عيوب الناس بنفسه بدأ.
من سلم من ألسنة الناس فهو السعيد.
من تحفظ من سقط الكلام أفلح.
من قل سروره كان في الموت راحته.
[ 490 ]
من رضى عن نفسه كثر الساخطون عليه.
من كرمت عليه نفسه هانت عليه شهوته.
من لم يعظم صغار المصائب ابتلاه الله بكبارها.
لا ظفر مع البغي. لاثناء مع الكبر.
لا ير مع الشح.
لا صحة مع الهم.
ولا شرف مع سوء الادب لا اجتناب لمحرم مع الحرص عليه.
لا راحة مع الحسد.
لا سؤدد مع الانتقام.
لا محبة مع المراء.
لا صواب مع ترك المشورة.
لا مروة لكذوب.
لا وفاء لملول.
لا كرم أعز من التقى.
لا شرف أعلى من الاسلام.
لا معقل أحسن من العقل.
لا شفيع انجح من التوبة.
لا لباس أجمل من العاقبة.
لا داء أعيي من الجهل.
لا مرض أضنى من قلة العقل.
لا شرف لبخيل.
لا همة لمهين.
لا سلامة أكثر من مخالطة الناس.
لا كنز أغنى من القناعة.
لا مال اذهب للفاقة من الرضا، بالقوت .
بشر مال البخيل بحادث أو وارث .
احذروا كفران النعم فبما كل شارد بمردود.
اكفف عن الناس ما تحب أن يكف الناس عنك.
أحسن مجاورة من جاورك وان جانبك بالبر يستعبد الحر.
لا تنظر الى من قال وانظر الى ما قال.
الجزع عند البلاء تمام المحنة.
المرء عدو ما جعله.
رحم الله امرء عرف نفسه ولم يتعد طوره.
إعادة الاعتذار تذكير للذنب النصح بين الملا تقريع.
إذا تم العقل نقص الكلام.
الشفيع جناح الطالب.
نفاق المؤمن ذلة.
نعمة الجاهل كروضة على مزبلة.
الجزع أتعب من الصبر.
أكبر الاعداء اخفاهم مكيدة.
السامع للغيبة أحد المغتابين.
الذل مع الطمع
العز مع الياس.
الحرمان مع الحرص من كثر مزاحه حقد عليه واستخف به عند الشهوة.
أذل من الرق الحاسد يغتاض على من لا ذنب له منع الجود سوء ظن بالمعبود.
كفى بالظفر شفيعا للمذنب.
لا تتكل على المنى فانها بضائع النوكي اليأس حر والرجاء عبد.
العاقل كهانة.
العداوة شغل القلب.
القلب إذا كره عمى.
الادب صورة العقل.
السعيد من وعظ بغيره.
البخل جامع لمساوي العيوب كثرة الوفاق نفاق كثرة الخلاف شقاق.
البغي سائق الى الحين في كل جرعة شرقة ومع كل أكلة غصة.
الاحسان يقطع اللسان.
الشرف بالعقل والأدب بالأصل.
أكرم النسب حسن الأدب.
أفقر الفقر الحمق.
أوحش الوحشة العجب.
أغنى الغنى العقل الطامع في وثاق الذل أكثر مصارع العقول تحت بروق الأطماع.
[ 491 ]
قلب الاحمق في فيه ولسان العاقل في قلبه.
البخيل يستعجل الفقر يعيش في الدنيا عيشة الفقراء ويحاسب في الآخرة حساب الاغنياء.
لسان العاقل وراء قلبه وقلب الأحمق وراء لسانه.
العلم يرفع الوضيع والجهل يضع الرفيع العلم خير من المال العلم يحرسك وأنت تحرس المال، العلم حاكم والمال محكوم عليه.
قصم ظهري رجلان عالم متهتك وجاهل متنسك هذا ينفر بتهتكه وهذا يضر الناص بتنسكه الناس عالم ومتعلم وما سواهما همج رعاع، كفى بالمرء جهلا أن يرتكب ما نهى عنه وكفى به عقلا أن يسلم الناس من شره.
مفتاح الجنة الصبر.
مفتاح الشرف التواضع.
مفتاح الكرم التقوى.
الوحدة راحة والعزلة عبادة والقناعة غنى والاقتصاد بلغة.
العزيز بغير الله ذليل.
في اعطائك راحة أعضائك.
أجل بالنوال ما وصل قبل السؤال .
عفة اللسان صمته.
من الفراغ تكون الصبوة.
قارن أهل الخير تكن منهم وأبن أهل الشر تبن عنهم.
من الحزم العزم.
خير أهلك من كفاك.
ترك الخطيئة أهون من التوبة.
عدو عاقل خير من صديق جاهل.
التوفيق من السعادة، السؤال مذلة.
والعطاء محبة والمنع مبغضة وصحبة الاشرار توجب سوء الظن بالاخيار.
الحر حر ولو مسه الضر.
العفاف زينة الفقراء.
الناس ابناء الدنيا فلا لوم عليهم في حبهم امهم.
الدنيا جيفة فمن أرادها فليصبر على مخالطة الكلاب.
الدنيا والآخرة كالمشرق والمغرب ان قربت من أحدهما بعدت من الآخر.
الطمع ضامن غير وفي.
الاماني تعمي أعين البصائر.
يوم العدل على الظالم شر من يوم الجور على المظلوم.
خير ما ساس الانسان به نفسه، ضبط اللسان .
خصلتان لا تجتمعان الكذب والمروة.
خير المعروف ما لم يقدمه المطل ويقارنه التعبيس ويتبعه المن.
خف الله خوفا لا تيأس فيه من رحمته وارجه رجاء لا تأمن فيه عقابه.
ما أضمر أحد شيئا إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه.
ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلموا حتى أخذ على أهل العلم ان يعلموا الكلام في وثاقك ما لم تتكلم به فإذا تكلمت به فأنت في وثاقه.
الرزق رزقان رزق تطلبه ورزق يطلبك فان لم تأته أتاك فلا تحمل هم سنتك على هم يومك، كفاك كل يوم ما فيه فان تكن السنة من عمرك فان الله تعالى في كل غد جديد ما قسم وإن
[ 492 ]
لم تكن السنة من عمرك فبما تصنع بالهم لما ليس لك ولن يسبقك الى رزقك طالب ولن يغلب عليه غالب ولن يبطئ عنك ما قد قدر لك.
إذا أضرت النوافل بالفرائض فارفضوها.
أفضل الأعمال ما أكرهت نفسك عليه.
عرفت الله عز وجل بفسخ العزائم وحل العقود.
مرارة الدنيا حلاوة الآخرة وحلاوة الدنيا مرارة الآخرة.
من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه.
من أصبح على الدنيا حزينا أصبح لقضاء الله ساخطا.
من أتى غنيا فتواضع لغناه ذهب ثلثا دينه.
ما أحسن تواضع الأغنياء للفقراء طلبا لما عند الله وأحسن منه نية الفقراء على الاغنياء اتكالا على الله.
ما أودع الله امرء عقلا استنقذه يوما .
ما من طلب شيئا ناله وبعضه.
ألا وان من البلاء لفاقة وأشد من الفاقة مرض البدن وأشد من مرض البدن مرض القلب، ألا وان من النعم سعة المال وأفضل من سعة المال صحة البدن وأفضل من صحة البدن تقوى القلب .
إذا قويت فأقو على طاعة الله وإذا ضعفت فاضعف عن معصية الله.
لا تخلفن وراءك شيئا من الدنيا فانك تخلفه لأحد رجلين اما رجل عمل فيه بطاعة الله فيسعد بما شقيت وأما رجل عمل فيه بمعصية الله فكنت عونا على معصيته وليس أحد هذين حقيقا أن تؤثره على نفسك.
اتقوا معاصي الله في الخلوات فان الشاهد هو الحاكم.
ما ظفر من ظفر الاثم به.
الاستغناء من العذر أعز من العذر به.
أقل ما يلزمكم الله به أن لا تستعينوا بنعمه على معاصيه.
وقال عليه السلام: كن في الفتنة كابن اللبون لا ظهر له فيركب ولا ضرع له فيحلب.
البخل عار والجبن منقصة والفقر يخرس الفطن عن حجته والمقل غريب في بلدته.
العجز آفة
الصبر شجاعة
الجبن منقصة.
الزهد ثروة.
الورع جنة
العلم وراثة كريمة.
الأداب حلل مجددة.
الفكر مرآة صافية.
صدر العاقل صندوق سره.
البشاشة حبالة.
إذا أقبلت الدنيا على أحد أعارته محاسن غيره وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه.
[ 493 ]
اذا قدرت على عدوك فاجعل العفور عنه شكرا للقدرة عليه.
إذا تم العقل نقص الكلام.
إذا أبطأت عليك الارزاق فاستغفر الله يوسع عليك.
إذا نزل القدر عمى البصر.
رب ساع فيما يضره.
رب رجاء يودي الى الحرمان.
رب ربح يؤدي الى الخسران .
رب طمع كاذب.
رب مفتون بحسن القول .
ما ذب عن الاعراض كالصفح والاعراض.
لسانك يقتضيك ما دعوته.
بئس الزاد الى المعاد العدوان على العباد.
من أشرف الأفعال للكريم غفلته عما يعلم.
من أصلح أمر آخرته أصلح الله أمر دنياه.
اللهم اصلح أمر آخرتنا ودنيانا بمحمد وآله الطاهرين صلواتك عليهم أجمعين.
هذا آخر ما تصدينا لجمعه من أحوال سيدنا ومولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) وهي قطرة من بحر، نسأل الله عز وجل أن يوفقنا لدرك ما فاتنا انه هو الموفق والعزيز الجبار وصلى الله على محمد وآله الأئمة الاطهار .
***