فضائل الامام(ع) أخو رسول الله صلى الله عليه و آله‏





أخو رسوله

1 ـ أنا عبد الله و أخو رسوله .

عن زيد بن وهب قال:كنا ذات يوم عند علي عليه السلام فقال:

«أنا عبد الله،و أخو رسوله،لا يقولها بعدي إلا كذاب».

فقال رجل من غطفان:و الله لأقولن كما قال هذا الكذاب!!:أنا عبد الله،و أخو رسوله.قال :فصرع،فجعل يضطرب.فحمله أصحابه فأتبعتهم حتى انتهينا الى دار عمارة،فقلت لرجل منهم:أخبرني عن صاحبكم،فقال:ماذا عليك من أمر؟فسألتهم بالله،فقال بعضهم:لا و الله ما كنا نعلم به بأسا حتى قال تلك الكلمة،فأصابه ما ترى.

فلم يزل كذلك حتى مات.

تاريخ دمشق ج 1 ص 136 الرقم 168،خصائص النسائي ص 87،مسند أبي يعلى ج 1 ص 237 الرقم 441،العقد الفريد ج 4 ص 312،المسترشد ص 38،مناقب آل ابي طالب ج 2 ص 33،كنز العمال ج 13 ص 129 الرقم 36410،بحار الانوار ج 34 ص 340،بحار الانوار ج 41 ص 224 الرقم 36،سمط النجوم ج 2 ص 481 الرقم .31

ـ49ـ

2ـأنا أخو المصطفى.

و من كلام له عليه السلام في بيان اخوته مع رسول الله صلى الله عليه‏°‚K 65°‚K و آله،و قرابته له،و تصديقه لرسول الله صلى الله عليه و آله حين ضلالة جميع الناس.

قال جابر بن عبد الله:سمعت عليا عليه السلام ينشد و رسول الله صلى الله عليه و آله يسمع :

«أنا أخو المصطفى لا شك في نسبي‏ 
معه ربيت و سبطاه هما ولدي‏ 
جدي و جد رسول الله منفرد 
و فاطم زوجي لاقول ذي فند (1)  
صدقته و جميع الناس في بهم‏ 
من الضلالة و الاشراك و النكد 
فالحمد لله شكرا لا شريك له‏ 
البر بالعبد و الباقي بلا أمد»

قال:فتبسم رسول الله صلى الله عليه و آله و قال:«صدقت يا علي».

تاريخ دمشق ج 3 ص 299 الرقم 1329،الامالي للطوسي ص 211 الرقم 364،المناقب لابن شهر آشوب ج 2 ص 34،فرائد السمطين ج 1 الرقم 176،كنز العمال ج 13 ص 137 الرقم 36434،بحار الانوار ج 34 ص 410،بحار الانوار ج 40 ص 29 الرقم .57

ـ50ـ

3ـإن رسول الله (ص) رضيني لنفسه أخا.

قال أمير المؤمنين عليه السلام:«الحمد لله،و سلام على رسول الله.

أما بعد:

فان رسول الله صلى الله عليه و آله رضيني لنفسه أخا،و اختصني له وزيرا...».

الارشادـللمفيد (ره) ج 1 ص 276،البحار ج 34 ص 153 الرقم .965

ـ51ـ

4ـقال رسول الله صلى الله عليه و آله:يا علي،أنت أخي و أناأخوك.

قال أمير المؤمنين عليه السلام في حديث المناشدة:

«نشدتكم بالله،هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه و آله مثل ما قال لي:يا علي،أنت أخي و أنا أخوك في الدنيا و الآخرة،و منزلك مواجه منزلي كما يتواجه الاخوان في الخلد؟» .

قالوا:اللهم لا.

الخصال للصدوق ج 2 ص 556 الرقم 31،كتاب سليم بن قيس ص 74،الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص .324

ـ52ـ

5ـقال لي‏[رسول الله (ص) ]:أنت أخي في الدنيا و الآخرة.

قال أمير المؤمنين عليه السلام:«كان لي من رسول الله صلى الله عليه و آله عشر خصال،ما احب أن لي باحداهن ما طلعت عليه الشمس،قال لي:أنت أخي في الدنيا و الآخرة...»

الخصال للصدوق ج 2 ص 428 الرقم 6،الامالي للصدوق المجلس 18 الرقم 8،الامالي للطوسي ص 137 الرقم 222،بحار الانوار ج 39 ص 337 الرقم 6 و ص .352

ـ53ـ

6ـيا رسول الله،آخيت بين أصحابك و تركتني فردا لا أخ لي!

و من كلام له عليه السلام في بيان سروره باخوة رسول الله صلى الله عليه و آله.

قال علي عليه السلام:

«آخى رسول الله صلى الله عليه و آله بين أصحابه،فقلت:

يا رسول الله،آخيت بين أصحابك و تركتني فردا لا أخ لي!فقال:إنما اخترتك لنفسي،أنت أخي في الدنيا و الآخرة،و أنت مني بمنزلة هارون من موسى.

فقمت و أنا أبكي من الجذل و السرور،فأنشأت أقول:

أقيك بنفسي أيها المصطفى الذي‏ 
هدانا به الرحمن من غمة الجهل‏ 
و أفديك حوبائي و ما قدر مهجتي؟ 
لمن أنتمي معه الى الفرع و الأصل‏ 
و من جده جدي و من عمه أبي‏ 
و من أهله ابني و من بنته أهلي‏ 
و من ضمني إذ كنت طفلا و يافعا 
و أنعشني بالبر و العل و النهل‏ 
و من حين آخى بين من كان حاضرا 
دعاني فآخاني و بين من فضلي‏ 
لك الخير اني ما حييت لشاكر 
لإحسان ما أوليت يا خاتم الرسل».

كنز الفوائد للكراجكي ج 2 ص 180،صحيح الترمذي ج 13 ص 169،مناقب آل ابي طالب ج 2 ص 33،الطرائف ص 64 الرقم 66،كشف الغمة ج 1 ص 328،الفصول المهمة ص 21،الصواعق المحرقة ص 120،السيرة الحلبية ج 2 ص 91،بحار الانوار ج 38 ص 338،بحار الانوار ج 34 ص 435 الرقم 80،سمط النجوم ج 2 ص 481 الرقم 30،ينابيع المودة ص .63

ـ54ـ

7ـلقد ذهب روحي حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري

من كلام له عليه السلام في قصة المؤاخاة.

قال علي عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه و آله:

«لقد ذهب روحي،و انقطع ظهري،حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري،فان كان هذا من سخط علي فلك العتبى و الكرامة».

فقال رسول الله صلى الله عليه و آله:«و الذي بعثني بالحق،ما اخترتك إلا لنفسي،فأنت مني بمنزلة هارون من موسى،إلا أنه لا نبي بعدي،و أنت أخي،و وزيري،و وارثي».

قال:فقال‏[علي عليه السلام‏]:«و ما أرث منك يا رسول الله؟».

قال:«ما ورث الانبياء قبلي:كتاب الله و سنة نبيهم،و انت معي في قصري في الجنة،مع ابنتي فاطمة،و أنت أخي و رفيقي»ثم تلا رسول الله صلى الله عليه و آله: إخوانا على سرر متقابلين (2) «المتحابون في الله ينظر بعضهم الى بعض».

تاريخ دمشق ج 1 ص 123 الرقم 148،التذكرة لابن الجوزي ص 23،كشف الغمة ج 1 ص 326،فرائد السمطين ج 1 الرقم 80 و 83،كشف اليقين ص 47،كنز العمال ج 13 ص 105 الرقم 36345،غاية المرام الباب 20 ص 114 الرقم 47،بحار الانوار ج 38 ص 342،الغدير ج 3 ص .115

ـ55ـ

8ـقم،و الله لأرضينك،أنت أخي

قال علي بن أبي طالب عليه السلام:

«طلبني رسول الله صلى الله عليه و آله فوجدني في جدول نائما،فقال:قم،ما ألوم الناس يسمونك أبا تراب.

قال:فرأى كأني وجدت في نفسي من ذلك،فقال:قم، و الله لارضينك،أنت أخي،و أبو ولدي،تقاتل على سنتي و تبرى‏ء ذمتي،من مات في عهدي فهو في كنز (3) الله،و من مات في عهدك فقد قضى نحبه،و من مات يحبك بعد موتك ختم الله‏[له‏]بالأمن و الايمان ما طلعت الشمس أو غربت،و من مات يبغضك مات ميتة جاهلية،و حوسب بما عمل في الاسلام».

مسند ابي يعلى الموصلي ج 1 ص 271 الرقم 524،تاريخ دمشق ج 1 ص 127 الرقم 152،كشف الغمة ج 1 ص 327،مجمع الزوائد ج 9 ص 121،الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 21،الصواعق المحرقة ص 124،كنز العمال ج 13 ص 15 الرقم 36491،بحار الانوار ج 38 ص 343،سمط النجوم ج 2 ص 481 الرقم 32،الغدير ج 6 ص .335

ـ56ـ

9ـفقال‏[رسول الله (ص) ]:هذا أخي قد أتاكم.

إن عليا عليه السلام قال لأهل الشورى:

«أنشدكم بالله،هل تعلمون يوم أتيتكم و أنتم جلوس مع رسول الله صلى الله عليه و آله فقال :هذا أخي قد أتاكم.

ثم التفت الى الكعبة قال:و رب الكعبة المبنية إن هذاو شيعته هم الفائزون يوم القيامة،ثم أقبل عليكم و قال:

أما انه أولكم ايمانا،و أقومكم بأمر الله،و أوفاكم بعهد الله،و أقضاكم بحكم الله،و أعدلكم في الرعية،و أقسمكم بالسوية،و أعظمكم عند الله مزية.

فأنزل الله سبحانه: ان الذين آمنوا و عملوا الصالحات اولئك هم خير البرية (4) فكبر رسول الله صلى الله عليه و آله و كبرتم،و هنأتموني بأجمعكم؟

فهل تعلمون أن ذلك كذلك؟»قالوا:اللهم نعم.

تفسير البرهان ج 4 ص 490،بحار الانوار ج 35 ص 346 الرقم .21

ـ57ـ

10ـانشدكم بالله هل فيكم أحد أخو رسول الله صلى الله عليه و آله غيري؟

من كلام له عليه السلام قاله على سبيل الاحتجاج على أصحاب الشورى:

«قال:انشدكم بالله،هل فيكم أحد أخو رسول الله صلى الله عليه و آله غيري؟إذ آخى بين المؤمنين فآخى بيني و بين نفسه،و جعلني منه بمنزلة هارون من موسى إلا أني لست بنبي».قالوا:لا .

تاريخ دمشق لابن عساكر ج 3 ص 115 الرقم 1140،و ص 118 الرقم 1142،كتاب سليم بن قيس ص 74 و ص 77،الخصال للصدوق ج 2 ص 553 الرقم 31،المسترشد ص 57،الامالي للطوسي ص 333 الرقم 667 و ص 548 الرقم 1168،مناقب ابن المغازلي ص 116 الرقم 155،مناقب الخوارزمي ص 224،الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 322 الرقم 55،فرائد السمطين ج 1 ص 321 الرقم 251،غاية المرام الباب 99 ص .624

تكملة انه (ع) أخو رسول الله (ص)

2ـ«اني لأخو رسول الله،و وزيره...و اني لابن عم رسول الله صلى الله عليه و آله و أخوه ...».

24ـ«أنا عبد الله،و أخو رسول الله صلى الله عليه و آله».

29ـ«ألا اني عبد الله،و أخو رسوله».

35ـ«محمد النبي أخي و صنوي».

43ـ«انه‏[اي رسول الله (ص) ]لم يدع باسمي قط إلا أن يقول:يا أخي،و أدخلوا الي أخي».

46ـ«قال‏[رسول الله (ص) ]:اني لم أسأل الله الليلة شيئا إلا أعطانيه،و لم أسأله لنفسي شيئا إلا سألت لك مثله،و اني دعوت الله عز و جل أن يوأخي بيني و بينك ففعل».

61ـ«و لقد آخى‏[رسول الله (ص) ]بين المسلمين،فما اختار لنفسه أحدا غيري،و لقد قال لي :أنت أخي و أنا أخوك في الدنيا و الآخرة».

63ـ«قال رسول الله (ص) :معاشر أصحابي،أقبلت اليكم الرحمة باقبال علي أخي اليكم...و هو أخي و وصيي...».

68ـ«قال رسول الله (ص) :فانه أخي في الدنيا و أخي في الآخرة».

69ـ«لما آخى رسول الله صلى الله عليه و آله بين أصحابه،آخى بين أبيها[أي أبي بكر]و عمر بن الخطاب،و اختصني باخوته».

91ـ«و الله اني لأخوه،و وليه،و ابن عمه،و وارثه،فمن أحق به مني؟».

96ـ«لا نزلت برسول الله صلى الله عليه و آله شديدة قط...إلا قال:أين أخي علي؟».

98ـ (و في حديث يوم الانذار) :«ثم قال‏[رسول الله (ص) ]:هذا أخي و وصيي...».

99ـ (و في حديث يوم الانذار أيضا) :«فقال‏[رسول الله (ص) ]...فأيكم يبايعني على أن يكون أخي،و صاحبي،و وارثي،و وزيري؟فلم يقم اليه أحد،فقمت اليه و كنت أصغر القوم...».

131ـو انشد علي عليه السلام بعد قتل عمرو بن عبدود:«أخو رسول الله ذي العلامة»

تعليقات

(1) الفند:ضعف الرأي من الهرم.

(2) الحجر: .47

(3) لعل الصحيح هو:في كنف الله.

(4) البينة: .7

حياة اميرالمؤمنين عن لسانه(1) ص 64

الشيخ محمد محمديان


المؤاخاة

في السيرة الحلبية:آخى النبي«ص»قبل الهجرة بين المهاجرين و آخى بين علي و نفسه و قال اما ترضى ان اكون اخاك قال بلى يا رسول الله رضيت قال فأنت اخي في الدنيا و الآخرة«اه» .و انكار ابن تيمية المؤاخاة بين المهاجرين لا سيما مؤاخاة النبي«ص»لعلي معتلا بان المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار انما جعلت لارفاق بعضهم ببعض و التأليف قلوبهم فلا معنى لمؤاخاة مهاجري لمهاجري لا يلتفت اليه لانه كما قال الحافظ ابن حجر رد للنص بالقياس و لانه كما يطلب الارفاق بين المهاجرين و الانصار،و الانصار بعضهم مع بعض،و تأليف قلوب بعضهم ببعض يطلب ذلك بين المهاجرين انفسهم،و في ذلك يقول الصفي الحلي:

انت سر النبي و الصنو و ابن ال 
عم و الصهر و الاخ المستجاد 
لو رأى مثلك النبي لآخا 
ه و الا فاخطأ الانتقاد

و قال ابو تمام:

اخوه اذا عد الفخار و صهره‏ 
فما مثله أخ و لا مثله صهر

ثم آخى رسول الله«ص»بين المهاجرين بعد الهجرة ثم بين عموم المسلمين من المهاجرين و الانصار،فقد تكون بين مهاجري و مهاجري،و انصاري و انصاري،و مهاجري و انصاري و اخذ بيد علي بن ابي طالب كما في السيرة الحلبية فقال هذا اخي فكان رسول الله«ص»و علي اخوين،قال:و في رواية لما آخى بين اصحابه جاء علي تدمع عيناه فقال يا رسول الله آخيت بين اصحابك و لم تؤاخ بيني و بين احد فقال له رسول الله«ص»انت اخي في الدنيا و الآخرة«اه».اما الدكتور محمد حسين هيكل فاقتصر على قوله فكان هو و علي بن ابي طالب اخوين و فلان و فلان اخوين الخ و لم يشر الى ما في هذه المؤاخاة من مغزى كما هو مبنى كتابه و هي اولى بان تكون رمزا الى الميزة على سائر الناس و انه لا تفؤ لمؤاخانه سواه و الى الوزارة التي اثبتها قبل ذلك بقليل لغيره.

في رحاب ائمة اهل‏البيت(ع) ج 1 ص 159

السيد محسن الامين الحسيني العاملي


اخو رسول الله(ص)

المؤاخاة بينه و بين رسول الله«ص»قال ابن عبد البر في الاستيعاب:آخى رسول الله«ص»بين المهاجرين ثم آخى بين المهاجرين و الانصار و قال في كل واحدة منهما لعلي انت اخي في الدنيا و الآخرة و آخى بينه و بين نفسه.و في اسد الغابة:آخاه رسول الله«ص»مرتين فانه آخى بين المهاجرين ثم آخى بين المهاجرين و الانصار بعد الهجرة و قال لعلي في كل واحدة منهما انت اخي في الدنيا و الآخرة ثم روى بسنده عن ابن عمر انه لماورد رسول الله«ص»المدينة آخى بين اصحابه فجاء علي تدمع عيناه فقال يا رسول الله آخيت بين اصحابك و لم تؤاخ بيني و بين احد فقال رسول الله«ص»يا علي انت اخي في الدنيا و الآخرة (و بسنده) عن ابن عمر ان رسول الله«ص»آخى بين اصحابه بين ابي بكر و عمر و بين طلحة و الزبير و بين عثمان و عبد الرحمن بن عوف فقال علي يا رسول الله انك قد آخيت بين اصحابك فمن أخي قال رسول الله«ص»أ ما ترضى يا علي ان اكون أخاك فقال علي بلى يا رسول الله فقال رسول الله«ص»انت اخي في الدنيا و الآخرة (و روى) ابن عبد البر في الاستيعاب بسنده عن ابن عباس قال رسول الله«ص»لعلي انت اخي و صاحبي (و بسنده) عن ابي الطفيل ان عليا قال لهم يوم الشورى أنشدكم الله هل فيكم احد آخى رسول الله«ص»بينه و بينه اذ آخى بين المسلمين غيري قالوا اللهم لا (قال) و روينا من وجوه عن علي انه كان يقول أنا عبد الله و أخو رسول الله«ص»لا يقولها أحد غيري الا كذاب (و روى) النسائي في الخصائص بسنده عن علي انه قال أنا عبد الله و أخو رسول الله و أنا الصديق الاكبر لا يقولها بعدي الا كاذب آمنت قبل الناس بسبع سنين (و بسنده) عن أبي سليمان الجهني سمعت عليا على المنبر يقول انا عبد الله و أخو رسول الله لا يقوم بها الا كذاب مفتر.و في ذلك من ابانة فضله على الكافة و الدلالة على انه لا كفؤ لرسول الله«ص»سواه ما لا يخفى فانه لو وجد النبي«ص»كفؤا له غيره لآخاه دونه و في ذلك يقول الصفي الحلي:

لو رأى مثلك النبي لآخا 
و الا فأخطأ الانتقاد

و يقول المؤلف:

لو رأى مثلك النبي لآخا 
و حاشاه من خطأ الانتقاد

و يقول المؤلف ايضا من قصيدة ثانية:

و اخوه دون الصحابة اذ ك 
ل شبيهين منهم اخوان

و فيه يقول المؤلف ايضا من قصيدة ثالثة:

تخيرك الهادي النبي لنفسه‏ 
أخا حين آخى بينهم فلك الفخر 
فهل كان مذ آخاك مثلك فيهم‏ 
و اخطا انتقاء المصطفى انه الهذر

و يقول ايضا من قصيدة رابعة:

و آخاك من بين الصحاب محمد 
فهل كان خطئا في انتقائك ما فعل

في رحاب ائمة اهل‏البيت(ع) ج 1 ص 42

السيد محسن الامين الحسيني العاملي


ايثاره

قال ابن أبي الحديد:«و أما السخاء و الجود،فحاله فيه ظاهرة،كان يصوم و يطوي و يؤثر بزاده،و فيه انزل:و يطعمون الطعام على حبه مسكينا و يتيما و أسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء و لا شكورا (1) .

و روى المفسرون أنه لم يكن يملك إلا أربعة دراهم فتصدق بدرهم ليلا و بدرهم نهارا و بدرهم سرا و بدرهم علانية،فأنزل فيه:الذين ينفقون أموالهم بالليل و النهار سرا و علانية (2) ،و روي عنه أنه كان يسقي بيده لنخل قوم من يهود المدينة حتى مجلت يده،و يتصدق بالاجرة و يشد على بطنه حجرا.

و قال الشعبىـو قد ذكره عليه السلامـ:«كان أسخى الناس،كان على الخلق الذي يحبه الله السخاء و الجود،ما قال«لا»لسائل قط،و قال عدوه و مبغضه الذي يجتهد في وصمه و عيبه معاوية بن أبي سفيان لمحفن بن أبي محفن الضبي لما قال له:جئتك من عند أبخل الناس،فقال:«ويحك !كيف تقول إنه أبخل الناس؟ (و هوالذي) لو ملك بيتا من تبر،و بيتا من تبن لأنفد تبره قبل تبنه»و هو الذي كان يكنس بيوت الأموال و يصلي فيها،و هو الذي قال:يا صفراء!و يا بيضاء،غري غيري،و هو الذي لم يخلف ميراثا و كانت الدنيا كلها بيده إلا ما كان من الشام (3) ».

روى الحافظ ابن عساكر بسنده عن الأصبغ بن نباتة،عنه عليه السلام:«جاء رجل فقال:يا أمير المؤمنين!أن لي إليك حاجة فرفعتها إلى الله قبل أن أرفعها إليك،فإن أنت قضيتها حمدت الله و شكرتك،و إن أنت لم تقضها حمدت الله و عذرتك،فقال علي:اكتب على الأرض فإني أكره أن أرى ذل السؤال في وجهك،فكتب:إني محتاج،فقال علي عليه السلام:علي بحلة،فاتي بها،فأخذها الرجل فلبسها،ثم أنشأ يقول:

كسوتني حلة تبلى محاسنها 
فسوف أكسوك من حسن الثنا حللا 
إن نلت حسن ثنائي نلت مكرمة 
و لست تبغي بما قد قلته بدلا 
إن الثناء ليحيي ذكر صاحبه‏ 
كالغيث يحيي نداه (4) السهل و الجبلا 
لا تزهد الدهر في زهو (5) تواقعه‏ 
فكل عبد سيجزي بالذي عملا

فقال علي عليه السلام:علي بالدنانير،فاتي بمائة دينار فدفعها إليه،فقال الأصبغ:فقلت :يا أمير المؤمنين!حلة و مائة دينار؟قال:نعم،سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول:«أنزلوا الناس منازلهم»،و هذه منزلة هذا الرجل عندي (6) ».

تعليقات:

(1) الدهر،76:8 و .9

(2) البقرة،2: .274

(3) ابن أبي الحديد:شرح نهج البلاغة،ج 1:ص .20

(4) الندى:العطاء.

(5) الزهو:التيه،و الكبر،و الباطل،و الكذب.

(6) تاريخ ابن عساكر،ج 3:ص .246


قضية سد الابواب

1ـقال رسول الله‏[صلى الله عليه و آله‏]:اني سألت ربي أن يطهر مسجدي بك و بذريتك

عن علي بن الحسين،عن أبيه،عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال:

«أخذ رسول الله صلى الله عليه و آله بيدي و قال:إن موسى سأل ربه أن يطهر مسجده بهارون،و إني سألت ربي أن يطهر مسجدي بك و بذريتك.ثم أرسل الى أبي بكر:أن سد بابك،فاسترجع ثم قال:سمعا و طاعة فسد بابه.

ثم أرسل الى عمر،ثم ارسل الى العباس بمثل ذلك.

ثم قال رسول الله صلى الله عليه و آله:ما أنا سددت أبوابكم و فتحت باب علي،و لكن الله فتح باب علي و سد أبوابكم».

مجمع الزوائد ج 9 ص 114،مناقب ابن المغازلي ص 299 الرقم 343،اللآلي المصنوعة للسيوطي ج 1 ص 351،كنز العمال ج 13 ص 175 الرقم 36521،احقاق الحق ج 5 ص 557،الغدير ج 3 ص .208

ـ71ـ

2ـسد كل باب شارع الى المسجد غير بابي.

من مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام أصحاب الشورى في يوم الشورى:

«...قال عليه السلام:أ تقرون أن رسول الله صلى الله عليه و آله،اشترى موضع مسجده و منازله فابتنى،ثم بنى عشرة منازل،تسعة له،و جعل لي عاشرها في وسطها.و سد كل باب شارع الى المسجد غير بابي،فتكلم في ذلك من تكلم،فقال:ما أنا سددت أبوابكم و فتحت بابه،و لكن الله أمرني بسد أبوابكم و فتح بابه.

و لقد نهى الناس جميعا أن يناموا في المسجد غيري،و كنت اجنب في المسجد،و منزلي و منزل رسول الله صلى الله عليه و آله في المسجد،يولد لرسول الله صلى الله عليه و آله،ولي فيه أولاد؟».

قالوا:اللهم نعم.

قال عليه السلام:«أ فتقرون أن عمر حرص على كوة قدر عينه يدعها من منزله الى المسجد،فأبى عليه ثم قال صلى الله عليه و آله:إن الله أمر موسى أن يبني مسجدا طاهرا لا يسكنه غيره و غير هارون و ابنيه،و إن الله أمرني أن أبني مسجدا طاهرا لا يسكنه غيري و غير أخي و ابنيه؟».

قالوا:اللهم نعم.

كتاب سليم بن قيس ص 74،مناقب الخوارزمي ص 214 و ص 225،فرائد السمطين ج 1 ص 321 الرقم 251،غاية المرام الباب 99 ص .642

ـ72ـ

3ـأ فيكم مطهر غيري،إذ سد رسول الله صلى الله عليه و آله أبوابكم و فتح بابي؟

من كلام له عليه السلام قاله على سبيل الاحتجاج لأهل الشورى:

«انشدكم بالله،أ فيكم مطهر غيري،إذ سد رسول الله صلى الله عليه و آله أبوابكم و فتح بابي؟و كنت معه في مساكنه و مسجده،فقام اليه عمه فقال:يا رسول الله،غلقت أبوابنا و فتحت باب علي؟!قال:نعم،أمر الله بفتح بابه و سد أبوابكم؟».

قالوا:اللهم لا.

تاريخ دمشق ج 3 ص 116 الرقم 1140 و ج 3 ص 119 الرقم 1142،كتاب سليم بن قيس ص 74،الخصال للصدوق ج 2 ص 559 الرقم 31،الامالي للطوسي ص 548 الرقم 1168 و ص 555 الرقم 1169،مناقب ابن المغازلي ص 117 الرقم 155،مناقب الخوارزمي ص 214 و ص 223،فرائد السمطين ج 1 ص 322 الرقم 251،كشف اليقين ص 425،غاية المرام الباب 99 ص .642

تكملة

موضعه (ع) في مسجد رسول الله (ص)

69ـ«انه أوصى صلوات الله عليه و آله بسد أبواب كانت في المسجد لجميع أصحابه إلا بابي،فلما سد باب أبيها[أي أبي بكر]و صاحبه،و ترك بابي مفتوحا في المسجد،تكلم في ذلك بعض أهله،فقال صلى الله عليه و آله:ما أنا سددت أبوابكم و فتحت باب علي،بل الله عز و جل سد أبوابكم و فتح بابه.

فغضب لذلك أبو بكر،و عظم عليه،و تكلم في أهله بشي‏ء سمعته منه ابنته‏[اي عائشة]فاضطغنته علي».

حياة اميرالمؤمنين عن لسانه (1) ص 92

الشيخ محمد محمديان

اضغط للأعلى